منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام
بطاقة تعريف: صافي، لطف الله، - 1297
عنوان واسم المؤلف: منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام/ لطف الله الصافي الگلپایگاني
تحرير الحالة: [ویرایش ؟]
تفاصيل المنشور: قم: موسسة السیدة المعصومة (سلام الله علیها)، 1419ق. = 1377.
مواصفات المظهر: ص 661
ISBN : 964-6197-27-220000ریال ؛ 964-6197-27-220000ریال
حالة الاستماع:القائمة السابقة
لسان : العربية
ملحوظة : مطبعة 1378
ملحوظة : مطبعة 1377
ملحوظة : فهرس: ص 21 - 7؛ أيضا مع الترجمة
مشكلة : محمدبن حسن(عج)، امام دوازدهم، ق 255
ترتيب الكونجرس: BP51/ص 2م 8 1377
تصنيف ديوي: 297/959
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-8581
ص: 1
أحاديث الخلفاء الاثنى عشر... 8
الباب الأوّل الأحاديث الناصّة على الخلفاء الاثنى عشر بالعدد و بأنّهم عدّة نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى... 10
الباب الثاني الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول... 66
ملحق الباب الثاني من هم الخلفاء الاثنا عشر؟... 163
المقام الأوّل في بيان أمور تستفاد من هذه الأحاديث... 164
[نكات مهمّة ترجع إلى معنى لفظ الخليفة و الإمام و الولي]... 166
الاولى [قول الراغب:]... 166
الثانية [القول فى إطلاق لفظ الإمام على كلّ من يؤتمّ به]... 169
الثالثة [المتبادر من لفظ الخليفة]... 171
المقام الثانى في تعيين من تنطبق عليه الأحاديث و معرفة هؤلاء الاثني عشر بأشخاصهم... 172
[أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير أحاديث الاثني عشر:]... 176
أحدها: [أنّ قوله «اثنا عشر» إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني اميّة]... 176
ثانيها: أنّه بعد وفاة المهدي عليه السلام يملك اثنا عشر... 177
ثالثها: [هذا فيمن اجتمع عليه الناس]... 178
الرابع: [هم الخلفاء إلى يوم القيامة و إن لم تتوال أيّامهم]... 182
[الخامس وجود هذا العدد في زمان واحد]... 183
[السادس: أَنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة لا تقوم الساعة حتى يوجدوا]... 183
[السابع: هم المتفرقون فى الخلفاء الراشدين و بني امية بني العباس و ...]... 184
تتمة: الحديث: يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصدّيق ... 185
أمّا سنده: فمن رجاله عبد اللّه بن صالح... 185
ص: 2
و منهم الليث بن سعد... 186
بعض المطالب المهمّة من المجلّد الأوّل من منتخب الأثر... 191
الفهرس للأحاديث الناصّة على أنّ الأئمّة و الخلفاء و النقباء و الأوصياء و ... اثنا عشر حسب مضامينها و مداليلها... 191
[تنبيه مهم]... 193
فهرست مصادر الكتاب/ ج 1... 197
ص: 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على النبي الأمين و سيد المرسلين مولانا أبي القاسم محمد، و آله الطاهرين، صلى اللّه عليه و على الأئمة الاثني عشر خلفائه الهادين المهديّين.
لا ريب في أنّ ما عند المسلمين- بعد الكتاب المبين الذي هو الحبل المتين لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد- من السنّة النبوية و الأحاديث الشريفة المسندة المأثورة عن سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و عن عترته الطاهرة، الذين هم أحد الثقلين اللذين أمرنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالتمسك بهما ثروة علمية كبيرة و تراث ضخم جليل مملوء من المعارف الحقيقية و البرامج التربوية و التعاليم الأخلاقية و السياسية و الاجتماعية، و اصول التقدم و الرقي و حقوق الإنسان، و الحرية و المدنية، و غيرها من التعاليم الصحيحة السليمة و القواعد الحكيمة و المناهج القيّمة القويمة، التي لو تمسّكت البشرية بها ما سقطت في هاوية الفساد و الظلم و الاستكبار و الاستعباد، و لم تقهر و لم يستضعفها جبابرتها الأقوياء(1).
و لم يقع المسلمون فيما وقعوا فيه من الفساد الاجتماعي و التفرّق و التخالف و التخاصم و غلبة الأشرار و سلطة الكفّار و المعيشة الضنك، إلا للإعراض عن هذه المناهج الحكيمة الالهية و جهل بعضهم بقوة هذه التعاليم الرشيدة البنّاءة، و أخذهم بالبرامج الاستيرادية العلمانية الشرقية أو الغربية، فلم يكن حالهم إلا كحال تاجر، خزائنه مملوءة بالجواهر و الأحجار الكريمة و هو غافل عنها و لا يعرف قيمتها، و يشتري من غيره الرمال و الأحجار عوضا عن الجواهر بقيمتها و بذهاب عزّه و مجده و حريته و استقلاله، و لا يفتح خزائنه ليرى أنّ ما يوجد عنده من أنواع الجواهر لا يوجد في سوق من الأسواق و لا عند تاجر من التجّار.
نعم، قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما من شي ء يقرّبكم من الجنّة و يباعدكم من النار الا و قد أمرتكم به، و ما من شي ء يقرّبكم من النار و يباعدكم من الجنة إلا و قد نهيتكم عنه»(2).
ص: 4
إنّ الأحاديث الشريفة تتضمّن جميع ما يحتاج إليه الإنسان، فيجب علينا الاهتمام بها، بدراستها و التفقّه فيها في الكليات و الجامعات و في المحاضرات و جميع المناسبات، و في الصحف و المجلات و الجرائد و الإذاعات و غيرها. و أيم اللّه إنّي لا أظن بأحد درس هذه الأحاديث و ما تحويه من العلوم و المعارف أن يعدل عنها الى غيرها، اللّهم إلا أن يكون في قلبه مرض.
و قد سعت السياسات التي لا ترى من مصلحتها عناية المسلمين بالأحاديث و اهتمامهم بهذه الثروة العلمية و الأنظمة الحكيمة لإخفائها و إبعادها عن واقع حياة المسلمين عقيدة و سياسة و نظاما و أخلاقا، حتّى صار المسلمون سائلين بعد ما كانوا مسئولين و خادمين بعد ما كانوا مخدومين كما وصفهم بذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأنهم (يستخدمون و لا يستخدمون).
ففي البرهة الاولى من الزمان حدثت مصيبة المنع عن تدوين السنّة، و حدثت إلى جانبها مصيبة الاسرائيليات و كان مثل كعب الأخبار بطلها الفذّ من خواص ذوي السلطة و مرجعهم في تفسير القرآن و قصص الأنبياء و الإخبار عن الملاحم و المسائل المهمّة الأخرى.
هذا على رغم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا رأى بعضهم مشغولا بقراءة كتاب من أهل الكتاب أو مطالعته قال: «لو كان موسى حيّا لما وسعه الا اتّباعي».(1) و على رغم وجود إمام مثل علي عليه السّلام الذي هو باب مدينة العلم بنص الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قوله فيه: «علي مع الحقّ و الحقّ معه و لا يفارقه»، و على رغم وجود عترته بينهم التي قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها و في القرآن: «إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».
و في الفترة الثانية التي بدأت من عصر بني أميّة و تكاملت في عصر بني العباس سيّما المأمون جاءت السياسات الحاكمة المعارضة للقوانين الاسلامية التي لا تسمح لأرباب هذه السياسات بسياساتهم الاستضعافية في الحكم و الإدارة و المال و ما يتعلق بالمسلمين و بيت مالهم، جاءت بالفلسفة اليونانية بما يوجد فيها من الآراء الإلحادية و المبادئ التي لا تتفق في النهاية مع رسالة اللّه تعالى و هداية الأنبياء في معرفة اللّه تعالى و أسمائه الحسنى و صفاته الكمالية و أفعاله الحكيمة، و إن أصرّ بعض المشتغلين بها على التوفيق بين المدرستين.
مدرسة الأنبياء و دعوتهم التوحيدية التي قررّها و بيّنها القرآن بأحسن التقرير و أكمل التبيين و التي يتفق الكل عليها و على اصولها القيّمة القويمة، فلم يختلفوا حتى في أصل واحد. و مدرسة الفلاسفة الذين اختلفوا في اصولهم اختلافا كثيرا فلم يجمعوا في المبادئ الأولية على كلمة واحدة و لم يجعلوا أمام البشرية مسلكا مشخصا بمبادئه الفكرية و العملية و لم يهدوها الى حقّ اتفقوا عليه.
ص: 5
و قد اختلفت آراؤهم في المسائل المتعلقة بالمبدإ و المعاد حتى لعلك لم تجد اثنين منهم اتفقا على رأي واحد في جميع هذه المسائل، فلكل منهم مسلك سلكه و طريق يذهب فيه اللّهم إلا المتمسّكين منهم بحبل وحي الأنبياء و المعتمدين على هدايتهم و هداية الأئمة المعصومين عليهم السّلام ممن لم يغتروا بأقوال أصحاب الفلسفة و لم يخوضوا في مباحث لم يأذن الشرع الخوض فيها.
و من سبر كتبهم و اصطلاحاتهم يعرف أنّ منطق الفلاسفة و لغتهم غير لغة الأنبياء و المتشرّعين بشرائعهم.
فاللّه الذي هو خالق الكلّ يفعل ما يشاء، و يبعث الرسل و يجازى العباد على أفعالهم و يرزقهم، و يسمع دعاءهم، و يستجيب لهم، و هو موصوف بالصفات التي وصف هو تعالى نفسه بها، ليس هو ما أسماه الفلاسفة بالعلة الاولى التي لا يصح اطلاق أسماء اللّه الحسنى عليها حقيقة مثل: الخالق و الرازق و الغفار و التواب ... الخ، إلا بالتأويل و التسامح و التجوّز، فليس في أسماء اللّه تعالى ما هو مرادف للعلة الاولى و لا ما مفهومه مفهومها أو مفهوم غيرها مما أطلقه الفلاسفة الذين عبّروا عن اللّه تعالى بالعلة الاولى.
كما يعلم أنّ مفهوم مثل الخالق و الخالقية و المخلوقية و نحوها الذي يبين به الفرق بين اللّه و بين ما سواه ليس مفهوم العلة و العلية و المعلولية الذي يدور عندهم عليه تبيين ربط الحادث بالقديم، على تفاصيل و بيانات مختلفة فلسفية مذكورة في كتب القوم.
و سواء أمكن التوفيق بين ما بنيت عليه دعوة الأنبياء و المعارف القرآنية و المأثورة عن أهل بيت الوحي و الذين هم عدل الكتاب، و ما قرره حكماؤنا الإسلاميون الذين ثبتت استقامة طريقتهم و اعتمادهم في مسالكهم على هداية الكتاب و السنّة أم لم يمكن فلا ريب أنّ المسلمين في دور طويل و قرون متمادية اشتغلوا بالبحث و الجدل حول مسائل لا يمكن إدراكها و الوصول الى حقيقتها، و لم يكلّفهم الشرع البحث عنها، و لم يستضيئوا فيها بأنوار القرآن و ما في الأحاديث من العلوم و المعارف حق الاستنارة و الاستضاءة.
و لو لا عناية جماعة من العلماء الأفذاذ و رجالات التفسير و الحديث و المعارف، و الذين لم يتتلمذوا إلا في مكتب القرآن و الحديث و لم يغترفوا إلا من بحار علوم أهل البيت عليهم السلام و لميسألوا الا أهل الذكر، و لم يأخذوا إلا من أولئك الذين علمهم من علم اللّه تعالى، و عندهم ما نزل إلى الرسل و ما نزل به الروح الامين الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لاندرست آثار النبوة.
نعم، هؤلاء الأعاظم هم تلامذة مدرسة الإسلام و مدرسة القرآن و مدرسة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الإمام أمير المؤمنين و سائر الأئمة عليهم السلام، لهم علينا حقّ كبير عظيم، فقد حفظوا الآثار و المعارف الإسلامية طول القرون و الأعصار حتى وصلت إلينا و هي كيومها الأوّل و زمان بلاغها أقوم المعارف الحقيقة و الإلهية و أتقنها.
ص: 6
هذا و في زماننا، و من عهد قريب، افتتن المسلمون بالفلسفة المادية العلمانية الحديثة، و مال إليها طائفة من المفتونين بالتمدن المادي العلماني الغربي أو الإلحادي الشرقي، فآمنت فئة بالأول و شرذمة بالثاني، و كان وراء هذا الميل أيضا السياسات الاستكبارية الشرقية و الغربية، فزيّنت بلسان عملائها ما حصل لغير المسلمين من الرقيّ الصناعي و التقدم التكنيكي، فظن بعضهم أنّ ذلك معلول لمبادئهم العلمانية، فأخذوا في ترويج الحضارات المادية و المبادئ الماركسية و تشجيع الشباب على رفض الآداب الإسلامية، و عمد عدد من الذين يعدّون أنفسهم من أهل الثقافة و التنوّر الفكري، و من الذين كل ثقافتهم و تنوّرهم ليست إلا الخضوع المفرط أمام المدينة المادية و توهين المبادئ الفكرية الإسلامية، عمدوا الى تفسير اصول الإسلام و مناهجه على الأصول المادية حتى الماركسية الملحدة.
و بالجملة فقد قلب هؤلاء المتسمّون بالمتنوّرين الامور في الإدارة و السياسة و الاقتصاد و التربية و الفنّ و غيرها ظهرا لبطن، و كان بلاؤهم و فتنهم و ما يروّجون من الضلالات باسم الثقافة بلاء عظيما.
الا أن الاسلام بأحكامه البناءة الالهية قام في كل عصر و زمان في وجه الضلالات بكل أساليبها، و ما زال يسجل انتصاراته في هذه المعارك الايديولوجية.
فكتابه العظيم كما كان في عصر نزوله يهدي للتي هي أقوم، فكذلك هو في بعده و في كل العصور و القرون الى قرننا الخامس عشر هذا، و بعده الى آخر الدهر ...
يهدي للتي هى أقوم، فهو دين الهي و وحي سماوي، جاء للبشرية كلها في كل عصورها الى أن يرث اللّه الأرض و من عليها .. دين جاء للبقاء و الخلود، لهداية جميع الأمم، و تحقيق العدل بينها، فهو لا يرضى بتسلط أمة على أمة و لا بلد على بلد، و لا قوم على قوم، و لا ينظر مصلحة شعب دون شعب ...جاء ليختم الحياة على الأرض باقامة دولة العدل الالهي على يد خاتم الأوصياء و الحجج، صلوات اللّه و سلامه عليه، ليكون الدين كله للّه رب العالمين، و تكون الأمم كلها أمة واحدة، لا فرق بين أبيضهم و أسودهم، و أحمرهم و أصفرهم ...
كلهم أمام الحق سواء.
و واجب المسلمين- سيما علماء اليوم، و قد يئست البشرية من جميع المدارس و الايديولوجيات المادية و الأنظمة العلمانية، واجبهم- عرض مبادئ الدين الحنيف الإلهية على البشرية الحائرة، و بيان ما فيه من الطاقات القوية الجامعة الكافلة لجميع ما تحتاج إليه مقتصرا على ما بيّن في الكتاب و السنّة متعلّما عن القرآن و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عترته الطاهرة عليهم السلام.
فيا أيّها المسلمون كونوا شاكرين لهذه النعمة العظمى، و لا تكونوا عنها غافلين أو- و العياذ باللّه- معرضين عنها أو كافرين وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا
ص: 7
يَعْقِلُونَ (1) و اتّقوا من الإلحاد في آيات اللّه و دينه، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(2) فخوضوا في بحار هذه العلوم و استخرجوا ما فيها من الدرر الغالية، و عليكم بالسير و السياحة في رياضها التي عرضها أعرض من السماء و الأرض، فاقتطفوا من أزهارها الجميلة البهية و أثمارها الشهية الروحانية، و خذوا من هذا التراث الإسلامي ما به حياة روحكم و إصابة نظركم و سلامة فكركم و نظام معاشكم و دينكم و دنياكم و لا تبتغوا له بدلا، و كونوا من تلامذة مدرسة الحديث و خرّيجى مدرسة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مدرسة أهل بيته و الأئمة الصادقين من عترته عليهم السّلام. قال اللّه تعالى:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (3).
من الأحاديث التي تطلب إلمام كل باحث بالنظر فيها و دراسة ما قصد منها، بل مما يجب على كل مسلم أن يقف عندها و لا يتجاوزها حتى يدرك مغزاها و يعرف مؤدّاها، الأحاديث المتواترة التي تنصّعلى عدد الخلفاء و الأئمّة و من يملك أمر هذه الأمّة، فإنّها لم تصدر من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لمجرد الحكاية و الإخبار بأمر من الأمور المستقبلة بل لأنّها أمر ديني تجب معرفته و العقيدة به فهى جمل إنشائية أمرية حكمية و ان كان تركيبها جملا خبريه، و هي نصوص على شخصيات ممتازة فذّة لا يوجد لهم مثيل و بديل في الأمّة و هم اثنا عشر، لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد.
و لا ريب أنّ مثل هذا جدير بالتأمّل و التحقيق و البحث عنه لفهم معناه، لأنّ أحاديثه تقع في سلسلة الأحاديث المتواترة التي تنصّ على نظام الإدارة و الحكم بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و على من يلي ولاية الامور، و تبيّن أهمّ ما يدور عليه نظم الامور و بقاء كيان الإسلام و الدفاع عنه و إقامة العدل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حفظ الثغور و أمن البلاد و إجراء الأحكام، و يستفاد منها أنّ اللّه تعالى و نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يهملا هذا الأمر العظيم، و أنّه ليس لأحد عليهما حجة في ذلك إذا لم يبحث عنها بحثا شافيا و لم يهتم بها اهتماما بليغا، و لا يكون مبالغا من قال انّهم تركوا الخوض في هذه الأحاديث شرحا و تفسيرا لأنّه ينتهي إلى ما لا ترضاه الدولة و علماؤها و لم يكن لغير هؤلاء العلماء الحرية في إبداء الرأي في مثل
ص: 8
هذه المسائل، و كان اقلّ عقوبة ذلك السجن الطويل و السوط الشديد، و لذا وقعوا في الحيص و البيص في أمر هذه الأحاديث، فلم يأت من قام بشرحها و تأويلها منهم بشي ء، و اعترف بعضهم بالعجز عن فهمها، فبقيت عند أكثر الأمّة غير معلومة المعنى و حرموا أنفسهم عن الاهتداء بها و ليست هذه أوّل قارورة كسرت في الإسلام.
و ها نحن نشرع- بحول اللّه و قوّته- في إخراج هذه الأحاديث على ترتيب و نظم يشرح بعضها بعضا، و يقوى بعضها بالبعض حتّى لا تحتاج الى مزيد بيان في ذلك، و مع هذا نأتي بشرح مناسب حولها أو حول ما قيل في تفسيرها إن شاء اللّه تعالى.
تنقسم هذه الأحاديث من جهة مضامينها إلى طوائف فينبغي التنبيه عليها:
فطائفة منها تنصّ على العدد فقط و حصر الخلفاء فيه، مثل أحاديث ابن مسعود و أنس، و طائفة من أحاديث جابر بن سمرة.
و طائفة منها تزيد على ذلك «كلّهم من قريش» مثل كثير من أحاديث جابر.
و يوجد فيها: «كلّهم من بني هاشم» أخرجه القندوزي في ينابيع المودة، و السيد علي بن شهاب في المودة القربى.
و الثالثة: ما يدل على أنّهم «عدد نقباء بني إسرائيل و موسى و حواري عيسى».
و الرابعة: و هي الشارحة و المبيّنة للطوائف الثلاث على طوائف:
بعضها يدل على أنّهم «من أهل البيت عليهم السلام».و بعضها يدلّ على أنّ آخرهم المهديّ عليه السلام.
و بعضها يدلّ على أنّ أولهم علي عليه السلام و آخرهم المهديّ عليه السلام.
و بعضها يدلّ على أنّ التسعة منهم من ولد الحسين عليهم السلام «يعني أنّ أولهم علي و ثانيهم و ثالثهم سبطا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الحسن و الحسين، و التسعة الباقية من ولد الحسين عليهم السلام».
و بعضها يدلّ على أنّ التاسع من هذه التسعة هو المهدي عليه السلام.
و طائفة كثيرة منها تصرّح بأسمائهم و أشخاصهم و أوصافهم.
و لا يخفى عليك أنّه ربّما يوجد في بعض أسناد هذه الأخبار الكثيرة علل تمنع من الاعتماد على تلك الرواية منها بعينها إلا أنّه لا اعتناء بذلك لأنّ الاسناد يقوى بعضها بالبعض مضافا إلى كفاية الخالص من العلل.
و ها نحن نشرع في المقصود بعون اللّه الرءوف الودود.
و لا يخفى على القارئ العزيز.
أولا: أنّا لم نعمل في إخراج الأحاديث لاستقصائها و لذلك ربّما استغنينا بذكر بعضها عن البعض.
ص: 9
و ثانيا: إن هذا الجزء هو الجزء الأوّل من كتابنا الكبير في أحاديث مولانا المهدي المنتظر صاحب الزمان عليه السلام المسمّى بمنتخب الأثر أفردناه لفوائده الجمّة المستقلّة المختصّة به و دلالته على عظم أمر الخلافة و شأن الولاية و الإمامة، قال اللّه تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ. و قال تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.
«المؤلف»
1-(1)-
مسند الطيالسي: حدثنا أبو داود قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّ الإسلام لا يزال عزيزا إلى اثنيعشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: كلّهم من قريش.
ص: 10
2-(1)-
مسند الطيالسي: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو سلمة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يخطب و هو يقول: ألا إنّ الإسلام لا يزال عزيزا إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي:
ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
3-(2)-
الفتن: حدثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة «رضي اللّه عنه» قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنا (كذا) عشر خليفة كلّهم من قريش.
4-(3)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا هاشم، ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول، أوقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، فقالوا: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثم يكون الهرج.
5-(4)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا مؤمل بن اسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول:
يكون لهذه الأمّة اثنا عشر خليفة.
6-(5)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حماد بن اسامة، حدثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول في حجّة الوداع: إنّ هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
7-(6)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول في حجّة الوداع: لا يزال هذا الدين ظاهرا على من
ص: 11
ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر أميرا كلّهم، ثم خفي من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، قال: و كان أبي أقرب إلى راحلة رسول اللّه منّي فقلت: يا أبتاه ما الذي خفي من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ قال: يقول:
كلّهم من قريش.
8-(1)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، ثنا داود، عن عامر قال: حدثني جابر بن سمرة السوائي قال:
خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: إنّ هذا الدين لا يزال عزيزا الى اثني عشر خليفة قال: ثم تكلّم بكلمة لم أفهمها و ضجّ الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.9-(2)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا يونس بن محمد، ثنا حماد- يعني ابن زيد-، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بعرفات فقال:
لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر كلّهم، قال: فلم أفهم ما بعد، قال: فقلت لأبي: ما قال بعد ما قال كلّهم؟
قال: كلّهم من قريش.
10-(3)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعرفة فقال:
لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه لا يضرّه من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر كلّهم من قريش ...
11-(4)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني ابي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: جئت أنا و أبي الى النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و هو يقول: لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.
ص: 12
12-(1)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا وكيع، عن فطر، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر مؤاتيا أو مقاربا حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
13-(2)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال هذا الأمرماضيا حتى يقوم اثنا عشر أميرا ثمّ تكلّم بكلمة خفيت عليّ فسألت عنها أبي ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
14-(3)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حماد بن خالد، ثنا ابن ابي ذئب، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد قال:
سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ... الحديث.
15-(4)-
مسند أحمد: ثنا عبد اللّه، ثنا محمد بن ابي بكر بن علي المقدمي، حدثنا يزيد بن زريع، ثنا ابو عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: لا يزال هذاالأمر عزيزا منيعا ينصرون
ص: 13
على من ناواهم عليه الى اثنى عشر خليفة، ثم قال كلمة أصمّنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
16-(1)-
صحيح البخاري: حدثني محمد بن المثنّى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: كلّهم من قريش.
17-(2)-
صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن حصين، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: (ح)، و حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي (و اللفظ له)، حدثنا خالد (يعنى ابن عبد اللّه الطحّان) عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال:
دخلت مع ابي على النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
ص: 14
18-(1)- صحيح مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلّم النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:
ما ذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: كلّهم من قريش. و حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بهذا الحديث و لم يذكر «لا يزال امر الناس ماضيا».
19-(2)-
صحيح مسلم: حدثنا هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال الاسلام عزيزا الى (3)
اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.
20-(4)-
صحيح مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن داود، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة، قال: ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.
21-(5)-
صحيح مسلم: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن أبي زريع، حدثنا ابن عون، (ح) و حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي (و اللفظ له) حدثنا أزهر، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال:
ص: 15
انطلقت الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و معي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها(1)
الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
ص: 16
ص: 17
22-(1)-
صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم (و هو ابن اسماعيل)، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن ابي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشي ء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟22-(2)-
صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم (و هو ابن اسماعيل)، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن ابي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشي ء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟قال: فكتب إليّ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ... الحديث.
23-(3)-
سنن أبي داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا داود، عن عامر، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا الى اثني عشر خليفة فكبّر الناس و ضجّوا، ثم قال كلمة خفيت، قلت لأبي: يا أبة ما قال؟
قال: كلّهم من قريش.
24-(4)-
سنن الترمذي: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، قال: ثمّ تكلّم بشي ء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال:
ص: 18
كلّهم من قريش. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
حدثنا أبو كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مثل هذا الحديث قد روي من غير وجه عن جابر بن سمرة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. يستغرب من حديث أبي بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة.25-(1)-
المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز و أبو مسلم الكشي قالا: ثنا حجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال:
لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة.
حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند ... مثله.
26-(2)-
المعجم الكبير: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، ثنا محمد بن سواء، ثنا سعيد، عن قتادة، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: يكون لهذه الأمّة اثنا عشر قيّما لا يضرّهم من خذلهم ثم همس رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بكلمة لم أسمعها، فقلت لأبي: ما الكلمة التي همس بها النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ قال: كلّهم من قريش.
27-(3)-
المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز و أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن المنهال، و حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا أبو الربيع الزهراني قالا: ثنا حمّاد بن زيد، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يوما فسمعته يقول: لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر كلّهم، ثم لغط الناس فتكلّموا فلم أفهم قوله بعد «كلّهم»، فقلت لأبي. يا أبتاه، ما بعد قوله «كلّهم»؟ قال: كلّهم من قريش.
28-(4)-
المعجم الكبير: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو اسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: سمعت النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في حجّة الوداع يقول: لا يزال هذا الأمر ظاهرا على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتّى يمضي اثنا عشر خليفة من قريش.
ص: 19
29-(1)-
المعجم الكبير: حدثنا يوسف القاضي، ثنا ابو الربيع الزهراني، ثنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمّة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر، و قال كلمة خفيت عليّ و كان أبي أدنى إليه مجلسا منّي، فقلت: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
30-(2)-
المعجم الكبير: حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثنا الحسن بن قزعة، ثنا حصين بن نمير، ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، (عن جابر) قال: انتهيت الى النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مع أبي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذه الأمّة مستقيم أمرها حتى يكون اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة خفية، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.
31-(3)-
المعجم الكبير: حدثنا القاسم بن زكريّا، ثنا محمد بن عبد الحليم النيسابوري، ثنا مبشّر بن عبد اللّه (ح) و حدثنا جعفر بن محمد النيسابوري، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عمر بن عبد اللّه بن رزين، كلاهما عن سفيان بن حسين، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة السوائي قال: جئت مع أبي إلى المسجد و النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يخطب فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال:
كلّهم من قريش.
32-(4)-
المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن داود الأودي، عن عامر و عن أبيه قالا: سمعنا جابر بن سمرة يقول: كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لا يزال هذا الأمر قائما حتى يمضي اثنا عشر أميرا، قال: و قصر بكلمة لم أسمعها قال: فلما سكت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قلت لأبي سمرة: ما الكلمة التي قصر بها؟ قال: كلّهم من قريش.33-(5)-
المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا الحسن بن إدريس الحلواني، ثنا سليمان بن أبي هوذة، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن فرات القزاز، عن عبيد اللّه، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فجلسنا عنده فقال:
ص: 20
لا يزال الإسلام ظاهرا حتى يكون اثنا عشر أميرا أو خليفة كلّهم من قريش.
34-(1)-
المعجم الكبير: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف (ح) و حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا شهاب بن عباد قالا: ثنا إبراهيم بن حميد، عن ابن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة، قال إسماعيل: أظن ظنّا أن أبي قال: كلّهم تجتمع عليه الأمّة.
35-(2)-
المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا فطر، أنا أبو خالد قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يضرّ هذا الدين من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
36-(3)-
المعجم الكبير: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا سهل بن عثمان، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة.
37-(4)-
المعجم الكبير: حدثنا أبو زيد الحوطي، ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (ح) و ثنا احمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن جعفر بن الحارث، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إن هذا الأمر لا يزال ظاهرا لا يضرّه من خالفه حتى يقوم اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش.
ص: 21
38-(1)-
المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، حدثنا ابو جعفر النفيلي، (ح) و حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثني أبي قالا: ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا تزال هذه الأمّة مستقيم أمرها ظاهرة على عدوّها حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، فلمّا رجع إلى منزله أتته قريش قالوا: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثم يكون الهرج.
39-(2)-
المعجم الكبير: حدثنا الحسن بن علوية القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا محمد بن حمير، عن اسماعيل بن عياش، عن جعفر بن الحارث، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع ابي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال:
إنّ هذا الأمر لن يمضي و لا ينقضي حتى ينقضي اثنا عشر خليفة، ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، قلت لأبي: ما الذي قال؟ قال: كلّهم من قريش.
حدثنا محمد بن هشام المستملي، ثنا علي بن المديني، ثني سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مثله.
40-(3)-
المعجم الكبير: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا زيد بن الحريش، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله]و سلّم و هو يخطب على المنبر يقول: اثنا عشر قيّما من قريش لا يضرّهم عداوة من عاداهم، قال: فالتفتّ خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب و أبي في ناس فأثبتوا لي الحديث كما سمعت.
ص: 22
41-(1)-
المعجم الأوسط: حدثنا أحمد قال: حدثنا الحسين قال:
حدثنا سليمان، عن عمرو، عن فرات القزاز، عن عبيد اللّه بن عباد، عن جابر بن سمرة قال: دخلت أنا و أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فصلّى بنا فلمّا سلّم أومأ الناس بأيديهم يمينا و شمالا فأبصرهم فقال: ما شأنكم تقلبون أيديكم يمينا و شمالا كأنّها أذناب الخيل الشمس؟
إذا سلّم أحدكم فليسلّم على من على يمينه و على من [على] يساره، فلمّا صلّوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك، قال: و جلسنا معه فقال: لا يزال الإسلام ظاهرا حتى يكون اثنا عشر أميرا أو خليفة كلّهم من قريش.
42-(2)-
الملاحم لابن المنادي: حدثنا أحمد بن زهير قال: نبأ عبد اللّه بن عمر قال: نبأ سليمان قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ذكر النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم أنه قال: لا يزال الدين منيعا ينصر أهله على من ناواهم الى اثنا (اثني) عشر خليفة. فجعل الناس يقومون و يقعدون فتكلم كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي أو لأخي:
أيّ شي ء قال؟ فقال: كلّهم من قريش.
43-(3)-
المستدرك على الصحيحين: أخرج بسنده عن جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمّة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر خليفة، و قال كلمة خفيت عليّ و كان أبي أدنى إليه مجلسا منّي فقلت: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.44-(4)-
تيسير الوصول: و عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا الى اثني عشر كلّهم من قريش، قيل: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثمّ يكون الهرج.
أخرجه الخمسة إلّا النسائي إلى قوله (من قريش) و أخرج باقيه أبو داود.
45-(5)-
نهاية البداية و النهاية: ثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
ص: 23
46-(1)-
ينابيع المودة: عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول:
بعدي اثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم.
47-(2)-
تاريخ الخلفاء: قال عبد اللّه بن أحمد، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.48-(3)-
الجمع بين الصحيحين: عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ليكونن بعدي اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش.
49-(4)-
فردوس الأخبار: جابر بن سمرة: لا يزال هذا الأمر قائما (حتّى) يمضي اثنا عشر امراء كلّهم من قريش.
50-(5)-
غيبة النعماني: عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثني جرير عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا، قال:
ص: 24
ثم تكلّم بشي ء لم أسمعه فسألت القوم و سألت أبي و كان أقرب إليه منّي، فقال: قال: كلّهم من قريش.
51-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل بالري قال: حدثنا الفضل (فضل بن خ ل) عبد الجبار المروزي قال: حدثنا علي بن الحسن يعني ابن شقيق قال: حدثنا الحسين بن وافد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: إن هذا الأمر لن (لا خ ل) ينقضي حتى يملك اثنا عشر خليفة، و قال كلمة خفية (خفيفة خ ل) فقلت لأبي: ما قال؟
فقال: كلّهم من قريش.52-(2)-
كمال الدين: حدثنا احمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا الوليد بن هشام قال: حدثنا محمد بن ذكوان قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن سيرين، عن جابر بن سمرة قال: كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: يلي هذا الأمر اثنا عشر.
قال: فصرخ الناس فلم أسمع ما قال: فقلت لأبي- و كان أقرب الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم منّي-: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: قال: كلّهم من قريش و كلّهم لا يرى مثله.
53-(3)-
مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال:
ص: 25
كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل:
يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟ فقال عبد اللّه بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم و لقد سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل.
54-(1)-
غيبة النعماني: عن مسدد بن مستورد قال: حدثني حماد بن زيد، عن مجالد، عن مسروق قال: كنا جلوسا الى ابن مسعود بعد المغرب و هو يعلّم القرآن فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أ سألت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يكون لهذه (كم تملك هذه خ) الأمّة من خليفة؟ فقال: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق، نعم و قال:
خلفاؤكم اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل.
55-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه- رحمه اللّه- قال:
حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمارة الثقفي قال: حدثني أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا محمد بن الحسان الضرير التومني (الضرسي خ ل) قال: حدثنا عليّ بن محمد الأنصاري، عن عبد اللّه بن عبد الكريم، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حنش بن المعتمر، عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش.
ص: 26
56-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي- رضي اللّه عنه- قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربّه (قال ابن بابويه خ ل) قال: حدثنا أبو فرحة محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثني (اثنتين خ ل) و ثلاثمائة قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، عن سليمان بن بلال قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنّك لحدث السنّ و إنّ هذا شي ء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم: عهد إلينا أن يكون من بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.57-(2)-
كفاية الأثر: حدثني علي بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم عتاب (غياث خ ل) بن محمد الحافظ قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل (الفضل خ ل) و محمد بن ابي عبيد بن سواد الورّاق الثعلبي (عن الثعلبي خ ل)، عن عبد الغفار بن الحكم قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي، قال غياث (عتاب خ ل): و حدثنا إسحاق بن محمد الانماطي قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن اشعث بن سوار، عن الشعبي، قال عتاب (غياث خ ل): و حدثنا الحسين بن محمد الجواني (الحراني خ ل)، عن أيّوب بن محمد الوزان، حدثنا سعيد بن مسلمة، عن اشعث بن سوار، عن الشعبي، كلّهم قالوا: عن عمّه قيس بن سعد (قيس بن عبيد خ ل سعيد خ ل)- قال أبو القاسم عتاب (غياث خ ل): و هذا
ص: 27
حديث مطرف (مطرق خ ل)- قال: بينما (بينا خ ل) كنّا جلوسا في المسجد و معنا عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال: فيكم عبد اللّه بن مسعود؟ قال: نعم أنا عبد اللّه بن مسعود فما حاجتك؟ قال: يا عبد اللّه أخبركم نبيكم كم يكون فيكم من خليفة؟
فقال: لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد منذ (مذ) قدمت العراق، نعم: اثنا عشر (باثني عشر خ ل) عدّة نقباء بني إسرائيل.
و قال: جرير عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر بعدّة (كعدّة خ ل) نقباء بني إسرائيل:
58-(1)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي المقري، كان يلقّب ب (قطاة) قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى السوسي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا سفيان الثوري، عن جابر، عن الشعبي، عن مسروق قال: سألت عبد اللّه هل أخبرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم بعده خليفة؟ قال: نعم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
59-(2)-
مقتضب الأثر: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم و محمد بن عبد اللّه بن عتاب و محمد بن ثابت الصيلنابي ثلاثتهم قالوا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يملك أمر هذه الأمّة من خليفة بعده؟ فقال له عبد اللّه: ما سألني أحد عنها منذ قدمت العراق، سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل.
60-(3)-
الملاحم: حدثنا علي بن سهل و أحمد بن زهير قالا: أنبأنا محمد بن بكير أبو الحسين الحضرمي قال: نبا يونس بن أبي العفو، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه و اسمه وهب بن عبد اللّه السوائي الكوفي قال: كنت
ص: 28
عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و هو يخطب فقال صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ألا لا يزال أمر أمّتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، قال: و خفض بها صوته، فقال: يا بني كلّهم من قريش (كذا).
61-(1)-
كنز العمّال: لن يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها. (ابن النجار عن أنس).
62-(2)-
الابانة: بإسناده عن عبد اللّه بن اميّة مولى مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فإذا مضوا ساخت (ماجت خ ل) الأرض بأهلها.
63-(3)-
غيبة النعماني: عبد السلام بن هاشم البزاز قال: حدثنا عبد اللّه بن ابي اميّة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لن يزال هذا الأمر قائما إلى اثني عشر قيّما من قريش. ثم ساق الحديث الى آخره.
64-(4)-
كفاية الأثر: حدثنا ابو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة الرقي (الرحى خ ل) بمصر قال: حدثني أبي قال:حدثنا محمد بن
ص: 29
خلاد أبو بكر الباهلي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلّهم من قريش.
65-(1)-
المناقب: و مما رواه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري المحدث بإسناده عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يكون منّا اثنا عشر خليفة ينصرهم اللّه على من ناوأهم لا يضرّهم من عاداهم ... الخبر.
66-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد بن مبدة (عبدة خ ل، مندة خ ل) قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى (التلعكبري خ ل) رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن غياث (الغياث خ ل عتاب خ ل) الكوفي قال:
حدثنا حماد بن أبي حازم المدني قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة (الصلاة خ ل) الاولى ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطّة في بني إسرائيل فتمسّكوا بأهل بيتي بعدي و الائمّة الراشدين من ذرّيتي فإنّكم لن تضلّوا أبدا، فقيل: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ فقال: اثنا عشر من أهل بيتي (أو قال) من عترتي.
ص: 30
67-(1)-
شرح غاية الأحكام: أخرج من رواية أبي بلج عن عمر بن ميمون و حبيب بن يسار، عن جرير بن عثمان و علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، كلّهم عن أبي قتادة قال: سمعت رسول اللّهصلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الائمّة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى عليه السلام.
68-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، عن عبد اللّه بن تمام الكوفي قال:
حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثني الحسين بن عبد برد (أبي برد خ ل) عن يحيى بن يعلى، عن عبد اللّه بن موسى، عن يحيى بن منقذ (منقد خ ل، سعد خ ل)، عن أبي قتادة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: كيف تهلك أمّة أنا أولها و اثنا عشر من بعدي ائمتها، إنّما يهلك فيما بين ذلك ميج (تيح خ ل) الهرج و لست منهم و لا هم منّي.
و رواه أيضا بسند آخر يتّصل الى صدقة بن عبد اللّه، عن هشام، عن أبي قتادة نحوه.
69-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد (البرمكي خ ل) ابن (علي بن خ ل) سعيد (بن علي خ ل) الخزاعي قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن ابي عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم التميمي (التيمي خ ل) قال: حدثنا سيف بن عميرة، عن أبان بن اسحاق الأسدي، عن الصباح بن محمد بن أبي حازم، عن سلمان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول، و منّا مهديّ هذه الأمّة، له غيبة (هيبة خ ل) موسى و بهاء عيسى و حلم (حكم خ ل) داود و صبر أيوب.
قال الشيخ أبو عبد اللّه و هذا (حديث خ ل) غريب قوله عليه السلام:
عدد شهور الحول.
ص: 31
70-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل، حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم العلوي الروياني قال: حدثني عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك قال:حدثني محمد بن عصام السمين (اليميني خ ل)، عن أبيه و عمّه (عميه خ ل) عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي (العميدي خ ل)، عن عليم الأزدي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم قال: كلّهم من قريش، ثم يخرج قائمنا فيشفي (و يشف خ ل) صدور قوم مؤمنين، ألا إنّهم أعلم منكم فلا تعلّموهم، ألا إنّهم عترتي من لحمي و دمي، ما بال أقوام (قوم خ ل) يؤذونني (يؤذوني خ ل) فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.
71-(2)-
كفاية الأثر: بهذا الإسناد (يعني بالاسناد المذكور للحديث السابق عليه بهذا اللفظ: حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه (عبيد اللّه خ ل) الجوهري قال: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم قال: حدثنا الطيالسي أبو الند (أبو الوليد خ ل)، عن أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين (أحدهما خ ل) كتاب اللّه عزّ و جلّ، من اتّبعه كان على الهدى و من تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، اذكركم اللّه في أهل بيتي (قالها خ ل) ثلاث مرّات، فقلت لأبي هريرة: فمن أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته صلبه (أصله خ ل) و عصبته و هم الائمّة الاثنا عشر الذين ذكرهم اللّه في قوله: و جعلها كلمة باقية في عقبه ..(3)
72-(4)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النجوي (النحوي خ ل) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان الغزال (العزال خ ل) قال: حدثنيمحمد بن تيم
ص: 32
(تميم خ ل)، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الغفار بن القاسم (قاسم خ ل)، عن أبي مريم، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد نزلت هذه الآية: إنما أنت منذر و لكل قوم هاد.(1)
فقرأها علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم قال: إنما أنا المنذر، أ تعرفون الهادي؟ قلنا:
لا يا رسول اللّه، فقال: هو خاصف النعل، فطوّلت الأعناق إذ خرج علينا علي عليه السلام من بعض الحجر و بيده نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم التفت إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: ألا إنّه المبلّغ عنّي و الإمام بعدي، و زوج ابنتي و أبو سبطيّ، فنحن أهل بيت أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا من الدنس، يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، و هو الإمام أبو الأئمة الزهر. فقيل: يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟ قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، و منّا مهديّ هذه الأمّة يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا لا تخلو الأرض منهم إلّا ساخت بأهلها.
73-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه قال:
ص: 33
حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي (عن شبث بن غرقد العدوي) قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن العلاء (كريب محمد بن علان خ ل) عن إسماعيل بن صبيح اليشكري، عن شريك بن عبد اللّه (عن شبيب بن فرقد خ ل)، عن المفضّل بن حصين، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلّهم من قريش.
قال أبو المفضّل: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن علي بن زكريّا البصري بهذا الاسناد، و كتبت عنه ببخارا يوم الأربعاء، و كان يوم عاشوراء و كان من اصحاب الحديث إلا أنّه كان ثقة في الحديث و كثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت عليهم السلام.
74-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريّا البغدادي قال: حدثني أبو الحسن علي بن عتبة القاضى قال: حدثنا موسى ابن اسحاق الانصاري قال: حدثنا (ثنا خ ل) عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال: حدثني شداد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس قال: حدثني ابراهيم بن ابي عبلة (عيلة خ ل)، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبع مواطن أهوالهن عظيمة، عند الوفاة، و عند القبر، و عند النشور، و عند الكتاب، و عند الحساب، و عند الميزان، و عند الصراط، فمن أحبّني و أحبّ اهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة، فقيل: يا رسول اللّه فكيف الاستمساك بهم؟ فقال: إنّ الائمّة [من خ ل] بعدي اثنا عشر فمن أحبّهم و اقتدى بهم فاز و نجا و من تخلّف عنهم ضلّ و غوى.
75-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا على بن الحسن بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا جعفر بن علي بن سهل الدقاق الدوري قال:
ص: 34
حدثنا علي بن الحارث المروزي قال: حدثنا أيّوب بن عاصم الهمداني عن حفص بن غياث، عن يزيد، عن مكحول، عن واثلة بن الاسقع قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: لما عرج بي إلى السماء و بلغت سدرة المنتهى ناداني جلّ جلاله فقال لي: يا محمد! قلت:
لبيك سيدي قال: إنّي ما أرسلت نبيّا فانقضت أيّامه إلا أقام بالأمر من بعده وصيّه فاجعل علي بن أبي طالب الإمام و الوصي من بعدك، فإنّي خلقتكما من نور واحد و خلقت الائمّة الراشدين من أنواركما، أ تحبّ أن تراهم يا محمد؟ قلت: نعم يا رب، قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الائمّة بعدي اثنا عشر نورا، قلت: يا ربّ أنوار من هي؟ قال:
أنوار الائمّة بعدك امناء معصومون.
76-(1)-
الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى؛ و محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش (الحريش خ ل)، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عباس: إنّ ليلة القدر في كل سنة و إنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا و أحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون.
77-(2)-
الكافي: و بهذا الاسناد (أي المذكور في الحديث السابق) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأصحابه: آمنوا بليلة القدر إنّها تكون لعليّ بن ابي طالب و لولده الأحد عشر من بعدي.
ص: 35
78-(1)-
المناقب: الباقر عليه السلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: آمنوا بليلة القدر فإنّه ينزل فيها أمر السنة، و إن لذلك الأمر ولاة من بعدي على بن ابي طالب و أحد عشر من ولده عليهم السلام.
(قال) و قد روى نحو ذلك جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و روى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام قريبا منه.
79-(2)-
فرائد السمطين: بسنده المنتهي الى أبي الطفيل قال:
شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي- عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون- حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمّة بكتابهم و أمر نبيّهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه فقال (له الغلام): إياك أعني و أعاد عليه القول، فقال عمر: ما ذاك؟ قال: إنّي جئتك مرتادا لنفسي شاكّا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال: و من هذا الشاب؟
قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و زوج فاطمة بنت رسول اللّه عليهما السلام فأقبل اليهودي على علي بن أبي طالب (ثم ذكر مسائله عن علي عليه السلامو ما أجابه به الى أن قال:) أخبرني عن محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم بعده من إمام عدل؟ و في أيّ جنة يكون و من يساكنه معه في جنّته؟ فقال: يا هاروني إنّ لمحمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم من الخلفاء اثني عشر إماما عادلا لا يضرّهم من خذلهم و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم، و إنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، و يسكن محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في جنّته مع اولئك الاثني عشر إماما العدل، قال: صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و إملاء موسى عمّي عليهما السلام (و ساق الحديث إلى أن قال:) فصاح الهاروني و قطع تسبيحه و هو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له.
ص: 36
80-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا القاضي (أبو الفرج خ ل) المعافا بن زكريّا، عن علي بن عتيبة (عتبة خ ل)، عن أبيه، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي و الخليفة على الأحياء من أمّتي، حربك حربي و سلمك سلمي، أنت الإمام أبو الائمّة أحد عشر من صلبك ائمّة مطهرون معصومون و منهم المهديّ الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا، و الويل لمبغضكم. يا علي لو أن رجلا أحبّ في اللّه حجرا لحشره اللّه معه، و إنّ محبّك و شيعتك و محبّي أولادك الائمّة بعدك يحشرون معك و أنت معي في الدرجات العلى و أنت قسيم الجنة و النار تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار.
81-(2)-
دلائل الامامة: حدثنا أبو المفضّل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الكوفي، عن محمد بن عبد اللّه الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد اللّه بن سنان، عن أخيه محمد بن سنان الزاهري، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين، عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: قال لي: يا علي إذا تم من ولدك أحد عشر إماما فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.
82-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عتبة بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن أبيه قال: لما قتل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (عليه السلام خ ل) رقى الحسن بن علي صلوات اللّه عليهما (عليهما السلام خ ل) المنبر فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة، ثم قام فقال: الحمد للّه الذي كان في أوليته وحدانيا و في أزليّته متعظّما بإلهيّته (بإلهيّة خ ل) متكبّرا بكبريائه و جبروته، خلق جميع ما خلق (ابتدأ ما ابتدع و أنشأ ما خلق خ ل) على غير مثال كان سبق ممّا خلق ربّنا اللطيف بلطف ربوبيّته و يعلم خيره (و بعلم خبره خ ل) فتق و باحكام قدرته خلق جميع ما خلق، و لا زوال لملكه و لا انقطاع لمدّته، فوق كل شي ء علا و من كل شي ء دنا، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الأعلى، احتجب بنوره، و سما في علوّه، و استتر عن خلقه و بعث إليهم شهيدا
ص: 37
عليهم، و بعث (و ابتعث خ ل) فيهم النبيّين مبشرين و منذرين ليهلك من هلك عن بيّنة، و يحيى من حيّ عن بيّنة و ليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيّته بعد ما أنكروه، و الحمد للّه الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت، و عنده (و عند اللّه خ ل) نحتسب عزاءنا في (خير الآباء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عند اللّه نحتسب عزاءنا في) أمير المؤمنين عليه السلام، فلقد اصيب به الشرق و الغرب، و اللّه ما خلّف درهما و لا دينارا إلّا أربعمائة درهم أراد أن يبتاع لأهله خادما، و لقد حدّثني جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته. ما منّا إلّا مقتول أو مسموم ...
الحديث.
83-(1)-
إثبات الرجعة: حدثنا محمد بن ابي عمير، عن حماد بن عيسى، عن أبي شعبة الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمّه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سألت جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الائمّة بعده،فقال: الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم اللّه علمي و فهمي و أنت منهم يا حسن، فقلت: يا رسول اللّه فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال: يا حسن مثله كمثل الساعة أخفى اللّه علمها على أهل السماوات و الأرض لا تأتي إلّا بغتة.
84-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا المعافا بن زكريّا قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري، عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حريز (جرير بن عبد الحميد ظ) عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن قيس بن أبي حازم، عن أمّ سلمة قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قول اللّه سبحانه: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً(3) قال: الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ*. أنا «و الصدّيقين» علي بن أبي طالب «و الشهداء» الحسن و الحسين «و الصالحين» حمزة «و حسن أولئك رفيقا» الائمّة الاثنا عشر بعدي.
ص: 38
85-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثني يحيى بن معين قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبيهلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شفيّ الأصبحي قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة.
86-(2)-
كمال الدين: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرني القاسم بن محمد بن حماد قال:
حدثنا غياث بن ابراهيم قال: حدثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام [عن علي عليه السلام] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ابشروا ثم أبشروا- ثلاث مرّات- إنّما مثل أمّتي كمثل غيث لا يدرى أوّله خير أم (أو خ ل) آخره، إنّما مثل أمّتي (أهل بيتي خ ل) كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها فوج عاما لعلّ آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا و أعمقها طولا و فرعا و أحسنها
ص: 39
حبا (جنى خ ل) و كيف تهلك أمّة أنا أوّلها و اثنا عشر من بعدي من السعداء و أولي الألباب و المسيح عيسى بن مريم آخرها، و لكن يهلك بين ذلك نطح (نتج خ ل) الهرج ليسوا منّي و لست منهم.
87-(1)-
كمال الدين: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الهمداني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه البصري قال: حدثنا ابراهيم بن مهزم، عن ابيه، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّةاثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم اللّه تعالى فهمي و علمي و حكمتي و خلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، مالهم، لا أنالهم اللّه شفاعتي.
88-(2)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن همام أبو علي، عن عبد اللّه بن جعفر، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن أبي المثنّى النخعي، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كيف تهلك امة أنا و علي و أحد عشر من ولدي اولو الآيات (الألباب خ ل) أوّلها، و المسيح بن مريم آخرها و لكن يهلك بين ذلك من لست منه و ليس منّي.
89-(3)-
غيبة الشيخ: جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني، عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه
ص: 40
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي و أحد عشر من ولدي و أنت يا علي زرّ الأرض- أعني أوتادها و جبالها- بنا أوتد اللّه الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها و لم ينظروا.
90-(1)-
المناقب: جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام في خبر طويل في قوله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ ... الآية(2)
فقال: إنّ قوم موسى لمّا شكوا إليه الجدب و العطش استسقوا موسى فاستسقى لهم فسمعت ما قال اللّه له، و مثل ذلك جاء المؤمنون الى جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قالوا: يا رسول اللّه تعرّفنا من الائمّة بعدك؟ فقال عليه السلام- و ساق الحديث إلى قوله-: فإنّك إذا زوجت عليّا من فاطمة خلّفت منها أحد عشر إماما من صلب علي يكونون مع علي اثني عشر إماما كلّهم هداة لامّتك يهتدون بها كل امة بإمام منهم و يعلمون كما علم قوم موسى مشربهم.
91-(3)-
المناقب: في حديث أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدّثون مفهّمون منهم القائم بالحق يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
92-(4)-
الخصال: حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدثنا محمد بن قارن قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: حدثنا سدير قال: حدثني يحيى بن أبي يونس قال: حدثنا أبو نجران أنّ أبا الخلد حدّثه و حلف له عليه أن لا تهلك هذه الأمّة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق.
ص: 41
93-(1)-
كمال الدين: حدثنا عبد اللّه بن محمد الصائغ قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن علي بن زياد قال: حدثنا اسماعيل الطيان قال: حدثنا أبو اسامة قال: حدثني سفيان، عن برد، عن مكحول أنه قيل له: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة؟ قال مكحول: نعم، و ذكر لفظة اخرى.
94-(2)-
المناقب: عن كتاب كشف الحيرة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنشدكم باللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ... السورة فقام سلمان فقال:
يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم الشهداء على الناس الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمّة، قال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟ قال: أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي، قالوا: اللّهم نعم ... الخبر.
95-(3)-
كمال الدين: حدثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي رضي اللّه عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصر، عن الحسن بن موسى الخشّاب قال:
ص: 42
حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري، عن إسماعيل بن همام، عن عمران بن قرة، عن أبي محمد المدني، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش قال:
حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليّا عليه السلام يقول: ما نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ و كتبتها بخطّي و علّمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و دعا اللّه عزّ و جلّ لي أن يعلّمني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه، و لا علما أملاه عليّ فكتبته، و ما ترك شيئا علّمه اللّه عزّ و جلّ من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي و ما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه و حفظته و لم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري و دعا اللّه عزّ و جلّ أن يملأ قلبي علما و فهما و حكمة و نورا، لم أنس من ذلك شيئا و لم يفتني شي ء لم أكتبه.
فقلت: يا رسول اللّه أ تتخوّف عليّ النسيان فيما بعد؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ليس (لست خ ل) أتخوّف عليك نسيانا و لا جهلا و قد أخبرني ربّي جلّ جلاله أنّه قد استجاب لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك. فقلت: يا رسول اللّه و من شركائي من بعدي؟ فقال: الذين قرنهم اللّه عزّ و جلّ بنفسه و بي، فقال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... الآية(1) فقلت: يا رسول اللّه و من هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض كلّهم هادين مهديّين لا يضرّهم من خذلهم، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه، بهم تنصر أمّتي و بهم يمطرون و بهم يدفع عنهم البلاء و يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول اللّه سمّهم لي، فقال: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين عليهما السلام ثم ابن له يقال له: علي و سيولد في حياتك فاقرأه منّي السلام ثم تكمله اثني عشر فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه سمّهم لي رجلا فرجلا فسمّاهم رجلا رجلا، فيهم و اللّه يا أخا بني هلال مهدي أمّة محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و اللّه إني لأعرف من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماءهم و آباءهم و قبائلهم.
96-(2)-
إعلام الورى: حماد بن سلمة، عن أبي الطفيل قال: قال لي عبد اللّه بن عمر: يا أبا الطفيل اعدد اثني عشر خليفة بعد النبي، ثمّ يكون النفث و النفاث.
ص: 43
97-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب قال:
حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد قراءة عليه قال: حدثني محمد بن أبي قيس، عن جعفر الرماني، عن محمد بن أبي القاسم ابن اخت خالد بن مخلد القطواني قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام أنّه نظر الى حمران فبكى ثم قال: يا حمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا، فنسوا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين مرض فأتاه الناس يعودونه و يسلّمون عليه حتى إذا غصّ بأهله البيت جاء علي عليه السلام فسلّم و لم يستطع أن يتخطّاهم إليه و لم يوسّعوا له، فلما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك رفع مخدّته (فخذيه خ ل) فقال: إليّ يا عليّ، فلما رأى الناس ذلك زحم بعضهم بعضا و أفرجوا حتى تخطّاهم و أجلسه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى جانبه، ثم قال: يا أيّها الناس هذا أنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي ما أرى، فكيف بعد وفاتي؟! و اللّه لا تقربون من أهل بيتي قربة إلّا قربتم من اللّه منزلة، و لا تباعدون (منهم) خطوة و تعرضون عنهم إلا أعرض اللّه عنكم، ثم قال: أيها الناس اسمعوا (ما أقوللكم) ألا إنّ الرضا و الرضوان و الحبّ لمن أحبّ عليّا و تولّاه و ائتمّ به و بفضله، و أوصيائي بعده، و حقّ على ربّي أن يستجيب لي فيهم، إنّهم اثنا عشر وصيّا، و من تبعه (تبعني خ ل) فإنّه منّي، إنّي من إبراهيم و إبراهيم منّي، و ديني دينه و دينه ديني، و نسبته نسبتي و نسبتي نسبته و فضلى فضله، و أنا أفضل منه و لا فخر، يصدق قولي قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
ص: 44
98-(1)-
الردّ على الزيدية: أخبرني أبي قال: أخبرني الشيخ أبو جعفر ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين حضرته وفاته فقلت: إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟ فأشار إلى علي عليه السلام فقال: إلى هذا فإنّه مع الحق و الحق معه، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعتي.
99-(2)-
الردّ على الزيدية: عن المفيد، عن محمد بن علي، عن حمزة بن محمد العلوى، عن أحمد بن يحيى الشحّام، عن ابي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، عن أبي بكر محمد بن أبي غياث الأعين، عن سويد بن سعيد الأنباري، عن محمد بن عبد الرحمن بن شردين، عن ابن مثنّى، عن أبيه، عن عائشة، قال: سألتها كم خليفة يكون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت: أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة، قال: فقلت لها: من هم؟ فقالت:
أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلت لها: فاعرضيه، فأبت.
100-(3)-
كمال الدين: حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحكم بن مسكين عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمدعليهما السلام (في حديث طويل ذكر فيه أن يهوديا دخل على عمر و سأله عن مسائل فأرشده الى علي عليه السلام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله) كم لهذه الأمّة من إمام هدى لا يضرّهم من خالفهم؟ قال عليه السلام:
اثنا عشر إماما، قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و املاء موسى عليهما السلام ... الخبر.
ص: 45
101-(1)-
كمال الدين: حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه و محمد بن يحيى العطّار و أحمد بن ادريس، جميعا عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي و يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم، جميعا عن ابن فضّال، عن أيمن بن محرز الحضرمي، عن محمد بن سماعة الكندي، عن إبراهيم بن يحيى المديني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه أسئلة شاب من اليهود من علي عليه السلام و ما أجاب عنها قال: فأخبرني كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و أخبرني أين منزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الجنة و من معه من امّته في الجنة، قال عليه السلام له: أمّا قولك كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم، فإن لهذه الأمّة اثني عشر إماما هادين مهديين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و أما قولك أين منزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الجنة، ففي أفضلها و أشرفها جنة عدن، و أما قولك و من معه في الجنة من أمّته فهؤلاء الاثنا عشر أئمّة الهدى. قال الفتى: صدقت فو اللّه الذي لا إله إلّا هو إنّه لمكتوب عندي بإملاء موسى و خطّ هارون بيده ... الحديث.
102-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه الحسين (الحسن خ ل) بن على رحمه اللّه قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا الحسين بن حمدان، عن عثمان بن سعيد، عن أبي عبد اللّه محمد بن مهران، عن محمد بن اسماعيل الحسني، عن خالد بن المفلس قال: حدثني نعيم بن جعفر، عن ابي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام و هو جالس في محرابه فجلست حتى انثنى و أقبل عليّ بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت: يا مولاي، أخبرني كم يكون الائمّة بعدك؟قال: ثمانية، قلت: و كيف ذاك؟ قال: لأنّ الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين و أنا الرابع، و ثمانية من ولدي ائمّة أبرار، من أحبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى و من أبغضنا و ردّنا أو ردّ واحدا منّا فهو كافر باللّه و بآياته.
103-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: أخبرنا علي بن اسحاق القاضي إجازة أرسلها إليّ مع محمد بن أحمد بن سليمان الكوفي سنة ثلاثة عشر و ثلاثمائة، عن عبد اللّه بن عمر
ص: 46
العلوي (البلوي خ ل) قال: حدثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلا، عن أبيه، عن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: بينا أبي عليه السلام مع بعض أصحابه إذ قام إليه رجل فقال: يا بن رسول اللّه هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون بعده ائمّة؟ فقال: نعم، اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.
104-(1)-
كفاية الأثر: حدثني محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري، عن أحمد بن محمد الهمداني عن القاسم بن محمد بن حماد، عن غياث بن ابراهيم قال: حدثني إسماعيل بن أبي زياد قال: أخبرني يونس بن أرقم، عن أبان بن أبي عياش قال: حدثني سليمان القصري قال: سألت الحسن بن علي عليهما السلام عن الائمّة، فقال عليه السلام: عدد شهور الحول.
105-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد قال:
حدثني علي بن عبد اللّه الخزاعي (الخديجي خ ل)، (عن الحسين بن جعفر خ ل) عن الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر قال: حدثني محمد بن كثير أبو عبد اللّه بياع الهروي، عن محمد بن عبيد اللّه الفزاري (الغزاري خ ل) عن الحسين بن علي بن الحسين قال: سأل رجل أبي عليه السلام عن الائمّة، فقال: اثنا عشر، سبعة من صلب هذا و وضع يده على كتف أخي محمد.
106-(3)-
الكافي: علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل، عن ابي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:إنّ اللّه أرسل محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى الجنّ و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيّا، منهم من سبق و منهم من بقي، و كلّ وصي جرت به سنّة، و الأوصياء الذين من بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على سنّة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر، و كان أمير المؤمنين عليه السلام على سنّة المسيح.
ص: 47
107-(1)-
عيون أخبار الرضا: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه، حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا أبو علي الأشعري عن الحسين بن عبيد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر إماما من آل محمد كلّهم محدّثون بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي بن ابي طالب منهم.
108-(2)-
الكافي: محمد بن يحيى و أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزله بمكة، فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن اثناعشر محدثا، فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبد اللّه عليه السلام؟ فحلّفه مرة أو مرتين إنه سمعه، فقال أبو بصير:
لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السلام.
109-(3)-
الكافي: علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصم عن كرّام قال: حلفت فيما بيني و بين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد، فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقلت له: رجل من شيعتكم جعل للّه عليه ألّا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فقال: فصم إذا يا كرّام، و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا إذا كنت
ص: 48
مسافرا و لا مريضا، فإنّ الحسين عليه السلام لمّا قتل عجت السماوات و الأرض و من عليهما و الملائكة فقالوا: يا ربّنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدّهم عن جديد الأرض بما استحلّوا حرمتك و قتلوا صفوتك، فأوحى اللّه إليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا ثمّ كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد و اثنا عشر وصيّا له عليهم السلام فأخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال: يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضى بهذا أنتصر (لهذا) قالها ثلاث مرّات.
110-(1)-
الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمر (و) بن ثابت، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إنّ اللّه خلق محمدا و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبّحون اللّه و يقدّسونه و هم الائمّة من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
111-(2)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي اللّه عنه قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد اللّه العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيوب، عن الحسن بن محمد بنسماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال: منّا اثنا عشر مهديا.
112-(3)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد اللّه العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيّوب، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن ثابت الصائغ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: منّا اثنا عشر مهديّا مضى ستة و بقي ستة يصنع اللّه بالسادس (في السادس خ ل) ما أحب.
ص: 49
113-(1)-
كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدثني أبي، عن جدي أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان و أبي علي الزراد جميعا، عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام و إنّي لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام و هو غلام فقمت إليه فقبّلته و جلست معه، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا إبراهيم أما أنت فهذا صاحبك (أما إنّه لصاحبك خ ل) من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام و يسعد (فيه خ ل) آخرون، فلعن اللّه قاتله و ضاعف عليه (على روحه خ ل) العذاب، أما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سميّ جدّه و وارث علمه و أحكامه في قضاياه (و فضائله خ ل) معدن الامامة و رأس الحكمة يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له، و لكنّ اللّه عزّ و جلّ بالغ أمره و لو كره المشركون، و يخرج اللّه من صلبه تكملة اثني عشر (إماما خ ل) مهديا اختصهم اللّه بكرامته، و أحلّهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر منهم (المقرّبة خ ل) كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يذبّ عنه، قال: فدخل رجل من موالي بني اميّة فانقطع كلامه (الكلام خ ل) فعدت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام احدى عشرة مرة اريد منه أن يتمّ (يستتم خ ل) الكلام فما قدر (قدرت خ ل) على ذلك، فلمّا كان العام القابل من السنة الثانية دخلت عليه و هو جالس، فقال: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، و بلاء طويل، و جزع و خوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان، حسبك يا إبراهيم، قال إبراهيم: فما رجعت بشي ء هو آنس (أسرّ خ ل) من هذا لقلبي و لا أقرّ لعيني.
114-(2)- الطرائف: قال: و من كتاب تفسير القرآن للسدي- و هو من قدماء المفسرين عندهم و من ثقاتهم- قال: لما كرهت سارة مكان هاجر أوحى اللّه تعالى الى ابراهيم الخليل عليه السلام فقال: انطلق بإسماعيل و امّه
ص: 50
حتى تنزله بيتي التهامي- يعني مكة- فإني ناشر ذرّيته و جاعلهم ثقلا على من كفر بي، و جاعل منهم نبيّا عظيما، و مظهره على الأديان، و جاعل من ذريته اثني عشر عظيما، و جاعل ذريته عدد نجوم السماء.
و نقله في كشف الأستار، و ذكر أن جماعة نقلته عن السدي و قال:
قريب منه ما في التوراة في السفر الأول بعد انقضاء قصّة سارة و ما خاطب اللّه به إبراهيم في أمرها و ولدها من قوله عزّ و جلّ: «و قد أجبت دعائك في إسماعيل و قد سمعتك فيما باركته و سأكثره جدّا جدّا و سيولد منه اثنا عشر عظيما أجعلهم ائمّة كشعب عظيم» كذا في مؤلفات بعض القدماء، و في النسخة الموجودة عندنا: و يولد منه اثنا عشر شريفا و أجعل منه أمّة عظيمة ... الخ، انتهى.
115-(1)- غيبة الشيخ: أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرني أبو علي احمد بن علي المعروف بابن الخضيب الرازي قال: حدثني بعض اصحابنا، عن حنظلة بن زكريا التميمى، عن أحمد بن يحيى الطوسي، عن أبي بكر عبد اللّه بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:
نزل جبرئيل عليه السلام بصحيفة من عند اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها اثنا عشر خاتما من ذهب فقال له: إنّ اللّه تعالى يقرأ عليك السلام و يأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيب من أهلك بعدك يفكّ منها أول خاتم و يعمل بما فيها، فإذا مضى دفعه إلى وصيّه بعده، و كذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحدا بعد واحد، ففعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما امر به ففكّ علي بن ابي طالب عليه السلام أولها و عمل بما فيها، ثمّ دفعها إلى الحسن عليه السلام ففكّ خاتمه و عمل بما فيها و دفعها بعده إلى الحسين عليه السلام، ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ثم واحدا بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم عليهم السلام.
ص: 51
116-(1)-
مقتضب الأثر: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا عبد اللّه بن مسعود قال: حدثنا مخول قال:
حدثنا محمد بن بكر، عن زياد بن منذر قال: حدثنا عبد العزيز بن خضير قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش، ثم تكون فتنة دوّارة، قال: قلت: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ قال:
نعم، سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: و إن على عبد اللّه بن أبي أوفى يومئذ برنس خزّ.
117-(2)-
بصائر الدرجات: حدثنا علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أهل بيتي اثنا عشر محدّثا، فقال لهعبد اللّه بن زيد و كان أخا علي لأمّه: سبحان اللّه كان محدّثا؟- كالمنكر لذلك-، فأقبل عليه أبو جعفر عليه السلام فقال: أما و اللّه إنّ ابن امّك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلمّا قال ذلك سكت الرجل، فقال أبو جعفر عليه السلام:
هي التي هلك فيها أبو الخطاب، لم يدر تأويل المحدّث و النبيّ.
118-(3)-
مقتضب الأثر: و مما روته العامّة عن الحسن بن أبي الحسن البصري في ذلك: حدثني أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم الطستي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن علوية القطّان قال:
ص: 52
حدثني اسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا داود بن الزبرقان و المبارك بن فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه، قال: أتى جبرئيل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال له: يا محمد إنّ اللّه عزّ و جلّ يأمرك أن تزوج فاطمة من علي عليه السلام أخيك، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى علي عليه السلام فقال له: يا علي إنّي مزوّجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين و أحبهنّ إليّ بعدك، و كائن منكما سيّدا شباب أهل الجنة، و الشهداء المضرّجون المقهورون في الأرض من بعدي، و النجباء الزهر الذين يطفي اللّه بهم الظلم، و يحيي اللّه بهم الحق، و يميت بهم الباطل، عدّتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلّي عيسى بن مريم المسيح خلفه.
119-(1)- مقتضب الأثر: و أنشدني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري لسفيان بن مصعب العبدي، و حدثنيه بخبره أحمد ابن زياد الهمداني قال: حدثني علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني ابي، عن الحسن بن علي سجادة، عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي فقال:
جعلني اللّه فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ؟(2)
قال: هم الأوصياء من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الاثنا عشر لا يعرف اللّه إلّا من عرفهم و عرفوه، قال: فما الأعراف جعلت فداك؟ قال: كثائب من مسك عليها رسول اللّه و الأوصياء يعرفون كلا بسيماهم، فقال سفيان: أ فلا أقول في ذلك شيئا؟
فقال من قصيدة:
أيا ربعهم هل فيك لي اليوم مربع *** و هل لليال كنّ لي فيك مرجع
و فيها يقول:
و أنتم ولاة الحشر و النشر و الجزاء *** و أنتم ليوم المفزع الهول مفزع
و أنتم على الأعراف و هي كثائب *** من المسك ريّاها بكم يتضوّع
ص: 53
ثمانية بالعرش إذ يحملونه *** و من بعدهم في الأرض هادون أربع
120-(1)- من لا يحضره الفقيه: روى الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:
دخلت على فاطمة عليها السلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر أحدهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي عليهم السلام.
121-(2)- الهداية: عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في حديث طويل عن أبيه أبي عبد اللّه سيّد الشهداء عليه السلام ذكر فيه إخباره بما يجري عليه و على أهله و أصحابه الى أن ذكر (أي زين العابدين عليه السلام) سؤال زهير بن القين و حبيب بن مظاهر الحسين عليه السلام عنه (أي عن زين العابدين علي عليه السلام) يقولان: يا سيدنا فسيدنا علي- و يشيران إليّ (يعني الى زين العابدين عليه السلام)- ما ذا يكون من حاله؟
فيقول مستعبرا: لم يكن اللّه ليقطع نسلي من الدنيا فكيف يصلون إليه و هو ابو ثمانية أئمّة.
122-(3)-
الإقبال: في حديث طويل عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام في معرفة الهلال صرّح فيه بعدد الائمّة و أنّهم اثنا عشر.
123-(4)-
الفتن: حدثنا عيسى بن يونس، ثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى.
ص: 54
124-(1)-
المسند: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا مع عبد اللّه جلوسا في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل.
125-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا محمد بن رياح (رباح خ ل) الأشجعي، قال: حدثنا محمد بن غالب بن الحارث، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي قال:
حدثنا عبد الكريم، عن ابي الحسن، عن أبي الحرث، عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من أحبني و أهل بيتي كنّا نحن و هو كهاتين- و أشار بالسبابة و الوسطى- ثم قال عليه السلام:
أخي خير الأوصياء، و سبطيّ خير الأسباط، و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالى من صلب الحسين أئمّة أبرارا، و منّا مهديّ هذه الأمّة. قلت:
يا رسول اللّه و كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
126-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي قال: حدثني محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني محمد بن معافا السلماسي، عن محمد بن عامر قال: حدثنا عبد اللّه بن زاهر، عن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حنش بن المعتمر قال: قال أبو ذر الغفاري رحمة اللّه عليه: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أبا ذر ايتني بابنتي فاطمة قال:
فقمت و دخلت عليها و قلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك، قال: فلبّت (فلبست خ ل) منحلها (منجلها خ ل) و أبرزت (و اتزرت خ ل) و خرجت حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلمّا رأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انكبّت عليه و بكت و بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لبكائها و ضمّها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة (مغضوبة خ ل) و سوف يظهر بعدي حسيكة النفاق و يسمل جلباب الدين، و أنت أول من يرد عليّ الحوض.
قال: يا أبه أين ألقاك؟
ص: 55
قال: تلقيني عند الحوض و أنا أسقي شيعتك و محبّيك و أطرد أعداءك و مبغضيك. قالت: يا رسول اللّه فإن لم ألقك عند الحوض؟
قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تلقيني عند الميزان.
قالت: يا أبه و إن لم ألقك عند الميزان؟
قال: تلقيني عند الصراط و أنا أقول: سلم سلم شيعة علي.
قال أبو ذر: فسكن قلبها، ثم التفت إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا أبا ذر إنّها بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين، و بعلها سيد الوصيّين، و ابنيها الحسنو الحسين سيدا شباب أهل الجنّة، و إنّهما إمامان إن قاما أو قعدا، و أبوهما خير منهما، و سوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمّة معصومون قوّامون بالقسط، و منّا مهديّ هذه الأمّة قال: قلت: يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
127-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه احمد بن محمد بن عياش الجوهري قال: حدّثنا محمد بن أحمد الصفواني [قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد اللّه بن مسلمة] قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الحمصي قال: حدثنا ابن حماد، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة الفجر، ثم أقبل علينا فقال: معاشر أصحابي من أحبّ أهل بيتي حشر معنا، و من استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل [فقال: كلّهم من أهل بيتك؟] قال: كلهم من أهل بيتي، تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم.
128-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، عن عبد اللّه بن مسلمة قال: أخبرنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يعقوب بن خالد، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة قال:
خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس من أراد أن يحيا حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب عليه السلام (و ليقتد) بالائمّة من بعده. فقيل: يا رسول اللّه فكم الائمّة من بعدك؟
فقال: عدد الأسباط.
ص: 56
129-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي رحمه اللّه قال:
حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال:
حدثنا داود بن [عمر بن] داهر بن المسيب قال: حدثني صالح بن أبي الأسود، عن حسن بن عبيد اللّه، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه، أوصيكم بتقوى اللّه الذي لا يستغني عنه العباد، فإنّ من رغب بالتقوى هدي في الدنيا، و اعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين، يختطف المقيمين [و] لا يعجزه لحاق الهاربين، يهدم كل لذة و يزيل كل نعمة و يقشع كل بهجة، و الدنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء، و هي حلوة خضرة تحلّت للطالب، فارتحلوا عنها رحمكم اللّه بخير ما يحضركم من الزاد، و لا تطلبوا منها اكثر من البلاغ، و لا تمدّوا أعينكم فيها الى ما متّع به المترفون.
ألا إن الدنيا قد تنكّرت و أدبرت و اخلولقت و آذن (آذنت خ ل) بوداع، ألا و إن الآخرة قد حلّت و أقبلت باطّلاع.
معاشر الناس كأنّي على الحوض أنظر ما يرد عليّ منكم، و سيؤخر اناس دوني، فأقول: يا ربّ منّي و من أمّتي، فيقال: هل شعرت بما عملوا بعدك، و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم.
معاشر الناس أوصيكم اللّه في عترتي و أهل بيتي خيرا، فإنّهم مع الحق و الحقّ معهم، و هم الائمّة الراشدون بعدي و الامناء المعصومون. فقام إليه عبد اللّه بن عباس فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى، تسعة من صلب الحسين و منهم مهديّ هذه الأمّة.
130-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، عن زكريّا، عن سليمان (بن خ ل) جعفر الجعفري قال: حدثنا مسكين بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الصدقة لا تحلّ لي و لا لأهل بيتي، فقلنا: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك و آلك من أهل بيتك؟ قال: أهل بيتي عترتي من لحمي و دمي، هم الائمّة بعدي، عدد نقباء بني إسرائيل.
131-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال: حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال: حدثنا (حدثني خ ل) محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال: حدثني أبو أحمد الطوسي (الشطوي
ص: 57
خ ل) (الستطوي خ ل) و أحمد بن محمد (بن خ ل) المقري (قالا: حدثنا محمد بن نجي خ ل) قال: حدثنا داود بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثنا حرام بن يحيى (نجّى خ ل) الشامي، عن عتبة بن تيهان السلمي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آلهو سلّم: لا يتمّ الإيمان إلّا بمحبتنا أهل البيت، و إنّ اللّه تبارك و تعالى عهد إليّ أنه لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقي، و لا يبغضنا إلّا منافق شقي، فطوبى لمن تمسك بي و بالائمّة الأطهار من ذريتي، فقيل:
يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
132-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل الشيباني، قال: حدثني حيدر (صدر خ ل) بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال حدثنا محمد بن مسعود، عن يوسف بن السخت، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبي أيوب الأنصاري قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا سيد الأنبياء [و علي سيد الأوصياء] و سبطاي خير الأسباط، و منّا الائمّة المعصومون من صلب الحسين عليه السلام و منّا مهديّ هذه الأمّة.
فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد الأسباط و حواري عيسى و نقباء بني إسرائيل.
133-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا محمد بن عمر الجعابي (الجعالي خ ل)، قال: حدثني إسماعيل بن محمد بن شيبة القاضي البصري، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثني يحيى بن خلف الراسي (الراسبي خ ل) عن عبد الرحمن، عن (قال: حدثنا خ ل) يزيد بن الحسن، عن معاوية (معروف خ ل) بن الخربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول على منبره:
معاشر الناس إنّي فرطكم و إنّكم واردون علىّ الحوض أعرض (حوضا عرض خ ل) ما بين بصرى و صنعاء، فيه عدد النجوم قدحانا (قد حان خ ل) من فضة، و أنا سائلكم حين تردون علىّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لن تضلّوا، و لا تبدلوا في عترتي أهل بيتي فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (معاشر الناس كأنّي على الحوض خ ل) أنتظر من يرد عليّ منكم، و سوف تؤخّر اناس دوني، فأقول: يا رب منّي و من أمّتي، فيقال: يا محمد هل شعرت بما عملوا؟ إنّهم ما برحوا بعدك (يرجعون خ ل) على أعقابهم، ثم قال:
ص: 58
أوصيكم في عترتي خيرا- ثلاثا- أو قال: في أهل بيتي. فقام إليه سلمان فقال: يا رسول اللّه أ لا تخبرني عن الائمّة بعدك؟ أما هم من عترتك؟فقال: نعم الائمّة (من خ ل) بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، أعطاهم اللّه علمي و فهمي، فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، و اتبعوهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم.
134-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثني محمد بن أبي بشر قال: حدثني الحسين بن أبي الهيثم، عن هشام بن خالد قال:
حدثنا صدقة بن عبد اللّه، عن هشام عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول- و سأله سلمان عن الائمّة قال-: الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين، و منّا مهديّ هذه الأمّة، ألا إنّهم مع الحق و الحق معهم فانظروا (فانظروني خ ل) كيف تخلفوني فيهم.
135-(2)-
كفاية الأثر: [أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد] قال: حدثنا الحسين (الحسن خ ل) بن علي البزوفري قال: حدثنا محمد (موسى خ ل) بن إسحاق الأنصاري قال: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثنا عيسى بن يونس قال (عن خ ل) ثور- يعني ابن يزيد- عن خالد بن معدان، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنزلوا أهل بيتي بمنزلة الرأس من الجسد و بمنزلة العينين من الرأس، و إنّ الرأس لا يهتدي إلّا بالعينين، اقتدوا بهم من بعدي لن تضلّوا. فسألنا عن الأئمّة قال: (فقال خ ل) الائمّة بعدي من عترتي- أو قال من أهل بيتي- عدد نقباء بني إسرائيل.
136-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن [العطاردي قال: حدثني جدي عبيد اللّه بن الحسن]، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الرقاشي، قال:
حدثنا جعفر بن سلمان الضبعي، عن يزيد الرشك- و يقال: قيس فقير-، عن مطرف بن عبد اللّه، عن عمران بن حصين قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس إنّي راحل عن قريب و منطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا.
فقام إليه سلمان فقال: يا رسول اللّه أ ليس الائمّة بعدك من عترتك؟ قال: نعم الائمّة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، و منا مهديّ هذه الأمّة، فمن تمسّك بهم فقد تمسّك بحبل اللّه، لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، و اتبعوهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم، حتى يردوا عليّ الحوض.
ص: 59
137-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:
حدثنا أبو اسيد أحمد بن محمد بن اسيد المديني (المدني خ ل) باصبهان قال:
حدثنا عبد العزيز بن اسحاق بن جعفر، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي قال: حدثنا الحسين بن علي بن محمد البلوي قال: حدثنا عبد اللّه بن سحح (نجيح خ ل) عن علي بن هاشم، عن علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمران بن حصين يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي، و أنت الإمام و الخليفة بعدي، تعلّم الناس بعدي ما لا يعلمون، و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي، من ذرّيتكم العترة الائمّة المعصومين (المعصومون خ ل) فسأله سلمان عن الائمّة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن محمد بن الحسن قال: حدثنا هارون بن موسى قال:
حدثنا حيدر بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا العباس بن بكار الضبي قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن أبي عبد اللّه الشامي، عن عمران بن حصين و ذكر نحوه.
138-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت القيسي (العبسي خ ل) قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن (عن خ ل) أبي عمارة قال: حدثني حبشي (حبش خ ل) بن معاذ، عن مسلم قال: حدثني حكيم بن جبير، عن أبيه، عن الشعبي، عن أبي جحيفة وهب السوائي، عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول على المنبر- و سألوه عن الائمّة إلّا أنّه لم يذكر سلمان، فقال-: الائمّة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، ألا إنّهم مع الحق و الحق معهم.
139-(3)- كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:
حدثنا الحسين بن علي البزوفري قال: حدثنا يعلى بن عباد قال: حدثنا شعبة بن سعيد بن (عن خ ل) ابراهيم (شعبة عن سعد بن إبراهيم بن سعد بن مالك خ ل) بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
ص: 60
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبي إلّا بعث اللّه إليهم ملكا يسدّدهم، و إنّ من الائمّة بعدي (من ذريتك خ ل) من اسمه اسمي و من هو سميّ موسى بن عمران و إنّ الائمّة بعدي كعدد نقباء بني إسرائيل أعطاهم اللّه علمي و فهمي فمن خالفهم فقد خالفني و من ردّهم و أنكرهم فقد ردّني و أنكرني و من أحبّني (أحبّهم خ ل) في اللّه فهو من الفائزين يوم القيامة.
140-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا مروان بن محمد السحاري قال: حدثنا أبو يحيى التيمي، عن يحيى البكاء، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة، منها فرقة ناجية و الباقون هالكة (الهالكون خ ل هالكون خ ل) و الناجية (و الناجون خ ل) الذين يتمسّكون بولايتكم و يقتبسون من علمكم (عملكم خ ل) و لا يعلمون برأيهم، فأولئك ما عليهم من سبيل، فسألت عن الائمّة، فقال: عدد نقباء بني إسرائيل.
141-(2)- كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن (محمد ابن خ ل) مندة قال: حدثنا ابو الحسين زيد (يزيد خ ل) بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة قال: حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة (عمارة خ ل) قال:
حدثني عفان بن مسلم قال: حدثني حماد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن سداد (شداد خ ل) بن أوس قال: لمّا كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع عليّ و لا أكون عليه، و توقفت عن (على خ ل) القتال الى انتصاف النهار فلمّا كان قرب الليل ألقى اللّه في قلبي أن اقاتل مع علي، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثمّ إنّي أتيت المدينة فدخلت على أمّ سلمة، قالت: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين كنت؟
قلت: يا أمّ المؤمنين إنّي توقفت عن (عند خ ل) القتال الى انتصاف النهار و ألقى اللّه عزّ و جلّ أن اقاتل مع علي. قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من حارب عليّا (فقد خ ل) حاربني و من حاربني (فقد خ ل) حارب اللّه. قلت: فترين أنّ الحق مع علي؟ قالت: إي و اللّه علي مع الحق و الحق معه، و اللّه ما أنصف أمّة محمد نبيّهم إذ قدّموا من أخره اللّه عزّ و جلّ (و رسوله خ ل) و أخّروا من قدّمه اللّه تعالى و رسوله، (و إنّهم خ ل) صانوا حلائلهم في بيوتهم و أبرزوا حليلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
ص: 61
[إلى الفناء] (القتال خ ل و اللّه خ ل) لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: لامّتي فرقة و جعلة (و خلفة خ ل و خلقة خ ل و خلعة خ ل) فجامعوها إذا اجتمعت و إذا (فإذا خ ل) افترقت فكونوا من النمط الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا و إن سالموا فسالموا و إن زالوا فزالوا (فزولوا خ ل) معهم، فإنّ الحقّ معهم حيث كانوا. قلت: فمن أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟ قالت: هم الائمّة بعده كما قال عدد نقباء بني إسرائيل، عليّ و سبطاه (و سبطاي خ ل) و تسعة من صلب الحسين (هم خ ل) أهل بيته، هم المطهّرون و الائمّة المعصومون. قلت: إنا للّه (أما و اللّه خ ل) هلك الناس إذا. قالت: كل حزب بما لديهم فرحون.
142-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل الشيباني قال: حدثني أبو القاسم أحمد بن عامر، عن سليمان الطائي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عمران الكوفى، عن عبد الرحمن بن ابي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله و سلّم: الائمّة بعدي عدد (بعدد خ ل) نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى، من أحبّهم فهو مؤمن و من أبغضهم فهو منافق، هم حجج اللّه في خلقه و أعلامه في بريّته.
143-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي رحمه اللّه [قال:
حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن همام] قال: حدثني جعفر ابن (محمد بن خ ل) مالك الفزاري قال: حدثني الحصين (بن خ ل) علي، عن فرات بن أحنف، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر، عن علي بن الحسين زين العابدين قال: قال الحسن بن علي عليهم السلام:
الائمّة عدد نقباء بني إسرائيل، و منّا مهديّ هذه الأمّة.
144-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:
حدثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين النصيبي قال: حدثني أبو العيناء قال:
حدثني يعقوب بن محمد بن علي بن عبد المهيمن بن (عن خ ل) عباس بن سعد الساعدي، عن أبيه قال: سألت فاطمة صلوات اللّه عليها عن الائمّة، فقالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:
الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل.
ص: 62
145-(1)-
الخصال: حدثنا عتاب بن محمد الوراميني الحافظ قال:
حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغرا قال: حدثنا مجالد، عن عامر، عن مسروق؛ قال عتاب بن محمد: و حدثنا محمد بن الحسين، عن حفص قال: حدثنا حمزة بن عون، عن أبي اسامة، عن مجالد قال: أخبرنا عامر، عن مسروق قال: جاء رجل الى ابن مسعود قال: هل حدثكم نبيكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم يكون بعده من خليفة؟ فقال: نعم، ما سألني عنها أحد قبلك و إنك لأحدث القوم سنّا. قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يكون بعدي عدّة نقباء موسى عليه السلام.
146-(2)- المناقب: في حديث الأعمش عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: فأخبرني يا رسول اللّه هل يكون بعدك نبي؟ فقال:
لا، أنا خاتم النبيين لكن يكون بعدي ائمّة قوّامون بالقسط بعدد نقباء بني إسرائيل ... الخبر.
147-(3)-
الكافي في الفقه: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: عدد الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل.
148-(4)-
تقريب المعارف: ارسل عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله: عدد الأئمّة بعدي عدد نقباء موسى.
ص: 63
ص: 64
ص: 65
الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول (1)
149-(2)-
ينابيع المودة: في المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة- و هو آخر من مات من الصحابة بالاتفاق- عن علي رضي اللّه عنهما قال:
الباب الثاني الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول (3)
149-(4)-
ينابيع المودة: في المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة- و هو آخر من مات من الصحابة بالاتفاق- عن علي رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت وصيّي حربك حربي و سلمك سلمي، و أنت الإمام و أبو الائمّة الأحد عشر الذين هم المطهرون المعصومون، و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا فويل لمبغضيهم، يا علي لو أنّ رجلا أحبّك و أولادك في اللّه لحشره اللّه معك و مع أولادك و أنتم معي في الدرجات العلى، و أنت قسيم الجنة و النار تدخل محبّيك الجنة و مبغضيك النار.
150-(5)- مقتضب الأثر: حدثني أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطّان قال: حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي يعرف بتمتام قال:
حدثنا هلال بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة قال: حدثني حيان بن أبي بشر الغنوي، عن معروف بن خربوذ المكّي قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة الكناني يقول: سمعت عليا عليه السلام يقول: ليلة القدر في كل سنة ينزل فيها على الوصاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما ينزل، قيل له: و من الوصاة يا أمير المؤمنين؟ قال: أنا و أحد عشر من صلبي هم الائمّة المحدّثون، قال معروف: فلقيت أبا عبد اللّه مولى ابن عباس في مكة فحدثته بهذا الحديث، فقال: سمعت ابن عباس يحدّث بذلك و يقرأ: و ما أرسلنا من قبلك من نبيّ و لا رسول و لا محدّث، و قال:
هم و اللّه المحدثون.
ص: 66
151-(1)-
الإرشاد: أبو القاسم (جعفر بن محمد)، عن محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الاثنا عشر الائمّة من آل محمد كلهم محدّث، علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي هما الوالدان.
152-(2)-
كتاب سليم بن قيس: أبان، عن سليم، عن علي عليه السلام في حديث أنه قال: يا سليم إنّ أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي أئمة كلّهم محدّثون، قلت: يا أمير المؤمنين من هم؟ قال: ابني هذاالحسن ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا، و أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين و هو رضيع، ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد، هم الذين أقسم اللّه بهم فقال: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ فالوالد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا، و ما ولد- يعني هؤلاء الأحد عشر أوصياء- قلت: يا أمير المؤمنين فيجتمع إمامان؟ قال: نعم، إلّا أنّ واحدا صامت لا ينطق حتى يهلك الأول ... الحديث.
153-(3)-
فرائد السمطين: باسناده عن عبد اللّه بن حكيم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي لاثنا عشر، أولهم أخي و آخرهم ولدي، قيل: يا رسول اللّه و من أخوك؟
قال: على بن ابي طالب. قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدى الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، و تشرق الأرض بنور ربّها، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.
ص: 67
154-(1)-
فرائد السمطين: بالاسناد عن عبد اللّه بن عباس قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيد المرسلين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و إن اوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم عليهم السلام.
155-(2)-
ينابيع المودة: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي احمد محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن زين العابدين عليبن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين، عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي سلام اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عزّ و جلّ على يديه مشارق الأرض و مغاربها.
156-(3)-
كمال الدين: علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن ابي طالب و آخرهم القائم، هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه على أمّتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن، و المنكر لهم كافر.
157-(4)-
الأمالي للصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال:
ص: 68
حدثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد الأنباري قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضّال، عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أخبرني بعدد الائمّة بعدك، فقال: يا علي هم اثنا عشر أوّلهم أنت و آخرهم القائم.
158-(1)-
مائة منقبة: حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد رحمه اللّه قال: حدثني محمد بن الحسين، عن ابراهيم بن هاشم (هشام خ ل) قال:
حدثني محمد بن سنان قال: حدثني زياد بن المنذر قال: حدثني سعيد (سعد خ ل) بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: معاشر الناس اعلموا أنّ [للّه بابا] من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول اللّه اهدنا الى هذا الباب حتى نعرفه، قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أميرالمؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفته على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحبّ أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام فإنّ ولايته ولايتي و طاعته طاعتي، معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب عليه السلام، معاشر الناس من أراد أن يتولى اللّه و رسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب و الائمّة من ذريتي فإنّهم خزّان علمي.
فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه و ما عدّة الائمّة؟
فقال: يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الاسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض، و عدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، و عدّتهم عدة نقباء بني إسرائيل. قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً فالائمّة يا جابر اثنا عشر (إماما) أولهم علي بن ابي طالب عليه السلام و آخرهم القائم المهدي صلوات اللّه عليهم.
159-(2)-
الاختصاص: عنه- يعني الصدوق- قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن علي بن سالم، عن أبيه [عن سالم بن دينار]، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال:
ص: 69
سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ذكر اللّه عزّ و جلّ عبادة، و ذكري عبادة، و ذكر على عبادة، و ذكر الائمّة من ولده عبادة، و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إنّ وصيي لأفضل الأوصياء و إنّه لحجة اللّه على عباده و خليفته على خلقه و من ولده الائمّة الهداة بعدي، بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض، و بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم، و بهم يسقي خلقه الغيث، و بهم يخرج النبات، اولئك أولياء اللّه حقّا و خلفائي صدقا، عدّتهم عدّة الشهور و هي اثنا عشر شهرا، و عدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا هذه الآية: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) ثم قال: أ تقدّر يا بن عباس أن اللّه يقسم بالسماء ذات البروج، و يعني به السماء و بروجها؟ قلت: يا رسول اللّه فما ذاك؟ قال: أمّا السماء فأنا، و أمّا البروج فالائمّة بعدي أولهم علي و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين.
160-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عيسى القوهستاني قال: حدثنا بدر بن اسحاق بن بدر الانماطي في سوق الليل بمكة، و كان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين و كان من أهل قزوين- في سنة خمس و ستين و مائتين، قال: حدثني أبي اسحاق بن بدر قال: حدثني جدي بدر بن عيسى قال: سألت أبي عيسى بن موسى- و كان رجلا مهيبا- فقلت له: من أدركت من التابعين؟
فقال: ما أدري ما تقول [لي] و لكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يقول: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي الائمّة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما و أنت أولهم، و آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يأتيه الرجل و المال كدس، فيقول: يا مهدى أعطني، فيقول: خذ.
161-(3)-
ينابيع المودة: أخرج صاحب المناقب، حدثنا الحسن بن محمد بن سعد، حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي، حدثنا محمد بن أحمد الهمداني، حدثني أبو الفضل العباس بن عبد اللّه البخاري، حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم، حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب سلام اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي، قال علي: فقلت: يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي، إنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه
ص: 70
المرسلين على ملائكته المقرّبين و فضّلني على جميع النبيين و المرسلين، و الفضل بعدى لك يا علي و للائمة من ولدك من بعدك، فإنّ الملائكة من خدّامنا و خدّام محبينا يا علي، الذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربّهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حواء و لا الجنّة و لا النار و لا السماء و لا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم الى معرفة ربّنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه، لأنّ أول ما خلق اللّه عزّ و جلّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تحميده، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراواحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنّا مخلوقون، و أنّه تعالى منزّه عن صفاتنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا و نزّهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا اللّه و أنّا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلّا اللّه، فلما شاهدوا كبر محلنا كبّرنا لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر فلا ينال مخلوقه عظم المحل إلّا به، فلما شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العزّ و القوّة، قلنا: لا حول و لا قوة إلّا باللّه، لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوة إلّا باللّه فلما شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض طاعة الخلق إيّانا، قلنا: الحمد للّه لتعلم الملائكة أنّ الحمد للّه على نعمته، فقالت الملائكة: الحمد للّه، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد اللّه و تسبيحه و تهليله و تكبيره و تحميده، و إن اللّه تبارك و تعالى خلق آدم عليه السلام فأودعنا في صلبه، و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما و إكراما له، و كان سجودهم للّه عبودية و لآدم إكراما و طاعة لأمر اللّه لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون، و إنه لما عرج بي الى السماء، أذّن جبرئيل مثنى مثنى و أقام مثنى مثنى، ثم قال: تقدّم يا محمد فقلت: يا جبرئيل أتقدّم عليك؟ فقال:
نعم، إنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين، و فضّلك خاصة على جميعهم، فتقدّمت فصليت بهم و لا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور، قال لي جبرئيل: تقدّم يا محمد، و تخلّف هو عنّي فقلت:
يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد، إنّ هذا انتهاء حدّ [ي] الذي وضعني اللّه فيه فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جلّ جلاله، فزج بي النور زجّة(1)
حتى انتهيت إلى حيث ما شاء اللّه من علوّ ملكه، فنوديت: يا محمد أنت عبدى و أنا ربّك فإياي فاعبد و عليّ فتوكل، و خلقتك من نوري و أنت رسولي إلى خلقي و حجّتي على بريتي، لك و لمن اتبعك خلقت جنّتي، و لمن خالفك خلقت ناري، و لأوصيائك أوجبت كرامتي، فقلت: يا رب، و من أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على سرادق عرشي، فنظرت فرأيت اثني عشر نورا و في كل نور سطرا أخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي، أوّلهم علي و آخرهم القائم المهدي، فقلت: يا ربّ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟
ص: 71
فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي و أحبائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريّتي، و هم أوصياؤك، و عزّتي و جلالي لأطهرنّ الأرض بآخرهم المهدي من الظلم و لأملّكنه مشارق الارض و مغاربها ولاسخرنّ له الرياح، و لأذللنّ له السحاب الصعاب و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنّه بجندي و لأمدنّه بملائكتي حتى تعلو دعوتي و يجمع الخلق على توحيدى، ثم لأديمنّ ملكه و لأداولنّ الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة.
162-(1)-
ينابيع المودة: في حديث طويل نقله عن المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في قضية مجي ء يهودي من يهود المدينة إلى علي عليه السلام و سؤالاته عنه قال (اليهودي): أخبرني كم لهذه الامة بعد نبيّها من إمام؟ و أخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة؟ و أخبرني من يسكن معه في منزله؟ قال علي عليه السلام: لهذه الامة بعد نبيّها اثنا عشر إماما لا يضرّهم خلاف من خالفهم، قال اليهودي: صدقت، قال علي عليه السلام: ينزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في جنة عدن و هي وسط الجنان و أعلاها و أقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله، قال اليهودي: صدقت، قال علي عليه السلام: و الذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الائمّة الاثنا عشر أولهم أنا و آخرنا القائم المهدي، قال: صدقت، قال علي عليه السلام: سل عن الواحدة، قال: أخبرني كم تعيش بعد نبيّك و هل تموت أو تقتل؟ قال: أعيش بعده ثلاثين سنة و تخضب هذه- و أشار إلى لحيته- من هذا- و أشار برأسه- فقال اليهودي: أشهد أن لا إله الّا اللّه و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أشهد أنك وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
163-(2)-
شرح غاية الأحكام: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: منّا اثنا عشر مهديّا أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام و آخرهم القائم عليه السلام.
164-(3)-
روض الجنان في تفسير القرآن: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة من بعدي اثنا عشر أولهم علي، و رابعهم علي، و ثامنهم علي، و عاشرهم علي، و آخرهم مهدي.
165-(4)-
المناقب: عن الصادق عليه السلام قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تعالى أخذ ميثاقي و ميثاق اثني عشر إماما بعدي و هم حجج اللّه على خلقه، الثاني عشر منهم القائم الذي يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
ص: 72
166-(1)- فرائد السمطين: بإسناده عن الاصبغ بن نباتة، عن عبد اللّه بن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.
167-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (الحسن خ ل) البزوفري رضي اللّه عنه قال: حدثنا القاضي أبو اسماعيل جعفر بن الحسين البلخي قال: حدثنا شقيق (بن أحمد خ ل) البلخي، عن سماك، عن زيد بن أسلم، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أهل بيتي أمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، قيل: يا رسول اللّه فالائمّة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم [الائمّة] بعدى اثنا عشر [إماما] تسعة من صلب الحسين عليه السلام امناء معصومون، و منّا مهديّ هذه الامة، ألا إنّهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي، ما بال أقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.
168-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا فيض بن المفضّل الحلبي (الجلي خ ل) قال:
حدثني مسعر بن كدام، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم.
169-(4)-
كفاية الأثر: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي قال: حدثنا أبو سلمان (أبو سليمان خ ل) أحمد بن أبي هراسة (أبي هرشة خ ل) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري قال: حدثنا اسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الحميد الأعرج، عن عطاء قال: دخلنا على عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها و نحن زهاء (رهطا ن خ) ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف و قد ضعف، فسلّمنا عليه و جلسنا، فقال لي:
يا عطاء من القوم؟ قلت: يا سيدي هم شيوخ هذا البلد، منهم عبد اللّه بن سلمة بن حضرم (حضرمي خ ل) الطائفي و عمارة بن أبي الأجلح و ثابت بن مالك، فما زلت أعدّ له واحدا بعد واحد ثمّ تقدّموا إليه فقالوا: يا بن
ص: 73
عمّ رسول اللّه إنّك رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سمعت منه ما سمعت، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم (قد خ ل) قدّموا عليّا عليه السلام على غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة، قال: فتنفّس ابن عباس و قال: سمعت رسول اللّه يقول: علي مع الحقّ و الحقّ معه (مع علي خ ل) و هو الإمام و الخليفة من بعدي فمن تمسّك به فاز و نجا، و من تخلّف عنه ضلّ و غوى. يلي تكفيني و غسلي (بلى يكفّنني و يغسلني خ ل) و يقضي ديني و أبو سبطيّ الحسن و الحسين، و من صلب الحسين تخرج الائمّة التسعة، و منّا مهديّ هذه الامة.
فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي: يا بن عمّ رسول اللّه فهلّا كنت تعرّفنا قبل هذا؟ فقال: قد و اللّه أدّيت ما سمعت و نصحت لكم و لكن لا تحبّون الناصحين، ثم قال: اتقوا اللّه عباد اللّه تقية من اعتبر تمهيدا (بهذا خ ل) و اتقى في و جل و كمش في مهل (و هل خ ل) و رغب في طلب و رهب في هرب، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم و تمسّكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيّكم، فإنّي سمعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين، ثم بكى بكاء شديدا، فقال له القوم: أ تبكي و مكانك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكانك؟
فقال لي: يا عطاء إنّما أبكي لخصلتين، هول المطلع و فراق الأحبّة.
ثم تفرّق القوم (عنه خ ل) فقال لي: يا عطاء خذ بيدي و احملني الى صحن الدار (فأخذنا بيده أنا و سعيد و حملناه الى صحن الدار خ ل) ثم رفع يديه الى السماء و قال: اللّهم إنّي اتقرّب إليك بمحمد و آله (و آل محمد خ ل) اللّهم إنّي اتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فاذا هو ميّت رحمة اللّه عليه.
170-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبيد اللّه (عبد اللّه خ ل) الجوهري قال: حدثنا عبد الصمد بن على بن محمد بن مكرم قال: حدثنا الطيالسي أبو الوليد، عن أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قوله عزّ و جلّ: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) قال: جعل الإمام (الإمامة خ ل) في عقب الحسينيخرج من صلبه تسعة من الائمّة و منهم مهديّ هذه الامة، ثم قال عليه السلام: لو أنّ رجلا صفن بين الركن و المقام ثم لقي اللّه مبغضا لأهل بيتي دخل النار.
ص: 74
171-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا هارون بن موسى رحمه اللّه قال: حدثنا أبو الحسن (أبو الحسين خ ل) محمد بن [أحمد بن عيسى بن] منصور الهاشمي قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدثنا أبو ثابت المدني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن سعيد، عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: (يا خ ل) أيها الناس إنّي فرط لكم و إنّكم واردون عليّ الحوض، حوضا عرضه ما بين صنعاء الى بصرى (و بصرى خ ل) فيه قد حان عدد النجوم من فضّة و إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا (ني خ ل) كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب اللّه طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به و لا تبدلوا، و عترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض. فقلت:
يا رسول اللّه من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي و فاطمة عليهما السلام و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرارهم عترتي من لحمي و دمي.
172-(2)-
مائة منقبة: حدثني أبو عبد اللّه محمد بن علي بن زنجويه رحمه اللّه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني جعفر بن سلمة قال:
حدثني ابراهيم بن محمد قال: أخبرنا أبو غسّان قال: حدثني يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي ادريس، عن المسيّب، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: و اللّه لقد خلفني رسول اللّه في امّته فأنا حجّة اللّه عليهم بعد نبيّه، و إنّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض [و] إنّ الملائكة لتتذاكر (ليتذاكرون خ ل) فضلي و ذلك تسبيحها (تسبيحهم خ ل) عند اللّه، أيّها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل (سبيل الرشاد خ ل) و لا تأخذوا يمينا و شمالا فتضلّوا، و أنا وصيّ (رسول اللّه خ ل) نبيّكم و خليفته و إمام (المتقين خ ل) المؤمنين و مولاهم و أميرهم و أنا قائد شيعتي إلى الجنّة و سائق أعدائيإلى النار، أنا سيف اللّه على أعدائه و رحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لوائه و صاحب مقامه و شفاعته، أنا و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، خلفاء اللّه في أرضه و أمناؤه على وحيه و أئمّة المسلمين بعد نبيّه (نبيّهم خ ل) و حجج اللّه على بريّته.
ص: 75
173-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال: حدثني أبو الحسين محمد بن (أبي) عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثني مندل بن علي، عن أبي نعيم، عن محمد بن زياد، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت الإمام و الخليفة بعدي و ابناك سبطاي و ابناك هذان إمامان و سيّدا شباب أهل الجنّة (و هما سيّدا شباب أهل الجنة خ ل) و تسعة من صلب الحسين أئمة معصومون و منهم قائمنا أهل البيت. ثم قال: يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي و أمي يا رسول اللّه من هم؟ قال: أنا على دابة اللّه البراق و أخي صالح على (ناقته خ ل) ناقة اللّه التي عقرت و عمّي حمزة على ناقتي العضباء و أخي علي على ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه، فيقول الآدميون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميّين ليس هذا ملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش، (كذا) هذا الصديق الأكبر (و الفاروق الأعظم خ ل) علي بن أبي طالب عليه السلام.
174-(2)-
كفاية الأثر: علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثني أحمد بن محمد، عن عبد اللّه بن جعفر، عن محمد بن قرضة (فرصد خ ل)، عن شريك، عن الأعمش، عن زيدبن حسّان، (يزيد بن حيّان خ ل) عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت سيد الأوصياء و ابناك سيدا شباب أهل الجنة، و من صلب الحسين يخرج اللّه عزّ و جلّ الائمّة التسعة، فإذا متّ ظهرت لك الضغائن (ضغائن خ ل) في صدور قوم و يمنعونك حقّك و يتمالون عليك (يتمالئون عليك و يمنعون حقّك خ ل).
ص: 76
175-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين البزوفري، (حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري خ ل) [قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الفضل الأنماطي] قال: حدثنا داود بن فضل، عن ابن عائشة، عن أبي عبد الرحمن عن، سعيد بن المسيّب، عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: قال لي أبي: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة عليهم السلام بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين، و منّا مهدي، هذه الامة، من تمسّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل اللّه و من تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه.
176-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثني إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن (بن خ ل) أبي امامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش، تسعة من صلب الحسين و المهديّ منهم.
177-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن علي بن معمر قال: حدثني عبد اللّه بن معبد قال: حدثنا موسى بن ابراهيم الممتع قال: حدثني عبد الكريم بن هلال، عن أسلم، عن أبي الطفيل، عن عمّار قال: لما حضر (ت، خ ل) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الوفاة دعا بعلي فسارّه طويلا ثم قال: يا علي أنت وصيي و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و غصبت (و غصب خ ل) على حقّك (حقد خ ل) فبكت فاطمة عليها السلام و بكى الحسن و الحسين فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان ممّ بكاؤك؟ قالت: يا أبة أخشى الضيعة بعدك. قال: أبشري يا فاطمة، فإنّك أول من يلحقني من أهل بيتي، و لاتبكي و لا تحزني، فإنّك سيدة نساء أهل الجنة، و أباك سيد الأنبياء و ابن عمّك سيد (خير خ ل) الأوصياء، و ابناك سيدا شباب أهل الجنة، و من صلب الحسين عليه السلام يخرج اللّه الائمّة التسعة مطهرون معصومون، و منّا مهديّ هذه الامة.
ثم التفت الى علي عليه السلام فقال: يا علي لا يلي غسلي و تكفيني غيرك، فقال علي عليه السلام: يا رسول اللّه من يناولني الماء؟ فإنّك رجل ثقيل لا أستطيع أن اقلّبك، فقال: إنّ جبرئيل معك و الفضل يناولك الماء و ليغطّ عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي إلّا انفقأت عينيه (عيناه خ ل).
ص: 77
قال: فلما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه، فلما أن غسله و كفّنه أتاه العباس فقال: يا علي إنّ الناس قد أجمعوا (اجتمعوا خ ل) أن يدفنوا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالبقيع و أن يؤمهم رجل واحد، فخرج علي إلى الناس فقال:
أيها الناس إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إمامنا (إماما خ ل) حيّا و ميتا، و هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعن من جعل القبور مصلّى و لعن من جعل مع اللّه إلها آخر و لعن من كسر رباعيته و شق لثته. قال: فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت قال: فإنّي أدفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في البقعة التي قبض فيها، قال: ثم قام على الباب فصلّى عليه، و أمر الناس عشرا عشرا يصلّون عليه ثم يخرجون.
178-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي [بالبصرة]، عن محمد بن زكريّا (الغلابي خ ل)، عن أحمد بن عيسى بن زيد، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن أبي نضرة (بصير خ ل) (نصيرة خ ل)، عن حكيم بن جبير، عن علي بن زيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن مالك أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي تقضي ديني و تنجز عداتى (عدتي خ ل) و تقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا علي حبّك إيمان و بغضك نفاق و لقد نبأني اللطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمّة معصومون مطهرون، و منهم مهديّ هذه الامة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت (به خ ل) في أوله.
179-(2)- كفاية الأثر: علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد قال: حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي قراءة عليه قال: حدثنا عبد اللّه بن محمد قال: حدثنا يحيى الصوفي (الصولي خ ل)، عن علي بن ثابت، عن رزين بن حبيب (رزين بن حبش خ ل)، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
ص: 78
إنّ هذا الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين عليه السلام أعطاهم اللّه علمي و فهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.
180-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل قال: حدثني أبو القاسم عبد اللّه ابن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أحمد بن عيدان (عبدان خ ل) قال: حدثني سهل (أسهل خ ل) بن صيفي (صيغي خ ل)، عن موسى بن عبد ربّه قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذلك في حياة أبيه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (يقول خ ل): أول ما خلق اللّه عزّ و جلّ حجبه فكتب على حواشيها (أركانه خ ل): لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه. ثم خلق العرش فكتب على أركانه: لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه، ثم خلق الأرضين فكتب على أطوادها (أطوارها خ ل): لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيّه، ثمّ خلق اللوح فكتب على حدوده: لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه، فمن زعم أنّه يحبّ النبي و لا يحبّ الوصي فقد كذب، و من زعم أنه يعرف النبي و لا يعرف الوصي فقد كفر، ثم قال: ألا إنّ أهل بيتي أمان لكم فأحبّوهم بحبّي (لحبي خ ل) و تمسّكوا بهم لن تضلّوا. قيل: فمن أهل بيتك يا نبي اللّه؟ قال: علي و سبطاي و تسعة من ولد الحسين أئمة (أبرار خ ل) امناء معصومون، ألا إنهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي.
181-(2)- كفاية الأثر: علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي ببغداد قال: حدثني الحسين بن حمدان الخصيبي (الحصيبي خ ل) (الحضيني خ ل) قال: حدثني عثمان بن سعيد العمري، قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن مهران، قال:
حدثني محمد بن اسماعيل الحسيني (الحسني خ ل)، قال: حدثني خلف بن المفلس، قال: حدثني نعيم بن جعفر، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو متفكّر مغموم فقلت: يا رسول اللّه مالي أراك متفكرا؟ فقال: يا بني إنّ الروح الأمين قد أتاني فقال: يا رسول اللّه! العليّ الأعلى يقرؤك السلام و يقول: إنّك قد قضيت (قضت خ ل) نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند على بن أبى طالب فإني لا أترك الأرض إلّا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي فإنّي لم أقطع علم (على خ ل) النبوة من الغيب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم قلت: يا
ص: 79
رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال: أبوك علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و خليفتي و يملك بعد علي الحسن ثم تملكه (تملك خ ل) أنت و تسعة من صلبك، يملكه اثنا عشر إماما ثم يقوم قائمنا(1)
يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من (هم خ ل) شيعته.
182-(2)-
كفاية الأثر: (حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو محمد خ ل) عن الحسين بن محمد ابن أخي طاهر (قال: حدثنا أحمد بن علي خ ل) قال حدثني عبد العزيز بن الخطاب، عن (علي خ ل) ابن هاشم، عن محمد بن أبي رافع، عن سلمة بن شبيب (شيث خ ل)، عن القعنبي (القبتي خ ل القعيتي خ ل)، [عن] عبد اللّه بن مسلم المديني (المدني خ ل)، عن أبي الاسود، عن أمّ سلمة رضي اللّهعنها قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (يقول ن خ): الائمّة بعدي (اثنا عشر خ ل) عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين، أعطاهم اللّه علمي و فهمي فالويل لمبغضهم.
183-(3)-
كفاية الأثر: و باسناده (يعني الاسناد المتقدم) قالت:
(يعني أمّ سلمة رضي اللّه عنها) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى وهب لك حبّ المساكين و المستضعفين (في الأرض خ ل) فرضيتهم (فرضيت بهم خ ل) إخوانا و رضوا بك إماما فطوبى لك و لمن أحبّك و صدق فيك، و ويل لمن أبغضك و كذب عليك، يا علي أنا مدينة العلم (أنا المدينة خ ل) و أنت بابها و ما يؤتى المدينة إلّا من بابها (و ما تؤتى المدينة إلّا من الباب خ ل) يا علي أهل مودتك كل أوّاب حفيظ، و أهل ولايتك كل اشعث ذي طمرين، لو أقسم على اللّه عزّ و جل لأبرّ قسمه، يا علي إخوانك في أربعة أماكن فرحون: عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم، و عند المسألة في قبورهم، و عند الحوض، و عند الصراط، يا علي حربك حربي و حربي حرب اللّه، من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه، يا علي بشّر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضيك لهم (و رضوك لهم خ ل) قائدا و رضوا بك وليّا، يا علي أنت مولى
ص: 80
المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين، و أنت أبو سبطيّ و أبو الائمّة التسعة (تسعة خ ل) من صلب الحسين، و منّا مهديّ هذه الامة، يا علي شيعتك المنتجبون، و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين (دين اللّه خ ل).
184-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:
حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي العبدي (الفيدي خ ل) عن علي بن سعد بن مسروق، عن عبد الكريم بن هلال (بن أسلم خ ل) المكّي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر (رضي اللّه عنه) قال: سمعت فاطمة عليها السلام تقول: سألت أبي عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى:وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ (2) قال: هم الائمّة بعدي علي و سبطاي و تسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلّا من يعرفهم و يعرفونه، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و ينكرونه، لا يعرف اللّه إلّا بسبيل معرفتهم.
185-(3)-
الأمالي: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن ابن ابي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنّك تدعى أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم؟ قال: اللّه جلّ جلاله أمّرني عليهم، فجاء الرجل الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه أ يصدق علي فيما يقول إن اللّه أمّره على خلقه؟
فغضب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم قال: إنّ عليا أمير المؤمنين بولاية من اللّه عزّ و جلّ، عقدها له فوق عرشه، و أشهد على ذلك ملائكته، إنّ عليا خليفة اللّه و حجّة اللّه و إنّه لإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة اللّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني، و من عرفه فقد عرفني، و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي، و من دفع فضله فقد تنقّصني، و من قاتله فقد قاتلني، و من سبّه
ص: 81
فقد سبّني، لأنّه منّي خلق من طينتي و هو زوج فاطمة ابنتي و أبو ولديّ الحسن و الحسين، ثم قال: أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه و أولياؤنا أولياء اللّه.
186-(1)-
الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليمانى، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عنعمر بن اذينة؛ و علي بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن [أبان] بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال:
سمعت عبد اللّه بن جعفر الطيار يقول: كنّا عند معاوية أنا و الحسن و الحسين و عبد اللّه بن عباس و عمر بن أمّ سلمة و اسامة بن زيد، فجرى بيني و بين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه على بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا حسين، ثم تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين، قال عبد اللّه بن جعفر: و استشهدت الحسن و الحسين و عبد اللّه بن عباس و عمر بن أمّ سلمة و اسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية، قال سليم: و قد سمعت ذلك من سلمان و أبي ذر و المقداد و ذكروا أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
187-(2)-
مناقب أهل البيت عليهم السلام: حدثنا زرات بن يعلى بن أحمد البغدادي قال: أخبرنا أبو قتادة، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن بكير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا
ص: 82
رسول اللّه من الخليفة بعدك حتى نعلمه؟ قال: [يا] سلمان، أدخل عليّ أبا ذر و المقداد و أبا أيوب الأنصاري، و أمّ سلمة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وراء الباب ثم قال: اشهدوا و افهموا عنّي: إنّ علي بن أبي طالب عليه السلام وصيّي و وارثي، و قاضي ديني و عدتي، و هو الفاروق بين الحقّ و الباطل، و هو يعسوب المسلمين و امام المتقين و قائد الغرّ المحجّلين و الحامل غدا لواء رب العالمين هو و ولد [ا] ه من بعده، ثم من الحسين ابني أئمّة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة، أشكو إلى اللّه جحود أمّتي لأخي و تظاهرهم عليه ... الحديث.
188-(1)-
الأمالي للشيخ المفيد: قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، (قال: حدثني) أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن مفضّلبن عمر الجعفي، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعليّ بن أبي طالب: يا علي أنا و أنت و ابناك الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين أركان الدين و دعائم الاسلام، من تبعنا نجا و من تخلّف عنّا فإلى النار.
189-(2)-
غيبة النعماني: و بإسناده (يعني أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس الموصلي عن رجالهم) عن عبد الرزاق بن همام قال:
حدثنا معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس أنّ عليا قال لطلحة:- في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين و الانصار بمناقبهم و فضائلهم- يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضلّ الامة بعده و لا تختلف، فقال صاحبك ما قال: «إنّ رسول اللّه يهجر» فغضب رسول اللّه و تركها؟ قال: بلى قد شهدته، قال: فإنكم لمّا خرجتم اخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالذي أراد أن يكتب فيها و يشهد عليه العامّة و أنّ جبرئيل أخبره بأن اللّه قد علم أنّ الأمّة ستختلف و تفترق ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف و أشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان الفارسي و أبا ذر و المقداد، و سمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر المؤمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسمّاني أولهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين. كذلك يا أبا ذر و أنت يا مقداد؟ قالا: نشهد بذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال طلحة: و اللّه لقد سمعت من رسول
ص: 83
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لأبي ذر: ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق و لا أبرّ من أبي ذر، و أنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلّا بالحقّ و أنت أصدق و أبرّ عندي منهما.190-(1)- كتاب سليم بن قيس: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (في حديث طويل أخرجه فيه): أيها الناس إنّ اللّه نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي اثني عشر وصيّا من أهل بيتي و هم خيار أمّتي منهم أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد، كلما هلك واحد قام واحد منهم، مثلهم كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم لأنهم أئمّة هداة مهتدون لا يضرّهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم، بل يضرّ اللّه بذلك من كادهم و خذلهم فهم حجّة اللّه في أرضه و شهداؤه على خلقه، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ حوضي. أول الائمّة علي عليه السلام خيرهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين، و امّهم ابنتي فاطمة صلوات اللّه عليهم ... الحديث.
191-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا عبد اللّه بن معبد (معيد خ ل) قال: حدثني محمد بن علي بن طريف الحجري قال: حدثنا عبد الرحمن بن ابي نجران، عن عاصم بن حميد، عن معمر، عن الزهري قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام (ثم ذكر حديثا طويلا تمامه في كفاية الأثر، قال فيه:) فقلت يا بن رسول اللّه:
فكم عهد إليكم نبيّكم أن يكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة و اللوح اثني عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم و أسامي آبائهم و (أسامي خ ل) أمّهاتهم ثمّ قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الاوصياء فيهم المهدي صلوات اللّه عليهم.
192-(3)-
الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
ص: 84
نحن اثنا عشر اماما منهم حسن و حسين ثم الائمّة من ولد الحسين عليهم السلام.
193-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثني أحمد بن واقد (وافد خ ل)، عن إبراهيم بن عبد اللّه، (عن عبد اللّه بن عبد الحميد خ ل)، عن أبي حمزة (ضمرة خ ل) عن عباية، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول: الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين و منهم مهديّ هذه الامة.
194-(2)-
كتاب سليم بن قيس:- في حديث طويل- عن سلمان الفارسي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفاطمة: إن اللّه تبارك و تعالى اطّلع الى الارض اطلاعة فاختارني منهم فجعلني رسولا نبيّا، ثم اطّلع الى الارض ثانيا فاختار بعلك و أمرني أن ازوجك إياه و أن اتخذه أخا و وزيرا و وصيا و أن أجعله خليفتي في أمّتي، فأبوك خير أنبياء اللّه و رسله، و بعلك خير الأوصياء و الوزراء، فأنت أول من يلحقني من أهلي، ثم اطّلع إلى الارض اطلاعة ثالثة فاختارك و أحد عشر رجلا من ولدك و ولد أخي بعلك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة و ابناك سيّدا شباب أهل الجنة، و أنا و أخي و الأحد عشر إماما و أوصيائي إلى يوم القيامة كلّهم هاد مهتد، أول الأوصياء بعد أخي الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين في منزل واحد في الجنة (الحديث طويل و فيه:) و منّا و الذي نفسي بيده مهديّ هذه الأمّة الذي يملأ اللّه به الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
195-
فَرْعُها فِي السَّماءِ\E فقال: النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصلها و علي فرعها و الحسنان ثمرها و تسعة من ولد الحسين أغصانها و الشيعة ورقها؛ بحار الأنوار: ج 24، ص 141، ب 44، ح 7.(1). إبراهيم: 24.(2). إبراهيم: 25.(3). كمال الدين: ج 2، ص 358، ب 33، ح 57؛ معاني الأخبار: ص 126، باب معنى الكلمات؛ الخصال: ج 1، ص 304، ب 5، ح 84؛ ينابيع المودة: إلى قوله (من ولد الحسين) مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 283 عن كتاب النبوة مختصرا؛ إرشاد القلوب: ج 2، ص 280؛ إثبات الهداة:
ج 2، ص 358، ح 178، ب 9، و في ج 3، ص 84، ف 53، ح 783؛ مجمع البيان عن كتاب النبوة للصدوق الجزء الأول: ص 200؛ نور الثقلين: ج 1، ص 57، سورة البقرة: ح 145، و ج 4، ص 597، سورة الزخرف ح 27؛ تأويل الآيات الظاهرة:
ص 82، سورة البقرة، ح 57، و ص 541، سورة الزخرف؛ تفسير الصافي: ج 1، ص 138، سورة البقرة، و ج 2، ص 526 سورة الزخرف.(4). البقرة: 124.(5). الزخرف: 28.
فجعل اللّه عزّ و جلّ النبوة في صلب هارون دون صلب موسى عليه السلام و لم يكن لأحد أن يقول: لم فعل اللّه ذلك؟ و إنّ الإمامة خلافة اللّه في أرضه و ليس لأحد أن يقول: لم جعله اللّه في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام لأن اللّه تبارك و تعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عمّا يفعل و هم يسألون.
197-(1)-
فرائد السمطين: بإسناده المتصل إلى سليم بن قيس قال:
رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في خلافة عثمان و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ... (و ساق الكلام إلى أن قال:) فأقبل القوم عليه (يعني على الإمام علي عليه السلام) فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟ فقال: ما من الحيين إلّا و قد ذكر فضلا و قال حقّا و أنا أسألكم يا معشر قريش و الانصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟ أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ قالوا: بل أعطانا اللّه و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش و الانصار، أ لستم تعلمون أنّ الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت (ثمّ أخذعليه السلام يذكر فضائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته عليهم السلام و القوم يقولون: اللّهمّ نعم، و يحتج بالآيات و بحديث الولاية في غدير خم) فقام سلمان فقال: يا رسول اللّه: ولاءكما ذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، فأنزل اللّه تعالى ذكره: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً(2) فكبّر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: اللّه أكبر تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي.
فقام أبو بكر و عمر فقالا: يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ (قال:) بل فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول اللّه بيّنهم لنا، قال: علي أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ
ص: 87
مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض. فقالوا كلّهم: اللّهم نعم (و ساق الحديث إلى أن قال:)
ثم قال علي عليه السلام: أيها الناس أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(1)
فجمعني و فاطمة و ابنيّ الحسن و الحسين ثم ألقى علينا كساء و قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم و يؤذيني ما يؤذيهم و يحرجنى ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة: و أنا يا رسول اللّه؟ فقال: أنت إلى خير، إنّما نزلت فيّ و في ابنتي و في أخي علي بن ابي طالب و في ابنيّ و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة ...
و ساق الحديث الى أن حكى نزول قوله تعالى: وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً و لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ (2)، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمّة قال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟ فقال: أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي قالوا: اللّهم نعم، فقال: أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى فتمسكوا بهما لن تضلّوا، فإنّ اللطيف الخبير أخبرنيو عهد إليّ أنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب (3)
فقال: يا رسول اللّه أ كلّ أهل بيتك؟ قال: لا، و لكن أوصيائي منهم. أولهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي و وليّ كل مؤمن بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض، هم شهداء اللّه في أرضه و حجّته على خلقه و خزّان علمه و معادن حكمته، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه، فقالوا كلّهم: نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك، ثم تمادى لعلي السؤال فما ترك شيئا إلّا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه كثيرا [و كانوا] في كلّ ذلك يصدّقونه و يشهدون أنّه حقّ.
ص: 88
198-(1)-
كتاب سليم بن قيس: عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل قال بعد ذكر جملة من فضائل علي عليه السلام: ألا إنّه خليلي و وزيري و صفيي و خليفتي من بعدي و وليّ كل مؤمن و مؤمنة بعدي، فإذا هلك فابني الحسن من بعده، فإذا هلك فابني الحسين من بعده، ثم الائمّة من عقب الحسين- و في رواية اخرى ثم الائمّة التسعة من عقب الحسين- الهداة المهتدون هم مع الحق و الحق معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم الى يوم القيامة، و هم زرّ الارض الذين تسكن إليهم الارض و هم حبل اللّه المتين و هم عروة اللّه الوثقى التي لا انفصام لها و هم حجج اللّه في أرضه و شهداؤه على خلقه، و خزنة علمه و معادن حكمته و هم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق و هم بمنزلة باب حطّة في بني إسرائيل من دخله كان مؤمنا، و من خرج منه كان كافرا، فرض اللّه في الكتاب طاعتهم، و أمر فيه بولايتهم، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه.
199-(2)- مقتضب الأثر: حدثنا أبو صالح سهل بن محمد الطرطوسي القاضي، قدم علينا من الشام في سنة أربعين و ثلاثمائة قال:
حدثنا أبو فروة زيد بن محمد الرهاوي قال: حدثنا عمار بن مطر قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبيدة بن عمر و السلماني قال:
سمعت عبد اللّه بن خباب بن الارت قتيل الخوارج يقول: حدّثني سلمان الفارسي و البراء بن عازب قالا: قالت أمّ سليم ... ثمّ ذكر من طريق الشيعة سندا آخر له و ذكر أنّ بين الحديثين خلافا في الألفاظ و ليس في عدد الاثني عشر خلاف، و قال: إنّي سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب و هو أن يروي النصوص المروية على الائمّة الاثني عشر من طرق العامة. ثم ساق الحديث و هو طويل في بعض دلائل الإمامة و التنصيص على إمامة الإمام علي و الحسن و الحسين و التسعة من ولد الحسين عليهم السلام.
200-(3)-
المسائل الجارودية: قد ورد الخبر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: إنّ اللّه اختارني نبيّا، و اختار عليّا لي وصيّا، و اختار الحسن و الحسين و تسعة من أولاد الحسين أوصياء إلى أن تقوم الساعة.
ص: 89
201-(1)-
إثبات الهداة: و(2)
عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث أنه قال عند موته لبني عبد المطلب: إنّ الاسلام بني على خمس: الولاية و الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج، فأما الولاية فللّه و لرسوله و للمؤمنين- إلى أن قال-: فقال سلمان:
يا رسول اللّه للمؤمنين عامّة أو خاصّة لبعضهم؟ فقال: بل خاصّة ببعضهم الذين قرنهم اللّه بنفسه و نبيّه في غير آية من القرآن، قال: من هم يا رسول اللّه؟ قال: أولهم و أفضلهم و خيرهم أخي هذا علي بن أبي طالب- و وضع يده على رأس علي- ثم ابني هذا من بعده- و وضع يده على رأس الحسن- ثم ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسين- من بعده، و الأوصياء تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد حبل اللّه المتين و عروته الوثقى، هم حجّة اللّه على خلقه و شهداؤه في أرضه، من أطاعهم فقد أطاعاللّه و أطاعني و من عصاهم فقد عصى اللّه و عصاني، هم مع الكتاب و الكتاب معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض، يا بني عبد المطلب إنّكم ستلقون من ظلم قريش و جهّال العرب و طغاتهم بغيا و بلاء و تظاهرا منهم عليكم و استذلالا و توثّبا عليكم و حسدا لكم و بغيا عليكم فاصبروا حتى تلقوني- إلى أن قال-: و من أهل بيتي اثنا عشر إمام هدى كلهم يدعون إلى الجنة، علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، إمامهم و والدهم علي، و أنا إمام علي و إمامهم.
202-(3)-
كتاب سليم بن قيس: عن علي عليه السلام قال:
يا سليم إنّ أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدى أئمة كلّهم محدّثون، قلت: يا أمير المؤمنين من هم؟ قال: ابني هذا الحسن ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا، و أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين و هو رضيع ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد، هم الذين أقسم اللّه بهم فقال: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ فالوالد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا و ما ولد. يعني هؤلاء الأحد عشر وصيّا، قلت: يا أمير المؤمنين فيجتمع إمامان؟ قال: نعم إلّا أن واحدا صامت لا ينطق حتى يهلك الأول.
203-(4)-
الأربعين: عن كتاب تناقضات البخاري لعماد الدين ابن سفروة الحنفي، فيه: إنّ الائمّة اثنا عشر علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين عليهم السلام.
ص: 90
204-(1)-
مناقب أهل البيت: بإسناده عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- في حديث- قال: إنّ علي بن ابي طالب وصيّي و هو يعسوب المسلمين و إمام المتقين و ولده من بعده، ثم من ولد الحسين ابني أئمّة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة.
105-(2)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن ابي عبد اللّه الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن على بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تبارك و تعالى اطّلع إلى الارض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا، ثم اطّلع الثانية فاختار عليّا فجعله إماما، ثم أمرني أن أتخذه أخا و وليّا و وصيّا وخليفة و وزيرا فعليّ منّي و أنا من علي عليه السلام و هو زوج ابنتي و أبو سبطيّ الحسن و الحسين، ألا و إنّ اللّه تبارك و تعالى جعلني و إيّاهم حججا على عباده، و جعل من صلب الحسين ائمّة يقومون بأمري و يحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي، و مهديّ امتي و أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مضلّة، فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه عزّ و جلّ، يؤيد بنصر اللّه و ينصر بملائكة اللّه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
206-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا أبو يعلى (علي خ ل) محمد بن زهير بن الفضل الآبي قال: حدثنا أبو الحسين (أبو الحسن خ ل) عمر (عمرو خ ل) بن حسين بن علي بن رستم قال: حدثنا ابراهيم بن يسار الزيادي (الرمادي خ ل) قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عطاء بن سائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع مهديّهم.
207-(4)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا ابو عبد اللّه محمد بن محمد (أحمد خ ل) الصفواني قال: حدثنا أبو هاشم عمر بن عبد اللّه المقري قال: حدثنا اسد بن مؤمن
ص: 91
(موسى خ ل) قال: حدثنا عبد اللّه بن حكيم الهذلي، عن أبي بكر الراهبي (الراهل خ ل)، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول للحسين عليه السلام: أنت الإمام ابن الإمام و أخو الإمام، تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم.
208-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل رضي اللّه عنه قال:حدثنا الحسين (الحسن خ ل) بن علي بن زكريّا العدوي، عن سلمة بن قيس، عن علي بن عبّاس، عن أبي (ابن خ ل) الحجيف (الحجاف خ ل)، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع قائمهم، فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم.
209-(2)-
كفاية الأثر: عنه (أي أبي المفضل) قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قراءة عليه قال: حدثني محمد بن يحيى البجلي (النحلي خ ل)، عن علي بن مسهر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول للحسين: يا حسين أنت الإمام ابن الإمام (أخو الإمام خ ل) تسعة من ولدك أئمة أبرار تاسعهم قائمهم، فقيل يا رسول اللّه: كم الائمّة بعدك؟ قال: اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام.
210-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو علي أحمد بن اسماعيل السليماني رحمه اللّه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل قال:
حدثنا أبو يعلى محمد بن محمد بن عمران الكوفي في الرحبة قال: حدثنا حماد (عماد خ ل) بن ابي حازم المدني قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم ثم قال: لا يبغضنا إلّا منافق.
ص: 92
211-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا على بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن عبد اللّه العطار الكوفي ببغداد قال: كنّا في مجلس أبي بكر محمد بن موسى بن مجاهد المقري فتذاكروا الائمّة، فقال أبو بكر:
حدثني سليمان بن هبة اللّه الشجري السنجري خ ل-، عن يحيى بن أكثم، عن أبي عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم.و عنه، عن الحسين بن أحمد، عن هارون بن عبد الحميد في دار القطين، عن أبيه عبد الحميد، عن صالح بن أبي الاسود، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد نحوه، إلّا أنه ذكر «تاسعهم قائمهم».
212-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسين (الحسين خ ل) محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار الكوفي قال: حدثنا ابو العباس احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن (الحسين خ ل) العلوي الزيدي (الرسي أو الرسني خ ل) بالكوفة قال: حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن اياس بن سلمة بن الاكوع قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الخلفاء بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع [قائمهم و] مهديّهم فطوبى لمحبّيهم و الويل لمبغضيهم.
213-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد بن مندة قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم [ثمّ قال] ألا إنّ مثلهم (فيكم خ ل) مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق (هلك خ ل) و مثل باب حطّة في بني إسرائيل.
214-(4)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال:
حدثنا هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن عامر، [عن الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء] بن سائب الثقفي، عن أبيه، عن سلمان الفارسي قال:
ص: 93
دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده الحسن و الحسين يتغذّيان (يتغديان خ ل) و النبي يضع اللقمة تارة في فم الحسن و تارة في فم الحسين، فلمّا فرغا من الطعام أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الحسن على عاتقه و الحسين على فخذه ثمّ قال لي: يا سلمان أ تحبّهم؟
قلت: يا رسول اللّه كيف لا أحبهم و مكانهم منك مكانهم؟ ثم قال لي:يا سلمان من أحبهم فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحب اللّه، ثم وضع يده على كتف الحسين فقال: إنّه الإمام ابن الإمام تسعة من صلبه أئمة أبرار امناء معصومون و التاسع قائمهم.
215-(1)-
مقتل الحسين للخوارزمي: حدثنا ابو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري، عن أحمد بن عبد اللّه، حدثني جدي أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، حدثني أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان المحمدي قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إذا الحسين على فخذه و هو يقبّل عينيه و يلثم فاه و يقول: إنّك سيد ابن سيد ابو سادة، إنّك امام ابن إمام أبو أئمة، إنّك حجة ابن حجّة ابو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم.
216-(2)-
كفاية الأثر: علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثنا عبد اللّه بن عامر الكوفي بالكوفة قال:
حدثني محمد بن ابي مسروق النهدي (النهدي خ ل)، عن خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حنان، عن الصباح بن محمد، عن أبي حازم، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة من
ص: 94
بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل و كانوا اثني عشر، ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام و قال: تسعة من صلبه و التاسع مهديّهم يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فالويل لمبغضيهم.217-(1)- كفاية الأثر: علي بن محمد بن مقول (مقولة خ ل) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثني نصر بن عبد اللّه الوشاء، عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبد اللّه قال: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة فأنزل اللّه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(2) فدعا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحسن و الحسين و فاطمة و أجلسهم بين يديه و دعا عليا فأجلسه خلف ظهره و قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، قالت أمّ سلمة: أنا معهم يا رسول اللّه؟ فقال لها: أنت على خير، فقلت: يا رسول اللّه لقد أكرم اللّه هذه العترة الطاهرة و الذريّة المباركة بذهاب الرجس عنهم قال: يا جابر لأنهم عترتي من لحمي و دمي، فأخي سيد الأوصياء، و ابنيّ خير الاسباط، و ابنتي سيدة النسوان و منّا المهديّ، قلت: يا رسول اللّه و من المهديّ؟ قال: تسعة من صلب الحسين ائمّة أبرار و التاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.
218-(3)-
كفاية الأثر: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد اللّه الجوهري قال: حدثنا أبو زرعة عبد اللّه بن جعفر الميموني، قال: حدثنا محمد بن مسعود، عن مالك بن سليمان (سلمان خ ل) عن عمر بن سعيد (سعد خ ل) المقري (الخضري خ ل)، عن شريك، عن ركين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زيد بن ثابت قال: مرض الحسن و الحسين فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخذهما و قبلهما ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللّهم ربّ السماوات السبع و ما أظلّت و ربّ الرياح و ما ذرأت (ذرت خ ل)، اللّهم ربّ كل شي ء [و إله كل شي ء] أنت الأول فلا شي ء قبلك، و أنت الباطن فلا شي ء دونك و ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، و إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، أسألك أن تمنّ عليهما بعافيتك، و تجعلهما تحت كنفك و حرزك، و أن تصرف عنهما السوء و المحذور برحمتك. ثم وضع يده على كتف الحسن فقال: أنت الإمام [و خ ل] ابن ولي اللّه و وضع يده على صلب الحسين فقال: أنت الإمام و خ ل- أبو الائمّة التسعة، من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم، من تمسّك بهم
ص: 95
(بكم خل) و بالائمّة من ذريتك (ذريتكم خ ل) كان معنا يوم القيامة، و كان معنا في الجنة في درجاتنا، قال: فبرئا من علّتهما بدعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
219-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن علي بن الحسن الرازي قال: حدثني إسحاق بن محمد بن خالويه قال: حدثني يزيد ابن سليمان البصري قال: حدثني شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معاشر الناس أ لا أدلّكم على خير الناس جدّا و جدّة؟ قلنا:
بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين أنا جدهما (سيد المرسلين خ ل) وجدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة، أ لا أدلّكم على خير الناس أبا و أمّا؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين أبوهما علي بن ابي طالب و امّهما فاطمة سيدة نساء العالمين، أ لا أدلكم على خير الناس عمّا و عمّة؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين عمّهما جعفر الطيار (جعفر بن أبي طالب خ ل) و عمّتهما أمّ هاني أخت علي بن ابي طالب (بنت أبي طالب خ ل) أيها الناس أ لا أدلكم على خير الناس خالا و خالة؟ قلنا:
بلى يا رسول اللّه قال: الحسن و الحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. ثم [دمعت عينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و] قال: على (قاتلهما قاتلهم خ ل) لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين و إنّه ليخرج من صلب الحسين عليه السلام أئمة أبرار امناء معصومون قوّامون بالقسط، و منّا مهديّ هذه الامة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، قلنا: (من هو خ ل) يا رسول اللّه؟
قال: هو التاسع من صلب الحسين، تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار و التاسع مهديّهم يملأ الدنيا (الأرض خ ل) قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
220-(2)- كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا الشريف الحسين بن علي بن عبد اللّه الموسوي (بن موسى خ ل- المصري خ ل) القاضي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحسن (الحفص خ ل) قال: حدثنا علي بن المثنّى قال: حدثنا حريز بن عبد الحميد الضبي، عن الأعمش عن ابراهيم بن يزيد السمان، عن أبيه، عن
ص: 96
الحسين بن علي عليهما السلام قال: دخل أعرابي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يريد الاسلام و معه ضب قد اصطاده في البرية و جعله في كمّه فجعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعرض عليه الإسلام، فقال: لا أؤمن بك يا محمد أو (حتى خ ل) يؤمن بك هذا (الضب خ ل) و رمى الضب من كمّه، فخرج الضب من المسجد يهرب (هربا ن خ) فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا ضب من أنا؟ فقال: أنت محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال: يا ضب من تعبد؟
قال: أعبد (اللّه خ ل) الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و اتخذ إبراهيم خليلا و ناجى موسى كليما و اصطفاك يا محمد، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه حقّا فأخبرني يا رسول اللّه هل يكون بعدك نبي؟
قال: لا، أنا خاتم النبيين و لكن يكون بعدي أئمة من ذريتي قوّامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل، أوّلهم علي بن أبي طالب فهو (هو ن خ) الإمام و الخليفة بعدي، و تسعة من الائمّة من صلب هذا و وضع يده على صدري و القائم تاسعهم يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوّله، فأنشأ الأعرابي يقول:
ألا يا رسول اللّه إنّك صادق *** فبوركت مهديّا و بوركت هاديا
شرعت لنا الدين الحنيفي بعد ما *** عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مبعوث و يا خير مرسل *** إلى الإنس ثم الجنّ لبّيك داعيا
فبوركت في الأقوام حيّا و ميّتا *** و بوركت مولودا و بوركت ناشيا
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أخا بني سليم هل لك مال؟ فقال: و الذي أكرمك بالنبوة و خصّك بالرسالة إنّ أربعة آلاف (الف خ ل) بيت من (في خ ل) بني سليم ما فيهم أفقر منّي فحمله النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على (ناقة ناقته خ ل) فرجع الى قومه فأخبرهم بذلك، قالوا:فأسلم الأعرابي طمعا في الناقة فبقي يومه في الصفة لم يأكل شيئا فلمّا كان من الغد تقدّم الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:
يا أيها المرء الذي لا نعدمه *** أنت رسول اللّه حقّا نعلمه
و دينك الإسلام دينا نعظمه *** نبغي مع الإسلام شيئا نقضمه
قد جئت بالحقّ و شيئا نطعمه
ص: 97
فتبسّم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا علي أعط الأعرابي حاجته، قال: فحمله علي عليه السلام الى منزل فاطمة و أشبعه و أعطاه ناقة وجلة تمرا (تمر خ ل).
221-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم (الحكيم خ ل) الكوفي قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد البجلي قال: حدثنا جعفر بن محمد المحمدي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عبد اللّه بن ابراهيم قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن (أبيه خ ل) الحسين بن على عليهم السلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول فيما يبشرني (بشرني خ ل) به: يا حسين أنت السيد ابن السيد أبو السادة تسعة من ولدك أئمّة [أبرار (امناء خ ل) التاسع مهديهم (قائمهم خ ل) أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة تسعة من صلبك أئمة] أبرار و التاسع مهديّهم يملأ الدنيا (الأرض خ ل) قسطا و عدلا، يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوّله.
222-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضل رضي اللّه عنه قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن مسعود النبلي (النيلي خ ل) قال: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن عقيل الأنصاري قال: حدثني أبو اسماعيل (بن خ ل) إبراهيم بن أحمد قال: حدثنا عبد اللّه بن موسى، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمّته زينب بنت علي، عنفاطمة عليها السلام قالت: (كان خ ل) دخل إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند ولادة ابني (ولادتي خ ل) الحسين عليه السلام فناولته إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها و أخذ خرقة بيضاء فلفّه (و لفه خ ل) فيها ثم قال: خذيه يا فاطمة فإنّه الإمام ابن الإمام و أبو أئمّة تسعة (و أبو الائمّة التسعة خ ل) من صلبه أئمّة أبرار و التاسع قائمهم.
223-(3)-
كفاية الأثر: و عنه (يعني علي بن الحسن)، عن محمد (يعني محمد بن الحسين الكوفي) قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن قابوس القمي بقم قال: حدثني محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان، عن جعفر بن
ص: 98
محمد، عن ابيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: قالت لي أمي فاطمة: لمّا ولدتك دخل إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فناولتك إيّاه في خرقة صفراء فرمى بها و أخذ خرقة بيضاء لفّك بها (فيها خ ل) و أذّن في اذنك الأيمن و أقام في (اذنك خ ل) الأيسر ثمّ قال: يا فاطمة خذيه فإنّه أبو الائمّة، تسعة من ولده أئمة ابرار و التاسع مهديّهم.
224-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:
حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن زكريا، عن عبد اللّه بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن، عن عاصم ابن عمر، عن محمود بن لبيد قال: لمّا قبض رسولاللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانت فاطمة تأتى قبور الشهداء و تأتي قبر حمزة و تبكي هناك فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها صلوات اللّه عليها تبكي هناك فأمهلتها حتّى سكنت (سكتت خ ل) فأتيتها و سلّمت عليها و قلت: يا سيّدة النسوان قد و اللّه قطعت انياط (نياط خ ل) قلبي من بكائك، فقالت: يا أبا عمر يحق (لحق خ ل) لي البكاء فلقد اصبت بخير الآباء رسول اللّه، وا شوقاه الى رسول اللّه ثم أنشأت تقول:
إذا مات يوما ميّت قلّ ذكره *** و ذكر أبي مذ مات و اللّه أكثر
قلت: يا سيدتي إنّي سائلك عن مسألة يتلجلج (تلجلج خ ل) في صدري، قالت: سل، قلت: هل نص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل وفاته على علي بالإمامة؟ قالت: و اعجباه! أنسيتم يوم غدير خم، قلت: قد كان ذلك و لكن أخبريني بما أسرّ (اشير خ ل) إليك؟
ص: 99
قالت: اشهد اللّه تعالى لقد سمعته يقول: عليّ خير من أخلفه فيكم و هو الإمام و الخليفة بعدي و سبطاي (و سبطي خ ل) و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، و لئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة. قلت: يا سيدتي فما باله قعد عن حقّه؟ قالت: يا أبا عمر لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى و لا تأتي أو قالت: مثل علي، ثم قالت:
أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله و اتبعوا عترة نبيّهم لما اختلف في اللّه تعالى اثنان و لورثها سلف عن سلف و خلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين و لكن قدّموا من أخّره اللّه و أخروا من قدّمه اللّه حتى إذا الحد المبعوث و أودعوه الجدث المجدوث اختاروا بشهوتهم و عملوا بآرائهم، تبّا لهم أو لم يسمعوا اللّه يقول: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ(1) بل سمعوا و لكنهم كما قال اللّه سبحانه: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(2) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم، فتعسا لهم و أضلّ أعمالهم (3)
أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور.
225-(4)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر بنيزيد الجعفي عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (لعن المجادلون لعن اللّه المجادلين خ ل) في دين اللّه على لسان سبعين نبيّا و من جادل في آيات اللّه فقد كفر، قال اللّه عزّ و جل: ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ(5) و من فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب، و من أفتى الناس بغير علم فلعنته ملائكة السماء و الأرض، قال: قلت: يا رسول اللّه أرشدني إلى النجاة فقال: يا
ص: 100
بن سمرة: إذا اختلفت الأهواء و تفرقت الآراء فعليك بعلي بن ابي طالب، فإنّه إمام أمّتي و خليفتي عليهم من بعدي، و هو الفاروق الذي يميّز به بين الحقّ و الباطل، من سأله أجابه و من استرشده أرشده و من طلب الحقّ عنده وجده، و من التمس الهدى لديه صادفه و من لجأ إليه أمنه و من استمسك به نجّاه و من اقتدى به هداه. يا بن سمرة: سلم منكم من سلم له و والاه، و هلك من ردّ عليه و عاداه. يا بن سمرة: إنّ عليّا منّي، روحه من روحي و طينته من طينتي و هو أخي و أنا أخوه و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و إنّ منه إمامي أمّتي و سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائم أمّتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
226-(1)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن هشام قال: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) السائح قال: سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي لا يحبّك إلّا من طابت ولادته، و لا يبغضك إلّا من خبثت ولادته، و لا يواليك إلّا مؤمن و لا يعاديك إلّا كافر، فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال: يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبيث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته، فما علامة خبيث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفى مكنون سريرته؟ فقال: يا ابن مسعود، إنّ علي بن أبي طالب إمامكمبعدي و خليفتي عليكم فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ائمتكم و خلفائي عليكم، تاسعهم قائم أمّتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، لا يحبّهم إلّا من طابت ولادته و لا يبغضهم إلّا من خبثت ولادته، و لا يواليهم إلّا مؤمن و لا يعاديهم إلّا كافر، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و من أنكرني فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ، و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جلّ، لأنّ طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه و معصيتهم معصيتي، و معصيتي معصية اللّه عزّ و جلّ، يا بن مسعود: إيّاك أن تجد في نفسك حرجا مما أقضي فتكفر، فو عزّة ربّي ما أنا متكلف و لا ناطق عن الهوى في علي و الائمّة من ولده، ثم قال عليه السلام و هو رافع يديه الى السماء: اللّهم وال من و الى خلفائي و أئمة أمّتي بعدي، و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم، و لا تخل الارض من قائم منهم بحجّتك ظاهرا أو خائفا مغمورا، لئلا يبطل دينك و حجّتك (و برهانك خ ل) و بيّناتك،
ص: 101
ثم قال: يا بن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم و إن تمسّكتم به نجوتم، و السلام على من اتبع الهدى.
227-(1)-
كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن داود، عن محمد بن الجارود العبدي، عن الأصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن و هو يقول: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم و يدي في يده هكذا و هو يقول: خير الخلق بعدي و سيدهم أخي هذا و هو إمام كل مسلم و مولى كل مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّي أقول: خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كل مسلم و مولى كل مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و خير الخلق و سيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في ارض كربلاء، أما إنّه و أصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة، و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه على عباده، و امناؤه على وحيه و أئمّة المسلمين و قادة المؤمنين و سادة المتقين، تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه عزّ و جلّ به الأرض نورا بعد ظلمتها و عدلا بعد جورها و علما بعد جهلها، و الذي بعث أخي محمدا بالنبوّة و اختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل ولقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا عنده عن الائمّة بعده، فقال للسائل: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (2) إنّ عددهم بعدد البروج، و ربّ الليالي و الأيام و الشهور، إنّ عدتهم كعدة الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على رأسي فقال: أولهم هذا و آخرهم المهديّ، من والاهم فقد والاني، و من عاداهم فقد عاداني، و من أحبّهم فقد أحبّني، و من أبغضهم فقد أبغضني، و من أنكرهم فقد أنكرني و من عرفهم فقد عرفني، بهم يحفظ اللّه عزّ و جلّ دينه و بهم يعمر بلاده و بهم يرزق عباده و بهم ينزل القطر من السماء و بهم تخرج بركات الأرض و هؤلاء أصفيائي (أوصيائي خ ل) و خلفائي و أئمّة المسلمين و موالي المؤمنين.
ص: 102
228-(1)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يتمسّك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوّه و ليوال وليّه، فإنّه وصيّي و خليفتي على أمّتي في حياتي و بعد وفاتي، و هو أمير (إمام خ ل) كل مسلم و أمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي و أمره أمري و نهيه نهيي و تابعه تابعي و ناصره ناصري و خاذله خاذلي، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة، و من خالف عليّا حرّم اللّه عليه الجنة و جعل مأواه (مثواه خ ل) النار و بئس المصير و من خذل عليّا خذل يوم العرض (يعرض خ ل) عليه، و من نصر عليّا نصره اللّه يوم يلقاه و لقّنه حجّته عند المنازلة (المساءلة خ ل) ثم قال:
الحسن و الحسين إماما أمّتي بعد أبيهما و سيّدا شباب أهل الجنة و أمّهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين، و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي، إلى اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيّعين (و المستنقصين خ ل) لحرمتهم بعدي و كفى باللّه وليّا و ناصرا لعترتي و أئمّة أمّتي و منتقما من الجاحدين لحقّهم وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.(2)
229-(3)- كمال الدين: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيد من خلق اللّه عزّ و جلّ و أنا خير من جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقربين و أنبياء اللّه المرسلين و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف، و أنا و علي أبوا هذه الامة، من عرفنا فقد عرف اللّه عزّ و جلّ، و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ، و من علي سبطا أمّتي و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، و من ولد الحسين أئمة تسعة، طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم و مهديّهم.
ص: 103
230-(1)-
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:
حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت أنا و أخي على جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأجلسني على فخذه و أجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى، ثم قبّلنا و قال: بأبي أنتما من إمامين سبطين (صالحين خ ل) اختاركما اللّه منّي و من أبيكما و امّكما و اختار من صلبك يا حسين تسعة ائمّة تاسعهم قائمهم و كلّهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء.
231-(2)-
كمال الدين: حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير،عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن اللّه عزّ و جلّ اختار من الايّام الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر و اختارني على جميع الأنبياء و اختار منّي عليا و فضله على جميع الاوصياء و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء من ولده ينفون عن التنزيل تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل المضلّين، تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم.
ص: 104
232-(1)-
الاختصاص: أبو جعفر محمد بن أحمد العلوي قال:
حدثني أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه ابراهيم بن هاشم، عن حماد بن عيسى، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: قال سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام في حجر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يقبّل عينيه و يلثم شفتيه و يقول:
أنت سيد ابن سيد أبو سادة، أنت حجّة ابن حجّة أبو حجج، أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة التسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم.
233-(2)-
كفاية الأثر: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالكوفة قال:
حدثني جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثني المسعودي أبو عبد الرحمن (عبد اللّه خ ل)، عن محمد بن عبد اللّه (علي خ ل) الفزاري، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي عليه السلام قال: حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا حسين أنت الإمام و أخ الإمام، و ابن الإمام، تسعة من ولدك امناء معصومون و التاسع مهديّهم، فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم.
234-(3)
- غيبة فضل بن شاذان: حدثنا محمد بن أبي عمير رضي اللّه عنه، عن غياث بن ابراهيم، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: سئل امير المؤمنين
ص: 105
عليه السلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي، من العترة؟
فقال: أنا و الحسن و الحسين و الائمّة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديّهم لا يفارقون كتاب اللّه عزّ و جلّ و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه حوضه.
235-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:
حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثني أحمد بن هود هودة خ ل- بن أبي هراشة (هراسة خ ل) أبو سليمان الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن (اسحاق بن أبي بشر النهاوندي الأحمري (بنهاوند خ ل) قال: حدثني عبد اللّه بن حماد الانصاري، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم قال:
دخلت على مولاي الباقر عليه السلام و عنده اناس من أصحابه فجرى ذكر الإسلام قلت: (فقلت خ ل): يا سيدي فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المؤمنون من لسانه و يده، قلت: فأيّ الأخلاق أفضل؟ (فما أفضل الأخلاق خ ل)؟ قال: الصبر و السماحة، قلت: فأيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟
قال: أحسنهم خلقا، قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده و اهريق دمه، قلت: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قلت: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: أن تهجر ما حرّم اللّه عزّ و جل عليك، قلت:يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان؟ قال: لا أرى (لك خ ل) ذلك، قلت: إنّي ربّما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم بن الوليد، قال: يا عبد الغفار إنّ دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء:
محبّة الدنيا و نسيان الموت و قلّة الرضا بما قسم اللّه لك، قلت: يا بن رسول اللّه فإنّي ذو عيلة و أتّجر إلى ذلك المكان لجرّ المنفعة فما ترى في ذلك؟
قال: يا عبد اللّه إنّي لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة و ترك الذنوب فريضة، و أنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة، قال: فقبّلت يده و رجله و قلت: بأبي أنت و امّي يا بن رسول اللّه فما نجد العلم الصحيح إلّا عندكم و إنّي قد كبرت سنّي و رقّ [دقّ] عظمي و لا أرى فيكم ما اسرّ به (اسرّه خ ل) أراكم مقتّلين مشرّدين خائفين و إنّي أقمت على قائمكم منذ حين، أقول أخرج (يخرج خ ل) اليوم أو غدا، قال: يا عبد الغفار إنّ قائمنا هو السابع من ولدي و ليس هو (هذا خ ل) أوان ظهوره، و لقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه قال:
ص: 106
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الائمّة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملأها قسطا و عدلا بعد ما (كما خ ل) ملئت جورا و ظلما، قلت:
فإن كان هذا كائن (1)
يا ابن رسول اللّه فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر و هو سيد أولادي و أبو الائمّة، صادق في قوله و فعله، و لقد سألت عظيما يا عبد الغفار و إنّك لأهل الإجابة ثم قال عليه السلام: ألا إنّ مفتاح (مفاتيح خ ل) العلم السؤال و أنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال و إنما *** تمام العمى طول السكوت على الجهل
236-(2)- الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:يكون تسعة أئمّة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم.
237-(3)-
كمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي اللّه عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال:
حدثني أبي محمد بن مسعود قال: حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم قال:
حدثني الحسن بن علي الدقاق، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: يكون بعد الحسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم.
ص: 107
238-(1)-
مقتضب الأثر: حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن إسحاق بن عبد العزيز الخراساني المعدل قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال:
حدثنا إبراهيم بن الحسن بن يزيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن آدم، عن أبيه آدم، عن شهر بن حوشب، عن سلمان الفارسي قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الحسين بن علي عليهما السلام على فخذه إذ تفرّس في وجهه و قال له: يا أبا عبد اللّه أنت سيد من سادات و أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم.
239-(2)-
كشف اليقين: عن مسند أحمد بن حنبل، قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين عليه السلام: هذا ابني إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم.
240-(3)- مقتضب الأثر: و مما روته العامة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما رووه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، حدثني محمد بن عثمان بن محمد الصيداني و غيره قال: حدثني إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي، قال: حدثنا حمّاد بن يزيد (زيد خ ل)، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه اختار من الأيام يوم الجمعة و من الليالي ليلة القدر و من الشهور شهر رمضان، و اختارني و عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين حجّة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم. قال:
و قد روى أصحابنا هذا الحديث من طريقهم موافقا.
241-(4)-
النكت الاعتقادية: قال في أثناء كلامه في الإمامة-:
ص: 108
الدليل على ذلك انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نصّ عليهم نصّا متواترا بالخلافة مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين: ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
242-(1)-
فرائد السمطين: بالاسناد المذكور للحديث الذي أخرجه قبل هذا و هو: أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر، أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الأبهري كتابة قال: أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني، أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بنالحسين بن حسكة القمّي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني، قالوا كلهم: أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي قال: أخبرني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني، عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة، أنبأنا أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد قال: أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفى، عن هيثم بن حميد، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال:
قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقال له: نعثل، فقال له: يا محمد إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن اجبتني عنها أسلمت على يدك، قال: سل يا أبا عمارة قال: يا محمد صف لي ربّك. فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الأوصاف أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه و الأبصار الاحاطة به؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، نأى في قربه و قرب في نأيه، كيّف الكيف فلا يقال له كيف، و أيّن الأين فلا يقال له أين، هو منقطع الكيفوفيّة و الأينونيّة، فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.
قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك: إنّه واحد لا شبيه له.
ص: 109
أ ليس اللّه تعالى واحد و الإنسان واحد؟ فوحدانيته قد أشبهت وحدانية الإنسان؟!.
فقال عليه السلام: اللّه تعالى واحد أحديّ المعنى، و الإنسان واحد ثنائيّ المعنى جسم و عرض و بدن و روح، و إنما التشبيه في المعاني لا غير.
قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلّا و له وصيّ، و إن نبيّنا موسى بن عمران أوصى الى يوشع بن نون، فقال:
نعم، إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار، قال:
يا محمد فسمّهم لي. قال: نعم، إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن، ثم الحجّة بن الحسن، فهذه اثنا عشر أئمّة عدد نقباء بني إسرائيل.
قال: فأين مكانهم من الجنة؟ قال: معي في درجتي.
قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه، و أشهد أنّهم الأوصياء من بعدك، و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة، و فيما عهد إلينا موسى بن عمران أنّه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي، يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده، فيخرج من صلبه أئمّة أبرار عدد الأسباط.قال: فقال: يا أبا عمارة أ تعرف الأسباط؟ قال: نعم يا رسول اللّه إنّهم كانوا اثني عشر أولهم لاوي بن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فأظهر اللّه [به] شريعته بعد دراستها و قاتل قرشطيا الملك حتى قتله.
فقال عليه السلام: كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، و إنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتّى لا يرى، و يأتي على أمّتي زمن لا يبقى من الاسلام إلّا اسمه و (لا خ ل) من القرآن إلّا رسمه فحينئذ يأذن اللّه تعالى [له] بالخروج فيظهر الإسلام و يجدّد الدين، ثم قال عليه السلام: طوبى لمن أحبّهم و الويل لمبغضهم، و طوبى لمن تمسّك بهم. فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و أنشأ يقول:
صلّى العليّ ذو العلى *** عليك يا خير البشر
أنت النبيّ المصطفى *** و الهاشمي المفتخر
ص: 110
بكم هدانا ربّنا *** و فيك نرجو ما أمر
و معشر سمّيتهم *** أئمة اثني عشر
حباهم ربّ العلى *** ثم صفاهم من كدر
قد فاز من والاهم *** و خاب من عادى الزهر
آخرهم يشفي الظمأ *** و هو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي *** والتابعون ما أمر
من كان عنهم معرضا *** فسوف يصلى بالسقر
243-(1)- كفاية الأثر: حدثني أبو الحسن علي بن الحسين قال:
حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي اللّه عنه، قال: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن علي بن زكريّا العدوي البصري، عن محمد بن إبراهيم (عمير خ ل) بن المنذر المكي، عن الحسين بن سعيد (بن خ ل) الهيثم، عن الأجلح الكندي، عن أفلح بن سعيد، عن محمد بن كعب، عن طاوس اليماني، عن عبد اللّه بن عبّاس قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الحسن عليه السلام على عاتقه و الحسين عليه السلام على فخذه يلثمهما و يقبّلهما و يقول: اللّهم وال من والاهما و عاد من عاداهما، ثم قال: يا بن عباس كأنّي به و قد خضبت شيبته من دمه، يدعو فلا يجاب و يستنصر فلاينصر، قلت: من يفعل ذلك يا رسول اللّه؟ قال: شرار أمّتي ما لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي، ثم قال: يا بن عباس من زاره عارفا بحقّه كتب له ثواب ألف حجّة و ألف عمرة، ألا و من زاره فكأنما [قد] زارني و من زارني فكأنما [قد] زار اللّه و حقّ الزائر على اللّه أن لا يعذبه بالنار، ألا و إن الاجابة تحت قبّته و الشفاء في تربته و الائمّة من ولده. قال ابن عباس:
قلت: يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: بعدد حواري عيسى و أسباط موسى و نقباء بني إسرائيل، قلت: يا رسول اللّه فكم كانوا؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كانوا اثني عشر و الائمّة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن ابي طالب، و بعده سبطاي الحسن و الحسين، فإذا انقضى الحسين فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجّة. قال ابن عباس: فقلت: يا رسول اللّه أسامي لم أسمع بهم قط، قال لي: يا بن عباس هم الائمّة بعدي و إن قهروا، امناء معصومون نجباء أخيار، يا بن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقّهم أخذت بيده فأدخله الجنة، يا بن عباس من أنكرهم أو ردّ
ص: 111
واحدا منهم فكأنما قد أنكرني و ردّني، و من أنكرني و ردّني فكأنما قد أنكر اللّه و ردّه، يا بن عباس سوف يأخذ الناس يمينا و شمالا، فإذا كان كذلك فاتبع عليّا و حزبه، فإنه مع الحقّ و الحقّ معه، و لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، يا بن عباس ولايتهم ولايتي و ولايتي ولاية اللّه و حربهم حربي و حربي حرب اللّه، و سلمهم سلمي و سلمي سلم اللّه، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ و يأبى اللّه إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.(1)
244-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عياش الجوهري جميعا قالا: حدثنا (محمد بن خ ل) لاحق اليماني، عن إدريس بن زياد لوي قال:حدثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (الكفرتوتي خ ل)، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن سليمان، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس إنّي راحل (عنكم خ ل) عن قريب و منطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا و إياكم و البدع فإنّ كل بدعة ضلالة و كل ضلالة (و الضلالة خ ل) و أهلها في النار، معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر، و من افتقد القمر فليتمسّك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسّك (فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا خ ل) بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم، قال: فلمّا نزل عن منبره (المنبر خ ل) صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه سمعتك تقول: إذا افتقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر، و إذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بالفرقدين و إذا افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة، فما الشمس و ما القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة؟ فقال:
أما الشمس فأنا و أما القمر فعلي عليه السلام فإذا افتقدتموني فتمسكوا به بعدي، و أمّا الفرقدان فالحسن و الحسين عليهما السلام فإذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بهما و أما النجوم الزاهرة فالائمّة (فهم الائمّة خ ل) التسعة من صلب الحسين عليهم السلام و التاسع (تاسعهم خ ل) مهديّهم، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّهم هم الاوصياء و الخلفاء بعدي أئمّة أبرار عدد أسباط يعقوب و حواري عيسى، قلت: فسمّهم لي يا رسول اللّه، قال: أولهم (و سيدهم خ ل) علي بن أبي طالب عليه السلام و بعده سبطاي، (و خ ل) بعدهما زين العابدين علي بن
ص: 112
الحسين عليهما السلام و بعده محمد بن علي الباقر، باقر علم النبيين، و الصادق جعفر بن محمد و ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران، و الذي يقتل بأرض خراسان (غربة ابنه خ ل) علي ثم ابنه محمد و الصادقان علي و الحسن و الحجّة القائم المنتظر في غيبته، فإنّهم عترتي من دمي و لحمي، علمهم علمي و حكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله اللّه تعالى شفاعتي.
245-(1)-
كمال الدين: حدّثنا غير واحد من أصحابنا قالوا:حدّثنا محمد بن همّام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث قال: حدثني المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:
سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ و جل على نبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قلت: يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله، فمن اولو الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هم خلفائي يا جابر، و أئمة المسلمين [من] بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن و الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي و كنيّي حجّة اللّه في أرضه، و بقيّته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن اللّه قلبه للإيمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: إي و الذي بعثني بالنبوة إنّهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ اللّه، و مخزون علمه، فاكتمه إلّا عن أهله.
ص: 113
قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد اللّه الأنصاري على علي بن الحسين عليهما السلام فبينما هو يحدّثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليهما السلام من عند نسائه و على رأسه ذؤابة و هو غلام فلمّا بصر به جابر ارتعدت فرائصه، و قامت كل شعرة على بدنه و نظر إليه مليّا، ثم قال له:
يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ربّ الكعبة، ثم قام فدنا منه، فقال له: ما اسمك يا غلام؟ فقال: محمد، قال: ابن من؟ قال: ابن عليّ بن الحسين، قال: يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر؟ فقال: نعم، ثم قال: فأبلغني ما حملك رسول اللّهصلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال جابر: يا مولاي إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بشّرني بالبقاء إلى أن ألقاك و قال لي: إذا لقيته فاقرئه منّي السلام، فرسول اللّه يا مولاي يقرأ عليك السلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر على رسول اللّه السلام ما قامت السماوات و الأرض، و عليك يا جابر كما بلّغت السلام، فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه و يتعلم منه فسأله محمد بن علي عليهما السلام عن شي ء فقال له جابر: و اللّه ما دخلت في نهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد أخبرني أنكم الأئمّة الهداة من أهل بيته من بعده، أحلم الناس صغارا، و أعلم الناس كبارا، و قال: «لا تعلّموهم فهم أعلم منكم» فقال أبو جعفر عليه السلام: صدق جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إنّي لأعلم منك بما سألتك عنه و لقد اوتيت الحكم صبيّا، كل ذلك بفضل اللّه علينا و رحمته لنا أهل البيت.
246-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن مندة قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر بن محمد، و حدثنا محمد بن وهبان قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثنا عبد اللّه (محمد بن عبد اللّه خ ل) بن سليمان الحضرمي قال:
حدثنا الحسن بن سهل الخيّاط قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين بن علي عليهما السلام: يا حسين يخرج من صلبك تسعة من الائمّة منهم مهديّ هذه الامة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده، فإذا سمّ الحسن فأنت، فإذا استشهدت فعلي ابنك، فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه، فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى علي فالحسن ابنه، فإذا مضى الحسن فالحجة بعد الحسن، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
ص: 114
247-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد قال: حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي اللّه عنه في شهر ربيع الأول سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة قال: حدثني أبوعلي محمد بن همام قال: حدثني عامر بن كثير البصري قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير أبو (ابن خ ل) بسطام، عن شعبة (سعيد خ ل) بن الحجاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، قال هارون: و حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا أبو النصر محمد بن مسعود العياشي، عن يوسف بن سخت البصري قال: حدثنا إسحاق (منجاف خ ل) بن الحرث قال: حدثنا محمد بن البشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: كنت أنا و أبو ذر و سلمان و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (إذا خ ل) دخل الحسن و الحسين فقبّلهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قام أبو ذر فانكبّ عليهما و قبّل أيديهما ثم رجع و قعد معنا فقلنا له سرّا: يا أبا ذر أنت شيخ من أصحاب رسول اللّه تقوم إلى صبيين من بني هاشم فتنكبّ عليهما و تقبّل أيديهما! فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفعلتم بهما أكثر مما فعلت، قلنا: و ما ذا سمعت يا أبا ذر؟ قال: سمعته يقول لعلي فيهما: يا علي! و اللّه لو أنّ رجلا صلّى و صام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته و صيامه إلّا بحبكم و البراءة من أعدائكم، يا علي! من توسل إلى اللّه عزّ و جلّ بحبّكم فحقّ على اللّه أن لا يردّه خائبا، يا علي! من أحبّكم و تمسّك بكم فقد تمسّك بالعروة الوثقى، قال: ثم قام أبو ذر و خرج و تقدمنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلنا: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرنا عنك أبو ذر بكيت و كيت، فقال: صدق أبو ذر صدق و اللّه، ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، قال: ثم قال عليه السلام: خلقني اللّه تبارك (و خ ل) تعالى و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ثمّ نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات، قلت: يا رسول اللّه فأين كنتم و على أي مثال كنتم؟ قال: كنّا أشباحا من نور تحت العرش نسبّح اللّه و نمجّده، ثم قال عليه السلام: لما عرج بي إلى السماء و بلغت سدرة المنتهى ودّعني جبرئيل، فقلت: يا حبيبي جبرئيل [أ] في مثل هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد إنّي لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي، ثمّ زجّ (2) بي في النور ما شاء اللّه فأوحى اللّه إليّ يا محمد
ص: 115
إنّي اطلعت الى الأرض اطّلاعا فاخترتك منها فجعلتك نبيّا ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليّا فجعلته وصيّك و وارث علمك و الإمام بعدك و أخرج من أصلابكما الذّرية الطاهرة و الائمّةالمعصومين خزّان علمي فلولا كم (ما خ ل) لما خلقت الدنيا و الآخرة و لا الجنّة و لا النار، يا محمد أ تحبّ أن تراهم، قلت: نعم يا ربّ، فنوديت [يا محمد] ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا بأنوار علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي، فقلت: يا ربّ من هؤلاء و من هذا؟ قال: يا محمد هم الائمّة بعدك المطهرون من صلبك و هو الحجّة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا و يشفي صدور قوم مؤمنين، قلنا: بآبائنا و امّهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجبا، فقال عليه السلام:
و أعجب من هذا أن أقواما يسمعون منّي هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه و يؤذونني فيهم، لا أنا لهم اللّه شفاعتي.
248-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا جابر (رجا خ ل) بن يحيى العبرتائي (العريابي أو الغرياني خ ل) الكاتب قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته (به خ ل) و رأيت اثني عشر اسما مكتوبا بالنور فهم (فيهم خ ل) علي بن ابي طالب و سبطيّ و بعدهما تسعة أسماء عليّا عليّا عليّا ثلاث مرات و محمد و محمد مرتين و جعفر و موسى و الحسن و الحجّة يتلألأ من بينهم، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربي جلّ جلاله هم الاوصياء من ذريّتك بهم اثيب و اعاقب.
249-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني و القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي و الحسن بن محمد بن سعيد و الحسين (الحسن خ ل) بن علي بن الحسن الرازي جميعا قالوا: حدثناأبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني الحسن بن محمد بن جمهور العمى، عن أبيه محمد بن جمهور قال: حدثني عثمان بن عمر قال: حدثني شعبة، عن سعيد بن ابراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي
ص: 116
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أبو بكر و عمر و الفضل بن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليهما السلام فأخذه النبي و قبّله، ثم قال: حزقة حزقة، ترقّ عين بقّة، و وضع فمه على فمه و قال: اللّهمّ إنّي أحبه فأحبه و أحب من يحبّه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة [ال] تسعة، من ولدك أئمّة أبرار، فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الائمّة الذين ذكرتهم يا رسول اللّه في صلب الحسين؟ فأطرق مليّا، ثم رفع رأسه فقال: يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أنّ ابني هذا- و وضع يده على كتف الحسين- يخرج من صلبه ولد مبارك سميّ جده علي عليه السلام، يسمى العابد و نور الزهاد و يخرج اللّه من صلب علي ولدا اسمه اسمي و أشبه الناس بي يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب، و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحقّ و لسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي اللّه؟ قال: يقال له جعفر، صادق في قوله و فعله، الطاعن عليه كالطاعن عليّ و الرادّ عليه كالراد عليّ، ثم دخل حسّان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه شعرا و انقطع الحديث.
فلمّا كان من الغد صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن عباس، و كان من دأبه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ، فقلت له: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه أ لا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين؟ قال: نعم يا أبا هريرة و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا نقيّا طاهرا سميّ موسى بن عمران.
ثم قال ابن عباس: ثمّ من يا رسول اللّه؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا عليه السلام موضع العلم و معدن الحلم، ثم قال: بأبى المقتول في أرض الغربة، و يخرج من صلب علي ابنه محمد عليه السلام المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا، و يخرج من صلب محمد عليه السلام ابنه علي طاهر الجيب صادق اللهجة، و يخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه و أبو حجّة اللّه، و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، له هيبة موسى و حكم داود و بهاء عيسى، ثم تلا عليه السلام: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) فقال له علي بن أبي طالب: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال:يا علي أسامي الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و الذرية المباركة، ثم قال: و الذي نفس محمد بيده لو أنّ رجلا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن و المقام ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبّه اللّه في النار كائنا من (ما خ ل) كان، قال أبو علي بن همام: العجب كل العجب من أبي هريرة أنّه يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلام.
ص: 117
250-(1)-
كفاية الأثر: أبو المفضّل، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن (الحسين خ ل) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، عن الاجلح الكندي، عن أبي امامة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي (به خ ل) [ثم بعده الحسن و الحسين] و رأيت عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا مرتين و جعفرا و موسى و الحسن و الحجّة اثنا عشر اسما مكتوبا بالنور، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟ فنوديت يا محمد هم الائمّة بعدك و الأخيار من ذريّتك.
251-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه و المعافا بن زكريّا و الحسن بن علي بن الحسن الرازي قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي، عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون قال: حدثنا مشيختنا و علماؤنا من عبد القيس، (و الحديث طويل ذكر فيه بعض ما وقع في يوم الجمل إلى أن قال:) ثم أخذت المرأة فحملت إلى قصر بني حلف (خلف خ ل) فدخل علي و الحسن و الحسين و عمار و زيد و أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، و نزل أبو أيوب.
في بعض دور الهاشميين فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ (أهل خ ل) البصرة فدخلنا (إليه خ ل) و سلّمنا عليه و قلنا: إنك قاتلت مع رسول اللّه ببدر و احد المشركين و الآن جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: و اللّه لقد سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي: إنّك تقاتل الناكثين و القاسطينو المارقين (و قال لي: إنّك تقاتلهم مع علي بن أبي طالب عليه السلام) قلنا: للّه إنّك سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في علي؟ قال: سمعته يقول: علي مع الحقّ و الحقّ معه و هو الإمام و الخليفة بعدي يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و ابناه الحسن و الحسين سبطاي من هذه الامة إمامان قاما أو قعدا و أبو هما خير منهما و الائمّة بعد الحسين تسعة من صلبه و فيهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله و يفتح حصون الضلالة، قلنا: فهذه التسعة من هم؟
ص: 118
قال: هم الائمّة بعد الحسين خلف بعد خلف، قلنا: فكم عهد إليكم (إليك خ ل) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يكون بعده من الائمّة؟ قال: اثنا عشر، قلنا: فهل سمّاهم لك؟ قال: نعم، إنّه قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي إلى السماء نظرت على ساق العرش فإذا هو مكتوب بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي منهم الحسن و الحسين و عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحجّة، قلت: الهي و سيدي من هؤلاء الذين أكرمتهم و قرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت: يا محمد هم الأوصياء بعدك و الائمّة، فطوبى لمحبيهم و الويل لمبغضيهم ... الحديث.
252-(1)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال: حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير (السكيني خ ل) قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البشري (بالبصرة خ ل) في سنة عشر و ثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عمارة السكري، عن إبراهيم بن عاصم، عن عبد اللّه بن هارون الكرخي، عن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلامة، عن حذيفة بن اليمان قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال:
معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته، فمن عمل بها فاز و غنم و أنجح و من تركها حلّت به الندامة فالتمسوا بالتقوى، السلامة من أهوال يوم القيامة، فكأنّي ادعى فأجيب، و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، و من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين، و من تخلّف عنهم كان من الهالكين، فقلت:
يا رسول اللّه على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى بن عمران قومه؟ قلت: على وصيه يوشع بن نون، قال: فإنّ وصيي و خليفتي من بعدى علي بن أبي طالب عليه السلام قائد البررة و قاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، قلت: يا رسول اللّه فكم يكون الائمّة من بعدك؟ قال: عدد نقباءبني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام أعطاهم اللّه علمي و فهمي، خزان علم اللّه و معادن وحيه، قلت:
يا رسول اللّه فما لأولاد الحسن عليه السلام؟ قال: إن اللّه تبارك و تعالى جعل الإمامة في عقب الحسين عليه السلام و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) قلت: أ فلا تسميهم لي يا رسول اللّه؟ قال: نعم، إنّه لما عرج بي إلى السماء و نظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و
ص: 119
نصرته به و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا و موسى و جعفرا و الحسن و الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي، فقلت: يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال: يا محمد إنهم هم الأوصياء و الائمّة من بعدك، خلقتهم من طينتك فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم، فبهم انزل الغيث و بهم اثيب و اعاقب، ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده الى السماء و دعا بدعوات فسمعته يقول: اللّهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي.
253-(1)-
كمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبى حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حدثني جبرئيل عن ربّ العزة جل جلاله أنّه قال: من علم أن لا إله إلّا أنا وحدي و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبدي و رسولي، و أنّ علي بن أبى طالب خليفتي و أنّ الائمّة من ولده حججي ادخله الجنة برحمتي و نجّيته من النار بعفوي و أبحت له جواري، و أوجبت له كرامتي، و أتممت عليه نعمتي، و جعلته من خاصتي و خالصتي، إن ناداني لبّيته و إن دعاني أجبته، و إن سألني أعطيته، و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته، و إن فرّ مني دعوته، و إن رجع إليّ قبلته، و إن قرع بابي فتحته، و من لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدى و رسولي، أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك و لميشهد أن الائمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي، إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته، و إن ناداني لم أسمع نداءه، و إن دعاني لم أستجب دعاءه، و إن رجاني خيّبته، و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلّام للعبيد، فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه و من الائمّة من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقيّ محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمّتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، و من عصاهم فقد عصاني، و من أنكرهم أو أنكر واحدا
ص: 120
منهم فقد أنكرني، بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها.
254-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى رحمه اللّه قال: حدثنا أبو ذر أحمد بن [، ل: حدّثنا محمد بن سليمان سلمان] الباغندي محمد بن حميد خ ل- قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي اسحاق، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، قال هارون:
و حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر و ثلاثمائة قال: حدثني ابو عبد اللّه محمد بن زيد قال: حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره، عن هشيم (هيثم خ ل) بن بشير الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ (الصانع خ ل) المكّي، عن علي عليه السلام، و عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه الجوهري قال: حدثنامحمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه بن (أبو خ ل) جعفر قال: حدثنا محمد بن حبيب الجندي سابوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي عليه السلام: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة (و الحديث طويل في أوصياء الأنبياء عليهم السلام و ساق الكلام إلى أن قال:) قال: (يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أنا أدفعها- يعني الوصاية- إليك يا علي، و أنت تدفعها الى ابنك الحسن و الحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، و الحسين يدفعها الى ابنه علي، و علي يدفعها الى ابنه محمد، و محمد يدفعها إلى ابنه جعفر، و جعفر يدفعها إلى ابنه موسى، و موسى يدفعها إلى ابنه عليّ، و علي يدفعها إلى ابنه محمد، و محمد يدفعها إلى ابنه علي، و علي يدفعها إلى ابنه الحسن، و الحسن يدفعها إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء اللّه، و يكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، ثم التفت إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال رافعا صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي قال علي: فقلت: يا رسول اللّه فما يكون بعد غيبته (هذه خ ل) قال: يصبر حتى يأذن اللّه له بالخروج، فيخرج (من اليمن خ ل) من قرية يقال لها كرعة، على رأسه عمامة متدرّع بدرعي، متقلّد بسيفي ذي الفقار، و مناد ينادي: هذا المهديّ خليفة اللّه فاتّبعوه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و
ص: 121
ذلك عند ما تصير الدنيا هرجا و مرجا و يغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير و لا القوي يرحم الضعيف فحينئذ يأذن اللّه له بالخروج.
255-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي بن الحسين رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ (مابنداد خ ل) قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن ابي عمير، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي الى السماء أوحى إليّ ربي جلّ جلاله فقال: يا محمد إنّي اطلعت الى الأرض اطلاعة فاخترتك منها و جعلتك نبيّا و شققت لك من اسمي اسما، فأنا المحمود و أنت محمّد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و جعلتهوصيّك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الأعلى و هو علي، و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أنّ عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي و لا أظللته تحت عرشي، يا محمد أ تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزّ و جلّ: ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و محمد (م ح م د، خ ل) بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب دريّ، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمّة و هذا القائم الذي يحلّ حلالي و يحرّم حرامي و به انتقم من أعدائي، و هو راحة لأوليائي و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين.
256-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال:
حدثنا هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسرّمن رأى قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة و قد نزلت عليه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ
ص: 122
تَطْهِيراً(1) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي هذه الآية نزلت فيك و في سبطيّ و الائمّة من ولدك، فقلت: يا رسول اللّه و كم الأئمّة بعدك؟ قال: أنت يا علي، ثمّ ابناك الحسن و الحسين، و بعد الحسين علي ابنه، و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد جعفر ابنه، و بعد جعفر موسى ابنه، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد علي ابنه، و بعد علي الحسن ابنه، و الحجّة من ولد الحسن (و بعد الحسن ابنه الحجّة خ ل)، هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش و سألت اللّه عزّ و جلّ عن ذلك، فقال:
يا محمد هم الائمّة بعدك مطهّرون معصومون، و أعداؤهم ملعونون.
257-(2)-
كفاية الأثر: حدثني علي بن الحسن بن محمد قال:حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:
حدثنا (علي بن خ ل) موسى القطفاني (القطقطاني أو الغطفاني خ ل) قال:
حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي (قال: حدثنا محمد بن عكاشة خ ل) قال:
حدثنا حسين بن زيد بن علي قال: حدثنا عبد اللّه بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه: معاشر الناس كأنّي ادعى فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، فتعلّموا منهم و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم لا يخلو (لا تخلو خ ل) الأرض منهم و لو خلت إذا لساخت بأهلها، ثم قال: اللّهم إنّي أعلم أنّ العلم لا يبيد و لا ينقطع و إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور لكي لا تبطل (يبطل خ ل) حجّتك و لا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم، اولئك الأقلّون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه، فلمّا نزل عن منبره قلت: يا رسول اللّه أما أنت الحجّة على الخلق كلهم؟ قال: يا حسن إنّ اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(3) فأنا المنذر و علي الهادي، قلت: يا رسول اللّه فقولك إن الأرض لا تخلو من حجّة؟ قال: نعم، علي هو الإمام و الحجّة بعدي، و أنت الحجّة و الإمام بعده، و الحسين الإمام و الحجّة بعدك، و لقد نبّأني اللطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي سميّ جده علي، فإذا مضى الحسين قام بالأمر بعده علي ابنه و هو الحجّة و الإمام، و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و أشبه الناس بي، علمه علمي و حكمه حكمي و هو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلبه مولودا يقال له جعفر، أصدق
ص: 123
الناس قولا [و عملا] و هو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه تعالى من صلب جعفر مولودا [يقال له موسى] سميّ موسى بن عمران، أشدّ الناس تعبدا، فهو الامام و الحجة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب موسى ولدا يقال له علي، معدن علم اللّه و موضع حكمته فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب محمد مولودا يقال له علي، فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجّة القائم إمام زمانه و منقذ أوليائه، يغيب حتى لا يرى، يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ*(1) و لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتى يخرج قائمنافيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فلا يخلو الأرض منكم، أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و من زرعي و زرع زرعي.
258-(2)-
مقتضب الأثر: قال: و من أتقن الاخبار المأثورة و غريبها و عجيبها و من المصون المكنون في أعداد الائمّة و أسمائهم من طريق العامة مرفوعا و هو خبر الجارود بن المنذر و اخباره عن قسّ بن ساعدة (ثم ذكر سنده إلى الجارود، و ذكر أنّه كان عالما ببعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عارفا باسماء أوصيائه عليهم السلام. و الحديث طويل ذكر فيه أنّ الجارود العبدي كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و حسن اسلامه و كان قارئا للكتب إلى أن قال: فأنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطّاب، و ساق الكلام إلى أن قال:) ثم قلت: يا رسول اللّه أنبئني أنبأك اللّه بخير عن هذه الاسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا جارود ليلة اسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا، فقلت: على ما بعثتم؟ فقالوا: على نبوّتك و ولاية علي بن أبي طالب و الائمّة منكما ثم أوحى إليّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا علي و الحسن و الحسين و على بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهديّ في ضحضاح من نور يصلّون، فقال لي الرب تعالى: هؤلاء الحجج أوليائي، و هذا المنتقم من أعدائي ... الحديث.
ص: 124
259-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال:
حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد (بن عبد اللّه بن أحمد خ ل) بن عيسى بن منصور الهاشمي قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد العطار قال: حدثنا عمار بن محمد الثوري، عن سفيان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن الحسن بن علي عليهالسلام قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، فإذا استشهد الحسين فابنه علي (فعلي ابنه خ ل) يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة (أطهار أبرار خ ل) فقلت: يا رسول اللّه فما أسماؤهم (أساميهم خ ل)؟
قال: علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و المهديّ من صلب الحسين يملأ اللّه تعالى به الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
260-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد (الصيرفي خ ل) قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن شنبوذ (شينود أو شبنوذ خ ل) قال: حدثنا علي بن حمدون قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي (الأزدي خ ل) قال: أخبرنا (حدثنا خ ل) شريك، عن عبد اللّه بن سعد عن الحسين بن علي عليهما السلام، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أخبرني جبرئيل لمّا أثبت (ثبت خ ل) اللّه تبارك و تعالى اسم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في (على خ ل) ساق العرش، قلت:
يا رب هذا الاسم المكتوب في ساق العرش أرى (أراه خ ل، أرني خ ل) أعزّ خلقك عليك، قال: فأراه اللّه اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء و الأرض، فقال: يا ربّ بحقّهم عليك إلّا أخبرتني عنهم (خبرتني منهم خ ل)، فقال: هذا نور علي بن أبي طالب و هذا نور الحسن و (هذا نور خ ل) الحسين و هذا نور علي بن الحسين و هذا نور محمد بن علي و هذا نور جعفر بن محمد و هذا نور موسى بن جعفر و هذا نور علي بن موسى و هذا نور محمد بن علي و هذا نور علي بن محمد و هذا نور الحسن بن علي و هذا نور الحجّة القائم المنتظر، قال: فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول: ما أحد يتقرب إلى اللّه عزّ و جل بهؤلاء القوم إلّا أعتق اللّه رقبته من النار.
261-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن أبي بكر (محمد أبو بكر بن خ ل) هارون الدينوري قال: حدثنا محمد بن عباس المقري (المصري خ ل) قال: حدثنا عبد
ص: 125
اللّه بن إبراهيم الغفاري قال: حدثنا حريز بن عبد اللّه الحذاء قال: حدثنا إسماعيل بن عبد اللّه، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: لما أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: وَ أُولُواالْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ*(1) سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تأويلها، فقال: و اللّه ما عنى (بها خ ل) غيركم و أنتم اولوا الأرحام، فإذا متّ فأبوك علي أولى بي و بمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به، قلت: يا رسول اللّه فمن بعدي أولى بي، فقال: ابنك علي أولى بك من بعدك، فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به (من بعده بمكانه خ ل) و بمكانه من بعده، فإذا مضى جعفر فابنه موسى اولى به من بعده، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من بعده، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك فهذه الائمّة التسعة من صلبك أعطاهم اللّه علمي و فهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم يؤذونني (يوذوني خ ل) فيهم؟
لا أنالهم اللّه شفاعتي.
262-(2)-
كفاية الاثر: و عنه- يعني علي بن الحسن بن محمد- قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن اسماعيل (ابراهيم خ ل) النحوي، قال: حدثنا الحسين بن عبد اللّه السكري (البكري أو اليسكري أو السكوني خ ل) عن أبيه، عن عطا، عن الحسين بن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و الحجّة بن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، أئمّة أبرار هم مع الحقّ و الحقّ معهم.
263-(3)-
كفاية الأثر: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه [بن] الحسن العياشي (العباسي خ ل) قال: حدثني جدي عبيد اللّه بن الحسن، عن أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي قال:
ص: 126
حدثنا عمرو [عمر] بن حماد الأبح، عن علي بن هاشم [بن] البريد، عن أبيه قال: حدثني أبو سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنوار علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و رأيت نور الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب دري، فقلت: يا ربّ من هذا؟ و من هؤلاء؟ فنوديت: يا محمد هذا نور علي و فاطمة و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الائمّة بعدك من ولد الحسين مطهّرون معصومون و هذا الحجّة (الذي خ ل) يملأ الأرض (الدنيا خ ل) قسطا و عدلا.
264-(1)-
كفاية الاثر: حدثني الحسين بن علي قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث قال: حدثنا رشيد (رشد خ ل) بن سعد قال:
حدثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الانصاري من بني الخزرج، عن سهل بن سعد الانصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الائمّة، فقالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي و أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين (فالحسين خ ل) أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين منأنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهديّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح اللّه تعالى به مشارق الأرض و مغاربها فهم أئمّة الحقّ و ألسنة الصدق، منصور من نصرهم و مخذول من خذلهم.
و فيه حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: حدثنا ميسرة بن عبد اللّه قال: حدثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه القرشي قال: حدثنا محمد بن سعد صاحب الواقدي قال: حدثنا محمد بن
ص: 127
عمر الواقدي، قال: حدثني أبو هارون (مروان خ ل)، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:
دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه و في يدها لوح من زمرد أخضر (و ذكر الحديث ...)
265-(1)-
الفضائل: (قال:) بالاسناد يرفعه إلى عبد اللّه بن أبي أوفى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: لما خلق اللّه إبراهيم الخليل كشف له عن بصره فنظر في جانب العرش فرأى نورا، فقال: إلهي و سيدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا محمد صفيي و صفوتي، فقال: إلهي و سيدي إني أرى بجانبه نورا آخر، قال: يا إبراهيم هذا علي ناصر ديني، فقال: إلهي و سيدى أرى إلى جانبيهما نورا آخر ثالثا يلي النورين، قال: يا إبراهيم هذه فاطمة تلي أباها و بعلها، فطمت محبيها من النار، قال: إلهي و سيدي أرى نورين يليان الأنوار الثلاثة، قال: يا إبراهيم هذان الحسن و الحسين يليان أباهما و امّهما و جدّهما، فقال: إلهي و سيدي إني أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بالخمسة الأنوار، قال: يا إبراهيم هؤلاء الائمّة من ولدهم، قال: إلهي و سيدي و بمن يعرفون؟ قال: يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين، و محمد ولد علي، و جعفر ولد محمد، و موسى ولد جعفر، و علي ولد موسى، و محمد ولد علي، و علي ولد محمد، و الحسن ولد علي، و محمد ولد الحسن القائم المهديّ، قال: إلهي و سيّدي أرى عدّة أنوار حولهم لا يحصي عدّتهم إلّا أنت، قال: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم و محبّوهم، قال: إلهي و سيدي بم يعرف شيعتهم (و محبّوهم)؟ قال: بصلاة الإحدى و الخمسين، و الجهر ببسم اللّه الرحمنالرحيم، و القنوت قبل الركوع، و سجدتي الشكر، و التختّم باليمين، قال إبراهيم: اجعلني إلهي من شيعتهم و محبيهم، قال:
جعلتك فأنزل اللّه تعالى فيه: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ. إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (2) صدق اللّه تعالى و رسوله. قال المفضّل بن عمر: إنّ إبراهيم لما أحسّ بالموت روى هذا الخبر و سجد فقبض في سجدته.
266-(3)-
مقتضب الأثر: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي المعدل قال: أخبرني أحمد بن محمد الخليلي الآملي قال: حدثنا محمد بن صالح الهمداني قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرني الريان بن مسلم، عن عبد
ص: 128
الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت سلام بن أبي عميرة قال: سمعت أبا سلمى راعي إبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ليلة اسري بي إلى السماء، قال العزيز جلّ ثناؤه: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (1)قلت: و المؤمنون، قال: صدقت يا محمد. من خلفت لامّتك؟ قلت:
خيرها، قال: علي بن ابي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال يا محمد: إني اطّلعت على الارض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا اذكر في موضع إلّا و ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد، ثم اطّلعت فاخترت منها عليّا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين من سنخ نوري و عرضت ولايتكم على أهل السماوات و الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أنّ عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له أو يقرّ بولايتكم، يا محمد أ تحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي، في ضحضاح من نور قياما يصلّون و هو في وسطهم يعني المهدي- كأنه كوكب درّي،
ص: 129
فقال: يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك، و عزّتي و جلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي.
267-(1)- المناقب: عبد اللّه بن محمد البغوي، عن علي بن الجعد، عن أحمد بن وهب بن منصور، عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يا علي أنا نذير أمّتي و أنت هاديها و الحسن قائدها و الحسين سائقها و علي بن الحسين جامعها و محمد بن علي عارفها و جعفر بن محمد كاتبها و موسى بن جعفر محصيها و علي بن موسى معبّرها و منجيها و طارد مبغضيها و مدني مؤمنيها و محمد بن علي قائدها و سائقها و علي بن محمد سائرها و عالمها و الحسن بن علي ناديها و معطيها و القائم الخلف ساقيها و ناشدها و شاهدها إنّ في ذلك لآيات للمؤمنين (للمتوسمين خ ل) قال ابن شهرآشوب: و قد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
268-(2)- مائة منقبة: حدثني محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزيات رحمه اللّه قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثني موسى بن عثمان قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو إسحاق، عن الحارث و سعيد بن قيس، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا واردكم على الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الذائد (الرائد خ ل) و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارض (القائد أو الفارط خ ل) و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسى مزين (زين أو معين خ ل) المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته (يوم القيامة خ ل- شيعتهم خ ل- و مزوّجهم الحور العين و
ص: 130
الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و القائم الهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة، حيث لا يأذن اللّه إلّا لمن يشاء و يرضى.
269-(1)-
غيبة الشيخ: أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن أحمد بن عبد اللّه (عبيد اللّه خ ل) الهاشمي قال: حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال: قال [لي] علي صلوات اللّه عليه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر، فليتولّك و ليتولّ بنيك الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمدا و عليا و الحسن ثم المهدي و هو خاتمهم و ليكوننّفي آخر الزمان قوم يتولّونك يا علي يشنأهم الناس و لو أحبهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك و ولدك على الآباء و الامهات و الإخوة و الأخوات و على عشائرهم و القرابات صلوات اللّه عليهم أفضل الصلوات اولئك يحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيّئاتهم و يرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون.
270-(2)-
مقتضب الأثر: قال: و من حديث العامة ما رواه أبو جعفر محمد بن علي الأول عليه السلام، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن أبيه عبد اللّه بن عمر و هو موافق لحديث أبي سلمى المتقدّم في أول الكتاب: حدثنا أبو الحسن ثوابة بن أحمد الموصلي الوراق الحافظ قال:
حدثني أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني قال: حدّثني موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الإفريقي قال: حدثنا هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: حدثني سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تعالى أوحى إليّ ليلة اسري بي: يا محمد من خلفت في الأرض- و هو أعلم بذلك-؟ قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد! علي بن أبي طالب؟
ص: 131
قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إنّي اطّلعت إلى الارض اطّلاعة فاخترتك منها فلا اذكر حتى تذكر معي، أنا المحمود و أنت محمد، ثم إني اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة اخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيّك فأنت سيّد الأنبياء و علي سيد الأوصياء، ثم اشتققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد إنّي خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و الأئمّة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين و من جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أنّ عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع النفس ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري، ثم قال: يا محمد أ تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، قال: تقدّم أمامك فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة القائم كأنّه كوكب درّي في وسطهم، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ فقال:هؤلاء الأئمّة، و هذا القائم يحلّل حلالي و يحرّم حرامي و ينتقم يا محمد من أعدائي، يا محمد أحببه و أحبب من يحبّه.
قال الشيخ أبو عبد اللّه بن عياش: و قد كنت قبل كتبي هذا الحديث عن ثوابة الموصلي، رأيته في نسخة وكيع بن الجراح التي كانت عند أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، حدثنا بها، عن ابراهيم بن عيسى القصار الكوفي، عن وكيع بن الجراح، رأيتها في أصل كتابه فسألت أن يحدثني به فأبى و قال: لست أحدث بهذا الحديث عداوة و نصبا، و حدثنا بما سواه، و من فروع كتاب أخرج فيه أحاديث وكيع بن الجراح، ثم حدثني به بعد ذلك ثوابة و رواية ابن عتاب أعلى لو كان حدثني، انتهى.
271-(1)-
الأربعين: للحافظ أبي الفتح محمد بن ابي الفوارس قال: الحديث الرابع أخبرنا محمود بن محمد الهروي بقريته في جامعها في سلخ ذي الحجّة سنة(2)
قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عبد اللّه، عن سعيد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:
حدثني محمد بن عيسى الاشعري، عن أبي حفص أحمد بن نافع البصري قال: حدثني أبي و كان خادما للإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، عنه عليه السلام قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي قال: حدثني أبي سيد
ص: 132
العابدين علي بن الحسين قال: حدثني أبي سيد الشهداء الحسين بن علي قال: حدثني أبي سيد الأوصياء علي بن ابي طالب صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين قال:
قال لي أخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو مقبل عليه غير معرض عنه فليتوال عليا عليه السلام، و من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو راض عنه فليتوال ابنك الحسن عليه السلام، و من أحبّ أن يلقى اللّه و لا خوف عليه فليتوال ابنك الحسين عليه السلام، و من أحب أن يلقى اللّه و قد تمحّص عنه ذنوبه فليتوال علي بن الحسين عليهما السلام، فإنه كما قال اللّه تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(1) و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو قرير العين فليتوال محمد بن علي عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ فيعطيه كتابه بيمينه فليتوالجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ طاهرا مطهرا فليتوال موسى بن جعفر النور الكاظم عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه و هو ضاحك فليتوال علي بن موسى الرضا عليهما السلام و من أحب أن يلقى اللّه و قد رفعت درجاته و بدلت سيئاته حسنات فليتوال ابنه محمدا، و من أحب ان يلقى اللّه عزّ و جلّ فيحاسبه حسابا يسيرا و يدخله جنة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتقين فليتوال ابنه علي (عليا ظ)، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو من الفائزين فليتوال ابنه الحسن العسكري، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد كمل ايمانه و حسن اسلامه فليتوال ابنه صاحب الزمان المهدي، فهؤلاء مصابيح الدجى و أئمة الهدى و أعلام التقى، فمن أحبهم و تولاهم كنت ضامنا له على اللّه الجنة.
272-(2)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن مندة قال: حدثنا محمد بن الحسين (الحسن خ ل) الكوفي المعروف بأبي الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن موسى بن ابراهيم قال: حدثني (محمد بن خ ل) سليمان بن حبيب قال: حدثني شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم (النخعي خ ل)، عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة خطبته اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها: ألا و إنّي ظاعن عن قريب- ثم ساق الحديث إلى أن انتهى إلى قوله-: فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال: يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمّة الكفر و خلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمّة الحقّ و ألسنة الصدق بعدك؟ قال: نعم، إنّه لعهد عهده إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما، تسعة من صلب الحسين و لقد قال
ص: 133
النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي الى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه: لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت اثني عشر نورا، فقلت: يا رب أنوار من هذه؟
فنوديت: يا محمد هذه أنوار الائمّة من ذريتك، قلت: يا رسول اللّه أ فلا تسميهم لي؟ قال: نعم، أنت الإمام و الخليفة بعدي تقضي ديني و تنجز عداتى و بعدك ابناك الحسن و الحسين، و بعد الحسين ابنه علي زين العابدين، و بعده ابنه محمد يدعى بالباقر، و بعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق، و بعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم، و بعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، و بعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي، و بعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، و بعد علي ابنه الحسن يدعى بالأمين (بالعسكري خ ل)،و القائم من ولد الحسين (الحسن خ ل) سميّي و أشبه الناس بي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما ... الحديث.
273-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثنا محمد بن محمود قال: حدثنا أحمد بن عبد اللّه الذهلي (الذاهل أو الدهلي خ ل) قال: حدثنا أبو حفص الأعشى، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن نعمان (المعمر أو يعمر) قال: كنت عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة فسلّم فردّ عليه الحسين فقال: يا بن رسول اللّه مسألة، فقال عليه السلام: هات، قال: كم بين الإيمان و اليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: كيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه و اليقين ما رأيناه و بين السمع و البصر أربع أصابع، قال: فكم بين السماء و الأرض؟ قال: دعوة مستجابة، قال: فكم بين المشرق و المغرب؟ قال:
مسيرة يوم للشمس، قال: فما عزّ المرء؟ قال: استغناؤه عن الناس، قال:
فما أقبح شي ء؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح، و الحدّة في السلطان قبيحة، و الكذب في ذي الحسب قبيح، و البخل في ذي الغنى قبيح، و الحرص في العالم قبيح، قال: صدقت يا بن رسول اللّه، فأخبرني عن عدد الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، قال: فسمهم لي، فأطرق
ص: 134
الحسين عليه السلام مليّا ثم رفع رأسه فقال: نعم، اخبرك يا أخا العرب، إنّ الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و الحسن و أنا و تسعة من ولدي منهم علي ابني و بعده ابنه محمد و بعده جعفر ابنه و بعده موسى ابنه و بعده علي ابنه و بعده محمد ابنه و بعده علي ابنه و بعده الحسن ابنه و بعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدى يقوم بالدين في آخر الزمان، قال: فقام الأعرابي و هو يقول:
مسح النبي جبينه *** فله بريق في الخدود
أبواه من أعلى قريش *** و جده خير الجدود
274-(1)- كفاية الأثر: أخبرنا المعافا بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يزيد (مزيد خ ل) بن الأزهر البوشجي النحوي، قال: حدثني محمد بن مالك بن الأبرد القصير، قال: حدثني محمد بن فضيل قال:
حدثني غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي (الباقر خ ل) عليه السلام قال: إنّ الائمّة بعد رسول اللّه كعدد (بعدد خ ل) نقباء بني إسرائيل و كانوا اثني عشر، الفائز من والاهم، و الهالك من عاداهم، و لقد حدثني أبي، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي الى السماء نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب: لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت (مكتوبا خ ل) في مواضع: عليّا و عليّا و عليّا و محمدا و محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحسين و الحجّة فعددتهم فإذا هم اثنا عشر، فقلت: يا ربّ من هؤلاء الذين أراهم؟ قال: يا محمد هذا نور وصيّك و سبطيك، و هذه أنوار الائمّة من ذريّتهم، بهم اثيب و بهم اعاقب.
ص: 135
275-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل قال: قال: حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن الحسين (الحسن خ ل) بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن كميت، عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال:
دخلت على سيّدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت:
يا بن رسول اللّه إنّي قد قلت فيكم أبياتا أ فتأذن لي في إنشادها، فقال: إنّها أيام البيض، قلت: فهو فيكم خاصّة، قال: هات، فأنشأت أقول:
أضحكني الدهر و أبكاني *** و الدهر ذو صرف و ألوان
لتسعة في الطف قد غودروا *** صاروا جميعا رهن أكفان
فبكى عليه السلام و بكى أبو عبد اللّه و سمعت جارية تبكي من وراء الخباء فلما بلغت الى قولي:و
ستة لا يتجارى بهم *** بنو عقيل خير فرسان
ثم علي الخير مولاكم (هم خ ل) *** ذكرهم هيّج أحزاني
فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء و لو (قدر خ ل) مثل جناح البعوضة إلّا بنى اللّه له بيتا في الجنة و جعل ذلك (الد مع خ ل) حجابا بينه و بين النار، فلمّا بلغت إلى قولي:
من كان مسرورا بما مسّكم *** أو شامتا يوما من الآن
فقد ذللتم بعد عزّ فما *** أدفع ضيما حين يغشاني
أخذ بيدي ثم قال: اللّهم اغفر للكميت ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فلما بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحقّ فيكم متى *** يقوم مهديّكم الثاني
قال: سريعا إن شاء اللّه سريعا، ثم قال: يا أبا المستهل إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين، لأنّ الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر و الثاني عشر هو القائم، فقلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعد الحسين علي بن الحسين و أنا، ثمّ بعدي هذا، و وضع يده على كتف جعفر، قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى، و بعد موسى ابنه علي، و بعد علي ابنه محمد، و بعد
ص: 136
محمد ابنه علي، و بعد علي ابنه الحسن، و هو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا و يشفي صدور شيعتنا، قلت: فمتى يخرج يا بن رسول اللّه؟ قال: لقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن ذلك فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلّا بغتة.
276-(1)-
كفاية الأثر: و عنه- يعني محمد بن عبد اللّه الشيباني- قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي قال:حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال: حدثنا عمرو بن شمر الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: قلت له: يا بن رسول اللّه إنّ قوما يقولون (يزعمون خ ل) إن اللّه تعالى جعل الإمامة في عقب الحسن و الحسين، قال: كذبوا و اللّه أو لم يسمعوا اللّه تعالى ذكره يقول: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) فهل جعلها إلّا في عقب الحسين عليه السلام؟ ثم قال:
يا جابر إنّ الائمّة هم الذين نصّ عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالإمامة و هم الائمّة الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثنا عشر اسما، منهم علي و سبطاه و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القائم، فهذه الائمّة من أهل بيت الصفوة (النبوة خ ل) و الطهارة، و اللّه لا (ما خ ل) يدعيه أحد غيرنا إلّا حشره اللّه تعالى مع إبليس و جنوده، ثم تنفس عليه السلام (الصعداء خ ل) و قال: لا رعى اللّه حقّ هذه الامة فإنّها لم ترع حقّ نبيّها، أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله لما اختلف في اللّه اثنان ثم أنشأ عليه السلام يقول:
إنّ اليهود لحبّهم لنبيّهم *** أمنوا بوائق حادث الأزمان
و المؤمنون بحبّ (3) آل محمد *** يرمون في الآفاق بالنيران (4)
ص: 137
قلت: يا سيدي أ ليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم، قلت: فلم قعدتم عن حقّكم و دعواكم و قد قال اللّه تبارك و تعالى: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ (1) قال: فما بال أمير المؤمنين عليه السلام قعد عن حقّه حيث لم يجد ناصرا؟ أو لم تسمع اللّه يقول في قصة لوط: قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ(2) و يقول في حكايته عن نوح: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(3) و يقول في قصة موسى: رَبِّإِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (4) فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر، يا جابر إنما مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى و لا يأتي.
277-(5)-
كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن همام قال: حدثني عبد اللّه بن جعفر الحميري قال: حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير (الرقي خ ل)، عن يونس بن ظبيان- في حديث طويل مشتمل على كثير من الحقائق الربانية و المعارف الحقيقية عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام- قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنّا ورثنا و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب، فقلت: يا ابن رسول اللّه و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السلام؟ فقال: ما ورثه إلّا الائمّة الاثنا عشر، قلت: سمّهم لي يا ابن رسول اللّه؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا و بعدي موسى ولدي و بعد موسى علي ابنه و بعد علي محمد و بعد محمد علي و بعد علي الحسن و بعد الحسن الحجّة، اصطفانا اللّه و طهّرنا و اوتينا ما لم يؤت أحد من العالمين.
278-(6)-
كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا هارون بن موسى قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام قال: كنت عند الصادق
ص: 138
جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين- و ساق الحديث في باب معرفة اللّه و هذا أيضا مشتمل على مسائل مهمة إلى أن قال:- ثم قال عليه السلام:
إن أفضل الفرائض و أوجبها على الإنسان معرفة الرب و الإقرار له بالعبودية، و حدّ المعرفة أنّه لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له، و أن يعرف أنّه قديم مثبت موجود (بوجود خ ل) غير فقيد (مقيّد خ ل) موصوف من غير شبيه و لا مبطل (مثيل خ ل) ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير،و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة، و أدنى معرفة الرسول الإقرار (به خ ل) بنبوّته و أنّ ما أتى به من و كتاب أو أمر أو نهي فذلك من (عن خ ل) اللّه عزّ و جل، و بعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر، و أدنى معرفة الإمام أنّه عدل النبي إلّا درجة النبوة و وارثه، و أن طاعته طاعة اللّه و طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و التسليم له في كل أمر و الرد إليه و الأخذ بقوله، و يعلم أنّ الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب و بعده (ثم خ ل) الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثمّ أنا ثم (من خ ل) بعدي موسى ابني و بعده علي ابنه (ثم من بعده ولده علي خ ل) و بعده محمد (و بعد علي محمد خ ل) ابنه و بعده (و بعد محمد علي خ ل) علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن ... الحديث.
279-(1)-
كمال الدين: أحمد بن الحسن القطّان و علي بن أحمد بن محمد الدقاق و علي بن عبد اللّه الورّاق و عبد اللّه بن محمد الصائغ و محمد بن أحمد الشيباني، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال:
حدثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب، عن تميم بن بهلول قال: حدثني عبد اللّه بن أبي الهذيل و سألته عن الإمامة فيمن تجب و ما علامات من تجب له الإمامة؟ فقال لي: إنّ الدليل على ذلك و الحجّة على المؤمنين و القائم بامور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالأحكام أخو نبي اللّه و خليفته على امّته و وصيّه عليهم و وليّه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة بقول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و قال عزّ و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ
ص: 139
وَ هُمْ راكِعُونَ (1) المدعو له بالولايةالمثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن اللّه عزّ و جل: أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أعزّ من أعانه ذاك علي بن ابي طالب امير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين و أفضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول ربّ العالمين، و بعده الحسن، ثم الحسين سبطا رسول اللّه و ابنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن صلوات اللّه عليهم إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد، إنّهم عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معروفون بالوصاية و الإمامة لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كل عصر و زمان و في كل وقت و أوان، إنّهم العروة الوثقى و أئمّة الهدى و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و إنّ كل من خالفهم ضالّ مضل، تارك للحق و الهدى، و إنّهم المعبّرون عن القرآن، و الناطقون عن الرسول بالبيان، و إنّ من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية، و إنّ فيهم (دينهم خ ل) الورع و العفّة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة الى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن الصحبة و حسن الجوار، ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد في الإمامة بمثله سواء.
280-(2)-
أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه اللّه و علي بن عبد اللّه الورّاق جميعا قالا: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، فلمّا بصر بي (نظرني خ ل، أبصر بيخ ل) قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقّا، فقلت له: يا ابن رسول اللّه إنّي اريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبتّ (أثبت خ ل) عليه حتى ألقى اللّه عزّ و جلّ، فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إنّي أقول إنّ اللّه تعالى واحد ليس كمثله شي ء و خارج عن
ص: 140
الحدين حدّ الإبطال و حدّ التشبيه، و إنّه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسّم الأجسام و مصوّر الصور، و خالق الأعراض و الجواهر و ربّ كل شي ء و مالكه و جاعله و محدثه، و إنّ محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين و لا نبي بعده إلى يوم القيامة و إنّ شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة.
و أقول: إنّ الإمام و الخليفة و وليّ الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي، فقال علي عليه السلام: و من بعدي الحسن ابني، فكيف للناس في الخلف من بعده؟ قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟
قال: لأنّه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، قال: فقلت: أقررت.
و أقول: إنّ وليّهم ولي اللّه و عدوّهم عدوّ اللّه و طاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه.
و أقول: إنّ المعراج حقّ و المساءلة في القبر حقّ و إنّ الجنّة حقّ و النار حقّ و الصراط حقّ و الميزان حقّ و إنّ الساعة آتية لا ريب فيها و إن اللّه يبعث من في القبور.
و أقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فقال علي بن محمد عليه السلام: يا أبا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.
281-(1)-
الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن
ص: 141
العسكري عليه السلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إليّ الرازقي و كان حاجبا للمتوكل، فأمر أن ادخل إليه فادخلت إليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الاستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم و ما تأخّر و قلت: أخطأت في المجي ء قال: فوحى الناس عنه، ثم قال لي:
ما شأنك و فيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: و من مولاي؟ مولاي امير المؤمنين فقال: اسكت مولاك هو الحقّ فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد للّه، فقال: أ تحبّ أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، قال: فجلست فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس و خلّ بينه و بينه، قال: فأدخلني إلى الحجرة [التي فيها العلوي] فأومأ إلى بيت المحبوس فدخلت، فإذا عليه السلام جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور، قال: فسلّمت فردّ ثم أمرنى بالجلوس فجلست ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرّف خبرك، قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن، فقلت: الحمد للّه، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا أعرف معناه، فقال:
و ما هو؟ قلت: قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تعادوا الأيام فتعاديكم. ما معناه؟ فقال: نعم، الأيام نحن، ما (بنا خ ل) قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام و الاثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا،و الخميس ابني الحسن بن علي و الجمعة ابن ابني و إليه تجتمع عصابة الحق، و هو الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا. و هذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال: ودّع و اخرج فلا آمن عليك.
282-(1)-
كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي الكوفي، عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثني هشام بن يونس قال: حدثني القاسم بن خليفة، عن يحيى بن زيد قال: سألت أبي عن الائمّة فقال:
ص: 142
الأئمّة اثنا عشر، أربعة من الماضين و ثمانية من الباقين، قلت: فسمّهم يا أبة، فقال: أما الماضين فعلي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين، و من الباقين أخى الباقر و بعده جعفر الصادق و بعده موسى ابنه و بعده علي ابنه و بعده محمد ابنه و بعده على ابنه و بعده الحسن ابنه و بعده المهدي، فقلت: يا أبة أ لست منهم؟ قال: لا و لكني من العترة، قلت:
فمن أين عرفت أساميهم؟ قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
283-(1)-
كمال الدين: حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدولاني (الدواليبي خ ل) بمدينة السلام، قال: حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي قال: حدثنا علي بنعاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده ابي بن كعب فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات و الأرض، فقال له ابيّ: و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟ فقال: يا ابي و الذي بعثني بالحق نبيّا إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنّه مكتوب عن يمين العرش (عرش اللّه خ ل) مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير و هن و عز و فخر و بحر علم و ذخر [فلم لا يكون كذلك] و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل و نهار و لقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره اللّه عزّ و جل معه و كان
ص: 143
شفيعه في آخرته و فرج اللّه عنه كربه و قضى بها دينه و يسّر أمره و أوضح سبيله و قوّاه على عدوّه و لم يهتك ستره، فقال ابيّ: و ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟ قال: تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد: «اللّهم إنّي أسألك بملكك (بكلماتك خ ل) و معاقد عزّك (عرشك خ ل) و سكّان سماواتك [و أرضك] و أنبيائك و رسلك [أن تستجيب لي] فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلى على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من أمري يسرا»، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يسهل أمرك و يشرح لك صدرك و يلقّنك شهادة أن لا إله إلّا اللّه عند خروج نفسك، قال له ابيّ: يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟
قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي تبيين و بيان يكون من اتّبعه رشيدا و من ضلّ عنه غويا، قال: فما اسمه و ما دعاؤه؟ قال: اسمه علي و دعاؤه: «يا دائم يا ديّوم يا حيّ يا قيّوم يا كاشف الغمّ يا فارج الهمّ يا باعث الرسل و يا صادق الوعد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عزّ و جلّ مع علي بن الحسين و كان قائده إلى الجنة، قال له ابي: يا رسول اللّه فهل له من خلف أو وصي؟ قال: نعم، له مواريث السماوات و الأرض، قال: فما معنى مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟ قال: القضاء بالحقّ و الحكم بالديانة و تأويل الأحكام (الأحلام خ ل) و بيان ما يكون، قال: فما اسمه؟ قال: اسمه محمد، فإن الملائكة لتستأنس به في السماوات و يقول في دعائه: «اللّهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني أو شيعتي و طيّب ما في صلبي يا أرحم الراحمين» فركّب اللّهله في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية، فأخبرني جبرئيل إنّ اللّه عزّ و جلّ طيّب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا، و جعله هاديا مهديّا و راضيا مرضيّا يدعو ربّه فيقول في دعائه: «يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضاء فاغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و اغفر لهم الكبائر التي بينك و بينهم يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل [همّ] و غمّ فرجا» و من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة يا ابي، و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سمّاها موسى [و جعله إماما] قال له ابي: يا رسول اللّه كلّهم يتواصفون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا؟ قال:
وصفهم لي جبرئيل عليه السلام عن ربّ العالمين جلّ جلاله، فقال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟ قال: نعم، يقول في دعائه:
«يا خالق الخلق و يا باسط الرزق و يا فالق الحب [و النوى] و يا بارئ النسم و محيي الموتى و مميت الأحياء و [يا] دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله» من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه عزّ و جلّ حوائجه و حشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر و إنّ اللّه ركّب في صلبه نطفة طيبة زكيّة مرضية و سمّاها عنده عليّا، و كان اللّه عزّ و جلّ في خلقه رضيّا في علمه و حكمه و جعله حجّته لشيعته يحتجّون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به: «اللّهم أعطني الهدى و ثبّتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع إنّك أهل
ص: 144
التقوى و أهل المغفرة» و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جدّه له علامة بيّنة و حجّة ظاهرة إذا ولد يقول:
لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يقول في دعائه: «يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلّا أنت و لا خالق إلّا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك» من دعا بهذا الدعاء فإنّ (كان خ ل) محمد بن علي شفيعه يوم القيامة و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة زكية باهرة مباركة طيبة طاهرة سمّاها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة و الوقار و أودعها العلوم و الأسرار و كل شي ء مكتوم، من لقيه و في صدره شي ء انبأه به و حذّره من عدوّه و يقول في دعائه: «يا نور النور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور» من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنة، و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة و سمّاها عنده الحسن بن عليفجعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عزّا لامّته و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربّهم و نقمة على من خالفه و حجة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما، يقول في دعائه:
«يا عزيز العزّ في عزّه يا عزيز اعزّني بعزّك و أيّدني بنصرك و أبعد عنّي همزات الشياطين و ادفع عنّي بدفعك و امنع عنّي بمنعك و اجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه تعالى معه و له نجاة من النار و لو وجبت عليه، و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهّرة و يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ اللّه ميثاقه في الولاية و يكفر بها كلّ جاحد فهو إمام تقي نقيّ بارّ مرضيّ هاد مهدي، أول العدل و آخره، يصدّق اللّه عزّ و جلّ و يصدّقه اللّه في قوله يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلّا خيول مطهّمة (مطمئنة خ ل) و رجال مسوّمة، يجمع اللّه عزّ و جلّ له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم، و بلدانهم و صنائعهم و كلامهم و كناهم، كرّارون مجدّون في طاعته، فقال له ابيّ: و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّه؟ قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه تبارك و تعالى فناداه العلم:
اخرج يا ولي اللّه فاقتل اعداء اللّه و له رايتان و علامتان و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّه عزّ و جلّ فناداه السيف: اخرج يا وليّ اللّه فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج و يقتل اعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه، يخرج جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و شعيب و صالح (1) على مقدّمه، فسوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى اللّه عزّ و جلّ و لو
ص: 145
بعد حين، يا ابي طوبى لمن لقيه و طوبى لمن أحبّه و طوبى لمن قال به، ينجيهم اللّه من الهلكة بالاقرار به و برسول اللّه و بجميع الائمّة، يفتح لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغيّر أبدا، و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا، قال ابي: يا رسول اللّه كيف بيان حال هؤلاء الائمّة عن اللّه عزّ و جلّ؟ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة اسم كل إمام على خاتمه و صفته في صحيفته صلّى اللّه عليهم أجمعين.
284-(1)- كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضى اللّه عنه قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له: دردائيل- ثم ساق الكلام في قصّة لهذا الملك طويلة مشتملة على عظمة عالم الخلق و سعته و فضيلة مولانا أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام و عظم جرم قاتله ... إلى أن قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:- الائمّة بعدي الهادي عليّ و المهتدي الحسن و الناصر الحسين و المنصور علي بن الحسين و الشافع (الشفاع خ ل) محمد بن علي و النفاع جعفر بن محمد و الأمين موسى بن جعفر و الرضا علي بن موسى و الفعّال محمد بن علي و المؤتمن علي بن محمد و العلّام الحسن بن علي، و من يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام القائم عليه السلام ... الحديث.
285-(2)-
كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السلام قال: الائمّة اثنا عشر، قلت يا بن رسول اللّه فسمّهم لي، قال:
من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا، قلت: فمن بعدك يا ابن رسول اللّه؟ فقال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى و هو الإمام بعدي، قلت: فمن بعد موسى؟
ص: 146
قال: علي ابنه يدعى بالرضا (بالرضي خ ل) يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي ابنه محمد، و بعد محمد ابنه علي، و بعد علي الحسن ابنه، و المهديّ من ولد الحسن، ثم قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي إنّقائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان (كان خ ل) وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف: قم يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه.
286-(1)-
عيون أخبار الرضا: أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنه قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري، جميعا عن أبي الخير صالح بن أبي حماد و الحسن بن ظريف جميعا، عن بكر بن صالح، و حدثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و الحسين بن إبراهيم ابن تاتانة و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام لجابر بن
ص: 147
عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلا به أبي عليه السلام فقال له يا جابر: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امّي فاطمة بنت بنت رسول اللّه صلّى اللّهعليه و آله و سلّم و ما أخبرتك به امّي أنّ في ذلك اللوح مكتوبا، قال جابر: أشهد باللّه إنّي دخلت على امّك فاطمة عليها السلام في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لاهنئها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه من زمرد، و رأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت و امّي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ و جلّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابنيّ و أسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليسرّني (ليبشرني خ ل) بذلك، قال جابر: فأعطتنيه امّك فاطمة عليها السلام فقرأته و انتسخته، فقال أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ قال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، قال جابر: فأشهد باللّه إنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:
بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم (العليم خ ل) لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي، إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا قاصم الجبّارين و مذلّ الظالمين و ديّان يوم الدين، إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي و عذابي عذّبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين، فإيّاي فاعبد و عليّ فتوكل، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيّامه و انقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّا و إنّي فضلتك على الأنبياء و فضّلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك الحسن و الحسين، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة عندي، و جعلت كلمتي التامة معه و الحجّة البالغة عنده، بعترته اثيب و اعاقب.
أولهم عليّ سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين، و ابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالراد عليّ، حقّ القول منّي، لأكرمنّ مثوى جعفر و لأسرنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه، و انتجبت بعده موسى و انتحبت بعده فتنة عمياء حندس، لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجّتي لا تخفى و أنّ أوليائي لا يشقون. ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي، إنّ المكذّب بالثامن مكذب بكل أوليائي، و عليّ وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جانب (جنب خ ل) شرّ خلقي، حقّ القول منّي لأقرّن عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي و معدن حكمي و موضع سرّي و حجّتي على خلقي، لا يؤمن عبد به إلّا جعلت الجنّةمثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، و أختم بالسعادة لابنه
ص: 148
عليّ وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي، و اخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيّوب سيذل أوليائي في زمانه (1) و يتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الأرض بدمائهم و يفشو الويل و الرنين في نسائهم!! أولئك أوليائي حقّا أدفع بهم كلّ فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أرفع الآصار و الأغلال أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (2) قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلّا هذا الحديث لكفاك فصنه إلّا عن أهله.
287-(3)-
مقتضب الأثر: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن رعيدة قال:
حدثني الحسين بن حميد بن الربيع قال: حدثنا الأعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن زاذان، عن سلمان قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فلمّا نظر إليّ قال: يا سلمان إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يبعث نبيّا و لا رسولا إلّا جعل له اثني عشر نقيبا، قال: قلت:
يا رسول اللّه لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، قال: يا سلمان فهل عرفت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم اللّه للإمامة من بعدي؟ فقلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: يا سلمان خلقني اللّه من صفوة نوره و دعاني فأطعته، و خلق من نوري عليّا فدعاه إلى طاعته فأطاعه، و خلق من نوري و نور عليّ فاطمة و دعاها فأطاعته، و خلق منّي و من عليّ و فاطمة الحسن و الحسين و دعاهما فأطاعاه، فسمّانا اللّه عزّ و جلّ بخمسة أسماء من أسمائه، فاللّه المحمود و أنا محمد و اللّه العلي و هذا علي و اللّه فاطر و هذه فاطمة و اللّه ذو الإحسان و هذا الحسن و اللّه المحسن و هذا الحسين، ثم خلق منّا و من نور الحسين تسعة أئمّة و دعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق اللّه عزّ و جلّ سماء مبنية أو أرضا مدحية أو هواءأو ماء أو ملكا أو بشرا و كنّا بعلمه أنوارا نسبّحه و نسمع له و نطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و امّي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: من عرفهم حقّ معرفتهم و اقتدى بهم و و الى وليّهم و عادى عدوّهم فهو و اللّه منّا يرد حيث نرد و يسكن حيث نسكن.
ص: 149
فقلت: يا رسول اللّه و هل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان.
فقلت: يا رسول اللّه فأنّى لي لجنابهم (بهم خ ل) قال: قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ولده محمد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين، ثم جعفر بن محمد لسان اللّه الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبرا في اللّه، ثم علي ابن موسى الرضا لأمر اللّه، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق اللّه، ثم علي بن محمد الهادي إلى اللّه، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين لسرّ اللّه، ثم ابنه حجّة اللّه فلان، سمّاه باسمه ابن الحسن المهدي و الناطق القائم بحقّ اللّه ... الحديث.
288-(1)-
دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى قال: حدثنا أبو المفضّل محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأي من لفظه، قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى، عن عليّ بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: رأيت ليلة أري بي إلى قصور(2) من ياقوت أحمر و زبرجد أخضر و درّ و مرجان و عقيان بلاطها المسك الأذفر و ترابها الزعفران، و فيها فاكهة و نخل و رمّان و حور و خيرات حسان و أنهار من لبن و أنهار من عسل تجري على الدرّ و الجوهر و قباب على حافتي تلك الأنهار و غرف و خيام و خدم و ولدان، و فرشها الاستبرق و السندس و الحرير و فيها أطيار، فقلت: يا حبيبي جبرئيل لمن هذه القصور و ما شأنها؟ فقال لي جبرئيل: هذه القصور و ما فيها خلقها اللّه عزّ و جلّ كذا و أعدّ فيها ما ترى و مثلها أضعاف مضاعفة لشيعة أخيك عليّ و خليفتك من بعدك على أمّتك، يدعون في آخر الزمان باسم يراد به غيرهم يسمّون الرافضة، وإنّما هو زين لهم لأنّهم رفضوا الباطل و تمسّكوا بالحق، و هم السواد الأعظم، و لشيعة ابنه الحسن من بعده، و لشيعة الحسين من بعده (3) و لشيعة ابنه محمد بن علي من بعده و لشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده و لشيعة ابنه موسى بن جعفر من بعده و لشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، و لشيعة ابنه محمد بن علي من بعده و لشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، و لشيعة ابنه الحسن بن علي
ص: 150
من بعده، و لشيعة ابنه محمد المهدي من بعده. يا محمد فهؤلاء الأئمّة من بعدك أعلام الهدى و مصباح الدجى، شيعتهم و شيعة جميع ولدك و محبّيهم شيعة الحقّ، و موالي رسوله الذين رفضوا الباطل و اجتنبوه و قصدوا الحقّ و اتّبعوه يتولّونهم في حياتهم و يزورونهم من بعد وفاتهم متناصرين لهم قاصدين على محبّتهم، رحمة اللّه عليهم إنه غفور رحيم.
289-(1)-
غيبة الشيخ: جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تأويل قول اللّه عزّ و جل: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»(2)
قال: فتنفّس سيّدي الصعداء ثم قال: يا جابر أمّا السنة فهي جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إليّ و إلى ابني جعفر و ابنه موسى و ابنه عليّ و ابنه محمّد و ابنه علي و إلى ابنه الحسن و إلى ابنه محمّد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج اللّه في خلقه و امناؤه على وحيه و علمه، و الأربعة الحرم الذين هم الدين القيّم أربعة منهم يخرجون باسم واحد:
علي أمير المؤمنين و أبي علي بن الحسين و علي بن موسى الرضا و عليّ بن محمّد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيّم «و لا تظلموا فيهنّ أنفسكم» أي قولوا بهم جميعا تهتدوا.
290-(3)-
تأويل الآيات الظاهرة: الشيخ محمّد بن الحسين رحمه اللّه، عن محمد بن وهبان، عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم، عن العباس بن محمد قال: حدثني أبي، عن الحسن بن علي بن أبيحمزة قال: حدثني أبي، عن أبي بصير يحيى بن القاسم قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن تفسير هذه الآية: «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ»(4) فقال عليه السلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السلام كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش، فقال:
إلهي ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمد صفوتي من خلقي. و رأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي و ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور عليّ بن ابى طالب عليه السلام ناصر ديني. و رأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال:
ص: 151
إلهي و ما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة فطمت محبّيها من النار، و نور ولديها الحسن و الحسين. فقال: إلهي و أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم. قيل: يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولد علي و فاطمة، فقال إبراهيم:
إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلّا ما عرفتني من التسعة. قيل: يا إبراهيم أوّلهم عليّ بن الحسين و ابنه محمد و ابنه جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و ابنه محمد و ابنه علي و ابنه الحسن و الحجّة القائم ابنه، فقال إبراهيم: إلهي و سيّدي أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلّا أنت. قيل: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال إبراهيم: و بما تعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى و خمسين، و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم، و القنوت قبل الركوع، و التختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: اللّهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين. قال: فأخبر اللّه تعالى في كتابه فقال: «و إنّ من شيعته لإبراهيم»(1)
291-(2)-
الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن علي و هو متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلّم على أميرالمؤمنين، فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين: سلني عمّا بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه، و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال، فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، قال: فأجابه الحسن، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنّك وصي رسول اللّه و القائم بحجّته (و أشار إلى أمير المؤمنين خ ل) و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيه و القائم بحجّته (و أشار إلى الحسن خ ل) و أشهد أنّ الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجّته بعده، و أشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد بأنّه القائم بأمر محمد (بن علي خ ل) و أشهد على موسى أنّه القائم
ص: 152
بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمّد بأنّه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي بأنّه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنّى و لا يسمّى حتّى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثم قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتّبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن علي عليهما السلام فقال: ما كان إلّا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر (و رواه بسند آخر عن أبي هاشم).
292-(1)-
من لا يحضره الفقيه: روى عبد اللّه بن جندب، عن موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال: تقول في سجدة الشكر: اللّهمّ إنّي أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك (أنّك أنت خ ل) اللّه ربّي و الإسلام ديني و محمدا نبيّي و عليّا و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمدبن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن بن علي أئمتي، بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرأ ... الحديث.
293-(2)-
عيون أخبار الرضا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن بندار (ما بنداد- بنداذ خ ل) قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
لمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعا [اطّلاعة] فاخترتك منها فجعلتك نبيّا و شققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود و أنت محمد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّا و جعلته وصيّك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذرّيتك و شققت له اسما من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى
ص: 153
و هو علي، و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين، يا محمد لو أنّ عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي و لا أظللته تحت عرشي، يا محمّد أ تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّي، فقال عزّ و جل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّي، قلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة و هذا [هو] القائم الذي يحلّ حلالي و يحرّم حرامي و به أنتقم من أعدائي و هو راحة لأوليائي و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين ... الحديث.
294-(1)-
عيون أخبار الرضا: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضلبن شاذان قال: سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليهما السلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز و الاختصار فكتب عليه السلام له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا قيّوما سميعا بصيرا قديرا قديما قائما باقيا عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيّا لا يحتاج، عدلا لا يجور، و أنّه خالق كلّ شي ء و ليس كمثله شي ء و لا شبه له و لا ضدّ له و لا ندّ له و لا كفؤ له، و أنّه المقصود بالعبادة و الدعاء و الرغبة و الرهبة، و أنّ محمدا عبده و رسوله و أمينه و صفيّه و صفوته من خلقه و سيّد المرسلين و خاتم النبيّين و أفضل العالمين، لا نبيّ بعده و لا تبديل لملّته و لا تغيير لشريعته، و أنّ جميع ما جاء به محمد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، و التصديق (تصدق خ ل) به و بجميع من مضى قبله من رسل اللّه و أنبيائه و حججه و التصديق بكتابه الصادق العزيز الذي «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»(2) و أنّه المهيمن على الكتب كلها، و أنّه حقّ من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصّة و عامّه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله، و أنّ الدليل بعده و الحجّة على المؤمنين و القائم بأمر المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه، أخوه و خليفته و وصيه و وليه، و الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و أفضل الوصيّين و وارث علم النبيّين و المرسلين، و بعده الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنّة، ثم علي بن الحسين
ص: 154
زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر علم النبيّين، ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجّة القائم المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين، أشهد لهم بالوصيّة و الإمامة و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه تعالى على خلقه في كل عصر و أوان، و أنّهم العروة الوثقى و أئمّة الهدى و الحجّة على أهل الدنيا إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و أنّ كلّ من خالفهم ضالّ مضلّ باطل تارك للحقّ و الهدى و أنّهم المعبّرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالبيان، و من مات و لم يعرفهم مات ميتة جاهلية، و أنّ من دينهم الورع و العفّة و الصدق و الصلاح و الاستقامة و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و صيام النهار، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن العزاء (الجوار خ ل)، و كرم الصحبة، ثم الوضوء كما أمر اللّه تعالى في كتابه ... الحديث.
295-(1)- كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع رضي اللّه عنه قال: حدثنا حماد بن عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن عمير اليماني قال: حدثنا أبان بن أبي عياش قال: حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: إنّي سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذر شيئا من تفسير القرآن و الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة في تفسير القرآن و الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنتم تخالفونهم فيها و تزعمون أنّ ذلك كله باطل، أ فترى الناس يكذبون على اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدين و يفسّرون القرآن بآرائهم؟ قال: فقال علي عليه السلام: قد سألت فافهم الجواب، إنّ في أيدي الناس حقّا و باطلا، و صدقا و كذبا، و ناسخا و منسوخا، و خاصّا و عامّا، و محكما و متشابها، و تحفظا و توهّما، و قد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عهده حتّى قام خطيبا فقال: أيّها الناس قد كثر الكذب عليّ، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده أكثر ممّا كذب عليه في زمانه، و إنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس، رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه و لم يصدّقوه، و لكنّهم قالوا هذا رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رآه و سمع منه فأخذوا عنه و هم لا يعرفون حاله،
ص: 155
و قد أخبر اللّه عن المنافقين بما أخبر و وصفهم بما وصف فقال عزّ و جلّ: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ(1) ثمّ تقرّبوا بعده إلى الأئمّة الضالة و الدعاة إلى النار بالزور و الكذب و البهتان فولّوهم الأعمال و حملوهم على رقاب الناس و أكلوا بهم الدنيا، و إنّما الناس مع الملوك و الدنيا، إلّا من عصمه اللّه تعالى، فهذا أحد الأربعة، و رجل آخر سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا و لم يحفظ على وجهه و وهم فيه و لم يتعمد كذبا فهو في يده يقول به و يعمل به و يرويه و يقول أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلو علم المسلمون أنّه و هم لم يقبلوه، و لو علم هو أنّه و هم لرفضه، و رجل ثالث سمع من رسولاللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا أمر به ثم نهى عنه أو سمعه نهى عن شي ء ثم أمر به و هو لا يعلم فحفظ منسوخه و لم يعلم الناسخ، فلو علم أنّه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه، و رجل رابع لم يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مبغض للكذب خوفا من اللّه تعالى و تعظيما لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لم ينس بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به لم يزد فيه و لم ينقص منه و علم الناسخ و المنسوخ و رفض المنسوخ و يعلم أنّ أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كأمر القرآن، و فيه كما في القرآن ناسخ و منسوخ، و خاصّ و عامّ، و محكم و متشابه، و قد كان يكون من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الكلام له و جهان: كلام عامّ و كلام خاصّ مثل القرآن قال اللّه تبارك و تعالى وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(2) فاشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى اللّه به و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه كان يسأله عن الشي ء و كل من يسأله عن الشي ء فيفهم و كل من يفهم يستحفظ، و قد كان فيهم قوم لم يسألوه عن شي ء قط، و كانوا يحبّون أن يجي ء الأعرابي الطارئ أو غير فيسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هم يستمعون، و كنت أدخل عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في كل يوم دخلة و في كلّ ليلة دخلة فيخليني فيها، يجيبني بما أسأل و أدور معه حيث ما دار، قد علم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، و ربما كان يأتيني رسول اللّه في بيتي، و كنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا لي و أقام عنّي نساءه فلا يبقى عنده غيري، و إذ أتى زائرا للخلوة لم يقم عني فاطمة و لا أحد من ابنيّ، و كنت إذا سألته أجابني و إذا سكتّ و نفدت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ فكتبتها بخطيّ و علّمني تفسيرها و تأويلها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصّها و عامّها و ظاهرها و باطنها و دعا اللّه أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه، و لا علما أملاه عليّ و ما ترك شيئا علّمه اللّه من حلال أو حرام أو
ص: 156
أمر أو نهي أو طاعة أو معصية أو شي ء كان أو يكون و لا كتاب منزل على أحد من قبلنا إلّا علّمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا منها، و كان رسول اللّه إذا أخبرني بذلك كله وضع يده على صدري و دعا اللّه لي أن يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا و كان يقول: اللّهم علّمه و احفظه و لا تنسه شيئا ممّا أخبرته و علّمته، فقلت له ذات يوم: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه منذ دعوت اللّه بما دعوت لم أنس شيئا و لم يفتني شي ء ممّا علّمتني و كل ما علّمتني كتبته أ فتتخوّف عليّ النسيان فقال: يا أخي، لست أتخوّفعليك النسيان، إنّي أحبّ أن أدعو لك و قد أخبرني تعالى أنّه قد أجابني فيك و في شركائك الذين قرن اللّه عزّ و جل طاعتهم بطاعتي و قال فيهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) قلت: من هم يا رسول اللّه قال: الذين هم الأوصياء بعدي، و الذين لا يضرّهم خذلان من خذلهم و هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض، بهم ينتصرون أمّتي و بهم يمطرون و بهم يدفع البلاء و يستجاب الدعاء، قلت: سمّهم لي يا رسول اللّه قال: أنت يا عليّ أوّلهم، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين، ثم سمّيك ابنه علي زين العابدين، و سيولد في زمانك يا أخي فاقرأه مني السلام، ثم ابنه محمد الباقر، باقر علمي و خازن وحي اللّه تعالى، ثم ابنه جعفر الصادق، ثم ابنه موسى الكاظم، ثم ابنه علي الرضا، ثم ابنه محمد التقي، ثم ابنه علي النقي، ثم ابنه الحسن الزكيّ، ثم ابنه الحجّة القائم، خاتم أوصيائي و خلفائي و المنتقم من أعدائي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: و اللّه إنّي لأعرفه يا سليم حين يبايع بين الركن و المقام و أعرف أسماء أنصاره و قبائلهم ... الحديث.
296-(2)-
مصباح المتهجّد: في دعاء يا ربّاه يا سيّداه يا غاية رغبتاه أسألك بك و بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و القائم المهدي الأئمّة الهادية عليهم السلام أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أسألك يا اللّه أن لا تشوّه خلقي بالنّار و أن تفعل بي ما أنت أهله.
297-(3)-
مصباح المتهجّد: في أدعية يدعى بها عقيب صلاة الصبح-: رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّا و بالقرآن كتابا و بعلي إماما و بالحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمّد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح أئمّة و قادة ... الدعاء.
ص: 157
298-(1)- مصباح المتهجّد: عن الصادق أبي عبد اللّه عليه السلام في دعاء يقرأ بعد صلاة الحاجة في يوم الجمعة رواه عاصم بن حميد عنه عليه السلام: اللّهم و أتقرّب إليك بوليّك و خيرتك من خلقك و وصيّ نبيّك مولاي و مولى المؤمنين و المؤمنات قسيم النار و قائد الأبرار- إلى أن قال-: اللّهم و أتقرّب إليك بالوليّ البارّ التقيّ الطيّب الزكيّ الإمام ابن الإمام، السيّد ابن السيّد الحسن بن علي و أتقرّب إليك بالقتيل المسلوب قتيل كربلاء الحسين بن علي، و أتقرّب إليك بسيّد العابدين و قرّة عين الصالحين علي بن الحسين، و أتقرّب إليك بباقر العلم، صاحب الحكمة و البيان و وارث من كان قبله محمد بن علي، و أتقرّب إليك بالصادق الخير (الحبر خ ل) الفاضل جعفر بن محمد، و أتقرّب إليك بالكريم الشهيد الهادي المولى (الولي خ ل) موسى بن جعفر، و أتقرّب إليك بالشهيد الغريب الحبيب المدفون بطوس علي بن موسى، و أتقرّب إليك بالزكيّ التقي محمد بن علي، و أتقرّب إليك بالطهر الطاهر النقي علي بن محمد، و أتقرّب إليك بوليّك الحسن بن علي، و أتقرّب إليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيّب الطاهر الفاضل الخيّر نور الأرض و عمادها و رجاء هذه الأمّة و سيّدها (سندها خ ل) الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدّي عن النبيّين و خاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ... الدعاء.
299-(2)-
مهج الدعوات: في دعاء سمعه أبو حمزة الثمالي من زين العابدين عليه السلام و فيه: ... و أتوسّل إليك و أستشفع إليك بنبيّك نبي الرحمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عبديك و أمينيك (و فيه أسماء الأئمة كلهم إلى أن قال): و بحقّ خلف الأئمة الماضين و الإمام الزكي الهادي المهديّ.
300-(3)-
مصباح المتهجّد: في دعاء يقرأ بعد صلاة حاجة اخرى رواها أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: و بالاسم الذي جعلته عند محمد صلواتك [و رحمتك] عليه و آله و عند علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجّة عليهم السلام أن تصلّي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي حاجتي ...
الدعاء.
ص: 158
301-(1)- جمال الاسبوع: في دعاء رواه بإسناده عن الشيخ الطوسي، عن الصادق عليه السلام: بمحمد يا اللّه بعلي يا اللّه بفاطمة يا اللّه بالحسن يا اللّه بالحسين يا اللّه بعلي يا اللّه بمحمد يا اللّه [قال الحسن بن محبوب فعرضته على أبي الحسن الرضا عليه السلام فزادني فيه] بجعفر يا اللّه بموسى يا اللّه بعلي يا اللّه بمحمد يا اللّه بعلي يا اللّه بالحسن يا اللّه بحجّتك و خليفتك في بلدك يا اللّه صلّ على محمّد و آل محمّد ... الدعاء.
302-(2)-
الاقبال: بإسنادنا إلى أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال: يقول عند حضور شهر رمضان: اللّهم هذا شهر رمضان المبارك الذي أنزلت فيه القرآن و جعلته هدى للناس، إلى أن قال بعد دعاء طويل:- فأسألك بحقّ محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة القائم بالحقّ صلواتك يا ربّ عليهم أجمعين ... الدعاء بطوله.
303-(3)-
الاقبال: في أدعية يوم الثالث عشر قال: دعاء آخر في اليوم الثالث عشر من مجموعة مولانا زين العابدين صلواتك عليهم أجمعين:
اللّهم إنّ الظلمة جحدوا آياتك- إلى أن قال:- اللّهم إنّي أدينك يا ربّ بطاعتك و لا ننكر ولاية محمد صلّى اللّه عليه و على اهل بيته و ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و ولاية الحسن و الحسين عليهما السلام سبطي نبيّك و ولدي رسولك عليهما السلام و ولاية الطاهرين المعصومين من ذرية الحسين علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي سلام اللّه و بركاته عليهم أجمعين و ولاية القائم السابق منهم بالخيرات المفترض الطاعة صاحب الزمان.
304-(4)-
مصباح المتهجّد: عن إبراهيم بن عمر [محمّد] الصنعاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في دعاء يقرأ بعد صلاة تصلى للأمر المخوف و هي التي كانت الزهراء عليها السلام تصلّيها:
ص: 159
أسألك أن تصلّي على محمد و آله [و آل محمّد] و أن تقضي لي حوائجي و تسمع محمدا و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمدا و عليّا و الحسن و الحجّة صلواتك عليهم و رحمتك و بركاتك و رحمتك صوتي، فيشفعوا لي إليك و تشفّعهم فيّ و لا تردّني خائبا ... الدعاء.
305-(1)-
كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا صفوان بن يحيى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أبو أيّوب إبراهيم بن زياد الخزاز قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فرأيت في يده صحيفة كان ينظر إليها و يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي و أمّي يا ابن رسول اللّه ما هذه الصحيفة؟ قال عليه السلام: هذه نسخة اللّوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي كان فيه اسم اللّه تعالى و رسوله و أمير المؤمنين و عمّي الحسن بن علي و أبي عليهم السلام و اسمي و اسم ابني محمد الباقر و ابنه جعفر الصادق و ابنه موسى الكاظم و ابنه علي الرضا و ابنه محمد التقي و ابنه علي النقي و ابنه الحسن الزكي و ابنه حجّة اللّه القائم بأمر اللّه المنتقم من أعداء اللّه الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
306-(2)-
الصراط المستقيم: و أسند- يعني الحاجب برجاله- إلى ابن عباس أنّه قال يوم الشورى: كم تمنعون حقّنا، و ربّ البيت إن عليّا هو الإمام و الخليفة، و ليملكنّ من ولده أئمّة أحد عشر يقضون بالحقّ أوّلهم الحسن بوصية أبيه إليه، ثم الحسين بوصية أخيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه جعفر بوصيّة أبيه إليه، ثم ابنه موسى بوصية أبيه إليه، ثم ابنه على بوصيّة أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه الحسن بوصية أبيه إليه، فإذا مضى فالمنتظر صاحب الغيبة.
قال عليم لابن عباس: من أين لك هذا؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علّم عليّا ألف باب فتح له من كل باب ألف باب، و إنّ هذا من ثمّ.
307-(3)
- كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا فضالة بن أيّوب رضي اللّه عنه قال: حدثنا أبان بن عثمان قال: حدثنا محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي
ص: 160
طالب عليه السلام: يا علي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم جعفر بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم موسى بن جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحجّة بن الحسن الذي ينتهي إليه الخلافة و الوصاية و يغيب مدّة طويلة ثم يظهر و يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
308-(1)-
كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا الحسن بن علي بن فضّال رضي اللّه عنه، عن عبد اللّه بن بكير، عن عبد الملك بن إسماعيل الأسدي عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: قيل لعمّار بن ياسر: ما حملك على حبّ علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: قد حملني اللّه و رسوله، و قد أنزل اللّه تعالى فيه آيات جليلة، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه أحاديث كثيرة. فقيل له: هلا تحدّثنا بشي ء مما قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ قال: و لم لا أحدّث و لقد كنت بريئا من الذينيكتمون الحقّ و يظهرون الباطل. ثم قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت عليّا عليه السلام في بعض الغزوات قد قتل عدّة من أصحاب ألوية قريش، فقلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا رسول اللّه إنّ عليّا قد جاهد في اللّه حقّ جهاده فقال: و ما يمنعه منه، إنّه منّي و أنا منه، و إنّه وارثي و قاضي ديني، و منجز و عدي و خليفتي من بعدي، و لولاه لم يعرف المؤمن المحض في حياتي و بعد وفاتي، حربه حربي و حربي حرب اللّه، و سلمه سلمي و سلمي سلم اللّه، و يخرج اللّه من صلبه الأئمة الراشدين، و اعلم يا عمّار أنّ اللّه تبارك و تعالى عهد إليّ أن يعطيني اثني عشر خليفة منهم علي و هو أولهم و سيدهم، فقلت: و من الآخرون يا رسول اللّه؟ قال: الثاني منهم الحسن بن علي بن أبي طالب، و الثالث
ص: 161
منهم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و الرابع منهم علي بن الحسين زين العابدين، و الخامس منهم محمد بن علي ثم ابنه جعفر ثم ابنه موسى ثم ابنه علي ثم ابنه محمد ثم ابنه علي ثم ابنه الحسن ثم ابنه الذي يغيب عن الناس غيبة طويلة، و ذلك قول اللّه تبارك و تعالى: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (1) ثم يخرج و يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يا عمّار سيكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتّبع عليّا و حزبه فإنّه مع الحقّ و الحقّ معه، و إنّك ستقاتل الناكثين و القاسطين معه ثم تقتلك الفئة الباغية و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه. قال سعيد بن جبير: فكان كما أخبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
309-(2)-
مصباح المتهجّد: عن الصادق عليه السلام: في دعاء يقرأ بعد صلاة للحاجة و فيه: و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد و آل محمّد و عند الأئمّة عليّ و الحسن و الحسين و على و محمّد و جعفر و موسى و علي و محمّد و علي و الحسن و الحجّة أن تصلّي على محمد و أهل بيته و أن تقضي حاجتي و تيسّر عسيرها و أن تكفيني مهمّاتها.
أقول: النصوص الواردة في ساداتنا الأئمّة الاثني عشر بلغت في الكثرة حدّا لا يسعه مثل هذا الكتاب، و كتب أصحابنا في الإمامة مشحونة بها، و استقصاؤها صعب جدّا، و لو أضيف إليها النصوص المروية عن كلّ واحد منهم فيمن يلي الإمامة بعده و ما ورد فيهم جملة من الأحاديث المتواترة و ما ورد في خصوص أمير المؤمنين عليه السلام من صحاح النصوص و متواترها لما يحتمله إلّا مجلّدات كبيرة، فاقتصرنا في هذا الكتاب بذلك المقدار و يأتي إن شاء اللّه طائفة من هذهالأحاديث في المجلّدين الثاني و الثالث من كتابنا هذا و على من يطلب المزيد منها الرجوع إلى الكتب المصنّفة في خصوص ذلك الباب.
و قد صنّف فيه جماعة من العلماء كأبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عياش المتوفى في سنة (401) مؤلف كتاب مقتضب الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر، و الشيخ كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني مؤلّف كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمّة الاثني عشر، و شرح نهج البلاغة كبير و متوسط و صغير، و شرح المائة كلمة، و رسالة في الإمامة و غيرها.
و قد قيل فيهم من الشعر قبل انتهاء عصورهم إلى الثاني عشر منهم ما فيه دلالة على ذلك مثل ما قاله العبدي في عصر مولانا الصادق عليه السلام، فراجع الغدير ج 2 غديرية العبدي: ص 290 غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار: ص 131.
ص: 162
310-(1)-
مصباح المتهجّد: في دعاء يقرأ بعد صلاة اخرى للحاجة يوم الجمعة رواها عن الصادق عليه السلام: و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد و عند الأئمة علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجّة عليهم السلام أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تقضي حاجتي ... الدعاء.
لا يخفى أنّ أهم ما يجب على كل مسلم هو معرفة مداليل الكتاب و السنّة و دراستها دراسة تبصّر و تعمّق، و طلب الهداية منهما إلى أهداف الدين القويم و صراط اللّه المستقيم، فهي المرشد الوحيد إلى كلّ ما يحتاج إليه الإنسان في سعادته الإنسانية و حياته العقلية و العقائدية و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية و غيرها.
و من أهم ما يجب على الناظر في الأحاديث الدالّة على الخلفاء الاثني عشر، التأمّل فيها ليعرف هؤلاء الخلفاء الاثني عشر المنصوص عليهم بالخلافة و الإمامة في تلك الأحاديث التي تجاوزت عن حد التواتر.
فمن هم إذا؟
و من هؤلاء الخلفاء؟
و ما ذا أراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من هذه التنصيصات؟و على من تنطبق هذه الأحاديث؟
و لما ذا انحصر الخلفاء في هذا العدد؟ و ...؟ و ...؟ و ...؟
فلا ينبغي لمن يطلع على هذه الأحاديث الاكتفاء بقراءتها و تخريجها، ثمّ العبور عنها إلى غيرها، و لا يصحّ له التجاوز عنها إلى غيرها فيهمل دراستها، بل يجب عليه الوقوف عندها، و عدم التجاوز عنها حتى يعرف المراد منها بالتفصيل و اليقين، لأنّ إهمال ذلك إهمال لكلام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي قال اللّه تعالى في شأنه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (2).
و ها نحن في هذه الرسالة مع قرّائنا الكرام من أهل التعمّق و التحقيق و الدراسة و الثقافة نضع هذه الأحاديث الشريفة أمامنا و نبحث فيها، و نجعل ما قيل فيها من الأقوال في الميزان.
و ليعلم أنّ في نفس هذه الأحاديث الشريفة ما يفسر ما يحتاج منها إلى التفسير فهي يشرح بعضها بعضا و يجعل الباحث في غنى عن شرحها بغيرها.
ص: 163
فهناك طائفة من هذه الأخبار دلت على أنّ أولهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام و آخرهم المهدى عليه السلام.
و طائفة منها دلت على أنّ أولهم علي و ثانيهم الحسن و ثالثهم الحسين عليهم السلام، و أنّ التسعة الباقين هم من ولد الحسين عليه السلام.
و طائفة دلت على أنّ التاسع من صلب الحسين الذي هو ثاني عشرهم المهدي عليه السلام.
و طوائف كثيرة أيضا دلت على أسماء الاثني عشر و تعريفهم بأشخاصهم.
و هناك طوائف أخرى كثيرة كلها شارحة بالإجمال أو التفصيل لما ليس فيه إلّا البشارة بالاثني عشر.
و لا ريب أنّ المسلك المعقول المنطقي في فهم المراد من هذه الأحاديث استخراج ما أريد منها مما فيها و لا يضر ضعف بعض أسنادها مع قوة بعضها و جبر ضعف ضعيفها بقويّها فالأسناد أيضا يقوّي بعضها البعض كما يقوّيها و يؤيّدها أمور أخرى، ربما يظهر بعضها في طيّ كلماتنا إن شاء اللّه تعالى.
و مهما يكن الأمر فنحن ننظر من هذه الأحاديث في الطائفة التي دلت على الاثني عشر لنرى أنّها تنطبق على أيّ مذهب من المذاهب الإسلامية؟ و هل يوجد في المذاهب ما تنطبق عليه؟ أو أنّه لا يوجد- و العياذ باللّه- ما يصدّقها؟.
فنقول: اعلم أنّ الكلام في ما يرتبط بهذه الطائفة من هذه الأحاديث يقع في مقامين:الأول: في ما يستفاد منها.
و الثاني: في تعيين من تنطبق عليه، و بعبارة أخرى معرفة الخلفاء الاثني عشر بأشخاصهم.
الأول: عدد الخلفاء الذين يكون الأمر لهم بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و حصرهم في الاثني عشر لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد، و هذا مفاد كل واحد من الأحاديث.
الثاني: بقاء الأرض و سكونها عن الاضطراب ما داموا باقين عليها.
الثالث: عدم انقضاء هذا الأمر (دين الإسلام) قبل انقضائهم عليهم السلام، و استمرار بقائه ببقائهم، و أنّه ما بقي واحد منهم يكون الدين باقيا قائما و في هذا دلالة على طول مدة بقائهم على وجه البسيطة و لو بطول بقاء الثاني عشر منهم.
الرابع: عزّة هذا الدين و عدم قدرة الطواغيت على محوه و درس آثاره إلى مدة هؤلاء الاثني عشر، فهو لا يزال عزيزا منيعا لا يقدر أحد على القضاء عليه كما قضي على سائر الشرائع و الأديان، فهذه شريعة موسى و عيسى مضافا إلى أنّهما قد نسختا بشريعة الإسلام فقد حرّفت أصولهما و أحكامهما بالحوادث و الحروب و
ص: 164
سياسات المتغلّبين و تحريفات الكهنة و غيرهم، فما بيد اليهود و النصارى الآن من شريعة موسى و عيسى ليس هو الأصل، سيما في الأصول الاعتقادية.
أما الإسلام فقد بقي عزيزا منيعا محفوظا من تحريف الغالين و إبطال الجاحدين، و سيبقى إلى ظهور المهدي عليه السلام و حتى تقوم الساعة، لأنّ اللّه تعالى جعله في حصن حفظه الحصين، و نصب الأئمة الاثني عشر حفظة له و قوّاما بأمره في جميع الأزمنة إلى قيام القيامة.
و لا ينافي ذلك ما ربما وقع أو يقع في بعض الأزمنة و الأمكنة من غلبة الكفار على المسلمين، لعدم قدرتهم على إبادة الإسلام، و الدليل على ذلك بقاء هذا الدين على مرّ الأعصار طوال أربعة عشر قرنا مع كثرة الأعداء و قوّتهم و عدّتهم و عدّتهم و اتفاق كلمتهم على محو الإسلام و إضعاف المسلمين بكل قواهم المادية و تجهيزاتهم العسكرية و قدراتهم الاقتصادية، فلم ينجح مكرهم لإطفاء نور اللّه تعالى، بل ربما ظهروا على المسلمين في الظاهر و استولوا على بلادهم و ثرواتهم، و لكن لم يتمكّنوا من تنفيذ نواياهم من اجتثاث هذه الشجرة، بل ظهر في مرّات كثيرة صدق ما بشّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّته في هذه الأحاديث، و ما بشّر اللّه تعالى و وعد نبيّه و المسلمين في مثل قوله تعالى:
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (1)
و قال تعالى: و مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ. تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها(2) الخامس: ليس مفاد هذه الأحاديث أنّ عزّة الإسلام مطلقا لا تتحقق إلّا إذا ملكوا الأمور و كانوا مبسوطي اليد، بل مفادها أنّ عزّة الإسلام تبقى ببقائهم و لا ترتفع بجميع مراتبها، نعم العزّة المطلقة لا تتحقّق إلّا في دولتهم و تولّيهم الأمور الظاهرة، و هذه أيضا و إن لم تتحقّق في دولة واحد منهم، إذا أردنا من عزّة الإسلام حاكميّة أحكامه في جميع الأرض، إلّا أنّه تتحقّق بالتدريج و تستكمل في دولة آخرهم.
و بالجملة نقول عزّة الإسلام ببعض مراتبها الذي يمنع زوال الدين و يجعله مصونا و محفوظا بهؤلاء الاثني عشر، و إذا توفّرت شرائط العزّة المطلقة بسبب بسط يدهم في دولة الثاني عشر منهم فإنها تتحقّق، قال اللّه تعالى:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ*(3) السادس: أنّ إمامة هؤلاء الأئمة عليهم السلام إنّما تكون على التوالي دون التفريق، و هذا أمر يستفاد من صراحة هذه الأحاديث بذلك.
ص: 165
و هنا نكات مهمّة ترجع إلى معنى لفظ الخليفة و الإمام و الولي، نذكرها إتماما للفائدة:
قال الراغب: و الخلافة النيابة عن الغير، إمّا لغيبة المنوب عنه، و إمّا لموته، و إمّا لعجزه، و إمّا لتشريف المستخلف، و على هذا الوجه الأخير استخلف اللّه أولياءه في الأرض (1)
أقول: على هذا فالخليفة هو النائب عن الغير سواء كان قائما مقام الغائب أو الميت أو العاجز، أو كان قيامه مقام المنوب عنه لتشريف النائب و تكريمه، أو كان صدور بعض الأفعال و إنفاذ ولاية المستنيب و إظهار شئونه بواسطة النائب أوفق بحكمة المستنيب و أغراضه، أو غير ذلك، و سواء كان المنوب عنه و المستنيب هو اللّه تعالى أو النبي أو غيره من طوائف العباد أو آحادهم.فلم يؤخذ في معناه اللغوي خصوصية غيبة المنوب عنه أو عجزه أو موته، كما لم يؤخذ فيه أن يكون مسبوقا بنبوّة نبيّ أو إمامة إمام فلذلك صح إطلاق خليفة اللّه على نحو الحقيقة على آدم و داود و سائر الأنبياء مثل نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و سيدهم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة الاثني عشر الذين بشّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمته بخلافتهم.
كما أنّ لفظ الخليفة المستعمل في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة بدون إضافة إلى أحد، ظاهر في خليفة اللّه تعالى فهو مستخلفه و مستنيبه، و الأمر المستخلف فيه هو من شئون اللّه تعالى و ليس لغيره أن يتصرّف فيه إلّا بإذنه و استنابته و استخلافه.
فالخليفة في قوله تعالى: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً(2) و في قوله عزّ و جلّ: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ (3) و كذا في هذه الأحاديث هو خليفة اللّه تعالى، فالخلفاء هم نوّاب اللّه على عباده و قوّامه على خلقه.
أمّا الأمراء فهم الحكّام سواء أ كانوا خلفاء أم غير خلفاء، فكل خليفة أمير و حاكم و ليس كل أمير و حاكم خليفة.
فألفاظ الحكومة و الإمارة و السلطان تقصر عن التعبير عما في مفهوم الخليفة. و الخلافة في تعبير الشارع بل و المتشرّعة تفيد معنى له من الجلال و الجمال و القداسة و الحكم على أساس الخير و العدل و القيم الإنسانية، و معاملة الضعفاء بالرفق، ما لا يفيده غيرها، لأن الخليفة تتصل سلطته بسلطة اللّه الحكيم العادل الرحمن الرحيم
ص: 166
الجبّار القاهر الجواد القدّوس العطوف الغفّار السلام، فالخليفة لا يستبد بالأمر و لا يخرج عن المنهاج الذي رسمه اللّه له، و لا أمر له إلّا إقامة الحقّ و دفع الباطل، و تهذيب النفوس و العمل بالكتاب و السنّة. فمن كان خارجا عن هذا النهج و الهدف لا يكون خليفة، بخلاف الأمير و الحاكم و السلطان.
و قد ظهر لك أنّ الخلافة منصب إلهيّ و نيابة عن اللّه تعالى لا تتمّ و لا تتحقّق إلّا بالجعل الإلهي لا يشركه في ذلك أحد.و يدلّ على ذلك- مضافا إلى حكم العقل بأنّ تعيين خليفة اللّه في الأرض يلزم أن يكون بنصبه تعالى و جعله- قوله تعالى: «إِنِّي جاعِلٌ»(1) و «إِنَّا جَعَلْناكَ»(2) فإن المستفاد منهما أنّ جعل الخليفة من شئون اللّه تعالى و أفعاله الخاصّة به لا شريك له في ذلك، فليس لغيره كائنا من كان جعل الخليفة في الأرض.
و مما ينبغي الإشارة إليه، أنّ الخلافة لطف من ألطاف اللّه تعالى العامّة لا تخصّ زمانا دون زمان، فهو كغيره من ألطافه و عناياته العامّة التي تقتضيها ربوبيّته المطلقة و رحمته الشاملة و حكمته الكاملة، و هي تشمل عباده في كل عصر و مكان و لا تختص بأهل زمان أو منطقة فقط، فإنّ الجاعل للخليفة هو اللّه الفيّاض الجواد الذي لا يبخل بمعروفه و لا تنفد خزائنه و هو الحكيم الخبير، و إذا ثبت صدور هذا اللطف منه في زمان، ثبت صدوره منه في جميع الأزمنة.
و ممّا يدل على أنّ الخليفة و الخلافة إذا اطلقا في الكتاب و السنّة أريد منهما خليفة اللّه و الخلافة الإلهية العظمى، أحاديث كثيرة من طرق الفريقين مثل ما ورد في أحاديث المهدي عليه السلام أنّه خليفة اللّه (3).
و مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث حذيفة: إن كان للّه خليفة في الأرض فضرب ظهرك و أخذ مالك فأطعه (4) و لفظه في بعض طرقه الأخر: فإن كان للّه يومئذ في الأرض خليفة فجلد ظهرك و أخذ مالك فالزمه (5).
و في حديث كميل: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
أولئك خلفاء اللّه في بلاده (في أرضه)(6).
ص: 167
و في وصيّة كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات يظهر منها شدّة اهتمامه بإقامة عماد الحق، و شرع أمثلة العدل، في صغير الأمور و كبيرها و رفيعها و جليلها يأمر عامله عليها أن يقول: عباد اللّه أرسلني إليكم وليّ اللّه و خليفته (1).
و اقتباسا من هذه الأحاديث يقول النابغة الكبير الإمام في الفقه و الحديث و الأدب و الفنون الكثيرة شيخنا الشيخ بهاء الدين العاملي في قصيدته المسمّاة بوسيلة الفوز و الأمان في مدح صاحب العصر و الزمان:
خليفة ربّ العالمين و ظلّه *** على ساكني الغبراء من كلّ ديار
إن قلت: فما وجه إطلاقهم الخليفة على كل من تولّى الأمر بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى آخر الخلافة و زوال اسمها بذهاب الدولة العثمانية، مع أنّ خلافتهم لم تكن باستخلاف إلهي و لا باستخلاف الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كانت مجرد حكومة و سلطنة لم تكن حاملة رسالة الإسلام و ليست لها نفحات طيبة من صاحب الشريعة و كان المتسمّون باسم الخليفة مستبدّين بالحكم عاملين بالجور خارجين عن سنن الإسلام في الحكم جعلوا عباد اللّه خولا و مال اللّه دولا؟!.
قلت: هذا مجرد اصطلاح منهم ظهر بعد أن أطلق المتقرّبون إلى هؤلاء الولاة عليهم اسم «خليفة رسول اللّه» و أطلق غيرهم ذلك عليهم خوفا من بطشهم و مظالمهم الموحشة، ثم اختصروا هذه الجملة بكلمة «الخليفة».
و لا شك أنّ هذا الاصطلاح و الإطلاق لا يوجب صرف ألفاظ الكتاب و السنّة عما هي ظاهرة فيه حين الاستعمال، و لا يغيّرها إلى المعنى الموضوع المستحدث كما لا شك في أنّ هذا الاصطلاح ليس من باب الحقيقة أصلا، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يستخلف أبا بكر، أمّا عمر فعلى القول بأنّ أبا بكر استخلفه (2)
فهو خليفة أبي بكر.
ص: 168
أمّا مقام الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولايته على الأمور فلم تكن باختيار الناس أو بتغلّبه على الأمر و استبداده به بل كان باختيار اللّه تعالى، فإطلاق الأمير و السلطان و الحاكم على هؤلاء المتسمّين بالخلفاء أولى و أصحّ من اسم الخليفة، فضلا عن خليفة اللّه تعالى أو خليفة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و الذهن المستقيم و الذوق السليم و إن كان من غير شيعة العترة الطاهرة يأبى ذلك حتى بالتجوّز و المسامحة، و يتساءل ما هو المجوّز لإطلاق «خليفة الرسول» على مثل عثمان و معاوية و يزيد والوليد و امراء بني العباس و آل عثمان و غيرهم من المتسمّين بالخليفة في دمشق و بغداد و الأندلس و غيرها.
و بالجملة فإنّ لقب «خليفة اللّه» لقب رفيع شامخ، و كذا لقب «الخليفة» لا يطلق و لا يصح إطلاقه إلّا على صاحب منصب الخلافة الإلهية في الأرض الذي اختاره اللّه تعالى لإقامة العدل و المثل الإنسانية العليا و إنفاذ أحكامه و عمارة بلاده و إفاضة الخير و حفظ كيان الشريعة و معالم الحقّ.
و لا يصح إطلاقه على غيره حتى بالتجوّز و المسامحة، و لوضوح عدم صحة ذلك قال أبو بكر لما قيل له: «يا خليفة اللّه» قال: بل خليفة محمد، أو قال: أنا خليفة رسول اللّه (1)،
و لكن تلقيبه نفسه أيضا بخليفة محمّد أو خليفة رسول اللّه لم يكن على وجه الحقيقة، لأنّ الخلافة كما سمعت هي النيابة عن الغير فلا تتمّ إلّا باستنابة ذلك الغير و استخلافه، و المتّفق عليه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يستخلف أبا بكر و لم يوص له، و لم يكن جلوسه مجلسه و استيلاؤه على منبره و محرابه، و ما كان تحت يده باستنابته.
و على القول بأنّ أمر الحكومة و تعيين الحاكم و الوالي راجع إلى الأمّة فيجب عليهم نصبه و القيام بتعيينه، و أنّ الأمّة أجمعت- و ما أجمعوا- من غير كره و خوف على نصب أبي بكر، فإطلاق خليفة الأمّة دون خليفة الرسول عليه أولى و أصح، لأنّه صار- بزعمهم- نائبا عن الأمّة فيما هو تكليف الجميع من إقامة الحدود و حفظ النظام، كل ذلك يظهر بأدنى تأمّل في تعريف الخلافة بأنّها النيابة عن الغير. و في هذا الموضوع كلام طويل ... و لا تسأل عن الخبر.
ما ذكرنا في الخليفة يجري في لفظ الإمام و في الوليّ إذا أطلق الأخير على غير اللّه تعالى، فالإمام إذا أطلق يراد به صاحب المقام المجعول من اللّه تعالى سواء كان نبيّا أو وصيّ نبي، و لا ينافي ذلك كون معناه بحسب اللغة أعمّ من ذلك، فيصح بحسب اللغة إطلاق لفظ الإمام على كلّ من يؤتمّ به في علم أو خلق أو فن من الفنون، فيقال مثلا خليل بن أحمد الإمام في اللغة، أو الكليني الإمام في الحديث، أو الشيخ الطوسي الإمام في التفسير و الحديث و الفقه و الأصول، و الشيخ الرئيس ابن سينا الإمام في الفلسفة و الطب، إلّا أن هذا لا ينافي استقرار ظهوره في
ص: 169
لسان الشارع و الكتاب و السنّة في من نصبه اللّه تعالى إماما و جعله علما لعباده و منارا في بلاده يرجع إليه الغالي و يفي ء إليه التالي، فكأنّه نقل لفظ الإمام الموضوع أو الظاهر في المؤتمّ به بسبب كثرة الاستعمال في الكتاب و الحديث عن هذاالمعنى الكلي إلى هذا المصداق و الفرد المعين، فصار ظاهرا فيه إذا استعمل مطلقا و بدون قرينة صارفة عن هذا الظهور.
و لظهور اختصاص هذا اللقب بحجّة اللّه و الإمام المنصوب من قبله تعالى تأبى- تأدّبا- بعض النفوس الزكية و ذوي القلوب القدسية عن إطلاق هذا اللفظ عليهم، حتى مع وجود قرينة صارفة عما هو ظاهر فيه.
و لا يخفى عليك أنّ لفظ الإمام و إن كان بحسب هذا النّقل يطلق على النبيّ و غيره ممّن يقوم بالأمر بإذن اللّه تعالى، إلّا أنّ كثرة استعماله في الأئمّة القائمين بالأمر من أهل البيت عليهم السلام في الأحاديث الشريفة جعله كأنّه نقل بعد نقله إلى المعنى الثاني إلى هذا المعنى.
و من راجع الكتاب و السنّة يجد شواهد كثيرة لذلك. فمما يدل على استقرار ظهوره في الكتاب على كل من جعله اللّه تعالى إماما، نبيّا كان أو وصيّا قوله تعالى: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (1).
فهذه الآية الكريمة دلّت على أنّ الإمامة هي عهد اللّه الذي لا ينال الظالمين و أنّ اللّه هو جاعله و من الواضح أنّ جعل الإمام للناس عامّة لا يصحّ إلّا من جانب اللّه تعالى.
و قوله تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ (2) و قوله عزّ و جل: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً(3) و قوله عزّ من قائل: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا(4) و ممّا يدلّ على ظهوره في الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله صلّى اللّه عليه و آله «من مات و لم يعرف إمام زمانه فليمت إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا»(5) و قال أمير المؤمنين عليه السلام «بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم و لا تصلح الولاة من غيرهم»(6)
و قال: «و إنما الأئمة قوام اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده و لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم و
ص: 170
عرفوه و لايدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه»(1) و الأحاديث في قداسة معنى الإمامة و أنّها منصب إلهي و أنها إذا استعملت مطلقة يراد بها صاحب هذا المنصب في كتب الفريقين سيّما الإماميّة كثيرة متواترة.
هذا كله في لفظ «الإمام».
و أمّا لفظ «الولي» فهو تارة يستعمل مضافا إلى اللّه تعالى أو إلى غيره، و تارة يستعمل بدون الإضافة، و المضاف إليه أيضا تارة يكون مورد ولاية الوليّ و محلّا لإعمال ولايته كالناس و المؤمنين في مثل: اللّه وليّ الناس، أو وليّ الذين آمنوا، أو وليّ المؤمنين، أو الأب وليّ ولده الصغير، أو الحاكم ولي الممتنع أو الغائب فالوليّ في مثل هذه الأمثلة في معنى الفاعل.
و مثله قوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا(2) و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: علي ولي كل مؤمن بعدي، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: هم خلفائي يا جابر و أولياء الأمر بعدي.
و تارة يكون في معنى المفعول إذا أضيف إلى جاعل هذه الولاية و فاعله كقولنا: علي ولي اللّه، نعني بذلك أنّه هو المجعول وليّا من جانب اللّه تعالى.
و المتبادر إلى الذهن في جميع هذه الأمثلة من الولي إذا أضيف إلى الناس أو الذين آمنوا و نحو ذلك، أو أضيف إلى اللّه هو نحو من المعنى الذي أريد من لفظ الخليفة و الإمام، له قدسيّته و روحانيّته، و استمداده من ولاية اللّه الكاملة المطلقة، و هذا المعنى هو الظاهر منه إذا أطلق على النبي و الإمام مطلقا و بدون الإضافة، كما أنّ الظاهر من إطلاق لفظ الولي على اللّه تعالى هو هذا المعنى بمرتبته الكاملة الذاتية غير المعتمدة على ولاية غيره، دون سائر المعاني كالناصر و المحب.
ألفاظ الخليفة و الإمام و الولي و إن كانت ظاهرة في المعاني التي استظهرناها منها إذا استعملت في الكتاب و السنّة و ربما تصدق على مصداق واحد، بل كل واحد منها دائم الصدق على ما يصدق عليه الآخر إلّا أنّ لكل واحد منها معنى يتبادر إلى الذهن قبل غيره من المعاني التي تدل عليها بالالتزام.
فالمتبادر من لفظ الخليفة من يقوم بأمر اللّه تعالى نيابة عنه بالحكم بين عباده بالحق و إقامة العدل و القسط و نظم الأمور و بسط الأمن و نحو ذلك، و يتبادر من لفظ الولي من له التصرف في الأمور التكوينية و الولاية التشريعية من قبل اللّه تعالى و بتمكينه و تشريعه، كما يتبادر من لفظ الإمام المنصوب للائتمام و الاقتداء به و الاهتداء بهدايته و أن يكون علما للسالكين، و الدليل على مرضاة اللّه و عصمةالمعتصمين و عروة المتمسّكين.
ص: 171
كل هذه الاصطلاحات تشير إلى عنايات خاصة و ألطاف إلهية تشمل عباده المكرمين المأمونين على سرّه، المخصوصين بعنايته الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.
و كل هذه المناصب أعم من الرسالة و النبوة، فهي تجتمع معها كما اجتمع في إبراهيم الخليل النبوة و الإمامة، و في آدم و داود النبوة و الخلافة، و في غيرهم من الأنبياء الذين أخبر اللّه تعالى بإمامتهم في القرآن المجيد، و كما اجتمع في سيدهم و خاتمهم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جميع المناصب الإلهيّة.
فكلهم من رسول اللّه ملتمس *** غرفا من أليم أو رشفا من الدّيم (1)
و تفترق عن النبوّة فيكون الإمام و الخليفة و الولي تابعا للنبي كالأئمة الاثني عشر، فإنّ النبوة و الرسالة قد ختمت بجدهم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بقيت الخلافة و الإمامة و الولاية في أمّته لئلا تبطل حجج اللّه و بيّناته، فهؤلاء الخلفاء هم القائمون بأعباء الخلافة الإلهية بعده صلّى اللّه عليه و آله، و لا ينافي ذلك إطلاق خلفاء الرسول عليهم في بعض الروايات كقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هم خلفائي يا جابر، و اللّهم ارحم خلفائي، و أنت خليفتي، و أنت الخليفة بعدي، فإن ما قلناه من الاستظهار من هذه الألفاظ إنّما قلناه فيما إذا استعملت مطلقا و بدون إضافتها إلى غير اللّه تعالى، أمّا مع إضافتها إلى غيره تعالى، فلا ريب في أنّه يستفاد من لفظ الخلافة، الخلافة عن هذا الغير.
و الخلافة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التي جاءت في هذه الأحاديث هي الخلافة عنه في إبلاغ الأحكام و ما أنزل اللّه إليه إلى الناس و القيام مقامه في تولّي أمور الأمّة و إدارة شئونهم و هي أيضا لا تتحقّق إلّا باستخلافه بنفسه واحدا من أمّته، و لا يجوز للأمّة أن تستخلف أحدا له، فالخلافة و النيابة و الوصية و أمثالها أمور ليس لأحد تولّى نصب من يقوم بها إلّا من يكون ذلك المنصوب خليفته و نائبا عنه و وصيّه و لا ولاية لغيره على ذلك.
و ليت شعري من أين ثبت للأمّة هذه الولاية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أكرم خلقه؟ و من أين ثبت للأمّة عليه من الولاية ما لم يثبت على واحد من أمّته؟ إن هذا إلّا جرأة و تجاسر على اللّه تعالى و رسوله الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
اعلم أنّ هذه الأحاديث لا تنطبق إلّا على مذهب الشيعة الإمامية، فإنّ بعضها يدل على أن الإسلام لا ينقرض و لا ينقضي حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة، و بعضها يدل على أنّ عزّة الإسلام إنّما تكون إلى اثني عشر
ص: 172
خليفة، و بعضها يدل على بقاء الدين إلى أن تقوم الساعة، و أن وجود الأئمة مستمر إلى آخر الدهر، و بعضها يدل على أنّ الاثني عشر كلهم من قريش و في بعضها «كلهم من بني هاشم» و في بعضها «و كلهم لا يرى مثله».
و ظاهر جميعها حصر الخلفاء في الاثني عشر و أنّهم متوالون متتابعون، و معلوم أنّ تلك الخصوصيات لم توجد إلّا في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين، و لا توافق مذهبا من مذاهب فرق المسلمين إلّا مذهب الإمامية، و ينبغي أن يعدّ ذلك من معجزات النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إخباره عن المغيبات.
و لا ريب أنّ هذه الأحاديث لا تحتمل غير هذا المعنى و لا يحتمل الذهن السليم المستقيم الخالي عن بعض الشوائب و الأغراض غيره، و لو أضفنا إليها غيرها من الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر التي ذكرنا طائفة منها في هذا الكتاب يحصل القطع بأنّ المراد منها ليس إلّا الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته عليهم السلام.
و يؤيّدها أيضا حديث الثقلين المشهور المقطوع الصدور، و الحديث المروي بطرق الفريقين «النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لامّتي».
قال في ذخائر العقبى: أخرجه أبو عمر الغفاري «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» و قال: أخرجه أحمد في المناقب.
و حديث: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لامّتي من الاختلاف»(1)،
ذكر في الصواعق أنّ الحاكم صحّحه على شرط الشيخين.
و حديث: مثل أهل بيتي كسفينة نوح ... الحديث، المروي بطرق كثيرة.
و ما روى البخاري عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في باب مناقب قريش في كتاب الأحكام قال: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان (2)و الحديث الذي احتجّ به أبو بكر يوم السقيفة على الأنصار و هو قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الأئمّة من قريش (3).
و يؤيّدها أيضا قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية(4)
(عن الحميدي أنّه أخرجه في الجمع بين الصحيحين).
ص: 173
و عن الحاكم أنّه أخرج عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من مات و ليس عليه إمام فان موته موتة جاهلية(1).
و أخرج السيوطي في الدرّ المنثور قال: أخرج ابن مردويه عن علي رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يوم ندعو كل اناس بإمامهم، قال: «يدعى كل قوم بإمام زمانهم، و كتاب ربهم و سنة نبيهم»(2)
و أخرجه القرطبي و الآلوسي. و روي عن الثعلبي مسندا عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثله.
فيستفاد من مجموع هذه الأخبار أنّ وجود الأئمة الاثني عشر مستمر إلى انقضاء الدهر و كلهم من قريش و لم يدّع أحد من طوائف المسلمين إمامة هذا العدد من قريش مستمرّا إلى آخر الدهر غير الشيعة الإمامية.
و قد أفرد العلّامة محمّد معين بن محمّد أمين السندي مؤلّف «دراسات اللبيب» كتابا في هذه الأحاديث أسماه «مواهب سيد البشر في حديث الأئمّة الاثني عشر» و قد أثبت أيضا في كتابه «دراسات اللبيب» تعلّق حديث الثقلين بالأئمّة الاثني عشر، بالأدلة الشافية و دلالته على كونهم أئمّة في العلم معصومين، و وجوب اتّباعهم و الرجوع إليهم في أخذ العلوم، فراجع العقبات: ج 2 و ج 12 ص 295 و 296 و 304- 307.
قال الفاضل القندوزي الحنفي في: قال بعض المحقّقين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة. فبشرح الزمان و تعريف الكون و المكان علم انّ مراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته و عترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر،و لا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويّين لزيادتهم على الاثني عشر و لظلمهم الفاحش إلّا عمر بن عبد العزيز و لكونهم غير بني هاشم، لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «كلهم من بني هاشم» في رواية عبد الملك بن جابر، و إخفاء صوته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذا القول يرجّح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.
و لا يمكن أن يحمل على الملوك العباسيّين لزيادتهم على العدد المذكور و لقلة رعايتهم الآية «قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى»(3).
و حديث الكساء، فلا بدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته و عترته صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم و أجلّهم و أورعهم و أتقاهم و أعلاهم نسبا، و أفضلهم حسبا و أكرمهم عند اللّه، و كان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و بالوراثة و اللّدنيّة، كذا عرّفهم أهل العلم و التحقيق و أهل الكشف و التوفيق.
ص: 174
و يؤيّد هذا المعنى (أي إنّ مراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته) و يشهده و يرجّحه حديث الثقلين و الأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب و غيرها.
و أمّا قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «و كلهم تجتمع عليه الأمّة» في رواية جابر بن سمرة، فمراده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ الأمّة تجتمع على الإقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي سلام اللّه عليهم انتهى.(1)
هذا و قد وقعت مدرسة السياسة الغالبة على الحكم القائمة على نفي ولاية أهل البيت عليهم السلام و ترك النصوص الحاكمة بإمامتهم، إمّا بترك إخراج هذه الأحاديث و روايتها، أو بالتشكيك في طرقها و ردّ رجالها بجريمة حبّ أهل البيت و رواية فضائلهم، أو بتفسيرها على خلاف ظاهرها في الحيرة و الدهشة أمام هذه الأحاديث المتواترة الصحيحة، فسلكوا في تفسيرها مسالك و عرة و حملوها على احتمالات واهية و آراء باطلة لا يمكن لهم الجزم بواحد منها، فأنكر كل واحد منهم تفسير الآخر و ردّه و نقضه فبقوا حائرين عاجزين عن صرف انطباق هذه الأحاديث على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، المؤيّدة بغيرها من النصوص الكثيرة المتواترة.قال ابن بطال على ما في فتح الباري عن المهلب: لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث يعني بشي ء معين. و حكي عن ابن الجوزي أنّه قال في كشف المشكل: قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث و تطلّبت مظانّه و سألت عنه فلم أقع على المقصود به.
و إنّما وقعوا في هذا الحيص و البيص الشديد لأنّهم لم يريدوا الأخذ بمداليلها الظاهرة المستقيمة المنطبقة على الائمة الاثني عشر عليهم السلام طمعا أو خوفا من الحكومات الطاغوتية التي لم تسمح لهم بالافصاح بالحقّ، و اشترت أخلاقهم و أفهامهم بعرض الدنيا و زخارفها و حطامها فصيّرتهم عملاء لسياساتها التي بنيت على الاستعلاء و الاستضعاف، و استعباد عباد اللّه و مدافعين عن ظلم أرباب هذه الحكومات و سيرهم الكسروية و القيصرية، فحملوا قبائح أعمالهم و ما يصنعون بمصالح المسلمين و فيئهم، و ما يرتكبون في بلاطهم من أنواع المعاصي و الاشتغال بالملاهي و المعازف، و إسرافهم في الأموال و تبذيرها و صرفها فيما حرّمه اللّه تعالى و منعها أهلها من الفقراء و الضعفاء على المحامل القائمة على تأويل الأحكام و النصوص كقولهم بحرّية أرباب الحكم و عدم جواز استنكار أعمالهم و وجوب إطاعتهم و إن كانوا مثل يزيد و الوليد و غيرهما من طواغيت و ملوك بني اميّة و بني العبّاس و غيرهم من الجبابرة الذين جعلوا مال اللّه دولا و عباد اللّه خولا كما نرى اليوم في بعض البلاد الإسلامية من الحكّام العملاء للدول الغربية المستكبرة، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون.
ص: 175
و إليك أيّها المسلم المؤمن باللّه تعالى و كتابه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير أحاديث الاثني عشر:
ما ذكره بعضهم في بعض حواشيه على صحيح الترمذي و ذكره في فتح الباري بشرح صحيح البخاري و هو أنّ قوله «اثنا عشر» إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني اميّة، و ليس على المدح، بل على استقامة السلطنة، و هم يزيد بن معاوية و ابنه معاوية، و لا يدخل عثمان و معاوية و ابن الزبير لكونهم من الصحابة، و لا مروان بن الحكم لكونه بويع بعد بيعة ابن الزبير فكان غاصبا، و للاختلاف في صحبته على ما في فتح الباري ثمّ عبد الملك، ثمّ الوليد إلى مروان بن محمد.
أقول: ليت شعري ما الذي يحمل الإنسان على ارتكاب هذه التأويلات الباردة الفاسدة في أحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ أ هذا أجر رسالته عنّا؟ أو لا يكون ذلك استخفافا بكلامه صلوات اللّه عليه و على آله؟.و إذا كان هذا مراده فأيّة فائدة في الإخبار عن ذلك، و ما حاصله؟.
و من أين علم أن مراده الإخبار بإمارة اثني عشر من بني اميّة دون معاوية و مروان؟.
و من أين علم أنّه إشارة إلى ما بعد الصحابة؟ فلم لم يقل «يكون بعد الصحابة» و قال- على ما جاء في طائفة من أحاديث الباب-: «و يكون من بعدي».
و يدل على فساد هذا الاحتمال و بطلان كل وجه أدخل فيه معاوية و من بعده، أنّ بني اميّة ليسوا من الخلفاء بالاتفاق، و أنّهم ملوك و شر ملوك.
و إذا وصل الأمر إلى اقتراح مثل هذا الاحتمال لصرف الكلام عن ظاهره حذرا عن إثبات مذهب أهل الحقّ، فلا خصوصية لبعض دون بعض و حينئذ تكثر الاحتمالات، فيحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد عبد الملك و كان مراده من «بعدي» بعد عبد الملك، و يحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد هشام، و يحتمل أن يكون ستة منهم من بعد يزيد بن عبد الملك و ستة منهم من بني العباس، و يحتمل أن يكون المراد بعد بني اميّة، و يحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد السفّاح أو المنصور أو غيرهما من بني العباس، أو يكون بعضهم من الأموية الذين ملكوا الأندلس و بعضهم من الفاطميين الذين حكموا بمصر مثلا!! إذ لا مرجّح للاحتمال الذي ذكروه على واحد من هذه الاحتمالات.
ثمّ كيف يكون الحديث صادرا على غير سبيل المدح مع ما في بعض طرقه من العبارات الصريحة في المدح؟!
ص: 176
و كيف يصح تنزيل هؤلاء الجبابرة الفجرة منزلة نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى في هذه الروايات الكثيرة؟!
هذا مضافا إلى دلالة هذه الروايات على انحصار الخلفاء في الاثني عشر.
ستة منهم من ولد الحسن عليه السلام، و خمسة من ولد الحسين، و آخر من غيره.
أقول: هذا أيضا مخالف لنصوص هذه الأحاديث مثل قوله: «بعدي اثنا عشر خليفة»، و قوله: «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا»، و قوله:
«لا يزال أمر الناس ماضيا»، ممّا يدل على اتصال زمانهم بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و استمرار وجودهم الى آخر الدهر، و انحصار الخلفاء فيهم كما صرح به في رواية ابن مسعود: أنّه سئل كم يملك هذه الأمّة من خليفة، قال: سألنا عنها ... الحديث.هذا مضافا إلى أنّه بعد انطباق هذه الأحاديث على الأئمّة الاثني عشر المشهورين بين فرق المسلمين و ظهور صدق كلام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بمصداقه الظاهر الواضح، ما الوجه في حمل تلك الأخبار على غيرهم ممّن لا تنطبق عليه!!.
إن قلت: إنّ تلك الخصوصيات و إن لم توجد بعد في غير الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، لكن يجوز أن توجد في غيرهم في المستقبل؟.
قلت: هذا من عجيب الكلام، فكيف يوجد في المستقبل الذين أخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوجودهم بعده مباشرة و اتصال زمانهم بزمانه! و هل هذا الاحتمال إلّا خلف ظاهر؟ ثم إنّا نفرض عدم التصريح باتصال زمانهم و إهمال الأحاديث ذلك، لكن بعد أن وجد المصداق فهي تنطبق عليه لا محالة و لا يجوز انكار ذلك بدعوى جواز وجود مصداق آخر لها في المستقبل!.
ألّا ترى أنّ اللّه تعالى حيث أنزل وصف نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في التوراة و الإنجيل فلما ظهر و أنكر اليهود و النصارى نبوّته، وبّخهم في القرآن المجيد و لم يقبل قولهم بأنه سيظهر فيما بعد.
و أمّا الاستناد لصحّة حمل هذه الأحاديث على هذا القول بخبر:
يلي الأمر بعد المهدي اثنا عشر رجلا ستة من ولد الحسن ... الحديث.
ففيه مضافا إلى مخالفتها للأحاديث الكثيرة الواردة من طرق الفريقين، أنّه مخالف لخصوص هذه الأحاديث و ما فيها من انحصار الخلفاء في الاثني عشر و استمرار وجودهم، و اتصال زمانهم بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الفرق ظاهر بين قوله: «يلي الأمر بعدي» أو «بعد المهدي».
ص: 177
هذا مع ما في سند هذه الرواية من الوهن و الضعف، فقد صرح في الصواعق بأنّها واهية جدّا لا يعوّل عليها، و نقل ذلك أيضا عن ابن حجر صاحب كتاب فتح الباري.
هذا كله مضافا إلى أننا لا نستبعد كون مثل هذا الاحتمال مأخوذا من الاسرائيليات، و إنّما لجئوا إلى مثل ذلك سعيا منهم لصرف هذه الأخبار عن مصاديقها الصريحة فيها.
و هذا ابن المنادي يقول: إنّا تنبهنا لذلك- يعني أنّ مصداقه يكون بعد موت المهدي- لما ألفيناه في كتاب دانيال و إن شئت أن تعرف قصة هذا الكتاب و ما ذكروا في شأنه فراجع أوائل كتاب الملاحم لابن المنادي حتى تعرف ما ابتلي به القوم من الأخذ بالخرافات و الاسرائيليات لتركهم أخذ العلم الصحيح عن أهله و هم أئمّة أهل بيت الرسول عليهم السلام، الذين أمر اللّه الأمّة بالتمسّك بهم عليهم السلام و التمسّك بالكتاب.
ما حكي عن القاضي عياض، و هو أنّ المراد أنّهم يكونون في مدّة عزّة الخلافة و قوّة الإسلام و استقامة اموره. و قد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس، إلى أن اضطرب أمر بني اميّة و وقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد، و قد رجّح ابن حجر في فتح الباري هذا الوجه و زعم تأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة: «كلهم يجتمع عليه الناس». ثمّ ذكر أسماء من وقع الاجتماع على خلافتهم و هم: أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية و يزيد و عبد الملك و أولاده الأربعة، الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام.
قال: و تخلل بين سليمان و يزيد عمر بن عبد العزيز، قال: فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، و حيث لم يعد عمر بن عبد العزيز منهم، قال:
و الثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
أقول: هذا الوجه أردأ الوجوه في تفسير الحديث و أهونها، و إن قال ابن حجر إنّه أرجحها، و نحن نترك الكلام في نسب بني أميّة و عدم صحّة انتسابهم إلى قريش، مع أنّ هذه الأحاديث مصرّحة بكون الأئمّة الاثني عشر من قريش.
و لكن نقول: كيف يصحّ حمل هذه البشائر التي صدرت على سبيل المدح و إطلاق الخليفة على معاوية الذي حارب أمير المؤمنين عليه السلام، الذي قال فيه سيد النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حربك حربي» و أعلن بسبّه على المنابر، و دسّ السم إلى الحسن عليه السلام سيد شباب أهل الجنّة.
و على مثل يزيد بن معاوية قاتل الحسين عليه السلام، و الفاسق المعلن بالمنكرات و الكفر و المتمثّل بأشعار ابن الزبعرى المعروفة فرحا بحمل رأس ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليه، و هو الذي أمر مسلم بن عقبة أن يبيح أهل المدينة ثلاثا، فقتل خلقا من الصحابة و نهبت بأمره المدينة و افتضّت في هذه الواقعة
ص: 178
ألف عذراء حتّى قيل إنّ الرجل من أهل المدينة بعد ذلك إذا زوّج ابنته كان لا يضمن بكارتها، و يقول: لعلّها قد افتضّت في واقعة الحرّة، و قيل تولّد من النساء أربعة آلاف ولد من تلك الواقعة.
و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيما رواه مسلم: من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه و عليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين (1).و حكي عن الواقدي أنّ عبد اللّه بن حنظلة الغسيل قال: و اللّه ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنّه رجل ينكح امّهات الأولاد و البنات و الأخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاة(2) و هو الذي أمر بغزو الكعبة.
و ذكر السيوطي و غيره أنّ نوفل بن أبي الفرات قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد، فقال: قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، فقال: تقول أمير المؤمنين و أمر به فضرب عشرين سوطا(3).
و ذكر في الصواعق أنّه قيل لسعد بن حسّان: إنّ بني أميّة يزعمون أنّ الخلافة فيهم، فقال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شرّ الملوك.
و كيف يصحّ حمل هذه الأحاديث و إطلاق الخليفة على عبد الملك الغادر الناهي عن الأمر بالمعروف.
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء: لو لم يكن من مساوئ عبد الملك إلّا الحجّاج و توليته إيّاه على المسلمين و على الصحابة رضي اللّه عنهم يهينهم و يذلّهم قتلا و ضربا و شتما و حبسا و قد قتل من الصحابة و أكابر التابعين ما لا يحصى، فضلا عن غيرهم، و ختم في عنق أنس و غيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلّهم فلا رحمه اللّه و لا عفا عنه (4).
أم كيف يطلق الخليفة على الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق الشريب للخمر الهاتك لحرمات اللّه تعالى، و هو الذي أراد الحج ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه (5). و هو الذي فتح المصحف فخرج «و استفتحوا و خاب كلّ جبّار عنيد»(6)
فألقاه و رماه بالسهم و قال:
ص: 179
تهددني بجبّار عنيد *** فها أنا ذاك جبّار عنيد
إذا ما جئت ربّك يوم حشر *** فقل يا ربّ مزّقني الوليد(1)
فلم يلبث بعد ذلك إلّا يسيرا حتى قتل.
أ هذا معنى عزّة الإسلام، و خلافة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟
و نقل أنّه لمّا ولي الحج حمل معه كلابا في صناديق و عمل قبّة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة و حمل معه الخمر و أراد أن ينصب القبّة على الكعبة و يشرب فيها الخمر، فخوّفه أصحابه من الناس فلم يفعل (2).
و ذكر المسعودي عن المبرّد: أنّ الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمنه:
تلعّب بالخلافة هاشمي *** بلا وحي أتاه و لا كتاب
و قل للّه يمنعني طعامي *** و قل للّه يمنعني شرابي (3)
و في العقد الفريد: قال إسحاق بن محمّد الأزرق: دخلت على منصور بن جهور الأزدي بعد قتل الوليد و عنده جاريتان من جواري الوليد- إلى أن قال-: قالت إحداهما: كنّا أعزّ جواريه عنده فنكح هذه و جاء المؤذّنون يؤذّنونه بالصلاة فأخرجها و هي سكرى جنبة متلثّمة فصلّت بالناس (4).
و أخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء عن مسند أحمد حديث:
«ليكوننّ في هذه الأمّة رجل يقال له الوليد، لهو أشدّ على هذه الأمّة من فرعون لقومه»(5)
فالصواب تسمية هؤلاء بالفراعنة لا الخلفاء و تشبيههم بالملاحدة و الكفرة لا بحواري عيسى و نقباء بني إسرائيل.
و إن شئنا لأشبعنا الكلام في مساوئ بني اميّة، و لكن نقتصر على ذلك مخافة الإطالة، و نقول: كيف رضي القاضي أن يجعل هؤلاء الجبابرة من خلفاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، الذين بشّر بهم و أخبر بأنهم يعملون بالهدى و إذا مضوا ساخت الأرض بأهلها، و أنّ الأمّة لا تهلك ما لم يمضوا، و أنّهم بمنزلة نقباء بني إسرائيل.
ص: 180
و أعجب من ذلك إخراجه الحسن عليه السلام من الحديث مع أنّه خليفة بنصّ جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إدخاله يزيد و معاوية و بني العاص الذين لعنهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذه الأحاديث.
ثمّ لما ذا لم يعدّ منهم عمر بن عبد العزيز؟.و أمّا ما في كلامه من التشبّث بقوله في صحيح أبي داود: كلهم يجتمع عليه الأمّة!(1).
فضعيف لوجوه:
أحدها: أنّ الظاهر من نسبة فعل إلى أحد، صدوره منه بالاختيار دون الجبر و الاكراه، فالمراد بقوله: «يجتمع» لو سلمنا صدوره عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، هو اجتماعهم بالقصد و الاختيار. أ لا ترى أنّه لا يصحّ لأحد أن يخبر عن وقوع اجتماع أهل مكّة و المدينة و عظماء الفقهاء و وجوه المحدّثين و بقية الصحابة و كبار التابعين على خلافة يزيد، و يقول: إنّهم اجتمعوا عليه و اختاروه للخلافة، أو يدّعي اجتماع المسلمين على خلافة الوليد بن يزيد.
ثانيها: أنّه لو بنينا على ذلك، يلزم خروج أمير المؤمنين و الحسن عليهما السلام، من الخلفاء لعدم اجتماع أهل الشام عليهما مع قيام الإجماع و الاتفاق على خلافتهما.
ثالثها: أنّ هذه الزيادة غير مذكورة في غير هذا الطريق من طرق الحديث الكثيرة التي بعضها في غاية المتانة و الصحة، فيحتمل قويا أن يكون قوله: كلّهم يجتمع عليه الأمّة، زيادة من الراوي تفسيرا للحديث، و حتّى لو سلمنا أن المرجع إذا دار الأمر بين الزيادة و النقيصة أصالة عدم الزيادة، فليس المقام منه، لكثرة الروايات الخالية عن هذه الزيادة و تفرّد أبي داود في نقلها.
و الحاصل أنّه لا يصلح لأن نقيّد به هذه الأخبار الكثيرة المتواترة المطلقة التي رواها جماعة من الصحابة كعبد اللّه بن مسعود و جابر بن سمرة و أكابر التابعين و غيرهم.
و على أىّ فإنّ هذه الجملة لا تؤيّد هذا الاحتمال.
رابعها: أنّه على فرض صدور هذه الجملة يجب تقييدها بغيرها مما ذكر في هذه الأحاديث كقوله: كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق، و أنّهم إذا مضوا ساخت الأرض بأهلها و أنّهم بمنزلة حواري عيسى و نقباء بني إسرائيل و أنّ الخلفاء منحصرة فيهم.
فيعلم من ذلك كلّه أنّ الوجه الصحيح في هذه الزيادة على تقدير صدورها، هو كون المراد من اجتماع الأمّة اجتماعهم بالإقرار بامامة الأئمة الاثني عشر وقت ظهور المهدي عليه السلام.
ص: 181
من الوجوه التي قيل في الحديث كما ذكره ابن حجر في فتح الباري و نقل عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء هو: أنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحقّ و إن لم تتوال أيّامهم. و أيّدوا هذا بما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الجلد أنّه قال: لا تهلك هذهالأمّة حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد ... الخ.
و قال السيوطي في ذيل كلام ابن حجر: و على هذا فقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة و الحسن و معاوية و ابن الزبير و عمر بن عبد العزيز و هؤلاء ثمانية، و يحتمل أن يضمّ إليهم المهتدي من العباسيين لأنّه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني اميّة، و كذلك «الظاهر» لما اوتيه من العدل و بقى الاثنان المنتظران، أحدهما المهدي لأنّه من آل بيت محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، انتهى.
قلت: هذا القول أو الاحتمال فاسد أيضا، لدلالة كثير من هذه الروايات على انحصار الخلفاء في الاثني عشر، بل بعضها نصّ في ذلك لا يقبل التأويل و التوجيه كرواية ابن مسعود و لدلالتها أيضا على اتصال زمانهم و استمرار وجودهم.
و أما الاستشهاد لتأييد هذا القول بما أخرجه مسدد في مسنده عن أبي الجلد فموهون لوقوفه على أبي الجلد، فهو أعم من أن يكون صادرا بعنوان الرواية و الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو الإخبار عن رأيه و اعتقاده و اجتهاد نفسه، و على فرض عدم وقوفه فلا شك في أنّ قوله: «منهم رجلان من أهل بيت محمد» كما يشهد به سياق الكلام زيادة و اجتهاد في الحديث من أبي الجلد أو غيره ممن روى عنه، و إلّا لقال:
«من أهل بيتي» بدل من «أهل بيت محمّد».
و يؤيّد ذلك كله ما في كتاب الخصال بسنده عن أبي نجران أنّ أبا الجلد حدّثه و حلف له عليه ألّا تهلك هذه الأمّة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحقّ و لم يذكر هذه الزيادة.
هذا مضافا إلى أنّه على القول به يكون ثلاثة منهم من أهل بيت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هم علي و الحسن و المهدي عليهم السلام، مع أنّ أبا الجلد قال: منهم رجلان من أهل بيت محمد.
هذا و الذي ظهر لي بعد ملاحظة كلمات القوم أنّ ما قاله أبو الجلد (جيلان بن فروة الأسدي) و يقال (ابن أبي فروة) قوله المختصّ به و لذا كان يحلف عليه، فهو إمّا اجتهاد منه أو أخذه من الكتب المتقدّمة، فإنّه على ما في كتاب شمائل الرسول: ص 484، كان ينظر في شي ء من الكتب المتقدّمة.
و في الجرح و التعديل: ج 2 ص 547 ح 2275 قال: أبو الجلد الأسدي البصري صاحب كتب التوراة و نحوها.
ص: 182
و على كل حال لا اعتناء بقوله قبال هذه الروايات السنيدة الثابتة المعتبرة الدالة على اتصال زمانهم و انحصارهم في الاثني عشر، المؤيّدة بغيرها من أخبار متواترة اخرى، و لو بنينا على صحته فمقتضى الصناعة الجمع بينه و بين تلك الأخبار و تقييد إطلاقه بها، فإنّه يشمل بالاطلاق الاثني عشر،سواء كان زمانهم متّصلا بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ولاء أو لم يكن كذلك، و هذه الأحاديث قد دلت على اتصال زمانهم بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تتابعهم، فيقيد إطلاقه بصراحة هذه الأحاديث كما هو واضح.
نعم يؤيّد دلالته على الاثني عشر الروايات المرفوعة المتواترة على ذلك، و أمّا التمسّك بإطلاقه على جواز كون هذا العدد في جميع مدّة الإسلام فلا يجوز بعد ذلك استظهار أنّه من كلامه، مضافا إلى أنّه كما حققناه لو بنينا على صدور خبر بهذا اللفظ يجب أن يقيّد إطلاقه بالروايات الدالة على التتابع.
هذا و لا يخفى عليك ما وقع فيه السيوطي أيضا في المقام من السهو و النسيان، فإنّه على ما ذكره يلزم أن يكون ثلاث منهم من أهل بيت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لأنّ عليّا و الحسن عليهما السلام من أهل البيت بتصريح آية التطهير، و نصّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هذا مضافا إلى ما في كلامه من عدّ مثل ابن الزبير و معاوية ممن يعمل بالهدى.
و هنا وجوه رديئة ضعيفة اخرى يظهر منها حيرتهم و عجزهم الفاحش عن تفسير هذه الأحاديث بما يصرفها عن مصداقها الفريد: الأئمة الاثني عشر المشهورين من أهل البيت عليهم السلام.
فمنها، و هو خامس الوجوه: وجود هذا العدد في زمان واحد كلهم يدعي الإمارة و الخلافة، و قالوا: إنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرنا بأعاجيب تكون بعده، منها، افتراق الناس بعده في وقت واحد على اثني عشر أميرا، و هذا مما تضحك به الثكلى، و قد ردّ عليه بعضهم فقال:
هو كلام من لا يقف على شي ء من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة، و قد عرفت من الروايات التي ذكرتها من عند مسلم و غيره أنّه ذكر الصفة التي تختص بولايتهم و هو كون الإسلام عزيزا منيعا ... إلخ.
أقول: إنّ الروايات قد دلت على أنّ مدتهم مدة الإسلام و بقاؤه و لذا تؤيد صحة وقوع غيبة الثاني عشر منهم و طول عمره و امتداد حياته كما جاءت به الروايات الصحيحة الكثيرة.
و منها، و هو السادس لهذه الوجوه: ما عن ابن تيمية و هو أنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة لا تقوم الساعة حتى يوجدوا.
ص: 183
أقول: كأنّهم يرون أنّه لا يلزم في استفادة المراد من الأحاديث الاعتماد على ألفاظها و مفهومها العرفي المعتمد عند العرف و العقلاء، سيّما إذا كانت ألفاظها بمعانيها الظاهرة تنطبق على مذهب العترة من أهل بيت الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و شيعتهم فيقول كل فيها ما يشاء و يهوى، و إلّا فمن أين جاء ابن تيمية بهذا المعنى المخالف لألفاظ هذه الأحاديث.
و منها، و هو السابع لهذه الوجوه: ما ذكره بعض معاصرينا ممّن يسلك بعض المسالك المستحدثة برعاية المستعمرين فزاد في الطنبور نغمة اخرى، فحمل الأحاديث بزعمه على حكّام المسلمين، و هم: أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية ثم عبد الملك، و ذكر اسماء بني أميّة إلى مروان و قال: ثم انتقلت الإمامة إلى بني العباس و منهم المنصور ثم ابنه المهدي ثم هارون الرشيد إلى من بعدهم، و عدّ عماد الدين الزنكي و نور الدين و صلاح الدين، ثم قال: و لا ينبغي أن نبخس هؤلاء حقّهم.
أقول: على هذا فالموصوفون بالخلفاء في هذه الأحاديث هم هؤلاء الذين أكثرهم من الملوك و الحاكمين على المسلمين بالقهر و الغلبة و التسلط، و عدّتهم تزيد على الاثني عشر بكثير، فإذا كان الحديث يجوز أن ينطبق على كل واحد من هؤلاء على السواء، فلما ذا نبخس الباقين حقّهم و نقتصر على الاثني عشر منهم، و ما فائدة هذا الكلام الصادر عن مثل نبيّنا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و لا بدّ لهذا القائل أن لا يبخس سائر الملوك من الأندلسيين و العثمانيين و حتى الحكّام في عصرنا الذين تعرفهم شعوبهم بالخيانة للإسلام!.
فو اللّه ما أدري ما أقول لمثل هذا الكاتب الذي يعدّ نفسه من أهل الثقافة العصرية، من الذين يقولون في سنّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما يوافق أهواءهم و أهواء من ينفق عليهم من أموال المسلمين، و أهواء مقلّده الغربيين الذين يريدون تفسير جميع ما ورد في الكتاب و السنّة المبنية على الإيمان بالغيب بما يوافق آراء الحسّيين المادّيين أو المستعمرين، و لا حول و لا قوة إلّا باللّه العلي العظيم.
ثمّ اعلم أنّا اعتمدنا في الجواب عن هذه الوجوه التي قيلت في تفسير هذه الأحاديث على ما يستفاد من خصوص هذه الروايات و ما تقتضيه ظواهرها الواضحة، و لم نجب بغيرها من الروايات الكثيرة المعتبرة الدالة على إمامة الأئمّة الاثني عشر بأسمائهم و خصوصياتهم، و إلّا فالجواب أوضح من هذا.
و إن شئت مزيد توضيح لذلك فعليك بالكتب المصنّفة في هذا الباب فإنّ فيها ما يذهب بكل شك و ارتياب، و اللّه الهادي إلى الحقّ و الصواب.
ص: 184
ممّا يقف عليه المتتبّع في أحاديث الاثني عشر ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير(1):
حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد اللّه بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف، أنّه حدثه أنه جلس مع شفي الأصبحي فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصدّيق، لا يلبث بعدي إلّا قليلا و صاحب رحى دارة، يعيش حميدا و يموت شهيدا، قيل من هو يا رسول اللّه؟ قال: عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، ثم التفت إلى عثمان فقال: و أنت سيسألك الناس أن تخلع قميصا كساك اللّه عز و جل و الذي نفسي بيده لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.
و أخرجه في مكان آخر منه (2) إلّا أنّه قال: ربيعة بن سيف عن عبد اللّه بن عمرو، و قال: لا يلبث إلّا قليلا، و قال: دارة العرب، و قال: فقال رجل: من هو؟ و قال: و أنت سيسألك الناس أن تخلع قميصا كساك اللّه إياه.
أقول: اعلم أنّنا لم نقف على أحد احتج بهذه الزيادة المكذوبة ... على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لتفسير هذه الأحاديث أو إثبات أن خلافة هؤلاء الثلاثة شرعية منصوصة، بل الظاهر اتفاقهم على عدم وجود نصّ من الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ولاية هؤلاء الثلاثة و لا ريب أنّها من وضع العثمانيين و محاولتهم لإخفاء مطاعن عثمان و أحداثه في الإسلام التي استنكرها مثل طلحة و عائشة و عمّار استنكارا شديدا و فتحت على المسلمين باب الفتن و الحروب الداخلية، و أدّت إلى ثورة المسلمين و مطالبتهم إيّاه تطبيق أعماله و أحكامه على القوانين الشرعية، و لكنه لم يتنازل عما كان عليه من سياساته المالية و الحكومية حتى انتهى ذلك إلى تشدّد الثوار فصار ما صار و قتل عثمان.
و لأجل إيضاح زيادة هذه الزيادة على الخبر نجري الكلام فيها في موضعين: في سند الخبر، و في متنه.
الذي توفي سنة (222) ه. ق.قال الذهبي في التذكرة: قد سقت أخباره في الميزان و إنّه ليس بحجّة و له مناكير في سعة ما روى.
و قال ابن أحمد: سألت أبي عنه فقال: كان أوّل أمره متماسكا ثم فسد بآخره و ليس هو بشي ء.
و قال صالح بن محمّد: كان ابن معين يوثقه و عندي أنّه كان يكذب في الحديث.
و قال ابن المديني: ضربت على حديثه و ما أروي عنه شيئا.
ص: 185
و قال أحمد بن صالح: متّهم و ليس بشي ء.
و قال النسائي: ليس بثقة، و قال: إنّ حديثه «إنّ اللّه اختار أصحابي على جميع العالمين» موضوع، و فيه طعون كثيرة.
و قال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات، و قال: كان له جار يشبه خطّه خطّ عبد اللّه يكتب و يرميه في داره بين كتبه فيتوهّم عبد اللّه أنّه خطّه فيحدّث به.
الذي توفي سنة (175 ه. ق) الموصوف بالعلم و بتفسير القرآن لا بالوقوف عند ظاهره بل- على ما قيل في ترجمته- بروح النصوص و بغير ذلك من الأوصاف التي مدحوه بها.
كان هو كابن أبي ليلى و ابن شبرمة و أضرابهما من فقهاء الدولة، فكان محلا لثقة المنصور الجبّار الفتّاك الذي جهر أمثال أبي حنيفة باستبداده و طغيانه و اضطهاده العلويين و اغتصابه الخلافة، فلم يقبل هديته و قال:
إنّها من بيت مال المسلمين و لا حق فيه إلّا للمقاتلين و الفقراء و العاملين و هو ليس منهم، و أمر المنصور بحبسه و ضربه بالسياط حتى مات به أو بالسّم، و هو يوصي بأن يدفنوه في أرض لم يغتصبها الخليفة أو أحد رجاله و عمّاله.
أمّا الذين أتوا بعد المنصور من العباسيين المعاصرين له فقد اعتمدوا عليه و كان كالعين لهم في مصر و كانوا محتاجين إلى مثله لأنّ المصريين كانوا متشيّعين للإمام علي عليه السلام و لأولاده، فهم لذلك يرون العلويين أحق بالخلافة من العباسيين الذين تشهد أعمالهم و خوضهم في الدماء و تصرفاتهم المسرفة في بيت المال على عدم أهليتهم للخلافة و تولّي امور المسلمين.
و قد سعى الليث في تضعيف موالاة المصريين لآل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و كان الناس في مصر ينتقصون عثمان لسابقتهم القديمة في ذلك فالثورة على عثمان انفجرت من مصر، فأخذ الليث يذكر للمصريين فضائل لعثمان، و من الطبيعي أنّ عالما مثله في قطر مثل مصر هو أمل السياسة الحاكمة النافية للولاء لأهل البيت عليهم السلام.
و لهذا نرى أنّ هذه السياسة أمرت بأن لا يقضى في مصر بشي ء إلّا بمشورته فجعلت الوالي و القاضي تحت أمر مشورته.
فهذا الخبر إن لم يكن من وضع عبد اللّه بن صالح أو يكون قد دسّه غيره في كتبه، فلعل هذا الليث- الذي لا نحبّ أن نتهمه بوضع الحديث أو نقل الخبر الموضوع- قد رواه، لأنّه كما قيل لم يكن من الذين يقفون عند النص لا يتجاوزون عنه بل يرى أنّ النصوص ليست ظاهرة فحسب، ليست كلمات، بل هي روح لها دلالات و فحوى
ص: 186
و علل، فلعلّه رأى أنّ و عيد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمن كذب عليه متعمّدا في مثل الحديث المشهور: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» روحه أقصر من ظاهره لا يشمل الكذب عليه، و رواية الحديث الموضوع عليه إذا اقتضب ذلك مصلحة سياسية حكوميّة أو غيرها.
و كيف كان فالمرجّح بالنظر أنّ هذه الزيادة من وضع عبد اللّه بن صالح أو غيره من رجال الخبر، و لكن مما يورث سوء ظن الباحث بالليث سيرته في معاشه حتى إنّهم نقلوا عنه أنّه بنى دارا كبيرا في الفسطاط لها نحو عشرين بابا و جعل فيها حديقة ملأها بالأشجار و الزهر و الريحان.
و كانت الريح تحمل عطرها إلى ما حولها و كان له لكل يوم من أيام السنة ثوب خاص فما يلبس الثوب يومين متتاليين.
و عن أبي العباس السراج: نقلنا مع الليث من الاسكندرية و كان معه ثلاث سفائن، فسفينة فيها مطبخه، و سفينة فيها عياله، و سفينة فيها أضيافه، و لا شكّ في أنّه كان في مصر و في الفسطاط في زمانه جماعات من الفقراء و المساكين و العمّال صابرين على شدة الجوع لا مسكن لهم يقيهم من الحر و البرد، و كان حال الليث كما سمعت!.
و أعجب من سيرته المعاشية سيرته الفتيائية الخاضعة لما يريده الملوك و أهل السلطة، فقد ذكروا أنّه قد جرى بين هارون و زوجته زبيدة كلام فقال هارون لها أنت طالق إن لم أدخل الجنّة، فجمع الفقهاء لذلك فلم يكن عند أحد منهم احتيال يحلّ لهما ما حرم بزعمهما عليهما، و الليث كان في آخر المجلس، فسأله فقال: إذا أخلى الخليفة مجلسه كلّمته، و بعد ذلك طلب الليث من هارون أن يحضر مصحفا، فقال الليث: تصفّحه حتى تصل إلى سورة الرحمن فاقرأها ففعل، فلما انتهى إلى قوله تعالى:
«وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ»(1) قال الليث أمسك، قل: و اللّه إنّي أخاف مقام ربّي، فقال ذلك، فقال: فهما جنّتان و ليست بجنّة واحدة، و كانت زبيدة تسمع هي و جواريها خلف ستار فارتفع التصفيق والفرح من وراء الستر، فقال هارون: أحسنت و اللّه فأمر له بجوائز و خلع و آلاف الدنانير، و أمرت له زبيدة بمثلها و أقطعه هارون أرض الجيزة كلّها و هي من أخصب أرض مصر.
و هذا فقه لا نفهم له معنى إلّا التجارة بأحكام اللّه و تحليل حرامه و جلب رضا هارون و زوجته إمبراطور عصره و إمبراطورة زمانها، لا أمير المؤمنين.
ص: 187
و لا ندري هل فهمت زبيدة فساد هذه الفتوى أم لا، و كذلك هارون لم يفهم، أو فهم و لكن أراد التخلّص من مؤاخذة الناس به أو عدم تمكين زبيدة له، فو اللّه إنّه لعجيب مثل هذا التلاعب بأحكام اللّه ممّن يسمّي نفسه بخليفة المسلمين و ممّن يرى نفسه من فقهاء الدين و الدولة.
و لا يخفى عليك أنّه على المقرر في فقه أهل البيت عليهم السلام لا يقع الطلاق المشروط بشرط سواء كان شرطه حاصلا في الحال أو تحقق في المستقبل، و إنّما يقع بألفاظ صريحة منجّزة غير معلّقة.
و أما بناء على فقه المذاهب الحكومية فلا حاجة إلى مثل هذا الاحتيال الفاسد إذا لم يكن الطلاق هو الثالث الذي لا يجوز أن ينكح المطلق المطلقة حتى تنكح زوجا غيره، فإنّه يرجع إليها في العدّة إن لم تكن يائسة و كانت مدخولا بها، و يجدد العقد عليها إن كانت يائسة أو غير مدخولة، و كان على الليث السؤال عن كيفية وقوع الطلاق.
ثم إنّه على مذهب من يقول بوقوع الطلاق المشروط يمكن أن يقال:
إن لم يكن الشرط حاصلا لا يحكم بوقوعه إلّا بعد تحقّق الشرط أو العلم بتحققه، و في صورة الشك فالمرجع هو استصحاب بقاء الزوجية و جواز الاستمتاعات، إبقاء لما كان على ما كان.
هذا، و الظاهر أنّه لم يكن عند الليث حل شرعي للمسألة غير هذا الاحتيال الذي يعرف فساده من كان له أدنى بصيرة في فقه الشريعة و ذلك:
أولا: فإن الخوف من اللّه ليس بأقوى من الإيمان به الذي هو الأصل للخوف منه، و هو إنّما ينفع إذا بقي للشخص إلى أن يلقى اللّه تعالى به، فحصول هذا الثواب متوقّف على ثبات الخائف على خوفه من اللّه تعالى لإمكان عدم ثباته على هذا الخوف و زواله عنه في مقامات اخرى طول عمره.
و ثانيا: أو ما يرى الليث أعمال هارون الاستبدادية و أفعاله الكسروية و القيصرية و بطشه و استعلاءه و إيثار نفسه و خواصه و شعرائه و جواريه و مغنّيه و مغنّياته على البؤساء و الضعفاء، و اضطهاده الأولياء و الصلحاء و تعذيبهم في السجون، و قتله الإمام الكاظم عليه السلام أكبر شخصية معنوية مثالية كان هو معترفا بعلوّ قدره بعد السجن الطويل.
و هارون هذا هو أول خليفة لعب بالشطرنج من بني العباس (1) و أول من جعل للمغنّين مراتب و طبقات (2) قال الصولي: خلف مائة ألف ألف دينار و من الأثاث و الجوهر و الورق و الدواب ما قيمته مائة ألف ألف دينار
ص: 188
و خمسة عشر ألف دينار(1)، و أعطى إسحاق الموصلي في مجلس واحد مائتي ألف درهم (2) ... إلخ و بعد ذلك و ما عرفه هو و جميع الناس من أعماله الاستبدادية الشاهدة على عدم خوفه من اللّه تعالى، ما قيمة تحليفه على ذلك إلّا جلب عناية الخليفة و زوجته، لا سامح اللّه من يصنع في أحكامه مثل هذا، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(3).
و لا يخفى عليك أنّ هذا ليس أوّل قارورة كسرت في الإسلام فليس مثل هذا الإلحاد و استحلال الفروج منحصرا بالليث بل كان ذلك دأب فقهاء الحكومة الذين يصوّبون أعمال الحكّام.
فقد أخرج السلفي في كتاب الطيوريات، على ما في تاريخ الخلفاء، أخرج بسنده عن ابن المبارك قال: لمّا أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي فراودها عن نفسها، فقالت: لا أصلح لك إنّ أباك قد طاف بي، فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف فسأله أ عندك في هذا شي ء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أو كلّما ادّعت أمة شيئا ينبغي أن تصدّق، لا تصدّقها فإنّها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: فلم أدر ممّن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين و أموالهم يتحرّج عن حرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض و قاضيها، قال: اهتك حرمة أبيك و اقض شهوتك و صيّره في رقبتي، انتهى.(4)
و أنا أقول: لم يتحرّج عن حرمة أبيه و هو محاط بمئات من الجواري التي لعل فيهن أحسن و أجمل منها، و لكن ما كان له صبر على الحرام، و إنّما رجع إلى فقيه دولته ليأخذ منه العذر عند الناس في ذلك.ثم حكى عن عبد اللّه بن يوسف فتوى اخرى، و عن إسحاق بن راهويه فتوى ثالثة، و أن هارون أجازه بمائة ألف درهم.
فهذا هو- الليث- أحد رجال هذا الخبر.
و من رجاله خالد بن يزيد الجمحي المصري الّذي قال عنه في الجرح و التعديل: سألت أبي عنه قال: هو مجهول.
و منهم سعيد بن أبي هلال الذي قال أحمد فيه: ما يدري أي شي ء يخلط في الأحاديث.
و من رجاله ربيعة بن سيف و هو الذي يشعر كلام ابن عياش من أعلام القرن الثالث بأنّه ذكر الزيادة في روايته، و ربيعة هذا أيضا مطعون بأنّه يخطئ كثيرا و أنّ عنده مناكير، و ضعّفه النسائي.
ص: 189
و من رجاله عبد اللّه بن عمرو ، و لا حاجة إلى التعريف به و بأبيه، فهما من الفئة الباغية و قد ظهرت فيهما أظهر آيات النفاق، و لكن المترجّح بالظن أن هذه الزيادة ليست من وضع ابن عمرو، بل هي موضوعة عليه، و اللّه هو العالم.
فهذا حال سند الخبر و هو كما عرفت في غاية الضعف و الوهن، يعرف البصير بالحديث و أفاعيل السياسة فيه الكذب و الاختلاق.
و أمّا متنه: فلا أظن بأحد له بصيرة بالتأريخ و سيرة عثمان التي لم يرتضها أحد من الصحابة إلّا المروانيّون و الأمويّون و أذنابهم، يزعم أنّ اللّه الحكيم العالم بأحوال عباده يكسي قميصه الذي إن خلعه من كساه لا يدخل الجنة مثل عثمان الضعيف المستضعف المداهن الذي يؤثر أمثال الحكم و مروان على الصحابة العظام، و الذي يلعب به مروان حتى صار سوقة له يسوقه حيث يشاء، فهل يزعم أحد أنّ اللّه تعالي يكسي قميص الخلافة مثل هذا ثم يهدده بأنّه إن خلعه لا يدخل الجنة! قال السيّد القطب: و لقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان و هو شيخ كبير ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، و ضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان و كيد اميّة من ورائه.
و قال: منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم ... و الأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسّعات، فقد منح الزبير ذات يوم ستّمائة ألف، و منح طلحة مائتي ألف، و نفل مروان بن الحكم خمس خراج افريقية.و حكى السيّد القطب عن المسعودي أنّه كان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون و مائة ألف دينار و ألف ألف درهم و قيمة ضياعه بوادي القرى و حنين و غيرهما مائة ألف دينار و خلّف إبلا و خيلا كثيرا(1).
و لا نريد إطالة الكلام في مطاعن عثمان و ما قالوا من مساوئه، و إنّما ذكرنا ما ذكرنا ليعلم المنصف أن نسبة صدور هذا الكلام إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنّه نسب إكساء مثل عثمان قميص زعامة الناس و سيادتهم إلى اللّه تعالى توهين لمقام الرسالة المعظّمة، تقدّس اللّه الحكيم المنزّه عن ذلك، و تعالى عمّا يقوله الظالمون علوّا كبيرا.
ثمّ إنّ ممّا يسهل الخطب و يدلّ أيضا على وضع هذه الزيادة عدم وجودها في غير المعجم من الكتب المعتمدة، فهذا النعماني و هو من معاصري الطبراني يروي الحديث و يقول: أخبرنا محمّد بن عثمان قال:
حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثني يحيى بن معين قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح قال: حدّثنا الليث عن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شفيّ الأصبحي:
ص: 190
فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة.(1)
كلام بعض الأكابر، ص 19
نكتة راجعة إلى مسند أحمد، ص 22
كلام شارح الراموز، ص 23
نكتة أدبية، ص 26
سؤالان حول الأحاديث و الجواب عنهما، ص 29- 27
رأى أبي داود في المهديّ عليه السلام، ص 30
اصطفاء بني هاشم، ص 39
حول تفسير آية إنّما أنت منذر، ص 52- 51
شدّة الأمر على من يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام في زمان الحجّاج، ص 81كلام جامع من متشابه القرآن حول الأحاديث، ص 100- 97
من هم الخلفاء الاثنى عشر، ص 259- 255
أمور تستفاد من الأحاديث، ص 262- 260
في معنى الخليفة و الإمام و الولي، ص 273- 262
من تنطبق عليه الأحاديث، ص 292- 274
بحث عن حديث موضوع، ص 302- 293
اثنا عشر حسب مضامينها و مداليلها(2)
1- ما هو نصّ على أنّ الأئمّة اثنا عشر إمّا هذا فقط أو مع الزيادة و فيه 323 حديثا.
أرقام النصوص: ح 1 (إلى) 309 و ح 432 و 433 و 447 و 449 و 535 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612 و 668
2- النصوص على أنّ عدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل و الاسباط و حوارى عيسى و فيه 42 حديثا
ص: 191
أرقام النصوص: ح 53 و 54 و 56 و 57 و 59 و 67 و 72 و 83 و 102 و 103 و 123 و (إلى) 148 و 159 و 182 و 242 و 243 و 244 و 287
3- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و أوّلهم عليّ عليه السلام و فيه 179 حديثا
أرقام النصوص: ح 72 و 75 و 77 و 78 و 80 و 86 و 90 و 94 و 95 و 98 و 102 و 106 و 107 و 115 و 118 و 125 و 126 و 128 و 132 و 137 و 141 و 149 (إلى) 164 و 166 و 169 و 172 و 173 و 174 و 177 و 178 و 180 و 181 و 183 (إلى) 190 و 194 و 196 (إلى) 309 و 432 و 535 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612
4- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر آخرهم المهديّ عليه السلام و فيه 130 حديثا
أرقام النصوص: ح 81 و 113 و 153 (إلى) 164 و 196 و 205 (إلى) 223 و 225 (إلى) 309 و 432 و 433 و 449 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612 و 668
5- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر أوّلهم علىّ عليه السلام آخرهم المهديّ بهذا اللقب أو بغيره من ألقابه و فيه 109 حديثا.أرقام النصوص: ح 153 (إلى) 164 و 181 و 196 و 205 (إلى) 223 و 242 (إلى) 309 و 535 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612
6- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و تسعة منهم من صلب الحسين عليه السلام و فيه 160 حديثا
أرقام النصوص: ح 27 و 129 و 133 و 135 و 136 و 141 و 166 (إلى) 309 و 433 و 533 (إلى) 541
7- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام و المهديّ عليه السلام منهم و فيه 121 حديثا
أرقام النصوص: ح 129 و 167 و 168 و 172 و 173 و 176 و 191 و 193 و 196 و 205 (إلى) 223 و 225 (إلى) 309 و 533 (إلى) 541
8- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و المهديّ تاسعهم قائمهم ... عليهم السلام و فيه 115 حديثا
أرقام النصوص: ح 196 و 205 (إلى) 309 و 533 (إلى) 541
9- النصوص على أنّ الأئمّة عليهم السلام اثنا عشر بأسمائهم و أوصافهم و ألقابهم واحدا بعد واحد إلى المهديّ عليه السلام و فيه 71 حديثا أرقام النصوص: ح 241 (إلى) 309 و 563 و 582
ص: 192
بسم اللّه الرحمن الرحيم تنبيه مهم لا يخفى على البصير العارف بفنون الحديث و علومه، أن كتابنا منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام، قد بلغ بحمد اللّه تعالى و بركة موضوعة الشريف العالي السامي، مقاما ممتازا رفيعا عند العلماء الأعلام و الأساتذة المهرة في الحديث.
و لذا جددت طبعته مرات، و ذلك لامتيازه بامتيازات علمية و فنية مهمة، بعضها مبتكر و الحمد للّه.
أما هذه الطبعة الجديدة فقد توفرت فيها بتوفيقات اللّه تعالى فوائد عالية، و فرائد غالية، لا تحصل إلا بتحقيق و تتبع طويل، و تأمل عميق، و لا يسع المجال لبسط الكلام في ذلك، و لكن نشير اجمالا الى بعض ما تمتاز به عن الاولى:
فمن ذلك: اشتمالها على زيادات كثيرة من الأحاديث المعتبرة، تتجاوز الثلاثمائة و خمسين حديثا.
و منها: اضافة بعض الابواب و الفصول، مثل الفصل الاول من الباب الثالث.و منها: استخراج الأحاديث من المصادر الكثيرة المعتبرة المعتمدة، فبعض الأحاديث قد يوجد لها عشرات من المصادر المعروفة.
و منها: تنبيهات و تحقيقات علمية حول الأحاديث الشريفة، سندا و لفظا و مضمونا.
و منها: فوائد رجالية و تمييز الرواة و تعيين الطبقات، في بعض الموارد.
و منها: الاشارة و الايعاز الى علو الاسناد، في طائفة كثيرة من الأحاديث و الكتب المؤلفة في القرن الرابع و الثالث، بل في القرن الثاني، و التي هي من مصادر كتب المؤلفين الاقدمين، كالصدوق، و الشيخ، و النعماني و غيرهم- أعلى اللّه مقامهم- بحيث اذا بنينا على تحمل الحديث بالوجادة، لم يكن بيننا و بين المشايخ المذكورين من أصحاب الكتب و الأصول الا واسطة واحدة أو واسطتان ... و ذلك كالذي أخرجه الشيخ- قدس سره- في كتبه عن كتب الطبقة الخامسة أو الرابعة و الثالثة، فانه يقول في كتابه الفهرست في أرباب التأليف و التصنيف: «أخبرنا بجميع كتبه فلان» و من المعلوم أن هذا العدد الكبير من أصحاب الحديث الذين أخبروه بكتب أصحاب الأصول و الكتب من الذين يتجاوز عدد مؤلفاتهم عن العشرة بل المائة، لم يخبروه باملاء الحديث و السماع و القراءة، بل أخبروه بالمناولة.
و ما دامت الكتب بنفسها كانت موجودة عند التلميذ، فيمكن له التحدث عنها بالوجادة، و لكن قد استقر دينهم على الاعتماد بأخبار الشيوخ و اذنهم في الرواية، و الا فالكتاب الذي يجيز روايته لتلميذه كان موجودا عند التلميذ معروفا له.
ص: 193
فعلى هذا، فان مثل هذه الكتب و الأحاديث و ان وجد في اسناد مثل الشيخ او الصدوق او غيرهما الى مؤلفيها ضعف، لا يضر ضعفه بصحة الاعتماد على الرواية و الاحتجاج بها، لأنها كانت في كتب مؤلّفيها موجودة عند المجاز من شيخه في الرواية، بل و عند المجيز، و هذه فائدة مهمة.
و بالجملة يستفاد من ذلك أن الأصول و الكتب المصنفة في القرن الأول و الثاني و الثالث، التي فيها أحاديث المهدى عليه السلام و أحاديث الائمة الاثني عشر عليهم السلام كان جلها أو كلها موجودا عند مصنفي كتب الغيبة، كالصدوق، و الشيخ، و الفضل بن شاذان، و النعماني و غيرهم، و لو شاءوا الرواية بالوجادة عنها لما احتاجوا الى الاسناد، و لكن ذكروا اسنادهم الى كتب الاولين، لأن ديدنهم استقر على أن يكون تحملهم للحديث بالسماع أو القراءة على الشيخ، أو المناولة.
و على هذا لا واسطة مثلا بين الشيخ و مشيخة ابن محبوب بالوجادة، و لا واسطة بيننا و بين ابن محبوب الا الشيخ، فالشيخ يروي بالوجادة عن المشيخة، و نحن نروي بالوجادة عن الشيخ عنه في المشيخة، مع كثرة اسنادنا الى الشيخ في مقام الرواية عن كتبه بالاسناد.و لذا نرى أن الفقيه العظيم ابن ادريس المتوفى سنة 598 المتأخر عن الكليني و الصدوق و النعماني و الشيخ، لم يكن ملتزما بنقل أحاديث كتب المتقدمين عليه من معاصري أعصار الأئمة عليهم السلام بالاسناد المصطلح بين المحدثين، فاكتفى بنقل الروايات عن نفس تلك الكتب التي كانت عنده، فمع كونه من أعلام القرن السادس ينقل بالوجادة عن الأجلاء المشاهير من أعلام القرون السابقة عليه الى القرن الثاني بلا واسطة، كما ننقل نحن بالوجادة عن الكليني و الشيخ و المجلسي بالوجادة بلا واسطة ... فيروي هو عن كتب أبان بن تغلب المتوفى سنة 141، و عن موسى بن بكر من مؤلفي القرن الثاني، و من كتب معاوية بن عمار المتوفى سنة 175، و من كتاب جميل بن دراج المتوفى قبل سنة 200، و من نوادر البزنطي المتوفى سنة 221، و جامع البزنطي أيضا، و من كتاب حريز السجستاني من محدثي القرن الثاني، و من مشيخة الحسن بن محبوب السراد المتوفى سنة 224، و نوادر محمد بن علي بن محبوب الاشعري الذي كان عنده بخط الشيخ الطوسي، و يروي من غيرهم حتى ينتهي الى كتاب قرب الاسناد، و كتب الصدوق، و الشيخ، و ابن قولويه، و غيرهم. يروي عن الجميع بالوجادة عن نفس كتبهم التي كانت عنده و عند غيره.
اذا، فلا يشك الحاذق المتضلع أن النصوص الواردة في الائمّة الاثني عشر، و مولانا المهدي عليهم السلام، المخرجة في مثل كمال الدين، و غيبة الشيخ، و غيبة النعماني، كلها مأخوذة من كتب الأصول التي صنفت قبل انتهاء أمر الامامة الى الثاني عشر عليه أفضل الصلاة و السلام، بل الى والده الإمام الحادي عشر عليه السلام، و كانت موجودة معروفة عند الصدوق و الشيخ و النعماني، و غيرهم.
ص: 194
هذا، و قد اتضح لك بذلك و بكمال الوضوح قوة اعتبار تلك الأحاديث بهذه الملاحظة، و أن مثل الشيخ و ان ذكر في روايته عن كتب ارباب الأصول و الكتب من رجالات الحديث في القرون الأولية اسناده إليهم، الا أن كتبهم كانت عنده، و أنه ان أراد أن يروي عنهم بالوجادة بلا واسطة كما نروي عن الكليني- قدس سره- بلا واسطة ... كان له ذلك.
و لكن حيث استقرت سيرتهم على رواية الكتب بالاسناد بالسماع، أو القراءة، أو المناولة، أتعبوا أنفسهم بذلك.
و ان شئت المثال الواضح لذلك فراجع كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لابن عياش الجوهري المتوفى سنة 401، لترى أنه بعد ما روى الحديث الخامس عشر(1)
المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهم السلام عن ثوابة بن أحمد الموصلي الوراق الحافظ، بالاسناد عنسالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال: «و قد كنت قبل كتبي هذا الحديث عن ثوابة الموصلي رأيته في نسخة وكيع بن الجراح التي كانت عند أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، حدثنا بها عن ابراهيم بن عيسى القصار الكوفي، عن وكيع بن الجراح (2)
رأيتها في أصل كتابه فسألت أن يحدثني به فأبى و قال: لست أحدث بهذا الحديث!! عداوة و نصبا!! و حدثنا بما سواه من كتاب أخرج فيه أحاديث وكيع بن الجراح، ثم حدثني به بعد ذلك ثوابة. و رواية ابن عتاب أعلى لو كان حدثني». انتهى.
فأنت ترى يا عزيزي القارئ أن ابن عياش العالم الجليل المحدث، مع أنه وجد الحديث المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهم السلام في نسخة وكيع بن الجراح المتوفى قبل ارتحال الإمام الرضا عليه السلام، و التي كانت عند محمد بن عبد اللّه بن عتاب بسند أعلى، لكنه لم يخرجه عنها لأن ابن عتاب الذي كان هو راوى النسخة أبى أن يحدثه به! فرواه عن شيخ آخر هو ثوابة الموصلي! لأنه لم تجر عادة المحدثين على الاكتفاء بنقل الحديث بالوجادة!!
اذا يعلم من ذلك أن الكتب المؤلفة في أعصار الائمة قبل عصر الإمام الثاني عشر منهم عليهم السلام، المتضمنة للنصوص الدالة عليهم بعددهم أو بأسمائهم، و بمولانا المهدي عليه السلام كانت موجودة عندهم، و نسبتها إليهم معلومة الثبوت، كما أن نسبة الكافي الشريف معلومة الثبوت عندنا الى الكليني رحمه اللّه.
ص: 195
و هذا يكفي في الاعتماد التام على الروايات الواردة عنهم عليهم السلام المخرجة في كتب المحدثين و أرباب الجوامع الأولية.
و بما سمعته عن ابن عياش تطمئن النفس بأن ما في كتابه منقول عن مؤلفات السابقين، و لا يبقى لنا شك في كون الخبر الذي أشرنا إليه كان موجودا في كتاب وكيع.
فعليك بالتأمل التام فيما ذكرناه، فانه جدير بذلك، و به تندفع بعض التوهمات و الشبهات، و اللّه هو الموفق و الهادى الى الصواب.
ص: 196
الف 1 الإبانة لابن بطة العكبرى الحنبليّ، المتوفى 387 (نقلنا عنه بواسطة كشف الأستار أو متشابه القرآن و مختلفه).
2 إتحاف الخاصّة بصحيح الخلاصة المطبوع في هامش الخلاصة.
3 اثبات الرجعة- الغيبة للفضل بن شاذان النيسابوريّ، المتوفى 260 (نقلنا عنه بواسطة كفاية المهتدى و غيره).
4 إثبات الهداة للشيخ الحر العاملي، المتوفى 1104.
5 الاحتجاج لأبى منصور أحمد بن علىّ بن أبى طالب الطبرسى، المتوفى 588.
6 أخبار اصفهان لأبى نعيم الاصبهانى، المتوفى 430.
7 الاختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد، المتوفّى 413.
8 الأربعين للحافظ أبي الفتح محمّد بن أبى الفوارس، مخطوط، توجد نسخة منه في مكتبة آستان قدس (المكتبة المباركة الرضوية عليه السلام) تحت الرقم 8443، و هي مستنسخة من نسخة تاريخ كتابتها سنة سبع و اربعين و تسعمائة، و لم يعلم أنها تاريخ كتابة النسخة، أو تاريخ تأليف الكتاب من المؤلف، و لعل الظاهر كونها تاريخ إتمام الاستنساخ لا التّأليف، و عليه من المحتمل، بل- على ما يظهر من المحدث النورى قدّس سرّه- من المتيقّن كون المؤلّف هو أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبى الفوارس المتوفى سنة 412، المذكور ترجمته في تاريخ بغداد: 1/ 352، و تذكرة الحفّاظ: 3/ 1053، و المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم، وصفوه بالأمانة و الثقة و الحفظ و المعرفة، و قد ذكر ابن أبي الفوارس في مقدّمة أربعينه حول الحديث الذي قال: أخرج الرجال الثقات من قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ابن عباس رضى اللّه عنه: قال رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من حفظ عنّى من أمّتى أربعين حديثا كنت له شفيعا». و عن أبى هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من حفظ علىّ من أمّتى أربعين حديثا جاء في زمرة العلماء يوم القيامة»- ثمّ ساق الكلام إلى أن قال- فإن قال لنا السائل: ما هذه الأربعون حديثا الذي إذا حفظها الإنسان كان له هذا الأجر و الثواب و الفضل العظيم؟ قلنا في الجواب: اعلم أنّ هذا السؤال وقع في مجلس السيد محمّد بن إدريس الشافعى، فقال: هى مناقب أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليه و على أهل بيته أفضل الصلاة و السلام. (ثمّ روى بسنده المنتهى إلى محمّد بن الليث لم نذكره اختصارا) قال:
حدّثنا محمّد بن الليث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أعلم أحدا أعظم منّة على الإسلام في زمن الشافعى من الشافعى، و إنّي لأدعو اللّه له في عقيب الصلوات فأقول:
ص: 197
اللهم اغفر لي و لوالدي و لمحمد بن إدريس الشافعى منذ يوم سمعت منه أنّ الأحاديث الأربعين الّتي أراد بها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هى مناقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام و أهل بيته.
قال أحمد بن حنبل: فخطر ببالى من أين صحّ عند الشافعى أنّ مراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هذا لا غير، فرأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في رؤياى و هو يقول لى: يا أحمد شككت في قول محمّد بن إدريس عن قولى: من حفظ من أمّتى أربعين حديثا عنّى في فضائل أهل بيتى كنت له شفيعا يوم القيامة، أ ما علمت أنّ فضائل أهل بيتى لا تحصى؟
ثمّ ذكر ابن أبى الفوارس طائفة من فضائلهم الّتي قال بها بتفضيلهم على غيرهم، فراجع تمام كلامه و أربعينه إن شئت.
9 الأربعين (كفاية المهتدي) للمير محمّد بن محمّد المير لوحى الحسينى الاصفهانى، المعاصر للعلامة المجلسى قدّس سرّه.
10 الأربعين للمولى محمد طاهر القمى.
11 الإرشاد للشيخ المفيد، المتوفى 413.
12 إرشاد القلوب لأبى محمّد الحسن بن أبى الحسن محمّد الدّيلمى.
13 استقصاء النّظر لكمال الدين ميثم بن على بن ميثم البحرانى، المتوفى 679.
14 الاستنصار في النص على الائمة الاطهار للكراجكى، المتوفّى 449، ط س 1346.
15 اعتقادات الصدوق للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
16 الاعتماد في شرح رسالة للفاضل المقداد، المتوفى 826، و الرسالة للعلّامة الحلّي، واجب الاعتقاد المتوفى 726.
17 إعلام الورى لامين الاسلام، أبي على الطبرسى، المتوفى 548.
18 إقبال الأعمال للسيد ابن طاوس، المتوفى 664.
19 إلزام الناصب للحاج شيخ على اليزدي الحائرى، المتوفى 1333.
20 الأمالى للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.
21 الأمالى الخميسية لأحد من علماء الزيدية.
22 الأمالى للشيخ المفيد، المتوفى 413.23 أنيس الأعلام لمحمد صادق فخر الاسلام، المتوفى قبل سنة 1330.
24 الإنصاف للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.
25 إيضاح الإشكال للحافظ عبد الغنى بن سعيد (نقلنا عنه بواسطة العبقات).
ص: 198
ب 26 بحار الأنوار للعلّامة المجلسى، المتوفى 1110.
27 بشارة المصطفى لعماد الدين أبى جعفر محمّد بن أبى القاسم علىّ بن محمّد لشيعة المرتضى بن علىّ بن رستم الطبرى الآملى الكجى، من أعلام القرن السادس.
28 بصائر الدرجات لأبى جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار، المتوفى 290.
29 البلد الأمين للشيخ تقى الدين ابراهيم الكفعمى، المتوفى 905.
30 بهجة الأبرار في احوال المعصومين الاطهار للشيخ محمد على الزاهد المعروف بالشيخ على الحزين المتوفّى 1181.
ت 31 تأويل الآيات الظاهرة للسيد شرف الدين على الحسينى الأسترآبادي، من أعلام القرن العاشر.
32 تاريخ بغداد لأبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادى، المتوفى 463.
33 تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى، المتوفى 911.
34 تبيين المحجّة إلى تعيين الحجّة للحاج ميرزا محسن آقا التبريزى، المتوفى 1352.
35 تحقيق الفرقة الناجية
36 تذكرة الحفّاظ لأبى عبد اللّه شمس الدين الذهبى، المتوفى 748.
37 تفسير أبى الفتوح- روض الجنان و روح الجنان.
38 تفسير الكشاف لأبى القاسم جار اللّه محمود الزمخشري الخوارزمى، المتوفى 528.
39 تفسير السّدى (نقلنا عنه بواسطة الطرائف).
40 تفسير الصافى للمولى محسن الفيض الكاشانى، المتوفى 1091.
41 تفسير الطبرى (جامع البيان) لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفى 310.
42 تفسير الفرات لفرات بن إبراهيم الكوفى، من أعلام القرن الثالث.
43 تفسير القرطبى
44 تفسير كنز الدقائق للشيخ محمد بن محمد رضا القمى المشهدى، من أعلام القرن الثاني عشر.
45 تفسير نور الثقلين للعلّامة عبد على بن جمعة العروسى الحويزى، المتوفى 1112.
46 تفسير النيشابوريّ (غرائب القرآن) للحسن بن محمّد النيسابوريّ الشهير بالنظام من علماء المائة التاسعة.47 تقريب المعارف لأبى الصلاح الحلبي، المتوفى 447.
48 تنزيه الشريعة
49 تهذيب التهذيب لشهاب الدين أبى الفضل احمد بن على بن حجر العسقلانى، المتوفى 852.
50 التوحيد للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
ص: 199
51 التوراة.
52 تيسير الوصول إلى جامع الأصول لعبد الرحمن بن على المعروف بابن الديبع الشيبانى
الزبيدى الشافعى، المتوفى 944، اختصر به جامع الأصول لابن الأثير الجزرى.
ج 53 الجامع الصغير لجلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى، المتوفى 911
54 الجرح و التعديل لأبى محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى، المتوفى 327.
55 الجواهر المضيئة
56 جمال الأسبوع للسيد ابن طاوس المتوفى 664.
57 الجمع بين الصحيحين للحميدى، المتوفى 488.
ح 58 حلية الأبرار للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.
خ 59 الخصال للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
د 60 الدر المنثور لجلال الدين السيوطى، المتوفى 911.
61 دستور معالم الحكم للقاضى أبى عبد اللّه محمد بن سلامة القضاعى الفقيه الشافعى، المتوفى 454.
62 دلائل الإمامة لأبى جعفر الطبري من علماء حدود المائة الرابعة.
ر 63 راموز الأحاديث للكمشخانويّ
64 الردّ على الزيدية لأبى عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستى.
65 روض الجنان و روح الجنان للشيخ أبي الفتوح الرازى، من أعلام القرن السادس.
66 روضة المتقين للمولى محمّد تقى المجلسى.
67 روضة الواعظين للفتّال النيسابوريّ، الشهيد في سنة 508.
68 رياض السالكين للسيد عليخان المدنى، المتوفى 1120.
س 69 سنن ابن ماجة لمحمّد بن يزيد بن ماجة القزوينى، المتوفّى 273.
70 سنن أبى داود لأبى داود سليمان بن الأشعر السجستانى، المتوفّى 257.
71 سنن الترمذي لأبى عيسى محمّد بن سورة، المتوفّى 278.72 السنن الواردة في الفتن (سنن الدانى) لعمر بن سعيد المقرى الدانى، المصور من المكتبة الزاهرية
ش 73 شرح صحيح مسلم لأبي زكريّا يحيى بن شرف النووي، المتوفى 676.
74 شرح غاية الأحكام
75 شرح المقاصد لسعد الدين التفتازانى، المتوفى 793.
76 شمائل الرسول للحافظ أبى الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقى، المتوفى 774.
ص: 200
77 شواهد التنزيل للحاكم الحسكانى الحنفى النيسابوريّ، من اعلام القرن الخامس.
78 شواهد النبوة لعبد الرحمن الجامى
ص 79 صحيح البخاري لأبى عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، المتوفّى 256.
80 صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابوريّ، المتوفى 261.
81 الصراط المستقيم للشيخ زين الدين على بن يونس العاملى البياضى، المتوفى 877.
82 صفات الشيعة للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
83 الصواعق المحرقة لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى الشافعى، نزيل مكّة، المتوفى 974.
ط 84 الطرائف لرضى الدين السيد ابن طاوس، المتوفى 664.
ع 85 العقد الفريد لابن عبد ربّه الاندلسى، المتوفى 328.
86 العمدة لأبى الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن على بن محمّد البطريق الحلّي، المتوفّى 600.
87 العوالم للمحدث الشيخ عبد اللّه البحرانى.
88 عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
غ 89 غاية المرام للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.
90 الغدير للعلامة الأميني، المتوفى 1390.
91 الغيبة للشيخ الطوسى، المتوفى 460.
92 غيبة الفضل بن شاذان
93 غيبة النعماني لأبى عبد اللّه محمد بن إبراهيم النعماني المعاصر للكلينى.
ف 94 الفائق للزمخشرى.
95 فتح البارى في شرح البخاري لابن حجر العسقلانى، المتوفى 852.96 الفتن لنعيم بن حمّاد من مشايخ الستّة سوى النسائى و جماعة كثيرة اخرى، المتوفى سنة 228 أو 229.
97- فرائد السمطين لشيخ الاسلام صدر الدين ابراهيم بن سعد الدين محمّد الحموئى، المتوفى 732.
98 فردوس الأخبار للحافظ شيرويه بن شهردار الديلمى، المتوفى 509.
99- فصل الخطاب لخواجه محمد پارسا.
100 الفضائل لأبى الفضل شاذان بن جبرئيل القمّى، ألّفه سنة 558.
101 الفوز و الأمان في قصيدة للشيخ البهائى، المتوفى 1031، مطلعها «سرى مدح صاحب الزمان عليه السلام البرق من نجد فجدّد تذكارى».
102 الفهرست لابن النديم.
ص: 201
ق 103 قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندى، المتوفى 573.
104- القول المختصر ك 105 الكافى لأبى الصلاح الحلبي.
106 الكافى لأبى جعفر محمّد بن يعقوب الكلينى، المتوفّى 329.
107 الكامل في التاريخ لعز الدين أبى الحسن على بن أبى الكرم الشيبانى المعروف بابن الأثير، المتوفى 630.
108 كتاب سليم بن قيس لأبى صادق سليم بن قيس الهلالى العامرى الكوفى التابعى، المتوفى حدود سنة 70 أو 90.
109 كشف الأستار للمحدث النورى، المتوفى 1320.
110 كشف الحق (الأربعين) للأمير محمد صادق بن السيد محمد رضا الخاتون آبادي الاصفهانى، المتوفى 1272.
111 كشف الغمّة لأبى الفتح على بن عيسى الأربلى، فرغ من تصنيفه سنة 687.
112 كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام للعلامة الحلّي، المتوفى 726.
113 كفاية الأثر لأبى القاسم على بن محمّد بن على الخزّاز الرازي و يقال له القمى، من تلامذة الصدوق.
114 كفاية المهتدي (الأربعين) للمير محمد بن محمد مير لوحى الحسينى الموسوى الاصفهانى المعاصر للعلّامة المجلسى.
115 كمال الدين للشيخ الصدوق أبى جعفر محمّد بن على بن الحسين، المتوفى 381.
116 كنز العمّال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقى الهندى، المتوفى 975.ل 117 اللوامع الالهيّة لمقداد بن عبد اللّه السّيورى الحلّي، المتوفى 826.
118 لوامع صاحبقرانى للمجلسى الأوّل.
119 لوامع العقول (شرح راموز الأحاديث) كلاهما للشيخ ضياء الدين احمد بن مصطفى الكموشخانه اي المتوفى 1311.
م 120 مائة منقبة (المناقب المائة) لابن شاذان من أعلام القرن الخامس.
121 متشابه القرآن و مختلفه لرشيد الدين محمد بن على بن شهرآشوب السروى المازندرانى، المتوفى 583.
122 المجالس السنيّة للسيد الأمين العاملى.
123 مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحى، المتوفى 1085.
124 مجمع البيان لأمين الإسلام أبي على الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسى، المتوفى 548.
125 مجمع الزوائد للهيثمى، المتوفى 807.
126 المحلّى لابن حزم.
ص: 202
127 المحاسن لأبى جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، المتوفى 274 أو 280.
128 المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.
129 مختصر صحيح مسلم للحافظ زكى الدين المنذرى الدمشقى، المتوفى 656.
130 مرآة العقول للعلامة المجلسى، المتوفى 1110.
131 مروج الذهب للمسعودى، المتوفى 346.
132 المسائل الجارودية للشيخ المفيد، المتوفى 413.
133 المسائل الخمسون للفخر الرازى.
134 المستدرك على الصّحيحين لأبى عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المعروف بالحاكم النيسابوريّ، المتوفى 405.
135 مسند ابي عوانة 136 مسند أبى يعلى الموصلى للحافظ احمد بن على التميمى، المتوفى 307.
137 مسند أحمد لأبى عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزى، المتوفّى 241.
138 المسند للحافظ أبى بكر عبد اللّه بن زبير الحميدى، المتوفى 219.
139 مسند الطيالسى 140 مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسى.
141 مصباح المتهجّد للشيخ الطوسى، المتوفى 460.
142 مصباح الكفعمى لتقى الدين ابراهيم بن على بن الحسن الكفعمى، المتوفى 905.143 المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجرا لعسقلانى، المتوفى 852.
144 معانى الأخبار للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
145 المعتبر للمحقق الحلّي، المتوفى 676.
146 المعجم الأوسط للحافظ الطبرانى، المتوفى 360.
147 المعجم الكبير للحافظ الطبرانى، المتوفى 360.
148 مقاليد الكنوز (شرح مسند) لاحمد محمد شاكر.
149 مقتضب الأثر لأحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهرى، المتوفى 401.
150 مقتل الحسين للحافظ الموفق بن أحمد المكّى الحنفى المعروف بأخطب خوارزم، المتوفى 568.
151 الملاحم لابن المنادي.
152 الملاحم و الفتن لرضى الدين أبى القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاوس الحسنى الحسينى، المتوفى 664.
153 منار الهدى للمحدث الخبير الشيخ على البحرانى، و قد فرغ من تأليفه سنة 1295.
154 المناقب لرشيد الدين محمّد بن على بن شهرآشوب السروى المازندرانى، المتوفى 583.
ص: 203
155 مختصر بصائر الدرجات 156 منتخب كنز العمّال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقى الهندى، نزيل مكّة المشرفة، المتوفى 975.
157 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
158 مهج الدعوات للسيد ابن طاوس، المتوفى 664.
159 مودّة القربى للسيد على بن شهاب الحسينى نزيل الهند، المتوفى 786.
ن 160 النافع يوم الحشر في للفاضل المقداد.
شرح الباب الحادى عشر
161 النّجم الثاقب للمحدث النّورى، المتوفى 1320.
162 النكت الاعتقاديّة للشيخ المفيد، المتوفى 413.
163 النهاية في غريب الحديث و الأثر لابن الأثير، المتوفى 606.
164 نهاية البداية و النهاية للحافظ أبى الفداء ابن كثير الدمشقى، المتوفى 774.
165 نهج البلاغة للشريف الرضى، المتوفى 404 أو 406.
166 النوادر للفيض الكاشانى.ه 167 الهداية للحسين بن حمدان و 168 الوافي للمحدث الفيض الكاشانى.
ى 169 ينابيع المودّة للشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف بخواجه كلان الحسينى البلخى القندوزى، المتوفى 1294.
170 اليقين في إمرة المؤمنين عليه السلام لرضى الدين ابن طاوس، المتوفى 664.
ص: 204
منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام الجزء الثاني
بطاقة تعريف: صافي، لطف الله، - 1297
عنوان واسم المؤلف: منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام المجلد 2/ لطف الله الصافي الگلپایگاني
تحرير الحالة: [ویرایش ؟]
تفاصيل المنشور: قم: موسسة السیدة المعصومة (سلام الله علیها)، 1419ق. = 1377.
مواصفات المظهر: ص 661
ISBN : 964-6197-27-220000ریال ؛ 964-6197-27-220000ریال
حالة الاستماع:القائمة السابقة
لسان : العربية
ملحوظة : مطبعة 1378
ملحوظة : مطبعة 1377
ملحوظة : فهرس: ص 21 - 7؛ أيضا مع الترجمة
مشكلة : محمدبن حسن(عج)، امام دوازدهم، ق 255
ترتيب الكونجرس: BP51/ص 2م 8 1377
تصنيف ديوي: 297/959
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-8581
ص: 1
ص: 1
[المقدمة]... 6
الباب الثالث فيما يدلّ على ظهور المهديّ و أسمائه و أوصافه و خصائصه و شمائله و البشارة به عليه السلام و فيه 51 فصلا... 14
الفصل الأوّل في ذكر بعض الآيات المبشّرة بظهوره... 14
الفصل الثاني فيما يدلّ على البشارة به و ظهوره في آخر الزمان و فيه ممّا نذكره في هذا الباب و نشير إلى ما أخرجناه في سائر الأبواب 1092 حديثا... 37
الفصل الثالث فيما يدلّ على أنّه من عترة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و من أهل بيته و ذرّيّته و فيه 407 أحاديث... 84
الفصل الرابع في أنّ اسمه اسم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كنيته كنيته، و أنّه أشبه الناس به شمائل و أقوالا و أفعالا، و أنّه يعمل بسنّته و فيه 54 حديثا... 87
الفصل الخامس في شمائله عليه السلام و فيه 29 حديثا... 90
الفصل السادس في أنّه من ولد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام و فيه 225 حديثا... 93
الفصل السابع في أنّه من ولد سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام و فيه 202 حديثا... 95
الفصل الثامن في أنّه من أولاد السبطين الحسن و الحسين عليهما السلام و فيه 125 حديثا... 99
الفصل التاسع في أنّه من ولد الحسين عليه السلام و فيه 208 أحاديث... 102
الفصل العاشر في أنّه من الأئمة التسعة من ولد الحسين عليهم السلام و فيه 165 حديثا... 104
الفصل الحادي عشر في أنّه التاسع من ولد الحسين عليه السلام و فيه 160 حديثا... 104
الفصل الثاني عشر فيما يدلّ على أنّه من ولد عليّ بن الحسين زين العابدين عليهم السلام و فيه 197 ... 108
الفصل الثالث عشر في أنّه السابع من ولد الباقر محمّد بن عليّ عليهما السلام و فيه 121 حديثا... 110
الفصل الرابع عشر في أنّه من ولد الصادق جعفر بن محمّد عليهم السلام و فيه 120 حديثا... 112
الفصل الخامس عشر في أنّه السادس من ولد الصادق جعفر بن محمّد عليهم السلام و فيه 112 حديثا... 113
ص: 2
الفصل السادس عشر في أنّه من صلب الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهم السلام و فيه 121 حديثا ... 114
الفصل السابع عشر في أنّه الخامس من ولد الإمام السابع موسى بن جعفر عليه السلام و فيه 115 حديثا... 114
الفصل الثامن عشر في أنّه الرابع من ولد الإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام و فيه 111 حديثا... 116
الفصل التاسع عشر في أنّه من ولد الإمام محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام و فيه 109 حديثا... 119
الفصل العشرون في أنّه من ولد الإمام أبي الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام و فيه 107 حديثا... 119
الفصل الحادي و العشرون في أنّه خلف خلف أبي الحسن و ابن أبي محمّد الحسن عليهم السلام و فيه 107 حديثا... 120
الفصل الثاني و العشرون فيما يدلّ على أنّ اسم أبيه الحسن عليه السلام و فيه 108 حديثا... 125
الفصل الثالث و العشرون في أنّه ابن سيّدة الإماء و خيرتهنّ و فيه 11 حديثا... 129
الفصل الرابع و العشرون في أنّه إذا توالت ثلاثة أسماء، محمّد و عليّ و الحسن كان الرابع هو القائم... 132
الفصل الخامس و العشرون فيما يدلّ على أنّه الثاني عشر من الأئمّة و خاتمهم عليهم السلام و فيه 151 حديثا... 133
الفصل السادس و العشرون في أنّه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و فيه 148 حديثا... 136
الفصل السابع و العشرون في أنّ له غيبتين إحداهما أقصر من الاخرى و فيه 10 أحاديث... 145
الفصل الثامن و العشرون في أنّ له غيبة طويلة الى أن يأذن الله تعالى له بالخروج و فيه 100 حديث... 149
الفصل التاسع و العشرون في علّة غيبته، و فيه 9 أحاديث... 161
الفصل الثلاثون في بعض فوائد وجوده و انتفاع الناس منه في غيبته و تصرّفه في الامور و فيه 7 أحاديث... 164
ص: 3
الفصل الحادي و الثلاثون في أنّه عليه السلام طويل العمر جدّا و فيه 363 حديثا... 167
الفصل الثاني و الثلاثون في أنّه شاب المنظر لا يهرم بمرور الأيّام و فيه 10 أحاديث... 175
الفصل الثالث و الثلاثون في أنّه خفيّ الولادة و فيه 13 حديثا... 177
الفصل الرابع و الثلاثون في أنّه ليس في عنقه بيعة لأحد و فيه 12 حديثا... 181
الفصل الخامس و الثلاثون في أنّه يقتل أعداء الله، و يطهّر الأرض من الشرك [و يقاتل على التأويل] و من كلّ جور و ظلم، و يزيل ملك الجبابرة، و يقاتل على التأويل كما قاتل رسول الله صلّى الله عليه و آله على التنزيل و فيه 18 حديثا... 182
الفصل السادس و الثلاثون في أنّه يعلن أمر الله، و يظهر دين الحقّ، و يميت البدع و الباطل، و يؤيّد بنصر الله، و ينصر بملائكة الله، و يبسط الإسلام على الأرض، و يصير سلطانا عليها، و يحيي الله به الأرض بعد موتها و فيه 51 حديثا... 183
الفصل السابع و الثلاثون في أنّه يردّ الناس الى الهدى و القرآن و السنّة و فيه أخبار كثيرة... 187
الفصل الثامن و الثلاثون في أنّه ينتقم من أعداء الله و أعداء رسوله و الأئمّة عليهم السلام و فيه 13 حديثا... 188
الفصل التاسع و الثلاثون في أنّ فيه سننا من الأنبياء و منها الغيبة و فيه 23 حديثا... 190
الفصل الأربعون في أنّه يقوم بالسيف و فيه 10 أحاديث... 192
الفصل الحادي و الأربعون فيما يدلّ على تمكين الناس لسلطانه و فيه 3 أحاديث... 195
الفصل الثاني و الأربعون في سيرته عليه السلام و فيه 47 حديثا... 196
الفصل الثالث و الأربعون في زهده عليه السلام و فيه 6 أحاديث... 200
الفصل الرابع و الأربعون في كمال عدالته، و بسط العدل و الأمنيّة في دولته و فيه 17 حديثا... 201
الفصل الخامس و الأربعون في علمه عليه السلام و فيه 6 أحاديث... 202
الفصل السادس و الأربعون في جوده عليه السلام، و أنّه يقسّم المال و لا يعدّه و فيه 29 حديثا... 204
الفصل السابع و الأربعون في أنّ الله تعالى يظهر على يده معجزات الأنبياء لإتمام الحجّة على الأعداء و أنّ معه مواريث الأنبياء و راية رسول الله صلّى الله عليه و آله و فيه 15 حديثا... 207
ص: 4
الفصل الثامن و الأربعون في أنّه لا يظهر إلّا بعد امتحان شديد، و وقوع المؤمنين في المضائق الشديدة و البليّات العظيمة و فيه 42 حديثا... 211
الفصل التاسع و الأربعون في أنّه يؤمّ عيسى بن مريم، و يصلّي عيسى خلفه عليهما السلام و فيه 36 حديثا... 214
الفصل الخمسون فيما يدلّ على رايته عليه السلام، و صاحبها، و ما كتب فيها و فيه 9 أحاديث... 219
الفصل الحادي و الخمسون في الرايات السود الثانية التي هي غير الرايات السود الاولى و فيه 5 أحاديث... 221
الباب الرابع في ولادة المهديّ عليه السلام، و كيفيّتها، و تاريخها، و بعض حالات امّه و اسمها، و معجزاته في حياة أبيه، و من رآه في أيّامه و فيه ثلاثة فصول... 222
الفصل الأوّل في ثبوت ولادته، و كيفيّتها، و تاريخها، و بعض حالات امّه و اسمها عليهما السلام و فيه 426 حديثا... 222
الفصل الثاني: في معجزاته في حياة أبيه عليهما السلام و فيه 10 أحاديث... 254
الفصل الثالث في من رآه في أيّام والده عليهما السلام و فيه 20 حديثا... 262
الباب الخامس في حالاته و معجزاته [و ذكر من تشرّف بمقام السفارة] في الغيبة الصغرى بعد وفاة أبيه، و ذكر من تشرّف بمقام السفارة في الغيبة الصغرى و من فاز برؤيته فيها و فيه ثلاثة فصول... 266
الفصل الأوّل في من فاز برؤيته عليه السلام في الغيبة الصغرى و فيه 27 حديثا... 266
الفصل الثاني في ذكر بعض معجزاته عليه السلام في الغيبة الصغرى و فيه 29 حديثا... 293
الفصل الثالث في حالات سفرائه و نوّابه في الغيبة الصغرى و فيه 27 حديثا... 307
الباب السادس في حالاته و معجزاته في الغيبة الكبرى، و ذكر بعض من تشرّف بزيارته و فيه فصلان... 317
الفصل الأول في معجزاته في الغيبة الكبرى و فيه 15 حديثا... 317
الفصل الثاني في من رآه في الغيبة الكبرى و فيه 13 حديثا. 330
ص: 5
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا يخفى على كلّ من له إلمام بالتاريخ و الآثار و الأحاديث تواتر البشارات المرويّة عن النبيّ و آله صلّى الله عليه و عليهم و عن أصحابه في ظهور المهدي عليه السلام (1)
في آخر الزمان، و طلوع شمس وجوده لإزالة ظلمة الجهل، و رفع الظلم و الجور، و نشر أعلام العدل، و إعلاء كلمة الحقّ، و إظهار الدين كلّه و لو كره المشركون. فهو بإذن الله تعالى يخلّص العالم من ذلّ العبوديّة لغير الله، و يلغي العادات و الأخلاق الذميمة، و يرفض القوانين الناقصة الّتي أحدثتها أفراد البشر حسب أهوائهم، و يميت جميع ما يورث العداوة و البغضاء و يقطع أواصر التعصّبات، التعصّب القوميّ و العنصري، التعصّب الوطني، و غير ذلك ممّا هو سبب لاختلاف الامّة و افتراق الكلمة، و اشتعال نيران الفتن و المنازعات.
و سيحقّق الله بظهوره وعده الّذي وعده في قوله تعالى: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً. و قوله جلّ و عزّ: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، و سيأتي عصر ذهبيّ لا يبقى فيه على الأرض بيت إلّا أدخله الله كلمة الإسلام، و لا تبقى قرية إلّا و ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بكرة و عشيّا.
و هذا أمر ربّما لا يكون من يدّعي اتّفاق المسلمين فيه، و إجماعهم عليه مجازفا، كيف و قد ادّعى المهدويّة غير واحد في الصدر الأوّل و في الأزمنة الّتي كان الناس فيها قريبي عهد بزمن النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و الصحابة و التابعين، و لم نعهد أحدا من هؤلاء ردّ دعواهم بإنكار أصل هذه البشائر بل ناقشوهم في الخصوصيّات و الصغريات.
ص: 6
و ليس في المسائل النقليّة الّتي لا طريق لإثباتها إلّا السمع ما يكون الإيمان به أولى من الإيمان بظهور المهديّ عليه السلام لو لم نقل بكونه أولى من بعضها؛ لأنّ البشارات الواردة فيه قد تجاوزتعن مرتبة التواتر، مع أنّ الأحاديث المنقولة في كثير ممّا اعتقده المسلمون و غيرهم لم تبلغ تلك المرتبة، بل ربّما لا توجد لبعض ذلك إلّا رواية واحدة و مع ذلك يعدّ عندهم من الأمور المسلّمة. فاذا كيف يصحّ للمسلم المؤمن بما جاء به الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم و أخبر به أن يرتاب في ظهوره عليه السلام مع هذه الروايات الكثيرة؟!
و لا تخدش هذه الأخبار بضعف السند في بعضها و غرابة المضامين و استبعاد وقوعها في بعض آخر منها، فإنّ ضعف السند في بعضها لا يضرّ بغيره ممّا هو في غاية الصحة و المتانة سندا و متنا، و إلّا يلزم رفع اليد عن جميع الأحاديث الصحيحة لمكان بعض الأخبار الضعيفة مع أنّ اشتهار مفادها بين كافّة المسلمين، و كون أكثر مخرجيها من أئمّة الإسلام، و أكابر العلماء، و أساتذة فنّ الحديث موجب للقطع بمضمونها، هذا، مضافا إلى أنّ ضعف السند إنّما يكون قادحا إذا لم يكن الخبر متواترا، و أمّا في المتواتر منه فليس ذلك شرطا في اعتباره.
و أمّا استبعاد وقوع ما ذكر فيها من الامور الغريبة فجوابه: أنّه ليس للاستبعاد و الاستغراب قيمة في المسائل العلميّة سيّما النقليّة منها، و لو فتح هذا الباب لزم ردّ كثير من العقائد الحقّة الثابتة بأخبار الأنبياء ممّا ليس للعلم به أو بخصوصيّاته طريق إلّا من الشرع، مثل: بعض كيفيّات المعاد و الصراط و الميزان و الجنّة و النار و غيرها، و قد استبعد المشركون بشارات النبيّ صلّى الله عليه و آله بظهور دينه و غلبة كلمته في أوّل البعثة حيث كان الإسلام منحصرا بالنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و عليّ و خديجة عليهما السلام، بل يعد ذلك عندهم من المحالات العاديّة، و لذا قالوا:
«يا أيّها الّذي نزّل عليه الذكر إنّك لمجنون»؛ لإخباره عن امور كانت عندهم من الممتنعات بحسب العادة و الأسباب الظاهرة، و لكن لم تمض إلّا أيّام معدودة حتّى جعل الله كلمته هي العليا، و كلمة الّذين كفروا السفلى، و دانت له العرب، و خضعت للإسلام و المسلمين أعناق جبابرة العرب و العجم، هذا، مع أنّه ليس في موضوع المهدي عليه السلام ما هو أغرب و أعجب من المعجزات المنقولة عن الأنبياء و سنن الله تعالى في الامم الماضية كإحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص، و معجزات إبراهيم و موسى و غيرهما من الأنبياء عليهم السلام و غيبتهم عن قومهم.
فإذن لا وجه للاستغراب و الاستبعاد في هذه الأحاديث المتواترة الّتي بعض رواتها مكّي، و بعضهم مدني، و بعضهم كوفي، و بعضهم بصري، و بعضهم بغدادي، و بعضهم رازي، و بعضهم قمّي، و بعضهم شيعي، و بعضهم سنّي، و بعضهم أشعري، و بعضهم معتزلي، و بعضهم كان في العصر الأوّل، و بعضهم في غيره من الأعصار؛ لامتناع اجتماع هؤلاء مع بعد مساكنهم و مواطنهم، و اختلاف أعصارهم و آرائهم و مذاهبهم في مجلس واحد، و اتّفاقهم على نقل هذه الأحاديث كذبا، معأنّ احتمال الكذب في كثير منها بالخصوص أيضا في
ص: 7
غاية الضعف و الفساد؛ لكون رواته من المعروفين بالوثاقة، و من أعاظم العلماء و رجالات الدين و الزهد و العبادة، فلو تركنا الأخذ بها لما بقي مجال للاستناد إلى الأخبار المأثورة عن النبيّ و عترته عليهم السلام في جميع أبواب الفقه و غيره، و لزم أن نرفع اليد عن التمسّك بالأخبار المعتبرة في امورنا الدنيويّة و الدينيّة مع استقرار بناء العقلاء من المسلمين و غيرهم عليه. و هذا الاستبعاد هو عمدة ما اعتمد عليه المخالفون، و اعترضوا به على الشيعة من غير التفات الى ما يؤول إليه أمره ممّا لم يلتزم به أحد من المسلمين و غيرهم، و سيجي ء زيادة توضيح لذلك إن شاء الله تعالى.
و قد صرّح بتواتر هذه الأخبار و اشتهار ظهوره عليه السلام بين المسلمين و اتّفاق العلماء عليه جماعة من أعلام أهل السنّة(1)، كما قد أخرج هذه الأحاديث جماعة من أكابر أئمّتهم في الحديث: كأحمد،و أبي داود، و ابن
ص: 8
ص: 9
ماجة، و الترمذي، و البخاري، و مسلم، و النسائي، و البيهقي، و الماوردي، و الطبراني، و السمعاني، و الروياني، و العبدري، و الحافظ عبد العزيز العكبري في تفسيره، و ابن قتيبة في غريب الحديث، و ابن السري، و ابن عساكر، و الدارقطني في مسند سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، و الكسائي في المبتدأ، و البغوي، و ابن الأثير، و ابن الديبع الشيباني، و الحاكم في المستدرك، و ابن عبد البرّ في الاستيعاب، و الحافظ ابن مطيق، و الفرعاني، و النميري، و المناوي، و ابن شيرويه الديلمي، و سبط ابن الجوزي، و الشارح المعتزلي، و ابن الصبّاغ المالكي، و الحموي، و ابن المغازلي الشافعي، و موفّق بن أحمد الخوارزمي، و محبّ الدين الطبري، و الشبلنجي، و الصبان، و الشيخ منصور علي ناصف، و غيرهم.
و لا يذهب عليك أنّ ظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان موضوع كثر في شأنه تصنيف الكتب، و تحرير الرسائل و المقالات الجامعة من عصر الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام إلى العصر الحاضر فقلّما يوجد من علماء الإماميّة من لم يكن له كتاب خاصّ أو مقالة و كلمة خاصّة في هذا الموضوع، و في مراجعة بعضها غنى و كفاية لطلاب الحقيقة، هذا مضافا إلى ما صنّفه في ذلك بعض العلماء من أهل السنّة، كالحافظ أبي نعيم الأصبهاني صاحب كتاب «صفة المهديّ» و «مناقب المهديّ»، و الكنجي الشافعي صاحب «البيان في أخبار صاحب الزمان»، و ملا عليّ المتّقي صاحب «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان»، و عبّاد بن يعقوب الرواجني صاحب كتاب «أخبار المهدي»، و السيوطي صاحب «العرف الوردي في أخبار المهديّ»، و ابن حجر صاحب «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر»، و الشيخ جمال الدين يوسف بن يحيى الدمشقي صاحب «عقدو أبي داود، و ابن ماجة، و الترمذي، و البخاري، و مسلم، و النسائي، و البيهقي، و الماوردي، و الطبراني، و السمعاني، و الروياني، و العبدري، و الحافظ عبد العزيز العكبري في تفسيره، و ابن قتيبة في غريب الحديث، و ابن السري، و ابن عساكر، و الدارقطني في مسند سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، و الكسائي في المبتدأ، و البغوي، و ابن الأثير، و ابن الديبع الشيباني، و الحاكم في المستدرك، و ابن عبد البرّ في الاستيعاب، و الحافظ ابن مطيق، و الفرعاني، و النميري، و المناوي، و ابن شيرويه الديلمي، و سبط ابن الجوزي، و الشارح المعتزلي، و ابن الصبّاغ المالكي، و الحموي، و ابن المغازلي الشافعي، و موفّق بن أحمد الخوارزمي، و محبّ الدين الطبري، و الشبلنجي، و الصبان، و الشيخ منصور علي ناصف، و غيرهم.
و لا يذهب عليك أنّ ظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان موضوع كثر في شأنه تصنيف الكتب، و تحرير الرسائل و المقالات الجامعة من عصر الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام إلى العصر الحاضر فقلّما يوجد من علماء الإماميّة من لم يكن له كتاب خاصّ أو مقالة و كلمة خاصّة في هذا الموضوع، و في مراجعة بعضها غنى و كفاية لطلاب الحقيقة، هذا مضافا إلى ما صنّفه في ذلك بعض العلماء من أهل السنّة، كالحافظ أبي نعيم الأصبهاني صاحب كتاب «صفة المهديّ» و «مناقب المهديّ»، و الكنجي الشافعي صاحب «البيان في أخبار صاحب الزمان»، و ملا عليّ المتّقي صاحب «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان»، و عبّاد بن يعقوب الرواجني صاحب كتاب «أخبار المهدي»، و السيوطي صاحب «العرف الوردي في أخبار المهديّ»، و ابن حجر صاحب «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر»، و الشيخ جمال الدين يوسف بن يحيى الدمشقي صاحب «عقدالدرر في أخبار الإمام المنتظر»، و غيرهم، و أفرد في ترجمته أيضا على ما في السيرة الحلبيّة بعضهم كتابا حافلا سمّاه: «الفواصم عن الفتن القواصم».
و إنّما الباعث لتقديم هذا الكتاب إلى القرّاء الكرام إيضاح بطلان دعوى من ادّعى المهدويّة و الإمامة في عصر الغيبة، و خصوصا الأزمنة الأخيرة، و هذه فائدة يكون المسلمون في حاجة عظيمة إليها في عصرنا، فإنّ أعداءنا لا يزالون يتمسّكون بأيّة وسيلة حصلت لهم في تشتيت كلمة المسلمين، و ايقاد نار الاختلاف و الخصومات بينهم حتّى يسهل عليهم طريق الاستعمار و الاستعباد، و التغلّب على البلاد و العباد، و لعمر الحقّ لم يذلّ المسلمين إلّا اختلافهم و تخاصمهم، و لم يغلب أصحاب الباطل و الكفر على أنصار الحقّ و الإسلام إلّا لما وقع بينهم من المنازعات و المنابذات.
ص: 10
و ممّا تعتبره تلك الأيدي الأثيمة، و الأهواء الفاسدة سببا لتشتّت كلمة المسلمين، و اشتغالهم بالمجادلات الداخليّة عوضا عن المدافعات الخارجيّة هو مسألة المهديّ أرواحنا فداه (1)،
فقد بعث لهذهالأغراض في بعض الأقطار- كإيران و الهند و إفريقية- لا دعاء المهدويّة بعض من السفلة، و طالبي الرئاسة، و المعروفين بسوء
ص: 11
الأخلاق و نقصان المشاعر و المدارك و دناءة المرتبة، و غفلوا أو تغافلوا عمّا في هذه الأخبار من الصفات و السمات و العلامات و الآثار و الآيات و النسب الشريف و الحسب الرفيع ممّا لم يمكن تحقّقه عادة إلّا في شخص واحد، و هو الإمام الثاني عشر أبو القاسم الحجّة ابن الإمام أبي محمّد الحسن العسكري بن أبي الحسن عليّ الهادي بن أبي جعفر محمّد الجواد بن أبي الحسن علي الرضا بن أبي الحسن موسى الكاظم بن أبي عبد الله جعفر الصادق بن أبي جعفر محمّد الباقر بن أبي الحسن عليّ زين العابدين بن أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، و هو الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و يفتح مشارق الأرض و مغاربها، و يجعل الإسلام دينا عالميّا حتّى لا يبقى في الأرض أحد يعبد غير الله، و لا تبقى قرية إلّا نودي فيها شهادة أن لا إله إلّا الله و أنّ محمّدا رسول الله، و هو الّذي ينادي جبرئيل عند ظهوره باسمه و اسم أبيه من السماء فيسمع من في المشرق و المغرب، و هو صاحب الصفات و العلامات الّتي سنذكر إن شاء الله نبذة منها، و لا تنطبق على غيره كائنا من كان فضلا عن المسكين الّذي اخذ و سجن و بقي في السجن حتّى صلب، و لم يتم له أمر، و لم يملك أمر نفسه فضلا عن أمر غيره، و لكن مع وضوح ذلك ربّما يتوهّم بعض الغافلين مبنى لتلك الدعاوي الباطلة؛ لعدم عثوره على ما ورد في المهدي عليه السلام من الآيات و الأحاديث، و في أنّه هو الشخص الخاصّ المعيّن الّذي لا يشتبه على أحد بنسبه و حسبه و صفاته، فجمعنا طائفة من هذه الأخبار و استخرجناها من الكتب المعتبرة عند الخاصّة و العامّة بحيث لا يبقى مجال للشبهات، و هذه فائدة جليلة عظيمة.و هنا فوائد اخرى لجمع هذه الأخبار على هذا الترتيب و التفصيل لا بأس بالتنبيه على بعضها:
منها: أنّ اعتقاد الشيعي في عصر الغيبة بوجود المهديّ عليه السلام، و ظهوره في آخر الزمان ليس مانعا من اجتماع كلمة المسلمين، و رفض الاختلافات المضرّة بمجدهم و شوكتهم، فإنّ هذه عقيدة محضة خالصة نشأت عن هذه البشائر، و ليست مخالفة لما بني عليه الإسلام أو دلّ عليه صريح أو ظاهر من الكتاب أو السنّة القطعيّة، بل عقيدة انبعثت عن الاعتقاد بصدق النبيّ الكريم صلّى الله عليه و آله و سلّم صاحب هذه البشائر، فيجب أن يعامل السنّي في هذه المسألة معاملته مع غيرها من المسائل الّتي اختلفت فيها أنظار علمائهم، و يتحرّى الحقيقة فيها كما يتحرّى في غيرها.
و منها: ترك التكرار، فإنّي بعد ما تصفّحت ما وقع بيدي من الكتب المصنّفة في هذا الموضوع قديما و حديثا لم أجده خاليا عن التكرار؛ لأنّ كثيرا من الأحاديث لم يتكفّل بيان مطلب خاصّ حتّى يستغنى بنقله في باب عن ذكره في سائر الأبواب بل اشتمل على جهات و فوائد توجب ذكره في عدّة من الأبواب، و هذا هو السبب لوقوع التكرار في كتب حديث الفريقين تارة، و تقطيع الأخبار تارة اخرى، فاحترزت عنها بالإشارة إلى الأحاديث المذكورة في سائر الأبواب مع ذكر مواضعها و عددها في خاتمة كلّ باب.
و منها: معرفة تواتر عناوين كثير من الأبواب.
ص: 12
هذا، و قد ذكرنا في الجزء الأوّل بعض الأخبار الواردة في الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام؛ لكمال دخلها فيما نحن بصدده، و الآن نشرع فيما ورد في المهدي عليه السلام و في صفاته و حالاته من طرق الفريقين إن شاء الله تعالى، و لمّا كان استقصاء الأخبار المأثورة في ذلك فوق حدّ الوسع و المجال، و لا يحصل إلّا لأوحديّ من جهابذة فنّ الحديث و أكابر العلماء اقتصرنا بنقل ما يوضّح الحقّ في ذلك الباب، و يحصل به الغرض الّذي لأجله دوّن هذا الكتاب، و على من يطلب المزيد الرجوع إلى تصنيفات الأصحاب.
كانت هذه المقدّمة للكتاب في طبعته الأولى قبل أكثر من أربعين سنة، و قد توفّقنا- و الحمد لله- في هذه الطبعة الجديدة إلى تأليف مجلّد كامل في أحاديث الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، و جعلناه المجلّد الأوّل، و قمنا بتنقيح الكتاب القديم حتّى جاء كأنّه كتاب جديد و جعلناه المجلّدين الثاني و الثالث و رتّبنا المجلدات الثلاث على أحد عشر بابا و أربعة و تسعين فصلا، كما توفّقنا لإضافة بحوث روائيّة حول موضوعات ترتبط بالإمام المهدي عليه السلام، و جعلناها آخر المجلّد الثالث.نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لما يوجب رضوانه، و يعيذنا عن التعصّب و الاعتساف، و يهدينا إلى سبيل الحقّ و الإنصاف، و أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، و ذخيرة ليوم لا ينفع مال و لا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.
«المؤلّف»
ص: 13
عليه السلام أو المؤوّلة ببعض ما هو من علائم ظهوره، و ما يقع قبل ذلك و حينه و بعده و هذا إمّا بحسب الروايات المأثورة في التفسير، أو أقوال المفسّرين جريا و تطبيقا عليه، فلا ينافي تطبيقها على غيره من الموارد.
نعم بعض هذه الآيات بحسب ظاهرها أو ما ورد في تفسيرها مختصّة به، كما سيظهر لك فيما نذكر منها، و عدد ما نذكر في هذا الباب من الآيات، أو نشير إليه ممّا ذكر تفسيره في سائر الأبواب 28 آية، و من الروايات الواردة في تفسيرها كذلك 82 حديثا.
و لا يخفى عليك أنّ الآيات المؤوّلة بظهوره عليه السلام كثيرة جدّا تتجاوز على ما أحصاه بعضهم عن المائة و الثلاثين، و ألّف بعضهم في ذلك كتابا مفردا، و نحن ذاكرون- إن شاء الله تعالى- نموذجا لا استقصاء، فنقول:
منها: قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (1).
310-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد من أصحابنا،عن داود بن كثير الرقّي،
ص: 14
ص: 15
ص: 16
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ يعني من [آمن] أقرّ بقيام القائم أنّه الحق.
و منها: قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (1).
ص: 17
311-(1)-
نهج البلاغة: قال عليه السلام: لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، و تلا عقيب ذلك قوله تعالى:عن داود بن كثير الرقّي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ يعني من [آمن] أقرّ بقيام القائم أنّه الحق.
و منها: قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (2).
311-(3)-
نهج البلاغة: قال عليه السلام: لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، و تلا عقيب ذلك قوله تعالى:وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. قال ابن أبي الحديد في شرحه: إنّ أصحابنا يقولون: إنّه وعد بإمام يملك الأرض و يستولي على الممالك.
و في شواهد التنزيل: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان، أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، أخبرنا شريك، عن عثمان، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، قال: قال عليّ عليه السلام: لتعطفنّ علينا الدنيا عطف الضروس على ولدها. ثمّ قرأ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ... الآية. و روى نحوه أيضا بسنده عن ربيعة.
ص: 18
312-(1)- تفسير فرات: قال: حدّثنا الحسين بن سعيد معنعنا، عن علي عليه السلام قال: من أراد أن يسأل عن أمرنا و أمر القوم فإنّا و أشياعنا يوم خلق الله السماوات و الأرض على سنّة موسى و أشياعه، و إنّ عدوّنا و أشياعه يوم خلق السماوات و الأرض على سنّة فرعون و أشياعه، فليقرأ هؤلاء الآيات من أوّل السورة (يعني القصص) إلى قوله: يَحْذَرُونَ، و إنّي اقسم بالله الذي فلق الحبّة و برأ النسمة الذي أنزل الكتاب على محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم صدقا و عدلا ليعطفنّ عليكم هؤلاء عطف الضروس على ولدها.
313-(2)-
شواهد التنزيل: أخبرني أبو بكر المعمري، أخبرنا أبو جعفر القمّي، أخبرنا محمد بن عمر الحافظ ببغداد، أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا أحمد بن عثم بن حكيم، أخبرنا شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف، عن عبد الجبّار، عن الأعمش الثقفي، عن أبي صادق، قال: قال علي عليه السلام: هي لنا، أو فينا هذه الآية:
وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ.
314-(3)- تفسير فرات: قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا، عن أبي المغيرة، قال: قال عليّ عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ.
315-(4)- تفسير فرات: قال: حدّثني علي بن محمّد بن علي الزهري معنعنا، عن ثوير بن أبي فاختة، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: تقرأ القرآن؟ قال: قلت: نعم، قال: فاقرأ طسم سورة موسى و فرعون، قال: فقرأت أربع آيات من أوّلها إلى قوله:
وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ... الآية، قال لي: مكانك حسبك، و الّذي بعث محمّدا صلّى الله عليه و آله و سلّم بالحقّ بشيرا و نذيرا، إنّ الأبرار منّا أهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسى و شيعته.
ص: 19
316-(1)- تفسير فرات الكوفي: قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عمر الزهري معنعنا، عن زيد بن سلام الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: أصلحك الله، إنّ خيثمة الجعفي حدّثني عنك أنّه سألك عن قوله: وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، و أنّك حدّثته:
أنّكم الأئمّة و أنّكم الوارثين، قال: صدق و الله خيثمة، لهكذا حدّثته.
317-(2)- غيبة الشيخ: عنه (محمّد بن علي)، عن الحسين بن محمّد القطعي، عن علي بن حاتم، عن محمّد بن مروان، عن عبيد بن يحيى الثوري، عن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السلام في قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، قال: هم آل محمّد، يبعث الله مهديّهم بعد جهدهم ليعزّهم و يذلّ عدوّهم.
318-(3)-
الأنوار المضيئة: بإسناده عن محمّد بن أحمد الأيادي، يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: المستضعفون في الأرض المذكورون في الكتاب الّذين يجعلهم الله أئمّة نحن أهل البيت، يبعث الله مهديّهم فيعزّهم و يذلّ عدوّهم.
319-(4)-
الأنوار المضيئة: روي أنّه تلي بحضرته (يعني: أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام): وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ... فهملت عيناه، و قال: نحن و الله المستضعفون.
منها: قوله تعالى: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (5).
ص: 20
320-(1)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن [ابن- خ] أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حسين ابن محمّد بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله عزّ و جلّ: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ هم أصحاب المهديّ عليه السلام في آخر الزمان.
321-(2)-
التبيان: عن أبي جعفر عليه السلام: إنّ ذلك وعد للمؤمنين أنّهم يرثون جميع الأرض.
و في مجمع البيان: قال أبو جعفر عليه السلام: هم أصحاب المهديّ عليه السلام في آخر الزمان. و يدلّ على ذلك ما رواه الخاصّ و العامّ عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا صالحا من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا. [قال]: و قد أورد الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب «البعث و النشور» أخبارا كثيرة في هذا المعنى حدّثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد في شهور سنة ثماني عشرة و خمسمائة ... إلى أن قال: و من جملتها ما حدّثنا أبو الحسن حافده عنه قال: أخبرنا أبو عليّ الرودباري، قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة، قال: حدّثنا أبو داود السجستاني في كتاب «السنن» عن طرق كثيرة ذكرها، ثمّ قال: كلّهم عن عاصم المقري، عن زيد، عن عبد الله، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي أو من أهل بيتي، و في بعضها: يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
322-(3)- تفسير القمّي: قوله: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ قال: الكتب كلّها ذكر و أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ قال - يعني الباقر عليه السلام-: القائم عليه السلام و أصحابه، قال:
ص: 21
ص: 22
و «الزّبور» فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء.
و منها: قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(1).
323-(2)-
قال ابن حجر في الصواعق في الفصل الّذي عقده في الآيات الواردة فيهم (يعني: في أهل البيت عليهم السلام): الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ قال مقاتل بن سليمان و منو «الزّبور» فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء.
و منها: قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(3).
323-(4)-
قال ابن حجر في الصواعق في الفصل الّذي عقده في الآيات الواردة فيهم (يعني: في أهل البيت عليهم السلام): الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ قال مقاتل بن سليمان و منتبعه من المفسّرين: إنّ
ص: 23
هذه الآية نزلت في المهديّ، و ستأتي الأحاديث المصرّحة بأنّه من أهل البيت النبويّ، و حينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة و علي رضي الله عنهما، و أنّ الله ليخرج منهما كثيرا طيّبا، و أن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة و معادن الرحمة ... إلى آخره.
و في إسعاف الراغبين: قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسّرين في قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(1): إنّها نزلت في المهديّ. و في نور الأبصار: عن مقاتل و من تبعه من المفسّرين في تفسير الآية المذكورة: هو المهديّ يكون في آخر الزمان، و بعد خروجه تكون أمارات الساعة و قيامها.
و منها: قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*(2).
324-(3)-
التبيان: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ ذلك يكون عند خروج القائم. و في مجمع البيان: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمّد، لا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم.
325-(4)-
البيان: قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عزّ و جلّ:
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ* قال: هو المهديّ من عترة فاطمة عليها السلام.
ص: 24
326-(1)-
الكافي: عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام (في حديث قال:) قلت: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ*، قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال: يقول الله: وَ الله مُتِمُّ نُورِهِ ولاية القائم ... الحديث.327-(2)- كتاب فضل بن شاذان: حدّثنا صفوان بن يحيى- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن حمران، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: إنّ القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض، و تظهر له الكنوز كلّها، و يظهر الله تعالى به دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّر، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلّي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء و النساء بالرجال، و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و ركب ذات الفروج السروج، و قبلت شهادة الزور، و ردّت شهادة العدول، و استخفّ الناس بالدماء، و ارتكاب الزنا، و أكل الربا و الرشا، و استيلاء الأشرار على الأبرار، و خروج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و الخسف بالبيداء، و قتل غلام من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم بين الركن و المقام اسمه محمّد بن محمّد، و لقبه النفس الزكيّة، و جاءت صيحة من السماء بأنّ الفائزين عليّ و شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، و اجتمع عنده ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و أوّل ما ينطق به هذه الآية:
بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3)، ثمّ يقول: أنا بقيّة الله و حجّته و خليفته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلم إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه، فإذا اجتمع العقد و هو عشرة آلاف خرج من مكّة، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزّ و جلّ من صنم و وثن و غيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق، و ذلك بعد غيبة طويلة.
ص: 25
328-(1)-
تفسير فرات الكوفي: قال: حدّثنا جعفر بن أحمد معنعنا، عن أبي عبد الله عليه السلام: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ* قال: إذا خرجالقائم لم يبق مشرك بالله العظيم و لا كافر إلّا كره خروجه، حتّى لو كان في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن فيّ مشرك فاكسرني و اقتله.
329-(2)-
مشارق أنوار اليقين: و عن الصادق عليه السلام (في حديث قال:) إنّ هذا الأمر يصير إلى من تلوى إليه أعنّة الخيل من الآفاق، و هو المظهر على الدين كلّه، و هو المهديّ.
330-(3)- مجمع البيان: روى العيّاشي بالإسناد عن عمران بن ميثم، عن عباية: أنّه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ* أظهر بعد ذلك؟
قالوا: نعم، قال: كلّا، فو الذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا و ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بكرة و عشيّا.
331-(4)- تفسير العيّاشي: عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ* ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*، قال: إذا خرج القائم عليه السلام لم يبق مشرك بالله العظيم و لا كافر إلّا كره خروجه.
ص: 26
332-(1)-
مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): قال في تفسير قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ ...* الآية، قال السدّي: ذلك عند خروج المهديّ.
و قال في السراج المنير في تفسير الآية أيضا: قال السدّي: ذلك عند خروج المهديّ. و في تفسير أبي الفتوح (2) أيضا عن السدّي: إنّ ذلك عند خروج المهديّ عليه السلام.
و منها: قوله تعالى: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (3).
333-(4)- شواهد التنزيل: فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني جعفر بن محمد بن شيرويه القطان، قال حدّثنا حريث بن محمد، حدّثنا إبراهيم بن حكم بن أبان، عن أبيه، عن السدّي، عن ابن عباس في قوله: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا ... إلى آخر الآية، قال: نزلت في آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم.
334-(5)- شواهد التنزيل: فرات، عن أحمد بن موسى، عن مخوّل، عن عبد الرحمن، عن القاسم بن عوف، قال: سمعت عبد الله بن محمّد يقول: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...
الآية، قال: هي لنا أهل البيت.
335-(6)-
الدرّ المنثور: أخرج أحمد و ابن مردويه (و اللفظ له) و البيهقيّ في الدلائل، عن أبيّ بن كعب، قال: لمّا نزلت على النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ... الآية، قال: بشّر
ص: 27
ص: 28
هذه الامّة بالسناء و الرفعة و الدين و النصر و التمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب.
336-(1)- تفسير القمّي: قال: قوله: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً نزلت في القائم من آل محمّد عليه و على آبائه السلام.
337-(2)-
الاحتجاج: في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه بعد ذكره معايب بعض أعداء أهل البيت، و المتغلّبين على الحكم، و إمهال الله إيّاهم: كلّ ذلك لتتمّ النظرة التي أوحاها الله تبارك و تعالى لعدوه إبليس، إلى أن يبلغ الكتاب أجله، و يحقّ القول على الكافرين، و يقترب الوعد الحقّ الذي بيّنه الله في كتابه بقوله: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، و ذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا اسمه، و من القرآن إلّا رسمه، و غاب صاحب الأمر بإيضاح العذر له في ذلك؛ لاشتمال الفتنة على القلوب حتّى يكون أقرب الناس إليه أشدّ عداوة له، و عند ذلك يؤيّده الله بجنود لم تروها، و يظهر دين نبيّه صلّى الله عليه و آله و سلّم على يديه على الدين كلّه و لو كره المشركون.
ص: 29
338-(1)- مصباح الشيخ: في زيارة الحسين عليه السلام، رواها عن أبي عبد الله عليه السلام: اللهمّ و ضاعف صلواتك و رحمتك و بركاتك على عترة نبيّك، العترة الضائعة الخائفة المستذلّة، بقيّة الشجرة الطيّبة الزاكية المباركة، و أعل اللهمّ كلمتهم، و أفلج حجّتهم، و اكشف البلاء و اللأواء و حنادس الأباطيل (2) و الغمّ عنهم، و ثبّت قلوب شيعتهم و حزبك على طاعتهم و ولايتهم و نصرتهم و موالاتهم، و أعنهم و امنحهم الصبر على الأذى فيك، و اجعل لهم أيّاما مشهودة و أوقاتا محمودة مسعودة توشك فيها فرجهم، و توجب فيها تمكينهم و نصرتهم كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل، فإنّك قلت و قولك الحقّ: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَ هُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً.
339-(3)-
مجمع البيان: و قال: و المرويّ عن أهل البيت عليهم السلام أنّها في المهديّ من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم.و روى العيّاشي بإسناده عن عليّ بن الحسين عليهما السلام أنّه قرأ الآية و قال: هم و الله شيعتنا أهل البيت، يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا و هو مهديّ هذه الامّة، و هو الذي قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، (قال:) و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام، (ثمّ قال:) فعلى هذا يكون المراد ب 339-(4)-
مجمع البيان: و قال: و المرويّ عن أهل البيت عليهم السلام أنّها في المهديّ من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و روى العيّاشي بإسناده عن عليّ بن الحسين عليهما السلام أنّه قرأ الآية و قال: هم و الله شيعتنا أهل البيت، يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا و هو مهديّ هذه الامّة، و هو الذي قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، (قال:) و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام، (ثمّ قال:)
ص: 30
فعلى هذا يكون المراد ب الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ* النبيّ و أهل بيته صلوات الرحمن عليهم، و تضمّنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف و التمكن في البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهديّ عليه السلام منهم.
340-(1)-
مجازات الآثار النبويّة: عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال لفاطمة عليها السلام و قد رأت قميصه مخروقا، و بطنه خميصا(2)، فبكت عند ذلك، فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: أ ما يرضيك يا فاطمة ألّا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر و لا وبر إلّا دخله عزّ أو ذلّ بأبيك؟
341-(3)-
مجازات الآثار النبويّة: عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم: ليدخلنّ هذا الدين على ما دخل عليه الليل.
أقول: ليس في مثل هذا الحديث و الذي قبله تصريح بالمهديّ عليه السلام، و أنّه هو الّذي يقع ذلك على يده، إلّا أنّ الأخبار كما تفسّر القرآن يفسّر بعضها بعضا، فمن تأمّل فيما ذكرناه من الآيات و الأحاديث- و في مثل هذه الأحاديث- يعرف أنّ مرمى الجميع واحد، و هو البشارة بظهور دين الإسلام على جميع الأديان، و استخلاف المؤمنين في الأرض في خلافة خليفة الله المهديّ عليه السلام، الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض و مغاربها.
342-(4)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا عليّ بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان بن إبراهيم، عن عمرو بن هاشم، عن إسحاق بن عبد الله، عن علي بن الحسين عليهما السلام في قول الله عزّ و جلّ: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ، قال: قوله: إِنَّهُ لَحَقٌّ*: هو قيام القائم، و فيه نزلت: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً.
ص: 31
343-(1)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، و وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في معنى قوله عزّ و جلّ: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً، قال: نزلت في القائم و أصحابه.
منها: قوله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لله عاقِبَةُ الْأُمُورِ(2).
344-(3)- شواهد التنزيل: فرات، قال: حدّثني أحمد بن القاسم بن عبيد، [حدّثنا] جعفر بن محمّد الجمّال، [حدّثنا] يحيى بن هاشم، [حدّثنا] أبو منصور، عن أبي خليفة، قال: دخلت أنا و أبو عبيدة الحذّاء على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا جارية هلمّي بمرفقة، قلت: بل نجلس، قال: يا أبا خليفة لا تردّ الكرامة، إنّ الكرامة لا يردّها إلّا حمار، فقلت له: كيف لنا بصاحب هذا الأمر حتى نعرفه؟ فقال: قول الله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ إذا رأيت هذا الرجل منّا فاتّبعه فإنّه هو صاحبه.
345-(4)- شواهد التنزيل: فرات، قال: حدّثني الحسين بن عليّ ابن زريع، و إسماعيل بن أبان، عن فضيل بن الزبير، عن زيد بن عليّ، قال: إذا قام القائم من آل محمّد يقول: يا أيّها الناس نحن الذين وعدكم الله في كتابه: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ... الآية.
ص: 32
346-(1)- كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام:
حدّثنا محمد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ:
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لله عاقِبَةُ الْأُمُورِ قال: هذه لآل محمد، و المهديّ و أصحابه يملّكهم الله تعالى مشارق الأرض و مغاربها، و يظهر الدين، و يميت الله عزّ و جلّ به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفهة الحقّ حتّى لا يرى أثر من الظلم، و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و لله عاقبة الأمور.
منها: قوله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.(2)
347-(3)- غيبة النعمانيّ: أخبرنا عليّ بن الحسين المسعودي، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار القمّي، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفي، قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ هي في القائم عليه السلام و أصحابه.
ص: 33
348-(1)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكيّ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن المثنّى الحنّاط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، قال: هي في القائم عليه السلام و أصحابه.
و منها: قوله تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً(2).
349-(3)- مجمع البيان: روي في أخبار أهل البيت عليهم السلام أنّ المراد به أصحاب المهديّ في آخر الزمان، قال الرضا عليه السلام:
و ذلك و الله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان.
و في تفسير العيّاشي: عن أبي سمينة، عن مولى لأبي الحسن عليه السلام، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً، قال: و ذلك و الله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله شيعتنا من جميع البلدان.
350-(4)- تفسير العياشي (في حديث طويل عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ... ساق الكلام إلى أن قال): فيقوم القائم بين الركن و المقام، فيصلّي، و ينصرف و معه وزيره، فيقول: يا أيّها الناس إنّا نستنصر الله على من ظلمنا و سلب حقّنا، من يحاجّنا في الله فأنا أولى بالله، و من يحاجّنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم، و من يحاجّنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح، و من حاجّنا في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، و من حاجّنا بمحمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم فأنا أولى الناس بمحمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، و من حاجّنا في النبيّين فنحن أولى النّاس بالنبيّين، و من حاجّنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله، إنّا نشهد و كلّ مسلم اليوم انّا قد ظلمنا و طردنا و بغي علينا و أخرجنا من ديارنا و أموالنا و أهالينا و قهرنا، ألا إنّا نستنصر الله اليوم و كلّ مسلم، و يجي ء و الله ثلاثمائة و
ص: 34
بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكّة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف (1)،
يتبع بعضهم بعضا، و هي الآية التي قال الله: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.
351-(2)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه و وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً، قال: نزلت في القائم و أصحابه يجتمعون على غير ميعاد.
و منها: قوله تعالى: وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ* فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (3).
352-(4)- غيبة الشيخ: أخبرنا الشريف أبو محمّد المحمّدي رحمه الله، عن محمّد بن عليّ بن تمّام، عن الحسين بن محمّد القطعي، عن علي بن أحمد بن حاتم البزّاز، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن العبّاس في قول الله تعالى: وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ* فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ قال: قيام القائم، و مثله: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً قال: أصحاب القائم يجمعهم الله في يوم واحد.
أقول: في الباب روايات كثيرة في تفسير هذه الآية، أخرج أربعة عشر منها في تفسير البرهان عن الكتب المعتبرة المعتمدة.
و يدلّ عليه تفسيرا للآيات الكريمة الأحاديث 905- 904- 903- 696- 695- 692- 596- 574- 994- 993- 992- 991- 962- 936- 907- 906- 1126- 1125- 1124- 1123- 1122- 1121- 1040- 1014- 1004- 1156- 1152- 1151- 1149- 1148- 1147- 1146- 1144- 1143- 1142- 1141- 1158- 1157- 1175، و إليك الآيات:
ص: 35
قوله تعالى: وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً ح 574.
و قوله تعالى: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها ح 596.
و قوله عزّ من قائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ الأحاديث 903 إلى 907.
و قوله سبحانه و تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ الأحاديث 903، 1142، 1147، 1149.
و قوله تعالى: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ... الأحاديث 903، 1175.
و قوله تعالى: بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ الأحاديث 936، 1105.
و قوله تعالى: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ...
ح 962.
و قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ الأحاديث 991، 992، 993، 1004، 1014 و 1040.
و قوله سبحانه: وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ ح 994.
و قوله تعالى شأنه: قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ ح 1122.
و قوله تعالى: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً الأحاديث 1123، 1124.
و قوله تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ ح 1125.
و قوله تعالى: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ح 1126.
و قوله تعالى: فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ح 1146.
و قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ح 1146.و قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها الأحاديث 1156، 1157، 1158.
و قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ح 692.
و قوله تعالى: وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ح 695.
هذه 28 آية من الآيات الكريمة المفسّرة به عليه السلام، و من يطلب سائر الآيات فعليه بالكتب المفردة المؤلّفة في هذا الموضوع، مثل كتاب «المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة» عليه السلام.
ص: 36
353-(1)-
مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجّاج و أبو نعيم، قالا: حدّثنا فطر، عن القاسم بن أبي بزّة، عن أبي الطفيل، قال حجّاج: سمعت عليّا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلّىالله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم بعث الله عزّ و جلّ رجلا يملأها عدلا كما ملئت جورا.
ص: 37
قال أبو نعيم: رجلا منّا، قال: و سمعت مرّة يذكره عن حبيب، عن أبي الطفيل، عن علي رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
354-(1)-
سنن الترمذي (باب ما جاء في المهدي): حدّثنا عبيد بن أسباط بن محمّد القرشي، قال: حدّثني أبي، حدّثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
قال أبو عيسى: و في الباب عن عليّ و أبي سعيد و أمّ سلمة و أبي هريرة، و هذا حديث حسن صحيح.
355-(2)-
سنن الترمذي (باب ما جاء في المهدي): حدّثنا عبد الجبّار ابن العلاء بن عبد الجبّار العطّار، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
ص: 38
356-(1)-
سنن الترمذي (باب ما جاء في المهدي): بالإسناد المذكور قال: قال عاصم، و أنا أبو صالح، عن أبي هريرة، قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
357-(2)- مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
قال أبي: حدّثنا به في بيته في غرفته، أراه سأله بعض ولد جعفر ابن يحيى أو يحيى بن خالد بن يحيى.
358-(3)-
سنن الترمذيّ: حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا محمّد ابن جعفر، حدّثنا شعبة، قال: سمعت زيدا العمي قال: سمعت أبا الصدّيق الناجي، يحدّث عن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث، فسألنا نبيّ الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، قال:
ص: 39
فقال: «إنّ في أمّتي المهديّ يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا(1)-
زيد الشاكّ- قال: قلنا و ما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجي ء إليه رجل فيقول:
يا مهديّ أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله».
قال: هذا حديث حسن، و قد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم. و أبو الصدّيق الناجي اسمه بكر بن عمرو، و يقال: بكر بن قيس، و أخرجه أحمد.359-(2)- سنن أبي داود و ابن ماجة: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر الرقّي، ثنا أبو المليح الحسن بن عمر، عن زياد بن بيان، عن عليّ بن نفيل، عن سعيد بن المسيّب، عن أمّ سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: المهديّ من عترتي من ولد فاطمة.
ص: 40
قال عبد الله بن جعفر: و سمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيل، و يذكر منه صدقا.
و أخرجه ابن ماجة بسنده عن أبي المليح، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيّب قال: كنّا عند أمّ سلمة فتذاكرنا المهديّ فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول:
المهديّ من ولد فاطمة.أقول: هذا حديث صحيح، صرّح بصحّته السيوطي و الحاكم.
360-(1)-
سنن أبي داود: حدّثنا سهل بن تمام بن بزيع، حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
ص: 41
قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهديّ منّي، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يملك سبع سنين.و روى الحاكم بإسناده نحوه مع اختلاف، و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، و لم يخرّجاه.
361-(1)-
صحيح البخاري: حدّثنا ابن بكير، حدّثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري: أنّ أبا هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟
ص: 42
و أخرجه مسلم قال: حدّثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري: أنّ أبا هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟
362-(1)-
مسند أحمد: حدّثنا فضل بن دكين، حدّثنا ياسين العجلي، عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهدي منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة.
ص: 43
و أخرجه ابن ماجة في سننه قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبو داود الخضري، حدّثنا ياسين، عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة، عن أبيه، عن عليّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهدي منّا أهل البيت ... الحديث.
363-(1)-
سنن ابن ماجة: حدّثنا هديّة بن عبد الوهّاب، حدّثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن علي بن زياد اليمامي، عن عكرمة بن عمّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل الجنّة: أنا، و حمزة، و عليّ، و جعفر، و الحسن، و الحسين، و المهديّ.
364-(2)-
المعجم الكبير: حدّثنا يحيى بن عبد الباقي، حدّثنا يوسف بن عبد الرحمن المروزي، حدّثنا أبو تقي عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي، حدّثنا معدان بن سليم الحضرمي، عن عبد الرحمن ابن نجيح، عن أبي الزاهريّة، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الامّة على ثلاث و سبعين فرقة، واحدة في الجنّة و سائرهنّ في النار؟ قلت: و متى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا كثرت الشرط، و ملكت الإماء، و قعدت الحملان على المنابر، [و اتّخذ القرآن مزامير، و زخرفت المساجد،و رفعت المنابر](3)
و اتّخذ الفي ء دولا، و الزكاة مغرما، و الأمانة مغنما، و تفقّه في الدين لغير الله، و أطاع الرجل امرأته، و عقّ امّه، و أقصى أباه،
ص: 44
و لعن آخر هذه الامّة أوّلها، و ساد القبيلة فاسقهم، و كان زعيم القوم أرذلهم، و أكرم الرجل اتّقاء شرّه، فيومئذ يكون ذلك، و يفزع الناس يومئذ الى الشام يعصمهم من عدوّهم، قلت:
و هل يفتح الشام؟ قال: نعم وشيكا، ثمّ تقع الفتن بعد فتحها، ثمّ تجي ء فتنة غبراء مظلمة، ثمّ تتبع الفتن بعضها بعضا حتّى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له: المهديّ، فإن أدركته فاتّبعه و كن من المهتدين.
365-(1)-
مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا مطرف المعلّى، عن أبي الصدّيق، عن أبي سعيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: تملأ الأرض ظلما و جورا، ثمّ يخرج رجل من عترتي يملك سبعا أو تسعا، فيملأ الأرض قسطا و عدلا.
و أخرجه الحاكم و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلّم و لم يخرّجاه.
366-(2)-
ذكر أخبار أصفهان: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن الحسين الأنصاري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن حفص، حدّثنا جدّي الحسين، حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، عن مطر الورّاق، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يستخلف رجل من أهل بيتي، أجنأ، أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبل ذلك ظلما، يكون سبع سنين.
367-(3)-
المستدرك على الصحيحين: أخبرني الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة، حدّثنا القاسم بن خليفة، حدّثنا أبو يحيى عبد الحميد ابن عبد الرحمن الحمّاني، حدّثنا عمرو بن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرّة، عن أبي الصدّيقالناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال نبيّ الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: ينزل بامّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع بلاء أشدّ منه، حتّى تضيق عنهم الأرض الرحبة، و حتّى يملأ الأرض جورا و ظلما، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عزّ و جلّ رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئا إلّا أخرجته، و لا السماء من قطرها
ص: 45
شيئا إلّا صبّه الله عليهم مدرارا، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، يتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع الله عزّ و جلّ بأهل الأرض من خيره.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرّجاه.
368-(1)-
مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر، عن المعلّى بن زياد، حدّثنا العلاء بن بشير، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: أبشّركم بالمهديّ، يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس و زلازل، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، يقسّم المال صحاحا، فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسويّة بين الناس، قال: و يملأ الله قلوب أمّة محمّد صلّى الله عليه [و آله] و سلّم غنى، و يسعهم عدله، حتّى يأمر مناديا فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقول من الناس إلّا رجل، فيقول: ائت السدّان- يعني الخازن- فقل له: إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له: احث، حتى إذا جعله في حجره و أبرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمّة محمّد نفسا، أو عجز عنّي ما وسعهم، قال: فيردّه فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده.
أقول: روي نحوه بطريق آخر أيضا.
369-(2)- فردوس الأخبار: عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: المهديّ طاوس أهل الجنّة.
ص: 46
370-(1)-
مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية شيبان، عن مطر بن طهمان، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى، أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما، يكون سبع سنين.
371-(2)-
المستدرك: حدّثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، و علي بن حمشاذ العدل، و أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، [قالوا:] ثنا بشر بن موسى الأسدي، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف بن أبي جميلة، [و حدّثني] الحسين بن علي الدارمي، ثنا محمد بن إسحاق الإمام، ثنا محمد بن بشّار، ثنا ابن عديّ، عن عوف، ثنا أبو الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى تملأ الأرض ظلما و جورا و عدوانا، ثمّ يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا.
قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرّجاه، و الحديث المفسّر بذلك الطريق، و طرق حديث عاصم عن زرّ عن عبد الله كلّها صحيحة على ما أصّلته في هذا الكتاب، انتهى.
و في المسند: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلما و عدوانا، قال: ثمّ يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي، يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا.
372-(3)- شرح الأخبار: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: إنّ الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. [و هذا حديث معروف يروى عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رواه كثير من الخاصّ و العامّ، و إنّما حكاه جعفر بن محمّد الصادق عنه صلوات الله عليه و تركت إسناده إليه](4)،
قال أبو بصير: فقلت له: اشرح لي هذا جعلت فداك يا ابن رسول الله، قال عليه السلام: يستأنف الداعي منّا دعاء جديدا كما دعا رسول الله [صلّى الله عليه و آله و سلّم] [و كذلك المهديّ استأنف دعاء جديدا
ص: 47
الى الله لمّا غيّرت السنن، و كثرت البدع، و تغلّب أئمّة الضلال، و اندرس ذكر أئمّة الهدى الذين افترض الله طاعتهم على العباد، و أقامهم للدعاء إليه، و الدلالة بآياته عليه، و نسي ذكرهم، و انقطع خبرهم لغلبة أئمّة الجور عليهم، فلمّا أنجز الله بالدعاء للأئمّة ما وعدهم به من ظهور مهديّهم احتاج أن يدعوهم دعاء جديدا كما ابتدأهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالدعاء أوّلا](1).
373-(2)-
صفة المهدي: عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: ويح هذه الامّة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون و يخيفون المطيعين إلّا من أظهر طاعتهم، فالمؤمن التقيّ يصانعهم بلسانه و يفرّ منهم بقلبه، فإذا أراد الله عزّ و جلّ أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كلّ جبّار، و هو القادر على ما يشاء أن يصلح أمّة بعد فسادها. فقال عليه الصلاة و السلام: يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، و يظهر الإسلام، لا يخلف وعده و هو سريع الحساب.
374-(3)- صفة المهدي و كتاب العوالي: بسنده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: ليبعثنّ الله من عترتي رجلا، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، و يفيض المال فيضا.
375-(4)-
سنن ابن ماجة: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: بينا نحن عند رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم
ص: 48
إذا أقبل فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم اغرورقت عيناه و تغيّر لونه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، فقال: إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، و إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملئوها جورا، فمن أدرك ذلك الزمان فليأتهم و لو حبوا على الثلج.
376-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن علي بن حوشب، سمع مكحولا يحدّث، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله: المهديّ منّا أئمّة الهدى أم من غيرنا؟ قال: بل منّا، بنا يختم الدينكما بنا فتح، و بنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك، و بنا يؤلّف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألّف الله بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك.
377-(2)-
سنن ابن ماجة: حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو داود، ح و حدّثنا محمّد بن عبد الملك الواسطي، حدّثنا يزيد بن هارون، ح و حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا إسحاق بن منصور، كلّهم عن قيس، عن أبي حصين،
ص: 49
عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّله الله عزّ و جلّ حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يملك جبل الديلم و القسطنطينيّة.
أقول: في حاشية السنديّ: قوله: «حتّى يملك رجل ...» حمل على المهديّ الموعود به.
378-(1)-
عقد الدرر: عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: المهديّ منّا أهل البيت، رجل من أمّتي، أشمّ الأنف، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.أخرجه الحافظ أبو نعيم في «صفة المهديّ».
379-(2)-
مسند أحمد: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبان، حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون بعدي خليفة يحثي المال حثيا، و لا يعدّه عدّا.
380-(3)-
البيان: أبو طاهر إسماعيل بن ظفر بن أحمد النابلسي، عن أبي المكارم أحمد بن محمّد بن عبد الله المعدل، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد، عن الحافظ أبي نعيم أحمد ابن عبد الله، عن سعد بن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن يوسف التركي، عن كثير بن يحيى، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم:
يكون عند انقطاع من الزمان، و ظهور من الفتن رجل يقال له: المهديّ، عطاؤه هنيئا.
[قال:] هذا حديث أخرجه أبو نعيم الحافظ كما سقناه.
ص: 50
381-(1)-
مودّة القربى: عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّ الله فتح هذا الدين بعليّ، و إذا قتل فسد الدين، و لا يصلحه إلّا المهديّ.
382-(2)-
مودّة القربى: عليّ- كرّم الله وجهه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تذهب الدنيا حتّى يقوم بامّتي رجل من ولد الحسين، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما.
و في لفظ آخر: حتّى يقوم على أمّتي.
383-(3)- صحيح مسلم: حدّثني زهير بن حرب، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا أبي، حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد و جابر بن عبد الله، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر الزمان خليفة يقسّم المال و لا يعدّه.
و حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم ... مثله.
384-(4)-
الفتن: حدّثنا أبو معاوية، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد- رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد.
ص: 51
385-(1)-
العرف الورديّ: أخرج ابن أبي شيبة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، و ظهور من الفتن، يكون عطاؤه حثيا.
386-(2)- المسند: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: ليبعثنّ الله عزّ و جلّ في هذه الامّة خليفة، يحثي المال حثيا، و لا يعدّه عدّا.
387-(3)- المسند: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا عبّاد بن عبّاد، حدّثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلت: و الله ما يأتي علينا أمير إلّا و هو شرّ من الماضي و لا عام إلّا و هو شرّ من الماضي، قال: لو لا شي ء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم لقلت مثل ما يقول، و لكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّ من امرائكم أميرا يحثي المال حثيا و لا يعدّه عدّا، يأتيه الرجل فيسأله فيقول: خذ، فيبسط الرجل ثوبه فيحثي فيه، و بسط رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم ملحفة غليظة كانت عليه يحكي صنيع الرجل ثمّ جمع إليه أكنافها، قال: فيأخذ ثمّ ينطلق.
388-(4)-
المسند: [في حديث أخرجه عن أبي نضرة عن جابر] قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر أمّتي خليفة، يحثو المال حثوا، لا يعدّه عدّا.
389-(5)-
صحيح مسلم: حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، حدّثنا بشر (يعني: ابن المفضّل) ح و حدّثنا علي بن حجر السعدي، حدّثنا إسماعيل (يعني: ابن عليّة)، كلاهما عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة،عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا، لا يعدّه عددا.
ص: 52
و في رواية ابن حجر: يحثي المال.
390-(1)-
صفة المهديّ: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لتملأنّ الأرض عدوانا، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا [جورا و ظلما- خ].
391-(2)-
مسند أبي يعلى: حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار أبو أيّوب، حدّثنا سهل بن عامر، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر و انقطاع من الزمان إمام يكون أعطى الناس، يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمّه من يقبل عنه صدقة ذلك المال ما بينه و بين أهله، لما يصيب الناس من الخير.
392-(3)-
تاريخ ابن عساكر: أخرج بسنده عن ابن عبّاس أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: كيف تهلك أمّة أنا أوّلها، و عيسى في آخرها، و المهديّ في وسطها.
ص: 53
393-(1)- عقد الدرر: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: لن تهلك أمّة أنا أوّلها، و مهديّها وسطها، و المسيح بن مريم آخرها.
ص: 54
394-(1)-
عقد الدرر: عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: أبشروا أبشروا، إنّما أمّتي كالغيث، لا يدرى آخره خير أم أوّله، أو كحديقة اطعم393-(2)- عقد الدرر: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول: لن تهلك أمّة أنا أوّلها، و مهديّها وسطها، و المسيح بن مريم آخرها.
394-(3)-
عقد الدرر: عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: أبشروا أبشروا، إنّما أمّتي كالغيث، لا يدرى آخره خير أم أوّله، أو كحديقة اطعممنها فوج عاما، لعلّ آخرها فوجا يكون أعرضها عرضا و أعمقها عمقا و أحسنها حسنا، كيف تهلك أمّة أنا أوّلها و المهديّ أوسطها و المسيح آخرها؟ و لكن بين ذلك ثبج أعوج، ليس منّي و لا أنا منهم.
395-(4)-
فضائل الصحابة للسمعاني: عن أبي سعيد الخدري قال: دخلت فاطمة على أبيها صلّى الله عليه [و آله] و سلّم في مرضه و بكت و قالت: يا أبي! أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا فاطمة! إنّ الله اطّلع الى الأرض
ص: 55
اطّلاعة فاختار منهم أباك فبعثه رسولا، ثمّ اطّلع ثانية فاختار منهم بعلك، فأمرني أن ازوّجك منه فزوّجتك منه، و هو أعظم المسلمين حلما، و أكثرهم علما، و أقدمهم إسلاما، إنّا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها من الأوّلين، و لم يدركها أحد من الآخرين: نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك، و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عمّ أبيك حمزة، و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر، و منّا سبطا هذه الامّة و هما ابناك، و منّا مهديّ هذه الامّة.
قال أبو هارون العبدي: لقيت وهب بن منبّه أيّام الموسم فعرضت عليه هذا الحديث، فقال: إنّ موسى لمّا فتن قومه و اتّخذوا العجل إلها فكبر على موسى، قال الله: يا موسى، من كان قبلك من الأنبياء افتتن قومه، و إنّ أمّة أحمد أيضا ستصيبهم فتنة عظيمة من بعده حتّى يلعن بعضهم بعضا، ثمّ يصلح الله أمرهم برجل من ذرّيّة أحمد و هو المهدي.
396-(1)-
الاستيعاب: روى [جابر الصدفي] عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: يكون بعدي خلفاء، و بعد الخلفاء امراء، و بعد الامراء ملوك، و بعد الملوك جبابرة، و بعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا.رواه ابن لهيعة، عن ابن ابنه عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
397-(2)-
البيان في أخبار صاحب الزمان: الحافظ أبو الحسن محمّد بن أبي جعفر القرطبي و غيره بدمشق، و المفتي صقر بن يحيى بن صقر الشافعي و غيره بحلب، قالوا جميعا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، و
ص: 56
أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن، أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله، عن محمّد بن زكريّا الغلّابي، حدّثنا العبّاس بن بكّار، حدّثنا عبد الله، عن الأعمش، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، و خلقه خلقي، يكنّى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن و المقام، يردّ الله به الدين و يفتح له فتوحا، فلا يبقى على ظهر الأرض إلّا من يقول: لا إله إلّا الله، فقام سلمان فقال: يا رسول الله، من أيّ ولدك؟ قال: هو من ولد ابني هذا، و ضرب بيده على الحسين.
398-(1)- السنن الواردة في الفتن: حدّثنا حمزة بن عليّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا مسدّد، حدّثنا ابن شهاب، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة يملك فيها رجل من أهل بيتي.
399-(2)-
فردوس الأخبار: عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: الجنّة تشتاق إلى أربعة من أهلي، قد أحبّهم الله و أمرني بحبّهم: عليّ بن أبي طالب، و الحسن، و الحسين، و المهديّ صلّى الله عليهم الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم.
ص: 57
400-(1)-
المعجم الكبير: حدّثنا الحسن بن عليّ المعمري، حدّثنا عبد الغفّار بن عبد الله الموصلي، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تذهب الليالي و الأيّام حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
و في حديث آخر زاد: يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
401-(2)- المعجم الكبير: حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّد، حدّثنا أبو شهاب محمّد بن إبراهيم الكناني، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
402-(3)-
المعجم الكبير: حدّثنا أحمد بن محمّد الجمّال الاصفهاني، حدّثنا إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن يعقوب القمّي، عن سعد بن الحسين، عن أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يلي أمر هذه الامّة في آخر زمانها رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
403-(4)-
العرف الوردي: قال: أخرج أبو نعيم و الحاكم، عن أبي سعيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج المهديّ في أمّتي، يبعثه الله غياثا للناس، تنعم الامّة، و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا.
ص: 58
404-(1)-
الفتن: قال الوليد، عن أبي رافع اسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: تأوي إليه (يعني إلى المهديّ) امّته كما تأوي النحلة إلى يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأوّل، لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما.
405-(2)- كنز العمّال: يخرج في آخر أمّتي المهديّ، يسقيه الله الغيث، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا، و تكثر الماشية، و تعظم الامّة، يعيش سبعا أو ثمانيا [ك- عن ابن مسعود].
406-(3)-
ذكر أخبار أصبهان: حدّثنا محمّد بن الفضل بن قديد، حدّثنا الحسن بن يوسف بن سعيد المصري، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مطر المخرمي، حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا أبي المحبّر بن قحذم، عن أبيه قحذم بن سليمان، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لتملأنّ الأرض جورا و ظلما، فاذا ملئت جورا و ظلما بعث الله رجلا منّي، اسمه اسمي، فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
407-(4)-
الروضة من الكافي: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن الوشاء، عن أبي بصير، عن أحمد بن عمر قال:
قال أبو جعفر عليه السلام و أتاه رجل فقال له: إنّكم أهل بيت رحمة، اختصّكم الله تبارك و تعالى بها، فقال له: كذلك نحن و الحمد لله لا ندخل أحدا في ضلالة و لا نخرجه من هدى، إن الدنيا لا تذهب حتّى يبعث الله عز و جل رجلا منّا أهل البيت يعمل بكتاب الله، لا يرى فيكم منكرا إلّا أنكره.
408-(5)-
المعجم الأوسط: عن طلحة بن عبد الله، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: و ستكون فتنة لا يسكن منها جانب إلّا تشاجر جانب حتّى ينادي مناد من السماء: إنّ أميركم فلان.
أقول: إبهامه لعدم تصريحه بالمهدي عليه السلام غير مضرّ بالمقصود؛ لأنّ ما مضى و ما يأتي من الأخبار الكثيرة يفسّره و يرفع إبهامه.
و قال في إبراز الوهم المكنون: و قد وجدت لحديثه- يعني حديث طلحة- شاهدا.
ص: 59
قال ابن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد، عن عاصم بن عمرو البجلي: أنّ أبا امامة قال: لينادينّ باسم رجل من السماء لا ينكره الدليل، و لا يمنع منه الذليل، (ثمّ ذكر شاهدا آخر عن علي عليه السلام، سنذكره إن شاء الله تعالى).
409-(1)- الفتن لنعيم بن حمّاد: حدّثنا عبد الله بن مروان، عن العلاء بن عتبة، عن الحسن: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، و من خذلها خذله الله، حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولّيه أمرهم، فيؤيّده الله و ينصره.
410-(2)-
الفتن: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّه سيخرج الكنوز، و يقسّم المال، و يلقي الإسلام بجرانه.
411-(3)-
كنز العمال: عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب عليّ بن أبي طالب، فحمد الله و أثنى عليه (ثمّ ذكر خطبة طويلة فيها:) ألا و إني و أبرار عترتي و أهل بيتي أعلم الناس صغارا، و أحلم الناس كبارا، معنا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها محق، و من لزمها لحق، إنّا أهل الرحمة، و بنا فتحت أبواب الحكمة، و بحكم الله حكمنا، و بعلم الله علمنا، و من صادق سمعنا، فإن تتّبعونا تنجوا، و إن تتولّوا يعذّبكم الله بأيدينا، بنا فكّ الله ربق الذلّ من أعناقكم، و بنا يختم لا بكم، و بنا يلحق التالي، و إلينا يفي ء الغالي، (و فيها:) و بالله لقد علمت تأويل الرسالات، و إنجاز العدات، و تمام الكلمات، و ليكوننّ من يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر بالله، قويّ، يحكم بحكم الله، و ذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتدّ فيه البلاء و ينقطع فيه الرجاء، (و فيها بعد ذكر طائفة من الملاحم:) ألا إنّ منّا قائما، عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، ينادى عند اصطلام أعداء الله باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج و قتال، و ضنك و خبال، و قيام من البلاء على [ساق]، و إنّي لأعلم إلى من تخرج الأرض ودائعها، و تسلّم إليه خزائنها، و لو شئت أن أضرب برجلي فأقول: أخرجي من هنا بيضا و دروعا، (و فيها:) ليستخلفنّ الله خليفة يثبت على الهدى، و لا يأخذ على حكمه الرشى، إذا دعا
ص: 60
دعوات بعيدات المدى، دامغات للمنافقين، فارجات عن المؤمنين، ألا إنّ ذلك كائن على رغم الراغمين، و الحمد لله ربّ العالمين، و صلاته على سيدنا محمد خاتم النبيين.412-(1)- البيان و التبيين: عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: ألا إنّ أبرار عترتي، و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا، و أعلم الناس كبارا، ألا و إنّا أهل بيت من علم الله علمنا، و بحكم الله حكمنا، و من قول صادق سمعنا، و إن تتّبعونا تهتدوا ببصائرنا، و إن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، و معنا راية الحقّ، من تبعها لحق، و من تأخّر عنها غرق، ألا و إنّ بنا تردّ دبرة كلّ مؤمن، و بنا تخلع ربقة الذلّ من أعناقكم، و بنا غنم، و بنا فتح الله لا بكم، و بنا يختم لا بكم.
و قال ابن أبي الحديد: قال شيخنا أبو عثمان (يعني: الجاحظ) رحمه الله تعالى: و قال أبو عبيدة: و زاد فيها- يعني في الخطبة التي قال في أوّلها: ذمّتي بما أقول رهينة- في رواية جعفر بن محمّد عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام: «ألا إنّ أبرار عترتي»، ثمّ ذكر ما نقلناه عن «البيان و التبيين» إلّا أنّه قال: «فإن تتّبعوا آثارنا»، و قال: «ألا و بنا يدرك ترة كلّ مؤمن»، و قال: «عن أعناقكم»، و لم يذكر: «و بنا غنم»، و قال: «و بنا فتح لا بكم و منّا يختم لا بكم».
و قال في شرحه: و قوله في آخرها: «و بنا يختم لا بكم» إشارة الى المهديّ الذي يظهر في آخر الزمان، و أكثر المحدّثين على أنّه من ولد فاطمة عليها السلام، و أصحابنا المعتزلة لا ينكرونه، و قد صرّحوا بذكره في كتبهم، و اعترف به شيوخهم.
413-(2)-
إيضاح الإشكال: عن أبي الزعراء قال: كان عليّ بن أبي طالب يقول: إني و أطائب ارومتي، و أبرار عترتي أحلم الناس صغارا، و أعلم الناس كبارا، بنا ينفي الله الكذب، و بنا يعقر الله أنياب الذئب الكلب، و بنا يفكّ الله عنوتكم، و ينزع ربق أعناقكم، و بنا يفتح الله و يختم.
414-(3)-
شرح نهج البلاغة- الحديدي-: روى قاضي القضاة- رحمه الله تعالى- عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد- رحمه الله- بإسناد متّصل بعليّ عليه السلام أنّه ذكر المهديّ و قال: إنّه من ولد الحسين عليه
ص: 61
السلام، و ذكر حليته فقال: رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أذيل الفخذين، أبلج الثنايا، بفخذه اليمنى شامة.
و قال ابن أبي الحديد: و ذكر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في غريب الحديث.415-(1)- الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن إسرائيل بن عبّاد، عن ميمون القدّاح، عن أبي الطفيل- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم. و قال أحدهما: عن عليّ رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم. و ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن عمر بن عليّ، عن عليّ، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: بنا يختم الدين كما بنا فتح، و بنا يستنقذون من الشرك.
و قال أحدهما: من الضلالة، و بنا يؤلّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الشرك.
و قال أحدهما: الضلالة و الفتنة.
416-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن ابن لهيعة، و أخبرني عيّاش بن عبّاس، عن ابن زرير، عن عليّ رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: هو رجل من أهل بيتي.
و أخرج بطريق آخر قال: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن ابن زرير الغافقي، سمع عليّا رضي الله عنه يقول:
هو من عترة النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
417-(3)-
الفتن: حدّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، سمع عليّا رضي الله عنه يقول: المهديّ رجل منّا، من ولد فاطمة رضي الله عنها.
418-(4)-
الفتن: حدّثنا غير واحد، عن ابن عيّاش، قال:
حدّثني سالم، قال: كتب نجدة الى ابن عبّاس يسأله عن المهديّ، قال:
إنّ الله تعالى هدى هذه الامّة بأوّل هذا البيت، و يستنقذها بآخرهم، لا ينتطح فيه عنزان جمّاء(5)
و ذات قرن.
ص: 62
419-(1)- صحيح ابن حبّان: عن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم في المهديّ: إنّه يقسّم بين المسلمين فيئهم، و يعمل فيهم بسنّة نبيّهم صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، و يلقي الإسلام بجرانه الى الأرض، يمكث سبع سنين.
420-(2)-
كنز العمّال: (في حديث عن عليّ عليه السلام طويل عن رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم): يا عليّ بنا فتح الله، و بنا يختمه، بنا أهلك الأوثان و من يعبدها، و بنا يقصم كلّ جبّار و كلّ منافق، حتّى إنّا لنقتل في الحقّ مثل من قتل في الباطل، يا عليّ، إنّما مثل هذه الامّة مثل حديقة اطعم منها فوجا عاما ثمّ فوجا عاما، فلعلّ آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا، و أحسنها فرعا، و أحلاها جنى، و أكثرها خيرا، و أوسعها عدلا، و أطولها ملكا، يا عليّ، كيف يهلك الله أمّة أنا أوّلها، و مهديّنا أوسطها، و المسيح بن مريم آخرها ... الحديث.
421-(3)-
مروج الذهب: و روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: إنّ الله حين شاء تقدير الخليقة، و ذرء البريّة، و إبداع المبدعات، نصب الخلق في صور كالهباء قبل دحو الأرض و رفع السماء، و هو في انفراد ملكوته و توحّد جبروته، فأتاح نورا من نوره فلمع، و نزع قبسا من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة، فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، فقال الله عزّ من قائل: أنت المختار المنتخب، و عندك مستودع نوري، و كنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء، و أمرج الماء، و أرفع السماء، و أجعل الثواب و العقاب و الجنّة و النار، و أنصب أهل بيتك للهداية، و اوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق، و لا يعييهم خفيّ، و أجعلهم حجّتي على بريّتي، و المنبّهين على قدرتي و وحدانيّتي، ثمّ أخذ الله الشهادة عليهم بالربوبيّة و الإخلاص بالوحدانيّة، فبعد أخذ ما أخذ شاب ببصائر الخلق انتخاب محمّد و آله، و أراهم أنّ الهداية معه، و النور له، و الإمامة في آله؛ تقديما لسنّة العدل، و ليكون الإعذار متقدّما، ثمّأخفى الله الخليقة في غيبه، و غيّبها في مكنون علمه، ثمّ نصب العوامل، و بسط الزمان، و مرج الماء، و أثار الزبد، و أهاج الدخان، فطفا عرشه على الماء، فسطح الأرض على ظهر الماء، و أخرج من الماء دخانا فجعله السماء، ثمّ استجلبهما
ص: 63
إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة، ثمّ أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها، و أرواح اخترعها، و قرن بتوحيده نبوّة محمّد صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض، فلمّا خلق الله آدم أبان فضله للملائكة، و أراهم ما خصّه به من سابق العلم، من حيث عرّفه عند استنبائه إيّاه أسماء الأشياء، فجعل الله آدم محرابا و كعبة و بابا و قبلة، أسجد إليها الأبرار و الروحانيّين الأنوار، ثمّ نبّه آدم على مستودعه، و كشف له عن خطر ما ائتمنه عليه، بعد ما سمّاه إماما عند الملائكة، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا، و لم يزل الله تعالى يخبّئ النور تحت الزمان إلى أن فضّل محمّدا صلّى الله عليه [و آله] و سلّم في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهرا و باطنا، و ندبهم سرّا و إعلانا، و استدعى عليه السلام التنبيه على العهد الذي قدّمه إلى الذرّ قبل النسل، فمن وافقه و اقتبس من مصباح النور المقدّم اهتدى إلى سرّه، و استبان واضح أمره، و من أبلسته الغفلة استحقّ السخط، ثمّ انتقل النور الى غرائزنا، و لمع في أئمّتنا، فنحن أنوار السماء و أنوار الأرض، فبنا النجاة، و منّا مكنون العلم، و إلينا مصير الامور، و بمهديّنا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمّة، و منقذ الامّة، و غاية النور، و مصدر الامور، فنحن أفضل المخلوقين، و أشرف الموحّدين، و حجج ربّ العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسّك بولايتنا، و قبض على عروتنا.
فهذا ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [عليهم السلام] كرّم الله وجهه.
422-(1)-
نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة التي رواها الشريف الرضي- رضوان الله تعالى عليه- عن نوف البكالي، قال: خطبنا بهذه الخطبة بالكوفة أمير المؤمنين عليه السلام و هو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي، و عليه مدرعة من صوف، و حمائل سيفه ليف، و في رجليه نعلان من ليف، و كأنّ جبينه ثفنة بعير، فقال عليه السلام (و الخطبة طويلة، لا تجد مثلها إلّا في كلامه أو كلام ابن عمّه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ذكرها بطولها الرضيّ في نهج البلاغة ... و يسوق الكلام الى قوله عليه السلام): قد لبس للحكمة جنّتها، و أخذها بجميع أدبها، من الإقبال عليها، و المعرفة بها، و التفرّغ لها، فهي عند نفسه ضالّته التي يطلبها، وحاجته التي يسأل عنها، فهو مغترب إذا اغترب الإسلام و ضرب بعسيب ذنبه، و ألصق الأرض بجرانه، بقيّة من بقايا حجّته، خليفة من خلائف أنبيائه.
قال ابن أبي الحديد في شرحه: هذا الكلام فسّره كلّ طائفة على حسب اعتقادها، فالشيعة الإماميّة تزعم أنّ المراد به المهديّ المنتظر عندهم ... (الى أن قال): و ليس ببعيد عندي أن يريد به القائم من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم في آخر الوقت.
ص: 64
423-(1)-
ينابيع المودّة: عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في منظومته من غير ديوانه (ثمّ ذكر المنظومة) و فيها في شأن المهديّ عليه السلام:
فلله درّه من إمام سميدع *** يذلّ جيوش المشركين بصارم
و يظهر هذا الدين في كلّ بقعة *** و يرغم أنف المشركين الغواشم
ينقّي بساط الأرض من كلّ آفة *** و يرغم فيها كلّ أنف غاشم
و ينشر بسط العدل شرقا و مغربا *** و ينصر دين الله راسي الدعائم
(إلى أن قال:)
و ما قلت هذا القول فخرا و إنّما *** قد أخبرني المختار من آل هاشم
424-(2)-
الديوان:
حسين إذا كنت في بلدة *** غريبا فعاشر بآدابها
كأني بنفسي و أعقابها *** و بالكربلاء و محرابها
فتخضب منا اللحى بالدماء *** خضاب العروس بأثوابها
أراها و لم يك رأي العيان *** و اوتيت مفتاح أبوابها
مصائب تأباك من أن تردّ *** فأعدد لها قبل منتابها
سقى الله قائمنا صاحب *** القيامة و الناس في دابها
ص: 65
هو المدرك الثأر لي يا حسين *** بل لك فاصبر لأتعابها
425-(1)-
بني إذا جاشت الترك *** فانتظر ولاية مهديّ يقوم فيعدل
و ذلّ ملوك الأرض من آل هاشم *** و بويع فيهم من يلذّ و يهزل
صبيّ من الصّبيان لا رأي عنده *** و لا عنده جدّ و لا هو يعقل
فثمّ يقوم القائم الحقّ منكم *** و بالحق يأتيكم و بالحق يعمل
سميّ نبي الله روحي فداؤه *** فلا تخذلوه يا بنيّ و عجّلوا
426-(2)- الدرّ المنظّم: عن أمير المؤمنين عليه السلام: يظهر صاحب الراية المحمّديّة، و الدولة الأحمديّة، القائم بالسيف و الحان (كذا)، الصادق في المقال، يمهّد الأرض، و يحيي السنّة و الفرض.
427-(3)-
المصنّف: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التّيمي، عن الحارث بن سويد، عن عليّ [عليه السلام] قال:
ص: 66
ينقص الإسلام حتّى لا يقال: الله الله، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث قوم يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف، و الله إنّي لأعرف اسم أميرهم و مناخ ركابهم.
428-(1)-
عقد الدرر: عن أبي وائل، قال: نظر عليّ إلى الحسين عليهما السلام فقال: إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، سيخرج من صلبه رجل باسم نبيّكم، يخرج علىحين غفلة من الناس، و إماتة الحقّ، و إظهار الجور، و يفرح بخروجه أهل السماء و سكّانها، و هو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أذيل الفخذين، بفخذه الأيمن شامة، أفلج الثنايا، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
429-(2)-
الملاحم و الفتن: أخرج حديثا طويلا في حوار ابن عبّاس و معاوية، و فيه ممّا ردّ ابن عبّاس على معاوية:
و أمّا قولك: إنّ الخلافة و النبوّة لم يجتمعا لأحد، فأين قول الله عزّ و جلّ: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً(3)، فالكتاب: النبوّة، و الحكمة: السنّة، و الملك: الخلافة، نحن آل إبراهيم أمر الله فيهم و فينا واحد، و السنّة فينا و فيهم جارية.
ص: 67
و أمّا قولك: إنّ حجّتنا مشبّهة، فهي و الله أضوأ من الشمس، و أنور من القمر، و إنّك لتعلم ذلك، و لكن ثنى عطفك و صعر خدّك، قتلنا أخاك و جدّك و عمّك و خالك، فلا تبك على عظام حائلة، و أرواح زائلة في الهاوية، و لا تغضبنّ لدماء أحلّها الشرك، و وضعها الإسلام.و أمّا قولك: إنّا زعمنا أن لنا ملكا مهديّا، فالزعم في كتاب الله شكّ، قال الله سبحانه و تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَ (1) فكلّ يشهد أنّ لنا ملكا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد ملّكه الله فيه، و إنّ لنا مهديّا لو لم يبق إلّا يوم واحد لبعثه لأمره، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما ... الحديث. و فيه التصريح على نزول عيسى، و صلاته خلفه.
430-(2)-
الملاحم و الفتن: في الباب الثامن و العشرين، فيما ذكره أيضا من كتاب محمّد بن جرير الطبري الذي سمّاه «عيون أخبار بني هاشم» في مناظرة ابن عبّاس لمعاوية في إثبات أمر المهديّ، فقال ابن عبّاس لمعاوية ما هذا لفظه:
أقول: إنّه ليس حيّ من قريش يفخرون بأمر إلّا و إلى جانبهم من يشركهم فيه، إلّا بني هاشم فإنّهم يفخرون بالنبوّة التي لا يشاركون فيها، و لا يساوون بها، و لا يدافعون عنها، و أشهد أنّ الله تبارك و تعالى لم يجعل من قريش محمّدا إلّا و قريش خير البريّة، و لم يجعله من بني هاشم إلّا و هاشم خير من (3)
قريش، و لم يجعله من بني عبد المطّلب إلّا و هم خير بني هاشم، و لسنا نفخر عليكم إلّا بما تفخرون به على العرب، و هذه أمّة مرحومة، فمنها نبيّها و مهديّها، و مهديّ آخرها، لأنّ بنا فتح الأمر و بنا يختم، و لكن [لكم- ظ] ملك معجّل و لنا ملك مؤجّل، فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك، لأنّا أهل العاقبة، و العاقبة للمتّقين.
431-(4)-
السنن الواردة في الفتن: حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدّثنا قاسم، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا القاسم بن الفضل، حدّثني ابن عمير المهجري، عن أبي الصدّيق قال: قال أبو سعيد الخدري و هو قاعد في أصل منبر النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم و له حنين، قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكّرت النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم و مقعده على هذا المنبر، قال: إنّ من أهل بيتي الأقنى الأجلى يأتي الأرض و قد ملئت ظلما و جورا فيملأها قسطا و عدلا، يعيش هكذا، و أومأ بيده سبعا أو تسعا.
ص: 68
432-(1)- الاحتجاج: في حديث طويل رواه بإسناده عن سيف ابن عميرة، و صالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمّد الحضرمي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في خطبته الطويلة في غدير خمّ:
معاشر الناس، النور من الله عزّ و جلّ فيّ مسلوك، ثمّ في عليّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهديّ الّذي يأخذ بحقّ الله و بكلّ حقّ هو لنا ...
إلى أن قال بعد التنصيصات الكثيرة على ولاية عليّ و الأئمّة من ولده عليهم السلام: معاشر الناس، إنّي نبيّ، و عليّ وصيّ، ألا إنّ خاتم الأئمّة منّا القائم المهديّ، ألا إنّه الظاهر على الدين، ألا إنّه المنتقم من الظالمين، ألا إنّه فاتح الحصون و هادمها، ألا إنّه قاتل كلّ قبيلة من أهل الشرك، ألا إنّه مدرك بكلّ ثأر لأولياء الله، ألا إنّه الناصر لدين الله، ألا إنّه الغرّاف في بحر عميق، ألا إنّه يسم كلّ ذي فضل بفضله و كلّ ذي جهل بجهله، ألا إنّه خيرة الله و مختاره، ألا إنّه وارث كلّ علم و المحيط به، ألا إنّه المخبر عن ربّه عزّ و جلّ و المنبّه بأمر إيمانه، ألا إنّه الرشيد السديد، ألا إنّه المفوّض إليه، ألا إنّه قد بشّر به من سلف بين يديه، ألا إنّه الباقي حجّة و لا حجّة بعده و لا حقّ إلّا معه و لا نور إلّا عنده، ألا انّه لا غالب له و لا منصور عليه.
433-(2)-
البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: عن محمّد بن الحنفيّة- رضي الله عنه- قال: كنّا عند عليّ عليه السلام فسأله رجل عن المهديّ، فقال: هيهات هيهات، ثمّ عقد بيده تسعا، فقال: ذلك يخرج في آخر الزمان،
ص: 69
إذا قيل للرجل: الله الله، قيل [قتل- ظ]، فيجمع الله له قوما قزعا كقزع السحاب، يؤلّف بين قلوبهم، لا يستوحشون على أحد، و لا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون، و لا يدركهم الآخرون، و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر معه.
434-(1)-
عقد الدرر: عن سالم الأشلّ قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام يقول: نظر موسى عليه السلام في السفر [الأوّل- خ] إلى ما يعطى قائم آل محمّد صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، فقال موسى: ربّ اجعلني قائم آل محمّد، فقيل له: إنّ ذلك من ذرّيّة أحمد، فنظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك، فقال مثل ذلك، فقيل له مثل ذلك، ثمّ نظر في السفر الثالث فرأى مثله، فقال مثله، فقيل له مثله.
435-(2)-
مسند أبي يعلى: حدّثنا أبو بكر بن أبي النصر، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثني المرجّى بن رجاء اليشكري، حدّثنا عيسى بن هلال، عن بشير بن نهيك، قال: سمعت أبا هريرة يقول: حدّثني خليلي أبو القاسم صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ، قال: قلت:
و كم يكون؟ قال: خمس و اثنين، قال: قلت: و ما خمس و اثنين؟ قال:لا أدري.
ص: 70
436-(1)-
كنز العمّال: عن عديّ بن حاتم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّه لا تقوم الساعة حتّى يفتح القصر الأبيض الّذي في المدائن، و لا تقوم الساعة حتّى تسير الظعينة من الحجاز إلى العراق آمنة لا تخاف شيئا- فقد رأيتهما جميعا- و لا تقوم الساعة حتّى يكون على الناس إمام يحثي المال حثيا (ابن النجّار).
437-(2)-
مسند أبي يعلى: حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار أبو أيّوب، حدّثنا سهل بن عامر، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر، و انقطاع من الزمان، إمام يكون أعطى الناس، يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمّه من يقبل عنه صدقة ذلك المال ما بينه و بين أهله، لما يصيب الناس من الخير.
438-(3)-
الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، قال: سمعت عبد الله بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليّا- رضي الله عنه- يقول: الفتن أربع: فتنة السرّاء، و فتنة الضرّاء، و فتنة كذا، فذكر معدن الذهب، ثمّ يخرج رجل من عترة النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يصلح الله على يديه أمرهم.
439-(4)-
السنن الواردة في الفتن: حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدّثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، عن عمّار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: خرجنا حجّاجا فجئت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: من [أين] أنتم يا رجل؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: فكن إذا من أهل الكوفة، قال: فقلت: أنا منهم، قال: فإنّهم أسعد الناس بالمهديّ.
440-(5)- السنن الواردة في الفتن: حدّثنا عبد الله بن فضيل، حدّثنا عباب بن هارون، قال: حدّثنا الفضل بن عبيد الله، قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن يحيويه النيسابوري، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن سلمة، عن أبي الواصل بن عبيد، قال: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تزال طائفة من أمّتي تقاتل عن الحقّ حتّى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس، ينزل على المهديّ، فيقال له: تقدّم يا نبيّ الله فصلّ بنا، فيقول إنّ هذه الامّة أمين بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عزّ و جلّ.
ص: 71
441-(1)-
الفتن: حدّثنا عبد الله بن مروان، عن العلاء بن عتبة، عن الحسن: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، و من خذلها خذله الله، حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي، فيولّيه أمرهم فيؤيّده الله بنصره.
442-(2)-
الفتن: حدّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهديّ بمكّة بعث إليه بالبيعة.
443-(3)-
الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن عليّ- رضي الله عنه- قال: يلتقي السفياني و الرايات السود فيهم شابّ من بني هاشم في كفّه اليسرى خال، و على مقدّمته رجل من بني تميم يقال له: شعيب بن صالح بباب اصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود و يهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنّى الناس المهديّ و يطلبونه.
444-(4)-
الفتن: حدّثنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله التيهرتي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: تخرج من المشرق رايات سود لبني العبّاس، ثمّ يمكثون ما شاء الله، ثمّ تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان و أصحابه من قبل المشرق، يؤدّون الطاعة إلى المهديّ.
445-(5)- نهج البلاغة: حتى يطلع الله لكم من يجمعكم و يضمّ نشركم، فلا تطمعوا في غير مقبل، و لا تيأسوا من مدبر، فإنّ المدبر عسى أن تزلّ به إحدى قائمتيه، و تثبت الاخرى فترجعا حتّى تثبتا جميعا، ألا إنّ مثل آل
ص: 72
محمّد صلّى الله عليهم كمثل نجوم السماء، إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع، و أراكم ما كنتم تأملون.
446-(1)- شرح نهج البلاغة (لابن ميثم): يا قوم اعلموا علما يقينا أنّ الّذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليّتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من أمر جاهليّتكم، و ذلك أنّ الامّة كلّها يومئذ جاهليّة إلّا من رحم الله، فلا تعجلوا فيعجل الخرق بكم، و اعلموا أنّ الرفق يمن، و في الأناة بقاء و راحة، و الإمام أعلم بما ينكر، و لعمري لينزعنّ عنكم قضاة السوء، و ليقبضنّ عنكم المراضين، و ليعزلنّ عنكم امراء الجور، و ليطهّرنّ الأرض من كلّ غاشّ، و ليعملنّ فيكم بالعدل، و ليقومنّ فيكم بالقسطاس المستقيم، و ليتمنّينّ أحياؤكم لأمواتكم الكرّة عمّا قليل، فيعيشوا إذا، فإنّ ذلك كائن، لله أنتم بأحلامكم، كفّوا ألسنتكم، و كونوا من وراء معايشكم، فإنّ الحرمان سيصل إليكم و إن صبرتم و احتسبتم و ائتلفتم، إنّه طالب وتركم، و مدرك لثأركم، و آخذ بحقّكم، و اقسم بالله قسما حقّا إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.
447-(2)-
الدرّ المنثور: أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس، قال:قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: أصحاب الكهف أعوان المهدي.
و في تفسير الثعلبي في قصّة أصحاب الكهف كما نقل عنه في «عقد الدرر» و «البرهان» و «العمدة» و «الطرائف» قال: و أخذوا مضاجعهم، فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهديّ عليه السلام، فقال: إنّ المهديّ يسلّم عليهم فيحييهم الله عزّ و جلّ له، ثمّ يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة.
ص: 73
448-(1)-
عقد الدرر: عن سيف بن عمير، قال: كنت عند أبي جعفر المنصور فقال لي ابتداء: يا سيف بن عمير لا بدّ من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب، فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟ قال: إي و الذي نفسي بيده لسماع اذناي له، فقلت:
يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا، فقال: يا سيف، إنّه الحقّ، و إذا كان (كذلك) فنحن أولى من يجيبه، أما إنّ النداء إلى رجل من بني عمّنا، فقلت: رجل من ولد فاطمة عليها السلام؟، قال:
نعم يا سيف، لو لا أنّي سمعته من أبي جعفر محمّد بن عليّ و حدّثني به أهل الأرض كلّهم ما قبلته، و لكنّه محمّد بن عليّ عليهما السلام.
449-(2)-
الأمالي: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحسين [الحسن] الكناني، عن جدّه، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إنّ الله عزّ و جلّ أنزل على نبيّه صلّى الله عليه و آله و سلّم كتابا قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمّد، هذا الكتاب وصيّتك إلى النجيب من أهلك، فقال: و من النجيب من أهلي يا جبرئيل؟ فقال:
عليّ بن أبي طالب، و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّ الى عليّ عليه السلام و أمره أن يفكّ خاتما منها و يعمل بما فيه، ففكّ عليه السلام خاتما و عمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففكّ خاتما و عمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى الحسين عليه السلام ففكّ خاتما فوجد فيه: أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلّا معك، و اشتر نفسك لله عزّ و جلّ، ففعل، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين ففكّ خاتما فوجد فيه:اصمت و الزم منزلك و اعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين، ففعل، ثمّ دفعه إلى محمّد بن عليّ عليهما السلام ففكّ خاتما فوجد فيه: حدّث الناس و أفتهم، و لا تخافنّ إلّا الله فإنّه لا سبيل لأحد عليك، ثمّ دفعه إليّ ففككت خاتما فوجدت فيه: حدّث الناس و أفتهم، و انشر علوم أهل بيتك و صدّق آباءك من الصالحين، و لا تخافنّ أحدا إلّا الله، و أنت في حرز و أمان، ففعلت، ثمّ أدفعه إلى موسى بن جعفر، ثمّ يدفعه موسى إلى الذي من بعد، ثمّ كذلك أبدا إلى قيام المهديّ عليه السلام.
450-(3)-
الأمالي: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال:
ص: 74
حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لمّا عرج بي إلى السماء السابعة و منها إلى سدرة المنتهى، و من السدرة إلى حجب النور ناداني ربّي جلّ جلاله: يا محمّد، أنت عبدي و أنا ربّك، فلي فاخضع، و إيّاي فاعبد، و عليّ فتوكّل، و بي فثق، فإنّي قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيّا، و بأخيك عليّ خليفة و بابا، فهو حجّتي على عبادي، و إمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، و به يميّز حزب الشيطان من حزبي، و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي، و بك و به و بالأئمّة من ولده أرحم عبادي و إمائي، و بالقائم منكم أعمّر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تمجيدي، و به اطهّر الأرض من أعدائي و اورثها أوليائي، و به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي العليا، و به احيي عبادي [و به اخبر عبادي بعلمي و احيي بلادي- خ] و بلادي بعلمي، و له اظهر الكنوز و الذخائر بمشيّتي، و إيّاه اظهر على الأسرار و الضمائر بإرادتي، و امدّه بملائكتي لتؤيّده على إنفاذ أمري و إعلان ديني، ذلك وليّي حقّا، و مهديّ عبادي صدقا.
451-(1)-
الأمالي للشيخ: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يسار بن أبي العجوز السمسار، قال:
حدّثنا مجاهد بن موسى الختلي، قال: حدّثنا عبّاد بن عبّاد، عن مجالد ابن سعيد، عن جبر [جبير- خ] بن نوف أبي الودّاك، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: و الله ما يأتي علينا عام إلّا و هو شرّ منالماضي، و لا أمير إلّا و هو شرّ ممّن كان قبله، فقال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول ما تقول، و لكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يزال بكم الأمر حتّى يولد في الفتنة و الجور من لا يعرف عندها [غيرها- خ]، حتّى تملأ الأرض جورا فلا يقدر أحد يقول: الله، ثمّ يبعث الله عزّ و جلّ رجلا منّي و من عترتي، فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا، و يخرج له أفلاذ كبدها(2)،
و يحثو المال حثوا و لا يعدّه عدّا، و ذلك حتّى يضرب الإسلام بجرانه.
ص: 75
452-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلّعكبريّ، عن أبي عليّ الرازي، عن ابن أبي دارم، عن عليّ بن العبّاس السندي المقانعي، عن محمّد بن هاشم القيسي، عن سهل بن تمام البصري، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
المهديّ يخرج في آخر الزمان.
453-(2)-
غيبة الشيخ: عنه (يعني: محمّد بن إسحاق) عن المقانعي، عن بكّار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن تليد، عن أبي الجحّاف، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أبشروا بالمهديّ- قال [قالها- خ] ثلاثا- يخرج على حين اختلاف من الناس و زلزال شديد، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يملأ قلوب عباده عبادة، و يسعهم عدله.
454-(3)-
غيبة الشيخ: بالإسناد المذكور عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري، عن عبد المؤمن، عن الحارث بن حصيرة، عن عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول على المنبر: إنّ المهديّ من عترتي من أهل بيتي، يخرج في آخر الزمان، ينزل له السماء قطرها، و تخرج له الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملأها القوم ظلما و جورا.
455-(4)- غيبة الشيخ: محمّد بن إسحاق، عن المقانعي، عن جعفر بن محمّد الزهري، عن إسحاق بن منصور، عن قيس بن الربيع و غيره، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا تذهب الدنيا حتّى يلي أمّتي رجل من أهل بيتي يقال له: المهديّ.
456-(5)-
غيبة الشيخ: أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمّد ابن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حديث طويل: فعند ذلك خروج المهديّ، و هو رجل من ولد هذا، و أشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، به يمحق الله الكذب، و يذهب
ص: 76
الزمان الكلب، و به يخرج ذلّ الرقّ من أعناقكم، ثمّ قال: أنا أوّل هذه الامّة، و المهديّ أوسطها، و عيسى آخرها، و بين ذلك شيخ أعوج.
457-(1)-
الأمالي للصدوق: ابن المتوكّل، عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول:
لكلّ اناس دولة يرقبونها *** و دولتنا في آخر الدهر تظهر
458-(2)- دلائل الإمامة: حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سمرة بن حجر، عن حمزة النصيبي، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت عند النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم إذ مرّ فتية من بني هاشم كأنّ وجوههم المصابيح، فبكى النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، قلت: ما يبكيك يا رسول الله؟قال: إنّا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، و سيصيب أهل بيتي قتل و تطريد و تشريد في البلاد، حتّى يتيح الله لنا راية تجي ء من المشرق يهزّها هزّ، و من يشاقّها يشاقّ، ثمّ يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي و خلقه كخلقي، تؤوب إليه أمّتي كما تؤوب الطير إلى أوكارها، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
و روي أيضا عن ابن مسعود نحو من هذا الحديث بطرق مختلفة.
459-(3)-
دلائل الإمامة: أخبرني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن مسلم بن البراء الجعابي، قال: حدّثنا أبو الحسن عبد الله بن محمّد بن العبّاس الرازي القمي، عن أبيه، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين، عن أخيه الحسن، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يقوم قائم
ص: 77
الحقّ، و ذلك حتّى يأذن الله عزّ و جلّ له، من تبعه نجا، و من تخلّف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه و لو حبوا على الثلج، فإنّه خليفة الله و خليفتي.
460-(1)-
دلائل الإمامة: و بإسناده (يعني: أبا الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه)، عن أبي عليّ النهاوندي، قال: حدّثنا إسحاق، عن يحيى بن سليم، عن هشام بن حسّان، عن المعلّى بن أبي المعلّى، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أبشروا بالمهديّ، فإنّه يأتي في آخر الزمان على شدّة و زلازل، يسع الله له الأرض عدلا و قسطا.
461-(2)-
دلائل الإمامة: و عنه (يعني: محمّد بن هارون بن موسى)، عن أبيه أبي محمّد هارون بن موسى، قال: حدّثني أبو علي الحسن بن محمّد النهاونديّ، قال: حدّثني أحمد بن زهير، قال: حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد القدّوس، عن الأعمش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من ولدي يوافق اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
462-(3)- دلائل الإمامة: و أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون قال: حدّثنا أبي هارون ابن موسى، قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري، قال: حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين العرني، قال: حدّثنا يحيى ابن يعلى الأسلمي، و عليّ بن القاسم الكندي، و يحيى بن المساور، عن عليّ بن المساور، عن عليّ بن الحزوّر، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث عن علي عليه السلام قال في آخره:) و المهديّ منّا في آخر الزمان، لم يكن في أمّة من الامم مهديّ ينتظر غيره.
463-(4)-
غيبة الشيخ: أحمد بن إدريس، عن عليّ بن الفضل، عن أحمد بن عثمان، عن أحمد بن رزّاق، عن يحيى بن العلاء الرازي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينتج الله تعالى في هذه الامّة رجلا منّي و أنا منه، يسوق الله تعالى به بركات السماوات و الأرض فتنزل السماء قطرها، و تخرج الأرض بذرها، و تأمن وحوشها و سباعها، و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و يقتل حتّى يقول الجاهل: لو كان هذا من ذريّة محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم لرحم.
ص: 78
464-(1)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي، يحكم بحكومة آل داود و لا يسأل بيّنة، يعطي كلّ نفس حقّها.
465-(2)-الإرشاد: أبو القاسم؛ جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه؛ و عليّ بن محمّد القاساني جميعا، عن زكريّا بن يحيى بن النعمان البصري، قال سمعت عليّ بن جعفر بن محمّد يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين، فقال في حديثه: لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام لمّا بغى عليه إخوته و عمومته (و ذكر حديثا طويلا حتّى انتهى إلى قوله:) فقمت و قبضت على يد أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا، و قلت له: أشهد أنّك إمامي عند الله عزّ و جلّ، فبكى الرضا عليه السلام ثمّ قال: يا عمّ، أ لم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول الله صلّى الله عليهو آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة(3)،
يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه و جدّه صاحب الغيبة فيقال: مات أو هلك، أو أيّ واد سلك، فقلت: صدقت جعلت فداك.
466-(4)-
نفس المهموم: عن الكامل البهائي، عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام في خطبته المعروفة التي خطبها بدمشق: إنّ الله تعالى أعطانا الحلم، و العلم، و الشجاعة، و السخاوة، و المحبّة في قلوب المؤمنين، و منّا: رسول الله، و وصيّه، و سيّد الشهداء، و جعفر الطيّار في الجنّة، و سبطا هذه الامّة، و المهديّ الذي يقتل الدجّال.
ص: 79
467-(1)-
مقاتل الطالبيين: (في ذكر مقتل زيد بن عليّ و السبب فيه) قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: فحدّثني الحسن بن عليّ الآدمي، قال: حدّثنا أبو بكر الجبلي، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن العنبري، قال: حدّثنا موسى بن محمّد، قال: حدّثنا الوليد بن محمّد الموقري، قال: كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعّابين، فقال لي: يا وليد، انظر ما هذا؟ فأشرفت من كوّة في بيته، فقلت: هذا رأس زيد بن عليّ، فاستوى جالسا ثمّ قال: أهلك أهل هذا البيت العجلة، فقلت له: أو يملكون؟ قال: حدّثني عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن فاطمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لها:
المهديّ من ولدك.
468-(2)-
الأمالي (الشهيرة بالأمالي الخميسيّة): في حديث أخرجه بسنده عن عليّ عليه السلام: و الّذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم يطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك الأرض رجل منّي، يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، فإذا كان ذلك لم تظنّوا فيه برمح، و لمتضربوا فيه بسيف، و لم ترموا فيه بحجر، فاحمدوا الله، فإذا كان كذلك و رأيتم الرجل من بني اميّة غرق في البحر فطؤوه على رأسه، فو الّذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو لم يبق منهم إلّا رجل واحد لبغى لدين الله عزّ و جلّ شرّا.
469-(3)-قرب الإسناد: محمّد بن عيسى، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه، قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: منّا سبعة، خلقهم الله عزّ و جلّ لم يخلق في الأرض مثلهم:
منّا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سيّد الأوّلين و الآخرين و خاتم النبيّين، و وصيّه خير الوصيّين، و سبطاه خير الأسباط: حسنا و حسينا، و سيّد الشهداء حمزة عمّه، و من قد طاف [من طار- خ] مع الملائكة جعفر، و القائم.
470-(4)-كامل الزيارات: [قال:] و بالأسانيد السابقة عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدّثني جماعة مشايخي منهم: أبي، و محمّد بن الحسن، و عليّ بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي عبد الله زكريّا المؤمن، عن ابن مسكان، عن زيد مولى ابن هبيرة، قال:
قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
ص: 80
خذوا بحجزة هذا الأنزع، فانّه الصدّيق الأكبر، و الهادي لمن اتّبعه، من سبقه مرق عن الدين، و من خذله محقه الله، و من اعتصم به اعتصم بحبل الله، و من أخذ بولايته هداه الله، و من ترك ولايته أضلّه الله، و منه سبطا أمّتي الحسن و الحسين و هما ابناي، و من ولد الحسين عليه السلام الأئمّة الهداة و القائم المهديّ عليهم السلام، فأحبّوهم و تولّوهم، و لا تتّخذوا عدوّهم وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم، و ذلّة في الحياة الدنيا، و قد خاب من افترى.
471-(1)-
مختصر بصائر الدرجات: محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن الحسين الميثمي، عن محمّد بن الحسين، عن أبان بن عثمان، عن موسى الحنّاط، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيّام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم عليه السلام، و يوم الكرّة، و يوم القيامة(2).
ص: 81
472-(1)- المسترشد: حدّثنا أبو حفص عمر بن علي بن يحيى، قال: حدّثنا قيس بن حفص، قال: حدّثنا يونس، عن عليّ بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام قال: إذا جمع الله الأوّلين و الآخرين فخير الناس سبعة كلّهم من ولد عبد المطلب: يدعى نبيّكم خير الأنبياء من ولد عبد المطّلب، و وصي نبيكم سيد الأوصياء من ولد عبد المطلب، و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة من ولد عبد المطّلب، و حمزة سيّد الشهداء من ولد عبد المطّلب، و جعفر ذو الجناحين من ولد عبد المطّلب، و المهديّ الذي يخرج في آخر الزمان من ولد عبد المطّلب، نحلة من الله لم يعط الأوّلين و الآخرين مثلها.
473-(2)-
سنن أبي داود: قال هارون، حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن الحسن، عن هلال بن عمرو، قال:سمعت عليّا رضي الله عنه يقول: قال النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث بن حرّاث، على مقدّمته رجل يقال له: منصور، يواطئ- أو يمكّن- لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، وجب على كلّ مؤمن نصره، أو قال: إجابته.
474-(3)-
عيون أخبار الرضا عليه السلام: قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدّثني الحسين بن أحمد بن الفضل إمام جامع الأهواز، قال: حدّثنا بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصري غلام الخليل المحلمي، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر ابن محمّد عليهم السلام، قال: لا يكون القائم إلّا إمام بن إمام، و وصيّ ابن وصيّ.
475-(4)-
الخصال: بإسناده عن عليّ عليه السلام في حديث سبعين منقبة لعلي عليه السلام لم يشركه فيها أحد من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم [قال:] و أمّا الثالثة و الخمسون، فإنّ الله لن يذهب بالدنيا حتّى يقوم منّا القائم، يقتل مبغضينا، و لا يقبل الجزية، و يكسر الصليب و الأصنام، و تضع الحرب أوزارها، و يدعو إلى أخذ المال فيقتسمه بالسويّة، و يعدل في الرعية.
ص: 82
476-(1)-شرح الأخبار: و عن مجاهد يرفعه (و ذكر أخبارا ممّا يكون) أنه قال: ثمّ بعث قائم آل محمّد في عقابه لهم أدقّ في أعين الناس من الكحل، يفتح الله عليه مشارق الأرض و مغاربها، ألا و هم المؤمنون حقّا، ألا و انّه خير الجهاد في آخر الزمان.
477-(2)-شرح الأخبار: من رواية ابن سلام بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّه قال: الفتن ثلاث: فتنة السرّاء، و فتنة الضرّاء، و فتنة يمحّص فيها الناس تمحيص ذهب المعدن، و لا يزالون كذلك حتّى يخرج رجل منّا عترة النبي صلّى الله عليه و آله فيصلح الله أمرهم.478-(3)- شرح الأخبار: روى عبد الله بن جبلة بإسناده عن عليّ عليه السلام أنّه قال: ليخرجنّ الإسلام نادّا من أيدي الناس كأنّه البعير الشارد من الإبل، لا يردّه الله إلّا برجل منّا.
479-(4)-شرح الأخبار: و في رواية اخرى عن عليّ عليه السلام أنّه قال: كأنّي أنظر الى دينكم مولّيا يحصحص بذنبه، ليس بأيديكم منه شي ء حتّى يردّه الله عليكم برجل منّا.
480-(5)-شرح الأخبار: روي عن رسول الله صلّى الله عليه و آله أنّه ذكر المهديّ فقال: من رآه فليتابعه و لو حبوا على الثلج- النار- فإنّه خليفة الله في أرضه.
و يدلّ عليه بالمطابقة أو الالتزام أو تفسير سائر الروايات: الأحاديث 1 إلى 352، 481 إلى 715، 719 إلى 807، 864 إلى 870، 872، 876، 878، 881 إلى 912، 918، 928، 932، 933، 936، 941، 943، 951، 956 إلى 969، 971 إلى 973، 975 إلى 1029، 1039 إلى 1041، 1043، 1049، 1055، 1059 إلى 1062، 1083، 1086 إلى 1118، 1123 إلى 1169، 1173، 1175 إلى 1177، 1179 إلى 1186، 1195 إلى 1206، 1211 إلى 1223، 1228 إلى 1238، 1240، 1241، 1243، 1244، 1246 إلى 1249، 1251 إلى 1256، 1258 إلى 1261، 1266، 1267، 1270، 1271 إلى 1274، 1276، 1277.
ص: 83
481-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن الشيخ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- رضي الله عنها- عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: هو رجل من عترتي، يقاتل على سنّتي كما قاتلت أنا على الوحي.
482-(2)- الفتن: حدّثنا الوليد، عن ابن لهيعة، و أخبرني عيّاش ابن عبّاس، عن ابن زرير، عن علي رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: هو رجل من أهل بيتي.
و حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن ابن زرير الغافقي سمع عليّا رضي الله عنه يقول: هو من عترة النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
483-(3)-
جواهر العقدين: [قال] و لأحمد و ابن ماجة و غيرهما عن عليّ رضي الله عنه رفعه: المهديّ منّا، يختم الدين بنا كما فتح بنا.
484-(4)-
المعجم الكبير: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا واصل بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عثمان بن عبد الله بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، و خلقه خلقي، يملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.
ص: 84
485-(1)-
صفة المهديّ: عن عبد الله بن عمر أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.
486-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد، و قال: [حدّثنا] أبو رافع، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: هو من عترتي.
487-(3)- الفتن: حدّثنا القاسم بن ملك المزني، عن ياسين بن سيّار، قال: سمعت إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة، قال: حدّثني أبي، حدّثني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهديّ منّا أهل البيت.
488-(4)-الفتن (لأبي يحيى زكريّا بن يحيى بن الحارث البزّاز)-:
[قال زكريّا:] و حدّثنا عبد القدّوس العطّار، قال: حدّثنا عمرو بن عاصم، قال: حدّثنا عمران القطّان، قال: حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهديّ منّا أهل البيت.
489-(5)-المعجم الأوسط: حدّثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حبّان، قال: حدّثنا محمّد بن سفيان الحضرمي، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب [عليه السلام] أنّه قال للنبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: أمنّا المهديّ أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منّا، [بنا] يختم الله كما بنا فتح، و بنا يستنقذون من الشرك، و بنا يؤلّف الله بين قلوبهم بعد عداوة بيّنة كما بنا ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك، قال علي [عليه السلام]:
أ مؤمنون أم كافرون؟ فقال: مفتون و كافر.
ص: 85
490-(1)-
المعجم الصغير: حدّثنا أحمد بن محمّد بن العبّاس القنطري، حدّثنا حرب بن الحسن الطحّان، حدّثنا حسين بن الحسن الأشقر، حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية- يعني ابن ربعي- عنأبي أيّوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم لفاطمة [عليها السلام]: نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عمّ أبيك حمزة، و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو ابن عمّ أبيك جعفر، و منّا سبطا هذه الامّة الحسن و الحسين و هما ابناك، و منّا المهدي.
أقول: أخرج ابن المغازلي تمام الحديث بسنده الذي ينتهي الى عباية، عن أبي أيّوب الأنصاري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة صلّى الله عليها تعوده و هو ناقه من مرضه، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتّى خرجت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة، إنّ الله عزّ و جلّ اطّلع الى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا، ثمّ اطّلع إليها ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته و اتّخذته وصيّا، أ ما علمت يا فاطمة أنّ لكرامة الله إيّاك زوّجك أعظمهم حلما، و أقدمهم سلما، و أعلمهم علما، فسرّت بذلك فاطمة فاستبشرت، ثمّ قال لها رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يا فاطمة، لعليّ ثمانية أضراس ثواقب: إيمان بالله و برسوله، و حكمته، و تزويجه فاطمة، و سبطاه الحسن و الحسين، و أمره بالمعروف، و نهيه عن المنكر، و قضاؤه بكتاب الله عزّ و جلّ، يا فاطمة، إنّا أهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين و لا الآخرين قبلنا، أو قال: و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا: نبيّنا أفضل الأنبياء و هو أبوك، و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عمّ أبيك، و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر ابن عمّك، و منّا سبطا هذه الامّة و هما ابناك، و منّا و الذي نفسي بيده مهديّ هذه الامّة.
و يدل عليه بالمطابقة أو الالتزام أو تفسير سائر الروايات الأحاديث:
65، 70، 72، 80، 81، 83، 91، 95، 113، 118، 120، 125، 126، 127، 129، 132، 134، 136، 143، 149، 153، 158، 159، 160، 167، 168، 169، 170، 173، 175، 176، 177، 178،
ص: 86
181، 183، 191، 193، 194، 196، 205 إلى 309، 317، 318، 321، 323، 324، 325، 327، 336، 339، 345، 346، 349، 350، 353 إلى 357، 359، 360، 362 إلى 367، 370، 371، 373 إلى 378، 382، 385، 390، 395، 396، 398، 400، 401، 402،406، 407، 411، 414، 416، 417، 418، 434، 435، 438، 450، 451، 456، 458، 461، 463 إلى 470، 475، 478، إلى 480، 492، 494، 496، إلى 499، 500، 502، إلى 509، 516، إلى 572، 575، 578، 580، 581، 586، 588، 590، 591، 595، 597، 603، 608، 609، 610، 613، 624، 625، 641، 645، 653، 654، 670، 685، 726، 757، 771، 780، 786، 787، 789 إلى 807، 859، 902، 903، 904، 918، 928، 932، 939، 942، 956، 958، 960، 973، 974، 1105، 1113، 1116، 1130، 139، 1140، 1158، 1159، 1160، 1162، 1164، 1165، 1168، 1169، 1175، 1178، 1179، 1180، 1184، 1191، 1198، 1205، 1212، 1216 إلى 1219، 1223، 1230، 1235، 1237، 1240، 1243، 1246، 1251، 1252 إلى 1256، 1260، 1264، 1272، 1274.
و كنيته كنيته، و أنّه أشبه الناس به شمائل و أقوالا و أفعالا، و أنّه يعمل بسنّته و فيه 54 حديثا
491-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن أبي رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: اسم المهديّ اسمي.
492-(2)-
عقد الدرر: عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، و كنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
ص: 87
493-(1)- البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: قال: و أخرج أيضا (يعني: نعيم بن حمّاد) عن عليّ عليه السلام، قال: اسم المهديّ محمّد.
494-(2)-
سنن الداني: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل من أهل بيتي، و يعمل بسنّتي، و ينزل الله له البركة من السماء، و تخرج له الأرض بركتها، و تملأ به عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و يعمل على هذه الامّة سبع سنين، و ينزل ببيت المقدس.
495-(3)-العرف الوردي: و أخرج أيضا (يعني: نعيم) عن ابن مسعود، عن النبي عليه الصلاة و السلام قال: اسم المهديّ محمّد.
496-(4)-عقد الدرر: عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يلي الأرض رجل من أهل بيتي، اسمه كاسمي.
[قال:] أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي.
497-(5)-
كمال الدين: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور- رضي الله عنه-، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: المهدي منولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، يكون له غيبة و حيرة تضلّ فيها الامم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب، يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
ص: 88
498-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن، و محمّد بن موسى المتوكّل- رضي الله عنهم- قالوا: حدّثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، و محمّد بن يحيى العطّار جميعا، قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم، و أحمد بن أبي عبد الله البرقي، و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعا، قالوا:
حدّثنا أبو علي الحسن بن محبوب السرّاد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: المهدي من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، تكون له غيبة و حيرة حتّى تضلّ الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
499-(2)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله بن جعفر الهمداني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: القائم من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، و شمائله شمائلي، و سنّته سنّتي، يقيم الناس على ملّتي و شريعتي، و يدعوهم إلى كتاب ربّي عزّ و جلّ، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنكره في غيبته فقد أنكرني، و من كذّبه فقد كذّبني، و من صدّقه فقد صدّقني، إلى الله أشكو المكذّبين لي في أمره، و الجاحدين لقولي في شأنه، و المضلّين لامّتي عن طريقته وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
و يدلّ عليه الأحاديث: 245، 255، 265، 272، 279، 288، 289، 321، 339، 354، 355، 357، 397، 400، 402، 406، 409، 428، 441، 461، 484، 485، 506 (و فيه: له اسمان: اسم يخفى و اسم يعلن)، 525، 529 (و فيه: يكنّى أبا عبد الله)، 535، 544 (و فيه ما يدلّ على أنّ من كناه كنية مولانا الباقر عليه السلام)، 546 (و فيه أنه ذو اسمين: خلف و محمّد)، 562، 563،564، 569، 597، 653 (و فيه: يحرم عليهم تسميته)، 693، 726، 784، 791، 792، 797، 799، 800 (و فيه: كنّي بجعفر)، 804، 806، 810 (و فيه:
ص: 89
و لا يحلّ لأحد تسميته باسمه أو بكنيته).
500-(1)-
صفة المهدي: عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: المهدي منا أهل البيت، رجل من أمّتي، أشمّ الأنف، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
501-(2)-
المصنّف: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، قال: إنّ المهدي أقنى أجلى.
502-(3)-
مسند الروياني، و معجم الطبراني، و مناقب المهدي: عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي،اللون عربيّ، و الجسم
ص: 90
إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجوّ، يملك عشرين سنة.
503-(1)-
العوالي: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: ليبعثنّ الله رجلا من عترتي، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، و يفيض المال فيضا.
504-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، أو أبي الصدّيق، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: المهدي أجلى الجبين، أقنى الأنف.
و بسند آخر عن أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: المهدي أقنى الأنف، أجلى الجبين.
505-(3)-
مسند ابي يعلى: حدّثنا قطن بن بشير، حدّثنا عدي بن أبي عمارة، حدّثنا مطر الورّاق، عن أبي الصدّيق، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: ليقومنّ على أمّتي رجل من أهل بيتي، أقنى، أجلى، يوسع الأرض عدلا كما وسعت ظلما و جورا، يملك سبع سنين.
506-(4)- كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام و هو على
ص: 91
المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون مشرب بالحمرة، مبدح [مندح- خ] البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان: شامة على لون جلده، و شامة على شبه شامة النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، له اسمان: اسم يخفى، و اسم يعلن، فأمّا الذي يخفى فأحمد، و أما الذي يعلن فمحمّد، إذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق و المغرب، يضع يده على رءوس العباد، فلا يبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد، و أعطاه الله تعالى قوّة أربعين رجلا، و لا يبقى ميّت [من المؤمنين- خ] إلّا دخلت عليه تلك الفرحة [في قلبه- خ] و هو في قبره و هم يتزاورون في قبورهم، و يتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه.
507-(1)-
المستدرك: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصنعاني، حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدّثنا عمران القطّان، حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهدي منّا أهل البيت، أشمّ الأنف، أقنى، أجلى، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يعيش هكذا، و بسط يساره و إصبعين من يمينه- المسبحة و الإبهام- و عقد ثلاثة.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرّجاه.
508-(2)- ذكر أخبار أصبهان: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن الحسين الأنصاري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن حفص، حدّثنا جدّي الحسين، حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، عن مطر الورّاق، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يستخلف رجل من أهل بيتي، أجنأ، أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبل ذلك ظلما، يكون سبع سنين.
509-(3)-
الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى، عن طلحة التّيمي، عن طاوس، قال: قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: هو فتى من قريش، آدم، ضرب من الرجال.
ص: 92
و يدلّ عليه الأحاديث: 360، 366، 374، 378، 414، 428، 431، 484، 518، 577، 691، 812، 813، 814، 835، 836، 1198، 1217، 1246.
510-(1)-
الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي قال: هو [يعني: المهدي] رجل منّي.
511-(2)-
فرائد السمطين: بإسناده عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّ عليّ بن أبي طالب إمام أمّتي، و خليفتي عليها من بعدي،و من ولده القائم
ص: 93
المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا؛ و الذي بعثني بالحقّ بشيرا إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال: يا رسول الله، و للقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي و ربي ليمحّص الله به الذين آمنوا و يمحق الكافرين، يا جابر إنّ هذا أمر من أمر الله، و سرّ من سرّ الله، علمه مطويّ عن عباده، فإيّاك و الشكّ فيه، فإنّ الشكّ في أمر الله كفر.
512-(1)-
دلائل الإمامة: و حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن همام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي، عن سفيان بن المهدي، عن أبان، عن أنس بن مالك، قال:
خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم فرأى عليا، فوضع يده بين كتفيه، ثمّ قال: يا علي! لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من عترتك يقال لهالمهدي، يهدي الى الله عزّ و جلّ، و يهتدي به العرب كما هديت أنت الكفّار و المشركين من الضلالة، ثمّ قال: و مكتوب على راحتيه: بايعوه، فإنّ البيعة لله عزّ و جلّ.
513-(2)-
غيبة الشيخ: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن مصبح، عن أبي عبد الرحمن، عمّن سمع، عن وهب بن منبّه، يقول عن ابن عباس (في حديث طويل) أنّه قال: يا وهب! ثمّ يخرج المهديّ، قلت: من ولدك؟ قال: لا و الله ما هو من ولدي و لكن من ولد عليّ عليه السلام، و طوبى لمن أدرك زمانه، و به يفرّج الله عن الامّة حتّى يملأها قسطا و عدلا ... إلى آخر الخبر.
514-(3)-
معاني الأخبار: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رحمه الله- قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى العلوي بالبصرة، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدّثنا رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان و بلغه أنّ معاوية يسبّه و يلعنه و يقتل أصحابه، فقام خطيبا (ثمّ ذكر خطبته التي ذكر فيها ما أنعم الله على نبيه و عليه ... و ساق الكلام إلى أن قال:) و من ولدي مهدي هذه الامّة.
ص: 94
515-(1)-
غيبة الشيخ: أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (في حديث طويل:) فعند ذلك خروج المهديّ، و هو رجل من ولد هذا، و أشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، به يمحق الله الكذب و يذهب الزمان الكلب، و به يخرج ذلّ الرقّ من أعناقكم [ثمّ قال:] أنا أوّل هذه الامّة، و المهديّ أوسطها، و عيسى آخرها، و بين ذلك شيخ أعوج.و يدل عليه الأحاديث 80، 81، 113، 118، 120، 126، 127، 129، 149، 153، 158، 159، 160، 168، 170، 173، 176، 178، 181، 191، 193، 196، 205 إلى 308، 323، 325، 359، 382، 397، 411، 417، 428، 450، 458، 463، 464، 467، 469، 472، 492، 497 إلى 499، 502، 506، 516 إلى 543، 546 إلى 548، 550 إلى 572، 588، 589، 597، 600، 608، 612، 623 إلى 626، 641، 670، 685، 757، 761، 765، 770، 775، 786 إلى 807، 859، 918، 973، 1104، 1230.
516-(2)-
المستدرك على الصحيحين: في كتاب الفتن و الملاحم، أخبرني أبو النضر الفقيه، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدّثنا عبد الله بن صالح، أنبأنا أبو المليح الرقّي، حدّثني زياد بن بيان (و ذكرمن فضله)، قال:
ص: 95
سمعت عليّ بن نفيل يقول: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت أمّ سلمة تقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يذكر المهديّ فقال: نعم هو حقّ، و هو من بني فاطمة.
[و حدّثناه] أبو أحمد بكر بن محمّد الصيرفي بمرو، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثنا أبو المليح، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أمّ سلمة- رضي الله عنها- قالت: ذكر رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم المهديّ فقال: هو من ولد فاطمة.
517-(1)-
البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: و أخرج أبو نعيم، عن الحسين عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله قال لفاطمة: يا بنيّة، المهدي من ولدك.
518-(2)-
غيبة الشيخ: أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
المهديّ رجل من ولد فاطمة، و هو رجل آدم.
519-(3)-
الفتن: حدّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش سمع عليّا [عليه السلام] رضي الله عنه يقول: المهديّ رجل منّا، من ولد فاطمة [عليها السلام] رضي الله عنها.
ص: 96
520-(1)- الأمالي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال:
حدّثنا محمّد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل بن المختار الباني و يعرف بفضلان صاحب الجار، قال:
حدّثني أبي الفضل بن مختار، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن ثابت بن أبي صفيّة أبي حمزة، قال: حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه (في حديث طويل) عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال لفاطمة: إنّ الله تعالى اختارني من أهل بيتي، و اختار عليّا و الحسن و الحسين و اختارك، فأنا سيّد ولد آدم، و علي سيّد العرب، و أنت سيّدة النساء، و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و من ذرّيّتكما المهديّ، يملأ الله عزّ و جلّ به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا.
521-(2)-
تفسير فرات الكوفي: عن محمّد بن القاسم بن عبيد معنعنا، عن عبد الله بن عبّاس، عن سلمان الفارسي، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (في حديث طويل ذكر فيه فضائل عليّ عليه السلام) أنّه قال لفاطمة عليها السلام: المهديّ الذي يصلّي عيسى خلفه منك و منه.
522-(3)-المناقب: قال عبد الملك للزهري: هل علمت من أمر المنادى باسمه (يعني: القائم عليه السلام) من السماء شيئا؟ قال الزهري:
أخبرني علي بن الحسين أنّ هذا المهدي من ولد فاطمة.
523-(4)-
السيرة الحلبيّة: قال: و قد جاء أنّ المهدي من عترة النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، من ولد فاطمة.
ص: 97
524-(1)- شرح الأخبار: من رواية مخنف بن عبد الله بإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: المهدي من نسل فاطمة سيّدة نساء العالمين طالت الأيّام أم قصرت، يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و يطيب العيش في زمانه، و يصيح صائح بلعنة بني اميّة و شيعتهم، و الصلاة على محمّد، و البركة على علي و شيعته، فيومئذ يؤمن الناس كلّهم أجمعون.
525-(2)-
بحار الأنوار: ما (أى الأمالي): الحفّار، عن عثمان بن أحمد، عن أبي قلابة، عن بشر بن عمر، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي مريم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دفع النبيّ صلّى الله عليه و آله الراية يوم خيبرالى علي بن أبي طالب عليه السلام ففتح الله عليه، ثمّ ذكر نصبه عليه السلام يوم الغدير، و بعض ما ذكر فيه من فضائله عليه السلام ... الى أن قال: ثمّ بكى النبي صلّى الله عليه و آله، فقيل:
ممّ بكاؤك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّهم يظلمونه، و يمنعونه حقّه، و يقاتلونه، و يقتلون ولده، و يظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربّه عزّ و جلّ أنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم،
ص: 98
و علت كلمتهم، و أجمعت الامّة على محبّتهم، و كان الشانئ لهم قليلا، و الكاره لهم ذليلا، و كثر المادح لهم، و ذلك حين تغيّر البلاد، و تضعف العباد، و الإياس من الفرج، و عند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: اسمه كاسمي، و اسم أبيه كاسم ابني، و هو من ولد ابنتي، يظهر الله الحقّ بهم، و يخمد الباطل بأسيافهم، و يتّبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف لهم، قال: و سكن البكاء عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: معاشر المؤمنين، أبشروا بالفرج، فإنّ وعد الله لا يخلف، و قضاءه لا يردّ، و هو الحكيم الخبير، فإنّ فتح الله قريب، اللهمّ إنّهم أهلي، فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، اللهمّ اكلأهم، و احفظهم، و ارعهم، و كن لهم، و انصرهم، و أعنهم، و أعزّهم، و لا تذلّهم، و اخلفني فيهم، إنّك على كلّ شي ء قدير.
و يدلّ عليه الأحاديث: 80، 118، 120، 126، 127، 129، 158، 168، 170، 171، 173، 176، 178، 181، 191، 193، 196، 205 إلى 308، 323، 359، 382، 397، 414، 417، 428، 450، 463، 467، 470، 492، 497 إلى 499، 526 إلى 543، 546 إلى 548، 550 إلى 572، 588، 589، 600، 608، 612، 624، 641، 670، 765، 770، 771، 786 إلى 807، 859، 918، 973، 1104، 1230.
526-(1)-
ذخائر العقبى: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يولد منهما- يعني: الحسن و الحسين- مهديّ هذه الامّة.
527-(2)- المعجم الكبير: حدّثنا محمّد بن رزيق بن جامع المصري، حدّثنا الهيثم بن حبيب، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن علي المكّي الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم في شكاته
ص: 99
التي قبض فيها، فإذا فاطمة [عليها السلام] رضي الله عنها عند رأسه قال: فبكت حتّى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة، ما الّذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبتي، أ ما علمت أنّ الله عزّ و جلّ اطّلع الى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلك، و أوحى إليّ أن انكحك إيّاه، يا فاطمة، و نحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا، و لا يعطىأحد بعدنا: أنا خاتم النبيّين و أكرم النبيّين على الله و أحبّ المخلوقين إلى الله عزّ و جلّ و أنا أبوك، و وصيّي خير الأوصياء و أحبّهم إلى الله و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و أحبّهم الى الله و هو حمزة بن عبد المطّلب و هو عمّ أبيك و عمّ بعلك و منّا من له جناحان أخضران يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء و هو ابن عمّ أبيك و أخو بعلك، و منّا سبطا هذه الامّة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيّدا شباب أهل الجنّة، و أبوهما- و الذي بعثني بالحقّ- خير منهما، يا فاطمة، و الّذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الامّة، إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن، و تقطّعت السبل، و أغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا، و لا صغير يوقّر كبيرا، فيبعث الله عزّ و جلّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان، و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا، يا فاطمة، لا تحزني و لا تبكي، فإنّ الله عزّ و جلّ أرحم بك و أرأف عليك منّي؛ و ذلك لمكانك منّي و موضعك من قلبي، و
ص: 100
زوّجك الله زوجك و هو أشرف أهل بيتك حسبا، و أكرمهم منصبا، و أرحمهم بالرعيّة، و أعدلهم بالسويّة، و أبصرهم بالقضيّة، و قد سألت ربّي عزّ و جلّ أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي. قال عليّ [عليه السلام] رضي الله عنه: فلمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم لم تبق فاطمة [عليها السلام] رضي الله عنها بعده إلّا خمسة و سبعين يوما حتّى ألحقها الله تعالى به صلّى الله عليه [و آله] و سلّم.
528-(1)-
أمالي الشيخ: في حديث طويل بإسناده عن عليّ بن الحسين عليهما السلام جاء فيه تعظيم جابر للحسن و الحسين عليهما السلام ... إلى أن قال: فأنشأ جابر يحدّث، قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم في المسجد و قد حفّ من حوله إذ قال لي: يا جابر! ادع لي حسنا و حسينا، و كان صلّى الله عليه و آله و سلّم شديد الكلف بهما، فانطلقت فدعوتهما و أقبلت أحمل هذا مرّة و هذا مرّة حتّى جئته بهما، فقال لي- و أنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوي عليهما و تكريمي إيّاهما-: أ تحبّهما يا جابر؟ قلت: و ما يمنعني من ذلك فداك أبي و امّي و أنا أعرف مكانهما منك، قال: أ فلا اخبرك عن فضلهما؟ قلت: بلى بأبي أنت و امّي، قال صلّى الله عليه و آله و سلّم:
إنّ الله تعالى لمّا أحبّ [أراد- خ] أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صلب أبي آدم عليه السلام، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح و إبراهيم عليهما السلام، ثمّ كذلك الىعبد المطّلب، فلم يصبني من دنس الجاهليّة شي ء، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين: إلى عبد الله و أبي طالب، فولدني أبي فختم الله بي النبوّة، و ولد عليّ فختمت به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النطفتان منّي و من علي فولدنا الجهر و الجهير- الحسنان- فختم بهما أسباط النبوّة، و جعل ذرّيّتي منهما، و أمرني بفتح مدينة- أو قال: مدائن- الكفر و من ذرّيّة هذا- و أشار إلى الحسين عليه السلام- رجل يخرج في آخر الزمان، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا، فهما طاهران مطهّران، و هما سيّدا شباب أهل الجنّة، طوبى لمن أحبّهما و أباهما و امّهما، و ويل لمن حاربهم و أبغضهم.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 94 إلى 160، 463، 464، 465، 543، 546 إلى 548، 550 إلى 571، 590، 608، 641، 770، 786 إلى 807.
ص: 101
529-(1)-
صفة المهدي: عن حذيفة- رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم بما هو كائن، ثمّ قال:لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّ و جلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا من ولدي، اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي- رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله من أيّ ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا، و ضرب بيده على الحسين عليه السلام.
و بلفظ آخر في عقد الدرر(2) عن حذيفة أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، و خلقه خلقي، يكنّى أبا عبد الله.
[قال]: أخرجه الحافظ أبو نعيم في «صفة المهديّ». و روي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتمّ من هذا، عن حذيفة أيضا، عن رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، و خلقه خلقي، يكنّى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن و المقام، يردّ الله به الدين، و يفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلّا من يقول لا إله إلّا الله، فقام سلمان فقال: يا رسول الله، من أيّ ولدك؟ قال: من ولد ابني هذا، و ضرب بيده على الحسين.
ص: 102
530-(1)-
البيان في أخبار صاحب الزمان: بإسناده عن الدارقطني، بسنده عن سهل بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، قال:
أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل شهدت بدرا؟ فقال: نعم، فقلت:
أ لا تحدّثني بشي ء ممّا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في عليّ عليه السلام و فضله؟ فقال: بلى اخبرك، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله مرض مرضة نقه منها، فدخلت عليه فاطمة عليها السلام تعوده و أنا جالس عن يمين رسول الله صلّى الله عليه و آله، فلمّا رأت ما برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الضعف خنقتها العبرة حتّى بدت دموعها على خدّها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله: ما يبكيك يا فاطمة؟ أ ما علمت أنّ الله تعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحتك إيّاه و اتّخذته وصيّا، أ ما علمت أنّك بكرامة الله تعالى إيّاك زوّجك أعلمهم علما، و أكثرهم حلما، و أقدمهم سلما، فضحكت و استبشرت، فأراد رسول الله صلّى الله عليه و آله أن يزيدها مزيد الخير كلّه الذي قسّمه الله لمحمّد و آل محمّد صلّىالله عليه و آله، فقال لها: يا فاطمة، و لعليّ ثمانية أضراس- يعني مناقب-: إيمان بالله و رسوله، و حكمته، و زوجته، و سبطاه الحسن و الحسين، و أمره بالمعروف، و نهيه عن المنكر، يا فاطمة، إنّا أهل بيت أعطينا ستّ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين، و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت: نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك، و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عمّ أبيك، و منّا سبطا هذه الامّة و هما ابناك، و منّا مهديّ هذه الامّة الّذي يصلّي عيسى خلفه، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهديّ الامّة.
قلت: هكذا أخرجه الدارقطني صاحب «الجرح و التعديل».
531-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها و اتّخذ فيها طرقا.
ص: 103
و يدلّ عليه بالمطابقة أو الالتزام الأحاديث: 80، 113، 126، 127، 129، 167، 168، 170، 171، 173، 176، 178، 181، 191، 193، 196، 205 إلى 308، 382، 397، 414، 428، 465، 466، 526، 527، 528، 532 إلى 543، 546، 547، 548، 550 إلى 571، 588، 600، 608، 612، 641، 770، 786 إلى 807، 859، 918، 973، 1104، 1116، 1139، 1140، 1159، 1168، 1216، 1230.
532-(1)-
كفاية الأثر: محمّد بن عبد الله بن المطّلب، قال:
حدّثني إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي، قال:حدّثني أبي، عن عبد الله بن بكير [بكر- خ] العنوي [الغنوي- خ]، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن زيد بن ثابت، قال:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: علي بن أبي طالب قائد البررة، و قاتل الفجرة، منصور من نصره، و مخذول من خذله، الشاكّ في علي عليه السلام هو الشاكّ في الإسلام، و خير من أخلف بعدي، و خير أصحابي علي، لحمه لحمي، و دمه دمي، و أبو سبطيّ، و من صلب الحسين يخرج الأئمّة التسعة، و منهم مهديّ هذه الامّة.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 127، 129، 168، 170، 173، 181، 191، 193، 205 إلى 308، 533 إلى 541، 543، 545، 550، 551، 558، 560 إلى 571، 590، 786 إلى 807، 859، 902، 973.
533-(2)-
كفاية الأثر: أبو صالح محمّد بن [فيض بن- خ] فيّاض العجلي الساوي، عن محمّد بن أحمد بن عامر، عن عبد الله [أبيه- خ]، عن ركين، عن القاسم بن حسّان، عن زيد بن ثابت، قال: سمعت رسول الله صلّى
ص: 104
الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يذهب من الدنيا [لا تذهب الدنيا- خ] حتّى يقوم بأمر أمّتي رجل من صلب الحسين عليه السلام، يملأها عدلا كما ملئت جورا، قلنا: من هو يا رسول الله؟
قال: هو الإمام التاسع من صلب الحسين عليه السلام.
534-(1)-
كفاية الأثر: محمّد بن وهبان بن محمّد النهباني البصري، عن الحسين بن علي البزوفري، عن علي بن العبّاس، عن عبّاد بن يعقوب، عن مسمر بن نويرة، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي سليمان الضبّي، عن أبي امامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يقوم قائم الحقّ منّا، و ذلك حين يأذن الله عزّ و جلّ، فمن تبعه نجا، و من تخلّف عنه هلك، فالله اللهعباد الله، ائتوه و لو على الثلج، فإنّه خليفة الله، قلنا: يا رسول الله، متى يقوم قائمكم؟ قال: إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا، و هو التاسع من صلب الحسين عليه السلام.
535-(2)-
كفاية الأثر: محمّد بن عبد الله الشيباني، عن محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي، عن عبّاد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن محمّد بن عبد الله، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار، عن أبيه، عن جدّه عمّار، قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه و آله في بعض غزواته، و قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية و فرّق جمعهم، و قتل عمرو بن عبد الله الجمحي، و قتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله فقلت له: يا رسول الله! إنّ عليّا قد جاهد في الله حقّ جهاده، فقال:
لأنّه منّي و أنا منه، وارث علمي، و قاضي ديني، و منجز وعدي، و الخليفة بعدي، و لولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي، و حربي حرب الله، و سلمه سلمي، و سلمي سلم الله، ألا إنّه أبو سبطيّ و الأئمّة بعدي، من صلبه يخرج الله تعالى الأئمّة الراشدين، و منهم مهديّ هذه الامّة، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول الله، ما هذا المهديّ؟
قال: يا عمّار، اعلم أنّ الله تبارك و تعالى عهد إليّ أنّه يخرج من صلب الحسين أئمّة تسعة، و التاسع من ولده يغيب عنهم، و ذلك قول الله عزّ و جلّ: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ، يكون له غيبة طويلة،
ص: 105
يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا، و يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، و هو سميّي و أشبه الناس بي ... الحديث.
536-(1)- مقتضب الأثر: حدّثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي، قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح، عن الربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سليط، قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام: منّا اثنا عشر مهديّا، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و آخرهم التاسع من ولدي، و هو القائم بالحقّ، يحيي الله به الأرض بعد موتها، و يظهر به الدين على الدين كلّه و لو كره المشركون، له غيبة يرتدّ فيها قوم، و يثبت على الدين فيها آخرون، فيؤذون و يقال لهم: مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ*، أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
537-(2)- كشف الأستار: أخرج أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري المتوفّى في حياة أبي محمّد العسكري والد الحجّة عليه السلام في كتابه في «الغيبة»: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، قال: حدّثنا أبو عبد الله عليه السلام حديثا طويلا عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال في آخره: ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين امراء العرب و العجم، فلا يزالون يختلفون الى أن يصير الأمر الى رجل من ولد أبي سفيان ... إلى أن قال عليه السلام: ثمّ يظهر أمير الأمرة، و قاتل الكفرة، السلطان المأمول، الذي تحيّرت في غيبته العقول، و هو التاسع من ولدك يا حسين، يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين، و لا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الّذين أدركوا زمانه، و لحقوا أوانه، و شهدوا أيّامه، و لاقوا أقوامه.
538-(3)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أنّه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ، المظهر للدين، و الباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له:
ص: 106
يا أمير المؤمنين، و إنّ ذلك لكائن؟ فقال عليه السلام: إي و الذي بعث محمّدا بالنبوّة، و اصطفاه على جميع البريّة، و لكن بعد غيبة و حيرة فلا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الّذين أخذ الله عزّ و جلّ ميثاقهم بولايتنا، و كتب في قلوبهم الإيمان، و أيّدهم بروح منه.
539-(1)-
كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه قال: حدّثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، قال: حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفي، عن حنّان بن سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصا قال: لمّا صالح الحسن بن عليّ عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: ويحكم ما تدرون ما علمت [ما عملت- خ] و الله الّذيعملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت، أ لا تعلمون أنّني إمامكم، مفترض الطاعة عليكم، و أحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول الله صلّى الله عليه و آله عليّ؟
قالوا: بلى، قال: أ ما علمتم أنّ الخضر عليه السلام لمّا خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران، إذ خفي [يخفى- خ] عليه وجه الحكمة في ذلك، و كان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة و صوابا، أ ما علمتم أنّه ما منّا أحد إلّا و يقع في عنقه بيعة لطاغية إمام زمانه [لطاغية زمانه- خ] إلّا القائم الّذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه، فإنّ الله عزّ و جلّ يخفي ولادته، و يغيّب شخصه، لئلا يكون في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيّدة النساء [سيّدة الإماء- خ]، يطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابّ دون أربعين سنة، و ذلك ليعلم أنّ الله على كلّ شي ء قدير.
540-(2)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار، قال: حدّثنا أبو عمرو الكشّي [الليثي- خ]، عن محمّد بن مسعود، قال: حدّثنا علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام، قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام: في التاسع من ولدي سنّة من يوسف، و سنّة من موسى بن عمران عليهما السلام، و هو قائمنا أهل البيت، يصلح الله تبارك و تعالى أمره في ليلة واحدة.
ص: 107
541-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق المعاذي [المعاري- خ]- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني الكوفي، قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن الفرات، قال: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، عن رجل من همدان، قال: سمعت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول: قائم هذه الامّة هو التاسع من ولدي، و هو صاحب الغيبة، و هو الّذي يقسّم ميراثه و هو حيّ.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 205 إلى 308، 543، 550، 551، 558 إلى 571، 608، 612، 641، 786 إلى 807، 859، 918، 973، 1104، 1230.
حديثا 542-(2)-
أمالي الشيخ: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:
حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن الحسن العلوي الحسيني، قال:
حدّثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي، قال: حدّثنا حسين بن شدّاد الجعفي، عن أبيه شدّاد بن رشيد، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام: أنّ فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام لمّا نظرت الى ما يفعل ابن أخيها عليّ بن الحسين عليهما السلام بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله، إنّ لنا عليكم حقوقا، و من حقّنا عليكم إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكّروه الله، و تدعوه الى البقيا على نفسه، و هذا علي بن الحسين بقيّة أبيه الحسين قد انخرم أنفه، و ثفنت جبهته و ركبتاه و راحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة، فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين عليهما السلام، و بالباب أبو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام في اغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر بن عبد الله إليه مقبلا فقال:
ص: 108
هذه مشية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و سجيّته، فمن أنت يا غلام؟ قال: أنا محمّد بن علي بن الحسين، فبكى جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- ثمّ قال: أنت و الله الباقر عن العلم حقّا، ادن منّي بأبي أنت، فدنا منه فحلّ جابر أزراره ثمّ وضع يده على صدره فقبّله و جعل عليه خدّه و وجهه، و قال: اقرئك عن جدّك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم السلام، و قد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، و قال صلّى الله عليه و آله: يوشك أن تعيش و تبقى حتّى تلقى من ولدي من اسمه محمّد، يبقر العلم بقرا، و قال لي: إنّك تبقى حتّى تعمى ثمّ يكشف لك عن بصرك، ثمّ قال له: ائذن لي على أبيك، فدخلأبو جعفر عليه السلام على أبيه و أخبره الخبر و قال: إنّ شيخا بالباب و قد فعل بي كيت و كيت، قال: يا بنيّ، ذلك جابر بن عبد الله، ثمّ قال: من بين ولدان أهلك قال لك ما قال، و فعل بك ما فعل؟ قال: نعم، [قال عليه السلام:- خ] إنّا لله، إنّه لم يقصدك فيه بسوء، و لقد أشاط بدمك، ثمّ أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض علي عليه السلام و سأله عن حاله سؤالا خفيّا ثمّ أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول له: يا ابن رسول الله، أ ما علمت أنّ الله تعالى إنّما خلق الجنّة لكم و لمن أحبّكم، و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الّذي كلّفته نفسك؟
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا صاحب رسول الله، أ ما علمت أنّ جدّي رسول الله صلّى الله عليه و آله قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و لم يدع الاجتهاد، و قد تعبّد بأبي هو و امّي حتّى انتفخ الساق و ورم القدم، فقيل له: أ تفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: أ فلا أكون عبدا شكورا، فلمّا نظر جابر الى عليّ بن الحسين عليه السلام و ليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد و التعب الى القصد قال له: يا ابن رسول الله، البقيا على نفسك، فإنّك من اسرة بهم يستدفع البلاء و تستكشف اللأواء، و بهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر! لا أزال على منهاج أبويّ، مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتّى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: و الله ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل عليّ بن الحسين إلّا يوسف بن يعقوب، و الله لذرّية علي بن الحسين عليهما السلام أفضل من ذرّيّة يوسف بن يعقوب، إنّ منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
و يدلّ عليه أيضا بالمطابقه أو الالتزام أو تفسير سائر الروايات الأحاديث: 113، 125، 126، 127، 129، 134، 136، 167، 168، 170، 173، 175 إلى 178، 181، 183، 191، 193، 194، 196، 205 إلى 308، 465، 466، 533 إلى 541، 543 إلى 571، 590، 608، 612، 641، 770، 786 إلى 807، 973، 974، 1216، 1230.
ص: 109
543-(1)-
كفاية الأثر: حدّثنا أبو المفضّل- رحمه الله- قال:حدّثني محمّد بن علي بن شاذان بن حبّاب الأزدي الخلّال بالكوفة، قال:
حدّثني الحسن بن محمّد بن عبد الواحد، قال: حدّثنا الحسن ثمّ [ابن- خ] الحسين العربي [العرفي- خ، العرني- خ اخرى] الصوفي، قال: حدّثني يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عمرو بن موسى الوجيهي، عن زيد بن علي عليه السلام قال: كنت عند أبي علي بن الحسين عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمّد من بعض الحجر، فأشخص جابر ببصره نحوه، ثمّ قام إليه فقال: يا غلام أقبل، فأقبل، ثمّ قال: أدبر، فأدبر، فقال: شمائل كشمائل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ما اسمك يا غلام؟ قال: محمّد، قال: ابن من؟ قال: ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: أنت إذا الباقر، قال: فانكبّ عليه و قبّل رأسه و يديه، ثمّ قال: يا محمّد، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقرئك السلام، قال: على رسول الله أفضل السلام و عليك يا جابر بما أبلغت السلام، ثمّ عاد الى مصلّاه، فأقبل يحدّث أبي و يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لي يوما: يا جابر، إذا أدركت ولدي الباقر فاقرأه منّي السلام، فإنّه سميّي و أشبه الناس بي، علمه علمي، و حكمه حكمي، سبعة من ولده امناء معصومون، أئمّة أبرار، و السابع مهديّهم الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ.
544-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن محمّد بن يوسف، عن محمّد بنعيسى، عن عبد الرزّاق، عن
ص: 110
محمّد بن سنان، عن فضيل الرسّان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ذات يوم، فلمّا تفرّق من كان عنده قال لي: يا أبا حمزة، من المحتوم الّذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شكّ فيما أقول لقي الله و هو به كافر و له جاحد، ثمّ قال: بأبي و امّي المسمّى باسمي، و المكنّى بكنيتي، السابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، ثمّ قال: يا أبا حمزة، من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و عليّ عليه السلام، و قد حرّم الله عليه الجنّة، و مأواه النار، و بئس مثوى الظالمين.
و أوضح من هذا بحمد الله و أنور و أبين و أزهر لمن هداه الله و أحسن إليه قول الله في محكم كتابه: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، و معرفة الشهور- المحرّم و صفر و ربيع و ما بعده، و الحرم منها و هي: رجب و ذو القعدة و ذو الحجّة و المحرم- لا يكون دينا قيّما؛ لأنّ اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا
ص: 111
من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور، و يعدّونها بأسمائها، و إنّما هم الأئمّة عليهم السلام، القوّامون بدين الله و الحرم منها:
أمير المؤمنين الّذي اشتقّ الله تعالى له اسما من اسمه العليّ، كما اشتقّ لرسول الله اسما من اسمه المحمود، و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي:
عليّ بن الحسين، و علي بن موسى، و عليّ بن محمّد، فصار لهذا الاسم المشتقّ من اسم الله تعالى حرمة به، و صلوات الله على محمّد و آله المكرّمين المتحرّمين به.545-(1)- إثبات الوصيّة: الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت مع أبي بصير و معنا مولى لأبي جعفر، فحدّثنا أنّه سمع أبا جعفر أنّه قال: منّا اثنا عشر محدّثا، القائم السابع بعدي، فقام إليه أبو بصير فقال: أشهد لقد سمعت أبا جعفر يذكر هذا منذ أربعين سنة.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 235، 242 إلى 308، 550، 551، 554 إلى 571، 608، 612، 641، 786 إلى 807، 859، 973، 974، 1216، 1230.
546-(2)-
كشف الغمّة: قال ابن الخشّاب- رحمه الله-:
و حدّثني أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي، عن أبيه هارون، عن أبيه موسى، قال: قال سيّدي جعفر بن محمّد: الخلف الصالح من ولدي، و هو المهديّ، اسمه محمّد، و كنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لامّه صقيل ... (إلى أن قال:) و هو ذو الاسمين: خلف و محمّد، يظهر في آخر الزمان و على رأسه غمامة تظلّه من الشمس، تدور معه حيثما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهديّ.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 235، 242 إلى 308، 550، 551، 554 إلى 571، 608، 612، 641، 770، 786 إلى 807، 859، 973، 974، 1216، 1230.
ص: 112
547-(1)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد العطّار النيسابوري- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن حيّان السرّاج، قال: سمعت السيّد ابن محمّد الحميري يقول: كنت أقول بالغلوّ، و أعتقد غيبة محمّد بن علي- ابن الحنفيّة- قد ضللت في ذلك زمانا، فمنّ الله عليّ بالصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، و أنقذني به من النار، و هداني الى سواء الصراط، فسألته بعد ما صحّ عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنّه حجّة الله عليّ و على جميع أهل زمانه، و أنّه الإمام الذي فرض الله طاعته، و أوجب الاقتداء به، فقلت له: يا بن رسول الله، قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة و صحّة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إنّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، و هو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، و آخرهم القائم بالحقّ، بقيّة الله في الأرض و صاحب الزمان، و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه [في الأرض- خ]، لم يخرج من الدنيا حتّى يظهر، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
قال السيّد: فلمّا سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، و قلت قصيدتي التي أوّلها:
فلمّا رأيت الناس في الدين قد غووا *** تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
إلى آخر القصيدة(2).
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 235، 242 إلى 308، 558 إلى 571، 608، 612، 641، 786 إلى 807، 859، 973، 1216، 1230.
ص: 113
548-(1)-
غيبة الشيخ: قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل: يظهر صاحبنا و هو من صلب هذا، و أومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليهما السلام، فيملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و تصفو له الدنيا.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 113، 242 إلى 308، 550 إلى 571، 608، 612، 641، 770، 786 إلى 807، 859، 973، 1216، 1230.
549-(2)-
الكافي: علي بن محمّد، عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنّكم عنها أحد، يا بنيّ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتّى يرجع من هذا الأمر من كان يقول به، إنّما هي محنة من الله عزّ و جلّ امتحن بها خلقه، لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه، قال: قلت: يا سيّدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بنيّ! عقولكم تصغر عن هذا، و أحلامكم تضيق عن حمله، و لكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.
550-(3)-
كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أبي، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّهقال: من أقرّ بجميع الأئمّة و جحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى الله عليه و آله و سلّم نبوّته، فقيل
ص: 114
له: يا ابن رسول الله، فمن المهديّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه، و لا يحلّ لكم تسميته.
و رواه في باب آخر عن الحسين بن أحمد أيضا.
و روى عن عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن الصادق عليه السلام مثله، إلّا أنّه قال: من أقرّ بجميع الأئمّة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى الله عليه و آله نبوّته، فقلت: يا سيدي، و من المهدي؟ ... الحديث.
و رواه في موضع آخر عن علي بن أحمد بن محمّد بسنده عن ابن أبي يعفور.
551-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني -رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على موسى بن جعفر عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله، أنت القائم بالحقّ؟ فقال: أنا القائم بالحقّ، و لكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله عزّ و جلّ و يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتدّ فيها أقوام و يثبت فيها آخرون، ثمّ قال عليه السلام: طوبى لشيعتنا، المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا و البراءة من أعدائنا، اولئك منّا و نحن منهم، قد رضوا بنا أئمّة و رضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم، و هم و الله معنا في درجاتنا يوم القيامة.
552-(2)-
مقتضب الأثر: محمّد بن جعفر الآدمي من أصل كتابه، و أثنى ابن غالب الحافظ عليه، قال: حدّثني أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدّثني الحسين بن علوان الكلبي، عن همّام بن الحرث، عنوهب بن منبّه، قال: إنّ موسى نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور، و كلّ حجر و نبات ينطق بذكر محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و اثني عشر وصيّا له من بعده، فقال موسى: إلهي، لا أرى شيئا خلقته إلّا و هو ناطق بذكر محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و أوصيائه الاثني عشر، فما منزلة هؤلاء عندك؟ قال: يا ابن عمران، إنّي خلقتهم قبل خلق الأنوار، و جعلتهم في خزانة قدسي، يرتعون في رياض مشيئتي، و يتنسّمون روح جبروتي، و يشاهدون أقطار
ص: 115
ملكوتي، حتّى إذا شئت مشيّتي أنفذت قضائي و قدري، يا ابن عمران، إنّي سبقت بهم السباق حتّى ازخرف بهم جناني، يا ابن عمران، تمسّك بذكرهم فإنّهم خزنة علمي، و عيبة حكمتي، و معدن نوري.
قال الحسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد عليهما السلام فقال: حقّ ذلك، هم اثنا عشر من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم: عليّ، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمّد بن عليّ، و من شاء الله، قلت: جعلت فداك، إنّما أسألك لتفتيني بالحقّ، قال: أنا و ابني هذا، و أومأ الى ابنه موسى، و الخامس من ولده يغيب شخصه، و لا يحلّ ذكره باسمه.
553-(1)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران- رضي الله عنه-: قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال:
حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنّ سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت، حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة، قال أبو بصير: فقلت له: يا ابن رسول الله، و من القائم منكم أهل البيت؟ قال: يا أبا بصير، هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيّدة الإماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله عزّ و جلّ فيفتح الله على يده مشارق الأرض و مغاربها، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلّي خلفه، و تشرق الأرض بنور ربّها، و لا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزّ و جلّ إلّا عبد الله فيها، و يكون الدين كلّه لله و لو كره المشركون.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558 إلى 571، 608، 612، 641، 786 إلى 807، 859، 973، 1216، 1230.
554-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: لا
ص: 116
دين لمن لا ورع له، و لا إيمان لمن لا تقيّة له، إنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة، فقيل له: يا ابن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، و هو يوم خروج قائمنا أهل البيت، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا، فقيل له: يا ابن رسول الله، و من القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي، ابن سيّدة الإماء، يطهّر الله به الأرض من كلّ جور، و يقدّسها من كلّ ظلم، و هو الذي يشكّ الناس في ولادته، و هو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره [بنور ربّها- خ] و وضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، و [هو] الذي تطوى له الأرض، و لا يكون له ظلّ، و هو الذي ينادي مناد من السماء، يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه، يقول:
ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه، فإنّ الحقّ معه و فيه، و هو قول الله عزّ و جلّ: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (1).
555-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال:
أنا صاحب هذا الأمر، و لكنّي لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا، و كيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني، و إنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ و منظر الشبّان، قويّا في بدنه، حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، و لو صاح بين الجبال لتدكدكتصخورها، يكون معه عصا موسى و خاتم سليمان عليهما السلام، ذاك الرابع من ولدي، يغيّبه الله في ستره ما شاء، ثمّ يظهره فيملأ [به] الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
ص: 117
556-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:
أنشدت مولاي الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام قصيدتي الّتي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة *** و منزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت الى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله و البركات
يميز فينا كلّ حقّ و باطل *** و يجزي على النعماء و النقمات
بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي:
يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام، و متى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، إلّا أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد و يملأها عدلا [كما ملئت جورا]، فقال: يا دعبل، الإمام بعدي محمّد ابني، و بعد محمّد ابنه عليّ، و بعد عليّ ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّ و جل ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و أمّا «متى» فإخبار عن الوقت، فقد حدّثني، أبي عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذرّيّتك؟ فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: مثله مثل الساعة التي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) لا يأتيكم إلّا بغتة.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558 إلى 571، 608، 641، 786 إلى 807، 859، 973، 1230.
ص: 118
557-(1)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي، قال: حدّثنا أبو تراب عبد الله بن موسى الروياني، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله ابن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام [الحسني]، قال: دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أنا اريد أن أسأله عن القائم، أ هو المهدي أو غيره؟ فابتدأني فقال لي: يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي، و الّذي بعث محمّدا بالنبوّة و خصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و إنّ الله تبارك و تعالى ليصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو رسول نبيّ. ثمّ قال عليه السلام:
أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558 إلى 571، 608، 641، 786 إلى 807، 859، 973، 1230.
558-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد الموصلي، قال: حدّثنا الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت علي بن محمّد بن علي الرضا
ص: 119
عليهم السلام يقول: إنّ الإمام بعدي الحسن ابني، و بعد الحسن ابنه القائم الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
559-(1)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن العبدوس العطّار- رضي الله عنه-: قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما السلام يقول:
إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى عليه السلام بكاء شديدا ثمّ قال: إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر، فقلت له: يا ابن رسول الله، لم سمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: و لم سمّي المنتظر؟ قال: لأنّ له غيبة يكثر أيّامها، و يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يستهزئ بذكره الجاحدون، و يكذب فيها الوقّاتون، و يهلك فيها المستعجلون، و ينجو فيها المسلمون.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558 إلى 571، 608، 641، 786 إلى 807، 859، 1230.
560-(2)-
الكافي: علي بن محمّد، عمّن ذكره، عن محمّد بن أحمد العلوي، عن داود بن القاسم، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟
ص: 120
فقلت: و لم جعلني الله فداك؟ فقال: إنّكم لا ترون شخصه، و لا يحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمّد عليهم السلام.
561-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي الله عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن علي عليهما السلام يقول: كأنّي بكم و قد اختلفتم بعدي في الخلف منّي، أما إنّ المقرّ بالأئمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع أنبياء الله و رسله ثمّ أنكر نبوّة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و المنكر لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كمن أنكر جميع أنبياء الله لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلنا، و المنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا، أما إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلّا من عصمه الله عزّ و جلّ.
562-(2)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق- رضي الله عنه- قال: حدّثني أبو علي بن همّام، قال: سمعت محمّد بن عثمان العمري- قدّس الله روحه- يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمّد الحسن بن علي عليهما السلام و أنا عنده عن الخبر الّذي روي عن آبائه عليهم السلام: أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه الى يوم القيامة، و أنّ من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال عليه السلام: إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ، فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن الحجّة و الإمام بعدك؟ فقال: ابني محمّد، هو الإمام و الحجّة بعدي، من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، و يهلك فيها المبطلون، و يكذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
ص: 121
563-(1)-
ينابيع المودّة: في المناقب عن واثلة بن الأسقع بن قرخاب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (في حديث ذكر فيه دخول جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وإيمانه بالله و رسوله، و ما سأل عنه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و استجوابه له) قال (جندل): إنّي رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال: يا جندل، أسلم على يد محمّد خاتم الأنبياء، و استمسك أوصياءه من بعده، فقلت: أسلم، فلله الحمد أسلمت و هداني بك، ثمّ قال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لا تمسّك بهم، قال: أوصيائي الاثنا عشر، قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، و قال: يا رسول الله، سمّهم لي، فقال: أوّلهم سيّد الأوصياء أبو الأئمّة عليّ، ثمّ ابناه الحسن و الحسين فاستمسك بهم، و لا يغرّنك جهل الجاهلين، فإذا ولد عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، و يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه، فقال جندل:
وجدنا في التوراة و في كتب الأنبياء عليهم السلام إيليا و شبّرا و شبيرا، فهذه اسم علي و الحسن و الحسين، فمن بعد الحسين و ما أساميهم؟ قال:
إذا انقضت مدّة الحسين فالإمام ابنه عليّ و يلقّب بزين العابدين، فبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم، فبعده ابنه عليّ يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمّد يدعى بالتقيّ
ص: 122
و الزكيّ، فبعده ابنه عليّ يدعى بالنقي و الهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي و القائم و الحجّة، فيغيب ثمّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبّتهم، اولئك الّذين وصفهم الله في كتابه و قال: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ، ثمّ قال تعالى: أُولئِكَ حِزْبُ الله أَلا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ، فقال جندل: الحمد لله الذي وفّقني بمعرفتهم، ثمّ عاش إلى أن كانت ولادة عليّ بن الحسين فخرج الى الطائف و مرض و شرب لبنا، و قال: أخبرني رسول الله صلّى الله عليه و آله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن، و مات و دفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة.
564-(1)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق، قال:
حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال:
دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام و أنا اريد أن أسأله عن الخلف [من] بعده، فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام، و لا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، و به ينزّل الغيث، و به يخرج بركات الأرض، قال: فقلت له:
يا ابن رسول الله، فمن الإمام و الخليفة بعدك؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت، ثمّ خرج و على عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق، لو لاكرامتك على الله عزّ و جلّ و على حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنّه سميّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كنيّه، الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الامّة مثل الخضر عليه السلام، و مثله مثل ذي القرنين، و الله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلّا من ثبّته الله عزّ و جل على القول بإمامته، و وفّقه [فيها] للدعاء بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربيّ فصيح فقال: أنا بقيّة الله في أرضه، و المنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق، فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليّ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر و ذي
ص: 123
القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد، قلت: يا ابن رسول الله، و إنّ غيبته لتطول؟ قال: إي و ربّي، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، و لا يبقى إلّا من أخذ الله عزّ و جلّ عهده لولايتنا، و كتب في قلبه الإيمان، و أيّده بروح منه، يا أحمد بن إسحاق، هذا أمر من أمر الله، و سرّ من سرّ الله، و غيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين تكن معنا غدا في علّيّين.
565-(1)-
تاريخ مواليد أهل البيت (لابن الخشّاب): قال:- «ذكر الخلف الصالح عليه السلام»: حدّثنا صدقة بن موسى، حدّثنا أبي، عن الرضا عليه السلام قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن عليّ، و هو صاحب الزمان، و هو المهديّ.
566-(2)-
الكافي: علي بن محمّد، عن محمّد بن علي بن بلال، قال: خرج إليّ من أبي محمّد عليه السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليّ قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده.
567-(3)-
الخرائج: و منها ما روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عيسى بن مسيح، قال: دخل الحسن العسكري عليه السلام علينا الحبس و كنت به عارفا، فقال لي: لك خمس و ستّون سنة وشهر و يومان، و كان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، و إني نظرت فيه فكان كما قال. قال: و قال: هل رزقت من ولد؟ قلت: لا، قال: اللهمّ ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثمّ تمثّل:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته *** إنّ الذليل الّذي ليست له عضد
فقلت: أ لك ولد؟ قال: إي و الله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا، فأمّا الآن فلا، ثمّ تمثّل:
لعلّك يوما إن تراني كأنّما *** بنيّ حواليّ الاسود اللوابد
فإنّ تميما قبل أن يلد الحصى *** أقام زمانا و هو في الناس واحد
ص: 124
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558، 559، 568 إلى 571، 608، 641، 786 إلى 807، 859، 1230.
568-(1)-
مقتضب الأثر: قال: و ممّا حدّثني به هذا الشيخ الثقة أبو الحسين عبد الصمد بن علي، و أخرجه إليّ من أصل كتابه و تاريخه في سنة خمس و ثمانين و مائتين، سماعه من عبيد بن كثير أبيسعد العامري، قال: حدّثني
ص: 125
ص: 126
نوح بن درّاج، عن يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن أبي جحيفة السوائي- من سواءة بن عامر- و الحرث بن عبد الله الحارثي الهمداني و الحرث بن شرب، كلّ حدّثنا أنّهم كانوا عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فكان إذا أقبل ابنه الحسن عليه السلام يقول: مرحبا يا ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله، و إذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت و امّي يا أبا ابن خيرة الإماء، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما بالك تقول هذا للحسن و تقول هذا للحسين؟ و من ابن خيرة الإماء؟
فقال: ذلك الفقيد الطريد الشريد: محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السلام، هذا و وضع يده على رأس الحسين عليه السلام.
569-(1)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد الدقّاق-رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضّل بن عمر، قال: دخلت على سيّدي جعفر بن محمّد عليهما السلام فقلت: يا سيّدي، لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي:
يا مفضّل، الإمام من بعدي ابني موسى، و الخلف المأمول المنتظر «م ح م د» بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام.سعد العامري، قال: حدّثني نوح بن درّاج، عن يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن أبي جحيفة السوائي- من سواءة بن عامر- و الحرث بن عبد الله الحارثي الهمداني و الحرث بن شرب، كلّ حدّثنا أنّهم كانوا عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فكان إذا أقبل ابنه الحسن عليه السلام يقول: مرحبا يا ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله، و إذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت و امّي يا أبا ابن خيرة الإماء، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما بالك تقول هذا للحسن و تقول هذا للحسين؟ و من ابن خيرة الإماء؟
فقال: ذلك الفقيد الطريد الشريد: محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السلام، هذا و وضع يده على رأس الحسين عليه السلام.
ص: 127
569-(1)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد الدقّاق-رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضّل بن عمر، قال: دخلت على سيّدي جعفر بن محمّد عليهما السلام فقلت: يا سيّدي، لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي:
يا مفضّل، الإمام من بعدي ابني موسى، و الخلف المأمول المنتظر «م ح م د» بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام.
570-(2)- المناقب: و ممّا كتب عليه السلام (يعني: أبا محمّد الحسن العسكري عليه السلام) إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي: اعتصمت بحبل الله، بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله ربّ العالمين، و العاقبة للمتّقين، و الجنّة للموحّدين، و النار للملحدين، و لا عدوان إلّا على الظالمين، و لا إله إلّا الله أحسن الخالقين، و الصلاة على خير خلقه محمّد و عترته الطاهرين، و منها: عليك بالصبر و انتظار الفرج، قال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج، و لا يزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الّذي بشّر به النبيّ، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي، و امر جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، و العاقبة للمتّقين، و السلام عليك و على جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته، و صلّى الله على محمّد و آله.
571-(3)-
إثبات الوصيّة: أبو الحسن محمّد بن جعفر الأسدي، قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم، قال: دخلت على خديجة بنت محمّد بن علي الرضا عليهما السلام، اخت أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام في سنة اثنين
ص: 128
و ستّين و مائتين بالمدينة، فكلّمتها من وراء حجاب، و سألتها عن دينها، فسمّت لي من تأتمّ بهم، ثمّ قالت: و الخلف الزكيّ ابن الحسن بن علي أخي، فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟
فقالت: خبرا عن ابن أخي (أبي محمّد) عليه السلام كتب به الى امّه، فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستور، قلت: فإلى من تفزع الشيعة؟
قالت: الى الجدّة أمّ أبي محمّد، فقلت لها: اقتداء بمن وصيّته إلى امرأة، فقالت لي: اقتداء بالحسين بن علي عليه السلام؛ لأنّه أوصى إلى اخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج من علي بن الحسين في زمانه من علم ينسب الى زينب بنت علي عمّته سترا على عليّ بن الحسين و تقيّة و إبقاءعليه، ثمّ قالت: إنّكم قوم أصحاب أخبار و رجال و ثقات، أ ما رويتم أنّ التاسع من ولد الحسين يقسم ميراثه و هو حيّ باق ...
الحديث.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 242 إلى 308، 558 إلى 567، 608، 641، 786 إلى 807، 859، 1166، 1230.
572-(1)- شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحديد): قال: و منها (يعني من خطبته التي ذكر بعضها الرضي قدّس سرّه): فانظروا أهل بيت نبيّكم، فإن لبدوا فالبدوا، و إن استنصروكم فانصروهم، فليفرّجنّ الله الفتنة برجل منّا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء، لا يعطيهم إلّا السيف هرجا هرجا، موضوعا على عاتقه ثمانية أشهر حتّى تقول
ص: 129
قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني اميّة حتّى يجعلهم حطاما و رفاتا مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا، سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا.
573-(1)-
ينابيع المودّة: روى المدائني في كتاب صفّين، قال:
خطب عليّ عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان، فذكر طرفا من الملاحم، و قال: ذلك أمر الله، و هو كائن وقتا مريحا، فيا ابن خيرة الإماء، متى تنتظر؟ أبشر بنصر قريب من ربّ رحيم، فبأبي و امّيمن عدّة قليلة، أسماؤهم في الأرض مجهولة، قد دنا حينئذ ظهورهم، يا عجبا كلّ العجب بين جمادى و رجب، من جمع أشتات، و حصد نبات، و من أصوات بعد أصوات، ثمّ قال: سبق القضاء سبق.
قال رجل من أهل البصرة الى رجل من أهل الكوفة في جنبه:
أشهد أنّه كاذب، قال الكوفي: و الله ما نزل عليّ من المنبر حتّى فلج الرجل فمات من ليلته.
و لو أردنا استقصاء أخباره عن الغيوب الصادقة التي شاهدوا صدقها عيانا لبلغ كراريس كثيرة، انتهى الشرح.
574-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، قال: سألت سيّدي موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عزّ و جلّ: «و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة» فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، و الباطنة الإمام الغائب، فقلت له: و يكون في الائمّة من يغيب؟ قال: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه، و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، و هو الثاني عشر منّا، يسهّل الله له كلّ عسير، و يذلّل له كلّ صعب، و يظهر له كنوز الأرض، و يقرّب له كلّ بعيد، و يبير به [يتبر- خ، يفني به من- خ] كلّ جبّار عنيد، و يهلك على يده كلّ شيطان مريد، ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي تخفى على الناس ولادته، و لا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره الله عزّ و جلّ، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
575-(3)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن عمران- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنّ سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من
ص: 130
الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل، و القذّة بالقذّة(1)،
قال أبو بصير: فقلت يا ابن رسول الله، و من القائم منكم أهل البيت؟ فقال:يا أبا بصير، هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيّد الإماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله عزّ و جلّ فيفتح الله على يده مشارق الأرض و مغاربها، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلّي خلفه، و تشرق الأرض بنور ربّها، و لا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزّ و جلّ إلّا عبد الله عزّ و جل فيها، و يكون الدين كلّه لله و لو كره المشركون.
576-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح الزهري، قال: حدّثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدّثنا الحكم أخو مشمعلّ الأسدي، قال:
حدّثني عبد الرحيم القصير، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول أمير المؤمنين عليه السلام «بأبي ابن خيرة الإماء» أ هي فاطمة؟ فقال: إنّ فاطمة عليها السلام خيرة الحرائر، ذاك المبدح بطنه (3)، المشرب حمرة، رحم الله فلانا.
577-(4)-
غيبة الشيخ: سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين عليه
ص: 131
السلام فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال: أمّا اسمه فإنّ حبيبي شهد إليّ أن لا احدّث باسمه حتّى يبعثه الله، قال:
فأخبرني عن صفته؟ قال: هو شابّ مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، و نور وجهه يعلو سواد لحيته و رأسه، بأبي ابن خيرة الإماء.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 539، 553، 554، 568، 651.
و فيه حديثان 578-(1)-
دلائل الإمامة: و حدّثنا أبو المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الكوفي، عن محمّد بن عبد الله الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد الله بن سنان، عن أخيه محمّد بن سنان الزاهري، عن سيّدنا أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين، عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله قال: قال لي: يا علي، إذا تمّ من ولدك أحد عشر إماما فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.
و بهذا الإسناد عن رسول الله أنّه قال: إذا توالت أربعة أسماء من الأئمّة من ولدي محمّد و علي و الحسن فرابعها هو القائم المأمول المنتظر.
579-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن ما بنداذ، قال: أخبرنا أحمد بن هلال، قال: حدّثني اميّة بن علي القيسي، عن أبي الهيثم التميمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا توالت ثلاثة أسماء: محمّد و علي و الحسن كان رابعهم قائمهم (3).
ص: 132
580-(1)-غيبة الفضل بن شاذان: حدّثنا صفوان بن يحيى- رضي الله عنه-، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على سيّدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقلت: يا ابن رسول الله، أخبرني بالّذين فرض الله تعالى طاعتهم و مودّتهم، و أوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: يا كابلي، إنّ أولي الأمر الّذين جعلهم الله عزّ و جلّ أئمّة للناس، و أوجب عليهم طاعتهم:
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن عمّي، ثمّ الحسين أبي، ثمّ انتهى الأمر إلينا و سكت، فقلت له: يا سيّدي، روي لنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزّ و جلّ على عباده، فمن الحجّة و الإمام بعدك؟ فقال: ابني محمّد و اسمه في الصحف الاولى باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجّة و الإمام بعدي، و من بعد محمّد ابنه جعفر، و اسمه عند أهل السماء الصادق، فقلت له: يا سيّدي، فكيف صار اسمه الصادق و كلّكم صادقون؟ فقال: حدّثني أبي عن أبيه عليهما السلام عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسمّوه الصادق، فإنّ الخامس من ولده الّذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على الله و كذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذّاب، المفتري على الله و المدّعي ما ليس له بأهل، المخالف لأبيه، و الحاسد لأخيه، ذلك الّذي يروم كشف سرّ الله جلّ جلاله عند غيبة وليّ الله، ثمّ بكى علي بن الحسين بكاء شديدا، ثمّ قال: كأنّي بجعفر الكذّاب و قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّالله، و المغيب في حفظ الله، و الموكّل بحرم أبيه، جهلا منه بولادته، و حرصا منه على قتله إن ظفر به، و طمعا في ميراث أخيه حتّى يأخذه بغير حقّ، فقال أبو خالد: فقلت له:
ص: 133
يا ابن رسول الله، و إنّ ذلك لكائن؟ فقال: إي و ربّي إن ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله! ثمّ يكون ما ذا؟ قال: ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلّى الله عليه و آله بعده، يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته، و المنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلّ زمان، فإنّ الله تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة بمنزلة المشاهدة، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالسيف، اولئك المخلصون حقّا، و شيعتنا صدقا، و الدعاة الى دين الله عزّ و جلّ سرّا و جهرا، و قال: انتظار الفرج من أفضل الفرج.
581-(1)-
كفاية الأثر: حدّثنا علي بن الحسين بن محمّد، قال:
حدّثنا هارون بن موسى ببغداد في صفر سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة، قال: حدّثنا أحمد [محمّد- خ] [بن مخزوم- خ] بن محمّد المقري مولى بني هاشم في سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة قال أبو محمّد: و حدّثنا أبو حفص عمر [عمرو- خ] بن الفضل الطبري، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الفرغاني، قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو البلوي. قال أبو محمّد: و حدّثنا عبد الله [عبيد الله] بن الفضل بن هلال الطائي بمصر، قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمر [عمرو] بن محفوظ البلوي؛ قال:
حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا، قال: حدّثني محمّد بن بكير، قال:
دخلت على زيد بن علي عليه السلام و عنده صالح بن بشر، فسلّمت عليه و هو يريد الخروج الى العراق، فقلت له: يا ابن رسول الله! حدّثني بشي ء سمعته من أبيك عليه السلام، فقال: نعم، حدّثني أبي عن جدّه [أبي عن أبيه عن جدّه- خ] قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عزّ و جلّ، و من استبطأ الرزق فليستغفر [الله، و من حزنه أمر] فليقل: لا حول و لا قوّة إلّا بالله، فقلت: زدني يا ابن رسول الله! قال: نعم، حدّثني أبي عن جدّه [أبي عن أبيه عن جدّه- خ] قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أربعة أنا لهم الشفيع [أنا شفيع لهم- خ] يوم القيامة: المكرم لذرّيّتي، و القاضي لهم حوائجهم، و الساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه، و المحبّ لهم بقلبه و لسانه، قال: فقلت: زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عليكم، قال: نعم، حدّثني أبي [عن أبيه] عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: من أحبّنا
ص: 134
أهل البيت في اللهحشر معنا، و أدخلناه معنا الجنّة، يا ابن بكير! من تمسّك بنا فهو معنا في الدرجات العلى، يا ابن بكير! انّ الله تبارك و تعالى اصطفى محمّدا صلّى الله عليه و آله و سلّم، و اختارنا له ذرّيّة، فلولانا لم يخلق الله تعالى الدنيا و الآخرة، يا ابن بكير! بنا عرف الله، و بنا عبد الله، و نحن السبيل الى الله، و منّا المصطفى، و [منّا] المرتضى، و منّا يكون المهدي، قائم هذه الامّة، قلت: يا ابن رسول الله! هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بكير! إنّك لن تلحقه، و إنّ هذا الأمر تليه ستّة من الأوصياء بعد هذا، ثمّ يجعل [الله] خروج قائمنا فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فقلت: يا ابن رسول الله! أ لست صاحب هذا الأمر؟ فقال: أنا من العترة، فعدت فعاد إليّ، فقلت: هذا الّذي تقوله عنك أو عن رسول الله؟ فقال: لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، لا و لكن عهد عهده إلينا رسول الله صلّى الله عليه و آله، ثمّ أنشأ يقول:
نحن سادات قريش *** و قوام الحقّ فينا
نحن الأنوار الّتي *** من قبل كون الخلق كنّا
نحن منّا المصطفى المختار *** و المهديّ منّا
فبنا قد عرف الله *** و بالحقّ [أ] قمنا
سوف يصلاه سعير [ا] *** من تولّى اليوم عنّا
قال علي بن الحسين: و حدّثنا محمّد بن الحسين البزوفري بهذا الحديث في مشهد مولانا الحسين بن علي عليهما السلام، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن سلمة بن الخطّاب، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن صالح [صلح- خ] قال: كنت عند زيد بن علي عليه السلام فدخل عليه [إليه] محمّد بن بكير ... و ذكر الحديث.
582-(1)-
كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي-رضي الله عنه- قال:
ص: 135
حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال:حدّثنا أبو القاسم، قال: كتبت من كتاب أحمد الدهّان، عن القاسم بن حمزة، عن ابن أبي عمير قال: أخبرني أبو اسماعيل السرّاج، عن خيثمة الجعفي، قال: حدّثني أبو أيّوب المخزومي [أبو لبيد المخزومي- خ] قال:
ذكر أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام سير الخلفاء الاثني عشر الراشدين صلوات الله عليهم، فلمّا بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الّذي يصلّي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه، [عليك] بسنّته و القرآن الكريم.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 81، 113، 118، 153 إلى 165، 181، 196، 205 إلى 309، 553 إلى 541، 543 إلى 545، 547، 549 إلى 556، 574، 668، 1168، 1230.
583-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يحثي المال حثيا، لا يعدّه عدّا، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
584-(2)-
الفتن: قال: قال الوليد عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: تأوي إليه امّته كما تأوي النحلة يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأوّل، لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما.
585-(3)-
الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن الحرث، عن منهال بن عمرو بن زياد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، قال: يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما و جورا، يملك سبع سنين.
ص: 136
586-(1)-
المسند: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّىتمتلئ الأرض ظلما و عدوانا، ثمّ يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي، يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا.
587-(2)-
كنز العمّال: عن علي قال: تملأ الأرض ظلما و جورا حتّى يدخل كلّ بيت خوف و حزن، يسألون درهمين و جريبين فلا يعطونه، فيكون قتال بقتال، و يسار بيسار، حتّى يحيط الله بهم في مصره، ثمّ تملأ الأرض عدلا و قسطا.
588-(3)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن محمّد بن الحسن القزويني، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الأحول، قال: حدّثنا خلّاد المقرئ، عن قيس بن أبي حصين، عن يحيى بن وثّاب، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزّ و جلّ ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، كذلك سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول.
589-(4)-
كمال الدّين: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن- رضي الله عنهما- قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، و محمّد بن يحيى العطّار، و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،
ص: 137
ص: 138
ص: 139
ص: 140
و أحمد بن محمّد بن عيسى، و أحمد بن محمّد بن خالد البرقي و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني؛ و حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، و سعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمّد الطيالسي، عن منذر بن محمّد بن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترقّ، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، مالي أراك متفكّرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟ فقال: لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط، و لكن فكّرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما، تكون له حيرة و غيبة، يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين، و إنّ هذا لكائن؟ فقال:
نعم، كما أنّه مخلوق، و أنّى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ، اولئك خيار هذه الامّة مع أبرار هذه العترة، قلت: و ما يكون بعد ذلك؟ قال: ثمّ يفعل الله ما يشاء، فإنّ له إرادات و غايات و نهايات.
الحسين بن أبي الخطّاب، و أحمد بن محمّد بن عيسى، و أحمد بن محمّد بن خالد البرقي و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني؛ و حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، و سعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمّد الطيالسي، عن منذر بن محمّد بن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترقّ، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، مالي أراك متفكّرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟ فقال: لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط، و لكن فكّرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما، تكون له حيرة و غيبة، يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين، و إنّ هذا لكائن؟ فقال:
نعم، كما أنّه مخلوق، و أنّى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ، اولئك خيار هذه الامّة مع أبرار هذه العترة، قلت: و ما يكون بعد ذلك؟ قال: ثمّ يفعل الله ما يشاء، فإنّ له إرادات و غايات و نهايات.
ص: 141
590-(1)- كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل، قال: [حدّثنا] أبو عبد الله جعفر بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا علي بن الحسين [الحسن- خ] بن علي بن عمر، عن أبيه علي بن الحسين، قال: كان يقول صلوات الله عليه: ادعوا لي ابني الباقر، و قلت لابني الباقر- يعني محمّدا- فقلت له: يا أبه، و لم [فلم- خ] سمّيته الباقر؟ قال: فتبسّم، و ما رأيته تبسّم [يتبسّم- خ] قبل ذلك، ثمّ سجد لله تعالى طويلا، فسمعته يقول في سجوده: اللهمّ لك الحمد سيّدي على ما أنعمت به علينا أهل البيت، يعيد ذلك مرارا، ثمّ قال: يا بني، إنّ الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملأها قسطا و عدلا، و إنّه الإمام أبو الأئمّة، معدن الحلم، و موضع العلم، يبقره بقرا، و الله لهو أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قلت [فقلت- خ]: فكم الأئمّة بعده؟ قال: سبعة، و منهم المهدي الّذي يقوم بالدين في آخر الزمان.
591-(2)-
دلائل الإمامة: و باسناده (أي أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه) عن أبي علي النهاوندي، قال: حدّثنا أبو القاسم بن أبي حيّة، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن واصل السدوسي، قال:
حدّثنا عوف، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى تملأ الأرض ظلما و عدوانا، ثمّ يخرج رجل من عترتي، أو قال: من أهل بيتي، يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا.
592-(3)- غيبة الشيخ: و بهذا الإسناد (أي إبراهيم بن سلمة، عن أحمد بن مالك الفزاري، عن حيدر بن محمّد الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن نصر بن مزاحم، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح)، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يعني: يصلح الأرض بقائم آل محمّد من بَعْدَ مَوْتِها يعني: من بعد جور أهل مملكتها، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ* بقائم آل محمّد لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
ص: 142
593-(1)-
دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محمّد النهاوندي، قال: حدّثنا العبّاس بن مطر الهمداني، قال: حدّثنا إسماعيل بن علي المقري، قال:حدّثنا محمّد بن سليمان، قال: حدّثني أبو جعفر العرجي، عن محمّد بن يزيد، عن سعيد بن عباية، عن سلمان الفارسي، قال: خطبنا أمير المؤمنين بالمدينة، و قد ذكر الفتنة و قربها، ثمّ ذكر قيام القائم من ولده، و أنّه يملأها عدلا كما ملئت جورا ... الحديث بطوله.
594-(2)-
الكافي: أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن جعفر بن القاسم، عن محمّد بن الوليد الخزّاز، عن الوليد بن عقبة، عن الحارث بن زياد، عن شعيب، عن أبي حمزة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: لا، فقلت: فولدك؟ فقال: لا، فقلت: فولد ولدك هو؟ قال: لا، فقلت:
فولد ولد ولدك؟ فقال: لا، قلت: من هو؟ قال: الّذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا، على فترة من الأئمّة، كما أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث على فترة من الرسل.
595-(3)-
فرائد السمطين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوري، [قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان النيسابوري]، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه سيّد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: المهدي من ولدي، تكون له غيبة و حيرة تضلّ فيها الامم، يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم السلام، فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
ص: 143
596-(1)-
تفسير فرات الكوفي: قال: حدّثني علي بن محمّد بن عمر الزهري معنعنا، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: قال الحارث الأعور للحسين عليه السلام: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم جعلت فداك، أخبرني عن قول الله في كتابه: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها قال: ويحك يا حارث، ذلك محمّد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قلت: جعلت فداك، قوله: وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قال:
ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يتلو محمّدا صلّى الله عليه و آله قال: قلت: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قال: ذلك القائم من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، يملأ الأرض قسطا و عدلا.
597-(2)-
النكت الاعتقاديّة: عن النبيّ صلّى الله عليه و آله:
لو لم يبق من الدنيا إلّا ساعة واحدة لطوّل الله تلك الساعة حتّى يخرج رجل من ذرّيّتي، اسمه كاسمي، و كنيته ككنيتي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يجب على كلّ مخلوق متابعته.
598-(3)-المحكم و المتشابه: في قوله تعالى: الله نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ... الآية، عن تفسير النعماني، بسنده عن الصادق عليه السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام: فالمشكاة رسول الله صلّى الله عليه و آله، و المصباح الوصيّ و الأوصياء عليهم السلام، و الزجاجة فاطمة عليها السلام، و الشجرة المباركة رسول الله صلّى الله عليه و آله، و الكوكب الدرّي القائم المنتظر الّذي يملأ الأرض عدلا.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 72، 80، 91، 95، 149، 153، 160، 161، 165، 181، 194، 205، 216، 217، 219، 221، 225، 226، 227 (و فيه: يملأ الله عزّ و جلّ به الأرض نورا بعد ظلمتها و عدلا
ص: 144
بعد جورها و علما بعد جهلها)، 235، 241، 246، 247، 249، 253، 254، 257، 259، 263، 272، 275، 280، 281، 291، 295، 321، 339، 346، 353، 360، 365، 366، 367، 370، 371 (و فيه: ظلما و جورا و عدوانا)، 374، 375، 378، 382، 390، 396، 400، 404، 406، 428، 429، 431، 451، 453، 454، 458، 460، 461، 463، 484، 485، 492 (و فيه: يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا)، 494، 497، 498، 500، 502، 505، 507، 508، 511، 513، 524، 527، 528، 532، 535، 541، 543، 544، 547، 548، 551، 555، 556، 557، 563، 564، 567، 570، 581، 612، 653، 670، 701، 726، 748، 764، 775، 791،796، 806، 807، 810، 828، 859، 910، 950، 983 (و فيه: يملأ الأرض حقا و عدلا)، 1028، 1094، 1095، 1097، 1101، 1113، 1129، 1130، 1136، 1155 إلى 1160، 1195 (و فيه: قسطا و عدلا و نورا و برهانا)، 1198، 1204.
599-(1)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمّار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة، و الاخرى طويلة، الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة شيعته، و الاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه.
600-(2)-
ينابيع المودّة: عن كتاب المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة في قوله تعالى: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب- رضي الله عنهم- قال: فينا نزلت هذه الآية، و جعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة، و إنّ للقائم منّا غيبتين: إحداهما أطول من الاخرى، فلا يثبت على إمامته إلّا من قوي يقينه، و صحّت معرفته.
ص: 145
601-(1)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا علي بن الحسن، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن علي بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين، و سمعته يقول: لا يقوم القائم و لأحد في عنقه بيعة.602-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا القاسم بن محمّد بن الحسن بن حازم من كتابه، قال: حدّثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن إبراهيم بن المستنير، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين: إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، و بعضهم يقول: قتل، و بعضهم يقول: ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلّا نفر يسير، لا يطّلع على موضعه أحد من وليّ و لا غيره إلّا المولى الّذي يلي أمره.
603-(3)-
غيبة النعماني: أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس، و سعدان [سعد- خ] بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين [الحسن- خ] بن عبد الملك، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن إبراهيم [بن زياد] الخارقي، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: لقائم آل محمّد غيبتان: إحداهما أطول من الاخرى، فقال: نعم، و لا يكون ذلك حتّى يختلف سيف بني فلان، و تضيق الحلقة، و يظهر السفياني، و يشتدّ البلاء، و يشمل الناس موت و قتل، يلجئون فيه الى حرم الله و حرم رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
604-(4)-
غيبة النعماني: عبد الواحد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح، قال: حدّثنا أحمد بن علي الحميري، قال:
حدّثنا الحسن بن أيّوب عن عبد الكريم بن عمرو، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم الثقفي، عن الباقر أبي جعفر عليه السلام أنّه سمعه يقول: إن للقائم غيبتين، يقال له في إحداهما: هلك، و لا يدري في أيّ واد سلك.
ص: 146
605-(1)-
الكافي: محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن المفضّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:لصاحب هذا الأمر غيبتان: إحداهما يرجع منها إلى أهله، و الاخرى يقال: هلك، في أيّ واد سلك؟ قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال:
إذا ادّعاها مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله.
606-(2)-
الكافي: الحسين بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن يحيى بن المثنّى، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس و لا يرونه.
607-(3)-
عقد الدرر: عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: لصاحب هذا الأمر- يعني المهدي عليه السلام- غيبتان: إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، و بعضهم: قتل، و بعضهم: ذهب، و لا يطّلع على موضعه أحد من وليّ و لا غيره إلّا المولى الّذي يلي أمره.
ص: 147
ص: 148
و يدلّ عليه أيضا الحديث: 254.
608-(1)-
كفاية الأثر: أحمد بن إسماعيل، عن محمّد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة قال:
كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئا على عصاه، فسلّم فردّ أبو عبد الله الجواب، ثمّ قال: يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جعلت فداك [يا ابن رسول الله] أقمت على قائمكم منذ مائة سنة، أقول هذا الشهر، و هذه السنة، و قد كبرت سنّي، و رقّ [دقّ- خ] عظمي، و اقترب أجلي، و لا أرى ما أحبّ [و أرى فيكم ما لا أحبّ- خ] أراكم مقتّلين [معتلين] مشرّدين، و أرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي؟ فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثمّ قال: يا شيخ، إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى، و إن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، و نحن ثقله، فقال: [فقد قال عليه السلام- خ] إنّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا: كتاب الله و عترتي أهل بيتي، فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر، قال: يا شيخ، انّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن يخرج من صلب عليّ، و عليّ يخرج من صلب محمّد، و محمّد يخرج من صلب عليّ، و عليّ يخرج من صلب ابني هذا، و أشار إلى موسى عليه السلام، و هذا خرج منو يدلّ عليه أيضا الحديث: 254.
الفصل الثامن و العشرون في أنّ له غيبة طويلة الى أن يأذن الله تعالى له بالخروج و فيه 100 حديث
608-(2)-
كفاية الأثر: أحمد بن إسماعيل، عن محمّد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة قال:
كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئا على عصاه، فسلّم فردّ أبو عبد الله الجواب، ثمّ قال: يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جعلت فداك [يا ابن رسول الله] أقمت على قائمكم منذ مائة سنة، أقول هذا الشهر، و هذه السنة، و قد كبرت سنّي، و رقّ [دقّ- خ] عظمي، و اقترب أجلي، و لا أرى ما أحبّ [و أرى فيكم ما لا أحبّ- خ] أراكم مقتّلين [معتلين] مشرّدين، و أرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي؟ فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثمّ قال: يا شيخ، إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى، و إن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، و نحن ثقله، فقال: [فقد قال عليه السلام- خ] إنّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا: كتاب الله و عترتي أهل بيتي، فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر، قال: يا شيخ، انّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن يخرج من صلب عليّ، و عليّ يخرج من صلب محمّد، و محمّد يخرج من صلب عليّ، و عليّ يخرج من صلب ابني هذا، و أشار إلى موسى عليه السلام، و هذا خرج منصلبي، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون، فقال الشيخ: يا سيّدي، بعضكم أفضل من بعض؟ قال: لا، نحن في الفضل سواء، و لكن بعضنا أعلم من بعض، ثمّ قال: يا شيخ، و الله لو لم يبق من الدنيا
ص: 149
إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج قائمنا أهل البيت، ألا و إنّ شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته، هناك يثبت [الله] على هداه المخلصين، اللهم أعنهم على ذلك.
609-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي، قال: حدّثني إسحاق بن محمّد الصيرفي، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه ذكر القائم عليه السلام فقال: أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل: ما لله في آل محمّد حاجة.
610-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني- رضي الله عنه- عن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: للقائم منّا غيبة أمدها طويل، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه، و لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثمّ قال عليه السلام: إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته، و يغيب شخصه.
حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي، عن عبد الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمّد بن عليّ الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام بهذا الحديث مثله سواء.
611-(3)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيّوب، عن سدير في حديث عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: إنّ إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف و بايعوه، و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتّى قال لهم: أنا يوسف، فما تنكر هذه الامّة أن يكون الله عزّ و جلّ في وقت من الأوقات يريد أن يستر [يبيّن خ]
ص: 150
حجّته؟ لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر، و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عزّ و جلّ أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك، و الله لقد سار يعقوب و ولده عند البشارة مسيرة تسعة أيّام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الامّة أن يكون الله عزّ و جلّ يفعل بحجّته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم و يطأ بسطهم و هم لا يعرفونه حتّى يأذن الله عزّ و جل أن يعرّفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتّى قال لهم: هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي ....
612-(1)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن حيّان السرّاج، عن السيّد ابن محمّد الحميري في حديث طويل يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة و صحّة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إنّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، و هو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و آخرهم القائم بالحقّ بقيّة الله في الأرض و صاحب الزمان، و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتّى يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
613-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أبي، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمّال، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أما و الله ليغيبنّ عنكم مهديّكم حتّى يقول الجاهل منكم: ما لله في آل محمّد حاجة، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
614-(3)-
الكافي: علي بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن الحسن بن أبي الربيع، عن محمّد بن إسحاق، عن أمّ هاني، قالت: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام عن
ص: 151
قول الله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ، قالت: فقال: إمام يخنس سنة ستّين و مائتين ثمّ يظهر كالشهاب، يتوقّد في الليلة الظلماء، فإن أدركت زمانه قرّت عينك.
615-(1)-
كمال الدّين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمّد، عن هانئ التمّار، قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتّق الله عبد و ليتمسّك بدينه.
616-(2)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن جعفر بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد، عن يحيى بن المثنّى، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم و لا يرونه.
617-(3)- الكافي: محمّد بن يحيى، و الحسن بن محمّد جميعا، عن جعفر بن محمّد الكوفي، عن الحسن بن محمّد الصيرفي، عن صالح بن خالد، عن يمان التمّار، قال: كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوسا، فقال لنا: إنّ
ص: 152
لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد- ثمّ قال هكذا بيده- فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ثمّ أطرق مليّا، ثمّ قال: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتّق الله عبد و ليتمسّك بدينه.
618-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن- رضي الله عنهما- قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، و أحمد بن إدريس جميعا، قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، و محمّد بن عبد الجبّار، و عبد الله بن عامر بن سعد الأشعري، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمّد بن المساور، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: إيّاكم و التنويه (2)، أما و الله ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم، و لتمحّصنّ، حتّى يقال: مات أو هلك، بأيّ واد سلك؟و لتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، و لتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، و لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه، و كتب في قلبه الإيمان، و أيّده بروح منه، و لترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أيّ من أيّ، قال:
فبكيت، فقال [لي]: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: و كيف لا أبكي و أنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ، فكيف نصنع؟
قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أبا عبد الله، ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: و الله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
ص: 153
619-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي، قال: حدّثنا أحمد بن طاهر [القمّي]، قال: حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: أخبرنا عليّ بن الحارث، عن سعيد بن منصور الجواشني، قال: أخبرنا أحمد بن عليّ البديلي، قال: أخبرنا أبي، عن سدير الصيرفي، قال: دخلت أنا، و المفضّل بن عمر، و أبو بصير، و أبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح خيبريّ مطوّق بلا جيب، مقصّر الكمّين، و هو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحريّ، قد نال الحزن من وجنتيه، و شاع التغيير في عارضيه، و أبلى الدموع محجريه، و هو يقول: سيّدي غيبتك نفت رقادي، و ضيّقت عليّ مهادي، و ابتزّت منّي راحة فؤادي، سيّدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد، فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني، و أنين يفتر من صدري، عن دوارج الرزايا، و سوالف البلايا، إلّا مثّل بعيني عن غوابر أعظمها و أفظعها، و بواقي أشدّها و أنكرها، و نوائب مخلوطة بغضبك، و نوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولنا و لها، و تصدّعت قلوبنا جزعا، من ذلك الخطب الهائل، و الحادث الغائل، و ظننا أنّه سمت لمكروهة قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خيرالورى عينيك، من أيّة حادثة تستنزف دمعتك، و تستمطر عبرتك؟ و أيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟ قال: فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، و اشتدّ عنها خوفه، و قال: ويلكم، نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا، و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، الّذي خصّ الله به محمّدا و الأئمّة من بعده عليهم السلام، و تأمّلت منه مولد غائبنا و غيبته و إبطائه، و طول عمره، و بلوى المؤمنين في ذلك الزمان، و تولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، و ارتداد أكثرهم عن دينهم، و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدّس ذكره: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ- يعني الولاية- فأخذتني الرقّة، و استولت عليّ الأحزان، فقلنا: يا ابن رسول الله، كرّمنا و فضّلنا بإشراكك إيّانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك، قال: إنّ الله تبارك و تعالى أدار للقائم منّا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرّسل عليهم السلام: قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام، و قدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السلام، و قدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه
ص: 154
السلام، و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح- أعني الخضر عليه السلام- دليلا على عمره، فقلنا له: اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني، قال عليه السلام: أمّا مولد موسى عليه السلام، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلّوه على نسبه، و أنّه يكون من بني إسرائيل، و لم يزل يأمر أصحابه بشقّ بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طلبه نيّفا و عشرين ألف مولود، و تعذّر عليه الوصول الى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تبارك و تعالى إيّاه، و كذلك بنو اميّة و بنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوال ملكهم و ملك الامراء و الجبابرة منهم على يد القائم منّا ناصبونا العداوة، و وضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلّى الله عليه و آله [أهل بيت رسول الله- خ]، و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم، و يأبى الله عزّ و جلّ أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلّا أن يتمّ نوره و لو كره المشركون.
و أمّا غيبة عيسى عليه السلام، فإنّ اليهود و النصارى اتّفقت على أنّه قتل فكذّبهم الله جلّ ذكره بقوله: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ، كذلك غيبة القائم، فإنّ الامّة ستنكرها لطولها، فمن قائل يهذي بأنّه لم يلد، و قائل يقول: إنّه يتعدّى إلى ثلاثة عشر و صاعدا، و قائل يعصي الله عزّ و جلّ بقوله: إنّ روح القائم ينطق في هيكل غيره.
و أمّا إبطاء نوح عليه السلام؛ فانّه لمّا استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عزّ و جلّ الروح الأمين عليه السلام بسبع نويات، فقال:
يا نبيّ الله، إنّ الله تبارك و تعالى يقول لك: إنّ هؤلاء خلائقي و عبادي، و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلّا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجّة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فإنّي مثيبك عليه، و اغرس هذه النوى، فإنّ لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص، فبشّر بذلك من تبعك من المؤمنين، فلمّا نبتت الأشجار و تأزّرت و تسوّقت و تغصّنت و أثمرت و زها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه و تعالى العدة، فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد، و يؤكّد الحجّة على قومه، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به، فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل، و قالوا:
لو كان ما يدّعيه نوح حقّا لما وقع في وعد ربّه خلف، ثمّ إنّ الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كلّ مرّة بأن يغرسها مرّة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرّات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتدّمنه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيّف و سبعين رجلا، فأوحى الله تبارك و تعالى عند ذلك إليه، و قال: يا نوح، الآن أسفر الصبح عن اللّيل لعينك حين صرح الحقّ عن محضه، و صفا [الأمر و الإيمان] من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة،
ص: 155
فلو أنّي أهلكت الكفّار و أبقيت من قد ارتدّ من الطوائف الّتي كانت آمنت بك لما كنت صدّقت وعدي السابق للمؤمنين الّذين أخلصوا التوحيد من قومك، و اعتصموا بحبل نبوّتك بأن أستخلفهم في الأرض، و امكّن لهم دينهم، و ابدّل خوفهم بالأمن، لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشكّ من قلوبهم، و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن منّي لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الّذين ارتدّوا، و خبث طينهم، و سوء سرائرهم الّتي كانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة، فلو أنّهم تسنّموا منّي الملك الّذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته، و لاستحكمت سرائر نفاقهم، [و] تأبّدت حبال ضلالة قلوبهم، و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة، و حاربوهم على طلب الرئاسة، و التفرّد بالأمر و النهي، و كيف يكون التمكين في الدّين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب، كلا وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا.
قال الصادق عليه السلام: و كذلك القائم، فإنّه تمتدّ أيّام غيبته ليصرح الحقّ عن محضه، و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الّذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسّوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم عليه السلام، قال المفضّل: فقلت: يا ابن رسول الله، فإنّ [هذه] النواصب تزعم أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ عليه السلام، فقال: لا يهدي الله قلوب الناصبة، متى كان الدين الّذي ارتضاه الله و رسوله متمكّنا بانتشار الأمن في الامّة، و ذهاب الخوف من قلوبها، و ارتفاع الشكّ من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، و في عهد عليّ عليه السلام، مع ارتداد المسلمين و الفتن الّتي تثور في أيّامهم، و الحروب الّتي كانت تنشب بين الكفّار و بينهم؟! ثمّ تلا الصادق عليه السلام: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا.
و أمّا العبد الصالح- أعني الخضر عليه السلام- فإنّ الله تبارك و تعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له، و لا لكتاب ينزله عليه، و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، و لا لطاعة يفرضها له، بلى، إنّ الله تبارك و تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم عليه السلام في أيّام غيبته ما يقدّر، و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك، إلّا لعلّة الاستدلال به على عمر القائم عليه السلام، و ليقطع بذلك حجّة المعاندين، لئلا يكون للنّاس على الله حجّة.
ص: 156
620-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن خالد البرقي، عن علي بن حسّان، عن داود بن كثير الرقّي، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن صاحب هذا الأمر، قال: هو الطريد، الوحيد، الغريب، الغائب عن أهله، الموتور بأبيه عليه السلام.621-(2)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن الريّان بن الصلت، قال: سمعته يقول:
سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن القائم عليه السلام، فقال: لا يرى جسمه، و لا يسمّى باسمه.
622-(3)-
كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري السمرقندي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن علي بن فضّال، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام يقول: إنّ الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة، فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور، و إنّه ليأتينا [ليلقانا- خ] فيسلّم، فنسمع صوته و لا نرى شخصه، و إنّه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه، و إنّه ليحضر الموسم كلّ سنة فيقضي جميع المناسك، و يقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين، و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، و يصل به وحدته.
623-(4)-
غيبة النعماني: حدّثنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: صاحب هذا الأمر من ولدي، هو الّذي يقال: مات أو هلك، لا بل في أيّ واد سلك؟.
624-(5)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم
ص: 157
السلام قال: قال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: و الّذي بعثني بالحقّ بشيرا ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود إليه منّي، حتّى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمّد حاجة، و يشكّ آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسّك بدينه، و لا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكّه فيزيلهعن ملّتي، و يخرجه من ديني، فقد أخرج أبويكم من الجنّة من قبل، و إنّ الله عزّ و جلّ جعل الشياطين أولياء للّذين لا يؤمنون.
625-(1)- علل الشرائع: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي - رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن مسعود، و حيدر بن محمّد السمرقندي جميعا، قالا: حدّثنا محمّد بن مسعود، قال: حدّثنا جبرائيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، قال: حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفي، عن حنّان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها، فقلت له: و لم ذاك يا ابن رسول الله؟ قال: إنّ الله عزّ و جلّ أبى إلّا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم، و أنّه لا بدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله عزّ و جلّ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أي سننا على سنن من كان قبلكم.
626-(2)-
غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدّثنا إسحاق بن سنان، قال: حدّثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام، قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فركب هو و ابناه الحسن و الحسين عليهما السلام فمرّ بثقيف، فقالوا: قد جاء عليّ يردّ الماء، فقال علي عليه السلام: أما و الله لاقتلنّ أنا و ابناي هذان، و ليبعثنّ الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، و ليغيبنّ عنهم تمييزا لأهل الضلالة، حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمّد من حاجة.
627-(3)-
غيبة الشيخ: روى أبو بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: في القائم شبه من يوسف، قلت: و ما هو؟ قال: الحيرة و الغيبة.
628-(4)-كتاب تاريخ قم: عن محمّد بن قتيبة الهمداني، و الحسن بن علي الكشمارجاني [الكمشارجاني- خ]، عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ الله احتجّ
ص: 158
بالكوفة على سائر البلاد، و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، و احتجّ ببلدة قم على سائر البلاد، و بأهلها على جميع أهل المشرق و المغرب من الجنّ و الإنس، و لم يدع الله قم و أهله مستضعفا بل وفّقهم و أيّدهم، ثمّ قال: إنّ الدين و أهله بقم ذليل، و لو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم و بطل أهله، فلم يكن حجّة على سائر البلاد، و إذا كان كذلك لم تستقرّالسماء و الأرض، و لم ينظروا طرفة عين، و انّ البلايا مدفوعة عن قم و أهله، و سيأتي زمان تكون بلدة قم و أهلها حجّة على الخلائق، و ذلك في زمان غيبة قائمنا عليه السلام إلى ظهوره، و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها، و انّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم و أهله، و ما قصده جبّار بسوء إلّا قصمه قاصم الجبّارين، و شغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوّ، و ينسي الجبّارين في دولتهم ذكر قم كما نسوا ذكر الله.
629-(1)-
الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها.
630-(2)-الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة، و لا بدّ له في غيبته من عزلة، و نعم المنزل طيبة، و ما بثلاثين من وحشة.
ص: 159
631-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عنصفوان بن يحيى، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 205، 242، 244، 245، 254، 257، 261، 305 إلى 308، 317، 465، 497، 498، 499، 511، 535 إلى 539، 541، 547، 549 إلى 557، 559 إلى 564، 574، 575، 580، 589، 595، 599 إلى 607، 632 إلى 635، 637، 641، 643، 644، 645، 647، 649، 653، 669، 685، 686، 688 إلى 691، 806، 810، 1104، 1105.
ص: 160
ص: 162
المدائني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل، فقلت: و لم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة، و قتل الغلام، و إقامة الجدار لموسى عليه السلام إلّا وقت افتراقهما، يا ابن الفضل! إنّ هذا الأمر أمر من [أمر] الله تعالى، و سرّ من سرّ الله، و غيب من غيب الله، و متى علمنا أنّه عزّ و جلّ حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة، و إن كان وجهها غير منكشف.الله بن جعفر المدائني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل، فقلت: و لم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة، و قتل الغلام، و إقامة الجدار لموسى عليه السلام إلّا وقت افتراقهما، يا ابن الفضل! إنّ هذا الأمر أمر من [أمر] الله تعالى، و سرّ من سرّ الله، و غيب من غيب الله، و متى علمنا أنّه عزّ و جلّ حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة، و إن كان وجهها غير منكشف.
633-(1)- كمال الدين: محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب، عن صاحب الزمان صلوات الله عليه في آخر التوقيع الوارد في جواب كتابه الّذي سأل محمّد بن عثمان العمري أن يوصل إليه عجّل الله فرجه: أمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ و جلّ يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، إنّه لم يكن لأحد من آبائي عليهم السلام إلّا و قد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، و إنّي أخرج حين أخرج و لا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، و أمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب، و إنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا
ص: 163
باب السؤال عمّا لا يعنيكم، و لا تكلّفوا علم ما قد كفيتم، و أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، و السلام عليك يا إسحاق بن يعقوب، و على من اتّبع الهدى.
634-(1)-
عيون أخبار الرضا: محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم، يطلبون المرعى فلا يجدونه، قلت: و لم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: لأنّ إمامهم يغيب عنهم، فقلت: و لم؟ قال: لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف.
635-(2)-
غيبة الشيخ: الحسين بن عبيد الله، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيسابوري، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة، قال: إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت: [و] لم؟ قال: يخاف القتل.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 337، 626، 654، 656، 669.
636-(3)
نهج البلاغة: اللهمّ بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا، لئلا تبطل حجج الله و بيّناته، و كم ذا و أين [اولئك]؟ اولئك و الله الأقلّون عددا، و الأعظمون عند الله قدرا، يحفظ الله بهم حججه و بيّناته حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على
ص: 164
حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، اولئك خلفاء الله في أرضه، و الدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم.
637-(1)-
ينابيع المودّة: عن نهج البلاغة: منّا المهديّ، يسري في الدنيا بسراج منير، و يحذو فيها على مثال الصالحين، ليحلّ ربقا، و يعتق رقّا، و يصدع شعبا، و يشعب صدعا، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف أثره و لو تابع نظره.
و في نهج البلاغة (ج 2 ص 47 خ 146، ط مصر): يا قوم، هذا إبّان ورود كلّ موعد، و دنوّ من طلعة ما لا تعرفون، ألا و من أدركها منّا يسري فيها بسراج منير، و يحذو فيها على مثال الصالحين، ليحلّ فيها ربقا، و يعتق رقّا، و يصدع شعبا، و يشعب صدعا، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف أثره و لو تابع نظره، ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النصل، تجلى بالتنزيل أبصارهم، [و يرمى بالتفسير في مسامعهم]، و يغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح.
638-(2)-
فرائد السمطين: أخبرنا أبو جعفر، ابن بابويه- رحمه الله- قال: أنبأنا محمّد بن أحمد السمناني، قال: أنبأنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، قال: أنبأنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: أنبأنا فضل بن الصقر العبدي، قال: أنبأنا معاوية، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بنمحمّد عليهما السلام، عن أبيه محمّد بن عليّ عليهما السلام، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال: نحن أئمّة المسلمين، و حجج الله على العالمين، و سادة المؤمنين، و قادة الغرّ المحجّلين، و موالي المؤمنين، و نحن أمان أهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، و نحن الذين بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا باذنه، و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها، و بنا ينزل الغيث، و تنشر الرحمة، و تخرج بركات الأرض، و لو لا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها. ثمّ قال: و لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور. و لا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله فيها، و لو لا ذلك لم يعبد الله.
قال سليمان: فقلت للصادق عليه السلام: فكيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب (3).
ص: 165
639-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا هارون بن مسلم، عن سعدان، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أنّه قال في خطبة له على منبر الكوفة: اللهم لا بدّ لأرضك من حجّة لك على خلقك، يهديهم إلى دينك، و يعلّمهم علمك، لئلا تبطل
ص: 166
حجّتك، و لا يضلّ أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به، إمّا ظاهر ليس بالمطاع، أو مكتتم مترقّب، إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم، فإنّ علمه و آدابه في قلوب المؤمنين مثبتة، فهم بها عاملون.
640-(1)-
كتاب فضل بن شاذان: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيى، قالا: حدّثنا جميل بن درّاج، عن الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنّه قال:
الإسلام و السلطان العادل أخوان توأمان، لا يصلح واحد منهما إلّا بصاحبه، الإسلام اسّ، و السلطان العادل حارس، ما لا اسّ له فمنهدم، و ما لا حارس له فضائع، فلذلك إذا رحل قائمنا لم يبق أثر من الدنيا.
و يدلّ عليه أيضا الروايتان: 245، 609.
641-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي بن بشّار القزويني، قال: حدّثنا أبو الفرج المظفّر بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز، قال: سمعت الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول: إنّ ابني هو القائم من بعدي، و هو الّذي تجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام بالتعمير و الغيبة، حتّى تقسو القلوب لطول الأمد، فلا يثبت على القول به إلّا من كتب الله عزّ و جلّ في قلبه الإيمان، و أيّده بروح منه (3).
ص: 167
ص: 168
ص: 169
ص: 170
ص: 171
ص: 172
ص: 173
642-(1)- كمال الدين: علي بن أحمد الدقّاق، و محمّد بن أحمد الشيباني، قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول: في القائم سنّة من نوح، و هو طول العمر.
643-(2)-
غيبة النعماني: عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، عن أحمد بن محمّد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيّوب، عن عبد الكريم بن عمرو، عن محمّد بن الفضيل، عن حمّاد بن عبد الكريم الجلّاب، قال: ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما إنّه لو قد قام لقال الناس أنّى يكون هذا؟ و قد بليت عظامه مذ كذا و كذا.
644-(3)-الخرائج: عن الحسن العسكري عليه السلام أنّه قال لأحمد بن إسحاق- و قد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فلمّا رآه قال مبتدئا-: مثله مثل الخضر، و مثله مثل ذي القرنين، إنّ الخضر شرب من642-(4)- كمال الدين: علي بن أحمد الدقّاق، و محمّد بن أحمد الشيباني، قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول: في القائم سنّة من نوح، و هو طول العمر.
643-(5)-
غيبة النعماني: عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، عن أحمد بن محمّد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيّوب، عن عبد الكريم بن عمرو، عن محمّد بن الفضيل، عن حمّاد بن عبد الكريم الجلّاب، قال: ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما إنّه لو قد قام لقال الناس أنّى يكون هذا؟ و قد بليت عظامه مذ كذا و كذا.
644-(6)-
الخرائج: عن الحسن العسكري عليه السلام أنّه قال لأحمد بن إسحاق- و قد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فلمّا رآه قال مبتدئا-: مثله مثل الخضر، و مثله مثل ذي القرنين، إنّ الخضر شرب منماء الحياة، فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور، و إنّه ليحضر الموسم في كلّ سنة، و يقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمن، و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، و يصل به وحدته، فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار.
أقول: شباهته بذي القرنين من جهة بلوغه المشرق و المغرب، و يحتمل أن تكون من جهة اخرى غيرها؛ كالغيبة و طول العمر.
و يدلّ عليه بالمطابقة أو الالتزام أيضا الروايات: 497، 498، 535 إلى 539، 547، 549، 551 إلى 557، 559، 561، 562، 564، 574، 575، 580، 589، 599، 600، 602 إلى 605، 607 إلى 610،
ص: 174
612، 613، 618، 619، 623 إلى 626، 632، 645 إلى 650، 669، 686، و لو اضيف إلى هذه الأحاديث- بقرينة الروايات الواردة في أنّ الأرض لا تخلو من الحجّة و الإمام، و الأدلّة العقلية القطعية المذكورة في الكتب الكلاميّة- جميع الروايات المذكورة في البابين الأوّل و الثاني، فإنّها دلّت على انحصار الأئمّة و الحجج بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في الاثني عشر، و أنّ أوّلهم عليّ عليه السلام و آخرهم المهدي عليه السلام و أنّ تاسعهم قائمهم و التاسع من ولد الحسين و أنّه ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام يصير عدد هذه الطائفة من الأحاديث 363 حديثا لدلالة الجميع على هذا على بقائه و حياته منذ زمان ولادته إلى الآن، و الله على ما يشاء قدير و هو الحكيم العليم.
645-(1)-
كمال الدين: محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن القاسم بن العلاء، عن إسماعيل بن علي القزويني، عن علي بن إسماعيل، عن عاصم الحنّاط، عن محمّد بن مسلم الثقفي الطحّان، قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السلام و أنا اريد أن أسأله عن القائم من آل محمّد صلّى الله عليه و عليهم، فقال لي مبتدئا: يا محمّد بن مسلم، إنّ في القائم من آل محمّد سنّة [شبهة، شبها- خ] من خمسة من الرسل: يونس بن متّى، و يوسف بن يعقوب، و موسى، و عيسى، ومحمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمّا سنّة [شبهه- خ] من يونس بن متّى فرجوعه من غيبته و هو شابّ بعد كبر السنّ، و أمّا سنّة [شبهه- خ] من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصّته و عامّته، و اختفاؤه من إخوته، و إشكال أمره على أبيه يعقوب النبيّ عليه السلام مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته، و أمّا سنّة [شبهه- خ] من موسى فدوام خوفه، و طول غيبته، و خفاء ولادته، و تعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى و الهوان إلى أن أذن الله عزّ و جلّ في ظهوره و نصره، و أيّده على عدوّه، و أمّا سنّة [شبهه- خ] من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتّى قالت طائفة: ما ولد، و قالت طائفة: مات، و قالت طائفة: قتل و صلب، و أمّا سنّة [شبهه- خ] من جدّه المصطفى محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم فتجريده السيف [فخروجه بالسيف- خ] و قتله أعداء الله، و أعداء رسوله، و الجبّارين، و الطواغيت، و أنّه ينصر بالسيف و الرعب، و أنّه لا تردّ له راية، و إنّ من علامات خروجه عليه السلام خروج السفياني من الشام، و خروج اليماني [من اليمن] و صيحة من السماء في شهر رمضان، و مناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه.
ص: 175
646-(1)-
كمال الدين: محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: ما علامات القائم عليه السلام منكم إذا خرج؟ قال:
علامته أن يكون شيخ السنّ، شابّ المنظر، حتّى إنّ الناظر ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، و إنّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام و الليالي حتى يأتيه أجله.
647-(2)-
عقد الدرر: عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنّه يرجع إليهم شابّا موفقا، و إنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّا و هم يحسبونه شيخا كبيرا.
648-(3)-
غيبة النعماني: (عن أبي عبد الله عليه السلام في رواية): و إنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّا و هم يحسبونه شيخا كبيرا.
649-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا علي بن الحسين المسعودي، قال:
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: لو قد قام القائم لأنكره الناس؛ لأنّه يرجع إليهم شابّا موفقا، لا يثبت عليه إلّا من قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل.
650-(5)-
غيبة الشيخ: روي في خبر آخر أنّ في صاحب الزمان شبها من يونس: رجوعه من غيبته بشرخ الشباب (6).
و بما ذكرناه من الأحاديث و ما تقدّم و ما يأتي يفصّل و يفسّر بعض الأحاديث مثل حديث:
ص: 176
651-(1)-
غيبة الشيخ: سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال: أمّا اسمه فإنّ حبيبي شهد [عهد] إليّ أن لا احدّث باسمه حتى يبعثه الله، قال: فأخبرني عن صفته؟ قال: هو شابّ مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، و نور وجهه يعلو سواد لحيته و رأسه، بأبي ابن خيرة الإماء.
و مثل ما في:
652-(2)-
إسعاف الراغبين: قال: و ورد أيضا في حليته أنّه شابّ، أكحل العينين، أزجّ (3)
الحاجبين، أقنى الأنف، كثّ اللحية، على خدّه الأيمن خال، و على يده اليمنى خال.فالمراد بتوصيفه عليه السلام بأنّه شابّ كذا طراوة حداثة السنّ و نضارتها، و نشاط الشبّان، و حسن وجههم و قوتهم فيه، فكأنّه وصف شبابه بكونه مربوعا حسن الوجه ... دون حداثة السن.
و يدلّ عليه أيضا الحديثان: 539، 555.
653-(4)-
كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد الله الخزاعي، قال: أخبرنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لمحمّد بن علي بن موسى: إنّي لأرجوك أن تكون القائم من أهل بيت محمّد الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فقال عليه السلام: يا أبا القاسم، ما منّا إلّا قائم بأمر الله، و هاد إلى دين الله، و لكنّ القائم الّذي يطهّر الله عزّ و جلّ به الأرض من أهل الكفر و
ص: 177
الجحود، و يملأها عدلا و قسطا، هو الّذي يخفى على الناس ولادته (1)،
و يغيب عنهم شخصه، و يحرم عليهم تسميته، و هو سمي رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم و كنيّه، و هو الّذي تطوى له الأرض، و يذلّ له كلّ صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر، ثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض، و ذلك قول الله عزّ و جلّ: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعاً إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الاخلاص [الأرض- خ] أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد و هي عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله، فلا يزال يقتل
ص: 178
أعداء الله حتّى يرضى الله تبارك و تعالى، قال عبد العظيم: قلت له: يا سيّدي، و كيف يعلم أنّ الله قد رضي؟ قال:
يلقي في قلبه الرحمة ... الحديث بتمامه.
654-(1)-
كمال الدين: و هذا الإسناد- يعني حدّثنا علي بن أحمد الدقّاق و محمّد بن أحمد الشيباني- رضي الله عنهما- قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير- قال: قال عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليهما السلام:
القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتّى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج و ليس لأحد في عنقه بيعة.
655-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن هارون الفامي، و علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب، و جعفر بن محمّد بن مسرور و جعفر بن الحسين- رضي الله عنهم- قالوا: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر القصباني؛ و حدّثنا جعفر بن علي بنالحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي، قال: حدّثني جدّي الحسن بن علي بن عبد الله، عن العبّاس بن عامر القصباني، عن موسى بن هلال الضبّي، عن عبد الله بن عطاء! قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن شيعتك بالعراق لكثيرون، فو الله ما في أهل بيتك مثلك، فكيف لا تخرج؟ فقال: يا عبد الله بن عطاء، قد أمكنت الحشو من اذنيك، و الله ما أنا بصاحبكم، قلت فمن صاحبنا؟
قال: انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم.
656-(3)-
كمال الدين: عبد الواحد بن محمّد العطّار، عن أبي عمرو الليثي، عن محمّد بن مسعود، عن جبرائيل بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه
ص: 179
السلام قال: صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق، كي لا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، و يصلح الله عزّ و جلّ أمره في ليلة [واحدة].
657-(1)-
غيبة النعماني: الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن أيّوب بن نوح، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر، و أن يسوقه الله إليك عفوا بغير سيف، فقد بويع لك، و قد ضربت الدراهم باسمك، فقال:
ما منّا أحد اختلفت الكتب إليه، و اشير إليه بالأصابع، و سئل عن المسائل، و حملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه، حتّى يبعث الله لهذا الأمر غلاما(2)
منّا، خفيّ المولد و المنشأ غير خفيّ في نسبه.
658-(3)-
إثبات الوصيّة: عن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام، قال: القائم من تخفى ولادته عن الناس.
659-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدّثني محمّد بن أحمد القلانسي بمكّة سنة سبع و ستّين و مائتين، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن العبّاس بن عامر، عن موسى بن هلال، عن عبد الله بن عطاء المكّي، قال: خرجت حاجّا من واسط فدخلت على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام، فسألني عن الناس و الأسعار، فقلت: تركت الناس مادّين أعناقهم إليك، لو خرجت لاتّبعك الخلق، فقال: يا ابن عطاء! قد أخذت تفرش اذنيك للنوكى، لا و الله ما أنا بصاحبكم، و لا يشار إلى رجل منّا بالأصابع، و يمطّ إليه بالحواجب، إلّا مات قتيلا أو حتف أنفه، قلت: و ما حتف أنفه؟ قال:
ص: 180
يموت بغيظه على فراشه، حتّى يبعث الله من لا يؤبه لولادته، قلت: و من لا يؤبه لولادته؟ فقال: انظر من لا يدري الناس أنّه ولد أم لا، فذاك صاحبكم.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 539، 574، 610، 645، 686، 688.
660-(1)-
غيبة النعماني: علي بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن هاشم، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: يقوم القائم و ليس في عنقه بيعة لأحد.
661-(2)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا بيعة.
662-(3)-إثبات الوصيّة: الحميري، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن عثمان بن نشيط، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: صاحب هذا الأمر ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا ذمّة.
663-(4)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على [هذا] الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج.
664-(5)-
كمال الدين: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن- رضي الله عنهما- قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عبيد و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يبعث القائم و ليس في عنقه بيعة لأحد.
665-(6)-
كمال الدين: حدّثنا أبي- رحمه الله- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، و الحسن بن ظريف جميعا، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقوم القائم عليه السلام و ليس لأحد في عنقه بيعة.
ص: 181
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 539، 601، 610، 634، 654، 656.
في أنّه يقتل أعداء الله، و يطهّر الأرض من الشرك [و يقاتل على التأويل] و من كلّ جور و ظلم، و يزيل ملك الجبابرة، و يقاتل على التأويل كما قاتل رسول الله صلّى الله عليه و آله على التنزيل و فيه 18 حديثا
666-(1)-كمال الدين: جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث) قال:
القائم لم يظهر أبدا حتّى يخرج ودائع الله عزّ و جلّ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزّ و جلّ فقتلهم.
667-(2)-كمال الدين: المظفّر بن جعفر بن المظفّر- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيمالكرخي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام- أو قال له رجل-: أصلحك الله، أ لم يكن عليّ عليه السلام قويّا في دين الله عزّ و جلّ؟
قال: بلى، قال: فكيف ظهر عليه القوم، و كيف لم يدفعهم، و ما يمنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزّ و جلّ منعته، قال: قلت: و أيّة آية هي؟ قال: قوله عزّ و جلّ: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً، إنّه كان لله عزّ و جلّ ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين و منافقين، فلم يكن عليّ عليه السلام ليقتل الآباء حتّى يخرج الودائع، فلمّا خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله، و كذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتّى تظهر ودائع الله عزّ و جلّ، فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله.
و يدلّ عليه أيضا الروايات: 283، 423، 432، 446، 450، 463، 529، 535، 537، 551، 553، 554، 574، 645، 653، 1195.
ص: 182
في أنّه يعلن أمر الله، و يظهر دين الحقّ، و يميت البدع و الباطل، و يؤيّد بنصر الله، و ينصر بملائكة الله، و يبسط الإسلام على الأرض، و يصير سلطانا عليها، و يحيي الله به الأرض بعد موتها و فيه 51 حديثا
668-(1)-
كتاب فضل بن شاذان: حدّثنا فضالة بن أيّوب- رضي الله تعالى عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن سنان، قال: سأل أبي عن أبي عبد الله عليه السلام عن السلطان العادل، قال: هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء و المرسلين، على الجنّ و الإنس أجمعين، و هو سلطان بعد سلطان إلى أن ينتهي إلى السلطان الثاني عشر، فقال رجل من أصحابه:
صف لنا من هم يا ابن رسول الله؟ قال: هم الّذين قال الله تعالى فيهم:
أَطِيعُوا الله وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، و الّذين خاتمهم الّذي ينزل في زمن دولته عيسى عليه السلام، و يصلّي خلفه، و هو الّذي يقتل الدجّال، و يفتح الله على يديه مشارق الأرض و مغاربها، و يمتدّ سلطانه الى يوم القيامة.
669-(2)-كمال الدين: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال: حدّثنا القاسم بن العلاء، قال: حدّثني إسماعيل بن علي القزويني، قال: حدّثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن محمّد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: القائم منّا، منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض، و تظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و يظهر الله عزّ و جلّ به دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا قد عمّر، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلامفيصلّي خلفه، قال: قلت [فقلت- خ]: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء، و ركب ذوات الفروج السروج، و قبلت شهادات الزور، و ردّت شهادات العدول، و استخفّ الناس بالدماء و ارتكاب الزنا و أكل الربا، و اتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، و خروج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف
ص: 183
بالبيداء، و قتل غلام من آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم بين الركن و المقام، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكيّة، و جاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ فيه و في شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، و اجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و أوّل ما ينطق به هذه الآية: بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، ثمّ يقول: أنا بقيّة الله في أرضه، و خليفته، و حجّته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلّم إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه، فإذا اجتمع إليه [له] العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج، فلا يبقى في الأرض معبود من دون الله عزّ و جلّ، من صنم، [و وثن] و غيره، إلّا وقعت فيه نار فاحترق، و ذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يؤمن به.
670-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثني محمّد بن نصير، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى، [عن حمّاد بن عيسى]، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: إنّ ذا القرنين كان عبدا صالحا، جعله الله عزّ و جلّ حجّة على عباده، فدعا قومه الى الله، و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا حتّى قيل: مات أو هلك، بأيّ واد سلك؟ ثمّ ظهر و رجع الى قومه فضربوه على قرنه الآخر، و فيكم من هو على سنّته، و إنّ الله عزّ و جلّ مكّن لذي القرنين في الأرض، و جعل له [و آتاه- خ] من كلّ شي ء سببا، و بلغ المغرب و المشرق، و إنّ الله تبارك و تعالى سيجري سنّته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الأرض و غربها، حتّى لا يبقي منهلا و لا موضعا من سهل و لا جبل وطأه ذو القرنين إلّا و وطأه، و يظهر الله عزّ و جلّ له كنوز الأرض و معادنها، و ينصره بالرعب، فيملأ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
671-(2)- تفسير العيّاشي: عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال: إذا قام القائم عليه السلام لا تبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله، و أنّ محمّدا رسول الله.
ص: 184
672-(1)- تفسير العيّاشي: عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سئل أبي عن قول الله قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً(2)، حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله (3)، فقال: إنّه لم يجي ء تأويل هذه الآية، و لو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، و ليبلغنّ دين محمّد صلّى الله عليه و آله ما بلغ الليل، حتّى لا يكون شرك [مشرك] على ظهر الأرض كما قال الله.
673-(4)-
ينابيع المودّة: و عن زين العابدين، و عن الباقر [عليهما السلام] رضي الله عنهما قال: إنّ الاسلام قد يظهره الله على جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام.
674-(5)-
ينابيع المودّة: عن أبي بصير، عن جعفر الصادق [عليه السلام] رضي الله عنه قال: عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصر الله.
675-(6)- تفسير علي بن إبراهيم: في تفسير قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ:
حدّثني أبي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمّد عليهم السلام، و الله هو المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين دعا إلى الله فأجابه و يكشف السوء، و يجعله خليفة في الأرض.
ص: 185
676-(1)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: بالإسناد (عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد) عن عبد الحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ قال:
هذه نزلت في القائم عليه السلام، إذا خرج تعمّم و صلّى عند المقام و تضرّع إلى ربّه، فلا تردّ له راية أبدا.
677-(2)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا يوسف بن يعقوب، عن محمّد بن أبي بكر المقري، عن نعيم بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله عزّ و جلّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ* قال: لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهودي و لا نصراني و لا صاحب ملّة إلّا الإسلام، حتّى تأمن الشاة و الذئب و البقرة و الأسد و الإنسان و الحيّة، و حتّى لا تقرض فأرة جرابا، و حتّى توضع الجزية، و يكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و [هو] قوله تعالى:
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*، و ذلك يكون عند قيام القائم عليه السلام.
678-(3)- كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني علي بن حاتم، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن علي بن سماعة) عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسن بن محبوب، عن مؤمن الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، قال: يحييها الله عزّ و جلّ بالقائم عليه السلام بعد موتها- يعني بموتها كفر أهلها و الكافر ميّت-.
679-(4)-غيبة النعماني: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر، و هم خمسة آلاف، ثلث على خيول شهب، و ثلث على خيول بلق، و ثلث على خيول حوّ، قلت: و ما الحوّ؟ قال: هي الحمر.
ص: 186
680-(1)-
عيون أخبار الرضا عليه السلام: في حديث أخرجه عن محمّد بن علي ما جيلويه- رضي الله عنه- عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن شبيب، عن الرضا عليه السلام (و الحديث طويل قال فيه): يا ابن شبيب! إن كنت باكيا لشي ء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض شبيهون، و لقد بكت السماوات السبع و الأرضون لقتله، و لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره، و شعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام.
681-(2)-عيون المعجزات: روي عن عالم أهل البيت صلّى الله عليهم أنّ الله تعالى أهبط الى الحسين أربعة آلاف ملك، هم الّذين هبطوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم بدر، و خيّر بينالنصر على أعدائه و لقاء جدّه، فاختار لقاه، فأمر الله تعالى الملائكة بالمقام عند قبره، فهم شعث غبر، ينتظرون قيام القائم من ولده صاحب الزمان عليه السلام.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 161، 205، 243، 324 إلى 332 و 337 إلى 339، 342، 343، 346، 373، 419، 423، 432، 435، 525، 529، 536، 538، 548، 553، 719، 807، 936، 1105، 1138، 1177، 1195، 1199.
682-(3)-
نهج البلاغة: و من خطبة له عليه السلام في ذكر الملاحم: يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، و يعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي، (و منها:) حتّى تقوم الحرب بكم على ساق،
ص: 187
باديا نواجذها، مملوءة أخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها، ألا و في غد، و سيأتي غد بما لا تعرفون، يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها، و تخرج لهالأرض من أفاليذ كبدها، و تلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، و يحيي ميّت الكتاب و السنّة.
و يدل عليه أخبار كثيرة جدّا، و ذلك لأنّ ردّ الناس إلى الكتاب و السنّة من أعظم أعمال المهدي عليه السلام و من صفاته البارزة، قلّما يوجد حديث لا يدل عليه بالالتزام أو المطابقة، فلا يكون المهدي، إلّا من يكون كذلك، و لا يقوم إلّا لإقامة الحقّ، و لا يقام الناس بردّ الناس إلى الكتاب و السنّة و لا يملأ الأرض من العدل و القسط إلّا به، و لا يعلن أمر الله و لا يظهر الإسلام على الأديان إلّا بردّ الناس إلى الكتاب و السنة، فكل أعماله الإصلاحية لا تتحقّق إلّا به، فهو لا يظهر و لا يقوم و لا يخرج إلّا لإقامة الشرع و العمل بالكتاب و السنّة.
في أنّه ينتقم من أعداء الله و أعداء رسوله و الأئمّة عليهم السلام و فيه 13 حديثا
683-(1)-
دلائل الإمامة: أخبرني علي بن هبة الله، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى القمّي، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى بن محمّد الدقّاق، و محمّد بن محمّد بن عصام، قالا:
ص: 188
حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن القاسم بن العلاء، قال: حدّثنا إسماعيل الفزاري، قال: حدّثني محمّد بن جمهور العمّي، عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، قال: سألت أبا جعفر محمّدا الباقر عليه السلام، فقلت: يا ابن رسول الله، لم سمّي علي عليه السلام أمير المؤمنين، و هو اسم لم يسمّ به أحد قبله، و لا يحلّ لأحد بعده؟ فقال: لأنّه ميرة العلم، يمتار منه، و لا يمتار من أحد سواه، قلت: فلم سمّي سيفه ذا الفقار؟ قال: لأنّه ما ضرب به أحدا من أهل الدنيا إلّا أفقره به أهله و ولده، و أفقره في الآخرة الجنّة، فقلت: يا ابن رسول الله، أ لستم كلّكم قائمين بالحقّ؟ قال: لمّا قتل جدّيالحسين عليه السلام ضجّت الملائكة بالبكاء و النحيب، و قالوا: إلهنا! أتصفح عمّن قتل صفوتك و ابن صفوتك و خيرتك من خلقك، فأوحى الله إليهم: قرّوا ملائكتي، فو عزّتي و جلالي لأنتقمنّ منهم و لو بعد حين، ثمّ كشف لهم عن الأئمّة من ولد الحسين، فسرّت الملائكة بذلك، و رأوا أحدهم قائما يصلّي، فقال سبحانه: بهذا القائم أنتقم منهم.
684-(1)-
الأمالي: أخبرنا محمّد بن محمد، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمّد بن حمران، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما كان من أمر الحسين بن علي عليهما السلام ما كان ضجّت الملائكة الى الله تعالى، و قالت: يا ربّ! يفعل هذا بالحسين صفيّك، و ابن نبيّك؟ قال:
فأقام الله لهم ظلّ القائم عليه السلام، و قال: بهذا أنتقم له من ظالميه.
685-(2)-
غيبة النعماني: محمّد بن همّام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن إسحاق بن سنان، عن عبيد بن خارجة، عن عليّ بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فركب هو و ابناه الحسن و الحسين عليهم السلام، فمرّ بثقيف فقالوا: قد جاء عليّ يردّ الماء، فقال علي عليه السلام: أما و الله لاقتلنّ أنا و ابناي هذان، و ليبعثنّ الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، و ليغيبنّ عنهم تمييزا لأهل الضلالة، حتّى يقول الجاهل ما لله في آل محمّد من حاجة.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 109، 255، 258، 266، 270 293، 305، 424، 432، 515.
ص: 189
في أنّ فيه سننا من الأنبياء و منها الغيبة و فيه 23 حديثا
686-(1)-
كمال الدين: الشريف أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن محمّد بنهمام، عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسى الكلابي، عن خالد بن نجيح [نجح- خ]، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول: في القائم سنن من سبعة أنبياء:
سنة من أبينا آدم، و سنّة من نوح، و سنّة من إبراهيم، و سنّة من موسى، و سنّة من عيسى، و سنّة من أيّوب، و سنّة من محمّد صلوات الله عليهم، فأمّا من آدم و نوح فطول العمر، و أمّا من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس، و أمّا من موسى فالخوف و الغيبة، و أمّا من عيسى فاختلاف الناس فيه، و أمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى، و أمّا من محمّد فالخروج بالسيف.
687-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل، و سعدان بن إسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن يزيد الكناسي، قال:
سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: إنّ صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف، ابن أمة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة.
ص: 190
688-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أبي [و محمّد بن الحسن]- رضي الله عنه [ما]، قال [قالا]: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا المعلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور و غيره، عن [محمّد] بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
سمعته يقول: في القائم سنّة [شبه- خ] من موسى بن عمران عليه السلام، فقلت: و ما سنّة [شبه] موسى بن عمران؟ فقال: خفاء مولده، و غيبته عن قومه، فقلت: و كم غاب موسى بن عمران عليه السلام عن قومه و أهله؟ فقال: ثماني و عشرين سنة.
689-(2)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثنا علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنّ في صاحب هذا الأمر سنن من الأنبياء: سنّة من موسى بن عمران، و سنّة من عيسى، و سنّة من يوسف، و سنّة من محمّد صلوات الله عليهم، فأمّا سنّة من موسى بن عمران فخائف يترقّب، و أمّا سنّة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، و أمّا سنّة من يوسف فالستر يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه، و أمّا سنّة من محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم فيهتدي بهداه، و يسير بسيرته.
690-(3)-
الإمامة و التبصرة: عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب هذا الأمر أربعة سنن من أربع أنبياء: سنّة من موسى، و سنّة من عيسى، و سنّة من يوسف، و سنّة من محمّد صلّى الله عليه و آله، فأمّا سنّة من موسى، فخائف يترقّب، و أمّا سنّة من يوسف فالسجن، و أمّا سنّة من عيسى فقيل: إنّه مات و لم يمت، و أمّا سنة من محمّد صلّى الله عليه و آله فالسيف.
ص: 191
691-(1)-
إثبات الوصيّة: الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي نصر [أبي بصير- خ] قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء: سنّة من موسى في غيبته، و سنّة من عيسى في خوفه و مراقبة اليهود و قولهم مات و لم يمت و قتل و لم يقتل، و سنّة من يوسف في جماله و سخائه، و سنّة من محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم في السيف يظهر به.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 69، 249، 286، 540، 553، 557، 564، 575، 620، 626، 628، 632، 641، 642، 644، 645، 650.
692-(2)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال في قول الله عزّ و جلّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ (3)، فقال عليه السلام: الآيات هم الأئمّة، و الآية المنتظرة القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف و إن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم السلام.
693-(4)-
غيبة النعماني: علي بن الحسين، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن حسان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن أبيه، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: صالح من الصالحين، سمّه لي اريد القائم عليه السلام، فقال: اسمه اسمي، قلت: أ يسير بسيرة محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: هيهات هيهات يا زرارة! ما يسير بسيرته، قلت: جعلت فداك لم؟
ص: 192
قال: إنّ رسول الله سار في امته باللين [بالمنّ- خ] كان يتألّف الناس، و القائم يسير بالقتل، بذاك امر في الكتاب الّذي معه أن يسير بالقتل، و لا يستتيب أحدا، ويل لمن ناواه (1).
694-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن محمّد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بيّاع الأنماط، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا، فسأله المعلّى بن خنيس: أ يسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي عليه السلام؟ فقال: نعم، و ذاك أنّ عليّا سار بالمنّ و الكفّ؛ لأنّه علم أنّ شيعته سيظهر عليهم من بعده، و أنّ القائم اذا قام سار فيهم بالسيف و السبي، و ذلك أنّه يعلم أنّ شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبدا.
ص: 193
695-(1)- تفسير القرطبي: في قوله تعالى: وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(2) روي عن جعفر بن محمّد [عليهما السلام] أنّه (أي العذاب الأكبر) خروج المهديّ بالسيف، و الأدنى: غلاء السعر.
و في تفسير الآلوسي أيضا ما هذا لفظه: و عن جعفر بن محمّد- رضي الله تعالى عنهما- أنّه خروج المهدي بالسيف.
696-(3)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام إِنَّ الْأَرْضَ لله يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (4) أنا و أهل بيتي الّذين أورثنا الله الأرض، و نحن المتّقون، و الأرض كلّها لنا، فمن أحيا
ص: 194
أرضا من المسلمين فليعمّرها، و ليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي، و له ما أكل منها، فإن تركها أو أخربها و أخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها و أحياها فهو أحقّ بها من الّذي تركها، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي، و له ما أكل منها، حتّىيظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها و يمنعها و يخرجهم منها كما حواها رسول الله صلّى الله عليه و آله و منعها، إلّا ما كان في أيدي شيعتنا، فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم و يترك الأرض في أيديهم.
و يدلّ عليه الأحاديث: 423، 426، 572، 713، 715.
697-(1)-
سنن ابن ماجة: حدّثنا حرملة بن يحيى المصري، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدّثنا أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي، يعني:
سلطانه.
698-(2)-سنن أبي داود: قال هارون: حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمرو، قال: سمعت عليّا- رضي الله عنه- يقول: قال النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل
ص: 195
من وراء النهر، يقال له: الحارث بن الحراث، على مقدّمته رجل يقال له: منصور، يوطّئ أو يمكّن لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، وجب على كلّ مؤمن نصره، أو قال: إجابته.و يدلّ عليه أيضا الحديث: 720.
699-(1)-
الفتن: حدّثنا أبو معاوية، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد- رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج في آخر الزمان خليفة، يعطي المال بغير عدد.
700-(2)-
الفتن: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّه سيخرج الكنوز، و يقسّم المال، و يلقي الإسلام بجرانه.
701-(3)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: يحثي المال حثيا، و لا يعدّه عدّا، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
702-(4)-
غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الحميري، قال: حدّثني الحسن بن أيّوب، عن عبد الكريم بن عمرو، قال:
حدّثنا أحمد بن الحسن بن أبان، قال: حدّثنا عبد الله بن عطاء المكي، عن شيخ من الفقهاء، يعني: أبا عبد الله عليه السلام، قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: يصنع كما صنع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمر الجاهليّة، و يستأنف الإسلام جديدا(5)
ص: 196
703-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن رفاعة بن موسى، عن عبد الله بن عطاء، قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام فقلت: إذا قام القائم عليه السلام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و يستأنف الإسلام جديدا.
704-(2)-
قرب الإسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمر بالنزول على أهل الذمّة ثلاثة أيّام، و قال: إذا قام قائمنا اضمحلّت القطائع فلا قطائع.
705-(3)-
الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن فضل الأعور، عن أبي عبيدة الحذّاء في حديث عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام- قال:
يا أبا عبيدة، إذا قام قائم آل محمّد عليهم السلام حكم بحكم داود و سليمان، لا يسأل بيّنة(4).
ص: 197
706-(1)- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبان، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي، يحكم بحكومة آل داود، و لا يسأل بيّنة، يعطي كلّ نفس حقّها.
707-(2)-
الكافي: إسحاق، قال: حدّثني الحسن بن ظريف، قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمّد عليه السلام، فكتبت أسأله عن القائم عليه السلام بما يقضي، و أين مجلسه الّذي يقضي فيه بين الناس؟ و أردت أن أسأله عن شي ء لحمّى الربع، فأغفلت خبر الحمّى، فجاء الجواب: سألت عن القائم، فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام لا يسأل البيّنة، و كنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت، فاكتب في ورقة و علّقه على المحموم، فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ، فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد عليه السلام فأفاق.
708-(3)-
التهذيب: محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، و محمّد بن عبد الله بن هلال، عن العلاء بن رزين القلا، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن القائم- عجّل الله فرجه- إذا قام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال: بسيرة ما سار به رسول الله صلّى الله عليه و آله حتّى يظهر الإسلام، قلت: و ما كانت سيرة رسول الله صلّى الله عليه و آله؟
قال: أبطل ما كان في الجاهليّة و استقبل الناس بالعدل، و كذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس، و يستقبل بهم العدل.
709-(4)-
التهذيب: محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن حمزة بن زيد، عن عليّ بن سويد، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: إذا قام قائمنا قال: يا معشر الفرسان! سيروا في وسط الطريق، يا معشرالرجال! سيروا على
ص: 198
جنبي الطريق، فأيّما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلا عيب ألزمناه الدية، و أيّما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له.
710-(1)-
التهذيب: عنه (يعني عن محمّد بن الحسن الصفّار) عن يعقوب، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لن تبقى الأرض إلّا و فيها منّا عالم يعرف الحقّ من الباطل، قال: إنّما جعلت التقيّة ليحقن بها الدم، فإذا بلغت التقيّة الدم فلا تقيّة، و ايم الله لو دعيتم لتنصرونا، لقلتم: لا نفعل، إنّما نتّقي، و لكانت التقيّة أحبّ إليكم من آبائكم و امّهاتكم، و لو قد قام القائم عليه السلام ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك، و لأقام في كثير منكم من أهل النفاق حدّ الله.
711-(2)-التهذيب: عنه (أي: الحسين بن سعيد) عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ لي أرض خراج و قد ضقت بها، أ فأدعها؟ قال: فسكت عنّي هنيئة، ثمّ قال: إنّ قائمنا لو قد قام كان يصيبك من الأرض أكثر منها، و قال: و لو قد قام قائمنا عليه السلام كان للإنسان أفضل من قطائعهم.
712-(3)-
الخصال: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي الله عنهم- قالوا: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن مالك بن عطيّة، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سيأتي مسجدكم هذا- يعني مكّة- ثلاثمائة و ثلاثة عشر، يعلم أهل مكّة أنّهم لم يلدهم آباؤهم و لا أجدادهم، عليهم السيوف، مكتوب على كلّ سيف كلمة تفتح ألف كلمة، تبعث الريح، فتنادي بكلّ واد: هذا المهديّ يقضي بقضاء آل داود، لا يسأل عليه بيّنة.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 344، 345، 346، 368، 383، 403، 405، 419، 425، 426، 432، 466، 481، 484، 535، 583، 682، 689، 692 إلى 695، 713 إلى 718، 719، 726، 732، 1115، 1199.
ص: 199
713-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي، قال:
حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه و وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال:
إذا خرج القائم لم يكن بينه و بين العرب و قريش إلّا السيف، ما يأخذ منها إلّا السيف، و ما يستعجلون بخروج القائم؟ و الله ما لباسه إلّا الغليظ، و ما طعامه إلّا الشعير الجشب، و ما هو إلّا السيف، و الموت تحت ظلّ السيف.
714-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار بقم، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال:
حدّثنا محمّد بن علي الكوفي، عن معمّر بن خلاد، قال: ذكر القائم عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال: أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ، قالوا: و كيف؟ قال: لو قد خرج قائمنا عليه السلام لم يكن إلّا العلق و العرق و النوم على السروج، و ما لباس القائم عليه السلام إلّا الغليظ، و ما طعامه إلّا الجشب.
715-(3)-
غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، بإسناده عن محمّد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فو الله ما لباسه إلّا الغليظ، و لا طعامه إلّا الجشب، و ما هو إلّا السيف، و الموت تحت ظلّ السيف.
716-(4)- الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن المعلّى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام يوما: جعلت فداك، ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم، فقلت: لو كان هذا
ص: 200
إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلّى! أما و الله أن لو كان ذاك ما كان إلّا سياسة الليل، و سياحة النهار، و لبس الخشن، و أكل الجشب، فزوي ذلك عنّا، فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها الله تعالى نعمة إلّا هذه.
717-(1)-
غيبة النعماني: حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري، عن المفضّل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بالطواف، فنظر إليّ و قال لي: يا مفضّل مالي أراك مهموما متغيّر اللون؟ قال: فقلت له: جعلت فداك، نظري إلى بني العبّاس و ما في أيديهم من هذا الملك و السلطان و الجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنّا فيه معكم، فقال:
يا مفضّل! أما لو كان ذلك لم يكن إلّا سياسة الليل، و سياحة النهار، و أكل الجشب، و لبس الخشن، شبه أمير المؤمنين عليه السلام، و إلّا فالنار، فزوي ذلك عنّا، فصرنا نأكل و نشرب، و هل رأيت ظلامة جعلها الله نعمة مثل هذا؟
718-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد الله بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في بيته، و البيت غاصّ بأهله، فأقبل الناس يسألونه، فلا يسأل عن شي ء إلّا أجاب فيه، فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو؟ قلت: جعلت فداك، و كيف لا أبكي؟ و هل في هذه الامّة مثلك، و الباب مغلق عليك، و الستر مرخى عليك؟ فقال: لا تبك يا عمرو، نأكل أكثر الطيب، و نلبس اللين، و لو كان الّذي تقول لم يكن إلّا أكل الجشب، و لبس الخشن، مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و إلّا فمعالجة الأغلال في النار.
في كمال عدالته، و بسط العدل و الأمنيّة في دولته و فيه 17 حديثا
719-(3)-
الإرشاد: و روى علي بن عقبة، عن أبيه، قال: إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل، و ارتفع في أيّامه الجور، و أمنت به السبل، و أخرجت الأرض بركاتها، و ردّ كلّ حقّ إلى أهله، و لم يبق أهل دين حتّى يظهروا الإسلام و يعترفوا بالإيمان، أ ما سمعت الله سبحانه يقول: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً
ص: 201
وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (1)، و حكم بين الناس بحكم داود و حكم محمّد صلّى الله عليه و آله، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها، و تبدي بركاتها، و لا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته و لا لبرّه، لشمول الغنى جميع المؤمنين، ثمّ قال: إنّ دولتنا آخر الدول، و لم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء، و هو قول الله تعالى: وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ*.
720-(2)-
المحجّة: قال أبو جعفر عليه السلام: يقاتلون و الله حتّى يوحّد الله و لا يشرك به شيئا، و حتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب و لا ينهاها أحد، و يخرج الله من الأرض بذرها، و ينزل من السماء قطرها، و يخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي عليه السلام، الحديث.
721-(3)-
الفتن: حدّثنا معتمر بن سليمان [معمر بن سليمان]، عن جعفر بن سيّار الشامي، قال: يبلغ من ردّ المهدي عليه السلام المظالم حتّى لو كان تحت ضرس إنسان شي ء انتزعه حتّى يردّه.
و يدلّ عليه الأحاديث: 367، 368، 455، 505، 538، 554، 584، 726، 1204، 1210، 1213، 1214، 1217، 1246، و أحاديث كثيرة اخرى.
722-(4)-
عقد الدرر: عن الحارث بن المغيرة النضري [النصري]، قال: قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام: بأيّ شي ء يعرف الإمام المهدي؟ قال: بالسكينة و الوقار، قلت: و بأيّ شي ء قال: بمعرفة الحلال و الحرام، و بحاجة الناس إليه و لا يحتاج إلى أحد.
ص: 202
723-(1)-
كمال الدين: علي بن أحمد بن موسى- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
إنّ العلم بكتاب الله عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلّى الله عليه و آله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة و النبوّة و معدن العلم و موضع الرسالة.
724-(2)-
غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، قال: حدّثني عبيد الله بن موسى العلوي، عن أبي محمّد موسى بن هارون بن عيسى المعبدي، قال: حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدّثنا سليمان بن بلال، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد عليهما السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له: يا أمير المؤمنين، نبّئنا بمهديّكم هذا؟فقال: إذا درج الدارجون، و قلّ المؤمنون، و ذهب المجلبون، فهناك هناك، فقال: يا أمير المؤمنين ممّن الرجل؟ فقال: من بني هاشم، من ذروة طود العرب، و بحر مغيضها إذا وردت، و مخفر أهلها إذا اتيت، و معدن صفوتها إذا اكتدرت، لا يجبن إذا المنايا هكعت، و لا يخور إذا المنون اكتنعت، و لا ينكل إذا الكماة اصطرعت، مشمّر، مغلولب، ظفر، ضرغامة، حصد، مخدش، ذكر، سيف من سيوف الله، رأس، قثم، نشوء رأسه في باذخ السؤدد، و عارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنّك عن بيعته صارف عارض، ينوص إلى الفتنة كلّ مناص، إن قال فشرّ قائل، و إن سكت فذو دعائر.
ثمّ رجع إلى صفة المهدي عليه السلام فقال: أوسعكم كهفا، و أكثركم علما، و أوصلكم رحما، اللهمّ فاجعل بعثه خروجا من الغمّة، و اجمع به شمل الامّة، فإن خار الله لك فاعزم، و لا تنثن عنه إن وفّقت له، و لا تجوزنّ عنه إن هديت إليه، هاه- و أومأ بيده الى صدره- شوقا إلى رؤيته.
ص: 203
725-(1)-
سنن الداني: قال ابن شوذب: إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام، يستخرج منه أسفار التوراة، يحاجّ بها اليهود، فيسلم على يديه جماعة من اليهود.
و يدلّ عليه الحديثان: 726 و 1182.
في جوده عليه السلام، و أنّه يقسّم المال و لا يعدّه و فيه 29 حديثا
726-(2)-
علل الشرائع: حدّثنا أبي- رحمه الله- قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبد الله بن المغيرة، عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: أقبل رجل إلى أبي جعفر عليه السلام و أنا حاضر، فقال: رحمك الله، اقبض هذه الخمسمائةدرهم فضعها في موضعها، فإنّها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر عليه السلام: بل خذها أنت فضعها في جيرانك و الأيتام و المساكين، و في إخوانك من المسلمين، إنّما يكون هذا إذا قام قائمنا، فإنّه يقسّم بالسويّة، و يعدل في خلق الرحمن، البرّ منهم و الفاجر، فمن أطاعه فقد أطاع الله، و من عصاه فقد عصى الله، فإنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفيّ، يستخرج التوراة و سائر كتب الله من غار بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، و بين أهل الإنجيل بالإنجيل، و بين أهل الزبور بالزبور، و بين أهل الفرقان بالفرقان، و تجمع إليه أموال الدنيا كلّها، ما في بطن الأرض و ظهرها، فيقول للناس، تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، و سفكتم فيه الدماء، و ركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئا لم يعط أحد كان قبله، قال: و قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: و هو رجل منّي، اسمه كاسمي، يحفظني الله فيه، و يعمل بسنّتي، يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا بعد ما تمتلئ ظلما و جورا و سوءا.
727-(3)-
المصنّف: أخبرنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: يكون على الناس إمام، لا يعدّ لهم الدراهم و لكن يحثو.
ص: 204
728-(1)-
صحيح مسلم: حدّثنا زهير بن حرب، و عليّ بن حجر- و اللفظ لزهير- قالا: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: كنّا عند جابر بن عبد الله، فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز و لا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثمّ قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار و لا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثمّ سكت هنيئة، ثمّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر أمّتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعدّه عددا.
قال: قلت لأبي نضرة و أبي العلاء: أ تريان أنّه عمر بن عبد العزيز؟
فقالا: لا.
و حدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا سعيد- يعني: الجريري- بهذا الإسناد نحوه.
729-(2)-
صحيح مسلم: حدّثنا نصر بن علي الجهضمي، حدّثنا بشر- يعني: ابن المفضّل- ح؛ و حدّثنا علي بن حجر السعدي، حدّثنا إسماعيل- يعني ابن علية- كلاهما عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة،عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا، لا يعدّه عددا.
و في رواية ابن حجر: يحثي المال.
ص: 205
730-(1)-
صحيح مسلم: حدّثني زهير بن حرب، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا أبي، حدّثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد و جابر بن عبد الله، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: يكون في آخر الزمان خليفة يقسّم المال و لا يعدّه.
و حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النّبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم بمثله.
731-(2)-
سنن الترمذي: حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، قال: سمعت زيدا العمّي قال: سمعت أبا الصدّيق الناجي يحدّث عن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث، فسألنا نبيّ الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، فقال: إنّ في أمّتي المهديّ، يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا- زيد الشاكّ- قال: قلنا: و ما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجي ء إليه رجل فيقول:
يا مهديّ! أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، و قد روي من غير وجه عن أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه [و آله] و سلّم. و أبو الصدّيق الناجي اسمه: بكر بن عمرو، و يقال: بكر بن قيس.
732-(3)-
الفتن: حدّثنا فضيل بن عيّاض و ابن عيينة جميعا، عن ليث، عن طاوس، قال: علامة المهديّ أن يكون شديدا على العمّال، جوادا بالمال، رحيما بالمساكين.
733-(4)-
الفتن: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: إنّه- يعني: المهديّ عليه السلام- سيخرج الكنوز، و يقسّم المال، و يلقي الإسلام بجرانه.
734-(5)-
الفتن: حدّثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، قال:
قال طاوس: وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان المهدي، يزاد المحسن في إحسانه، و يتاب على المسي ء.
ص: 206
(و فيه أيضا قال:) حدّثنا حميد الرواسي، عن محمّد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس قال: إذا كان المهديّ زيد المحسن في إحسانه، و تيب على المسي ء من إساءته، و هو يبذل المال، و يشدّ على العمّال، و يرحم المساكين.
735-(1)-
الفتن: حدّثنا يحيى، عن سيف بن واصل، عن أبي يونس، عن أبي رؤبة، قال: المهديّ كأنّما يلعق المساكين الزبد.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 160، 358، 379، 380، 383 إلى 389، 436، 437، 453، 503، 583، 699، 700، 701.
في أنّ الله تعالى يظهر على يده معجزات الأنبياء لإتمام الحجّة على الأعداء و أنّ معه مواريث الأنبياء و راية رسول الله صلّى الله عليه و آله و فيه 15 حديثا
736-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري، قال: حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر، قال: قال أبو جعفرمحمّد بن علي عليهما السلام: إذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلّى الله عليه و آله، و خاتم سليمان، و حجر موسى و عصاه، ثمّ يأمر مناديه فينادي: ألا لا يحملنّ رجل منكم طعاما و لا شرابا و لا علفا، فيقول أصحابه: إنّه يريد أن يقتلنا و يقتل دوابّنا من الجوع و العطش، فيسير و يسيرون معه، فأوّل منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام و شراب و علف، فيأكلون و يشربون دوابّهم، حتّى ينزلوا النجف بظهر الكوفة.
737-(3)-
الأمالي للشيخ المفيد: قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه- رحمه الله- عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن مسكان، عن بشير الكناسي، عن أبي خالد الكابلي، قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام: يا أبا خالد: لتأتينّ فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه، اولئك مصابيح الهدى، و ينابيع العلم، ينجّيهم الله من كلّ فتنة مظلمة، كأنّي بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، و إسرافيل أمامه، معه راية رسول الله صلّى الله عليه و آله قد نشرها، لا يهوي بها إلى قوم إلّا أهلكهم الله عزّ و جلّ.
ص: 207
738-(1)-
غيبة فضل بن شاذان: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر- رضي الله عنه- قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام: ما من معجزة من معجزات الأنبياء و الأوصياء إلّا يظهر الله تبارك و تعالى مثلها على يد قائمنا، لإتمام الحجّة على الأعداء.
739-(2)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد الله بن محمّد، عن منيع بن الحجّاج البصري، عن مجاشع، عن معلّى، عن محمّد بن الفيض، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت عصا موسى لآدم عليه السلام، فصارت إلى شعيب، ثمّ صارت إلى موسى بن عمران، و إنّها لعندنا، و إنّ عهدي بها آنفا، و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، و إنّها لتنطق إذا استنطقت، اعدّتلقائمنا عليه السلام، يصنع بها ما كان يصنع موسى، و إنّها لتروّع و تلقف ما يأفكون، و تصنع ما تؤمر به، إنّها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون، يفتح لها شعبتان: إحداهما في الأرض، و الاخرى في السقف، و بينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.
740-(3)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي سعيد الخراساني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ القائم إذا قام بمكّة و أراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا، و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلّا انبعث عين منه، فمن كان جائعا شبع، و من كان ظامئا روي، فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
741-(4)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد(5)، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كأنّي أنظر إلى القائم عليه السلام على ظهر النجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ،
ص: 208
ثمّ ينتفض به فرسه، فلا يبقى أهل بلدة إلّا و هم يظنّون أنّه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله صلّى الله عليه و آله انحطّ إليه ثلاثة عشر ألف ملك و ثلاثة عشر ملكا، كلّهم ينتظر القائم عليه السلام، و هم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، و الّذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث ألقي في النار، و كانوا مع عيسى عليه السلام حيث رفع، و أربعة آلاف مسوّمين و مردفين و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا يوم بدر، و أربعة آلاف ملك الّذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن عليّ عليهما السلام، فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستئذان، و هبطوا و قد قتل الحسين عليه السلام، فهم شعث غبر، يبكون عند قبر الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، و ما بين قبر الحسين عليه السلام إلى السماء مختلف الملائكة.
742-(1)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد، عن أبان بن تغلب، قال:حدّثني أبو حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: كأنّي أنظر الى القائم عليه السلام قد ظهر على نجف الكوفة، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلّى الله عليه و آله، [و] عمودها من عمد عرش الله تعالى، و سائرها من نصر الله عزّ و جلّ، و لا تهوى بها إلى أحد إلّا أهلكه الله تعالى، قال: قلت: أو تكون معه أو يؤتى بها؟ قال: بلى، يؤتى بها، يأتيه بها جبرئيل عليه السلام.
743-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم، و سعدان بن إسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عصا موسى قضيب آس من غرس الجنّة، أتاه بها جبرائيل عليه السلام لما توجّه تلقاء مدين، و هي و تابوت آدم في بحيرة طبريّة، و لن يبليا و لن يتغيّرا حتّى يخرجهما القائم عليه السلام إذا قام.
744-(3)-
كامل الزيارات: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كأنّي بالقائم على نجف الكوفة و قد لبس درع رسول الله صلّى الله عليه و آله، فينتفض هو بها فتستدير عليه، فيغشاها بحداجة من استبرق، و
ص: 209
يركب فرسا أدهم بين عينه شمراخ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد إلّا و هم يرون أنّه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله صلّى الله عليه و آله، عمودها من عمود العرش، و سائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شي ء أبدا إلّا هتكه الله، فإذا هزّها لم يبق مؤمن إلّا صار قلبه كزبر الحديد، و يعطى المؤمن قوّة أربعين رجلا، و لا يبقى مؤمن إلّا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، و ذلك حين يتزاورون في قبورهم، و يتباشرون بقيام القائم، فينحطّ عليه ثلاثة عشر ألف ملك و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا، قلت: كلّ هؤلاء الملائكة؟ قال: نعم، الّذين كانوا مع نوح في السفينة، و الّذين كانوا مع إبراهيم حين القي في النار، و الّذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل، و الّذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، و أربعة آلاف ملك مع النبيّ صلّى الله عليه و آله مسوّمينو ألف مردفين و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملائكة بدريّين، و أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السلام فلم يؤذن لهم في القتال، فهم عند قبره شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة، و رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه، و لا يودّعه مودّع إلّا شيّعوه، و لا يمرض مريض إلّا عادوه، و لا يموت ميّت إلّا صلّوا على جنازته و استغفروا له بعد موته، و كلّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام إلى وقت خروجه عليه صلوات الله و السلام.
745-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر القرشي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن حمّاد بن أبي طلحة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت! كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا- و أومأ بيده إلى ناحية الكوفة- فإذا هو أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله صلّى الله عليه و آله، فإذا هو نشرها انحطّت عليه ملائكة بدر، قلت: و ما راية رسول الله صلّى الله عليه و آله؟ قال: عمودها من عمد عرش الله و رحمته، و سائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شي ء إلّا أهلكه الله، قلت: فمخبوّة عندكم حتّى يقوم القائم عليه السلام، أم يؤتى بها؟ قال:
بل يؤتى بها، قلت: من يأتيه بها؟ قال: جبرئيل عليه السلام.
746-(2)-
غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لمّا التقى أمير المؤمنين عليه
ص: 210
السلام و أهل البصرة نشر الراية- راية رسول الله صلّى الله عليه و آله- فزلزلت أقدامهم، فما اصفرّت الشمس حتّى قالوا:
آمنّا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: لا تقتلوا الأسرى، و لا تجهزوا الجرحى، و لا تتبّعوا مولّيا، و من ألقى سلاحه فهو آمن، و من أغلق بابه فهو آمن، و لمّا كان يوم صفّين سألوه نشر الراية فأبى عليهم، فتحمّلوا عليه بالحسن و الحسين عليهما السلام و عمّار بن ياسر رضي الله عنه فقال للحسن: يا بنيّ، إنّ للقوم مدّة يبلغونها، و إنّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلّا القائم صلوات الله عليه.747-(1)- الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن قيس، عن عبد الله بن شريك، قال: مع المهديّ راية رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم المغلبة.
أقول: و في هذا الباب عن كعب الأحبار روايات تركناها استغناء عن مثلها.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 373، 555، 1213.
في أنّه لا يظهر إلّا بعد امتحان شديد، و وقوع المؤمنين في المضائق الشديدة و البليّات العظيمة و فيه 42 حديثا
748-(2)-
المصنّف: أخبرنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: لتملأن الأرض ظلما و جورا، حتّى لا يقول أحد الله الله، يستعلق به، ثمّ لتملأنّ بعد ذلك قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
749-(3)-
غيبة الشيخ: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، قال: حدّثني علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيسابوري، عن ابن أبي نجران، عن محمّد بن منصور، عن أبيه، قال: كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة نتحدّث، فالتفت إلينا فقال: في أيّ شي ء أنتم؟
ص: 211
أيهات أيهات، لا و الله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تغربلوا، لا و الله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا [لا و الله لا يكون ما تمدّون إليه اعينكم حتّى تتمحّصوا] لا و الله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم إلّا بعد إياس، لا و الله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى يشقى من شقي، و يسعد من سعد.
750-(1)- دلائل الإمامة: قال أبو علي النهاوندي: حدّثنا القاشاني، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان، قال: حدّثنا علي بن سيف، قال: حدّثني أبي، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فشكى إليه طول دولة الجور، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: و الله [لا يكون] ما تأملون حتّى يهلك المبطلون، و يضمحلّ الجاهلون، و يأمن المتّقون، و قليل ما يكون، حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه، و حتى تكونوا على الناس أهون من الميت [الميتة] عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذا جاء نصر الله و الفتح، و هو قوله عزّ و جلّ في كتابه: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا(2).
751-(3)-
نهج البلاغة: و من خطبة له عليه السلام: ألا بأبي و امّي هم، من عدّة أسماؤهم في السماء معروفة، و في الأرض مجهولة، ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم، و انقطاع وصلكم، و استعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حلّه، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطي، ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النعمة و النعيم، و تحلفون من غير اضطرار، و تكذبون من غير إحراج، ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء، و أبعد هذا الرجاء!
752-(4)- غيبة الشيخ: أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: أما و الله لا يكون الّذي تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا و تمحّصوا، حتّى لا يبقى منكم إلّا الأندر، ثمّ تلا: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ و يعلم الصّابرين.
ص: 212
753-(1)-
غيبة الشيخ: عن جابر الجعفي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات! لا يكون فرجنا حتّى تغربلوا، ثمّ تغربلوا، ثمّ تغربلوا- يقولها ثلاثا- حتّى يذهب الله تعالى الكدر و يبقي الصفو.
754-(2)- غيبة الشيخ: و عنه (يعني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري) عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمّد المسلي، قال: قال [لي] أبو عبد الله عليه السلام: و الله لتكسرنّ كسر الزجاج، و إنّ الزجاج يعاد فيعود كما كان، و الله لتكسرنّ كسر الفخار، و إنّ الفخار لا يعود كما كان، [و الله لتميزنّ]، و الله لتمحصنّ، و الله لتغربلنّ كما تغربل الزوان (3) من القمح.
755-(4)-
الكافي: محمّد بن يحيى، و الحسن بن محمّد [الحسن بن علي- خ]، عن جعفر بن محمّد، عن الحسن بن محمّد الصيرفي، عن جعفر بن محمّد الصيقل، عن أبيه، عن منصور، قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور! إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلّا بعد إياس، و لا و الله حتّى تميّزوا و لا و الله حتّى تمحّصوا، و لا و الله حتّى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 113، 245، 254، 286، 327، 337، 342، 407، 411، 427، 433، 456، 511، 527، 534، 538، 617، 618، 619، 641، 669، 908، 911، 912، 971، 1015، 1017، 1018، 1019، 1022، 1023، 1024، 1130، 1195.
ص: 213
في أنّه يؤمّ عيسى بن مريم، و يصلّي عيسى خلفه عليهما السلام و فيه 36 حديثا
756-(1)-
البيان في أخبار صاحب الزمان: أخبرنا الحافظ يوسف بحلب، أخبرنا القاضي أبو المكارم، أخبرنا [أبو الحسن بن أحمد] أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا الحافظ [أبو الفرج] أبو نعيم، أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني، أخبرنا أحمد بن الحسن بن شعبة، حدّثنا أبي، حدّثنا حصين بن مخارق، عن الخليلبن لطيف، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: منّا الّذي يصلّي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه.
قلت: أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب «مناقب المهدي عليه السلام»، و كتابه أصل.
757-(2)-
غاية المأمول للطبراني: يلتفت المهدي، و قد نزل عيسى بن مريم عليه السلام، كأنّه يقطر من شعره الماء، فيقول له المهدي:
تقدّم صلّ بالناس، فيقول: إنّما اقيمت لك الصلاة، فيصلّي خلف رجل من ولدي و هو المهدي رضي الله عنه.
758-(3)-
الفتن: عن غير واحد، عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، قال: المهديّ الّذي ينزل عليه عيسى بن مريم، و يصلّي خلفه عيسى عليهما السلام.
759-(4)-
الفتن: حدّثنا أبو اسامة، عن هشام، عن محمّد، قال: المهديّ من هذه الامّة، و هو الّذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما السلام.
ص: 214
760-(1)-
المصنّف لابن أبي شيبة: حدّثنا أبو اسامة، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: المهديّ من هذه الامّة، و هو الّذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما السلام.
761-(2)- الفتن لأبي صالح السليلي: حدّثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن خراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فذكر حديث الفتن بطوله ثمّ قال:- قد أفلحت أمّة أنا أوّلها، و عيسى آخرها، فيصلّي خلف رجل من ولدي ...
الحديث.
762-(3)-
الدرّ المنثور: و أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و الطبراني و الحاكم و صحّحه، عن عثمان بن أبي العاص: سمعت رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم يقول ... فذكر الحديث إلى أن قال: فينزل عيسى عند صلاة الفجر، فيقول له أمير الناس: تقدّم يا روح الله فصلّ بنا، فيقول: إنّكم معشر هذه الامّة امراء بعضكم على بعض، تقدّم أنت فصلّ بنا، فيتقدّم فيصلّي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجّال، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص، فتقع حربته بين ثندوته فيقتله، ثمّ ينهزم أصحابه، فليس شي ء يومئذ يجنّ أحدا منهم، حتّى إنّ الحجر يقول: يا مؤمن! هذا كافر فاقتله، و الشجر يقول: يا مؤمن! هذا كافر فاقتله.
763-(4)-
سنن ابن ماجة: حدّثنا علي بن محمّد، حدّثنا عبد الرحمن المحاربي، عن إسماعيل بن رافع أبي رافع، عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو، عن أبي امامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و
ص: 215
سلّم، فكان أكثر خطبته حديثا حدّثناه عن الدجّال و حذّرناه ... ثمّ ذكر الحديث إلى أن قال: و إمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى يصلّي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثمّ يقول له: تقدّم فصلّ، فإنّها لك اقيمت، فيصلّي بهم إمامهم ... الحديث.
764-(1)-
عيون المعجزات: عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه أخبر الأئمّة بخروج المهدي خاتم الأئمّة، الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و أنّ عيسى عليه السلام ينزل عليه وقت خروجه و ظهوره، و يصلّي خلفه، [قال:] و هذا خبر قد اتفقت عليه الشيعة، و العلماء، و غير العلماء، و السنّة، و الخاصّ، و العامّ، و الشيوخ، و الأطفال لشهرة هذا الخبر.
765-(2)- عيون المعجزات: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: و الّذي نفسي بيده إنّ مهديّ هذه الإمامة [الامّة- ظ] الّذي يصلّي خلفه عيسى عليه السلام منّا؛ ثمّ ضرب بيده على منكب الحسين عليه السلام و قال: من هذا، من هذا.
766-(3)-
التفضيل: و ممّا نقلته الشيعة، و بعض محدّثي العامّة أنّ المهدي صلّى الله عليه إذا ظهر أنزل الله تعالى المسيح عليه السلام، فإنّهما يجتمعان، فإذا حضرت صلاة الفرض قال المهديّ للمسيح: تقدّم يا روح الله، يريد تقدّم الإمامة، فيقول المسيح: أنتم أهل البيت لا يتقدّمكم أحد، فيتقدّم المهدي ثمّ يصلّي المسيح خلفه صلّى الله عليهما.
767-(4)-
حاشية فتح المبين: و في رواية ينزل بعد شروع المهدي في الصلاة، فيرجع المهدي القهقرى ليتقدّم عيسى عليه السلام، فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه و يقول له: تقدّم.- و قال قبل نقل هذه الرواية-: و نزوله يكون عند صلاة الفجر.
ص: 216
768-(1)- أنوار التنزيل: في الحديث: ينزل عيسى على ثنيّة بالأرض المقدّسة يقال لها: أفيق، و بيده حربة يقتل بها الدجّال، فيأتي بيت المقدس و الناس في صلاة الصبح، فيتأخّر الإمام، فيقدّمه عيسى و يصلّي خلفه على شريعة محمّد عليه الصلاة و السلام.
و قال علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في السيرة الحلبيّة: نزوله يكون عند صلاة الفجر، فيصلّي خلف المهدي بعد أن يقول له المهدي:
تقدّم يا روح الله! فيقول: تقدّم فقد اقيمت لك.
و قال نحوه في روح البيان في تفسير قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(2)، و ذكر في الكشّاف أيضا نحوه.
و في تفسير روح المعاني: المشهور نزوله بدمشق و الناس في صلاة الصبح، فيتأخّر الإمام و هو المهدي، فيقدّمه عيسى عليه السلام و يصلّي خلفه، و يقول: إنّما اقيمت لك.
و قال السيوطي في الإعلام بحكم عيسى عليه السلام ردّا على من أنكر صلاة عيسى خلف المهدي عليه السلام، و قال في توجيه ذلك: «إنّ النبيّ أجلّ مقاما من أن يصلّي خلف غير نبيّ»: و هذا من أعجب العجب، فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة، بإخبار الرسول صلّى الله عليه [و آله] و سلّم، و هو الصادق المصدّق الّذي لا يخلف خبره ... ثمّ ذكر طائفة من هذه الأحاديث و ساق الكلام إلى أن قال: و لست أعجب من إنكار من لا يعرف، إنّما أعجب من إقدامه على تسطير ذلك في ورق يخلد بعده!
769-(3)-
تفسير القمّي: حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي حمزة، عن شهر بن حوشب، قال: قال لي الحجّاج بأنّ آية في كتاب الله قد أعيتني، فقلت: أيّها الأمير، أيّة آية هي؟ فقال: قوله: وَ
ص: 217
إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، و الله إنّي لآمر باليهودي و النصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت، قال: و كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهل ملّة يهودي و لا نصراني إلّا آمن به قبل موته، و يصلّي خلف المهدي، قال: ويحك أنّي لك هذا، و من أين جئت به؟
فقلت: حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقال: جئت بها و الله من عين صافية.
770-(1)-
عيون أخبار الرضا عليه السلام: حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي- رضي الله عنه- قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما و عنده علي بن موسى الرضا عليه السلام، و قد اجتمع الفقهاء و أهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم فقال
ص: 218
له: يا ابن رسول الله! بأيّ شي ء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال: بالنصّ والدليل ... و ساق الحديث الشريف إلى أن قال: فمن ادّعى للأنبياء و ادّعى للأئمّة ربوبيّة أو نبوّة، أو لغير الأئمّة إمامة فنحن منه برآء في الدنيا و الآخرة، فقال المأمون: يا أبا الحسن، فما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا عليه السلام:
إنّها لحقّ، قد كانت في الامم السالفة، و نطق به القرآن، و قد قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يكون في هذه الامّة كلّ ما كان في الامم السالفة، حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة، قال عليه السلام: إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلّى خلفه.
771-(1)-
البرهان في تفسير القرآن: عن ابن بابويه بإسناده، عن معمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، في حديث طويل عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: و من ذرّيّتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، و قدّمه و صلّى خلفه.
و لا يخفى عليك انّ الأخبار بهذا المضمون لا تنحصر فيه و لكننا اكتفينا به لئلّا يطول الباب.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 118، 153، 219، 284، 327، 361، 399، 429، 530، 539، 553، 582، 668، 669، 910، 1066، 1071، 1081، 1083، 1105.
772-(2)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: أخبرني أبو زرعة، عن ابن زرير، عن عمّار بن ياسر، قال: المهدي على لوائه شعيب بن صالح.
و فيه أيضا: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة الكوفي، قال:
حدّثني أبو زرعة، عن ابن زرير، عن عمّار بن ياسر، قال: إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمّد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح.
773-(3)- الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن سفيان الكلبي، قال: يخرج على لواء المهدي غلام حديث السنّ، خفيف اللحية أصفر (و لم يذكر الوليد: أصفر) لو قاتل الجبال لهزّها و قال الوليد: لهدّها- حتّى ينزل إيليا.
ص: 219
774-(1)-
الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن نوف البكالي، قال: في راية المهدي مكتوب:
البيعة لله.
775-(2)-
البرهان: أخرج الطبراني في الأوسط، عن ابن عمر أنّ النبي صلّى الله عليه [و آله] و سلّم أخذ بيد علي [عليه السلام] فقال:
سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض قسطا و عدلا، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي، فإنّه يقبل من قبل المشرق، و هو صاحب راية المهدي.
776-(3)- كمال الدين: روي انه يكون في راية المهدي عليه السلام: الرفعة لله عزّ و جلّ.
777-(4)-
بحار الأنوار: عن السيّد علي بن عبد الحميد بإسناده إلى كتاب الفضل بن شاذان، قال: روي أنّه يكون في راية المهدي عليه السلام: اسمعوا و أطيعوا.
ص: 220
778-(1)-
العرف الوردي: أخرج أيضا (يعني نعيما) عن ابن سيرين، قال: على راية المهدي مكتوب: البيعة لله.
779-(2)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن أبي رومان و أبي ثابت، عن علي- رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم:
يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات، يعني بمكّة.
780-(3)-
الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن قيس، عن عبد الله بن شريك، قال: مع المهدي راية رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم المغلبة، ليتني كنت أدركته و أنا أجدع.
في الرايات السود الثانية التي هي غير الرايات السود الاولى و فيه 5 أحاديث
781-(4)-
الفتن: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ربذة، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر سنة ثمانين و مائتين، حدّثنا نعيم بن حمّاد، عن الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن عليّ- رضي الله عنه- قال: يلتقي السفياني و الرايات السود، فيهم شابّ من بني هاشم، في كفّه اليسرى خال، و علىمقدّمته رجل من بني تميم يقال له: شعيب بن صالح بباب اصطخر، فيكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود و يهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنّى الناس المهدي و يطلبونه.
782-(5)-
الفتن: حدّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: تنزل الرايات السود الّتي تقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي.
ص: 221
783-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن عبد الكريم (أي اميّة)، عن محمّد بن الحنفية، قال: تخرج راية سوداء لبني العبّاس، ثمّ تخرج من خراسان اخرى سوداء، قلانستهم سود، و ثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح، أو صالح بن شعيب من تميم، يهزمون أصحاب السفياني حتّى ينزل بيت المقدس، يوطئ للمهدي سلطانه، و يمدّ إليه ثلاثمائة من الشام، يكون بين خروجه و بين أن يسلّم الأمر للمهديّ اثنان و سبعون شهرا.
784-(2)-
الفتن: حدّثنا عبد الله بن مروان، عن العلاء بن عتبة، عن الحسن: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، و من خذلها خذله الله، حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولّيه أمرهم، فيؤيّده الله و ينصره.
785-(3)-
الفتن: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الله التيهرتي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] و سلّم: تخرج من المشرق رايات سود لبني العبّاس، ثمّ يمكثون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان و أصحابه من قبل المشرق، يؤدّون الطاعة إلى المهدي.
في ثبوت ولادته، و كيفيّتها، و تاريخها، و بعض حالات امّه و اسمها عليهما السلام و فيه 426 حديثا
786-(4)-
كتاب فضل بن شاذان: حدّثنا محمّد بن علي بن حمزة بن الحسين بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: سمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: قد ولد ولي الله، وحجّته على عباده، و
ص: 222
ص: 223
ص: 224
ص: 225
ص: 226
ص: 227
ص: 228
ص: 229
ص: 230
ص: 231
ص: 232
ص: 233
ص: 234
ص: 235
ص: 236
ص: 237
ص: 238
ص: 239
خليفتي من بعدي، مختونا ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين عند طلوع الفجر، و كان أوّل من غسله رضوان خازن الجنّة مع جمع من الملائكة المقرّبين بماءحجّته على عباده، و خليفتي من بعدي، مختونا ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين عند طلوع الفجر، و كان أوّل من غسله رضوان خازن الجنّة مع جمع من الملائكة المقرّبين بماءالكوثر و السلسبيل، ثمّ غسلته عمّتي حكيمة بنت محمّد بن علي الرضا عليهما السلام، فسئل محمّد بن عليّ بن حمزة- رضي الله عنه- عن امّه عليه السلام، قال: امّه مليكة الّتي يقال لها بعض الأيّام: سوسن، و في بعضها: ريحانة، و كان صيقل و نرجس أيضا من أسمائها.
787-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله، قال: حدّثني موسى بن محمّد بن القاسم ابن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قالت: بعث إليّ أبو محمّد الحسن بن علي عليهما السلام، فقال: يا عمّة، اجعلي إفطارك [هذه] الليلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ الله تبارك و تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة، و هو حجّته في أرضه، قالت: فقلت له: و من أمّه؟ قال لي: نرجس، قلت له:
جعلني الله فداك، ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت، فلمّا سلّمت و جلست جاءت تنزع خفّي و قالت لي: يا سيّدتي [و سيّدة أهلي] كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيّدتي و سيّدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي، و قالت: ما هذا يا عمّة؟! قالت: فقلت لها: يا بنيّة! إنّ الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيّدا في الدنيا و الآخرة، قالت: فخجلت و استحيت، فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت و أخذت مضجعي فرقدت، فلمّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي و هي نائمة ليس بها حادث، ثمّ جلست معقّبة، ثمّ اضطجعت، ثمّ انتبهت فزعة و هي راقدة، ثمّ قامت فصلّت و نامت.
ص: 240
قالت حكيمة: و خرجت أتفقّد الفجر، فإذا أنا بالفجر الأوّل كذنب السرحان و هي نائمة، فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام من المجلس، فقال: لا تعجلي يا عمّة! فهاك الأمر قد قرب، قالت: فجلست و قرأت الم السجدة، و يس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة، فوثبت إليها، فقلت: اسم اللهعليك، ثمّ قلت لها: أ تحسّين شيئا؟ قالت: نعم يا عمّة، فقلت لها: اجمعي نفسك، و اجمعي قلبك، فهو ما قلت لك، قالت:
فأخذتني فترة و أخذتها فترة، فانتبهت بحسّ سيّدي، فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجدا يتلقّى الأرض بمساجده، فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف متنظّف، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: هلمّي إليّ ابني يا عمّة! فجئت به إليه، فوضع يديه تحت أليتيه و ظهره، و وضع قدميه على صدره، ثمّ أدلى لسانه في فيه، و أمرّ يده على عينيه و سمعه و مفاصله، ثمّ قال:
تكلّم يا بنيّ، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثمّ صلّى على أمير المؤمنين و على الأئمّة عليهم السلام، إلى أن وقف على أبيه ثمّ أحجم، ثمّ قال أبو محمّد عليه السلام: يا عمّة! اذهبي به إلى امّه ليسلّم عليها و ائتيني به، فذهبت به فسلّم عليها و رددته فوضعته في المجلس، ثمّ قال: يا عمّة! إذا كان يوم السابع فأتينا؛ قالت حكيمة: فلمّا أصبحت جئت لأسلّم على أبي محمّد عليه السلام، و كشفت الستر لأتفقّد سيّدي عليه السلام فلم أره، فقلت: جعلت فداك، ما فعل سيّدي؟ فقال: يا عمّة! استودعناه الّذي استودعته أمّ موسى عليه السلام، قالت حكيمة: فلمّا كان في اليوم السابع جئت فسلّمت و جلست، فقال: هلمّي إليّ ابني، فجئت بسيّدي عليه السلام و هو في الخرقة، ففعل به كفعلته الاولى، ثمّ أدلى لسانه في فيه كأنّه يغذّيه لبنا أو عسلا، ثمّ قال: تكلّم يا بنيّ، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، و ثنّى بالصلاة على محمّد و على أمير المؤمنين و على الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، حتّى وقف على أبيه عليه السلام، ثمّ تلا هذه الآية: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*، وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (1).
قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقالت: صدقت حكيمة.
ص: 241
788-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، و أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي الله عنهما- قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا الحسين بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام، عن السيّاري، قال: حدّثني نسيم و مارية، قالتا: إنّه لمّا سقط صاحب الزمان عليه السلام من بطن امّه جاثيا على ركبتيه، رافعا سبّابتيه إلى السماء، ثمّعطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، و صلّى الله على محمّد و آله، زعمت الظّلمة أنّ حجّة الله داحضة، لو اذن لنا في الكلام لزال الشك.
789-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، و محمّد بن موسى بن المتوكّل؛ و أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي الله عنهم- قالوا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني إسحاق بن رياح البصري، عن أبي جعفر العمري، قال: لمّا ولد السيّد عليه السلام قال أبو محمّد عليه السلام: ابعثوا إلى أبي عمرو، فبعث إليه، فصار إليه، فقال له:
اشتر عشرة آلاف رطل خبز، و عشرة آلاف رطل لحم، و فرّقه- أحسبه قال:
على بني هاشم- و عقّ عنه بكذا و كذا شاة.
790-(3)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: ولد الصاحب عليه السلام للنصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين.
791-(4)-
غيبة فضل بن شاذان: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري قال: سمعت أبا محمّد، ابن علي العسكري عليه السلام يقول:
ص: 242
الحمد لله الّذي لم يخرجني من الدنيا حتّى أراني الخلف بعدي، أشبه الناس برسول الله خلقا و خلقا، يحفظه الله تبارك و تعالى في غيبته، ثمّ يظهره فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
792-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، قال: حدّثني علّان الرازي، قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه لمّا حملت جارية أبي محمّد عليه السلام قال: ستحملين ذكرا، و اسمه محمّد، و هو القائم من بعدي.
793-(2)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا بمدينة السلام، قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خليلان، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن غياث بن أسيد، قال: شهدت محمّد بن عثمان العمري- قدّس الله روحه- يقول: لمّا ولد الخلف المهدي عليه السلام سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء، ثمّ سقط لوجهه ساجدا لربّه تعالى ذكره، ثمّ رفع رأسه و هو يقول: شهد الله أنّه لا إله إلّا هو و الملائكة و اولوا العلم قائما بالقسط، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم، إنّ الدين عند الله الإسلام. قال: و كان مولده يوم الجمعة.
794-(3)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، أنّه خرج من أبي محمّد عليه السلام توقيع: زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، و قد كذّب الله عزّ و جلّ قولهم و الحمد لله.
795-(4)-
تاريخ الأئمة: و من الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري عليهما السلام عند ولادة (م ح م د) بن الحسن عليه السلام في كلام كثير: زعمت الظّلمة أنّهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر، و سمّاه المؤمّل.
ص: 243
796-(1)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد العلوي، عن أبي غانم الخادم، قال: ولد لأبي محمّد عليه السلام ولد فسمّاه محمّدا، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، و قال: هذا صاحبكم من بعدي، و خليفتي عليكم، و هو القائم الّذي تمتدّ إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جورا و ظلما خرج فملأها قسطا و عدلا.
797-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني أبو علي الخيزراني، عن جارية له كان أهداها لأبي محمّد عليه السلام، فلمّا أغار جعفر الكذّاب على الدار
ص: 244
جاءته فارّة من جعفر فتزوّج بها، قال أبو علي: فحدّثتني أنّها حضرت ولادةالسيّد عليه السلام، و أنّ اسم أمّ السيّد: صقيل، و أنّ أبا محمّد عليه السلام حدّثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعو الله عزّ و جلّ لها أن يجعل منيّتها قبله، فماتت في حياة أبي محمّد عليه السلام، و على قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر أمّ محمّد.
قال أبو علي: و سمعت هذه الجارية تذكر أنّه لمّا ولد السيّد عليه السلام رأت له نورا ساطعا قد ظهر منه و بلغ افق السماء، و رأيت طيورا بيضاء تهبط من السماء و تمسح أجنحتها على رأسه و وجهه و سائر جسده، ثمّ تطير، فأخبرنا أبا محمّد عليه السلام بذلك، فضحك ثمّ قال: تلك ملائكة نزلت للتبرّك بهذا المولود، و هي أنصاره إذا خرج.
798-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الكرخي، قال: حدّثنا عبد الله بن العبّاس العلوي، قال: حدّثنا أبو الفضل الحسن بن الحسين العلوي، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السلام بسرّ من رأى، فهنأته بولادة ابنه القائم عليه السلام.
799-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: حدّثني عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم الكوفي أنّ أبا محمّد عليه السلام بعث إلى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة، و قال: هذه من عقيقة ابني محمّد [عليه الصلاة و السلام].
800-(3)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا الحسين بن علي النيسابوري، قال: حدّثنا الحسن بن المنذر، عن حمزة بن أبي الفتح، قال:جاءني يوما فقال لي: البشارة، ولد البارحة مولود لأبي محمّد عليه السلام و أمر بكتمانه، و أمر أن يعقّ عنه ثلاثمائة شاة، قلت: و ما اسمه؟ قال:
ص: 245
يسمّى بمحمّد، و كنّي بجعفر.
801-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن مهران الآبي الأزدي العروضي بمرو، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن إسحاق القمّي، قال: لمّا ولد الخلف الصالح عليه السلام ورد عن مولانا أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السلام إلى جدّي أحمد بن إسحاق كتاب، فإذا فيه مكتوب بخطّ يده عليه السلام الّذي كان ترد به التوقيعات عليه، و فيه: ولد لنا مولود، فليكن عندك مستورا، و عن جميع الناس مكتوما، فإنّا لم نظهر عليه إلّا الأقرب لقرابته، و الولي لولايته، أحببنا إعلامك ليسرّك الله به مثل ما سرّنا به، و السلام.
802-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن
ص: 246
مسعود، قال:حدّثنا أبو النضر محمّد بن مسعود، قال: حدّثنا آدم بن محمّد البلخي، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن [الحسين- خ] الدقّاق، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد العلوي، قال:
حدّثتني نسيم خادمة أبي محمّد عليه السلام، قالت: دخلت على صاحب هذا الأمر عليه السلام بعد مولده بليلة فعطست عنده، قال لي: يرحمك الله، قالت نسيم: ففرحت [بذلك]، فقال لي عليه السلام: أ لا أبشّرك في العطاس؟ قلت: بلى، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيّام.
803-(1)-
كمال الدين: قال: و بهذا الإسناد (يعني الإسناد المذكور في الحديث الثامن من بابنا هذا) عن محمّد بن عثمان العمري- قدّس الله روحه- أنّه قال: ولد السيّد عليه السلام مختونا، و سمعت حكيمة تقول:
لم ير بامّه دم في نفاسها، و هكذا سبيل امّهات الأئمّة عليهم السلام.
804-(2)-
غيبة الشيخ: أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن محمّد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داود بن غسّان البحراني، قال: قرأت على أبي سهل إسماعيل بن عليالنوبختي مولد محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين: ولد عليه السلام بسامراء سنة ستّ و خمسين و مائتين، امّه:
صقيل، و يكنّى: أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ إنّه قال: اسمه كاسمي، و كنيته كنيتي، لقبه المهدي، و هو الحجّة، و هو المنتظر، و هو صاحب الزمان.
قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي عليه السلام في المرضة الّتي مات فيها، و أنا عنده إذ قال لخادمه عقيد- و كان الخادم أسود نوبيّا، قد خدم من قبله عليّ بن محمّد، و هو ربّى الحسن عليه السلام- فقال: يا عقيد، اغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له، ثمّ جاءت به صقيل الجارية أمّ الخلف عليه السلام، فلمّا صار القدح في يديه و همّ بشربه فجعلت يده ترتعد حتّى ضرب القدح ثنايا الحسن، فتركه من يده و قال لعقيد: ادخل البيت، فإنّك ترى صبيّا ساجدا فأتني به، قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرّى، فإذا أنا بصبيّ ساجد، رافع
ص: 247
سبّابته نحو السماء، فسلّمت عليه فأوجز في صلاته، فقلت: إنّ سيّدي يأمرك بالخروج إليه، إذ جاءت امّه صقيل (1)
فأخذت بيده و أخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام، قال أبو سهل: فلمّا مثل الصبيّ بين يديه سلّم و إذا هو درّيّ اللون، و في شعر رأسه قطط، مفلّج الأسنان، فلما رآه الحسن عليه السلام بكى، و قال: يا سيّد أهل بيته، اسقني الماء فإنّي ذاهب إلىربّي، و أخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده، ثمّ حرّك شفتيه ثمّ سقاه، فلمّا شربه قال: هيّئوني للصلاة، فطرح في حجره منديل، فوضّأه الصبيّ واحدة واحدة، و مسح على رأسه و قدميه، فقال له أبو محمّد عليه السلام: أبشر يا بنيّ، فأنت صاحب الزمان، و أنت المهدي، و أنت حجّة الله على أرضه، و أنت ولدي و وصيّي و أنا ولدتك، و أنت محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولدك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أنت خاتم الأئمّة الطاهرين، و بشّر بك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و سمّاك و كنّاك بذلك، عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، صلّى الله على أهل البيت ربّنا، إنّه حميد مجيد، و مات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين.
805-(2)-
إثبات الوصيّة: الحميري، عن أحمد بن إسحاق، قال: دخلت على أبي محمّد عليه السلام، فقال لي: يا أحمد! ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشكّ و الارتياب؟ قلت: يا سيّدي! لمّا وردالكتاب بخبر سيّدنا
ص: 248
و مولده لم يبق منّا رجل و لا امرأة و لا غلام بلغ الفهم و إلّا قال بالحقّ، فقال: أ ما علمتم أنّ الأرض لا تخلو من حجّة الله؟ ثمّ أمر أبو محمّد بالحجّ والدته في سنة تسع و خمسين و مائتين، و عرّفها ما يناله في سنة الستين، و أحضر الصاحب عليه السلام فأوصى إليه، و سلّم الاسم الأعظم و المواريث و السلاح إليه، و خرجت أمّ أبي محمّد مع الصاحب عليهم السلام جميعا إلى مكّة، و كان أحمد بن محمّد بن مطهّر أبو علي المتولّي لما يحتاج إليه الوكيل، فلمّا بلغوا بعض المنازل من طريق مكّة تلقّى الأعراب القوافل فأخبروهم بشدّة الخوف و قلّة الماء، فرجع أكثر الناس إلّا من كان في الناحية فإنّهم نفذوا و سلموا.
806-(1)-
غيبة فضل بن شاذان: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار، قال:
قلت لسيّدي الحسن بن علي عليه السلام: يا ابن رسول الله! جعلني الله فداك، احبّ أن أعلم من الإمام و حجّة الله على عباده من بعدك؟ فقال عليه السلام: إنّ الإمام و حجّة الله من بعدي ابني، سميّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كنيّه، الّذي هو خاتم حجج الله، و آخر خلفائه، فقلت: ممّن يتولّد يا ابن رسول الله؟ قال:
ص: 249
من ابنة ابن قيصر ملك الروم؛ ألا إنّه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة، ثمّ يظهر و يقتل الدجّال، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فلا يحلّ لأحد أن يسمّيه أو يكنّيه قبل خروجه صلوات الله عليه (1).
807-(2)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي بن حاتم النوفلي، قال:
حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن بحر الشيباني، قال: وردت كربلاء سنة ستّ و ثمانين و مائتين، قال: وزرت قبر غريب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثم انكفأت الى مدينة السلام متوجّها إلى مقابر قريش، في وقت قد تضرّمت الهواجر، و توقّدت السمائم، فلمّا وصلت منها إلى مشهد الكاظم عليه السلام و استنشقت نسيم تربته المغمورة من الرحمة، المحفوفة بحدائق الغفران، أكببت عليها بعبرات متقاطرة، و زفرات متتابعة، و قد حجب الدمع طرفي عن النظر، فلمّا رقأت العبرة، و انقطع النحيب فتحت بصري فإذا أنا بشيخ قد انحنى صلبه، و تقوّس منكباه، و ثفنت جبهته و راحتاه، و هو يقول لآخر معه عند القبر: يا ابن أخي! لقد نال عمّك شرفا بما حمّله السيّدان من غوامض الغيوب، و شرائف العلوم الّتي لم يحمل مثلها إلّا سلمان، و قد أشرف عمّك على استكمال المدّة و انقضاء العمر، و ليس يجد في أهل الولاية رجلا يفضي إليه بسرّه، قلت:
يا نفس! لا يزال العناء و المشقّة ينالان منك باتعابي الخفّ و الحافر في طلب العلم، و قد قرع سمعي من هذا الشيخ لفظ يدلّ على علم جسيم و أثر عظيم، فقلت: أيّها الشيخ! و من السيّدان؟ قال: النجمان المغيّبان في الثرى بسرّمن رأى، فقلت: إنّي اقسم بالموالاة، و شرف محلّ هذين السيّدين من الإمامة و الوراثة إنّي خاطب علمهما، و
ص: 250
طالب آثارهما، و باذل من نفسي الأيمان المؤكّدة على حفظ أسرارهما، قال: إن كنت صادقا فيما تقول فأحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة أخبارهم، فلمّا فتّش الكتب و تصفّح الروايات منها قال: صدقت، أنا بشر بن سليمان النخّاس، من ولد أبي أيّوب الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن و أبي محمّد عليهما السلام، و جارهما بسرّمن رأى، قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما، قال: كان مولانا أبو الحسن علي بن محمّد العسكري عليهما السلام فقّهني في أمر الرقيق، فكنت لا أبتاع و لا أبيع إلّا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتّى كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق [فيما] بين الحلال و الحرام. فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسرّمن رأى و قد مضى هويّ من الليل إذ قرع الباب قارع، فعدوت مسرعا فاذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمّد عليهما السلام يدعوني إليه، فلبست ثيابي و دخلت عليه فرأيته يحدّث ابنه أبا محمّد و اخته حكيمةمن وراء الستر، فلمّا جلست قال: يا بشر! إنّك من ولد الأنصار، و هذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، و إنّي مزكّيك و مشرّفك بفضيلة تسبق بها شأو الشيعة في الموالاة بها، بسرّ أطلعك عليه، و أنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا ملصقا بخطّ روميّ و لغة روميّة، و طبع عليه بخاتمه، و أخرج شستقة صفراء فيها مائتان و عشرون دينارا، فقال: خذها و توجّه بها إلى بغداد، و احضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، و برزن الجواري منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس و شراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك، إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا و كذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور، و لمس المعترض، و الانقياد لمن يحاول لمسها و يشغل نظره بتأمّل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخّاس فتصرخ صرخة روميّة، فاعلم أنّها تقول:
و اهتك ستراه! فيقول بعض المبتاعين: عليّ بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربيّة: لو برزت في زيّ سليمان و على مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك، فيقول النخّاس: فما الحيلة و لا بدّ من بيعك، فتقول الجارية: و ما العجلة و لا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي [إليه و] إلى أمانته و ديانته، فعند ذلك قم الى عمر بن يزيد النخّاس و قل له: إنّ معي كتابا ملصقا لبعض الاشراف كتبه بلغة روميّة و خطّ روميّ، و وصف فيه كرمه و وفاه و نبله و سخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه و رضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان النخّاس: فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية، فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا، و قالت لعمر بن يزيد النخّاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، و حلفت بالمحرّجة المغلّظة أنّه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت اشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي عليه السلام من الدنانير في الشستقة الصفراء، فاستوفاه منّي و تسلّمت منه الجارية
ص: 251
ضاحكة مستبشرة، و انصرفت بها إلى حجرتي الّتي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتّى أخرجت كتاب مولاها عليه السلام من جيبها و هي تلثمه و تضعه على خدّها، و تطبقه على جفنها، و تمسحه على بدنها، فقلت تعجّبا منها: أ تلثمين كتابا و لا تعرفين صاحبه؟ قالت: أيّها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء، أعرني سمعك، و فرّغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، و امّي من ولد الحواريّين، تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون، انبئك العجب العجيب، إنّ جدّي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه و أنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريّين و من القسّيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل، و من ذوي الأخطارسبعمائة رجل، و جمع من امراء الأجناد و قوّاد العساكر و نقباء الجيوش و ملوك العشائر أربعة آلاف، و أبرز من بهو ملكه عرشا مسوغا [مصوغا- ظ] من أصناف الجواهر إلى صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة، فلمّا صعد ابن أخيه و أحدقت به الصلبان و قامت الأساقفة عكفا و نشرت أسفار الإنجيل تسافلت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض، و تقوّضت الأعمدة فانهارت الى القرار، و خرّ الصاعد من العرش مغشيّا عليه، فتغيّرت ألوان الاساقفة، و ارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدّي:
أيّها الملك، اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال هذا الدين المسيحيّ و المذهب الملكاني، فتطيّر جدّي من ذلك تطيّرا شديدا، و قال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة و ارفعوا الصلبان، و أحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لازوّج منه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأوّل، و تفرّق الناس، و قام جدّي قيصر مغتمّا و دخل قصره و أرخيت الستور، فاريت في تلك الليلة كأنّ المسيح و الشمعون و عدّة من الحواريّين قد اجتمعوا في قصر جدّي، و نصبوا فيه منبرا يباري السماء علوّا و ارتفاعا في الموضع الّذي كان جدّي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم مع فتية و عدّة من بنيه، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه، فيقول: يا روح الله! إنّي جئتك خاطبا من وصيّك شمعون فتاته مليكة لا بني هذا، و أومأ بيده إلى أبي محمّد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر و خطب محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و زوّجني و شهد المسيح عليه السلام و شهد بنو محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و الحواريّون، فلمّا استيقظت من نومي أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبي و جدّي مخافة القتل، فكنت أسرّها في نفسي و لا ابديها لهم، و ضرب صدري بمحبّة أبي محمّد حتّى امتنعت من الطعام و الشراب، و ضعفت نفسي، و دقّ شخصي، و مرضت مرضا شديدا، فما بقي من مدائن الروم طبيب إلّا أحضره جدّي و سأله عن دوائي، فلمّا برّح به اليأس قال: يا قرّة عيني! فهل تخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدّي! أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة، فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من اسارى المسلمين، و فككت عنهم الأغلال، و تصدّقت عليهم و مننتهم بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح و امّه لي عافية و شفاء، فلمّا فعل ذلك جدّي تجلّدت
ص: 252
في إظهار الصحّة في بدني، و تناولت يسيرا من الطعام، فسرّ بذلك جدّي، و أقبل على إكرام الاسارى و إعزازهم، فرأيت أيضا بعد أربع ليال كأنّ سيّدة النساء قد زارتني و معها مريم بنت عمران و ألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيّدة النساء أمّ زوجك أبي محمّد عليه السلام، فأتعلّق بها و أبكي و أشكو إليها امتناع أبي محمّد من زيارتي، فقالت لي سيّدة النساء عليها السلام: إنّ ابني أبا محمّد لا يزورك و أنت مشركةبالله و على مذهب النصارى، و هذه اختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فإن ملت إلى رضا الله عزّ و جلّ و رضا المسيح و مريم عنك و زيارة أبي محمّد إيّاك فتقولي: أشهد أن لا إله إلّا الله و أشهد أنّ- أبي- محمّدا رسول الله، فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني سيّدة النساء إلى صدرها، فطيّبت لي نفسي، و قالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمّد إيّاك فإنّي منفذه إليك، فانتبهت و أنا أقول: وا شوقاه إلى لقاء أبي محمّد! فلمّا كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمّد عليه السلام في منامي فرأيته كأنّي أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك! قال: ما كان تأخيري عنك إلّا لشركك، و إذ قد أسلمت فإنّي زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
قال بشر: فقلت لها: و كيف وقعت في الأسر؟ فقالت: أخبرني أبو محمّد ليلة من الليالي أن جدّك سيسرب جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا، ثمّ يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكّرة في زيّ الخدم مع عدّة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت و ما شاهدت، و ما شعر أحد [بي] بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، و ذلك باطلاعي إيّاك عليه، و لقد سألني الشيخ الّذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته، و قلت: نرجس، فقال: اسم الجواري.
فقلت: العجب! إنّك روميّة و لسانك عربيّ؟ قالت: بلغ من ولوع جدّي و حمله إيّاي على تعلّم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إليّ، فكانت تقصدني صباحا و مساء، و تفيدني العربيّة حتّى استمرّ عليها لساني و استقام.
قال بشر: فلمّا انكفأت بها إلى سرّ من رأى دخلت على مولانا أبي الحسن العسكري عليه السلام، فقال لها: كيف أراك الله عزّ الإسلام و ذلّ النصرانيّة، و شرف أهل بيت محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟ قال: فإنّي اريد أن اكرمك، فأيّما أحبّ إليك عشرة آلاف درهم، أم بشرى لك فيها شرف الأبد؟ قالت: بل البشرى، قال عليه السلام: فأبشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا، و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، قالت: ممّن؟
قال عليه السلام: ممّن خطبك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالروميّة؟ قالت: من المسيح و وصيّه، قال: فممّن زوّجك المسيح و وصيّه؟ قالت: من ابنك أبي محمّد، قال: فهل تعرفينه؟ قالت: و هل خلوت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة الّتي أسلمت فيها على يد سيّدة النساء امّه؟
ص: 253
فقال أبو الحسن عليه السلام: يا كافور! ادع لي اختي حكيمة، فلمّا دخلت عليه قال عليه السلام لها: ها هي، فاعتنقتها طويلا، و سرّت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله! أخرجيها إلى منزلك، و علّميها الفرائض و السنن، فإنّها زوجة أبي محمّد و أمّ القائم عليهما السلام.
و يدلّ عليه بالمطابقة أو الالتزام، و بتفسير سائر الروايات الأحاديث 1 إلى 309، 543، 544، 545، 547، 549 إلى 558، 560 إلى 571، 574، 575، 580، 581، 589، 590، 608، 612، 614، 808 إلى 862، 864، 866 إلى 870، 873، 878، 881 إلى 899.
مضافا إلى أنّ مقتضى الأحاديث المتواترة القطعيّة الدالّة على انحصار الخلفاء في ساداتنا الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، و الأحاديث الصحيحة الواردة في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، مع اليقين بوفاة الإمام الحسن العسكري والد الحجّة عليهما السلام هو القطع و اليقين بولادة مولانا صاحب الزمان عليه السلام.
808-(1)-
غيبة الشيخ: جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاري، قال:
وجّه قوم من المفوّضة و المقصّرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمّد عليه السلام، قال كامل: فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتي و قال بمقالتي، قال: فلمّا دخلت على سيّدي أبي محمّد نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله و حجّته يلبس الناعم من الثياب، و يأمرنا نحن بمواساة الإخوان، و ينهانا عن لبس مثله، فقال متبسّما: يا كامل! و حسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده، فقال: هذا لله و هذا لكم، فسلّمت و جلست إلى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشف طرفه فإذا أنا بفتى كأنّه فلقة قمر، من أبناء أربع سنين أو مثلها، فقاللي: يا كامل بن إبراهيم! فاقشعررت من ذلك، و ألهمت أن قلت: لبّيك
ص: 254
يا سيّدي، فقال: جئت إلى وليّ الله و حجّته و بابه تسأله هل يدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتك، و قال بمقالتك؟ فقلت: إي و الله، قال:
إذن و الله يقلّ داخلها، و الله انّه ليدخلها قوم يقال لهم الحقّيّة، قلت:
يا سيّدي و من هم؟ قال: قوم من حبّهم لعليّ يحلفون بحقّه و لا يدرون ما حقّه و فضله، ثمّ سكت صلوات الله عليه عنّي ساعة، ثمّ قال: و جئت تسأله عن مقالة المفوّضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيّة الله، فإذا شاء شئنا، و الله يقول: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله*، ثمّ رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه، فنظر إليّ أبو محمّد عليه السلام متبسّما، فقال: يا كامل! ما جلوسك و قد أنبأك بحاجتك الحجّة من بعدي، فقمت و خرجت و لم أعاينه بعد ذلك.
قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث، فحدّثني به.
قال الشيخ: و روى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي، عن محمّد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي، قال: سمعت أبا نعيم محمّد بن أحمد الأنصاري ... و ذكر مثله.
809-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي بن محمّد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي، قال: حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي، قال: حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل
ص: 255
الشيباني، قال: حدّثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمّي، قال: كنت امرألهجا بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم و دقائقها، كلفا باستظهار ما يصحّ لي من حقائقها، مغرما بحفظ مشتبهها و مستغلقها، شحيحا على ما أظفر به من معضلاتها و مشكلاتها، متعصّبا لمذهب الإماميّة، راغبا عن الأمن و السلامة في انتظار التنازع و التخاصم و التعدّي إلى التباغض و التشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، كاشفا عن مثالب أئمّتهم، هتّاكا لحجب قادتهم، إلى أن بليت بأشدّ النواصب منازعة، و أطولهم مخاصمة، و أكثرهم جدلا، و أشنعهم سؤالا، و أثبتهم على الباطل قدما، فقال ذات يوم- و أنا اناظره-: تبّا لك و لأصحابك يا سعد! إنّكم معاشر الرافضة تقصدون على المهاجرين و الأنصار بالطعن عليهما، و تجحدون من رسول الله ولايتهما و إمامتهما، هذا الصدّيق الّذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته، أ ما علمتم أنّ رسول الله ما أخرجه مع نفسه إلى الغار إلّا علما منه أنّ الخلافة له من بعده، و أنّه هو المقلّد لأمر التأويل، و الملقى إليه أزمّة الامّة، و عليه المعوّل في شعب الصدع، و لمّ الشعث، و سدّ الخلل، و إقامة الحدود، و تسريب الجيوش لفتح بلاد الشرك، و كما أشفق على نبوّته أشفق على خلافته، إذ ليس من حكم الاستتار و التواري أن يروم الهارب من الشرّ مساعدة إلى مكان يستخفي فيه، و لمّا رأينا النبيّ متوجّها إلى الانجحار، و لم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول الله بأبي بكر للغار للعلّة الّتي شرحناها، و إنّما أبات عليّا على فراشه لمّا لم يكن يكترث به، و لم يحفل به لاستثقاله، و لعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه للخطوب الّتي كان يصلح لها.
قال سعد: فأوردت عليه أجوبة شتّى، فما زال يعقّب كلّ واحد منها بالنقض و الردّ عليّ، ثمّ قال: يا سعد! و دونكها اخرى بمثلها تخطم انوف الروافض، أ لستم تزعمون أنّ الصدّيق المبرّأ من دنس الشكوك و الفاروق المحامي عن بيضة الإسلام كانا يسرّان النفاق، و استدللتم بليلة العقبة، أخبرني عن الصدّيق و الفاروق أسلما طوعا أو كرها؟ قال سعد: فاحتلت لدفع هذه المسألة عنّي؛ خوفا من الإلزام، و حذرا من أنّي إن أقررت له بطوعهما للإسلام احتجّ بأنّ بدء النفاق و نشأه في القلب لا يكون إلّا عند هبوب روائح القهر و الغلبة، و إظهار البأس الشديد في حمل المرء على من ليس ينقاد إليه قلبه نحو قول الله تعالى فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِالله وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا، و إن قلت:
أسلما كرها كان يقصدني بالطعن إذ لم تكن ثمّة سيوف منتضاة كانت تريهما البأس.
ص: 256
قال سعد: فصدرت عنه مزورّا، قد انتفخت أحشائي من الغضب، و تقطّع كبدي من الكرب، و كنت قد اتّخذت طومارا(1)،
و أثبتّ فيه نيّفا و أربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا على أن أسأل عنها خبير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمّد عليه السلام، فارتحلت خلفه وقد كان خرج قاصدا نحو مولانا بسرّمن رأى فلحقته في بعض المنازل، فلمّا تصافحنا قال: بخير لحاقك بي، قلت: الشوق ثمّ العادة في الأسئلة، قال: قد تكافينا على هذه الخطّة الواحدة، فقد برّح بي القرم إلى لقاء مولانا أبي محمّد عليه السلام و أنا اريد أن أسأله عن معاضل في التأويل، و مشاكل في التنزيل، فدونكها الصحبة المباركة فإنّها تقف بك على ضفّة بحر لا تنقضي عجائبه، و لا تفنى غرائبه، و هو إمامنا.
فوردنا سرّ من رأى، فانتهينا منها إلى باب سيّدنا، فاستأذنّا فخرج علينا الإذن بالدخول عليه، و كان على عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطّاه بكساء طبري فيه مائة و ستّون صرّة من الدنانير و الدراهم، على كلّ صرّة منها ختم صاحبها، قال سعد: فما شبّهت وجه مولانا أبي محمّد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلّا ببدر قد استوفى من لياليه أربعا بعد عشر، و على فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة و المنظر، على رأسه فرق بين و فرتين كأنّه ألف بين واوين، و بين يدي مولانا رمّانة ذهبيّة تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة، و بيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئا قبض الغلام على أصابعه، فكان مولانا يدحرج الرمّانة بين يديه و يشغله بردّها كيلا يصدّه عن كتابة ما أراد، فسلّمنا عليه فألطف في الجواب و أومأ إلينا بالجلوس، فلمّا فرغ من كتبة البياض الّذي كان بيده أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيّ كسائه فوضعه بين يديه، فنظر الهادي عليه السلام إلى الغلام و قال له: يا بنيّ! فضّ الخاتم عن هدايا شيعتك و مواليك، فقال:
يا مولاي! أ يجوز أن أمدّ يدا طاهرة إلى هدايا نجسة و أموال رجسة، قد شيب أحلّها بأحرمها؟ فقال مولاي: يا ابن إسحاق! استخرج ما في الجراب ليميّز ما بين الحلال و الحرام منها، فأوّل صرّة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام: هذه لفلان بن فلان، من محلة كذا بقمّ، يشتمل على اثنين و ستّين دينارا فيها من ثمن حجيرة باعها صاحبها و كانت إرثا له عن أبيه خمسة و أربعون دينارا، و من أثمان تسعة أثواب أربعة عشر دينارا، و فيها من اجرة الحوانيت ثلاثة دنانير، فقال مولانا: صدقت يا بنيّ! دلّ الرجل على الحرام منها. فقال عليه السلام: فتّش عن دينار رازي السكّة، تاريخه سنة كذا، قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه، و قراضة آمليّة وزنها ربع دينار، و العلّة في تحريمها أنّ صاحب هذه الصرّة وزن في شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّا و ربع منّ فأتت على ذلك مدّة و في انتهائها قيّض لذلك الغزل سارق، فأخبر به الحائك صاحبه فكذّبه و
ص: 257
استردّ منه بدل ذلك منّا و نصف منّ غزلا أدقّ ممّا كان دفعه إليه و اتّخذ من ذلك ثوبا، كان هذا الدينار مع القراضة ثمنه،فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه و بمقدارها على حسب ما قال، و استخرج الدينار و القراضة بتلك العلامة.
ثمّ أخرج صرّة اخرى، فقال الغلام: هذه لفلان بن فلان، من محلّة كذا بقم، تشتمل على خمسين دينارا لا يحلّ لنا لمسها، قال: و كيف ذاك؟
قال: لأنّها من ثمن حنطة حاف صاحبها على أكّاره في المقاسمة، و ذلك أنّه قبض حصّته منها بكيل واف و كان [كال] ما خصّ الأكّار بكيل بخس، فقال مولانا: صدقت يا بنيّ! ثمّ قال: يا أحمد بن إسحاق، احملها بأجمعها لتردّها أو توصي بردّها على أربابها، فلا حاجة لنا في شي ء منها، و ائتنا بثوب العجوز، قال أحمد: و كان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته.
فلمّا انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إليّ مولانا أبو محمّد عليه السلام فقال: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوّقني أحمد بن إسحاق على لقاء مولانا، قال: و المسائل الّتي أردت أن تسأله عنها؟ قلت: على حالها يا مولاي! قال: فسل قرّة عيني- و أومأ إلى الغلام- فقال لي الغلام: سل عمّا بدا لك منها، فقلت له: مولانا و ابن مولانا إنّا روينا عنكم أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتّى أرسل يوم الجمل إلى عائشة: إنّك قد أرهجت على الإسلام و أهله بفتنتك، و أوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فإن كففت عنّي غربك و إلّا طلّقتك، و نساء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد كان طلاقهنّ وفاته. قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فإذا كان طلاقهنّ وفاة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد خلّيت لهنّ السبيل فلم لا يحلّ لهنّ الأزواج؟ قلت: لأنّ الله تبارك و تعالى حرّم الأزواج عليهنّ، قال: كيف و قد خلّى الموت سبيلهنّ؟ قلت: فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الّذي فوّض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام، قال: إنّ الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فخصّهنّ بشرف الامّهات، فقال رسول الله: يا أبا الحسن! إنّ هذا الشرف باق لهنّ ما دمن لله على الطاعة، فأيّتهنّ عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج، و أسقطها من شرف أمومة المؤمنين.
قلت: فأخبرني عن الفاحشة المبيّنة الّتي إذا أتت المرأة بها في عدّتها حلّ للزوج أن يخرجها من بيته؟ قال: الفاحشة المبيّنة هي السحق دون الزنا، فإنّ المرأة إذا زنت و اقيم عليها الحدّ ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزوّج بها لأجل الحدّ، و إذا سحقت وجب عليها الرجم و الرّجم خزي و من قد أمر الله برجمه فقد أخزاه، و من أخزاه فقد أبعده، و من أبعده فليس لأحد أن يقربه.
ص: 258
قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى عليه السلام «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» فإنّ فقهاء الفريقين يزعمون أنّها كانت من إهاب الميتة، فقال عليه السلام: من قال ذلك فقد افترى على موسى و استجهله في نبوّته؛ لأنّه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين: إمّا أن تكون صلاة موسى فيهما جائزة أو غير جائزة، فإن كانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلك البقعة، و إن كانت مقدّسة مطهّرة فليس بأقدس و أطهر من الصلاة، و إن كانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب على موسى أنّه لم يعرف الحلال من الحرام، و ما علم ما تجوز فيه الصلاة و ما لم تجز، و هذا كفر.
قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما، قال: إنّ موسى ناجى ربّه بالواد المقدّس فقال: يا ربّ إنّي قد أخلصت لك المحبّة منّي، و غسلت قلبي عمّن سواك- و كان شديد الحبّ لأهله- فقال الله تعالى: «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ» أي انزع حبّ أهلك من قلبك إن كانت محبّتك لي خالصة، و قلبك من الميل إلى من سواي مغسولا.
قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل «كهيعص»، قال: هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع الله عليها عبده زكريّا، ثمّ قصّها على محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم، و ذلك أنّ زكريّا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا إذا ذكر محمّدا و عليّا و فاطمة و الحسن [و الحسين] سري عنه همّه، و انجلى كربه، و إذا ذكر الحسين خنقته العبرة، و وقعت عليه البهرة، فقال ذات يوم: يا إلهي! ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي، و إذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي؟ فأنبأه الله تعالى عن قصّته، و قال: «كهيعص» «فالكاف» اسم كربلاء، و «الهاء» هلاك العترة، و «الياء» يزيد، و هو ظالم الحسين عليه السلام، و «العين» عطشه، و «الصاد» صبره، فلمّا سمع ذلك زكريّا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام، و منع فيها النّاس من الدخول عليه، و أقبل على البكاء و النحيب، و كانت ندبته: إلهي أتفجّع خير خلقك بولده؟ إلهي أ تنزل بلوى هذه الرزيّة بفنائه؟ إلهي أتلبس عليّا و فاطمة ثياب هذه المصيبة؟ إلهي أ تحلّ كربة هذه الفجيعة بساحتهما؟! ثمّ كان يقول: اللهمّ ارزقني ولدا تقرّ به عيني على الكبر، و اجعله وارثا وصيّا، و اجعل محلّه منّي محلّ الحسين، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه، ثمّ فجّعني به كما تفجّع محمّدا حبيبك بولده؛ فرزقه الله يحيى و فجّعه به. و كان حمل يحيى ستّة أشهر، و حمل الحسين عليه السلام كذلك، و له قصّة طويلة.
قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلّة الّتي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم، قال: مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح، قال: فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلى، قال: فهي العلّة، و أوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك، أخبرني عن الرسل الّذين اصطفاهم الله تعالى و أنزل عليهم الكتاب و أيّدهم بالوحي و العصمة، إذ هم أعلام الامم و أهدىإلى الاختيار منهم؛ مثل موسى
ص: 259
و عيسى عليهما السلام، هل يجوز مع وفور عقلهما و كمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق و هما يظنّان أنّه مؤمن؟ قلت:
لا، فقال: هذا موسى كليم الله مع وفور عقله و كمال علمه و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه و وجوه عسكره لميقات ربّه سبعين رجلا ممّن لا يشكّ في إيمانهم و إخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله تعالى: «وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا- إلى قوله- لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ» فلمّا وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوّة واقعا على الأفسد دون الأصلح و هو يظنّ أنّه الأصلح دون الأفسد، علمنا أن لا اختيار إلّا لمن يعلم ما تخفي الصدور، و ما تكنّ الضمائر و تتصرّف عليه السرائر، و أن لا خطر لاختيار المهاجرين و الأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لمّا أرادوا أهل الصلاح.
ثمّ قال مولانا: يا سعد! و حين ادّعى خصمك أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما أخرج مع نفسه مختار هذه الامّة إلى الغار إلّا علما منه أنّ الخلافة له من بعده، و أنّه هو المقلّد امور التأويل، و الملقى إليه أزمّة الامّة، و عليه المعوّل في لمّ الشعث، و سدّ الخلل، و إقامة الحدود، و تسريب الجيوش لفتح بلاد الكفر، فكما أشفق على نبوّته أشفق على خلافته، إذ لم يكن من حكم الاستتار و التواري أن يروم الهارب من الشرّ مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه، و إنّما أبات عليّا على فراشه لما لم يكن يكترث له و لم يحفل به لاستثقاله إيّاه، و علمه أنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه للخطوب الّتي كان يصلح لها! فهلا نقضت عليه دعواه بقولك: أ ليس قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة»، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الّذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم، فكان لا يجد بدّا من قوله لك: بلى، قلت: فكيف تقول حينئذ؟ أ ليس كما علم رسول الله أنّ الخلافة من بعده لأبي بكر علم أنّها من بعد أبي بكر لعمر، و من بعد عمر لعثمان، و من بعد عثمان لعليّ؟ فكان أيضا لا يجد بدّا من قوله لك: نعم، ثمّ كنت تقول له: فكان الواجب على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يخرجهم جميعا [على الترتيب] إلى الغار، و يشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر، و لا يستخفّ بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إيّاهم و تخصيصه أبا بكر و إخراجه مع نفسه دونهم.
و لمّا قال: أخبرني عن الصدّيق و الفاروق أسلما طوعا أو كرها؟ لم لم تقل له: بل أسلما طمعا، و ذلك بأنّهما كانا يجالسان اليهود و يستخبرانهم عمّا كانوا يجدون في التوراة و في سائر الكتب المتقدّمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال من قصّة محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم و من عواقب أمره، فكانت اليهود تذكر أنّ محمّدا يسلّط على العرب كما كان بخت نصّر سلّط على بني إسرائيل، و لا بدّ له من الظفر بالعرب كما ظفر بخت نصّر ببني إسرائيل غير أنّه كاذب في دعواه أنّه نبيّ، فأتيا محمّدافساعداه على شهادة أن لا إله إلّا الله و بايعاه طمعا في أن ينال كلّ
ص: 260
واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت اموره و استتبّت أحواله، فلمّا أيسا من ذلك تلثّما و صعدا العقبة مع عدّة من أمثالهما من المنافقين على أن يقتلوه، فدفع الله تعالى كيدهم و ردّهم بغيظهم لم ينالوا خيرا، كما أتى طلحة و الزبير عليّا عليه السلام فبايعاه و طمع كلّ واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد، فلمّا أيسا نكثا بيعته و خرجا عليه فصرع الله كلّ واحد منهما مصرع أشباههما من الناكثين.
قال سعد: ثمّ قام مولانا الحسن بن عليّ الهادي عليه السلام للصلاة مع الغلام، فانصرفت عنهما و طلبت أثر أحمد بن إسحاق، فاستقبلني باكيا، فقلت: ما أبطأك و أبكاك؟ قال: قد فقدت الثوب الّذي سألني مولاي إحضاره، قلت: لا عليك فأخبره، فدخل عليه مسرعا و انصرف من عنده متبسّما و هو يصلّي على محمّد و آل محمّد، فقلت: ما الخبر؟ قال: وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمي مولانا يصلّي عليه.
قال سعد: فحمدنا الله تعالى على ذلك، و جعلنا نختلف بعد ذلك اليوم إلى منزل مولانا أيّاما، فلا نرى الغلام بين يديه، فلمّا كان يوم الوداع دخلت أنا و أحمد بن إسحاق و كهلان من أهل بلدنا، و انتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما و قال: يا ابن رسول الله! قد دنت الرحلة، و اشتدّت المحنة، فنحن نسأل الله تعالى أن يصلّي على المصطفى جدّك و على المرتضى أبيك و على سيّدة النساء امّك و على سيّدي شباب أهل الجنّة عمّك و أبيك و على الأئمّة الطاهرين من بعدهما آبائك، و أن يصلّي عليك و على ولدك، و نرغب إلى الله أن يعلي كعبك، و يكبت عدوّك، و لا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك. قال: فلمّا قال هذه الكلمات استعبر مولانا حتّى استهلّت دموعه، و تقاطرت عبراته، ثمّ قال: يا ابن إسحاق! لا تكلّف في دعائك شططا، فإنّك ملاق الله تعالى في صدرك هذا، فخرّ أحمد مغشيّا عليه، فلمّا أفاق قال: سألتك بالله و بحرمة جدّك إلّا شرّفتني بخرقة أجعلها كفنا، فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما، فقال: خذها و لا تنفق على نفسك غيرها، فإنّك لن تعدم ما سألت، و إنّ الله تبارك و تعالى لن يضيع أجر من أحسن عملا.
قال سعد: فلمّا انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان على ثلاثة فراسخ حمّ أحمد بن إسحاق، و ثارت به علّة صعبة أيس من حياته فيها، فلمّا وردنا حلوان و نزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطنا بها، ثمّ قال: تفرّقوا عنّي هذه الليلة و اتركوني وحدي، فانصرفنا عنه و رجع كلّ واحد منّا إلى مرقده.
قال سعد: فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم، خادم مولانا أبي محمّد عليه السلام و هو يقول: أحسن الله بالخير عزاكم، و جبر بالمحبوب رزيّتكم،قد فرغنا من غسل صاحبكم و من تكفينه، فقوموا لدفنه فإنّه من أكرمكم محلا عند سيّدكم، ثمّ غاب عن أعيننا، فاجتمعنا على رأسه بالبكاء و العويل حتّى قضينا حقّه، و فرغنا من أمره، رحمه الله.
ص: 261
810-(1)-
غيبة الفضل بن شاذان: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري، قال: لمّا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي و هو رجل شديد النصب، و كان مولعا بقتل الشيعة، فاخبرت بذلك، و غلب عليّ خوف عظيم، فودّعت أهلي و أحبّائي و توجّهت إلى دار أبي محمّد عليه السلام لاودّعه و كنت أردت الهرب، فلمّا دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه و كان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيّرت من نوره و ضيائه، و كاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف و الهرب، فقال: يا إبراهيم! لا تهرب فإنّ الله تبارك و تعالى سيكفيك شرّه، فازداد بحيرتي، فقلت لأبي محمّد عليه السلام: يا سيّدي! جعلني الله فداك، من هو فقد أخبرني عمّا كان في ضميري؟ فقال: هو ابني و خليفتي من بعدي، و هو الّذي يغيب غيبة طويلة، و يظهر بعد امتلاء الأرض جورا و ظلما فيملأها عدلا و قسطا، فسألته عن اسمه، قال: هو سميّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كنيّه، و لا يحلّ لأحد أن يسمّيه باسمه أو يكنّيه بكنيته إلى أن يظهر الله دولته و سلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت و سمعت منّا اليوم إلّا عن أهله، فصلّيت عليهما و آبائهما و خرجت مستظهرا بفضل الله تعالى، واثقا بما سمعته من الصاحب عليه السلام، فبشّرني عمّي علي بن فارس بأنّ المعتمد قد أرسل أبا أحمد أخاه و أمره بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أبو أحمد في ذلك اليوم و قطّعه عضوا عضوا، و الحمد لله ربّ العالمين.
و يدلّ عليه أيضا من الأحاديث: 787، 788، 793، 797، 802، 804، 814.
في من رآه في أيّام والده عليهما السلام و فيه 20 حديثا
811-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدّثني معاوية بن حكيم، و محمّد بن أيّوب بن نوح، و محمّد بن عثمان العمري- رضي الله عنه- قالوا: عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي عليهما السلام و نحن في منزله و كنّا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي، و خليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا، قالوا: فخرجنا من عنده، فما مضت إلّا أيّام قلائل حتّى مضى أبو محمّد عليه السلام.
ص: 262
812-(1)-
غيبة الشيخ: قال (يعني هبة الله بن محمّد الّذي روى عنه أحمد بن علي بن نوح أبي العبّاس السيرافي): و قال جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري البزّاز، عن جماعة من الشيعة، منهم: علي بن بلال، و أحمد بن هلال، و محمّد بن معاوية بن حكيم، و الحسن بن أيّوب بن نوح (في خبر طويل مشهور) قالوا جميعا: اجتمعنا إلى أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجّة من بعده، و في مجلسه عليه السلام أربعون رجلا، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري، فقال له: يا ابن رسول الله! اريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منّي، فقال له: اجلس يا عثمان! فقام مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجنّ أحد، فلم يخرج منّا أحد، إلى أن كان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام على قدميه، فقال: اخبركم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا ابن رسول الله! قال: جئتم تسألوني عن الحجّة بعدي، قالوا: نعم، فإذا غلام كأنّه قطع قمر، أشبه الناس بأبي محمّد عليه السلام، فقال: هذا إمامكم من بعدي، و خليفتي عليكم، أطيعوه و لا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم؛ ألا و إنّكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتّى يتمّ له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، و انتهوا إلى أمره، و اقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم و الأمر إليه ... و الحديث طويل.
813-(2)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذّن- رضي الله عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الكرخي، قال: سمعت أبا هارون- رجلا من أصحابنا- يقول: رأيت صاحب الزمان و وجهه يضي ء كأنّه القمر ليلة البدر ... الحديث.
814-(3)-
كمال الدين: حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثنا آدم بن محمّد البلخي، قال: حدّثني علي بن الحسن [الحسين] بن هارون الدقّاق، قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن الأشتر، قال:
حدّثنا يعقوب بن منقوش [منفوس]، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السلام و هو جالس على دكّان في الدار، و عن يمينه بيت و عليه ستر مسبل، فقلت له: يا سيّدي! من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي، له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، درّيّ المقلتين،
ص: 263
شثن الكفّين، معطوف الركبتين، في خدّه الأيمن خال، و في رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمّد عليه السلام، ثمّ قال لي: هذا هو صاحبكم، ثمّ وثب فقال له: يا بنيّ! ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت و أنا أنظر إليه، ثمّ قال لي:
يا يعقوب! انظر إلى من في البيت، فدخلت فما رأيت أحدا.
815-(1)-
الكافي: علي بن محمّد، عن جعفر بن محمّد الكوفي، عن جعفر بن محمّد المكفوف، عن عمرو الأهوازي، قال: أراني أبو محمّد عليه السلام ابنه، و قال: هذا صاحبكم من بعدي.
816-(2)-
الكافي: علي بن محمّد، عن الحسين و محمد ابني علي بن إبراهيم، عن محمّد بن علي بن عبد الرحمن العبدي- من عبد قيس-، عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سمّاه، قال: أتيت سامراء و لزمت باب أبي محمّد عليه السلام، فدعاني فدخلت عليه و سلّمت، فقال:
ما الّذي أقدمك؟ قال: قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: فالزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم، ثمّ صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، و كنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال، قال:
فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت، فناداني:
مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل و لا أخرج، فخرجت عليّ جارية معها شي ء مغطّى، ثمّ ناداني: ادخل، فدخلت، و نادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عمّا معك، فكشفت عن غلام أبيضحسن الوجه، و كشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبّته إلى سرّته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثمّ أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليه السلام.
817-(3)-
الكافي: علي بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، و كان أسنّ شيخ من ولد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالعراق، فقال: رأيته بين المسجدين و هو غلام عليه السلام.
ص: 264
818-(1)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن الحسين بن رزق الله أبو عبد الله، قال: حدّثني موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، قال: حدّثتني حكيمة ابنة محمّد بن علي- و هي عمّة أبيه- أنّها رأته ليلة مولده و بعد ذلك.
819-(2)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر، عن أبي نصر ظريف الخادم أنّه رآه عليه السلام.
820-(3)-
الكافي: علي بن محمّد عن فتح مولى الرازي [الزراري] قال: سمعت أبا علي بن مطهّر يذكر أنّه قد رآه، و وصف له قدّه.
و يدلّ عليه الأحاديث 786، 787، 788، 796، 797، 802، 804، 808، 809، 810.
ص: 265
في من فاز برؤيته عليه السلام في الغيبة الصغرى (1) و فيه 27 حديثا
821-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: سألت محمّد بن عثمان العمري- رضي الله عنه- فقلت له: أ رأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم، و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول:
ص: 266
اللهمّ أنجز لي ما وعدتني.
822-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: سمعت محمّد بن عثمان العمري- رضي الله عنه- يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار، و هو يقول: اللهمّ انتقم لي من أعدائي.
ص: 267
823-(1)- الكافي: أخرج عن علي بن محمّد، و عن غير واحد من أصحابنا القمّيّين، عن محمّد بن محمّد العامري، عن أبي سعيد غانم الهندي حديثا طويلا، ذكر فيه أبو سعيد كيفيّة إسلامه، و في آخره ذكر فوزه بلقاء الإمام عليه السلام، و ما رأى منه عليه السلام من المعجزات، و أنّه أعطاه صرّة لنفقته. و الحديث كما قلنا طويل، فمن شاء فليقرأها في الكافي أو في كمال الدين.
824-(2)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد، عن إبراهيم بن محمّد العلوي، قال: حدّثني طريف أبو نصر، قال: دخلت على صاحب الزمان عليه السلام، فقال: عليّ بالصندل الأحمر، فأتيته به، ثمّ قال: أ تعرفني؟ قلت: نعم، فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيّدي و ابن سيّدي، فقال: ليس عن هذا سألتك، قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك، فبيّن لي، قال: أنا خاتم الأوصياء، و بي يدفع الله عزّ و جلّ البلاء عن أهلي و شيعتي.
825-(3)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي الله عنه- قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: قلت لمحمّد بن عثمان العمري- رضي الله عنه-: إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه- جلّ جلاله- حين قال له: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، فأخبرني عن صاحب هذا الأمر، هل رأيته؟
قال: نعم، و له رقبة مثل ذي، و أشار بيده إلى عنقه.
ص: 268
826-(1)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري- رضي الله عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا جعفر بن معروف، عن أبي عبد الله البلخي، عن محمّد بن صالح بن علي بن محمّد بن قنبر الكبير، مولى الرضا عليه السلام، قال: خرج صاحب الزمان على جعفر الكذّاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث بعد مضيّ أبي محمّد عليه السلام، فقال له: يا جعفر! مالك تعرض في حقوقي؟ فتحيّر جعفر و بهت، ثمّ غاب عنه، فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره، فلمّا ماتت الجدّة أمّ الحسن أمرت أن تدفن في الدار، فنازعهم و قال: هي داري لا تدفن فيها، فخرج عليه السلام فقال: يا جعفر، أ دارك هي؟ ثمّ غاب عنه فلم يره بعد ذلك.
827-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا علي بن أحمد الكوفي، المعروف بأبي القاسم الخديجي، قال: حدّثنا سليمان بن إبراهيم الرقي، قال:
حدّثنا أبو محمّد الحسن بن وجناء النصيبي، قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع و خمسين حجّة بعد العتمة، و أنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرّك، فقال: قم يا حسن بن وجناء! قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن، أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يديّ و أنا لا أسألها عن شي ء حتّى أتت بي إلى دار خديجة عليها السلام، و فيها بيت بابه في وسط الحائط، و له درج ساج يرتقى، فصعدت الجارية، و جاءني النداء: اصعد يا حسن! فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن! أتراك خفيت عليّ، و الله ما من وقت في حجّك إلّا و أنا معك فيه، ثمّ جعل يعدّ عليّ أوقاتي، فوقعت [مغشيّا] على وجهي، فحسست بيد قد وقعت عليّ فقمت، فقال لي:
يا حسن! الزم دار جعفر بن محمّد عليهما السلام، و لا يهمنّك طعامك و لا شرابك و لا ما يستر عورتك، ثمّ دفع إليّ دفترا فيه دعاء الفرج و صلاة عليه، فقال: بهذا فادع، و هكذا صلّ عليّ، و لا تعطه إلّا محقّي أوليائي، فإنّ الله جلّ جلاله موفّقك، فقلت: يا مولاي! لا أراك بعدها؟ فقال:
يا حسن إذا شاء الله، قال: فانصرفت من حجّتي و لزمت دار جعفر بن محمّد عليهما السلام، فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلّا لثلاث خصال:
ص: 269
لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الإفطار، و أدخل بيتي وقت الإفطار فاصيب رباعيّا مملوءا ماء و رغيفا على رأسه و عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، و كسوة الشتاء في وقت الشتاء، و كسوة الصيف في وقت الصيف، و إنّي لادخل الماء بالنهار فأرشّ البيت و أدع الكوز فارغا، فاوتى بالطعام [و أواني الطعام- خ] و لا حاجة لي إليه فأصّدّق به ليلا كيلا يعلم بي من معي.
828-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي، قال: حدّثنا الأزدي، قال: بينما أنا في الطواف قد طفت ستّا و أنا اريد أن أطوف السابع فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة، و شابّ حسن الوجه طيّب الرائحة هيوب مع هيبته متقرّب إلى الناس يتكلّم، فلم أر أحسن من كلامه، و لا أعذب من نطقه و حسن جلوسه، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله، يظهر في كلّ سنة يوما لخواصّه يحدّثهم، فقلت: يا سيّدي! مسترشدا أتيتك فأرشدني هداك الله، فناولني عليه السلام حصاة فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الّذي دفع إليك؟ فقلت: حصاة، و كشفت عنها فإذا أنا بسبيكة ذهب، فذهبت فإذا أنا به عليه السلام قد لحقني، فقال لي: ثبتت عليك الحجّة، و ظهر لك الحقّ، و ذهب عنك العمى، أ تعرفني؟ فقلت: لا، فقال عليه السلام: أنا المهدي، [و] أنا قائم الزمان، أنا الّذي أملأها عدلا كما ملئت جورا، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، و لا يبقى الناس في فترة، و هذا أمانة لا تحدّث بها إلّا إخوانك من أهل الحقّ.
829-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد العلوي الرقي العريضي، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي، قال: حدّثني أبو نعيم الأنصاري الزيدي، قال: كنت بمكّة عند المستجار و جماعة من المقصّرة و فيهم:
ص: 270
المحمودي، و علان الكليني، و أبو الهيثم الديناري، و أبو جعفر الأحول الهمداني، و كانوا زهاء ثلاثين رجلا، و لم يكن منهم مخلص علمته غير محمّد بن القاسم العلوي العقيقي، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث و تسعين و مائتين من الهجرة إذ خرج علينا شابّ من الطواف عليه إزاران محرم [بهما]، و في يده نعلان، فلمّا رأيناه قمنا جميعا هيبة له، فلم يبق منّا أحد إلّا قام و سلّم عليه، ثمّ قعد و التفت يمينا و شمالا، ثمّ قال: أ تدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الإلحاح؟ قلنا: و ما كان يقول؟ قال: كان يقول: اللهم إنّي أسألك باسمك الّذي به تقوم السماء، و به تقوم الأرض، و به تفرّق بين الحقّ و الباطل، و به تجمع بين المتفرّق، و به تفرّق بين المجتمع، و به أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال و كيل البحار، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا؛ ثمّ نهض فدخل الطواف، فقمنا لقيامه حين انصرف، و انسينا أن نقول له: من هو؟
فلمّا كان من الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف، فقمنا كقيامنا الأوّل بالأمس، ثمّ جلس في مجلسه متوسّطا، ثمّ نظر يمينا و شمالا، قال: أ تدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول بعد صلاة الفريضة؟ قلنا: و ما كان يقول؟ قال: كان يقول: اللهمّ إليك رفعت الأصوات، [و دعيت الدعوات]، و لك عنت الوجوه، و لك خضعت الرقاب، و إليك التحاكم في الأعمال، يا خير مسئول و خير من أعطى، يا صادق، يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدّعاء و تكفّل بالاجابة، يا من قال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، يا من قال: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، يا من قال: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، ثمّ نظر
ص: 271
يمينا و شمالا بعد هذا الدعاء فقال: أ تدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ قلنا: و ما كان يقول؟قال: كان يقول: يا من لا يزيده إلحاح الملحّين إلّا جودا و كرما، يا من له خزائن السماوات و الأرض، يا من له خزائن ما دقّ و جلّ، لا تمنعك إساءتي من إحسانك إليّ، إنّي أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله، و أنت أهل الجود و الكرم و العفو، يا ربّاه! يا الله! افعل بي ما أنت أهله، فأنت قادر على العقوبة و قد استحققتها، لا حجّة لي و لا عذر لي عندك، أبوء إليك بذنوبي كلّها، و أعترف بها كي تعفو عنّي و أنت أعلم بها منّي، بؤت إليك بكلّ ذنب أذنبته، و بكلّ خطيئة أخطأتها، و بكلّ سيّئة عملتها، يا ربّ اغفر لي و ارحم، و تجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم.
و قام فدخل الطواف، فقمنا لقيامه، و عاد من غد في ذلك الوقت، فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسّطا و نظر يمينا و شمالا، فقال: كان علي بن الحسين سيّد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع- و أشار بيده إلى الحجر نحو الميزاب-: عبيدك بفنائك، مسكينك ببابك، أسألك ما لا يقدر عليه سواك، ثمّ نظر يمينا و شمالا و نظر إلى محمّد بن القاسم العلوي، فقال: يا محمّد بن القاسم! أنت على خير إن شاء الله، و قام فدخل الطواف، فما بقي أحد منّا إلّا و قد تعلّم ما ذكر من الدعاء، و [ا] نسينا أن نتذاكر أمره إلّا في آخر يوم، فقال لنا المحموديّ: يا قوم أ تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا و الله صاحب الزمان عليه السلام، فقلنا: و كيف ذاك يا أبا علي؟ فذكر أنّه مكث يدعو ربّه عزّ و جلّ و يسأله أن يريه صاحب الأمر سبع سنين، قال: فبينا أنا يوما في عشيّة عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته، فسألته ممّن هو؟
فقال: من الناس، فقلت: من أيّ الناس، من عربها أو مواليها؟ فقال:
من عربها، فقلت: من أيّ عربها؟ فقال: من أشرفها و أشمخها، فقلت:
و من هم؟ فقال: بنو هاشم، فقلت: من أيّ بني هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة و أسناها رفعة، فقلت: و ممّن هم؟ فقال: ممّن فلق الهام، و أطعم الطعام، و صلّى بالليل و الناس نيام، فقلت: إنّه علويّ، فأحببته على العلويّة، ثمّ افتقدته من بين يديّ، فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض، فسألت القوم الّذين كانوا حوله، أ تعرفون هذا العلويّ؟
فقالوا: نعم، يحجّ معنا كلّ سنة ماشيا، فقلت: سبحان الله! و الله ما أرى به أثر مشي، ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، و بتّ في ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله صلّى الله عليه و آله، فقال: يا محمّد، رأيت طلبتك؟ فقلت: و من ذاك يا سيّدي؟ فقال: الّذي رأيته في عشيّتك فهو صاحب زمانكم. فلمّا سمعنا ذلك منه عاتبناه على ألّا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنّه كان ناسيا أمره إلى وقت ما حدّثنا.
ص: 272
و حدّثنا بهذا الحديث عمّار بن الحسين بن إسحاق الأسروشني- رضي الله عنه- بجبل بوتك من أرض فرغانة، قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن الخضر، قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن عبد اللهالإسكافي، قال: حدّثني سليم، عن أبي نعيم الأنصاري، قال: كنت بالمستجار بمكّة أنا و جماعة من المقصّرة، فيهم: المحمودي، و علّان الكليني ... و ذكر الحديث مثله سواء.
و حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن حاتم، قال:
حدّثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمّد بن جعفر القصباني البغدادي، قال:
حدّثني أبو محمّد علي بن محمّد بن أحمد بن الحسين الماذرائي، قال:
حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي المنقذي الحسني بمكّة، قال: كنت جالسا بالمستجار و جماعة من المقصّرة و فيهم: المحمودي، و أبو الهيثم الديناري، و أبو جعفر الأحول، و علان الكليني، و الحسن بن وجناء، و كانوا زهاء ثلاثين رجلا ... و ذكر الحديث مثله سواء.
830-(1)-
كمال الدين: و حدّث أبو الأديان، قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، و أحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علّته الّتي توفّي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا، و قال: امض بها إلى المدائن، فإنّك ستغيب خمسة عشر يوما و تدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر، و تسمع الواعية في داري، و تجدني على المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت: يا سيّدي! فإذا كان ذلك فمن؟ قال:
من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي، فقلت: زدني، فقال:
من يصلّي عليّ فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثمّ منعتني هيبته أن أسأله عمّا في الهميان.
و خرجت بالكتب إلى المدائن، و أخذت جواباتها و دخلت سرّ من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي عليه السلام، فإذا أنا بالواعية في داره، و إذا به على المغتسل، و إذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار و الشيعة من حوله يعزّونه و يهنّونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة، لأنّي كنت أعرفه يشرب النبيذ و يقامر في الجوسق و يلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت و هنّيت، فلم يسألني عن شي ء، ثمّ خرج عقيد، فقال: يا
ص: 273
سيّدي! قد كفّن أخوك فقم و صلّ عليه، فدخل جعفر بن عليّ و الشيعة من حوله يقدمهم السمّان و الحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة، فلمّا صرنا في الدارإذا نحن بالحسن بن عليّ صلوات الله عليه على نعشه مكفّنا، فتقدّم جعفر بن عليّ ليصلّي على أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعرة قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن عليّ، و قال: تأخّر يا عمّ! فأنا أحقّ بالصلاة على أبي، فتأخّر جعفر، و قد اربدّ وجهه و اصفرّ، فتقدّم الصبيّ و صلّى عليه، و دفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام، ثمّ قال: يا بصريّ! هات جوابات الكتب الّتي معك، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بيّنتان، بقي الهميان، ثمّ خرجت إلى جعفر بن علي و هو يزفر، فقال له حاجز الوشّاء: يا سيّدي! من الصبيّ لنقيم الحجّة عليه؟ فقال: و الله ما رأيته قط و لا أعرفه فنحن جلوس إذ قدم نفر من قمّ فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام، فعرفوا موته فقالوا: فمن [نعزّي]؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي، فسلّموا عليه و عزّوه و هنّوه، و قالوا: إنّ معنا كتبا و مالا، فتقول ممّن الكتب؟ و كم المال؟ فقام ينفض أثوابه و يقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب؟ قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان و فلان [و فلان] و هميان فيه ألف دينار و عشرة دنانير منها مطليّة، فدفعوا إليه الكتب و المال، و قالوا: الّذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام، فدخل جعفر بن علي على المعتمد و كشف له ذلك، فوجّه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية، فطالبوها بالصبيّ، فأنكرته و ادّعت حبلا بها لتغطّي حال الصبيّ، فسلّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، و بغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، و خروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم، و الحمد لله ربّ العالمين.
831-(1)-
الكافي: عليّ، عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه أنّه قال: رأيته عليه السلام بعد مضيّ أبي محمّد حين أيفع، و قبّلت يديه و رأسه.
ص: 274
832-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمّد بن مهران الآبي العروضي- رضي الله عنه- بمرو، قال: حدّثنا [أبو] الحسين [بن] زيد بن عبد الله البغدادي، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما وفد من قمّ و الجبال وفود بالأموال الّتي كانت تحمل على الرسم و العادة و لم يكن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام، فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى سألوا عن سيّدنا الحسن بن علي عليهما السلام، فقيل لهم: إنّه قد فقد، فقالوا: و من وارثه؟ قالوا: أخوه جعفر بن علي، فسألوا عنه، فقيل لهم:
إنّه قد خرج متنزّها، و ركب زورقا في دجلة يشرب و معه المغنّون، قال:
فتشاور القوم، فقالوا: هذه ليست من صفة الإمام، و قال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتّى نردّ هذه الأموال على أصحابها، فقال أبو العبّاس محمّد بن جعفر الحميري القمّي: قفوا بنا حتّى ينصرف هذا الرجل و نختبر أمره بالصحّة.
قال: فلمّا انصرف دخلوا عليه فسلّموا عليه، و قالوا: يا سيّدنا! نحن من أهل قمّ و معنا جماعة من الشيعة و غيرها، و كنّا نحمل إلى سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ الأموال، فقال: و أين هي؟ قالوا:
معنا، قال: احملوها إليّ، قالوا: لا، إنّ لهذه الأموال خبرا طريفا، فقال: و ما هو؟ قالوا: إنّ هذه الأموال تجمع و يكون فيها من عامّة الشيعة الدينار و الديناران، ثمّ يجعلونها في كيس و يختمون عليه، و كنّا إذا وردنا بالمال على سيّدنا أبي محمّد عليه السلام يقول: جملة المال كذا و كذا دينارا، من عند فلان كذا، و من عند فلان كذا، حتّى يأتي على أسماء النّاس كلّهم، و يقول ما على الخواتيم من نقش، فقال جعفر: كذبتم، تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب و لا يعلمه إلّا الله، قال:
فلمّا سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض، فقال لهم:احملوا هذا المال إليّ، قالوا: إنّا قوم مستأجرون، وكلاء لأرباب المال، و لا نسلّم المال إلّا بالعلامات الّتي كنّا نعرفها من سيّدنا الحسن بن عليّ عليهما السلام، فإن كنت الإمام فبرهن لنا و إلّا رددناها إلى أصحابها، يرون فيها رأيهم.
ص: 275
قال: فدخل جعفر على الخليفة- و كان بسرّمن رأى- فاستعدى عليهم، فلمّا احضروا، قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر، قالوا:
أصلح الله أمير المؤمنين، إنّا قوم مستأجرون، وكلاء لأرباب هذه الأموال، و هي وداعة لجماعة، و أمرونا بأن لا نسلّمها إلّا بعلامة و دلالة، و قد جرت بهذه العادة مع أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام، فقال الخليفة: فما كانت العلامة الّتي كانت مع أبي محمّد؟ قال القوم: كان يصف لنا الدنانير، و أصحابها، و الأموال، و كم هي، فإذا فعل ذلك سلّمناها إليه، و قد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه و دلالتنا، و قد مات، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، و إلّا رددناها إلى أصحابها، فقال جعفر: يا أمير المؤمنين! إنّ هؤلاء قوم كذّابون، يكذبون على أخي، و هذا علم الغيب، فقال الخليفة: القوم رسل، و ما على الرسول إلّا البلاغ المبين، قال: فبهت جعفر و لم يرد جوابا، فقال القوم: يتطوّل أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتّى نخرج من هذه البلدة، قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلمّا أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، كأنّه خادم، فنادى يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم، قال: فقالوا: أنت مولانا؟ قال: معاذ الله: أنا عبد مولاكم فسيروا إليه، قالوا: فسرنا [إليه] معه حتّى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام، فإذا ولده القائم سيّدنا عليه السلام قاعد على سرير كأنّه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلّمنا عليه، فردّ علينا السلام، ثمّ قال:
جملة المال كذا و كذا دينارا، حمل فلان كذا، [و حمل] فلان كذا، و لم يزل يصف حتّى وصف الجميع، ثمّ وصف ثيابنا و رحالنا، و ما كان معنا من الدوابّ، فخررنا سجّدا لله عزّ و جلّ شكرا لما عرّفنا، و قبّلنا الأرض بين يديه، و سألناه عمّا أردنا فأجاب، فحملنا إليه الأموال، و أمرنا القائم عليه السلام أن لا نحمل إلى سرّ من رأى بعدها شيئا من المال، فإنّه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الأموال، و يخرج من عنده التوقيعات، قالوا: فانصرفنا من عنده و دفع إلى أبي العبّاس محمّد بن جعفر القمّي الحميري شيئا من الحنوط و الكفن، فقال له: أعظم الله أجرك في نفسك، قال: فما بلغ أبو العبّاس عقبة همدان حتّى توفّي رحمه الله.
و كان بعد ذلك نحمل الأموال إلى بغداد، إلى النوّاب المنصوبين بها، و يخرج من عندهم التوقيعات.
833-(1)- غيبة الشيخ: و حدّث عن رشيق صاحب المادراي، قال: بعث إلينا المعتضد و نحن ثلاثة نفر، فأمرنا أن يركب كلّ واحد منّا فرسا و نجنب آخر و نخرج مخفّين، لا يكون معنا قليل و لا كثيرإلّا على السرج مصلّى،
ص: 276
ص: 277
و قال [لنا]: الحقوا بسامرة، و وصف لنا محلّة و دارا، و قال: إذا أتيتموها تجدون على الباب خادما أسود، فاكبسوا الدار و من رأيتم فيها فأتوني برأسه، فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه، و في الدهليز خادم أسود و في يده تكّة ينسجها، فسألناه عن الدار و من فيها، فقال: صاحبها، فو الله ما التفت إلينا، و قلّ اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدنا دارا سريّة، و مقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه، كأنّ الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت، و لم يكن في الدار أحد، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأنّ بحرا فيه ماء، و في أقصى البيت حصير قد علمنا أنّه على الماء، و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلّي، فلم يلتفت إلينا و لا إلى شي ء من أسبابنا، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطّى البيت فغرق في الماء، و ما زال يضطرب حتّى مددت يدي إليه فخلّصته و أخرجته و غشي عليه و بقي ساعة، و عاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك، و بقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله و إليك، فو الله ما علمت كيف الخبر و لا إلى من أجي ء و أنا تائب إلى الله، فما التفت إلى شي ء ممّا قلنا، و ما انفتل عمّا كان فيه، فهالنا ذلك و انصرفنا عنه، و قد كان المعتضد ينتظرنا و قد تقدّم إلى الحجّاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أيّ وقت كان، فوافيناه فيبعض الليل فادخلنا عليه، فسألنا عن الخبر فحكينا له ما رأينا، فقال: و يحكم، لقيكم أحد قبلي و جرى منكم إلى أحد سبب أو قول؟ قلنا: لا، فقال: أنا نفي من جدّي، و حلف بأشدّ أيمان له إنّه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربنّ أعناقنا، فما جسرنا أن نحدّث به إلّا بعد موته.
834-(1)-
الكافي: علي بن محمّد، عن محمّد بن علي بن إبراهيم، عن أبي عبد الله بن صالح انّه رآه عند الحجر الأسود و الناس يتجاذبون عليه و هو يقول: ما بهذا امروا.
ص: 278
835-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرنا جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل- ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه- عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني، قال: دخلت الى علي بن ابراهيم بن مهزيار الأهوازي، فسألته عن آل أبي محمّد عليه السلام، فقال: يا أخي! لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجّة، كلا أطلب به عيان الإمام فلم أجد الى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن ابراهيم! قد أذن الله لي في الحجّ، فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت، فأنا مفكّر في أمري أرقب الموسم ليلي و نهاري، فلمّا كان وقت الموسم أصلحت أمري، و خرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب، فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أجد له أثرا و لا سمعت له خبرا، فأقمت متفكّرا في أمري حتى خرجت من المدينة اريد مكة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما، و خرجت منها متوجها نحو الغدير و هو على أربعة أميال من الجحفة، فلمّا أن دخلت المسجد صلّيت و عفّرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت الى الله لهم، و خرجت أريد عسفان، فما زلت كذلك حتى دخلت مكّة فأقمت بها أيّاما أطوف البيت و اعتكفت، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيّب الرائحة، يتبختر في مشيته، طائف حول البيت، فحسّ قلبي به فقمت نحوه فحككته، فقال لي: من أين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق؟ [فقال لي: من أي العراق؟] قلت: من الأهواز، فقال لي:تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما كان أطول ليلته و أكثر تبتّله و أغزر دمعته! أ فتعرف علي بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم، فقال: حيّاك الله أبا الحسن! ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟
فقلت: معي، قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه بالدموع، و بكى منتحبا حتى بلّ أطماره، ثم قال: اذن لك الآن يا ابن مهزيار! صر الى رحلك، و كن على أهبة(2) من أمرك، حتى إذا لبس الليل جلبابه، و غمر الناس ظلامه، سر الى شعب بني عامر فإنّك ستلقاني هناك، فسرت الى منزلي، فلما أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي و قدمت راحلتي و عكمته شديدا، و حملت و صرت في متنه و أقبلت مجدّا في السير، حتى وردت الشعب فإذا أنا بالفتى قائم ينادي: يا أبا الحسن! إليّ، فما زلت نحوه، فلما
ص: 279
قربت بدأني بالسلام و قال لي: سر بنا يا أخ! فما زال يحدّثني و احدّثه حتى تخرقنا(1)
جبال عرفات، و سرنا الى جبال منى، و انفجر الفجر الأول و نحن قد توسطنا جبال الطائف، فلمّا أن كان هناك أمرني بالنزول، و قال لي: انزل فصلّ صلاة الليل فصلّيت، و أمرني بالوتر فأوترت، و كانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود و التعقيب، ثم فرغ من صلاته و ركب، و أمرني بالركوب، و سار و سرت معه حتّى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم، أرى كثيب رمل عليه بيت شعر، يتوقّد البيت نورا، فلمّا أن رأيته طابت نفسي فقال لي: هناك الأمل و الرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ! فسار و سرت بمسيره الى أن انحدر من الذروة و سار في أسفله، فقال: انزل، فهاهنا يذلّ كل صعب، و يخضع كل جبّار، ثم قال: خلّ عن زمام الناقة، قلت: فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلّا مؤمن و لا يخرج منه إلّا مؤمن، فخلّيت من زمام راحلتي، و سار و سرت معه الى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول، و أمرني أن أقف حتى يخرج إليّ، ثم قال لي: ادخل هناك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتّشح ببردة و اتّزر باخرى، و قد كسر بردته على عاتقه، و هو كاقحوانة(2)
ارجوان قد تكاثف عليها الندى، و أصابها ألم الهوى، و إذا هو كغصنبان أو قضيب ريحان، سمح سخيّ، تقيّ نقيّ، ليس بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدوّر الهامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على رضراضة عنبر، فلمّا أن رأيته بدرته بالسلام، فردّ عليّ أحسن ما سلّمت عليه، و شافهني و سألني عن أهل العراق، فقلت: سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، و هم بين القوم أذلّاء، فقال لي: يا ابن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاء، فقلت: سيدي لقد بعد الوطن و طال المطلب، فقال: يا ابن المازيار أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا اجاور قوما غضب الله عليهم و لعنهم و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم، و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلّا وعرها، و من البلاد إلّا عفرها، و الله مولاكم أظهر التقية فوكّلها بي، فأنا في التقية الى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت: يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة، و اجتمع الشمس و القمر، و استدار بهما الكواكب و النجوم، فقلت:
ص: 280
متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا و كذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا و المروة، و معه عصا موسى و خاتم سليمان، يسوق الناس الى المحشر.
قال: فأقمت عنده أيّاما، و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي و خرجت نحو منزلي، و الله لقد سرت من مكّة الى الكوفة و معي غلام يخدمني، فلم أر إلّا خيرا، و صلى الله على محمد و آله و سلّم تسليما.
836-(1)-
كمال الدين: حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: قدمت مدينة الرسول صلّى الله عليه و آله، فبحثت عن أخبار آل أبي محمّد الحسن بن علي الأخير عليهما السلام فلم أقع على شي ء منها، فرحلت منها الى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذا تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميلالمخيلة، يطيل التوسم فيّ، فعدت إليه مؤمّلا منه عرفان ما قصدت له، فلمّا قربت منه سلّمت، فأحسن الإجابة، ثم قال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني، قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه ما كان أطول ليله و أجزل نيله! فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار، قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليّا ثم قال:
مرحبا بك يا أبا إسحاق، ما فعلت بالعلامة التي وشّجت بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيّب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلمّا نظر إليه استعبر و قبّله، ثم قرأ كتابته فكانت «يا الله يا محمد يا علي»، ثم قال: بأبي يدا [كذا] طالما جلت فيها، و تراخى بنا فنون الأحاديث ... الى أن قال لي: يا أبا اسحاق! أخبرني عن عظيم ما توخّيت بعد الحجّ؟ قلت: و أبيك ما توخّيت إلّا ما سأستعلمك مكنونه، قال: سل عمّا شئت فإني شارح لك إن شاء الله؟ قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهما السلام شيئا؟ قال لي: و ايم الله إنّي لأعرف الضوء بجبين محمد و موسى ابني الحسن بن علي عليهم السلام، ثم إنّي لرسولهما إليك قاصدا لإنبائك أمرهما، فإن أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرّك بهما فارتحل معي الى الطائف و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام.
قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلّل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل، تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني إلى الإذن، و دخل مسلّما عليهما و أعلمهما
ص: 281
بمكاني، فخرج علي أحدهما و هو الأكبر سنّا «م ح م د» بن الحسن عليهما السلام، و هو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقنى الأنف، أشمّ، أروع كأنّه غصن بان، و كأنّ صفحة غرّته كوكب درّيّ، بخدّه الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضّة، و إذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء، فلمّا مثل لي أسرعت الى تلقّيه، فأكببت عليه ألثم كلّ جارحة منه، فقال لي: مرحبا بك يا أبا إسحاق! لقد كانت الأيام تعدني و شك لقائك، و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار و تراخي المزار، تتخيّل لي صورتك حتى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، و خيال المشاهدة، و أنا أحمد الله ربّي ولي الحمد على ما قيّض من التلاقي و رفّه من كربة التنازع، و الاستشراف عن أحوالها متقدّمها و متأخّرها، فقلت:
بأبي أنت و امّي، ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام، فاستغلق عليّ ذلك حتى منّ الله عليّ بمن أرشدني إليك و دلّني عليك، و الشكر لله على ما أوزعني فيكمن كريم اليد و الطول؛ ثم نسب نفسه و أخاه موسى و اعتزل بي ناحية، ثم قال: إن أبي عليه السلام عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلّا أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري، و تحصينا لمحلّي لمكايد أهل الضلال، و المردة من أحداث الامم الضوالّ، فنبذني الى عالية الرمال، و جبت صرائم الأرض، ينظرني الغاية التي عندها يحلّ الأمر، و ينجلي الهلع، و كان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحكم، و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك منه جزءا أغناك عن الجملة.
[و اعلم] يا أبا إسحاق أنّه قال عليه السلام: يا بنيّ! إنّ الله جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجدّ في طاعته و عبادته بلا حجّة يستعلي بها، و إمام يؤتمّ به، و يقتدى بسبيل سنّته و منهاج قصده، و أرجو يا بنيّ أن تكون أحد من أعدّه الله لنشر الحقّ، و وطء الباطل، و إعلاء الدين، و إطفاء الضلال، فعليك يا بنيّ بلزوم خوافي الأرض، و تتبّع أقاصيها، فإنّ لكل وليّ لأولياء الله عزّ و جلّ عدوّا مقارعا، و ضدّا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل النفاق، و خلاعة اولي الالحاد و العناد، فلا يوحشنّك ذلك.
و اعلم أنّ قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزّع إليك مثل الطير إلى أو كارها، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة و الاستكانة، و هم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، خصّهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العزّ في دار القرار، و جبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى، و كرامة حسن العقبى، فاقتبس يا بنيّ نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العزّ فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبّه إن شاء الله، و كأنك يا بنيّ بتأييد نصر الله [و] قد آن، و تيسير الفلج و علوّ الكعب [و] قد حان، و كأنّك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم و زمزم، و كأنك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدرّ في مثاني العقود، و تصافق الأكفّ على جنبات الحجر الأسود، تلوذ بفنائك من ملأ براهم الله
ص: 282
من طهارة الولادة و نفاسة التربة، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذّبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحقّ و أهله، فإذا اشتدّت اركانهم، و تقوّمت أعمادهم فدّت بمكانفتهم طبقات الامم الى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعّبت أفنان غصونها على حافّات بحيرة الطبريّة، فعندها يتلألأ صبح الحقّ، و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم الله بك الطغيان، و يعيد معالم الإيمان، يظهر بك استقامة الآفاق، و سلام الرفاق، يودّ الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا و نواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتزّ بك أطراف الدنيا بهجة، و تنشر عليك أغصان العزّ نضرة، و تستقرّ بواني الحقّ في قرارها، و تؤوب شواردالدين إلى أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كلّ عدوّ و تنصر كلّ وليّ، فلا يبقى على وجه الأرض جبّار قاسط، و لا جاحد غامط، و لا شانئ مبغض، و لا معاند كاشح، و من يتوكّل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي ء قدرا.
ثم قال: يا أبا اسحاق! ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلّا عن أهل التصديق، و الاخوّة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكن فلا تبطئ بإخوانك عنّا، و باهر [بأهل] المسارعة الى منار اليقين و ضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء الله.
قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما أؤدّي إليهم من موضحات الأعلام، و نيّرات الأحكام، و اروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره الله في طبائعه من لطائف الحكم، و طرائف فواضل القسم، حتى خفت إضاعة مخلّفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحّش لفرقته، و التجرع للظعن عن محالّه، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله و لعقبي و قرابتي إن شاء الله، فلمّا أزف ارتحالي، و تهيأ اعتزام نفسي، غدوت عليه مودّعا و مجدّدا للعهد، و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم، و سألته أن يتفضل بالأمر بقبوله منّي، فابتسم و قال: يا أبا اسحاق! استعن به على منصرفك، فإنّ الشقّة قذفة، و فلوات الأرض أمامك جمّة، و لا تحزن لأعراضنا عنه، فإنّا قد أحدثنا لك شكره و نشره، و ربضناه عندنا بالتذكرة و قبول المنّة، فبارك الله فيما خوّلك، و أدام لك ما نوّلك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين، و أكرم آثار الطائعين، فإنّ الفضل له و منه، و أسأل الله أن يردّك إلى أصحابك بأوفر الحظّ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة بلين المنصرف، و لا أوعث الله لك سبيلا، و لا حيّر لك دليلا، و أستودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنّه و لطفه إن شاء الله.
يا أبا اسحاق! قنعنا بعوائد احسانه و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الاخلاص في النية، و إمحاض النصيحة، و المحافظة على ما هو أنقى و أتقى و أرفع ذكرا.
ص: 283
قال: فاقفلت عنه حامدا لله عزّ و جلّ على ما هداني و أرشدني، عالما بأنّ الله لم يكن ليعطّل أرضه، و لا يخلّيها من حجّة واضحة، و إمام قائم، و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخّيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما منّ الله عزّ و جلّ به من إنشاء الذريّة الطيبة و التربة الزكية، و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان، ليضاعف الله عزّ و جلّ الملة الهادية، و الطريقة المستقيمة المرضية قوة عزم، و تأييد نيّة، و شدّة أزر، و اعتقاد عصمة و الله يهدي من يشاء.
837-(1)- كمال الدين: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: وجدت في كتاب أبي- رضي الله عنه- قال: حدثنا محمّد بن أحمد الطوال، عن أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبى جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار، قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدّي علي بن ابراهيم بن مهزيار يقول: كنت نائما في مرقدي إذ رأيت في ما يرى النائم قائلا يقول لي: حجّ فإنّك تلقى صاحب زمانك، قال علي بن ابراهيم: فانتبهت و أنا فرح مسرور، فما زلت في الصلاة حتى انفجر عمود الصبح، و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاجّ، فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فما زلت كذلك حتى خرجوا و خرجت بخروجهم اريد الكوفة، فلمّا وافيتها نزلت عن راحلتي و سلّمت متاعي الى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فما زلت كذلك فلم أجد أثرا، و لا سمعت خبرا، و خرجت في أول من خرج اريد المدينة، فلمّا دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلّمت رحلي الى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن الخبر
ص: 284
و أقفو الأثر، فلا خبرا سمعت، و لا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك الى أن نفر الناس الى مكّة، و خرجت مع من خرج، حتى وافيت مكّة، و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام،فلم أسمع خبرا، و لا وجدت أثرا، فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكرا في أمري و عائبا على نفسي و قد جنّ الليل، فقلت: أرقب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها و أسأل الله عزّ و جلّ أن يعرفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك و قد خلا لي وجه الكعبة إذ قمت الى الطواف، فإذا أنا بفتى مليح الوجه، طيّب الرائحة، متّزر ببردة، متّشح باخرى، و قد عطف بردائه على عاتقه، فرعته، فالتفت إليّ فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف بها ابن الخصيب؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، لقد كان بالنهار صائما، و بالليل قائما، و للقرآن تاليا، و لنا مواليا، فقال: أ تعرف بها علي بن ابراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي، فقال: أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن! أ تعرف الصريحين؟ قلت: نعم، قال: و من هما؟ قلت: محمد و موسى، ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السلام، فقلت:
معي، فقال: أخرجها إليّ، فأخرجتها إليه خاتما حسنا على فصّه «محمد و علي»، فلما رأى ذلك بكى [مليّا و رنّ شجيّا، فأقبل يبكي بكاء] طويلا، و هو يقول: رحمك الله يا أبا محمد! فلقد كنت إماما عادلا، ابن أئمة و أبا إمام، أسكنك الله الفردوس الأعلى مع آبائك عليهم السلام، ثم قال: يا أبا الحسن! صر الى رحلك، و كن على اهبة من كفايتك، حتى إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا، فإنّك ترى مناك [إن شاء الله].
قال ابن مهزيار: فصرت الى رحلي اطيل التفكر حتى إذا هجم الوقت، فقمت الى رحلي و أصلحته، و قدّمت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتى لحقت الشعب، فإذا أنا بالفتى هناك يقول: أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن! طوبى لك، فقد اذن لك، فسار و سرت بسيره حتى جاز بي عرفات و منى، و صرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي:
يا أبا الحسن! انزل و خذ في اهبة الصلاة، فنزل و نزلت حتى فرغ و فرغت، ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر و أوجز، فأوجزت فيها و سلّم و عفّر وجهه في التراب، ثم ركب و أمرني بالركوب فركبت، ثم سار و سرت بسيره حتى علا الذروة، فقال: المح، هل ترى شيئا؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء، فقلت: يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلأ، فقال لي: هل ترى في أعلاها شيئا؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوقه بيت من شعر يتوقّد نورا، فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أرى كذا و كذا، فقال لي: يا ابن مهزيار! طب نفسا، و قرّ عينا، فإنّ هناك أمل كلّ مؤمّل، ثم قال لي: انطلق بنا، فسار و سرت حتى صار في أسفل الذروة، ثم قال: انزل، فهاهنا يذلّ لك كل صعب، فنزل و نزلت حتى قال لي: يا ابن مهزيار، خلّ عن زمام الراحلة، فقلت: على من أخلّفها و ليس هاهنا أحد؟ فقال: إنّ هذا حرم لا يدخله إلّا وليّ، و لا يخرج منه إلّا وليّ، فخليّت
ص: 285
عن الراحلة، فسار و سرت،فلمّا دنا من الخباء سبقني و قال لي: قف هناك إلى أن يؤذن لك، فما كان إلّا هنيئة فخرج إليّ و هو يقول: طوبى لك قد اعطيت سؤلك، قال:
فدخلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر، متّكئ على مسورة أديم، فسلّمت عليه و ردّ عليّ السلام، و لمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق و لا بالبزق، و لا بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته، فقال لي: يا ابن مهزيار! كيف خلّفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش و هناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم الله أنّى يؤفكون، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم، و أخذهم أمر ربّهم ليلا و نهارا، فقلت: متى يكون ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم و الله و رسوله منهم براء، و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا، فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا، و يخرج السروسي من إرمنيّة و أذربيجان يريد وراء الريّ الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيكون بينه و بين المروزيّ وقعة صيلمانيّة، يشيب فيها الصغير، و يهرم منها الكبير، و يظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلى الزوراء، فلا يلبث بها حتّى يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج الى كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة الى الغريّ وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، و على الله حصاد الباقين، ثمّ تلا قوله تعالى: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ، فقلت: سيدي يا ابن رسول الله! ما الأمر؟ قال: نحن أمر الله و جنوده، قلت: سيدي يا ابن رسول الله! حان الوقت؟ قال: و اقتربت الساعة و انشقّ القمر.
838-(1)-
غيبة الشيخ: أخبرني أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، عن أبي الحسن محمد بن عليّ الشجاعي الكاتب، عن أبي عبد الله محمد بن ابراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد [محمد خ ل] الجعفري، قال: حججت سنة ستّ و ثلاثمائة، و جاورت بمكة تلك السنة و ما بعدها الى سنة تسع و ثلاثمائة، ثم خرجت عنها منصرفا الى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق و قد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت من المحمل و تهيّأت للصلاة، فرأيت أربعة
ص: 286
نفر في المحمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم: ممّ تعجب؟ تركت صلاتك، و خالفت مذهبك؛ فقلت للذي يخاطبني: و ما علمك بمذهبي؟ فقال: تحبّ أن ترى صاحب زمانك؟ فقلت: نعم، فأومأ إلى أحد الأربعة، فقلت له: إنّ له دلائل و علامات، فقال: أيّما أحبّ إليك، أن ترى الجمل و ما عليه صاعدا الى السماء، أو ترى المحمل صاعدا الى السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة، فرأيت الجمل و ما عليه يرتفع الى السماء، و كان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة، و كان لونه الذهب، بين عينيه سجّادة.
839-(1)- غيبة الشيخ: أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة و هو محمّد بن الحسن بن عبد الله التميمي، و كان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي- رحمه الله- أنّه خرج إلى الحير، قال: فلما صرت إلى الحير إذا شابّ حسن الوجه يصلّي، ثم إنّه ودّع و ودّعت و خرجنا فجئنا الى المشرعة، فقال لي:
يا باسورة! أين تريد؟ فقلت: الكوفة، فقال لي: مع من؟ قلت: مع الناس، قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي، قلت: و من معنا؟ فقال:
ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا، فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك، فإن شئت فامض، ثم قال لي: تمرّ إلى ابن الزراري عليّ بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له: لا يدفعه إليّ، فقال لي: قل له: بعلامة أنّه كذا و كذا دينارا، و كذا و كذا درهما، و هو في موضع كذا و كذا، و عليه كذا و كذا مغطّى، فقلت له: و من أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن، قلت: فإن لم يقبل منّي و طولبت بالدلالة؟ فقال: أنا وراك، قال: فجئت الى ابن الزراري فقلت له، فدفعني، فقلت له: قد قال لي: أنا وراك، فقال: ليس بعد هذا شي ء، و قال: لم يعلم بهذا إلّا الله تعالى و دفع إليّ المال.
840-(2)-
الهداية: قال: و عنه (يعني الحسين بن حمدان)، عن أبي محمّد عيسى بن مهدي الجوهري، قال: خرجت في سنة ثمان و ستين و مائتين الى الحجّ، و كان قصدي المدينة حيث صحّ عندنا أنّ صاحب الزمان قد ظهر، فاعتللت و قد خرجنا من فيد(3)
و قد تعلّقت نفسي بشهوة السمك [و التمر]، فلمّا وردت المدينة و لقيت بها إخواننا، بشّروني بظهوره عليه السلام بصاديا، فصرت الى صاديا، فلمّا أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا،
ص: 287
فدخلت القصر فوقفت أرتقب الأمر، إلى أن صلّيت العشاءين و أنا أدعو و أتضرّع و أسأل، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسى بن مهدي الجوهري ادخل، فكبّرت و هلّلت، و أكثرت من حمد الله عزّ و جلّ و الثناء عليه، فلمّا صرت في صحن القصر رأيتمائدة منصوبة، فمرّ بي الخادم إليها فأجلسني عليها، و قال لي: أمرك مولاك أن تأكل ما اشتهيت في علّتك و أنت خارج من فيد، فقلت في نفسي: حسبي هذا برهانا، فكيف آكل و لم أر سيدي و مولاي؟
فصاح بي: يا عيسى كل من طعامك فإنّك تراني، فجلست على المائدة فنظرت فإذا عليها سمك حارّ يفور و تمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا، و بجانب التمر لبن، فقلت في نفسي: أنا عليل و سمك و تمر و لبن، فصاح بي: يا عيسى! أ تشكّ في أمرنا؟ أ فأنت أعلم بما ينفعك و ما يضرّك؟
فبكيت و استغفرت الله و أكلت من الجميع، و كلّما رفعت يدي منه لم يتبيّن موضعها فيه، فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا، فأكلت منه كثيرا حتّى استحييت، فصاح بي: لا تستحي يا عيسى! فإنّه من طعام الجنّة لم تصنعه يد مخلوق، فأكلت، فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله، فقلت:
يا مولاي حسبي، فصاح بي: أقبل إليّ، فقلت في نفسي: آتي مولاي و لم أغسل يدي، فصاح بي: يا عيسى، و هل لما أكلت غمرة؟ فشممت يدي فإذا هي أعطر من المسك و الكافور، فدنوت منه عليه السلام فبدا لي نور غشي بصري، و رهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط، فقال لي:
يا عيسى! ما كان لك أن تراني لو لا المكذّبون القائلون أين هو؟ و متى كان؟ و أين ولد؟ و من رآه؟ و ما الذي خرج إليكم منه؟ و بأيّ شي ء نبأكم؟
و أيّ معجز أتاكم؟ أما و الله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه و قدّموا عليه، و كادوه و قتلوه، و كذلك فعلوا بآبائي عليهم السلام و لم يصدّقوهم، و نسبوهم الى السحرة و الكهنة و خدمة الجنّ إلى ما تبين ...
الى أن قال: يا عيسى فخبّر أولياءنا ما رأيت، و إيّاك أن تخبر عدوّنا فتسلبه (فتسليه خ) فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات، فقال لي: و لو لم يثبّتك الله ما رأيتني، فامض بحاجتك راشدا، فخرجت و أنا أكثر حمدا لله و شكرا.
841-(1)-
الكافي: علي بن محمّد، عن محمّد بن شاذان بن نعيم، عن خادم لإبراهيم بن عبدة [عبيدة خ ل] النيسابوري أنّها قالت:
ص: 288
كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء عليه السلام حتّى وقف على إبراهيم و قبض على كتاب مناسكه و حدّثه بأشياء.
842-(1)-
مهج الدعوات: وجدت في مجلّد عتيق من كتب بعض أصحابنا، و تاريخ كتابته شوّال سنة ستّ و تسعين و ثلاثمائة ما هذا لفظه: دعاء علّمه سيّدنا المؤمّل صلوات الله عليه رجلا من شيعته و أهله في المنام، و كان مظلوما ففرّج الله عنه، و قتل عدوّه: حدثني أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي بحرّان قال: حدثني محمّد بن علي العلوي الحسيني، و كان يسكن بمصر، قال: دهمني أمر عظيم، و همّ شديد من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي، و كان قد سعى بي الى أحمد بن طولون، فخرجت من مصر حاجّا، و صرت من الحجاز الى العراق فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما عائذا به، و لائذا بقبره، و مستجيرا به من سطوة من كنت أخافه، فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو و أتضرّع ليلي و نهاري، فتراءى لي قيّم الزمان، و وليّ الرحمن و أنا بين النائم و اليقظان، فقال لي: يقول لك الحسين عليه السلام يا بنيّ! خفت فلانا؟ فقلت: نعم، أراد هلاكي، فلجأت الى سيدي عليه السلام، و أشكو إليه عظيم ما أراد بي، فقال: هلّا دعوت الله ربّك عزّ و جلّ و ربّ آبائك بالأدعية التي دعا بها ما سلف من الأنبياء عليهم السلام؟ فقد كانوا في شدّة فكشف الله عنهم ذلك، قلت: و ما ذا دعوه؟ فقال: إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل، و صلّ صلاة الليل، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء و أنت بارك على ركبتيك، فذكر لي دعاء، قال: و رأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني و أنا بين النائم و اليقظان قال: و كان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ هذا القول و الدعاء حتّى حفظته، و انقطع عنّي مجيئه ليلة الجمعة، فاغتسلت، و غيّرت ثيابي و تطيّبت، و صلّيت صلاة الليل، و سجدت سجدة الشكر، و جثوت على ركبتي و دعوت الله جلّ و تعالى بهذا الدعاء، فأتاني عليه السلام ليلة السبت فقال لي: قد اجيبتدعوتك يا محمّد، و قتل عدوّك عند فراغك من الدعاء عند من وشي بك إليه، قال: فلما أصبحت ودّعت سيدي و خرجت متوجّها الى مصر، فلمّا بلغت الاردن و أنا متوجه الى مصر
ص: 289
رأيت رجلا من جيراني بمصر و كان مؤمنا، فحدّثني أن خصمك قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه، قال: و ذلك في ليلة الجمعة، و أمر به فطرح في النيل، و كان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا، و إخواننا الشيعة أنّ ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي صلوات الله عليه.
843-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمد بن محمد الخزاعي- رضي الله عنه- قال: حدّثنا أبو علي الأسدي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام، و رآه من الوكلاء ببغداد: العمري (1)، و ابنه (2)، و حاجز (3)، و البلالي (4)، و العطّار (5). و من الكوفة:
العاصمي (6). و من أهل الأهواز: محمد بن ابراهيم بن مهزيار (7). و من أهل قم: أحمد بن اسحاق (8). و من أهل همدان: محمد بن صالح (9).
و من أهل الري: البسّامي (10)، و الأسدي (11)- يعني نفسه-. و من أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء (12). و من أهل نيسابور: محمد بن شاذان (13).
و من غير الوكلاء من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حليس (14)، و أبو عبد الله الكندي (15)، و أبو عبد الله الجنيدي (16)، و هارون القزّاز (17) و النيلي (18)، و أبو القاسم بن دبيس (19)، و أبو عبد الله بن فرّوخ (20)، و مسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السلام (21)، و أحمد (22) و محمد (23) ابنا الحسن، و اسحاق الكاتب (24) من بني نيبخت، و صاحب النواء (25)، و صاحب الصرّة المختومة (26).
و من همدان: محمد بن كشمرد (27)، و جعفر بن حمدان (28)، و محمد بن هارون بن عمران (29). و من الدينور: حسن بن هارون (30)، و أحمد بن اخيّة (31)، و أبو الحسن (32). و من أصفهان: ابن باذشالة (33).
و من الصيمرة: زيدان (34). و من قم: الحسن بن النضر (35)، و محمد بن محمد (36)، و علي بن محمد بن اسحاق (37)، و أبوه (38)، و الحسن بن يعقوب (39). و من أهل الري: القاسم بنموسى (40)، و ابنه (41)، و ابو محمد بن هارون (42)، و صاحب الحصاة (43)، و علي بن محمد (44)، و محمد بن محمد الكليني (45)، و أبو جعفر الرفاء (46). و من قزوين:
مرداس (47)، و علي بن أحمد (48)، و من فاقتر رجلان (49 و 50). و من شهرزور: ابن الخال (51). و من فارس: المحروج (52). و من مرو:
صاحب الألف دينار (53)، و صاحب المال (54)، و الرقعة البيضاء (55)، و أبو ثابت (56)، و من نيسابور: محمد بن شعيب بن صالح (57). و من اليمن: الفضل بن يزيد (58)، و الحسن ابنه (59)، و الجعفري
ص: 290
(60)، و ابن الأعجمي (61)، و الشمشاطي (62). و من مصر: صاحب المولودين (63)، و صاحب المال بمكة (64)، و أبو رجاء (65). و من نصيبين: أبو محمد بن الوجناء (66). و من الأهواز: الحصيني (67).
أقول: ذكر المحدّث النوري- رحمه الله- في ابتداء الباب السابع من النجم الثاقب- بعد ذكر ترجمة هذا الخبر بالفارسية- أسماء جماعة اخرى ممن اطّلع على معجزات صاحب الأمر عليه السلام و تشرّف بحضوره و فاز برؤيته لا بأس بذكرها، و على من يريد الاطلاع على أحوالهم و تفاصيل أخبارهم الرجوع الى تصنيفات أصحابنا في الغيبة و كتب الرجال، و إليك أسماؤهم كما في الكتاب المذكور: الشيخ أبو القاسم حسين بن روح (68)، أبو الحسن علي بن محمد السمري (69)، حكيمة بنت الإمام محمد التقي عليه السلام (70)، نسيم خادم أبي محمد عليه السلام (71)، أبو نصر الطريف الخادم (72)، كامل بن ابراهيم المدني (73)، البدر الخادم (74)، العجوز المربية لأحمد بن بلال بن داود الكاتب (75)، مارية الخادمة (76)، جارية أبي علي الخيزراني (77)، أبو غانم الخادم (78)، و جماعة من الاصحاب (79) أبو هارون (80) معاوية بن حكيم (81) محمد بن أيوب بن نوح (82) عمر الأهوازي (83)، رجل من أهل فارس (84)، محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام (85) أبو علي بن المطهر (86)، إبراهيم بن عبدة النيسابوري (87)، خادمته (88)، رشيق (89) مصاحباه (90- 91)، أبو عبد الله بن الصالح، أبو علي احمد بن ابراهيم بن إدريس (92) جعفر بن علي الهادي عليه السلام (93)، رجل من الجلاوزة (94)، أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف (95)، يعقوب بن منفوس (96)، أبو سعيد الغانم الهندي (97)، محمد بن شاذان الكابلي (98)، عبد الله السوري (99) الحاج الهمداني (100) سعد بن عبد الله القمّي الأشعري (101) ابراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري (102)، علي بن ابراهيم بن مهزيار (103) أبو نعيم الأنصاري الزيدي (104) أبو علي محمد بن أحمد المحمودي (105) علان الكليني (107) أبو الهيثم الأنباري [الديناري- خ] (108) سليمان بن أبي نعيم و أبو جعفر الأحول الهمداني (109 الى 139) محمد بن أبي القاسم العلويالعقيقي مع جماعة زهاء ثلاثين رجلا (140) جد أبي الحسن بن وجناء (141) أبو الأديان (142) أبو الحسين محمد بن جعفر الحميري و جماعة من أهل قم (143)، إبراهيم بن محمد بن أحمد الأنصاري (144)، محمد بن عبد الله القمي (145)، يوسف بن أحمد الجعفري (146)، أحمد بن عبد الله الهاشمي العباسي (147 الى 186) ابراهيم بن محمد التبريزي مع تسعة و ثلاثين نفر (187)، الحسن بن عبد الله التميمي الزيدي (188)، الزهري (189)، أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي (190)، العقيد النوبي الخادم (191)، مربّية الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام (192)، يعقوب بن يوسف الضراب الغساني أو الأصفهاني الراوي للصلوات الكبيرة (193) العجوز الخادمة للإمام العسكري عليه السلام التي كان منزلها في مكة المكرمة (194)، محمد بن عبد الله الحميد (195)، عبد أحمد بن الحسن المادراني (196)، أبو الحسن العمري (197)، عبد الله السفياني (198)، أبو الحسن الحسني (199)، محمد بن عباس القصري (200)، أبو الحسن علي بن
ص: 291
الحسن اليماني (201)، رجلان من أهل مصر (202) العابد المتهجّد الأهوازي (203)، أمّ كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (204)، الرسول القمّي (205)، سنان الموصلي (206) أحمد بن حسن بن أحمد الكاتب (207)، حسين بن علي بن محمد المعروف بابن البغدادي (208)، محمد بن الحسن الصيرفي (209)، البزاز القمّي (210)، جعفر بن أحمد (211) الحسن بن وطاة الصيدلاني وكيل الوقف في الواسط (212)، أحمد بن أبي روح (213)، أبو الحسن خضر بن محمد (214)، أبو جعفر محمد بن أحمد (215)، المرأة الدينورية (216)، الحسن بن الحسين الأسباب آبادي (217)، رجل من أهل استرآباد (218)، محمد بن الحصين الكاتب المروي (219 و 220)، رجلان من أهل مدائن (221)، علي بن حسين بن موسى بن بابويه القمّي والد الصدوق (222)، أبو محمد الدعلجي (223)، أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري (224)، حسين بن حمدان ناصر الدولة (225)، أحمد أبي سورة (226)، محمد بن الحسن بن عبيد الله التميمي (227)، أبو طاهر علي بن يحيى الزراري [الرازي- خ] (228)، أحمد بن إبراهيم بن مخلّد (229)، محمد بن علي الأسود الداودي (230)، العفيف (231)، أبو محمد الثمالي (232)، محمد بن أحمد (233)، رجل وصل إليه التوقيع في عكبرا (234)، عليان (235)، الحسن بن جعفر القزويني (236)، الرجل الفاينمي (237)، أبو القاسم الجليسي (238)، نصر بن صباح (239)، أحمد بن محمد السراج الدينوري (240)، أبو العباس (241)، محمد بن أحمد بن جعفر القطّان الوكيل (242)، حسين بن محمد الأشعري (243) محمد بن جعفر الوكيل (244) رجل من أهل آبة (245)، أبو طالب خادم رجل من أهل مصر (246)، مرداس بن علي (247)، رجل من أهل ربض حميد (248)، أبو الحسن بن كثير النوبختي (249)، محمد بن علي الشلمغاني (250)، مصاحب أبي غالبالزراري (251)، ابن الرئيس (252)، هارون بن موسى بن الفرات (253)، محمد بن يزداد (254)، أبو علي النيلي (255)، جعفر بن عمرو (256)، إبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي (257)، أبو محمد السروي (258)، جارية موسى بن عيسى الهاشمي (259)، صاحبة الحقّة (260)، أبو الحسن أحمد بن محمد بن جابر البلاذري صاحب تاريخ الأشراف (261)، أبو الطيّب أحمد بن محمد بن بطّة (262)، أحمد بن الحسن بن أبي صالح الخجندي (263)، ابن اخت أبي بكر العطّار الصوفي (264)، الى (302)، محمد بن عثمان العمري كما في تاريخ قم، عن محمد بن علي ماجيلويه بسند صحيح عنه قال: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام في يوم من الأيام ابنه م ح م د المهدي عليه السلام و نحن في منزله و كنّا أربعين رجلا ... الحديث.
و نقل بعض المعاصرين عن كتاب بغية الطالب أسماء جماعة ممن رآه و وقف على معجزاته في الغيبة الصغرى، و ذكر بعض أحوالهم، و بعض هؤلاء من المذكورين في النجم الثاقب، و بعضهم من غيرهم.
و ذكر في تذكرة الطالب فيمن رأي الإمام الغائب أيضا أسماء ثلاثمائة منهم.
ص: 292
و أفرد السيد هاشم البحراني أيضا كتابا في ذلك سمّاه تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي، و ذكر فيه جماعة كثيرة ممن فاز برؤيته في حياة أبيه عليهما السلام و في الغيبة الصغرى.
و يدلّ عليه من هذا الباب، ح 859 (و من المحتمل وقوعه في الغيبة الكبرى فراجع) و الأحاديث 862، 864، 867.
في ذكر بعض معجزاته عليه السلام في الغيبة الصغرى و فيه 29 حديثا
844-(1)-
الكافي: علي بن محمد، عن محمد بن علي بن شاذان النيسابوريّ، قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما، فأنفت أن أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما، فوزنت منعندي عشرين درهما و بعثتها الى الاسدي و لم أكتب مالي فيها، فورد: وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما.
ص: 293
845-(1)-
الكافي: علي بن محمّد، قال: أوصل رجل من أهل السواد مالا فردّ عليه، و قيل له: أخرج حقّ ولد عمّك منه و هو أربعمائة درهم، و كان الرجل في يده ضيعة لولد عمّه، فيها شركة قد حبسها عليهم، فنظر فإذا الّذي لولد عمّه من ذلك المال أربعمائة درهم، فأخرجها و أنفذ الباقي فقبل.
846-(2)- كمال الدين: حدثني أبي- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمّد الرازي، قال: حدثني جماعة من أصحابنا أنّه بعث الى أبي عبد الله بن الجنيد و هو بواسط غلاما و أمر ببيعه، فباعه و قبض ثمنه، فلمّا عيّر الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا و حبّة، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا و حبّة و أنفذها، فردّ عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا و حبّة.
847-(3)- كمال الدين: حدثنا محمّد بن الحسن- رضي الله عنه- عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمّد الرازي المعروف بعلّان الكليني، قال: حدثني محمّد بن جبرئيل الأهوازي، عن إبراهيم و محمد ابني الفرج، عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار أنّه ورد العراق شاكّا مرتادا، فخرج إليه: قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم، فقل لهم: أ ما سمعتم الله عزّ و جلّ يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ هل أمر إلّا بما هو كائن الى يوم القيامة، أو لم تروا أنّ الله عزّ و جلّ جعل لكم معاقل تأوون إليها، و أعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام الى أن ظهر الماضي [أبو محمد] صلوات الله عليه، كلّما غاب علم بدا علم، و إذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله إليه ظننتم أنّ الله عزّ و جلّ قد قطع السبب بينه و بين خلقه، كلّا ما كان
ص: 294
ذلك و لا يكون حتى تقوم الساعة و يظهر أمر الله عزّ و جلّ و هم كارهون، يا محمد بن ابراهيم! لا يدخلك الشكّ فيما قدمت له، فإنّ الله عزّ و جلّ لا يخلي الأرض من حجّة أ ليس قال لك أبوك قبل وفاته: أحضر الساعة من يعيّر هذه الدنانير التي عندي، فلما ابطئ ذلك عليه و خاف الشيخ على نفسه الوحا قال لك: عيّرها على نفسك و أخرج إليك كيسا كبيرا و عندك بالحضرة ثلاثة أكياس و صرّة فيها دنانير مختلفة النقد فعيّرتها، و ختم الشيخ بخاتمه و قال لك: اختم مع خاتمي، فإن أعش فأنا أحقّ بها، و إن أمت فاتّق الله في نفسك أولا ثمّ فيّ، فخلّصني و كن عند ظنّي بك، أخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا و هي بضعة عشر دينارا و استردّ من قبلك، فإنّ الزّمان أصعب ممّا كان، و حسبنا الله و نعم الوكيل.
قال محمّد بن إبراهيم: و قدمت العسكر زائرا فقصدت الناحية، فلقيتني امرأة و قالت: أنت محمّد بن ابراهيم؟ فقلت: نعم، فقالت لي:
انصرف فإنّك لا تصل في هذا الوقت، و ارجع الليلة فإنّ الباب مفتوح لك، فادخل الدار و اقصد البيت الّذي فيه السراج، ففعلت و قصدت الباب فإذا هو مفتوح، فدخلت الدار و قصدت البيت الّذيوصفته، فبينا أنا بين القبرين أنتحب و أبكي إذ سمعت صوتا و هو يقول: يا محمّد! اتّق الله و تب من كلّ ما أنت عليه فقد قلّدت أمرا عظيما.
848-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، عن نصر بن الصباح البلخي، قال: كان بمرو كاتب كان للخوزستاني- سمّاه لي نصر- و اجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني، فقلت: ابعث بها إلى الحاجزي، فقال: هو في عنقك إن سألني الله عزّ و جلّ عنه يوم القيامة، فقلت: نعم، قال نصر: ففارقته على ذلك، ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال، فذكر أنّه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها و الدعاء له، و كتب إليه: كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار، فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري. قال نصر: و ورد عليّ نعي حاجز فجزعت (2)
من ذلك جزعا شديدا و اغتممت له، فقلت له: و لم تغتمّ و تجزع و قد منّ الله عليك بدلالتين: قد أخبرك بمبلغ المال، و قد نعى إليك حاجزا مبتدئا.
ص: 295
849-(1)-
كمال الدين: حدثنا أبو جعفر محمّد بن علي الأسود- رضي الله عنه- قال: سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه- رضي الله عنه- بعد موت محمّد بن عثمان العمري- رضي الله عنه- أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عزّ و جلّ أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته، فأنهى ذلك، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعلي بن الحسين، و أنّه سيولد له ولد مبارك ينفع [الله] به و بعده أولاده.
قال أبو جعفر محمّد بن علي الأسود- رضي الله عنه-: و سألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا فلم يجبني إليه، و قال:ليس إلى هذا سبيل، قال: فولد لعلي بن الحسين- رضي الله عنه- محمد بن علي و بعده أولاده و لم يولد لي شي ء.
قال مصنّف هذا الكتاب [الصدوق]- رضي الله عنه-: كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود- رضي الله عنه- كثيرا ما يقول لي- إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنه- و أرغب في كتب العلم و حفظه-: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.
850-(2)-
كمال الدين: حدثنا أحمد بن هارون القاضي- رضي الله عنه- قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إسحاق بن حامد الكاتب، قال: كان بقم رجل بزّاز مؤمن و له شريك مرجئي، فوقع بينهما ثوب نفيس، فقال المؤمن: يصلح هذا الثوب لمولاي، فقال له شريكه: لست أعرف مولاك، و لكن افعل بالثوب ما تحبّ، فلمّا وصل الثوب إليه شقّه عليه السلام بنصفين طولا، فأخذ نصفه و ردّ النصف الآخر، و قال: لا حاجة لنا في مال المرجئي.
ص: 296
851-(1)-
دلائل الإمامة: حدثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمّد المقري، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن شابور، قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن حيوان السرّاج القاسم، قال: حدّثني أحمد الدينوري السرّاج المكنّى بأبي العبّاس الملقّب باستاره، قال: انصرفت من أردبيل إلى الدينور أريد الحجّ، و ذلك بعد مضيّ أبي محمّد الحسن بن علي بسنة أو سنتين و كان الناس في حيرة، فاستبشروا- أهل الدينور- بموافاتي، و اجتمع الشيعة عندي، فقالوا: قد اجتمع عندنا ستّة عشر ألف دينار من مال الموالي، و يحتاج أن تحملها معك و تسلّمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت:
يا قوم! هذه حيرة و لا نعرف الباب في هذا الوقت، قال: فقالوا: إنّما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك و كرمك، فاحمله على ألّا تخرجه من يدك إلّا بحجّة، قال: فحمل إليّ ذلك المال في صرر باسم رجل [رجل]، فحملت ذلك المال و خرجت، فلمّا وافيت قرميسين و كان أحمد بن الحسن مقيما بها فصرت إليه مسلّما، فلمّا لقيني استبشر بي، ثمّ أعطاني ألف دينار في كيس و تخوت ثياب منألوان معتمة لم أعرف ما فيها، ثمّ قال لي [يا] أحمد: احمل هذا معك و لا تخرجه عن يدك إلّا بحجّة، قال: فقبضت منه المال و التخوت بما فيها من الثياب، فلمّا وردت بغداد لم يكن لي همّة غير البحث عمّن اشير إليه بالبابيّة، فقيل لي: إنّ هاهنا رجلا يعرف بالباقطاني يدّعي بالبابيّة، و آخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعي بالبابيّة، و آخر يعرف بأبي جعفر العمري يدّعي بالبابيّة، قال: فبدأت بالباقطاني، فصرت إليه فوجدته شيخا بهيّا، له مروّة ظاهرة، و فرش [فرس] عربي، و غلمان كثير، و يجتمع عنده الناس يتناظرون، قال: فدخلت إليه و سلّمت عليه، فرحّب و قرّب و برّ و سرّ، قال: فأطلت القعود إلى أن خرج أكثر الناس، قال: فسألني عن حاجتي، فعرّفته أنّي رجل من أهل الدينور و معي شي ء من المال أحتاج أن اسلّمه، قال لي: احمله، قال: فقلت: اريد حجّة، قال: تعود إليّ في غد، قال: فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجّة، و عدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجّة، قال: فصرت الى إسحاق الأحمر فوجدته شابّا نظيفا، منزله أكبر من منزل الباقطاني، و فرشه [فرسه] و لباسه و مروّته أسرى، و غلمانه أكثر من غلمانه، و يجتمع عنده من الناس أكثر مما يجتمعون عند الباقطاني، قال: فدخلت و سلّمت، فرحّب و قرّب، قال:
فصبرت إلى أن خفّ الناس، فسألني عن حاجتي، فقلت له كما قلت للباقطاني، و عدت إليه ثلاثة أيّام فلم يأت بحجّة، قال: فصرت إلى أبي جعفر العمري، فوجدته شيخا متواضعا، عليه مبطنة بيضاء، قاعد على لبد في بيت صغير، ليس له غلمان و لا له من المروة و الفرش [الفرس] ما وجدته لغيره، قال: فسلّمت، فردّ جوابي و أدناني و بسط منّي، ثم سألني عن حالي، فعرّفته أنّي وافيت من الجبل و حمّلت مالا، فقال: إن أحببت أن تصل
ص: 297
هذا الشي ء إلى حيث [يجب أن يصل إليه] يجب أن تخرج الى سرّ من رأى و تسأل دار ابن الرضا، و عن فلان بن فلان الوكيل- و كانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها- فإنّك تجد هناك ما تريد، قال: فخرجت من عنده و مضيت نحو سرّ من رأى، و صرت إلى دار ابن الرضا و سألت عن الوكيل، فذكر البوّاب أنّه مشتغل في الدار، و أنّه يخرج آنفا، فقعدت على الباب أنتظر خروجه، فخرج بعد ساعة فقمت و سلّمت عليه، و أخذ بيدي الى بيت كان له، و سألني عن حالي و عمّا وردت له، فعرّفته أنّي حملت شيئا من المال من ناحية الجبل، و أحتاج أن اسلّمه بحجّة، قال: فقال: نعم، ثمّ قدّم إليّ طعاما، و قال لي: تغدّ بهذا و استرح، فإنّك تعب و أن بيننا و بين صلاة الاولى ساعة، فإنّي أحمل إليك ما تريد، قال: فأكلت و نمت، فلمّا كان وقت الصلاة نهضت و صليت، و ذهبت إلى المشرعة فاغتسلت و انصرفت، و مكثت الى أن مضى من الليل ربعه، فجاءني و معه درج فيه: بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمّد الدينوري و حمل ستّة عشر ألف دينار، و في كذا و كذا صرّة، فيها صرّة فلان بن فلان كذا و كذا دينارا، و صرّة فلان بن فلان كذا و كذادينارا إلى أن عدّ الصرار كلّها، و صرّة فلان بن فلان الذرّاع ستّة عشرة دينارا، قال: فوسوس لي الشيطان أن سيّدي أعلم بهذا منّي؟ فما زلت أقرأ ذكر صرّة صرّة و ذكر صاحبها حتّى أتيت عليها عند آخرها، ثمّ ذكر قد حمل من قرميسين من عند أحمد بن الحسن البادراني أخي الصرّاف كيسا فيه ألف دينار و كذا و كذا تختا ثيابا، منها ثوب فلاني، و ثوب لونه كذا، حتّى نسب الثياب الى آخرها بأنسابها و ألوانها، قال: فحمدت الله و شكرته على ما منّ الله به عليّ من إزالة الشكّ عن قلبي، و أمر بتسليم جميع ما حملته إلى حيث ما يأمرك أبو جعفر العمري، قال: فانصرفت إلى بغداد و صرت إلى أبي جعفر العمري، قال: و كان خروجي و انصرافي في ثلاثة أيّام، قال: فلمّا بصر بي أبو جعفر العمري قال لي: لم لم تخرج؟ فقلت: يا سيّدي! من سرّ من رأى انصرفت، قال: فأنا أحدّث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمري من مولانا عليه السلام، و معها درج مثل الدرج الذي كان معي، فيه ذكر المال و الثياب، و أمر أن يسلّم جميع ذلك الى أبي جعفر محمّد بن أحمد بن جعفر القطّان القمّي، فلبس أبو جعفر العمري ثيابه، و قال لي: احمل ما معك إلى منزل محمّد بن أحمد بن جعفر القطّان القمّي، قال: فحملت المال و الثياب إلى منزل محمّد بن أحمد بن جعفر القطّان و سلّمتها و خرجت الى الحجّ، فلمّا انصرفت إلى الدينور اجتمع عندي الناس، فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا إليّ و قرأته على القوم، فلمّا سمع ذكر الصرّة باسم الذرّاع [صاحبها] سقط مغشيّا عليه، فما زلنا نعلّله حتّى أفاق، فسجد شكرا لله عزّ و جلّ، و قال: الحمد لله الذي منّ علينا بالهداية، الآن علمت أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، هذه الصرّة دفعها و الله إليّ هذا الذرّاع و لم يقف على ذلك إلّا الله عزّ و جلّ، قال: فخرجت و لقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن البادراني و عرّفته الخبر و قرأت عليه الدرج، قال: يا سبحان الله! ما شككت في شي ء فلا تشكنّ في أنّ الله عزّ و جلّ لا يخلي أرضه من حجّة، اعلم لمّا غزا ارتكوكين يزيد بن عبد الله بسهرورد و ظفر ببلاده و
ص: 298
احتوى على خزانته صار إليّ رجل، و ذكر أنّ يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني و السيف الفلاني في باب مولانا عليه السلام، قال:
فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى ارتكوكين أوّلا فأوّلا، و كنت أدافع [ب] الفرس و السيف إلى أن لم يبق شي ء غيرهما، و كنت أرجو أن أخلّص ذلك لمولانا، فلما اشتد مطالبة ارتكوكين إيّاي و لم يمكنني مدافعته جعلت في السيف و الفرس في نفسي ألف دينار و وزنتها و دفعتها إلى الخازن، و قلت: ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان، و لا تخرجنّ إليّ في حال من الأحوال و لو اشتدّت الحاجة إليها، و سلّمت الفرس و النصل، قال: فأنا قاعد في مجلسي بالريّ ابرم الامور و اوفي القصص و آمر و أنهى إذ دخل أبو الحسن الأسدي، و كان يتعاهدني الوقت بعد الوقت، و كنت أقضي حوائجه، فلمّا طال جلوسه و عليّ بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ قال: أحتاج منك إلى خلوة، فأمرت الخازن أنيهيّ ء لنا مكانا من الخزانة، فدخلنا الخزانة، فأخرج إليّ رقعة صغيرة من مولانا، فيها: يا أحمد بن الحسن! الألف دينار التي لنا عندك ثمن النصل و الفرس سلّمها الى أبي الحسن الأسدي، قال: فخررت لله عزّ و جلّ ساجدا شاكرا لما منّ به علىّ و عرفت أنّه خليفة الله حقّا، فإنّه لم يقف على هذا أحد غيري، فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار سرورا بما منّ الله عليّ بهذا الأمر.
852-(1)-
دلائل الإمامة: أخبرني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: أخبرني محمّد بن يعقوب، قال: قال القاسم بن العلاء: كتبت الى صاحب الزمان ثلاثة كتب في حوائج لي، و أعلمته أنني رجل قد كبر سنّي، و أنّه لا ولد لي، فأجابني عن الحوائج و لم يجبني عن الولد بشي ء، فكتبت إليه في الرابعة كتابا و سألته أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا، فأجابني و كتب بحوائجي، و كتب: اللهم ارزقه ولدا ذكرا تقرّبه عينه، و اجعل هذا الحمل الذي له وارثا، فورد الكتاب و أنا لا أعلم أنّ لي حملا، فدخلت إلى جاريتي فسألتها عن ذلك فأخبرتني أنّ علّتها قد ارتفعت فولدت غلاما.
853-(2)-
دلائل الإمامة: حدثني علي بن محمّد، قال: حدّثني نصر بن الصباح، قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى الصاحب و كتب معها غيّر فيها [رقعة] اسمه، فأوصلها إلى الصاحب، فخرج الوصول باسمه و نسبه و الدعاء له.
ص: 299
854-(1)-
دلائل الإمامة: و قال: حدّثني أبو جعفر، قال: ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع، فورد: لا، فمات المولود يوم السابع، ثمّ كتبت أخبره بموته، فورد: سيخلف الله عليك غيره و غيره فسمّه أحمد، و بعد أحمد جعفرا، فجاء كما قال.
855-(2)- الكافي: علي بن محمّد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر، قال: كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا، فكتب إليه: إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين، فمات في سنة ثمانين و بعث إليه بالكفن قبل موته بأيّام.
856-(3)-
الكافي: القاسم بن العلاء، قال: ولد لي عدّة بنين، فكنت أكتب و أسأل الدعاء، فلا يكتب إليّ لهم بشي ء، فماتوا كلّهم، فلمّا ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء، فأجبت: يبقى و الحمد لله.
857-(4)-
الخرائج: و منها (أي من معجزات الإمام صاحب الزمان عليه السلام): أنّ أبا محمّد الدعلجي كان له ولدان، و كان من خيار أصحابنا، و كان قد سمع الاحاديث، و كان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة، و هو
ص: 300
أبو الحسن، و كان يغسل الأموات، و ولد آخر يسلك مسالك الأحداث في فعلالحرام، و كان قد دفع إلى أبي محمّد حجّة يحجّ بها عن صاحب الزمان عليه السلام، و كان ذلك عادة الشيعة وقتئذ فدفع شيئا منها إلى ولده المذكور بالفساد شيئا و خرج إلى الحجّ.
فلمّا عاد حكى أنّه كان واقفا بالموقف، فرأى الى جانبه شابّا حسن الوجه، أسمر اللون، بذؤابتين، مقبلا على شأنه في الابتهال و الدعاء و التضرّع و حسن العمل، فلمّا قرب نفر الناس التفت إليّ و قال: يا شيخ! أ ما تستحي؟! فقلت: من أيّ شي ء يا سيّدي؟ قال: تدفع إليك حجّة عمّن تعلم فتدفع منها الى فاسق يشرب الخمر، يوشك أن تذهب عينيك [عينك- ظ] و أومأ الى عيني، و أنا من ذلك اليوم على و جل و مخافة، و سمع أبو عبد الله محمّد بن محمّد النعمان ذلك، قال: فما مضى عليه أربعون يوما بعد مورده حتى خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت.
858-(1)-
كمال الدين: حدثنا أبي- رضي الله عنه- عن سعد بن عبد الله، عن علان الكليني، عن الأعلم المصري، عن أبي رجاء المصري، قال: خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمّد عليه السلام بسنتين لم أقف فيهما على شي ء، فلمّا كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد لأبي محمّد عليه السلام بصرياء، و قد سألني أبو غانم أن أتعشّى عنده، و أنا قاعد مفكر في نفسي و أقول: لو كان شي ء لظهر بعد ثلاث سنين، فإذا هاتف أسمع صوته و لا أرى شخصه و هو يقول: يا نصر بن عبد ربّه! قل لأهل مصر: آمنتم برسول الله صلّى الله عليه و آله حيث رأيتموه؟ قال نصر: و لم أكن أعرف اسم أبي، و ذلك أنّي ولدت بالمدائن فحملني النوفلي و قد مات أبي، فنشأت بها، فلمّا سمعت الصوت قمت مبادرا و لم أنصرف إلى أبي غانم، و أخذت طريق مصر.
قال: و كتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما، فورد: أمّا أنت يا فلان فآجرك الله، و دعا للآخر، فمات ابن المعزّى.
ص: 301
859-(1)-
الغيبة: (للشريف الفقيه المحدّث الزاهد الحسن بن حمزة رضي الله عنه، المتوفى سنة 358 ه): حدثنا رجل صالح من أصحابنا، قال: خرجت سنة من السنين حاجّا الى بيت الله الحرام، و كانتسنة شديدة الحرّ، كثيرة السموم، فانقطعت عن القافلة و ضللت الطريق، فغلب عليّ العطش، حتى سقطت و أشرفت على الموت، فسمعت صهيلا، ففتحت عيني فإذا بشابّ حسن الوجه، حسن الرائحة، راكب على دابّة شهباء، فسقاني ماء أبرد من الثلج، و أحلى من العسل، و نجّاني من الهلاك، فقلت: يا سيّدي من أنت؟ قال: أنا حجّة الله على عباده، و بقيّة الله في أرضه، أنا الذي أملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، أنا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، ثم قال: اخفض عينيك، فخفضتهما، ثمّ قال: افتحهما، ففتحتهما فرأيت نفسي في قدّام القافلة، ثمّ غاب من نظري صلوات الله عليه.
860-(2)-
الدلائل: (للشيخ أبي العبّاس عبد الله بن جعفر الحميري، من أعلام القرن الثالث): قال: و كتب رجل من ربض حميد يسأل الدعاء في حمل له، فورد عليه الدعاء في الحمل قبل الاربعة أشهر، و أنّها ستلد ابنا، فكان الأمر كما قال صلوات الله عليه.
861-(3)-
فرج المهموم: و من الكتاب المذكور (الظاهر أنّه هو الدلائل للحميري) ما رويناه عن الشيخ المفيد، و نقلناه عن نسخة عتيقة جدّا من اصول أصحابنا، قد كتبت في زمان الوكلاء، فقال فيهاما هذا لفظه: قال
ص: 302
الصفواني- رحمه الله-: رأيت القاسم بن العلاء و قد عمّر مائة سنة و سبع عشرة، منها ثمانون سنة صحيح العينين، فيها لقي مولانا أبا الحسن و مولانا أبا محمد العسكري عليهما السلام، و حجب بعد الثمانين و ردّت عيناه قبل موته بسبعة أيام، و ذلك أنّي كنت مقيما عنده بمدينة اران من أرض آذربايجان، و كان لا تنقطع عنه توقيعات مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، و بعده على يد أبي القاسم بن روح- قدّس الله ارواحهما- فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين، فقلق- رحمه الله- لذلك، فبينا نحن عنده إذ دخل البوّاب مستبشرا، و قال: فيج العراق قد ورد و لا يسمّى بغيره، فاستبشر القاسم و حوّل وجهه الى القبلة فسجد، و دخل رجل قصير بالصرر [أثر] الفيوج عليه و عليه جبّة مصريّة، و في رجليه نعل آمليّ، و على كتفه مخلاة، فقام إليه و عانقه، و وضع المخلاة من عنقه، و دعا بطست من ماء فغسل وجهه، و أجلسه الى جانبه، فأكلنا و غسلنا أيدينا، فقام الرجل و أخرج كتابا أفضل من نصف الدرج، فناوله القاسم فقبّله و دفعه الى كاتب له يقال له: عبد الله بن أبي سلمة، فأخذه و فضّه و قرأه و بكى حتّى أحسّ القاسم ببكائه، فقال القاسم له: يا عبد الله خيرا، قال: ما يكره فلا، قال: فما هو؟ قال: ينعى الشيخ [إلى] نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما، و أنّه يمرض في اليوم السابع من ورود هذا الكتاب، و أنّ الله يردّ عليه بعد ذلك عينيه و قد حمل إليه سبعة أثواب، فقال القاسم: في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك، فضحك- رحمه الله- و قال: ما أؤمّل بعد هذا العمر؟ ثمّ قام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة ازر [و حبرة] يمانيّة حمراء و عمامة و ثوبين و منديلا فأخذها الشيخ، و كان عنده قميص خلعه عليه مولانا أبو الحسن ابن الرضا عليه السلام، و كان له صديق يقال له:
عبد الرحمن بن محمّد السري، و كان شديد النصب، و كان بينه و بين القاسم- نضر الله وجهه- مودّة في امور الدنيا شديدة، و كان يوادّه، و كان عبد الرحمن وافى الى اران للاصلاح بين أبي جعفر ابن حمدون الهمداني و بين حيّان العين فربّما حضر عنده، فقال لشيخين كانا مقيمين عنده- احدهما يقال له: أبو حامد عمران بن المفلس و الآخر يقال له: أبو علي محمد-: اريد أن أقرأ هذا الكتاب لعبد الرحمن، فإنّي احبّ هدايته، و أرجو أن يهديه الله عزّ و جلّ بقراءة هذا الكتاب، فقال: لا إله الّا الله، هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف عبد
ص: 303
الرحمن؟ فقال: إنّي أعلم أني مفش سرّا لا يكون لي إعلانه، و لكن لمحبتي عبد الرحمن أشتهي أن يهديه الله لهذا الأمر، فأقرأه له، فلمّا مرّ ذلك اليوم، و كان الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربع و ثلاثمائة دخل عبد الرحمن و سلّم عليه، فقال له: اقرأ هذا الكتاب و انظر لنفسك، فقرأه، فلمّا بلغ الى موضع النعي به رمى الكتاب من يده، و قال للقاسم: يا أبا محمد! اتّق الله، فإنّك رجل فاضل في دينك، متمكّن من عقلك، إن الله يقول: وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، و يقول: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً، فضحك القاسم و قال: أتمّ الآية: إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ و مولاي هذا المرتضى من رسول، قد علمت أنّك تقول هذا، و لكن أرّخ هذا اليوم، فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرخ في الكتاب فاعلم أنّي لست على شي ء، و إن أنا متّ فانظر لنفسك، فأرّخ عبد الرحمن اليوم و افترقوا، فلمّا كان اليوم السابع من ورود الكتاب حمّ القاسم و اشتدّت به العلّة، و استند في فراشه الى الحائط، و كان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر، و كان متزوّجا الى أبي عبد الله ابن حمدون الهمداني، و كان ابن حمدون الهمداني جالسا في ناحية من الدار و رداؤه على وجهه، و أبو حامد في ناحية، و أبو علي بن محمد و جماعة من أهل البلد يبكون إذ اتكأ القاسم على يديه الى خلف، و جعل يقول: يا محمد يا علي يا حسن يا حسين ... إلى آخر الائمّة، يا موالي كونوا شفعائي إلى الله عزّ و جلّ، ثمّ قالها ثانية، ثم قالها ثالثة، فلمّا وصل إلى يا موسى! يا علي! تفرقعت أجفان عينيه كما تفرقع الصبيان شقائق النعمان، و انفتحت حدقتاه، و جعل يمسح بكمّه عينيه، و خرج من عينيه شي ء يشبه ماء اللحم، ثمّ مدّ طرفه الى ابنه فقال: يا حسن إليّ، يا أبا حامد إليّ، يا أبا عليّ إليّ، فاجتمعوا حوله و نظروا الى حدقتيه صحيحين، فقال أبو حامد: تراني؟ فجعل يده على كلّ واحد منّا، و شاع في الناس هذا، فأتاه الناس ينظرون إليه، و ركب إليه القاضي و هو عينية(1)
بن عبيد الله أبو ثابت المسعودي قاضي القضاة ببغداد، فدخل عليه و قال: يا أبا محمد! ما هذا الذي بيدي؟ و أراه خاتما فصّه فيروزج و قرّبه منه، فقال: خاتم فصّه فيروزج، عليه ثلاثة أسطر، فتناوله القاسم فلم يمكنه قراءته، و خرج الناس متعجبين يتحدثون بخبره، فالتفت القاسم إلى ابنه الحسن، فقال: يا بني! إنّ الله عزّ اسمه جعل منزلتك منزلتي، و مرتبتك مرتبتي، فاقبلها بشكر، فقال الحسن: قد قبلتها، قال القاسم: على ما ذا؟ قال: على ما تأمرني به، قال: أن تنزع عمّا أنت عليه من شرب الخمر، فقال: يا أبه! و حقّ
ص: 304
من أنت في ذكره لأنزعنّ عن شرب الخمر، و مع الخمر أشياء لا تعرفها، فرفع القاسم يده الى السماء، و قال: اللهمّ ألهم الحسن طاعتك، و جنّبه معصيتك، ثلاث مرّات، ثم دعا بدرج و كتب وصيّته- رحمه الله- بيده، و كانت الضياع التي بيده لمولانا عليه السلام وقفها له أبوه، فكان فيما أوصى الحسن أن قال له: إنّك إن أهّلت الأمر- يعني الوكالة لمولانا عليه السلام- تكون مؤونتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجند و سائرها ملك لمولاي، و إن لم تؤهّل فاطلب خيرك من حيث يبعث الله لك، فقبل الحسن وصيّته على ذلك، فلمّا كان يوم الأربعين و قد طلع الفجر مات القاسم، فوافاه عبد الرحمن بن محمد يعدو في الأسواق حافيا حاسرا و هو يصيح: وا سيّداه! فاستعظم الناس منه ذلك، و جعلوا يقولون له: ما الذي تفعل بنفسك؟ فقال: اسكتوا، فإنّي رأيت ما لم تروا، و شيّعه و رجع عمّا كان عليه، و وقف أكثر ضياعه، فتجرّد أبو علي بن محمد و غسّل القاسم، و أبو حامد يصبّ عليه الماء، و لفّ في ثمانية أثواب، على بدنه قميص مولانا، و ما يليه السبعة أثواب التي جاءت من العراق، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا صلوات الله عليه، و دعا له في آخره: ألهمه الله طاعته و جنّبه معصيته، و هو الدعاء الذي كان دعا به أبوه، و كان في آخره: قد جعلنا أباك لك إماما، و فعاله مثلا.
و روينا هذا الحديث الذي ذكرناه أيضا عن أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه.
862-(1)- الخرائج و الجرائح: قال: و منها ما روي عن أبي الحسن المسترقّ الضرير: كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة، فتذاكرنا أمر الناحية، قال: كنت أزري عليها، الى أن حضرت مجلس عمّي الحسين يوما، فأخذت أتكلّم في ذلك، فقال:
يا بنيّ! قد كنت أقول بمقالتك هذه الى أن ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان، و كان كلّ من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها، فسلّم إليّ جيشا و خرجت نحوها، فلمّا بلغت الى ناحية طرز خرجت الى الصيد، ففاتتني طريدة فاتّبعتها، و أوغلت في أثرها، حتى بلغت الى نهر، فسرت فيه، و كلّما أسير يتّسع النهر، فبينما أنا كذلك إذ طلع عليّ فارس تحته شهباء، و هو معمّم بعمامة خزّ خضراء، لا أرى منه إلّا عينيه، و في رجليه خفّان أحمران، فقال لي: يا حسين! فلا هو أمّرني و لا كنّاني، فقلت: ما ذا تريد؟ قال: لم تزري على الناحية؟
ص: 305
و لم تمنع أصحابي خمس مالك؟ و كنت الرجل الوقور الذي لا يخاف شيئا فارعدت و تهيّبته، و قلت له: أفعل يا سيّدي ما تأمر به، فقال: إذا مضيت الى الموضع الذي أنت متوجّه إليه، فدخلته عفوا و كسبت ما كسبته، تحمل خمسه الى مستحقّه، فقلت: السمع و الطاعة، فقال:
امض راشدا، و لوى عنان دابّته و انصرف، فلم أدر أي طريق سلك، و طلبته يمينا و شمالا فخفي عليّ أمره، و ازددت رعبا و انكفأت راجعا الى عسكري و تناسيت الحديث، فلما بلغت قم و عندي أنّي أريد محاربة القوم، خرج إليّ أهلها و قالوا: كنّا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا، فأمّا إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا و بينك، ادخل البلدة فدبّرها كما ترى، فأقمت فيها زمانا، و كسبت أموالا زائدة على ما كنت أقدّر، ثمّ وشى القوّاد بي الى السلطان، و حسدت على طول مقامي، و كثرة ما اكتسبت، فعزلت و رجعت الى بغداد، فابتدأت بدار السلطان و سلّمت عليه، و أتيت الى منزلي، و جاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري، فتخطّى الناس حتّى اتّكأ على تكأتي، فاغتظت من ذلك، و لم يزل قاعدا ما يبرح، و الناس داخلون و خارجون و أنا أزداد غيظا، فلمّا انصرم [الناس و خلا] المجلس، دنا إليّ و قال: بيني و بينك سرّ فاسمعه، فقلت: قل، فقال: صاحب الشهباء و النهر يقول: قد وفينا بما وعدنا، فذكرت الحديث و ارتعت من ذلك و قلت: السمع و الطاعة، فقمت فأخذت بيده ففتحت الخزائن، فلميزل يخمّسها الى أن خمّس شيئا كنت قد نسيته ممّا كنت قد جمعته، و انصرف، و لم أشكّ بعد ذلك و تحققت الأمر.
فأنا منذ سمعت هذا من عمّي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك.
و يدل عليه من هذا الباب الأحاديث 823، 827، 828، 830، 832، 833، 838، 839، 840، 868.
ص: 306
الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيّام، فقلت: يا سيدي أنا أغيب و أشهد، و لا يتهيّأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كلّ وقت فقول من نقبل، و أمر من نمتثل؟
فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعنّي يقوله، و ما أدّاه إليكم فعني يؤديه، فلمّا مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمّد ابنه الحسن العسكري عليه السلام ذات يوم، فقلت له عليه السلام مثل قولي لأبيه، فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي، و ثقتي في المحيا و الممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله، و ما أدّى إليكم فعنّي يؤدّيه.
قال أبو محمّد هارون: قال أبو علي: قال أبو العبّاس الحميري:
فكنّا كثيرا ما نتذاكر هذا القول، و نتواصف جلالة محلّ أبي عمرو.
864-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرنا جماعة، عن أبي محمّد هارون، عن محمد بن همّام، عن عبد الله بن جعفر، قال: حججنا في بعض السنين بعد مضيّ أبي محمّد عليه السلام، فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده، فقلت: إنّ هذا الشيخ - و أشرت الى أحمد بن إسحاق- و هو عندناالثقة المرضي، حدّثنا فيك بكيت و كيت، و اقتصصت عليه ما تقدّم- يعني: ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو و محلّه- و قلت: أنت الآن ممّن لا يشكّ في قوله و صدقه، فأسألك بحقّ الله، و بحقّ الإمامين اللذين وثّقاك، هل رأيت ابن أبي محمّد الذي هو صاحب الزمان؟ فبكى، ثم قال: على أن لا تخبر بذلك أحدا و أنا حيّ، قلت: نعم، قال: قد رأيته عليه السلام و عنقه هكذا- يريد أنّها أغلظ الرقاب حسنا و تماما- قلت: فالاسم؟ قال: نهيتم عن هذا.
ص: 308
865-(1)-
غيبة الشيخ: و روى أحمد بن علي بن نوح أبو العبّاس السيرافي، قال: أخبرنا أبو نصر عبد الله بن محمّد بن أحمد المعروف بابن برنيّة الكاتب، قال: حدثني بعض الشرّاف من الشيعة الإماميّة أصحاب الحديث، قال: حدّثني أبو محمّد العبّاس بن أحمد الصائغ، قال: حدّثني الحسين بن أحمد الخصيبي، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل، و علي بن عبد الله الحسنيّان، قالا: دخلنا على أبي محمّد الحسن عليه السلام بسرّمن رأى و بين يديه جماعة من أوليائه و شيعته، حتّى دخل عليه بدر خادمه، فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن (في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسن عليه السلام لبدر:) فامض فأتنا بعثمان بن سعيد العمري، فما لبثنا إلّا يسيرا حتّى دخل عثمان، فقال له سيّدنا أبو محمّد عليه السلام: امض يا عثمان! فإنّك الوكيل و الثقة المأمون على مال الله، و اقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال ... ثم ساق الحديث الى أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيّدنا! و الله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك، و لقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك، و أنّه وكيلك و ثقتك على مال الله تعالى، قال:
نعم، و اشهدوا عليّ أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي، و أنّ ابنه محمدا وكيل ابني مهديّكم.
866-(2)-
غيبة الشيخ: عنه (أي: أحمد بن علي بن نوح)، عن أبي نصر هبة الله بن أحمد الكاتب، ابن بنت أبي جعفر العمري- قدّس الله روحه و أرضاه- عن شيوخه أنّه لمّا مات الحسن بن على عليهماالسلام حضر غسله عثمان بن سعيد- رضي الله عنه و أرضاه- و تولّى جميع أمره في تكفينه و تحنيطه و تقبيره، مأمورا بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها و لا دفعها إلّا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها، و كانت توقيعات صاحب الأمر عليه السلام تخرج على يدي عثمان بن سعيد، و ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان الى شيعته و خواصّ أبيه أبي محمد عليه السلام، بالأمر و النهي، و الاجوبة عمّا يسأل الشيعة عنه إذا احتاجت الى السؤال فيه، بالخطّ الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما الى أن توفي عثمان بن سعيد- رحمه
ص: 309
الله و رضي عنه- و غسّله ابنه أبو جعفر، و تولّى القيام به، و حصل الأمر كلّه مردودا إليه، و الشيعة مجتمعة على عدالته و ثقته و أمانته، لما تقدّم له من النصّ عليه بالأمانة و العدالة، و الأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام، و بعد موته في حياة أبيه عثمان- رحمة الله عليه-.
867-(1)-
الكافي: محمّد بن عبد الله و محمّد بن يحيى جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو- رحمه الله- عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف، فقلت له: يا أبا عمرو! إنّي اريد أن أسألك عن شي ء، و ما أنا بشاكّ فيما اريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي و ديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلّا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجّة، و اغلق باب التوبة، فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، فأولئك أشرار من خلق الله عزّ و جلّ، و هم الذين تقوم عليهم القيامة، و لكنّي أحببت أن أزداد يقينا، و إنّ إبراهيم عليه السلام سأل ربّه عزّ و جلّ أن يريه كيف يحيي الموتى، قال: أ و لم تؤمن، قال: بلى، و لكن ليطمئنّ قلبي، و قد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته و قلت: من اعامل أو عمّن آخذ، و قول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، و ما قال لك فعني يقول، فاسمع له و أطع، فإنّه الثقة المأمون. و أخبرني أبو علي أنّه سأل أبا محمّد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري و ابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، و ما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما و أطعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان. فهذا قول إمامين قد مضيا فيك، قال: فخرّ أبو عمرو ساجدا و بكى، ثمّ قال: سل حاجتك، فقلت له: أنت رأيتالخلف من بعد أبي محمّد عليه السلام؟ فقال: إي و الله، و رقبته مثل ذا- و أومأ بيده-، فقلت له: فبقيت واحدة، فقال لي: هات، قلت:
فالاسم، قال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، و لا أقول هذا من عندى، فليس لي أن أحلّل و لا احرّم، و لكن عنه عليه السلام، فإنّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمّد مضى و لم يخلف ولدا، و قسّم ميراثه و أخذه من لا حقّ له فيه، و هو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئا، و إذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتّقوا الله و أمسكوا عن ذلك.
قال الكليني- رحمه الله-: و حدّثني شيخ من أصحابنا- ذهب عنّي اسمه- أنّ أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.
ص: 310
868-(1)-
كمال الدين: قال عبد الله بن جعفر الحميري: و خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري في التعزية بأبيه رضي الله تعالى عنهما، و في فصل من الكتاب: إنّا لله و إنّا إليه راجعون، تسليما لأمره، و رضاء بقضائه، عاش أبوك سعيدا و مات حميدا، فرحمه الله و ألحقه بأوليائه و مواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقرّبه الى الله عزّ و جلّ و إليهم، نضر الله وجهه، و أقاله عثرته.
و في فصل آخر: أجزل الله لك الثواب، و أحسن لك العزاء، رزئت و رزئنا، و أوحشك فراقه و أوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، و كان من كمال سعادته أن رزقه الله عزّ و جلّ ولدا مثلك يخلفه من بعده، و يقوم مقامه بأمره، و يترحّم عليه، و أقول: الحمد لله، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك، و ما جعله الله عزّ و جلّ فيك و عندك، أعانك الله و قوّاك و عضدك و وفّقك، و كان الله لك وليّا و حافظا و راعيا و كافيا و معينا.
869-(2)-
غيبة الشيخ: و أخبرني جماعة، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همّام، [قال:] قال لي عبد الله بن جعفر الحميري: لمّا مضى أبو عمرو- رضي الله تعالى عنه- أتتنا الكتب بالخطّ الذي كنّا نكاتب به بإقامة أبي جعفر- رضي الله عنه- مقامه.
870-(3)- غيبة الشيخ: (و بهذا الاسناد) عن محمد بن همّام، قال: حدّثني محمّد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين و مائتين، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي أنّه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: و الابن- وقاه الله- لم يزل ثقتنا في حياة الأب- رضي الله عنه و أرضاه و نضر وجهه- يجري عندنا مجراه، و يسدّ مسدّه، و عن أمرنا يأمر الابن، و به يعمل، تولاه الله فانته الى قوله، و عرّف معاملتنا ذلك.
871-(4)-
كمال الدين: و حدّثنا أبو جعفر محمد بن على الاسود- رضي الله عنه- أنّ أبا جعفر العمري- قدّس سرّه- حفر لنفسه قبرا و سوّاه بالساج، فسألته عن ذلك، فقال: للناس أسباب، ثمّ سألته بعد ذلك، فقال: قد امرت أن أجمع أمري، فمات بعد ذلك بشهرين- رضي الله عنه-.
ص: 311
872-(1)-
كمال الدين: و أخبرنا محمد بن علي بن متيل، قال:
قال عمّي جعفر بن محمد بن متيل: دعاني أبو جعفر محمد بن عثمان السمّان، المعروف بالعمري- رضي الله عنه- فأخرج إليّ ثويبات معلمة و صرّة فيها دراهم، فقال لي: يحتاج أن تصير [تسير- ظ] بنفسك الى واسط في هذا الوقت، و تدفع ما دفعت إليك الى أوّل رجل يلقاك عند صعودك من المركب الى الشطّ بواسط، قال: فتداخلني من ذلك غمّ شديد، و قلت: مثلي يرسل في هذا الأمر و يحمل هذا الشي ء الوتح (2)،
قال: فخرجت الى واسط، و صعدت من المركب، فأوّل رجل يلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني، وكيل الوقف بواسط، فقال: أنا هو، من أنت؟ فقلت: أنا جعفر بن محمّد بن متّيل، قال:
فعرفني باسمي و سلّم عليّ و سلّمت عليه، و تعانقنا، فقلت له: أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام و دفع إليّ هذه الثويبات و هذه الصرّة لاسلّمها إليك، فقال: الحمد لله، فإنّ محمّد بن عبد الله الحائري [العامري- خ] قد مات و خرجت لإصلاح كفنه، فحلّ الثياب و إذا فيها ما يحتاج إليه من حبر و ثياب و كافور في الصرّة، و كري الحمّالين و الحفّار، قال: فشيّعنا جنازته و انصرفت.
873-(3)- غيبة الشيخ: أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن ابن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمّد، قال: حدّثني خالى أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي، قال: قال لي أبي أحمد بن إبراهيم، و عمّي أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم، و جماعة من أهلنا- يعني: بني نوبخت-: إنّ أبا جعفر العمري لمّا اشتدّت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة، منهم: أبو علي بن همّام، و أبو عبد الله بن محمد الكاتب، و أبو عبد الله الباقطاني، و أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي، و أبو عبد الله بن الوجناء، و غيرهم من الوجوه و الأكابر، فدخلوا على أبي جعفر- رضي الله عنه- فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، القائم مقامي، و السفير بينكم و بين صاحب الأمر عليه السلام، و الوكيل، و الثّقة الأمين، فارجعوا إليه في اموركم، و عوّلوا عليه في مهمّاتكم، فبذلك امرت، و قد بلّغت.
ص: 312
874-(1)-
غيبة الشيخ: و سأله (أي الحسين بن روح) بعض المتكلّمين، و هو المعروف بترك الهروي، فقال له: كم بنات رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقال: أربع، قال: فأيّتهنّ أفضل؟ فقال:
فاطمة عليها السلام، فقال: و لم صارت أفضل و كانت أصغرهنّ سنّا، و أقلّهنّ صحبة لرسول الله صلّى الله عليه و آله؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما تطوّلا عليها، و تشريفا و إكراما لها: إحداهما أنّها ورثت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يرث غيرها من ولده، و الاخرى أنّ الله تعالى أبقى نسل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم منها و لم يبقه من غيرها، و لم يخصّصها بذلك إلّا لفضل إخلاص عرفه من نيّتها، قال الهروي: فما رأيت أحدا تكلّم و أجاب في هذا الباب بأحسن و لا أوجز من جوابه.
875-(2)-
غيبة الشيخ: و أخبرني جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاجّ و هي سنة تناثر الكواكب، أنّ والدي- رضي الله عنه- كتب الى الشيخ أبي القاسم الحسين بنروح- رضي الله عنه- يستأذن في الخروج الى الحجّ، فخرج فى الجواب: لا تخرج في هذه السنة، فأعاد فقال: هو نذر واجب، أ فيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب: إن كان لا بدّ فكن في القافلة الأخيرة، فكان في القافلة الأخيرة، فسلم بنفسه و قتل من تقدّمه في القوافل الأخر.
876-(3)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني- رضي الله عنه- قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح- قدّس الله روحه- مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري، فقام إليه رجل، فقال له: إنّي اريد أن أسألك عن شي ء، فقال له: سل عمّا بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام أ هو وليّ الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله أ هو عدوّ الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلّط الله عزّ و جلّ عدوّه على وليّه؟ فقال له أبو القاسم الحسين بن روح- قدس الله روحه-: افهم عنّي ما أقول لك،
ص: 313
اعلم أنّ الله عزّ و جلّ لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان، و لا يشافههم بالكلام، و لكنّه جلّ جلاله يبعث إليهم رسلا من أجناسهم و أصنافهم بشرا مثلهم، و لو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم و صورهم لنفروا عنهم و لم يقبلوا منهم، فلمّا جاءوهم و كانوا من جنسهم يأكلون الطعام و يمشون في الأسواق قالوا لهم: أنتم بشر مثلنا، و لا نقبل منكم حتّى تأتوننا بشي ء نعجز أن نأتي بمثله، فنعلم أنّكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عزّ و جلّ لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار و الإعذار، فغرق جميع من طغى و تمرّد، و منهم من القي في النار فكانت بردا و سلاما، و منهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة و أجرى من ضرعها لبنا، و منهم من فلق له البحر، و فجّر له من الحجر العيون، و جعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، و منهم من أبرأ الاكمه و الأبرص و أحيى الموتى بإذن الله، و أنبأهم بما يأكلون و ما يدّخرون في بيوتهم، و منهم من انشقّ له القمر، و كلّمته البهائم مثل البعير و الذئب و غير ذلك، فلمّا أتوا بمثل ذلك و عجز الخلق عن أمرهم و عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عزّ و جلّ و لطفه بعباده و حكمته أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه القدرة و المعجزات في حالة غالبين و في أخرى مغلوبين، و في حال قاهرين و في اخرى مقهورين، و لو جعلهم الله عزّ و جلّ في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين و لم يبتلهم و لم يمتحنهم لاتّخذهم الناس آلهة من دون الله عزّ و جلّ، و لما عرف فضل صبرهم على البلاء و المحن و الاختبار، و لكنّه عزّ و جلّ جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة و البلوى صابرين، و في حال العافية و الظهور على الأعداء شاكرين، و يكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين و لا متجبّرين، و ليعلم العباد أنّ لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم و مدبّرهم فيعبدوه، و يطيعوا رسله، و تكون حجّة الله ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم و ادّعى لهم الربوبيّة، أو عاند أو خالف و عصى و جحد بما أتت به الرسل و الأنبياء عليهم السلام، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.
قال محمّد بن إبراهيم بن اسحاق- رضي الله عنه- فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح- قدّس الله روحه- من الغد و أنا أقول في نفسي: أ تراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه، فابتدأني فقال لي:يا محمّد بن إبراهيم! لأن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أن أقول في دين الله عزّ و جلّ برأيي أو من عند نفسي، بل ذلك عن الأصل، و مسموع عن الحجّة صلوات الله عليه و سلامه.
ص: 314
877-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرني جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه القمّي، قال: حدّثني جماعة من أهل قم، منهم: علي بن بابويه، قال: حدّثني جماعة من أهل قم منهم: عمران الصفّار، و قريبه علوية الصفّار، و الحسين بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن إدريس- رحمهم الله- قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، و كان أبو الحسن علي بن محمّد السمري- قدّس سرّه- يسألنا كلّ قريب عن خبر على بن الحسين- رحمه الله- فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتّى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال: آجركم الله في عليّ بن الحسين، فقد قبض في هذه الساعة. قالوا: فأثبتنا تأريخ الساعة و اليوم و الشهر، فلمّا كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنّه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن- قدّس سرّه-.
878-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أبو محمّد؛ الحسن بن أحمد المكتّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري- قدّس الله روحه- فحضرته قبل وفاته بأيّام، فأخرج إلىالناس توقيعا نسخته:
ص: 315
بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك و بين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، و لا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [التامّة- خ]، فلا ظهور إلّا بعد إذن الله عزّ و جلّ، و ذلك بعد طول الأمد، و قسوة القلوب، و امتلاء الأرض جورا، و سيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كاذب مفتر، و لا حول و لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
قال: فنسخنا هذا التوقيع و خرجنا من عنده، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك من بعدك؟
فقال: لله أمر هو بالغه، و مضى- رضي الله عنه فهذا آخر كلام سمع منه.
879-(1)-
غيبة الشيخ: و أخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان و الحسين بن عبيد الله، عن أبي عبد الله، أحمد بن محمّد الصفواني، قال: أوصى الشيخ أبو القاسم- رضي الله عنه- الى أبي الحسن، علي بن محمد السمري- رضي الله عنه- فقام بما كان الى أبي القاسم، فلمّا حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده، و سألته عن الموكّل بعده، و لمن يقوم مقامه، فلم يظهر شيئا من ذلك، و ذكر أنّه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن.
880-(2)-
رجال الكشي: جعفر بن معروف الكشّي، قال: كتب أبو عبد الله البلخي إليّ، يذكر عن الحسين بن روح القمّي أنّ أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه في الحجّ، فأذن له و بعث إليه بثوب، فقال أحمد بن إسحاق: نعى إليّ نفسي، فانصرف من الحج فمات بحلوان.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 789، 793، 811، 812، 821، 822، 825، 849، 861.
ص: 316
881- 882-(1)-
كشف الغمة: أنا أذكر من ذلك قصّتين قرب عهدهما من زماني، و حدّثني بهما جماعة من ثقات إخواني.
كان في البلاد الحليّة شخص يقال له إسماعيل بن الحسن الهرقلي، من قرية يقال لها: هرقل، مات في زماني و ما رأيته، حكى لي ولده شمس الدين، قال: حكى لي والدي أنّه خرج فيه- و هو شابّ- على فخذه الأيسر توثة مقدار قبضة الإنسان و كانت في كلّ ربيع تشقّق و يخرج منها دم و قيح، و يقطعه ألمها عن كثير من أشغاله، و كان مقيما بهرقل فحضر الحلّة يوما و دخل الى مجلس السعيد رضى الدين على بن طاوس- رحمه الله- و شكا إليه ما يجده منها، و قال: اريد أن أداويها، فأحضر له أطبّاء الحلّة و أراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الأكحل، و علاجها خطر، و متى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت، فقال له السعيد رضي الدين- قدس روحه-: أنا متوجّه الى بغداد، و ربّما كان أطباؤها أعرف و أحذق من هؤلاء فاصحبني، فأصعد معه و أحضر الأطباء، فقالوا كما قال اولئك، فضاق صدره، فقال له السعيد: إنّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب، و عليك الاجتهاد في الاحتراس، و لا تغرّر بنفسك فالله تعالى قد نهى عن ذلك و رسوله، فقال له والدي: إذا كان الأمر على ذلك و قد وصلت الى بغداد فأتوجّه الى زيارة المشهد الشريف بسرّمن رأى على مشرّفه السلام، ثم أنحدر إلى أهلي، فحسّن له ذلك، فترك ثيابه و نفقته عند السعيد رضي الدين و توجّه، قال: فلمّا دخلت المشهد وزرت الأئمة عليهم السلام، نزلت السرداب و استغثت بالله تعالى و بالإمام عليه السلام، و قضيت بعض الليل في السرداب، و بتّ في المشهد إلى الخميس، ثمّ مضيت إلى دجلة و اغتسلت و لبست ثوبا نظيفا، و ملأت إبريقا كان معي، و صعدت أريد المشهد، فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور، و كان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم، فالتقينا فرأيت شابّين أحدهما عبد مخطوط، و كلّ واحد منهم متقلّد بسيف، و شيخا منقّبا بيده رمح، و الآخر متقلّد بسيف، و عليه فرجيّة ملوّنة فوق السيف و هو متحنّك بعذبته، فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق و وضع كعب الرمح في الأرض، و وقف الشابّان عن يسار الطريق، و بقي صاحب الفرجيةعلى الطريق مقابل والدي، ثمّ سلّموا عليه، فردّ عليهم السلام، فقال له صاحب الفرجيّة: أنت غدا تروح الى أهلك؟ فقال: نعم، فقال له: تقدّم حتّى أبصر ما يوجعك؟ قال: فكرهت ملامستهم، و قلت
ص: 317
في نفسي: أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة و أنا قد خرجت من الماء و قميصي مبلول، ثمّ إنّي بعد ذلك تقدّمت إليه فلزمني بيده و مدّني إليه، و جعل يلمس جانبي من كتفي الى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده، فأوجعني، ثمّ استوى في سرجه كما كان، فقال لي الشيخ:
أفلحت يا إسماعيل فعجبت من معرفته باسمي، فقلت: أفلحنا و أفلحتم إن شاء الله، قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الإمام، قال: فتقدّمت إليه فاحتضنته و قبّلت فخذه.
ثمّ إنّه ساق و أنا أمشي معه محتضنه، فقال: ارجع، فقلت:
لا أفارقك أبدا، فقال: المصلحة رجوعك، فأعدت عليه مثل القول الأوّل، فقال الشيخ: يا إسماعيل! ما تستحيي؟ يقول لك الإمام مرّتين ارجع و تخالفه؟ فجبهني بهذا القول، فوقفت، فتقدّم خطوات و التفت إليّ، و قال: إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر- يعني الخليفة المستنصر- رحمه الله- فإذا حضرت عنده و أعطاك شيئا فلا تأخذه، و قل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض، فإنّني أوصيه يعطيك الذي تريد، ثم سار و أصحابه معه، فلم أزل قائما أبصرهم إلى أن غابوا عنّي، و حصل عندي أسف لمفارقته، فقعدت إلى الأرض ساعة ثمّ مشيت إلى المشهد، فاجتمع القوّام حولي و قالوا: نرى وجهك متغيّرا أوجعك شي ء؟ قلت: لا، قالوا: أخاصمك أحد؟ قلت: لا، ليس عندي ممّا تقولون خبر، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟
فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم، فقلت: لا، بل هو الإمام عليه السلام، فقالوا: الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت: هو صاحب الفرجيّة، فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضه بيده و أوجعني، ثمّ كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا، فتداخلني الشكّ من الدهش، فأخرجت رجلي الاخرى فلم أر شيئا، فانطبق الناس عليّ و مزّقوا قميصي، فأدخلني القوّام خزانة و منعوا الناس عنّي، و كان ناظر بين النهرين بالمشهد، فسمع الضجّة و سأل عن الخبر فعرّفوه، فجاء الى الخزانة و سألني عن اسمي، و سألني منذ كم خرجت من بغداد، فعرّفته أنّي خرجت في أوّل الاسبوع، فمشى عنّي و بتّ في المشهد و صلّيت الصبح و خرجت و خرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد، و رجعوا عنّي، و وصلت إلى أوانا فبتّ بها، و بكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة، يسألون من ورد عليهم من اسمه و نسبه و أين كان، فسألوني عن اسمي و من أين جئت، فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ و مزّقوا ثيابي و لم يبق لي في روحي حكم، و كان ناظر بين النهرين كتب الى بغداد و عرّفهم الحال، ثمّ حملوني إلى بغداد، و ازدحم الناس عليّ و كادوا يقتلونني من كثرة الزحام،و كان الوزير القمّي- رحمه الله تعالى- قد طلب السعيد رضي الدين رحمه الله، و تقدّم أن يعرّفه صحّة هذا الخبر.
قال: فخرج رضي الدين و معه جماعة فوافينا باب النوبي، فردّ أصحابه الناس عنّي، فلمّا رآني قال: أ عنك يقولون؟ قلت: نعم، فنزل عن دابّته و كشف عن فخذي فلم ير شيئا، فغشي عليه ساعة و أخذ بيدي و أدخلني
ص: 318
على الوزير و هو يبكي، و يقول: يا مولانا! هذا أخي، و أقرب الناس إلى قلبي، فسألني الوزير عن القصّة، فحكيت له، فأحضر الأطبّاء الذين أشرفوا عليها و أمرهم بمداواتها، فقالوا: ما دواءها إلّا القطع بالحديد، و متى قطعها مات، فقال لهم الوزير: فبتقدير أن تقطع و لا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا: في شهرين، و تبقى في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر، فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة أيّام، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم و هي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح، فقال الوزير:
حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.
ثم إنّه احضر عند الخليفة المستنصر- رحمه الله تعالى- فسأله عن القصّة فعرّفه بها كما جرى، فتقدّم له بألف دينار، فلمّا حضرت قال:
خذ هذه فأنفقها، فقال: ما أجسر آخذ منه حبّة واحدة، فقال الخليفة:
ممّن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا، قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا، فبكى الخليفة و تكدّر و خرج من عنده و لم يأخذ شيئا.
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته علي بن عيسى- عفا الله عنه-:
كنت في بعض الأيّام أحكي هذه القصّة لجماعة عندي، و كان هذا شمس الدين محمّد ولده عندي، و أنا لا أعرفه، فلمّا انقضت الحكاية قال: أنا ولده لصلبه، فعجبت من هذا الاتّفاق، و قلت: هل رأيت فخذه و هي مريضة؟ فقال: لا لأنّي أصبوا عن ذلك، و لكنّي رأيتها بعد ما صلحت و لا أثر فيها، و قد نبت في موضعها شعر، و سألت السيّد صفي الدين محمّد بن محمّد بن بشر العلوي الموسوي، و نجم الدين حيدر بن الأيسر- رحمهما الله تعالى- و كانا من أعيان الناس و سراتهم و ذوي الهيئات منهم، و كانا صديقين لي و عزيزين عندي، فأخبراني بصحّة هذه القصّة، و أنّهما رأياها في حال مرضها و حال صحّتها. و حكى لي ولده هذا أنّه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام، حتّى إنّه جاء الى بغداد و أقام بها في فصل الشتاء، و كان كلّ أيّامه يزور سامراء و يعود الى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرّة طمعا أن يعود له الوقت الذي مضى أو يقضي له الحظّ بما قضى، و من الذي أعطاه دهرهالرضا، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء، فمات- رحمه الله- بحسرته، و انتقل الى الآخرة بغصّته، و الله يتولاه و إيّانا برحمته بمنّه و كرامته.
و حكى لي السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسيني أن أباه عطوة كان به أدرة، و كان زيدي المذهب، و كان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإماميّة، و يقول: لا اصدّقكم و لا أقول بمذهبكم حتى يجي ء صاحبكم- يعني المهدي- فيبرئني من هذا المرض، و تكرّر هذا القول منه، فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة إذا أبونا يصيح و يستغيث بنا؛ فأتيناه سراعا، فقال: الحقوا صاحبكم، فالساعة خرج من عندي، فخرجنا فلم نر أحدا، فعدنا إليه و سألناه، فقال: إنّه دخل إليّ شخص، و قال:
ص: 319
يا عطوة! فقلت: من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيك، قد جئت لابرئك ممّا بك، ثمّ مدّ يده فعصر قروتي و مشى، و مددت يدي فلم أر لها أثرا، قال لي ولده: و بقي مثل الغزال ليس به قلبة، و اشتهرت هذه القصّة، و سألت عنها غير ابنه فأخبر عنها فأقرّ بها.
و الأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة، و أنّه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز و غيرها فخلّصهم، و أوصلهم الى حيث أرادوا، و لو لا التطويل لذكرت منها جملة، و لكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.
883-(1)-
جنّة المأوى: الحكاية الثانية و الثلاثون: في شهر جمادى الاولى من سنة ألف و مائتين و تسعة و تسعين، ورد الكاظمين عليهما السلام رجل اسمه آقا محمّد مهدي، و كان من قاطني بندر ملومين من بنادر ماجين و ممالك برمه، و هو الآن في تصرّف الإنجريز، و من بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند، إليه مسافة ستّة أيّام من البحر مع المراكب الدخانيّة، و كان أبوه من أهل شيراز و لكنّه ولد و تعيّش في البندر المذكور، و ابتلي قبل التاريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد، فلمّا عوفي منه بقي أصمّ أخرس، فتوسّل لشفاء مرضه بزيارة أئمّة العراق عليهم السلام، و كان له أقارب في بلدة الكاظمين عليهما السلام من التجّار المعروفين، فنزل عليهم و بقي عندهم عشرين يوما، فصادف وقت حركة مركب الدخان إلى سرّ من رأى لطغيان الماء، فأتوا به إلى المركب و سلّموه الى راكبيه، و هم من أهل بغداد و كربلاء، و سألوهم المراقبة في حاله و النظر في حوائجه، لعدم قدرته على إبرازها، و كتبوا الى بعض المجاورين من أهل سامراء للتوجّه في اموره.
فلمّا ورد تلك الأرض المشرّفة و الناحية المقدّسة، أتى إلى السرداب المنوّر بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة من السنة المذكورة، و كان فيه جماعة من الثقات و المقدّسين، إلىأن أتى إلى الصفّة المباركة فبكى و تضرّع فيها زمانا طويلا، و كان يكتب قبيله حاله على الجدار، و يسأل من الناظرين الدعاء و الشفاعة، فما تمّ بكاؤه و تضرّعه إلّا و قد فتح الله تعالى لسانه، و خرج بإعجاز الحجّة عليه السلام من ذلك المقام المنيف مع لسان ذلق، و كلام فصيح، و أحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيّد الفقهاء و شيخ العلماء رئيس الشيعة، و تاج الشريعة، المنتهية إليه رئاسة الإماميّة، سيّدنا الأفخم و استاذنا الأعظم الحاجّ الآميرزا محمّد حسن الشيرازي متّع الله المسلمين بطول بقائه، و قرأ عنده متبرّكا السورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحّته و حسن قراءته، و صار يوما مشهودا و مقاما محمودا.
و في ليلة الأحد و الاثنين اجتمع العلماء و الفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين، و أضاءوا فضاءه من المصابيح و القناديل، و نظموا القصّة و نشروها في البلاد، و كان معه في المركب مادح أهل البيت عليهم السلام
ص: 320
الفاضل اللبيب الحاجّ ملّا عباس الصفّار الزنوزي البغدادي، فقال و هو من قصيدة طويلة، و رآه مريضا و صحيحا:
و في عامها جئت و الزائرين *** الى بلدة سرّ من قد رآها
رأيت من الصين فيها فتى *** و كان سميّ إمام هداها
يشير إذا ما أراد الكلام *** و للنفس منه ...(1) براها
و قد قيّد السقم منه الكلام *** و أطلق من مقلتيه دماها
فوافا إلى باب سرداب من *** به الناس طرّا ينال مناها
يروم بغير لسان يزور *** و للنفس منه دهت بعناها
و قد صار يكتب فوق الجدار *** ما فيه للروح منه شفاها
أروم الزيارة بعد الدعاء *** ممّن رأى أسطري و تلاها
لعلّ لساني يعود الفصيح *** و عليّ أزور و أدعو الإلها
إذا هو في رجل مقبل *** تراه ورى البعض من أتقياها
تأبط خير كتاب له *** و قد جاء من حيث غاب ابن طه
فأومى إليه ادع ما قد كتب *** و جاء فلمّا تلاه دعاها
و أوصى به سيّدا جالسا *** أن ادعوا له بالشفاء شفاها
فقام و أدخله غيبة الإ *** مام المغيّب من أوصياها
و جاء إلى حفرة الصفّة *** التي هي للعين نور ضياها
و أسرج آخر فيها السراج *** و أدناه من فمه ليراها
هناك دعا الله مستغفرا *** و عيناه مشغولة ببكاها
و مذ عاد منها يريد الصلاة *** قد عاود النفس منه شفاها
ص: 321
و قد أطلق الله منه اللسان *** و تلك الصلاة أتمّ أداها
و لمّا بلغ الخبر إلى خرّيت صناعة الشعر، السيّد المؤيد، الأديب اللبيب، فخر الطالبيّين، و ناموس العلويّين، السيد حيدر بن السيّد سليمان الحلّي- أيّده الله تعالى- بعث الى سرّ من رأى كتابا صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، لمّا هبّت من الناحية المقدّسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة، فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله عند ما قام عندها في تضرّعه و ابتهاله، أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة، في نظم قصيدة تتضمّن بيان هذا المعجز العظيم و نشره، و أن أهنّئ علامة الزمن و غرّة وجهه الحسن، فرع الأراكة المحمّديّة، و منار الملّة الأحمديّة، علم الشريعة، و إمام الشيعة، لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين، فنظمت هذه القصيدة الغرّاء، و أهديتها إلى دار إقامته و هي سامرّاء، راجيا أن تقع موقع القبول، فقلت و من الله بلوغ المأمول:
كذا يظهر المعجز الباهر *** و يشهده البرّ و الفاجر
و تروى الكرامة مأثورة *** يبلّغها الغائب الحاضر
يقرّ لقوم بها ناظر *** و يقذي لقوم بها ناظر
فقلب لها ترحا واقع *** و قلب بها فرحا طائر
أجل طرف فكرك يا مستدلّ *** و أنجد بطرفك يا غائر
تصفّح مآثر آل الرسول *** و حسبك ما نشر الناشر
و دونكه نبأ صادقا *** لقلب العدوّ هو الباقر
فمن صاحب الأمر أمس استبان *** لنا معجز أمره باهر
بموضع غيبته مذ ألمّ *** أخو علّة داؤها ظاهر
رمى فمه باعتقال اللسان *** رام هو الزمن الغادر
فأقبل ملتمسا للشفاء *** لدى من هو الغائب الحاضر
و لقّنه القول مستأجر *** عن القصد فى أمره جائر
فبيناه في تعب ناصب *** و من ضجر فكره حائر
إذ انحلّ من ذلك الاعتقال *** و بارحه ذلك الضائر
فراح لمولاه في الحامدين *** و هو لآلائه ذاكر
ص: 322
لعمري لقد مسحت داءه *** يد كلّ خلق لها شاكر
يد لم تزل رحمة للعباد *** لذلك أنشأها الفاطر
تحدّر و إن كرهت أنفس *** يضيق شجى صدرها الواغر
و قل إنّ قائم آل النبيّ *** له النهي و هو هوالآمر
أ يمنع زائره الاعتقال *** ممّا به ينطق الزائر
و يدعوه صدقا إلى حلّه *** و يقضي على أنّه القادر
و يكبو مرجّيه دون الغياث *** و هو يقال به العاثر
فحاشاه بل هو نعم المغيث *** إذا نضنض الحارث الفاغر
فهذي الكرامة لا ما غدا *** يلفّقه الفاسق الفاجر
أدم ذكرها يا لسان الزمان *** و في نشرها فمك العاطر
و هنّ بها سرّ من را و من *** به ربعها آهل عامر
هو السيد الحسن المجتبى *** خضمّ الندى غيثه الهامر
و قل يا تقدّست من بقعة *** بها يهب الزلّة الغافر
كلا اسميك في الناس باد له *** بأوجههم أثر ظاهر
فأنت لبعضهم سرّ من *** رأى و هو نعت لهم ظاهر
فأنت لبعضهم ساء من *** رأى و به يوصف الخاسر
لقد أطلق الحسن المكرمات *** محيّاك فهو بهيّ سافر
فأنت حديقة زهو به *** و أخلافه روضك الناضر
عليم تربّى بحجر الهدى *** و نسج التقى برده الطاهر
... إلى أن قال- سلّمه الله تعالى-:
كذا فلتكن عترة المرسلين *** و إلّا فما الفخر يا فاخر
ص: 323
884-(1)- تنبيه الخواطر (المعروف بمجموعة ورّام): حدثني السيّد الأجلّ الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني، قال: حدّثني علي بن نما، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن علي بن حمزة الأقساني في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي، قال:
كان بالكوفة شيخ قصّار، و كان موسوما بالزهد، منخرطا في سلك السياحة، متبتّلا للعبادة، مقتفيا للآثار الصالحة، فاتّفق يوما أنّني كنت بمجلس والدي و كان هذا الشيخ يحدّثه و هو مقبل عليه، قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي، و هو مسجد قديم، و قد انتصف الليل و أنا بمفردي فيه للخلوة و العبادة،فإذا أقبل عليّ ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد، فلمّا توسّطوا صرحته جلس أحدهم ثمّ مسح الأرض بيده يمنة و يسرة، فحصحص الماء و نبع، فأسبغ الوضوء منه ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء فتوضّئا، ثمّ تقدّم فصلّى بهما إماما، فصلّيت معهم مؤتمّا به، فلمّا سلّم و قضى صلاته بهرني حاله، و استعظمت فعله من إنباع الماء، فسألت الشخص الذي كان منهما إلى يميني عن الرجل، فقلت له: من هذا؟ فقال لي: هذا صاحب الأمر ولد الحسن عليه السلام، فدنوت منه و قبّلت يديه، و قلت له: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله! ما تقول في الشريف عمر بن حمزة، هل هو على الحقّ؟
فقال: لا، و ربّما اهتدى، إلّا أنّه ما يموت حتّى يراني، فاستطرفنا هذا الحديث، فمضت برهة طويلة فتوفّي الشريف عمر و لم يشع أنّه لقيه، فلمّا اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها، و قلت له مثل الرادّ عليه: أ ليس كنت ذكرت أنّ هذا الشريف عمر لا يموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إليه، فقال لي: و من أين لك أنّه لم يره؟ ثمّ إنّني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبى المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة و تفاوضنا أحاديث والده، فقال: إنّا كنّا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي و هو في مرضه الذي مات فيه، و قد سقطت قوّته و خفت صوته و الأبواب مغلقة علينا إذ دخل علينا شخص هبناه و استطرفنا دخوله و ذهلنا عن سؤاله، فجلس الى جنب والدي و جعل يحدّثه مليّا و والدي يبكي، ثمّ نهض، فلمّا غاب عن أعيننا تحامل والدي و قال: أجلسوني، فأجلسناه و فتح عينيه و قال: أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث أتى، فقال: اطلبوه، فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلقة و لم نجد له أثرا، فعدنا إليه فأخبرناه بحاله و أنّا لم نجده، ثمّ إنّا سألناه عنه، فقال: هذا صاحب الأمر، ثمّ عاد إلى ثقله في المرض و اغمي عليه، تمّ الحديث.
ص: 324
885-(1)-
السلطان المفرج عن أهل الإيمان: و من ذلك بتاريخ صفر لسنة سبعمائة و تسع و خمسين حكى لى المولى الأجلّ الأمجد، العالم الفاضل، القدوة الكامل، المحقّق المدقّق، مجمع الفضائل، و مرجع الأفاضل، افتخار العلماء في العالمين، كمال الملّة و الدين، عبد الرحمن بن العمّاني، و كتب بخطّه الكريم، عندي ما صورته:
قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمن بن ابراهيم القبائقي: إنّي كنت أسمع في الحلة السيفيّة- حماها الله تعالى- أنّ المولى الكبير المعظّم جمال الدين ابن الشيخ الأجلّ الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج، فعالجته جدّته لأبيه بعد موت أبيه بكلّ علاج للفالج، فلم يبرأ، فأشار عليها بعض الأطبّاء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ، و قيل لها: ألّا تبيّتينهتحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام، لعلّ الله تعالى يعافيه و يبرئه، ففعلت و بيّتته تحتها، و إنّ صاحب الزمان عليه السلام أقامه و أزال عنه الفالج.
ثمّ بعد ذلك حصل بيني و بينه صحبة حتّى كنّا لم نكد نفترق، و كان له دار المعشرة، يجتمع فيها وجوه أهل الحلّة و شبابهم و أولاد الأماثل منهم، فاستحكيته عن هذه الحكاية، فقال لي: إنّي كنت مفلوجا و عجز الأطبّاء عنّي، و حكى لي ما كنت أسمعه مستفاضا في الحلّة من قضيّته، و أنّ الحجّة صاحب الزمان عليه السلام قال لي و قد أباتتني جدّتي تحت القبّة: قم، فقلت: يا سيّدي لا أقدر على القيام منذ سنتي، فقال: قم بإذن الله تعالى، و أعانني على القيام، فقمت و زال عنّي الفالج، و انطبق عليّ الناس حتّى كادوا يقتلونني، و أخذوا ما كان علي من الثياب تقطيعا و تنتيفا يتبرّكون فيها، و كساني الناس من ثيابهم، و رحت إلى البيت، و ليس بي أثر الفالج، و بعثت الى الناس ثيابهم، و كنت أسمعه يحكي ذلك للناس و لمن يستحكيه مرارا حتّى مات رحمه الله.
886-(2)-
السلطان المفرّج عن أهل الإيمان: و من ذلك ما أخبرني من أثق به، و هو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغروي- سلّم الله تعالى على مشرّفه- ما صورته: إنّ الدار التي هي الآن- سنة سبعمائة و تسع و ثمانين- أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير و الصلاح يدعى حسين المدلّل، و به يعرف ساباط المدلّل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة، و هو مشهور بالمشهد الشريف الغروي عليه السلام، و كان الرجل له عيال و أطفال، فأصابه فالج فمكث مدّة لا يقدر على القيام و إنّما يرفعه عياله عند حاجته و ضروراته، و مكث على ذلك مدّة مديدة، فدخل على عياله و أهله بذلك شدّة شديدة، و احتاجوا الى الناس و اشتدّ عليهم الناس، فلما كان سنة عشرين و سبعمائة هجريّة في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله فانتبهوا في الدار، فإذا الدار و السطح قد امتلأ نورا يأخذ بالأبصار، فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إنّ الإمام عليه السلام جاءني و قال لي: قم يا حسين!
ص: 325
فقلت: يا سيّدي، أ تراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي و أقامني فذهب ما بي، و ها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي، و قال لي: هذا الساباط دربي الى زيارة جدّي عليه السلام فأغلقه في كلّ ليلة، فقلت:
سمعا و طاعة لله و لك يا مولاي، فقام الرجل و خرج الى الحضرة الشريفة الغرويّة، و زار الإمام عليه السلام، و حمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام، و صار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات، فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الإمام القائم عليه السلام.
887-(1)- قبس المصباح: أخبرنا الشيخ الصدوق، أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي، المعروف بابن الكوفي ببغداد في آخر شهر ربيع الأوّل سنة اثنين و أربعين و أربعمائة، و كان شيخا بهيّا ثقة، صدوق اللسان عند الموافق و المخالف، رضي الله عنه و أرضاه، قال:
أخبرني الحسن بن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه، قال: حكى لي أبو الوفاء الشيرازي و كان صديقا، أنّه قبض عليّ أبو على إلياس صاحب كرمان فقيّدني، و كان الموكلون بي يقولون: إنّه قد همّ فيك بمكروه، فقلقت من ذلك و جعلت أناجي الله تعالى بالنبي و الائمة عليهم السلام، و لمّا كانت ليلة الجمعة فرغت من صلواتي و نمت، فرأيت النبي صلّى الله عليه و آله في نومي و هو يقول: لا تتوسّل بي و لا بابنتي و لا ابني لشي ء من أغراض الدنيا إلّا لما تبتغيه من طاعة الله تعالى و رضوانه، فأمّا أبو الحسن أخي فإنّه ينتقم لك ممّن ظلمك، قال: فقلت: يا رسول الله! كيف ينتقم ممّن ظلمني و قد لبّب في حبل فلم ينتقم، و غصب على حقّه فلم يتكلّم؟
قال: فنظر إليّ عليه السلام كالمتعجّب و قال: ذلك عهد عهدته إليه، و أمر أمرته به، فلمّا يجز له إلّا القيام به، و قد أدّى الحقّ فيه، إلّا أنّ الويل لمن تعرّض لوليّ الله، و أمّا عليّ بن الحسين فللنجاة من السلاطين و نفث الشياطين، و أمّا محمد بن علي و جعفر بن محمّد عليهما السلام فللآخرة و ما تبتغيه من طاعة الله عزّ و جلّ، و أمّا موسى بن جعفر عليهما السلام فالتمس به العافية من الله عزّ و جلّ، و أمّا عليّ بن موسى عليهما السلام فاطلب به السلام في البراري و البحار، و أمّا محمّد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى، و أمّا علي بن محمّد عليهما السلام فللنوافل و برّ الإخوان و ما تبتغيه من طاعة الله تعالى، و أمّا الحسن بن علي عليهما السلام فللآخرة، و أما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف، و وضع يده على حلقه، فاستعن به فإنّه يعينك، فناديت في نومي:
يا صاحب الزمان أدركني فقد بلغ مجهودي، قال أبو الوفاء: انتبهت من نومي و الموكلون يأخذون قيودي.
ص: 326
888-(1)-
كشف الأستار: ... قد ظهر في هذه الأيّام كرامة باهرة من المهدي عليه السلام في متعلقات أجزاء الدولة العلية العثمانية المقيمين في المشهد الشريف الغروي، و صارت في الظهور و الشيوعكالشمس فى رابعة النهار، و نحن نتبرّك بذكرها بالسند الصحيح العالي: حدّث جناب الفاضل الرشيد السيّد محمّد سعيد أفندي الخطيب فيما كتبه بخطّه:
كرامة لآل الرسول عليه و عليهم الصلاة و السلام ينبغي بيانها لإخواننا أهل الإسلام، و هي: أنّ امرأة اسمها ملكة بنت عبد الرحمن، زوجة ملّا أمين المعاون لنا في المكتب الحميدي الكائن في النجف الأشرف، ففي الليلة الثانية من شهر ربيع الأوّل من هذه السنة- أي سنة 1317 ه ليلة الثلاثاء، صار معها صداع شديد، فلمّا أصبح الصباح فقدت ضياء عينيها، فلم تر شيئا قط، فأخبروني بذلك، فقلت لزوجها المذكور:
اذهب بها ليلا الى روضة حضرة المرتضى- عليه من الله تعالى الرضا- لتستشفع به و تجعله واسطة بينها و بين الله، لعلّ الله سبحانه و تعالى أن يشفيها، فلم تذهب في تلك الليلة- يعني ليلة الأربعاء- لانزعاجها ممّا هي فيه، فنامت بعض تلك الليلة فرأت في منامها أنّ زوجها المذكور و امرأة اسمها زينب كأنهما مضيا معها لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام، فكأنّهم رأوا في طريقهم مسجدا عظيما مشحونا من الجماعة، فدخلوا فيه لينظروه، فسمعت المصابة رجلا يقول من بين الجماعة: لا تخافي أيّتها المرأة التي فقدت عينيها، إن شاء الله تشفيان، فقالت: من أنت بارك الله فيك؟ فأجابها: أنا المهديّ؛ فاستيقظت فرحانة، فلمّا صار الصباح- يعني يوم الأربعاء- ذهبت و معها نساء كثيرات الى مقام سيّدنا المهدي خارج البلد، فدخلت وحدها و أخذت بالبكاء و العويل و التضرّع، فغشي عليها من ذلك، فرأت في غشيتها رجلين جليلين، الأكبر منهما متقدّم و الآخر شابّ خلفه، فخاطبها الأكبر بأن لا تخافي، فقالت له: من أنت؟ قال:
أنا علي بن أبي طالب، و هذا الذي خلفي ولدي المهدي- رضي الله تعالى عنهما- ثمّ أمر الأكبر- المشار إليه- امرأة هناك و قال: قومي يا خديجة و امسحي على عيني هذه المسكينة، فجاءت و مسحت عليهما فانتبهت و أنا أرى و أنظر أحسن من الأوّل، و النساء يهلهلن فوق رأسي، فجاءت النساء بها بالصلوات و الفرح، و ذهبن بها الى زيارة حضرة المرتضى- كرّم الله تعالى وجهه- و عيناها الآن لله الحمد أحسن من الأوّل.
و ما ذكرناه لمن أشرنا إليهما قليل، إذ يقع أكبر منه لخدّامهما من الصالحين بإذن المولى الجليل، فكيف بأعيان آل سيد المرسلين- عليه و عليهم الصلاة و السلام الى يوم الدين- اماتنا الله على حبّهم، آمين آمين.
هذا ما اطّلع عليه الحقير الخطيب و المدرّس في النجف الأشرف السيّد محمّد سعيد، انتهى.
ص: 327
889-(1)- إثبات الهداة: و منها: إنّا كنّا جالسين في بلادنا في قرية مشغرا في يوم عيد و نحن جماعة من طلبة العلم و الصلحاء، فقلت لهم: ليت شعرى في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيّا، و من يكون قد مات؟ فقال لي رجل كان اسمه الشيخ محمّد و كان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أنّي أكون في عيد آخر حيّا، و في عيد آخر و عيد آخر الى ستّ و عشرين سنة، و ظهر منه أنّه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب؟ فقال: لا، و لكنّي رأيت المهدي عليه السلام في النوم و أنا مريض شديد المرض، فقلت له: أنا مريض، و أخاف أن أموت و ليس لى عمل صالح ألقى الله به، فقال: لا تخف، فإنّ الله يشفيك من هذا المرض و لا تموت فيه، بل تعيش ستّا و عشرين سنة، ثمّ ناولني كأسا كان في يده فشربت منه و زال عنّي المرض و حصل لي الشفاء، و جلست و أنا أعلم أنّ هذا ليس من الشيطان، فلمّا سمعت كلام الرجل كتبت التاريخ و كان سنة (1049 ه)، و مضت لذلك مدّة طويلة و انتقلت الى المشهد المقدّس سنة (1072 ه)، فلمّا كانت السنة الأخيرة وقع في قلبي أنّ المدة انقضت، فرجعت الى ذلك التاريخ و سنته فرأيت قد مضى منه ستّ و عشرون سنة، فقلت: ينبغى أن يكون الرجل مات، فما مضت إلّا مدّة نحو شهر أو شهرين حتّى جاءتني كتابة من أخي و كان في البلاد يخبرني أنّ الرجل المذكور مات.
890-(2)-
الإمامة و المهدويّة- حكاية شفاء الصالحة زوجة العالم الجليل الفاضل الشيخ محمّد المتّقي الهمداني، و هو من فضلاء الحوزة العلميّة بقم، معروف بطهارة النفس و التقوى، أعرفه منذ سنين بالدين و الأخلاق الحميدة، و هذه عين ترجمة ما كتبه شرحا لهذه الواقعة:
رأيت من المناسب أن أذكر توسّلي بالإمام بقيّة الله في الأرضين الحجّة بن الحسن العسكري و توجهه عليه السلام إليّ، لكون موضوع هذا الكتاب هو في إثبات وجود حضرته من طريق المعجزات و خرق العادات:
يوم الاثنين في الثامن عشر من شهر صفر من سنة ألف و ثلاثمائة و سبعة و تسعين عرض لنا أمر مهم أقلقنا و مئات أشخاص آخرين، و ذلك لأنّ زوجة هذا العبد- محمّد متّقي همداني- و على أثر الهم و الغمّ و البكاء و العويل- و لمدّة سنتين- بسبب موت اثنين من أولادها في عنفوان شبابهما و في لحظة واحدة في جبال شميران، في
ص: 328
هذا اليوم اصيبت بنوبة ناقصة، و مع كلّ ما بذله الأطبّاء في علاجها إلّا أنّه لم ينفع معها شي ء، و بقيت على هذا الحال إلى ليلة الجمعة في الثاني و العشرين من صفر، يعني بعد أربعة أيّام من وقوع حادثة النوبة و ذلك عند الساعة الحادية عشر تقريبا، و قد ذهبت الى غرفتي للاستراحة، و بعد تلاوة بعض الآيات من كلام الله و قراءة دعاء وجيز من أدعية ليالى الجمعة، و بعدها ابتهلت الى الباري تعالى في أن يأذن لسيّدي و مولاي صاحب الزمان الحجّة بن الحسن صلوات الله عليه و على آبائه المعصومين ليجي ء لإغاثتنا، و كان سبب توسّلي بهذا المولى العظيم و أنّي لم أطلب حاجتي من الباري تبارك و تعالى مباشرة، هو أنّني قبل شهر تقريبا من يوم الحادثة كانت ابنتي الصغيرة فاطمة قد طلبت منّي أن أسرد لها قصص و حكايات الأشخاص الذين صاروا موردا لألطاف حضرة بقيّة الله- روحي و أرواح العالمين له الفداء- و مشمولين لحنان و إحسان هذا المولى، و كنت قد لبّيت طلبها و قرأت لها كتاب «النجم الثاقب» للحاج النوري، و لذا خطر في ذهني أنّه: لم لا أكون كبقية المئات من هؤلاء الأفراد، و أتوسّل بالحجّة المنتظر الإمام الثاني عشر من الائمة المعصومين عليهم سلام الله الملك الأكبر؟
و لذا- و كما ذكرت قبل قليل- و في حدود الساعة الحادية عشرة من الليل توسّلت بهذا المولى العظيم، و بقلب ملأه الحزن، و عين تفيض بالدمع، فأخذني النوم، و عند الساعة الرابعة بعد منتصف الليل و على المعتاد استيقظت و فجأة أحسست بصوت و همهمة تصلني من الغرفة السفلى الّتي كانت مريضتنا راقدة فيها، ثمّ ازداد هذا الصوت و الهمهمة، ثمّ سكت كلّ شي ء و هدأ، و في الساعة الخامسة و النصف- التي كانت تلك الأيّام وقت أذان الصبح- نزلت الى الأسفل لأتوضّأ و فجأة رأيت ابنتي الكبيرة- و التي تكون عادة و في مثل هذا الوقت نائمة- مستيقظة و في نشاط و سرور كبير، فما أن رأتني حتّى قالت: أبة ... البشارة ... البشارة ...! قلت: ما الخبر؟ و ظننت أنّ أخي أو اختي قد جاء أحدهما من همدان، قالت: بشارة، لقد عوفيت والدتي، قلت: من شفاها؟ قالت: إنّ والدتي في الساعة الرابعة بعد منتصف اللّيل أيقظتنا بصوت عال و فزع و اضطراب، و لما كانت ابنتها و أخوها الحاجّ مهدى و ابن اختها المهندس غفّاري اللذان قد أقبلا أخيرا من طهران لأخذ المريضة إلى طهران للمعالجة و قد كانوا في الغرفة لمراقبة المريضة، و إذا بهم فجأة سمعوا صياح و نداء المريضة و هي تقول: انهضوا و شيّعوا المولى ... انهضوا و شيّعوا المولى ...، و كانت ترى إن انتظرت إلى أنيستيقظوا من نومهم كان الإمام قد ذهب، و لأجل هذا قد طفرت من مقامها مع أنّها كانت غير قادرة على الحركة منذ أربعة أيّام و شايعت الإمام إلى باب الدار، و كانت ابنتها التي كانت تمرّض والدتها قد استيقظت على أثر صياح امّها «شيّعوا المولى» و ذهبت وراء والدتها الى باب الدار لتراها أين تذهب، و أمّا المريضة فإنّها التفتت الى نفسها لكنّها لم تكن مصدّقة أنّها قد جاءت الى هذا المكان بنفسها، فسألت من ابنتها زهراء: يا زهراء! هل أرى حلما أم أنا في يقظة؟ أجابت ابنتها: أمّاه لقد شفيت ... أين هو المولى الذي كنت تقولين: «شيّعوا المولى»، فإنّنا لم نشاهد أحدا؟ فقالت الامّ: لقد كان سيّدا عظيما في زيّ أهل العلم و جليل القدر، و لم يكن شابا و لا شيخا كبيرا، جاء و وقف عند
ص: 329
رأسي، و قال: انهضي فقد شفاك الله، قلت: لا أستطيع النهوض، فقال بلحن أشدّ: انهضي فقد شفيت، فنهضت لمهابة هذا العظيم، فقال: لقد شفيت فلا تتناولي الدواء بعد و لا تبكي، و لأنّه أراد الخروج من الغرفة فإنّني أيقظتكم كيما تشيّعونه، و لكنّي رأيتكم قد أبطأتم فقمت من مكاني لاشيّع المولى بنفسي، و بحمد الله تعالى و بعد هذه العناية التي شملتها فقد تحسّنت حالتها فورا، و عينها اليمنى التي كانت لا تبصر بها الأشياء بوضوح على أثر السكتة قد تحسّنت بعد تلك الأيّام الأربعة التي لم يكن لها فيها رغبة إلى الطعام، و في تلك اللحظة قالت: إنّي جائعة، آتوني بطعام، فأعطيناها قدحا من حليب كان فى الدار، فتناولته بكل شهيّة، و عاد لون وجهها الى طبيعته، و على أثر قول الإمام لها: لا تبكي، ارتفع غمّها و حزنها من قلبها، علما بأنّها كانت مبتلاة بمرض الرماتزم قبل خمس سنوات و قد شفيت بلطفه عليه السلام، مع أنّ الأطبّاء عجزوا عن معالجتها.
و من تمام القول أن نذكر أنّه في الأيّام الموسومة بالأيّام الفاطمية كنّا عقدنا مجلسا لأجل شكر هذه النعمة العظمى، ثمّ إنّي قد شرحت قضية شفائها لجناب السيّد الطبيب دانشور، و الذي كان من الأطباء المعالجين لهذه السيّدة، فقال الطبيب: إنّ هذا المرض الذي رأيته كان سكتة لا يمكن علاجها بالطرق العادية، اللهمّ إلّا عن طريق الخوارق و المعاجز، و الحمد لله رب العالمين، و صلّى الله على محمد و آله المعصومين، لا سيّما إمام العصر، و ناموس الدهر، قطب دائرة الإمكان، إمام و مولى الإنس و الجان، مالك الأرض و الزمان، و من بيده رقاب العالمين، الحجّة بن الحسن العسكري صلوات الله عليه و على آبائه المعصومين الى قيام يوم الدين.
و يدل عليه من هذا الباب الأحاديث 892، 895، 897، 898، 899.
891-(1)-
الأنوار النعمانية: قال (بعد ذكر ورع المقدّس الأردبيلي- قدّس سرّه- و علوّ رتبته في الزهد و التقوى و بعض كراماته):
ص: 330
حدّثني أوثق مشايخي علما و عملا: أنّ لهذا الرجل- و هو المولى الأردبيلي- تلميذا من أهل تفريش، اسمه مير علّام [فيض الله- خ]، و قد كان بمكان من الفضل و الورع، قال ذلك التلميذ: إنّه قد كانت له حجرة في المدرسة المحيطة بالقبّة الشريفة، فاتفق أنّي فرغت من مطالعتي و قد مضى جانب كثير من الليل، فخرجت من الحجرة أنظر في حوش الحضرة، و كانت الليلة شديدة الظلام، فرأيت رجلا مقبلا على الحضرة الشريفة، فقلت: لعل هذا سارق، جاء ليسرق شيئا من القناديل، فنزلت و أتيت إلى قربه فرأيته و هو لا يراني، فمضى إلى الباب و وقف، فرأيت القفل قد سقط و فتح له الباب الثاني، و الثالث على هذا الحال، فأشرف على القبر فسلّم، و أتى من جانب القبر ردّ السلام، فعرفت صوته، فإذا هو يتكلم مع الإمام عليه السلام في مسألة علمية، ثمّ خرج من البلد متوجّها الى مسجد الكوفة، فخرجت خلفه و هو لا يراني، فلمّا وصل الى محراب المسجد سمعته يتكلّم مع رجل آخر بتلك المسألة، فرجع و رجعت خلفه، فلمّا بلغ الى باب البلد أضاء الصبح، فأعلنت نفسي له، و قلت له: يا مولانا كنت معك من الأول إلى الآخر، فأعلمني من كان الرجل الأوّل الذي كلّمته في القبّة، و من الرجل الآخر الذي كلّمك في مسجد الكوفة؟ فأخذ عليّ المواثيق أنّي لا اخبر أحدا بسرّه حتّى يموت، فقال لي: يا ولدي! إنّ بعض المسائل تشتبه عليّ، فربما خرجت في بعض الليل إلى قبر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و كلّمته فى المسألة و سمعت الجواب، و في هذه الليلة أحالني على مولانا صاحب الزمان، و قال لي:إنّ ولدنا المهدي هذه الليلة في مسجد الكوفة فامض إليه و سله عن هذه المسألة، و كان ذلك الرجل هو المهدي عليه السلام.
892-(1)-
بحار الأنوار: و منها: ما أخبرني به جماعة من أهل الغري- على مشرّفه السلام- أنّ رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغري متوجّها الى بيت الله الحرام، فاعتلّ علة شديدة حتّى يبست رجلاه، و لم يقدر على المشي، فخلّفه رفقاؤه و تركوه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدّسة و ذهبوا الى الحجّ، فكان هذا الرجل يغلق عليه الباب كلّ يوم و يذهب الى الصحاري للتنزّه و لطلب الدراري التي تؤخذ منها، فقال له في بعض الأيّام: إنّي قد ضاق صدري و استوحشت من هذا المكان، فاذهب بي اليوم و اطرحني في مكان و اذهب حيث شئت، قال: فأجابني الى ذلك، و حملني و ذهب بي إلى مقام القائم صلوات الله عليه خارج النجف، فأجلسني هناك و غسل قميصه في الحوض و طرحه على شجرة كانت هناك و ذهب الى الصحراء، و بقيت وحدي مغموما افكّر فيما يؤول إليه أمري، فإذا بشاب صبيح الوجه، أسمر اللّون، دخل الصحن و سلّم عليّ و ذهب الى بيت المقام، و صلّى عند المحراب ركعات بخضوع و خشوع لم أر مثله قط، فلمّا فرغ من الصلاة خرج و أتاني و سألني عن حالي، فقلت له: ابتليت ببليّة ضقت بها، لا يشفيني الله فأسلم منها و لا يذهب بي فأستريح، فقال:
ص: 331
لا تحزن سيعطيك الله كليهما، و ذهب، فلمّا خرج رأيت القميص وقع على الأرض، فقمت و أخذت القميص و غسلتها و طرحتها على الشجرة، فتفكّرت في أمري، و قلت: أنا كنت لا أقدر على القيام و الحركة، فكيف صرت هكذا؟ فنظرت الى نفسي فلم أجد شيئا ممّا كان بي، فعلمت أنّه كان القائم صلوات الله عليه، فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا، فندمت ندامة شديدة، فلمّا أتاني صاحب الحجرة سألني عن حالي و تحيّر في أمري، فأخبرته بما جرى، فتحسّر على ما فات منه و منّي، و مشيت معه الى الحجرة.
قالوا: فكان هكذا سليما حتى أتى الحاجّ و رفقاؤه، فلمّا رآهم و كان معهم قليلا مرض و مات و دفن في الصحن، فظهر صحّة ما أخبره عليه السلام من وقوع الأمرين معا.
893-(1)-
جنّة المأوى: الحكاية التاسعة ما حدّثني به العالم العامل، و العارف الكامل، غوّاص غمرات الخوف و الرجاء، و سيّاح فيافي الزهد و التقى، صاحبنا المفيد، و صديقنا السديد، الآغا علي رضاابن العالم الجليل الحاجّ المولى محمّد النائيني- رحمهما الله تعالى- عن العالم البدل الورع التقيّ صاحب الكرامات، و المقامات العاليات، المولى زين العابدين ابن العالم الجليل المولى محمّد السلماسي- رحمه الله- تلميذ آية الله السيّد السند، و العالم المسدّد، فخر الشيعة، و زينة الشريعة، العلامة الطباطبائي السيّد محمّد مهدي المدعوّ ببحر العلوم- أعلى الله درجته- و كان المولى المزبور من خاصّته في السرّ و العلانية.
قال: كنت حاضرا في مجلس السيّد في المشهد الغرويّ إذ دخل عليه لزيارته المحقّق القمّي صاحب «القوانين» في السنة التي رجع من العجم الى العراق زائرا لقبور الأئمّة عليهم السلام، و حاجّا لبيت الله الحرام، فتفرّق من كان في المجلس و حضر للاستفادة منه، و كانوا أزيد من مائة، و بقي ثلاثة من أصحابه أرباب الورع و السداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد، فتوجّه المحقّق الأيّد إلى جناب السيّد و قال: إنّكم فزتم و حزتم مرتبة الولادة الروحانيّة و الجسمانيّة، و قرب المكان الظاهري و الباطني، فتصدّقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان، و ثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي تنشرح به الصدور، و تطمئنّ به القلوب، فأجاب السيّد من غير تأمّل، و قال: إنّى كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أو أقل- و الترديد من الراوي- في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل، عازما على الرجوع إلى النجف في أوّل الصبح، لئلا يتعطّل أمر البحث و المذاكرة- و هكذا كان دأبه في سنين عديدة- فلمّا خرجت من المسجد القي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه، خوفا من عدم الوصول الى البلد قبل الصبح فيفوت البحث في اليوم، و لكن كان الشوق يزيد في كلّ آن، و يميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أقدّم رجلا و أؤخرّ اخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي و أمالتني عن الطريق، فكأنّها التوفيق الذي هو خير رفيق، إلى أن ألقتني إلى باب المسجد، فدخلت فإذا به خاليا عن العبّاد و
ص: 332
الزوّار، إلّا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبّار، بكلمات ترقّ القلوب القاسية، و تسحّ الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي، و تغيّر حالي، و رجفت ركبتي، و هملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها اذني، و لم ترها عيني، ممّا وصلت إليه من الأدعية المأثورة، و عرفت أنّ الناجي ينشئها في الحال، لا أنّه ينشد ما أودعه في البال، فوقفت في مكاني مستمعا متلذّذا الى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إليّ و صاح بلسان العجم: «مهدي بيا» أي: هلمّ يا مهديّ! فتقدّمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدّم، فمشيت قليلا ثمّ وقفت، فأمرني بالتقدّم، و قال: إنّ الأدب في الامتثال، فتقدّمت إليه بحيث تصل يدي إليه، و يده الشريفة إليّ، و تكلّم بكلمة.
قال المولى السلماسي- رحمه الله-: و لمّا بلغ كلام السيّد السند إلى هنا أضرب عنه صفحا، و طوى عنه كشحا، و شرح في الجواب عمّا سأله المحقّق المذكور قبل ذلك، عن سرّ قلّة تصانيفه، مع طولباعه في العلوم، فذكر له وجوها، فعاد المحقّق القمّي فسأل عن هذا الكلام الخفيّ، فأشار بيده شبه المنكر بأنّ هذا سرّ لا يذكر.
894-(1)-
جنّة المأوى: الحكاية الحادية عشرة: و بهذا السند عن المولى المذكور قال: صلّينا مع جنابه في داخل حرم العسكريين عليهما السلام، فلمّا أراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة، عرضته حالة فوقف هنيئة ثمّ قام، و لما فرغنا تعجّبنا كلّنا، و لم نفهم ما كان وجهه، و لم يجترئ أحد منّا على السؤال عنه إلى أن أتينا المنزل، و أحضرت المائدة، فأشار إليّ بعض السادة من أصحابنا أن أسأل منه، فقلت: لا، و أنت أقرب منّا، فالتفت- رحمه الله- إليّ و قال: فيم تقاولون؟ قلت- و كنت أجسر الناس عليه-: إنّهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلاة، فقال: إنّ الحجّة عجّل الله تعالى فرجه، دخل الروضة للسلام على أبيه عليه السلام فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الأنور الى أن خرج منها.
895-(2)-
الخرائج و الجرائح: و منها: ما روي عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: لمّا وصلت بغداد سنة تسع [سبع- خ] و ثلاثين [و ثلاثمائة] أردت الحجّ، و هي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت، كان أكبر همّي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنّه يمضي في أثناء الكتب قصّة أخذه، و أنّه ينصبه في مكانه الحجّة في الزمان، كما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مكانه فاستقرّ، فاعتللت علّة صعبة
ص: 333
خفت منها على نفسي، و لم يتهيأ لي ما قصدت له، فاستنبت المعروف بابن هشام، و أعطيته رقعة مختومة، أسأل فيها عن مدّة عمري، و هل تكون المنيّة في هذه العلّة أم لا؟ و قلت:
همّي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه و أخذ جوابه، و إنّي أندبك لهذا، قال: فقال المعروف بابن هشام: لمّا حصلت بمكّة و عزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكّنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه، و أقمت معي منهم من يمنع عنّي ازدحام الناس، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللّون، حسن الوجه، فتناوله و وضعه فيمكانه فاستقام، كأنّه لم يزل عنه، و علت لذلك الأصوات، و انصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه و أدفع الناس عنّي يمينا و شمالا، حتى ظنّ بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي، و عيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع السير خلفه، و هو يمشي على تؤدة و لا أدركه، فلمّا حصل بحيث لا أحد يراه غيري، وقف و التفت إليّ فقال: هات ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر فيها: قل له: لا خوف عليك في هذه العلّة، و يكون ما لا بدّ منه بعد ثلاثين سنة، قال: فوقع عليّ الزمع حتّى لم أطق حراكا، و تركني و انصرف.
قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلمّا كانت سنة تسع و ستّين اعتلّ أبو القاسم، فأخذ ينظر في أمره، و تحصيل جهازه إلى قبره، و كتب وصيّته، و استعمل الجدّ في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف و نرجو أن يتفضّل الله تعالى بالسلامة؟! فما عليك مخافة، فقال: هذه السنة التي خوّفت فيها، فمات في علّته.
896-(1)-
مهج الدعوات: [قال:] و كنت أنا بسرّمن رأى فسمعت سحرا دعاءه عليه السلام، فحفظت منه عليه السلام من الدعاء لمن ذكره من الأحياء و الأموات: و أبقهم- أو قال: و أحيهم- في عزّنا ملكنا و سلطاننا و دولتنا. و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة.
897-(2)-
دار السلام (المشتمل على ذكر من فاز بسلام الإمام عليه السلام): أخرج في الحكاية التاسعة عشرة ما ترجمته بالعربية: نقل الفاضل المعاصر ميرزا محمّد التنكابني في «قصص العلماء» عن الفاضل اللاهيجي المولى صفر علي، عن السيّد السند صاحب «المفاتيح» السيّد محمّد ابن صاحب «الرياض»، نقلا عن خطّ آية الله العلامة في حاشية بعض كتبه أنّه خرج ذات ليلة لزيارة قبر مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام و هو على حمار له و بيده سوط يسوق به دابّته، فعرض له في أثناء الطريق رجل في زيّ الأعراب، فتصاحبا و هو يمشي بين يديه فافتتح باب المكالمة و المساءلة، فعلم العلّامة من كلامه أنّه عالم خبير، قليل المثل و النظير، فاختبره بالمسائل المشكلة فرآه حلال المشكلات و المعضلات، و مفتاح المغلقات، فسأله عن المسائل التي استصعب عليه علمها
ص: 334
فكشف الحجاب عن وجه جميعها، إلى أن انتهى الكلام إلى مسألة أفتى فيها بخلاف ما عليه العلّامة فأنكره عليه قائلا: إنّ هذه الفتوى خلاف الأصل و القاعدة، و لا بدّ لنا في خلافهما من دليل وارد عليهما، فقال العربي: الدليل عليه حديث ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه، فقال العلّامة: إنّي لم أعهد بهذا الحديث في التهذيب، و لميذكره الشيخ و غيره، فقال: ارجع إلى نسخة التهذيب التي عندك الآن و عدّ منها أوراقا كذا و سطورا كذا تجده، فلمّا سمع منه العلامة ذلك، و رأى أنّ هذا إخبار عن المغيبات تحيّر في أمره تحيّرا شديدا، و اندهش من معرفته، و قال في نفسه: لعلّ هذا الرجل الذي يمشي بين يديّ منذ كذا و أنا في ركوبي هو الذي بوجوده تدور رحى الموجودات، فبينما هو كذلك إذ وقع السوط من يده من شدّة التفكير و التحيّر، و في حال سقط من يده السوط صار في مقام الاستفهام و الاستخبار، فاستخبر منه أنّ في زمان الغيبة الكبرى هل يمكن التشرّف بلقاء سيّدنا و مولانا صاحب الزمان عليه السلام؟ فهوى الرجل و أخذ السوط من الأرض و وضعه في كفّ العلامة، و قال: لم لا يمكن و كفّه في كفّك، فطرح العلامة نفسه على قدميه و اغمي عليه، فلمّا أفاق لم يجد أحدا، فاهتمّ بذلك و تكدّر، و رجع إلى أهله و تصفّح عن نسخة تهذيبه، فوجد الحديث كما أخبره الإمام عليه السلام في حاشية تلك النسخة، فكتب بخطّه الشريف في ذلك الموضع: هذا الحديث أخبرني به سيّدي و مولاي في ورق كذا و سطر كذا.
و نقل الفاضل التنكابني عن المولى صفر علي عن السيّد المذكور- رحمه الله- أنّه قد رأى تلك النسخة بخط العلامة في حاشيته.
898-(1)-
دلائل الإمامة: حدّثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال:
ص: 335
تقلّدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، و جرى بيني و بينه ما أوجب استتاري، فطلبني و أخافني، فمكثت مستترا خائفا، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة و اعتمدت على المبيت هناك للدعاء و المسألة، و كانت ليلة ريح و مطر، فسألت ابن جعفر القيّم أن يغلق الأبواب، و أن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اريده من الدعاء و المسألة، و آمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه و خفت من لقائي له، ففعل و قفل الأبواب و انتصف الليل، و ورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع، و مكثت أدعو و أزور و اصلّي، فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولانا موسى عليه السلام، و إذا رجل يزور، فسلّم على آدم و اولي العزم، ثمّ الأئمّة واحدا واحدا إلى أن انتهى الى صاحب الزمان، فعجبت من ذلك، و قلت: لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل، فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين، و أقبل الى مولانا أبي جعفر فزار مثل تلك الزيارة و ذلك السلام و صلّى ركعتين، و أنا خائف منه إذ لم أعرفه، و رأيته شابّا تامّا من الرجال، عليه ثياب بيض و عمامة محنّك بها ذؤابة رديّ على كتفه مسبل، فقال لي: يا أبا الحسين بن أبي البغل! أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت: و ما هو يا سيّدي؟ فقال: تصلّي ركعتين و تقول: «يا من أظهر الجميل و ستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، و لم يهتك الستر، يا عظيم المنّ، يا كريم الصفح، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كلّ نجوى، و يا غاية كلّ شكوى، يا عون كلّ مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه- عشر مرّات، يا سيّداه- عشر مرّات، يا مولاه- عشر مرّات- يا غايتاه- عشر مرّات-، يا منتهى رغبتاه- عشر مرّات- أسألك بحقّ هذه الأسماء، و بحقّ محمّد و آله الطاهرين إلّا ما كشفت كربي، و نفّست همّي، و فرّجت غمّي، و أصلحت حالي»، و تدعو بعد ذلك بما شئت و تسأل حاجتك، ثم تضع خدّك الأيمن على الأرض و تقول مائة مرّة في سجودك: يا محمّد يا عليّ، يا عليّ يا محمّد، اكفياني و انصراني فإنكما ناصراي، و لتضع خدّك الأيسر على الأرض و تقول مائة مرّة: أدركني، و تكرّرها كثيرا و تقول: الغوث الغوث حتّى ينقطع نفسك، و ترفع رأسك، فإنّ الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى، فلما اشتغلت بالصلاة و الدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت لابن جعفر لأسأله عن الرجل و كيف قد دخل، فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة، فعجبت من ذلك، و قلت: لعلّه باب هنا و لم أعلم، فأنبهت ابن جعفر فخرج إلي من بيت الزيت، فسألته عن الرجل و دخوله، فقال: الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته بالحديث، فقال: هذا مولانا صاحبالزمان و قد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس، فتأسفت على ما فاتني منه، و خرجت عند قرب الفجر و قصدت الكرخ الى الموضع الذي كنت مستترا فيه، فما أضحى النهار إلّا و أصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي و
ص: 336
يسألون عني أصدقائي، و معهم أمان من الوزير و رقعة بخطّه فيها كلّ جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائى عنده، فقام و التزمني و عاملني بما لم أعهده منه، و قال: انتهت بك الحال الى أن تشكوني إلى صاحب الزمان، فقلت: قد كان منّي دعاء و مسألة، فقال: ويحك، رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم- يعني ليلة الجمعة- و هو يأمرني بكلّ جميل، و يجفو عليّ في ذلك جفوة خفتها، فقلت: لا إله إلّا الله، أشهد أنهم الحقّ، و منتهى الصدق، رأيت البارحة مولانا في اليقظة، و قال لي: كذا و كذا، و شرحت ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك، و جرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى، و بلغت منه غاية ما لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الزمان.
899-(1)-
الإمامة و المهدويّة: بسم الله الرحمن الرحيم، إنّ سماحة الشيخ محمد الكوفي كان معروفا بالزهد و التقوى و الصلاح عند خواصّ علماء و فضلاء النجف الأشرف، و كان مداوما على الذهاب في ليالي و أيّام الجمع الى النجف الأشرف، و كنت قد سمعت من بعض العلماء تشرّفه بلقاء مولانا و سيّدنا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه، و في أحد أيّام الجمع، و في مدرسة الصدر في النجف الأشرف، و في حجرة أحد الأصدقاء الأفاضل تشرّفت بخدمته و الحضور عنده، فاستدعيته لأن يسرد لي قصّة تشرّفه بلقاء الإمام عجل الله فرجه لأسمعها من لسانه، و أنا بدوري أذكر الآن ما يحضرني ممّا قاله لي، قال: ذهبت مع والدي الى مكة المكرّمة، و لم يكن في حوزتنا غير ناقة واحدة فقط، و كان والدي راكبا عليها و أنا أمشي على قدميّ، و كنت مواظبا على خدمته، و عند عودتنا وصلنا الى السماوة، فاكترينا بغلا من رجل سنّي كان في جملة أفراد يمتهنون نقل الجنائز بين السماوة و النجف، لأنّ الجمل كان يبطئ في السير، و كثيرا ما كان يبرك و لا يتحرك، و بعد مشقة نقيمه، فركب والدي على البغل و أنا ركبت الجمل، و تحرّكنا من السماوة، و في أثناء الطريق كان الجمل يتأخر كثيرا في السير لأن الطريق كان مليئا بالأوحال و المستنقعات في أغلب مناطقه، و كنت قد ابتليت بسوء خلق هذا الرجل السنّيّ المكاري، و بقي الحال هكذا حتّى وصلنا الى بقعة كثيرة الوحل، فبرك الجمل و امتنع عن النهوض، و كلّما حاولنا حراكه لم يفد معه شيئا، و لأجل محاولاتنا العديدة غير المجدية في إنهاضهتلطّخت ثيابنا بالوحل، فعندها اضطرّ المكاري للتوقّف كيما نغسل ثيابنا بالماء الموجود في المنطقة، أمّا أنا فقد ابتعدت عنهم قليلا لأخلع ثيابي و أغسلها، و كنت قلقا للغاية، و في حيرة شديدة من أنّه الى ما سيؤول أمرنا و تنتهي عاقبتنا إليه، ثمّ إنّ هذا الوادي كان محفوفا بالمخاطر بسبب قطّاع الطريق، فاضطررت إلى التوسّل بولي العصر أرواحنا فداه و لكن لا من شي ء، فالصحراء خالية و على مدّ البصر، و فجأة و على حين غرّة رأيت إلى قربي شابّا فيه شبه من السيد مهدي بن السيّد
ص: 337
حسين الكربلائي [و لا أستحضر بالي أنّه قال: كانا شخصين أم فقط هذا الشخص، و أيضا لا أتخطّر أنّه من الذي بدأ بالسلام منهما على الآخر](1)، فقلت: شي اسمك (أي: ما أسمك)؟
قال: سيّد مهدي، قلت: ابن السيّد حسين؟ قال: لا، ابن السيّد حسن، قلت: من أين أقبلت؟ قال: من الخضير [و كان في هذه الصحراء مقام معروف بمقام الخضر عليه السلام، لذا تصوّرت أنّه يعني جاء من ذلك المقام] ثمّ قال لي: لما ذا توقّفت في هذا المكان؟ فذكرت له تفاصيل القضيّة من بروك الجمل، و شكوت إليه سوء حالي، فتوجّه إلى صوب الجمل، فما أن وضع يده على رأس الجمل إلّا و نهض على رجليه، و رأيته عليه السلام يكلّم الجمل و يشير له بسبّابته يمينا و يسارا، و يرشده الى الطريق، و بعد ذلك أقبل إليّ و قال: هل عندك حاجة اخرى؟ قلت:
عندي حوائج، و لكنّي لا أستطيع في وضعي هذا و اضطرابي و شدّة قلقي من ذكرها، فعيّن لي موضعا آتيك فيه و أنا حاضر البال فأسألك عنها، فقال: مسجد السهلة، و فجأة غاب عن ناظري، فجئت الى قرب والدي، فقلت له: من أيّ جهة ذهب هذا الشخص الذي تكلّم معي؟
(كنت اريد أن أعرف أنّه هل رآه عليه السلام أم لا؟) قال: لم يجي ء أحد إلى هنا، و لم أنظر و على مدّ بصري في هذه البادية أحدا، قلت: اركبوا لنذهب، قال: ما ذا تفعل مع الجمل؟ قلت: اترك أمره لي، فركبوا و أنا أيضا ركبت الجمل، فنهض و جعل يسير بسرعة و تقدّم عليهم مسافة، فناداني المكاري: إنّا لا نستطيع أن نلحق بك مع هذه السرعة، و المقصود صار الأمر على العكس، فقال المكاري متعجّبا: ما ذا حصل؟ فالجمل نفس ذلك الجمل، و الطريق نفس الطريق؟! قلت: هناك سرّ في الأمر، و على حين غرّة ظهر نهر كبير على رأس الطريق، و بقيت متحيّرا مرّة ثانية أنّه ما ذا نفعل مع هذا الماء؟ و بينا أنا في حيرتي هذه و إذا بالجمل يتقدّم الى داخل الماء، و صار يسير يمينا تارة و يسارا اخرى، فلمّا وصل والدي و الرجل المكاري الى النهر فنادياني: إلى أين تذهب؟ ستغرق، فإنّه لا يمكن عبور هذا النهر، و لما شاهدوني أسير بالجمل مسرعا و لا يصيبني مكروه فتجرّءا على العبور، فقلت لهما:تعالا يمنة و يسرة في نفس الطريق الذي يسير فيه الجمل، فعبرا كذلك و وصلنا بأجمعنا سالمين، فعندها ذكرت تلك الحركات التي أشار بها الإمام عليه السلام بسبّابته الشريفة يمينا و شمالا، و أنّها كانت إشارة الى هذا الماء.
و على كلّ حال، فأخذنا نسير حتّى وصلنا ليلا إلى عدّة من البدو الرحّالة فنزلنا عندهم، فكانوا بأجمعهم يسألونا متعجّبين: من أين أقبلتم؟ قلنا: من السماوة، فقالوا: لقد انكسر الجسر و ليس من طريق آخر إلّا العبور لهذا النهر بواسطة الطرادة، و كان أكثرهم حيرة الرجل المكاري، فقال: أخبرني أيّ سرّ كان في هذا الأمر؟ فقلت
ص: 338
له: لمّا برك الجمل في ذلك المكان توسّلت بإمام الشيعة الثاني عشر، فحضر عليه السلام عندي و حلّ هذه المشاكل [و لا أتخطّر أنّه قال: فاستبصر هو مع تلك الجماعة أم لا](1)،
ثم أقبلنا على حالنا إلى عدّة فراسخ من النجف الأشرف، و عندها برك الجمل مرّة اخرى، فطأطأت برأسي الى قرب اذنه، فقلت له: أنت مأمور بإيصالنا الى الكوفة، فما أن أتممت كلامي حتّى قام من مكانه و أكمل الطريق، و عند باب بيتنا في الكوفة لوى ركبتيه و برك على الأرض، و أنا لم أبعه و لم أذبحه حتى مات، و كان في النهار يذهب إلى أطراف الكوفة للرعي و عند المساء يرجع إلى البيت فينام.
بعد ذلك قلت له: هل تشرّفت برؤية ذلك المولى العظيم في مسجد السهلة؟ فقال: بلى، و لكنّي غير مجاز في ذكر تفاصيل الكلام.
«الأقلّ آقا امام سدهي»
و يدلّ عليه من هذا الباب الأحاديث 881، 882، 884، 886.
و اعلم أن ما ذكرناه في هذا الفصل ليس إلّا قليلا من الحكايات و الآثار المذكورة في الكتب المعتبرة، و الاكتفاء به لعدم اتّساع هذا الكتاب لأزيد منه، مضافا إلى أنّ هذه الآثار و الحكايات بلغت من الكثرة حدّا يمتنع إحصاؤها، و قد ملأ العلماء كتبهم عنها، فراجع «البحار»، و «النجم الثاقب»، و «جنّة المأوى» و «دار السلام» المشتمل على ذكر من فاز بسلام الإمام، و «العبقريّ الحسان»، و غيرها، حتّى تعرف مبلغا من كثرتها، و من تصفّح الكتب المدوّنة فيها هذه الحكايات التي لا ريب في صحة كثير منها- لقوّة اسنادها، و كون ناقليها من الخواصّ و الرجال المعروفين بالصداقة و الأمانة و العلم و التقوى- يحصل له العلم القطعي الضروري بوجوده عليه السلام، و نسأل الله أن يوفّقنا لإفراد كتاب كبير في ذلك، إنّه خير موفّق و معين.
ص: 339
منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام الجزء الثالث
بطاقة تعريف: صافي، لطف الله، - 1297
عنوان واسم المؤلف: منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام المجلد 1/ لطف الله الصافي الگلپایگاني
تحرير الحالة: [ویرایش ؟]
تفاصيل المنشور: قم: موسسة السیدة المعصومة (سلام الله علیها)، 1419ق. = 1377.
مواصفات المظهر: ص 661
ISBN : 964-6197-27-220000ریال ؛ 964-6197-27-220000ریال
حالة الاستماع:القائمة السابقة
لسان : العربية
ملحوظة : مطبعة 1378
ملحوظة : مطبعة 1377
ملحوظة : فهرس: ص 21 - 7؛ أيضا مع الترجمة
مشكلة : محمدبن حسن(عج)، امام دوازدهم، ق 255
ترتيب الكونجرس: BP51/ص 2م 8 1377
تصنيف ديوي: 297/959
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-8581
ص: 1
في علائم ظهوره و ما يكون قبله و فيه أحد عشر فصلا(1)
900-(2)- كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح (3) تمنّى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكّة و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فيصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيّها الناس! ألحّ البلاء بأمّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و بأهل بيته خاصّة، قهرنا و بغي علينا (نعيم).
901-(4)-
سنن الداني: عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قضيّة المهدي عليه السلام مبايعته بين الركن و المقام، و خروجه متوجّها إلى الشام، قال: و جبرئيل على مقدّمته، و ميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء و الأرض، و الطير، و الوحش، و الحيتان في البحر.
902-(5)- كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن [أبي عبد اللّه أحمد بن] محمد بن عبيد اللّه، قال: حدّثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، قال: حدّثنا محمّد بن زياد الهاشمي، قال:
حدّثنا سفيان بن عيينة، [قال: حدّثنا عمران بن داود]، قال: حدّثنا محمّد بن الحنفيّة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: قال اللّه تبارك و تعالى: لأعذّبنّ كلّ رعيّة دانت
ص: 1
بطاعة إمام ليس منّي و إن كانت الرعيّة في نفسها برّة، و لأرحمنّ كلّ رعيّة دانت بإمام عادل منّي و إن كانت الرعيّة في نفسها غير برّة و لا تقيّة.
ثم قال لي: يا عليّ! أنت الإمام و الخليفة من بعدي، حربك حربي و سلمك سلمي، و أنت أبو سبطيّ و زوج ابنتي، من ذرّيتك الأئمّة المطهّرون، فأنا سيّد الأنبياء [و أنت سيّد الأوصياء، و أنا و أنت من شجرة واحدة]، و لولانا لم يخلق اللّه الجنّة و النار و لا الأنبياء و لا الملائكة. قال:
قلت: يا رسول اللّه! فنحن أفضل من الملائكة؟ فقال: يا عليّ! نحن خير خليقة اللّه على بسيط الأرض، و خير من الملائكة المقرّبين، و كيف لا نكون خيرا منهم و قد سبقناهم إلى معرفة اللّه و توحيده، فبنا عرفوا اللّه، و بنا عبدوا اللّه، و بنا اهتدوا السبيل إلى معرفة اللّه، يا عليّ، أنت منّي و أنا منك، و أنت أخي و وزيري، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، و ستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم، يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة، و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، و يحزن لفقده أهل الأرض و السماء، فكم مؤمن و مؤمنة متأسّف متلهّف حيران عند فقده.
ثمّ أطرق مليّا ثمّ رفع رأسه و قال: بأبي و أمّي سميّي و شبيهي، و شبيه موسى بن عمران، عليه جبوب [جيوب] النور- أو قال: جلابيب النور- يتوقّد من شعاع القدس، كأنّي بهم آيس من كانوا، ثمّ نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب، يكون رحمة على المؤمنين، و عذابا على المنافقين. قلت: و ما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: «ألا لعنة اللّه على الظالمين»، الثاني: «أزفت الآزفة»، و الثالث: ترون بدريّا [بدنا- خ، بدرا- خ] بارزا مع قرن الشمس، ينادي «الآن اللّه قد بعث فلان بن فلان- حتّى ينسبه إلى علي- فيه هلاك الظالمين»، فعند ذلك يأتي الفرج، و يشفي اللّهصدورهم، و يذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول اللّه! فكم يكون بعدي من الأئمة؟ قال: بعد الحسين تسعة، و التاسع قائمهم.
903-(1)- تفسير علي بن إبراهيم: و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ فإنّه حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: و اللّه لكأنّي
ص: 2
أنظر إلى القائم عليه السلام و قد أسند ظهره إلى الحجر، ثمّ ينشد اللّه حقّه، ثمّ يقول: يا أيها الناس، من يحاجّني في اللّه فأنا أولى باللّه، أيّها الناس! من يحاجّني في آدم فأنا أولى بآدم، أيها الناس! من يحاجّني في نوح فأنا أولى بنوح، أيّها الناس! من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، أيها الناس! من يحاجّني في موسى فأنا أولى بموسى، أيّها الناس! من يحاجّني في عيسى فأنا أولى بعيسى، أيّها الناس! من يحاجّني في محمّد فأنا أولى بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أيّها الناس! من يحاجّني في كتاب اللّه فأنا أولى بكتاب اللّه، ثمّ ينتهي إلى المقام فيصلّي ركعتين و ينشد اللّه حقّه.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو و اللّه المضطرّ في كتاب اللّه في قوله: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ، فيكون أوّل من يبايعه جبرئيل، ثمّ الثلاثمائة و الثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلي بالمسير وافاه، و من لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، و هو قول أمير المؤمنين [عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، و ذلك قول اللّه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً قال: الخيرات: الولاية.
و قال في موضع آخر: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ و هم و اللّه أصحاب القائم عليه السلام، يجتمعون و اللّه إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر اللّه الأرض فتأخذ أقدامهم، و هو قوله: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ يعني: بالقائم من آل محمد عليهم السلام وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ... إلى قوله: وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ يعني: أن لا يعذّبوا كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ يعنى: من كان قبلهم من المكذّبين هلكوا إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ.
904-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الأربعة (يعني: محمّد بن المفضّل، و سعدان بن اسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك، و محمّد بن أحمد بن الحسن) جميعا، عن الحسن بن محبوب. و أخبرنا محمّد بن يعقوب الكليني؛ أبو جعفر، قال: حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال:
و حدّثنى محمّد بن عمران، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:
ص: 3
و حدثني علي بن محمّد و غيره، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، [قال:] و حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه الموصلي، عن أبي علي؛ أحمد بن محمد بن أبي ناشر [أبي ياسر- خ]، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام:
يا جابر! الزم الأرض و لا تحرّك يدا و لا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها (ثمّ ذكر علامات كثيرة، و الحديث طويل ... إلى أن قال:) و القائم يومئذ بمكّة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنّا نستنصر اللّه فمن أجابنا من الناس فإنّا أهل بيت نبيّكم محمّد، و نحن أولى الناس باللّه و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمن حاجّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، و من حاجّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، و من حاجّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، و من حاجّني في محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأنا أولى الناس بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و من حاجّني في النبيّين فأنا أولى الناس بالنبيّين، أ ليس اللّه يقول في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)؟ فأنا بقيّة من آدم، و ذخيرة من نوح، و مصطفى من إبراهيم، و صفوة من محمّد صلّى اللّه عليهم أجمعين، ألا فمن حاجّني في كتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه، ألا و من حاجّني في سنّة رسول اللّه فأنا أولى الناس بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فأنشد اللّه من سمع كلامي اليوم لمّا [أ] بلغ الشاهد [منكم] الغائب، و أسألكم بحقّ اللّه، و حقّ رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بحقّي، فإنّ لي عليكم حقّ القربى من رسول اللّه إلّا [لمّا- خ] أعنتمونا و منعتمونا ممّن يظلمنا، فقد أخفنا و ظلمنا، و طردنا من ديارنا و أبنائنا، و بغي علينا، و دفعنا عن حقّنا، و افترى أهل الباطل علينا، فاللّه فينا، لا تخذلونا، و انصرونا ينصركم اللّه تعالى.
قال: فيجمع اللّه عليه أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و يجمعهم اللّه له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، و هي يا جابر الآية التي ذكرها اللّه في كتابه أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ(2)، فيبايعونه بين الركن و المقام، و معه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قد توارثته الأبناء عن الآباء، و القائم
ص: 4
يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر! فلا يشكلنّ عليهم ولادته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و وراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كلّه عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه و أمّه.
905-(1)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ القائم إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل القبلة و يجعل ظهره إلى المقام، ثمّ يصلّي ركعتين، ثمّ يقوم فيقول: يا أيها الناس! أنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بإبراهيم، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بإسماعيل، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ يرفع يديه إلى السماء فيدعو و يتضرّع حتّى يقع على وجهه، و هو قوله عزّ و جلّ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ.(2)
906-(3)- ما نزل من القرآن فى أهل البيت عليهم السلام: بالإسناد، عن ابن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ قال: هذه نزلت في القائم عليه السلام، إذا خرج تعمّم و صلّى عند المقام و تضرّع إلى ربّه، فلا تردّ له راية أبدا.
ص: 5
907-(1)- تفسير علي بن إبراهيم القمّي: في تفسير قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ حدّثني أبي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمّد عليه السلام، هو و اللّه المضطرّ، إذا صلّى في المقام ركعتين و دعا اللّه فأجابه و يكشف السوء، و يجعله خليفة في الأرض.
و يدل عليه أيضا الأحاديث 327، 350، 537، 669، 675، 676، 736، 737، 740، 741، 742، 744، 745، 918، 1094، 1095، 1097، 1099، 1101، 1128.
908-(2)-
الفتن: حدّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدّثه، عن علي [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض.
909-(3)-
الفتن: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن رجل، عن عمّار بن محمّد، عن عمر بن علي أنّ عليّا [عليه السلام] قال: تكون فتن، ثمّ تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي ليس له عند اللّه خلاق فيقتل أو يموت، فيقوم المهدي.
910-(4)- كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدميّ الرازي، قال: حدّثنا محمّد بن آدم الشيباني، عن أبيه آدم بن إياس، قال:
حدّثنا المبارك بن فضالة، عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس، قال:
ص: 6
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لمّا عرج بي إلى ربّي جلّ جلاله أتاني النداء: يا محمّد! قلت: لبّيك ربّ العظمة لبّيك، فأوحى اللّه تعالى إليّ: يا محمّد! فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال: يا محمّد! هلا اتخذت من الآدميّين وزيرا و أخا و وصيّا من بعدك؟
فقلت: إلهي و من أتّخذ؟ تخيّر لي أنت يا إلهي! فأوحى اللّه إلي:
يا محمّد! قد اخترت لك من الآدميّين علي بن أبي طالب، فقلت: إلهي ابن عمّي؟ فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد! إنّ عليّا وارثك و وارث العلم من بعدك، و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة، و صاحب حوضك، يسقي من ورد عليه من مؤمني أمّتك؛ ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ:
يا محمّد! إنّي قد أقسمت على نفسي قسما حقّا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذرّيتك الطيّبين الطاهرين، حقّا أقول يا محمّد! لادخلنّ جميع أمّتك الجنّة إلّا من أبى من خلقي، فقلت: إلهى [هل] واحد يأبى من دخول الجنّة؟! فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ: بلى، فقلت: و كيف يأبى؟ فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد! اخترتك من خلقي، و اخترت لك وصيّا من بعدك، و جعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدك، و ألقيت محبّته فى قلبك، و جعلته أبا لولدك، فحقّه بعدك على أمّتك كحقّك عليهم في حياتك، فمن جحد حقّه فقد جحد حقّك، و من أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك، و من أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنّة، فخررت للّه عزّ و جلّ ساجدا شكرا لما أنعم عليّ، فإذا مناديا ينادي: ارفع يا محمّد رأسك، و سلني أعطك، فقلت: إلهي! اجمع امتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا عليّ حوضي يوم القيامة فأوحى اللّه تعالى إليّ: يا محمّد! إنّي قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، و قضائي ماض فيهم، لأهلك به من أشاء و أهدي به من أشاء. و قد آتيته علمك من بعدك، و جعلته وزيرك و خليفتك من بعدك على أهلك و أمّتك، عزيمة منّى [لادخل الجنّة من أحبّه و] لا أدخل الجنّة من أبغضه و عاداه و أنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، و من أبغضك أبغضني، و منعاداه فقد عاداك، و من عاداك فقد عاداني، و من أحبّه فقد أحبّك، و من أحبّك فقد أحبّني، و قد جعلت له هذه الفضيلة، و أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديّا كلّهم من ذريّتك من البكر البتول، و آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم، يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما و جورا، أنجي به من الهلكة، و أهدي به من الضلالة، و أبرئ به من العمى، و أشفي به المريض، فقلت: إلهي و سيّدي! متى يكون ذلك؟ فأوحى اللّه جلّ و عزّ: يكون ذلك إذا رفع العلم، و ظهر الجهل، و كثر القرّاء، و قلّ العمل، و كثر القتل، و قلّ الفقهاء الهادون، و كثر فقهاء الضلالة و الخونة، و كثر الشعراء، و اتّخذ امتك قبورهم مساجد، و حلّيت المصاحف، و زخرفت المساجد، و كثر الجور و الفساد، و ظهر المنكر و أمر أمتك به و نهوا عن المعروف، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء و صارت الامراء كفرة، و أولياؤهم فجرة، و أعوانهم ظلمة، و ذوو الرأي منهم فسقة، و عند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و خسف بجزيرة العرب، و خراب
ص: 7
البصرة على يد رجل من ذرّيتك يتبعه الزنوج، و خروج رجل من ولد الحسين بن علي، و ظهور الدجّال، يخرج بالمشرق من سجستان، و ظهور السفياني، فقلت: إلهي و متى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى اللّه إليّ و أخبرني ببلاء بني أميّة، و فتنة ولد عمّي، و ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمّي حين هبطت إلى الأرض و أدّيت الرسالة، و للّه الحمد على ذلك كما حمده النبيّون، و كما حمده كلّ شي ء قبلي و ما هو خالقه إلى يوم القيامة.
911-(1)-
عقد الدرر: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليه السلام قال: لا يكون الأمر الّذي ينتظرون [ينتظرونه- خ]- يعني:
ظهور المهدي عليه السلام- حتّى يتبرّأ بعضكم من بعض، و يشهد بعضكم على بعض بالكفر، و يلعن بعضكم بعضا، فقلت: ما في ذلك الزمان من خير، فقال عليه السلام: الخير كلّه في ذلك الزمان، يخرج المهدي فيرفع ذلك كلّه.
912-(2)- عقد الدرر: عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي إلّا على خوف شديد من الناس، و زلزال، و فتنة، و بلاء يصيب الناس، و طاعون قبل ذلك، و سيف قاطع بين العرب، و اختلاف شديد في الناس، و تشتّت في دينهم، و تغيّر في حالهم، حتّى يتمنّى المتمنّي الموت صباحا و مساء من عظم ما يرى من كلب الناس و أكل بعضهم بعضا، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس و القنوط من أن نرى [يرى- خ] فرجا، فيا طوبى لمن أدركه و كان من أنصاره، و الويل كلّ الويل لمن خالفه و خالف أمره.
913-(3)-
قرب الإسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه: أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: كيف بكم إذا فسق [فسد خ] نساؤكم، و نشق شبابكم [فسق شبّانكم خ]، و لم تأمروا بالمعروف،
ص: 8
و لم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: و يكون ذلك يا رسول اللّه؟ قال: نعم، و شرّ من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف؟ قيل: يا رسول اللّه! و يكون ذلك؟ قال: نعم، و شرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا.
914-(1)-
من لا يحضره الفقيه: روى الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان و اقتراب الساعة- و هو شرّ الأزمنة- نسوة كاشفات عاريات متبرّجات من الدين، داخلات فى الفتن، مائلات إلى الشهوات، مسرعات إلى اللّذّات، مستحلّات للمحرّمات، في جهنّم خالدات.
915-(2)-
ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: أبي- رحمه اللّه- قال:
حدّثني على بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:سيأتي على أمّتي زمان تخبث فيه سرائرهم، و تحسن فيه علانيتهم، طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند اللّه عزّ و جلّ، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف، يعمّهم اللّه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم.
916-(3)-
ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: و بهذا الإسناد (يعني الإسناد المذكور في الحديث السابق) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيأتي على أمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، و لا من الإسلام إلّا اسمه، يسمّون به و هم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة و هي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة و إليهم تعود.
917-(4)- مكارم الأخلاق: في وصيّة النبي صلّى اللّه عليه و آله لابن مسعود: يا ابن مسعود! سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيّبات [طيب- خ، أطيب- خ] الطّعام و ألوانها، و يركبون الدّوابّ، و يتزيّنون بزينة المرأة
ص: 9
لزوجها، و يتبرّجون تبرّج النساء، و زيّهم مثل زيّ الملوك الجبابرة، هم منافقوا هذه الأمّة في آخر الزمان، شاربوا القهوات، لاعبون بالكعاب، راكبون الشهوات، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرّطون في الغدوات، يقول اللّه تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(1)، يا ابن مسعود! مثلهم مثل الدفلى، زهرتها حسنة و طعمها مرّ، كلامهم الحكمة و أعمالهم داء لا تقبل الدواء ... الحديث.
918-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق- رضى اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال: حدّثنا الحسين بن معاذ، قال: حدّثنا قيس بن حفص، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيباني، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد اللّه عزّ و جلّ و أثنى عليه و صلّى على محمد و آله، ثمّ قال: سلوني أيّها الناس قبل أن تفقدوني، ثلاثا، فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين! متى يخرج الدجّال؟ فقال له علي عليه السلام: اقعد، فقد سمع اللّه كلامك و علم ما أردت، و الله ما المسئول عنه بأعلم من السائل، و لكن لذلك علامات و هيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النّعل بالنّعل،، و إن شئت أنبأتك بها، فقال: نعم يا أمير المؤمنين! فقال عليه السلام: احفظ، فإنّ علامة ذلك إذا أماتالناس الصلاة، و أضاعوا الأمانة، و استحلّوا الكذب، و أكلوا الربا، و أخذوا الرشا، و شيّدوا البنيان، و باعوا الدين بالدنيا، و استعملوا السفهاء، و شاوروا النساء، و قطعوا الأرحام، و اتّبعوا الأهواء، و استخفّوا بالدماء، و كان الحلم ضعفا، و الظلم فخرا، و كانت الامراء فجرة، و الوزراء ظلمة، و العرفاء خونة، و القرّاء فسقة، و ظهرت شهادة الزور، و استعلن الفجور، و قول البهتان و الإثم و الطغيان، و حلّيت المصاحف، و زخرفت المساجد، و طوّلت المنارات، و اكرمت الأشرار، و ازدحمت الصفوف، و اختلفت القلوب، و نقضت العهود، و اقترب الموعود، و شاركت النساء أزواجهن فى التجارة حرصا على الدنيا، و علت أصوات الفسّاق و استمع منهم، و كان زعيم القوم أرذلهم، و اتّقي الفاجر مخافة شرّه، و صدّق الكاذب، و ائتمن الخائن، و اتّخذ القيان و المعازف، و لعن آخر هذه الأمّة أوّلها، و ركب ذوات الفروج السروج، و تشبّه النساء بالرجال، و الرجال بالنساء، و شهد الشاهد من غير أن يستشهد، و شهد الآخر قضاء لذمام بغير حقّ
ص: 10
عرفه، و تفقّه لغير الدين، و آثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، و قلوبهم أنتن من الجيف، و أمرّ من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، ثمّ العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس، و ليأتينّ على الناس زمان يتمنّى أحدهم أنّه من سكّانه.
فقام إليه الأصبغ بن نباتة، فقال: يا أمير المؤمنين، من الدجّال؟
فقال: ألا إنّ الدجّال صائد بنّ الصيد، فالشقيّ من صدّقه، و السعيد من كذّبه، يخرج من بلدة يقال لها: أصفهان، من قرية تعرف باليهوديّة، عينه اليمنى ممسوحة، و العين الاخرى في جبهته تضي ء كأنّها كوكب الصبح، فيها علقة كأنّها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب: كافر، يقرأه كلّ كاتب و أمّي، يخوض البحار، و تسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، و خلفه جبل أبيض يري الناس أنّه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلا منهلا، لا يمرّ بماء إلّا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته، يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس و الشياطين، يقول: إليّ أوليائي! أنا الذي خلق فسوّى و قدّر فهدى، أنا ربّكم الأعلى، و كذب عدوّ اللّه، و إنّه أعور، يطعم الطعام، و يمشي في الأسواق، و إنّ ربّكم عزّ و جلّ ليس بأعور، و لا يطعم و لا يمشي و لا يزول، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا. ألا و إنّ أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا، و أصحاب الطيالسة الخضر، يقتله اللّه عزّ و جلّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة «أفيق» لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى.قلنا: و ما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابّة [من] الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، و عصا موسى عليهم السلام، تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقّا، و تضعه على وجه كلّ كافر فينكتب: هذا كافر حقّا، حتّى إن المؤمن لينادي:
الويل لك يا كافر! و إنّ الكافر ينادي: طوبى لك يا مؤمن! وددت أنّي اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن اللّه جلّ جلاله، و ذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً.
ثم قال عليه السلام: لا تسألوني عمّا يكون بعد هذا، فإنّه عهد عهده إليّ حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن لا اخبر به غير عترتي.
قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: يا صعصعة! ما عنى أمير المؤمنين عليه السلام بهذا؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة! إنّ الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام، و هو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن و المقام، فيطهّر الأرض،
ص: 11
و يضع ميزان العدل، فلا يظلم أحد أحدا. فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أنّ حبيبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة صلوات اللّه عليهم أجمعين.
ثمّ روى الصدوق بسنده عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... الحديث، و قال بمثله سواء.
919-(1)-
الروضة من الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه؛ و علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمّد بن أبي حمزة، عن حمران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام (قال في حديث طويل ذكر تمامه في الروضة مخاطبا فيه بعض مواليه): أ لا تعلم أنّ من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا، فإذا رأيت الحقّ قد مات و ذهب أهله، و رأيت الجور قد شمل البلاد، و رأيت القرآن قد خلق و احدث فيه ما ليس فيه و وجّه على الأهواء، و رأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء، و رأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ، و رأيت الشرّ ظاهرا لا ينهى عنه و يعذر أصحابه، و رأيت الفسق قد ظهر، و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و رأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، و رأيت الفاسق يكذب و لا يردّ عليه كذبه وفريته، و رأيت الصغير يستحقر بالكبير، و رأيت الأرحام قد تقطّعت، و رأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه و لا يردّ عليه قوله، و رأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة، و رأيت النساء يتزوّجن النساء، و رأيت الثناء قد كثر، و رأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه، و رأيت الناظر يتعوّذ باللّه مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، و رأيت الجار يؤذي جاره و ليس له مانع، و رأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، و رأيت الخمور تشرب علانية، و يجتمع عليها من لا يخاف اللّه عزّ و جلّ، و رأيت الآمر بالمعروف ذليلا، و رأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللّه قويّا محمودا، و رأيت أصحاب الآيات يحتقرون و يحتقر من يحبّهم، و رأيت سبيل الخير منقطعا و سبيل الشرّ مسلوكا، و رأيت بيت اللّه قد عطّل و يؤمر بتركه، و رأيت الرجل يقول ما لا يفعله، و رأيت الرجال يتسمّنون للرجال و النساء للنساء، و رأيت الرجل معيشته من دبره و معيشة المرأة من فرجها، و رأيت النساء يتخذن المجالس كما يتّخذها الرجال، و رأيت التأنيث فى ولد العبّاس قد ظهر، و أظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، و أعطوا الرجال الأموال على فروجهم، و تنوفس في الرجل و تغاير عليه الرجال، و كان صاحب المال أعزّ من المؤمن، و كان الربا ظاهرا لا يعيّر، و كان الزنا تمتدح به النساء، و رأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، و رأيت أكثر الناس و خير بيت من يساعد النساء على فسقهنّ، و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، و رأيت البدع و الزنا قد
ص: 12
ظهر، و رأيت الناس يعتدّون بشاهد الزور، و رأيت الحرام يحلّل، و رأيت الحلال يحرّم، و رأيت الدين بالرأي، و عطّل الكتاب و أحكامه، و رأيت اللّيل لا يستخفى به من الجرأة على اللّه، و رأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه، و رأيت العظيم من المال ينفق في سخط اللّه عزّ و جلّ، و رأيت الولاة يقرّبون أهل الكفر و يباعدون أهل الخير، و رأيت الولاة يرتشون في الحكم، و رأيت الولاية قبالة لمن زاد، و رأيت ذوات الأرحام ينكحن و يكتفى بهنّ، و رأيت الرجل يقتل على التهمة و على الظنّة، و يتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه و ماله، و رأيت الرجل يعيّر على إتيان النساء، و رأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك و يقيم عليه، و رأيت المرأة تقهر زوجها و تعمل ما لا يشتهي و تنفق على زوجها، و رأيت الرجل يكري امرأته و جاريته و يرضى بالدنيّ من الطعام و الشراب، و رأيت الأيمان باللّه عزّ و جلّ كثيرة على الزور، و رأيت القمار قد ظهر، و رأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، و رأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، و رأيت الملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحدا، و لا يجترئ أحد على منعها، و رأيت الشريف يستذلّه الذي يخاف سلطانه، و رأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت، و رأيت من يحبّنا يزوّر و لا تقبل شهادته، و رأيت الزور من القول يتنافس فيه، و رأيتالقرآن قد ثقل على الناس استماعه، و خفّ على الناس استماع الباطل، و رأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، و رأيت الحدود قد عطّلت و عمل فيها بالأهواء، و رأيت المساجد قد زخرفت، و رأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، و رأيت الشرّ قد ظهر و السعي بالنميمة، و رأيت البغي قد فشا، و رأيت الغيبة تستملح و يبشّر بها الناس بعضهم بعضا، و رأيت طلب الحجّ و الجهاد لغير اللّه، و رأيت السلطان يذلّ للكافر المؤمن، و رأيت الخراب قد أديل من العمران، و رأيت الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان، و رأيت سفك الدماء يستخفّ بها، و رأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا و يشهّر نفسه بخبث اللسان ليتّقى و تسند إليه الأمور، و رأيت الصلاة قد استخفّ بها، و رأيت الرجل عنده المال الكثير ثمّ لم يزكّه منذ ملكه، و رأيت الميّت ينبش من قبره و يؤذى و تباع أكفانه، و رأيت الهرج قد كثر، و رأيت الرجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتمّ بما الناس فيه، و رأيت البهائم تنكح، و رأيت البهائم يفرس بعضها بعضا، و رأيت الرجل يخرج إلى مصلّاه و يرجع و ليس عليه شي ء من ثيابه، و رأيت قلوب الناس قد قست و جمدت أعينهم و ثقل الذكر عليهم، و رأيت السّحت قد ظهر يتنافس فيه، و رأيت المصلّي إنّما يصلّي ليراه الناس، و رأيت الفقيه يتفقّه لغير الدين، يطلب الدنيا و الرئاسة، و رأيت الناس مع من غلب، و رأيت طالب الحلال يذمّ و يعيّر، و طالب الحرام يمدح و يعظّم، و رأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبّ اللّه، لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد، و رأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، و رأيت الرجل يتكلّم بشي ء من الحقّ و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع، و رأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض و يقتدون بأهل الشرور، و رأيت مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه أحد، و رأيت الميّت
ص: 13
يهزأ به فلا يفزع له أحد، و رأيت كلّ عام يحدث فيه من الشرّ و البدعة أكثر ممّا كان، و رأيت الخلق و المجالس لا يتابعون إلّا الأغنياء، و رأيت المحتاج يعطى على الضحك به و يرحم لغير وجه اللّه، و رأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، و رأيت الناس يتسافدون كما يتسافد البهائم، لا ينكر أحد منكرا تخوّفا من الناس، و رأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه، و يمنع اليسير في طاعة اللّه، و رأيت العقوق قد ظهر و استخفّ بالوالدين و كانا من أسوأ الناس حالا عند الولد، و يفرح بأن يفتري عليهما، و رأيت النساء و قد غلبن على الملك، و غلبن على كلّ أمر، لا يؤتى إلّا ما لهنّ فيه هوى، و رأيت ابن الرجل يفتري على أبيه و يدعو على والديه و يفرح بموتهما، و رأيت الرجل إذا مرّ به يوم و لم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أنّ ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، و رأيت السلطان يحتكر الطعام، و رأيت أموال ذوي القربى تقسّم في الزّور، و يتقامر بها و تشرب بها الخمور، و رأيت الخمريتداوى بها، و يوصف للمريض و يستشفى بها، و رأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك التديّن به، و رأيت رياح المنافقين و أهل النفاق قائمة، و رياح أهل الحقّ لا تحرّك، و رأيت الأذان بالأجر و الصلاة بالأجر، و رأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف اللّه، مجتمعون فيها للغيبة و أكل لحوم أهل الحقّ و يتواصفون فيها شراب المسكر، و رأيت السكران يصلّي بالناس و هو لا يعقل و لا يشان بالسكر، و إذا سكر أكرم و اتّقي و خيف و ترك و لا يعاقب و يعذر بسكره، و رأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه، و رأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللّه، و رأيت الولاة يأتمنون الخونة للطّمع، و رأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق و الجرأة على اللّه، يأخذون منهم و يخلّونهم و ما يشتهون، و رأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى و لا يعمل القائل بما يأمر، و رأيت الصلاة قد استخفّ بأوقاتها، و رأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه، و تعطى لطلب الناس، و رأيت الناس همّهم بطونهم و فروجهم، لا يبالون بما أكلوا و ما نكحوا، و رأيت الدنيا مقبلة عليهم، و رأيت أعلام الحقّ قد درست، فكن على حذر، و اطلب إلى اللّه عزّ و جل النجاة، و اعلم أنّ الناس في سخط اللّه عزّ و جلّ و إنّما يمهلهم لأمر يراد بهم، فكن مترقّبا، و اجتهد ليراك اللّه عزّ و جلّ في خلاف ما هم عليه، فإن نزل بهم العذاب و كنت فيهم عجّلت إلى رحمة اللّه، و إن اخّر ابتلوا و كنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ و جلّ، و اعلم أنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين، و أنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين.
920-(1)-
تفسير القمّي: حدثني أبي، عن سليمان بن مسلم الخشّاب، عن عبد اللّه بن جريج المكّي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عبّاس، قال: حججنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حجّة الوداع، فأخذ بحلقة
ص: 14
باب الكعبة ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال: أ لا اخبركم بأشراط الساعة؟ و كان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة اللّه عليه، فقال: بلى يا رسول اللّه! فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصّلوات، و اتّباع الشهوات، و الميل إلى الأهواء، و تعظيم أصحاب المال، و بيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إى و الّذي نفسي بيده يا سلمان!إنّ عندها يليهم امراء جورة، و وزراء فسقة، و عرفاء ظلمة، و امناء خونة، فقال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها يكون المنكر معروفا، و المعروف منكرا، و يؤتمن الخائن، و يخوّن الأمين، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها تكون إمارة النساء، و مشاورة الإماء، و قعود الصبيان على المنابر، و يكون الكذب طرفا، و الزكاة مغرما، و الفي ء مغنما، و يجفو الرجل والديه، و يبرّ صديقه، و يطلع الكوكب المذنّب، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة، و يكون المطر قيظا، و يغيظ الكرام غيظا، و يحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا: لم أبع شيئا، و قال هذا: لم أربح شيئا، فلا ترى إلّا ذامّا للّه، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها يليهم أقوام إن تكلّموا قتلوهم، و إن سكتوا استباحوا حقّهم، ليستأثرنّ أنفسهم بفيئهم، و ليطؤنّ حرمتهم، و ليسفكنّ دماءهم، و ليملؤنّ قلوبهم دغلا و رعبا، فلا تراهم إلّا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها يؤتى بشي ء من المشرق و شي ء من المغرب يلون أمّتي، فالويل لضعفاء أمّتي منهم، و الويل لهم من اللّه، لا يرحمون صغيرا، و لا يوقّرون كبيرا، و لا يتجاوزون من مسي ء، جثّتهم جثّة الآدميّين، و قلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: و إن هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يكتفي الرجال بالرجال، و النساء بالنساء، و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، و تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و لتركبنّ ذوات الفروج السروج فعليهنّ من أمّتي لعنة اللّه، قال سلمان:
و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! فقال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس، و تحلّى المصاحف، و تطول المنارات، و تكثر الصفوف بقلوب متباغضة، و ألسن مختلفة، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده، و عندها تحلّى ذكور أمّتي بالذهب، و يلبسون
ص: 15
الحرير و الديباج، و يتّخذون جلود النمور صفافا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يظهر الربا، و يتعاملون بالعينة و الرشا، و يوضع الدين، و ترفع الدنيا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يكثر الطلاق، فلا يقام للّه حدّ و لن يضرّوا اللّه شيئا، قال سلمان: و ان هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها تظهر القينات والمعازف، و يليهم أشرار أمّتي، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
إي و الذي نفسي بيده يا سلمان، و عندها تحجّ أغنياء أمّتي للنزهة، و تحجّ أوساطها للتجارة، و تحجّ فقراؤهم للرياء و السمعة، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير اللّه، و يتّخذونه مزامير، و يكون أقوام يتفقّهون لغير اللّه، و تكثر أولاد الزنا، و يتغنّون بالقرآن، و يتهافتون بالدنيا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! ذاك إذا انتهكت المحارم، و اكتسبت المآثم، و تسلّط الأشرار على الأخيار، و يفشو الكذب، و تظهر اللجاجة، و تفشو الفاقة، و يتباهون في اللباس، و يمطرون في غير أوان المطر، و يستحسنون الكوبة و المعازف، و ينكرون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الأمة، و يظهر قرّاؤهم و عبّادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس و الأنجاس، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! فقال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها لا يحضّ الغنيّ على الفقير حتّى إنّ السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفّه شيئا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! عندها يتكلّم الرويبضة، فقال: و ما الرويبضة يا رسول اللّه! فداك أبي و أمّي؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم، فلم يلبثوا إلّا قليلا حتّى تخور الأرض خورة فلا يظنّ كلّ قوم إلّا أنّها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء اللّه ثمّ ينكتون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهبا و فضّة، ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب و لا فضّة، فهذا معنى قوله: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها.
921-(1)-
الفتن: حدثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم صلاة العصر بنهار، ثمّ خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا هو كائن إلى يوم القيامة إلّا حدّثنا به، حفظه من حفظه و نسيه من نسيه.
ص: 16
922-(1)- الفتن: حدثنا الحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، حدّثنا ابن الزاهريّة، عن كثير بن مرّة أبو شجرة، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّ اللّه رفع لي الدنيا، فأنا أنظر إليها و إلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفّي هذه، ... الحديث.
923-(2)-
الفتن: حدّثنا ابراهيم بن محمّد الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: هذه فتن قد أظلّت كقطع الليل المظلم كلّما ذهب منها رسل بدا رسل آخر، يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل.
924-(3)-
الفتن: حدثنا ابن وهب، حدثني حرملة بن عمران، عن سعيد بن سالم، عن أبي سالم الجيشاني قال: سمعت عليا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول بالكوفة: ما من ثلاثمائة تخرج إلّا و لو شئت سمّيت سائقها و ناعقها إلى يوم القيامة.
925-(4)- الفتن: حدّثنا بقيّة بن الوليد و عبد القدّوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (5) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أما إنّها كائنة و لم يأت تأويلها بعد.
926-(6)-
الفتن: حدّثنا أبو هارون الكوفي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّبن حبيش سمع عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: سلوني، فو اللّه لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلّا أنبأتكم بسائقها و قائدها و ناعقها ما بينكم و بين قيام الساعة.
927-(7)-
الفتن: حدّثنا وكيع و أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة و أبي موسى سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّ بين يدي الساعة لأيّاما ينزل فيها الجهل، و يكثر فيها الهرج، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه؟ قال: القتل. إلّا أنّ أبا معاوية لم يذكر حذيفة.
ص: 17
928-(1)- الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، قال: سمعت عبد اللّه بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: الفتن أربع: فتنة السرّاء، و فتنة الضرّاء، و فتنة كذا، فذكر معدن الذهب، ثمّ يخرج رجل من عترة النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، يصلح اللّه على يديه أمرهم.
929-(2)-
الفتن: حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يمسي الرجل فيها مؤمنا و يصبح كافرا، و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل.
930-(3)-
الفتن: حدّثنا أبو اسامة، عن الأعمش، قال: حدّثني منذر الثّوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال: في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة، يصير الناس فيها كالبهائم.
و أخرجه بسند آخر، قال: حدّثنا أبو ثور، و عبد الرزاق، عن معمر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة ... الحديث.
931-(4)-
غيبة الشيخ: عنه (يعني: قرقارة) عن أبي حاتم، عن محمّد بن يزيد الآدمي- بغدادي عابد- قال: حدّثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن متيل بن عبّاد، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: أظلّتكم فتنة [مظلمة] عمياء منكشفة، لا ينجو منها إلّا النومة، قيل: يا أبا الحسن! و ما النومة؟ قال:
الذي لا يعرف الناس ما في نفسه.و أخرج نعيم في الفتن قال: حدّثنا ابن المبارك، عن أبي بكر بن عيّاش، قال: قيل لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه [عليه السلام]: ما النومة؟ قال: الرجل يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شي ء.
قال ابن المبارك: و أنا عوف عن رجل من أهل الكوفة، أحسبه قال:
ص: 18
اسمه سافر، عن علي [عليه السلام]: قال ينجو في ذلك الزمان كلّ مؤمن نومة.
932-(1)-
العدد القويّة: عن سلمان الفارسي، قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام خاليا، فقلت: يا أمير المؤمنين! متى القائم من ولدك؟ فتنفّس الصعداء و قال: لا يظهر القائم حتّى يكون أمور الصبيان، و تضييع حقوق الرحمن، و يتغنّى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العبّاس أولي العمى و الالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس، بوجوه كالتراس، و خرّبت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين.
933-(2)-
الملاحم و الفتن (عن كتاب الفتن لنعيم): حدّثنا يحيى بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لا يخرج المهدي حتّى يرقى الظلمة.
934-(3)-
الفتن: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الفزاري، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّ الإسلام بدا غريبا، و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء بين يدي الساعة.
ص: 19
935-(1)- الجعفريّات أو الأشعثيّات: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الإسلام بدا غريبا، و سيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء، فقيل: و من هم يا رسول اللّه؟
قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، إنّه لا وحشة و لا غربة على مؤمن، و ما من مؤمن يموت في غربة إلّا بكت الملائكة رحمة له حيث قلّت بواكيه، و إلّا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه.
936-(2)-
نور الأبصار: عن أبي جعفر رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و ركبت ذوات الفروج السروج، و أمات الناس الصلوات، و اتّبعوا الشهوات، و استخفّوا بالدماء، و تعاملوا بالربا، و تظاهروا بالزنا، و شيّدوا البناء، و استحلّوا الكذب، و أخذوا الرشا، و اتّبعوا الهوى، و باعوا الدين بالدنيا، و قطعوا الأرحام، و ضنّوا بالطعام، و كان الحلم ضعفا، و الظلم فخرا، و الامراء فجرة، و الوزراء كذبة، و الامناء خونة، و الأعوان ظلمة، و القرّاء فسقة، و ظهر الجور، و كثر الطلاق، و بدا الفجور، و قبلت شهادة الزور و شرب الخمور، و ركبت الذكور الذكور، و استغنت النساء بالنساء، و اتخذ الفي ء مغنما، و الصدقة مغرما، و اتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، و خرج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف بالبيداء بين مكّة و المدينة، و قتل غلام من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بين الركن و المقام، و صاح صائح من السماء بأنّ الحقّ معه و مع أتباعه، قال:
فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع عليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أتباعه، فأوّل ما ينطق به هذه الآية: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3)، ثمّ يقول: أنا بقيّة اللّه و خليفته و حجّته عليكم،فلا يسلّم عليه أحد إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة اللّه في الأرض، فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى يهودي و لا نصرانيّ، و لا أحد ممّن يعبد غير اللّه تعالى إلّا آمن به و صدّق، و تكون الملّة واحدة، ملّة الإسلام، و كلّ ما كان في الأرض من معبود سوى اللّه تعالى تنزل عليه نار من السّماء فتحرقه.
ص: 20
937-(1)-
نهج البلاغة: فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه، و ركب الجهل مراكبه، و عظمت الطاغية، و قلّت الداعية، و صال الدهر صيال السبع العقور، و هدر فنيق الباطل بعد كظوم، و تواخى الناس على الفجور، و تهاجروا على الدين، و تحابّوا على الكذب، و تباغضوا على الصدق، فإذا كان ذلك كان الولد غيظا، و المطر قيظا، و تفيض اللئام فيضا، و تغيض الكرام غيضا، و كان أهل ذلك الزمان ذئابا، و سلاطينه سباعا، و أوساطه أكّالا، و فقراؤه أمواتا، و غار الصدق، و فاض الكذب، و استعملت المودّة باللسان، و تشاجر الناس بالقلوب، و صار الفسوق نسبا و العفاف عجبا، و لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا.
938-(2)-
نهج البلاغة: و قال عليه السلام: يأتي على الناس زمان لا يقرّب فيه إلّا الماحل، و لا يظرّف فيه إلّا الفاجر، و لا يضعّف فيه إلّا المنصف، يعدّون الصدقة فيه غرما، و صلة الرحم منّا، و العبادة استطالة على الناس، فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء، و إمارة الصبيان، و تدبير الخصيان.
939-(3)-
البرهان: أخرج الطبراني عن عوف بن مالك: أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: تجي ء فتنة غبراء مظلمة، تتبع الفتن بعضها بعضا، حتّى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له: المهدي، فإن أدركته فاتّبعه و كن من المهتدين.
940-(4)-
سنن الداني: عن الحكم بن عتيبة، قال: قلت لمحمّد بن علي [عليهما السلام]: سمعت أنّه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الامّة، قال: إنا نرجو ما يرجو الناس، و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنياإلّا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يكون ما ترجوه هذه الامّة، و قبل ذلك فتن شرّ، يمسي الرجل مؤمنا و يصبح كافرا، و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق اللّه، و ليكن من أحلاس بيته.
ص: 21
941-(1)-
سنن الداني: عن سلمة بن زفر، قال: قيل يوما عند حذيفة: قد خرج المهدي، فقال: لقد أفلحتم إن خرج و أصحاب محمّد بينكم، إنّه لا يخرج حتّى لا يكون غائب أحبّ إلى الناس منه ممّا يلقون من الشرّ.
942-(2)-
الملاحم: بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيّان بن مسلم بن هلال العبّاس الكوفي، قال: أنبأ علي بن أسباط المصري، قال:
نبأ علي بن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي بن أبي طالب [عليه السلام]، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس! إنّ قريشا أئمّة العرب، أبرارها لأبرارها و فجّارها لفجارها، ألا و لا بدّ من رحى تطحن على ضلالة و تدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدتها، ألا إن لطحينها روقا و روقها حدتها و فلّها على اللّه، ألا و إنّي و أبرار عترتي و أهل بيتي أعلم الناس صغارا و أحلم الناس كبارا، معنا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها محق، و من لزمها لحق، إنّا أهل الرحمة، و بنا فتحت أبواب الحكمة، و بحكم اللّه حكمنا، و بعلم اللّه علمنا، و من صادق سمعنا، فإن تتّبعونا تنجوا، و إن تتولّوا يعذّبكم اللّه بأيدينا، بنا فكّ اللّه ربق الذلّ من أعناقكم، و بنا يختم لا بكم، و بنا يلحق التالي، و إلينا يفي ء الغالي، فلو لا تستعجلوا و تستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدّثتكم بشباب من الموالي، و أبناء العرب، و نبذ من الشيوخ كالملح في الزاد، و أقل الزاد الملح، فينا معتبر، و لشيعتنا منتظر، إنّا و شيعتنا نمضي إلى اللّه بالبطن و الحمى و السيف، إن عدوّنا يهلك بالداء و الدبيلة، و بما شاء اللّه من البلية و النقمة، و ايم اللّه الأعزّ الأكرم، أن لو حدّثتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب و أرجم، و لو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذّهب، ثمّ انتخبت من المائة عشرة ثمّ حدّثتهم فينا أهل البيت حديثا ليّنا لا أقول فيه إلّا حقّا و لا أعتمد فيه إلّا صدقا لخرجواو هم يقولون: علي من أكذب الناس، و لو اخترت من غيركم عشرة فحدّثتهم في عدوّنا و أهل البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا و هم يقولون: علي من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، و حاصر صاحب القصب، و بقيت القلوب منها تقلب، فمنها مشغب، و منها مجدب، و منها مخصب، و منها مسيّب، يا بنيّ! ليبرّ صغاركم كباركم، و ليرأف كباركم بصغاركم، و لا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقّهوا في الدين، و لم يعطوا فى اللّه محض اليقين، كبيض بيض في أداحيّ، ويح لفراخ فراخ آل محمّد من خليفة جبّار عتريف، مترف مستخفّ بخلفي و خلف الخلف، و باللّه لقد علمت تأويل الرسالات، و إنجاز العدات، و تمام الكلمات و ليكوننّ من يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر باللّه، قويّ يحكم بحكم اللّه، و ذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتدّ فيه البلاء، و ينقطع فيه الرجاء، و
ص: 22
يقبل فيه الرشاء، فعند ذلك يبعث اللّه رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد على سفك الدماء، قد كان في ستر و غطاء، فيقتل قوما و هو عليهم غضبان، شديد الحقد حرّان، في سنّة بخت نصّر، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا، مصيره سوط عذاب، و سيف دمار، ثمّ يكون بعده هنات و أمور مشتبهات، إلّا من شطّ الفرات إلى النجفات بابا إلى القطقطانيّات، في آيات و آفات متواليات، يحدثن شكّا بعد يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن، و يفتح الخزائن، و يجمع الامم، ينفذها شخص البصر، و طمح النظر، و عنت الوجوه، و كشفت البال حتّى يرى مقبلا مدبرا فيا لهفي على ما أعلم، رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوّال يشال فيه أمر القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجّة الفتح من أوّل العشر، ألا إنّ العجب كلّ العجب بعد جمادى و رجب، جمع أشتات، و بعث أموات، و حديثات هونات هونات، بينهنّ موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها، معلنة قولها، بدجلة أو حولها، ألا إنّ منّا قائما عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، ينادى عند اصطلام أعداء اللّه باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج و قتال، و ضنك و خبال، و قيام من البلاء علا، و إنّي لأعلم إلى من تخرج الأرض ودائعها، و تسلّم إليه خزائنها، و لو شئت أن أضرب برجلي فأقول:
أخرجي من هنا بيضا و دروعا، كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات، ثمّ رملتم رملات، ليلة البيات، ليستخلفنّ اللّه خليفة يثبت على الهدى، و لا يأخذ على حكمه الرشا، إذا دعا دعوات بعيدات المدى، دامغات للمنافقين، فارجات على المؤمنين، ألا إنّ ذلك كائن على رغم الراغمين، و الحمد للّه ربّ العالمين، و صلاته على سيدنا محمّد خاتم النبيين، و آله و أصحابه أجمعين.
943-(1)- كنز العمّال: يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلّا من فرّ من شاهق إلى شاهق، أو من جحر إلى جحر كالثعلب بأشباله، و ذلك في آخر الزمان، إذا لم تنل المعيشة إلّا بمعصية اللّه، فإذا كان كذلك حلّت العزبة، يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه إن كان له أبوان، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته و ولده، فإن لم تكن له زوجة و لا ولد فعلى يد الأقارب و الجيران، يعيّرونه بضيق المعيشة، و يكلّفونه ما لا يطيق، حتّى يورد نفسه الموارد الّتي يهلك فيها.
944-(2)-
سنن الترمذي: حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، ابن بنت السدي الكوفي، حدّثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك، قال:
ص: 23
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يأتي على الناس زمان الصّابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر.
945-(1)-
سنن أبي داود: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثنا ابن جابر، حدّثني أبو عبد السلام، عن ثوبان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: و من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، و لكنّكم غثاء كغثاء السيل، و لينزعنّ اللّه من صدور عدوّكم المهابة منكم، و ليقذفنّ اللّه في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول اللّه! و ما الوهن؟ قال: حبّ الدنيا و كراهية الموت.
946-(2)-
مسند الطيالسي: حدّثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، قال: حديثا سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم لا يحدّثكموه أحد سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بعدي، سمعته يقول: إنّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم، و يظهر الجهل، و يشرب الخمر، و يظهر الزنا، و يقلّ الرجال، و يكثر النساء حتى يكون في خمسين امرأة القيّم الواحد.
947-(3)- كنز العمّال: عن علي [عليه السلام]: يأتي على الناس زمان همّتهم بطونهم، و شرفهم متاعهم، و قبلتهم نساؤهم، و دينهم دراهمهم و دنانيرهم، أولئك شرّ الخلق، لا خلاق لهم.
948-(4)-
كنز العمال: يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميّين، و قلوبهم قلوب الشياطين، سفّاكين الدماء، لا يرعون عن قبيح، و إن بايعتهم و اربوك، و إن ائتمنتهم خانوك، صبيّهم عارم، و شابّهم شاطر، و شيخهم لا يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر، السنّة فيهم بدعة، و البدعة فيهم سنّة، و ذو الأمر منهم غاو، فعند ذلك يسلّط اللّه عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.
949-(5)-
تاريخ ابن عساكر: أخرج بسنده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: لا تقوم الساعة حتّى يجعل كتاب اللّه عارا، و يكون الإسلام غريبا، و حتّى ينقص العلم، و يهرم الزّمان، و ينقص عمر البشر، و تنقص السنون و الثمرات، يؤتمن التهماء، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، و يكثر الهرج، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه؟ قال: القتل القتل، و حتّى تبنى الغرف فتطاول، و حتى تحزن ذوات الأولاد، و تفرح
ص: 24
العواقر، و يظهر البغي و الحسد و الشحّ، و يغيض العلم غيضا، و يفيض الجهل فيضا، و يكون الولد غيظا، و الشتاء قيظا، و حتّى يجهر بالفحشاء، و تزول الأرض زوالا.
950-(1)-
كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: تملأ الأرض ظلما و جورا، حتّى يدخل كلّ بيت خوف و حزن، يسألون درهمين و جريبين فلا يعطونه، فيكون قتال بقتال، و يسار بيسار، حتّى يحيط اللّه بهم في مصره، ثمّ تملأ الأرض عدلا و قسطا (ش).
951-(2)-
كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: ليأتينّ على الناس زمان يطرى فيه الفاجر، و يقرّب فيه الماحل (3)، و يعجّز فيه المنصف، في ذلك الزمان تكون الأمانة فيه مغنما، و الزكاة مغرما، و الصلاة تطاولا، و الصداقة منّا، و في ذلك الزمان استشارة الإماء، و سلطان النساء، و إمارة السفهاء.
952-(4)-
كنز العمّال: (في وصيّة النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] لابن مسعود): يا ابن مسعود! إنّ للساعة أعلاما، و إنّ للساعة أشراطا، ألا و إنّ من علم الساعة و أشراطها أن يكون الولد غيظا، و أنيكون المطر قيظا، و أن يقبض الأشرار قبضا. يا ابن مسعود! من أعلام الساعة و أشراطها أن يصدّق الكاذب، و أن يكذّب الصادق. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يؤتمن الخائن، و أن يخوّن الأمين، يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يواصل الاطباق و أن يقاطع الأرحام. يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة و أشراطها أن يسود كلّ قبيلة منافقوها، و كلّ سوق فجّارها. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذلّ من النقد. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تزخرف المحاريب، و أن تخرّب القلوب.
يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال، و النساء بالنساء. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكنف المساجد، و أن تعلو المنابر. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يعمّر خراب الدنيا، و يخرب عمرانها. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تظهر المعازف و شرب الخمور. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تشرب الخمور. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكثر الشرط و الهمّازون و الغمّازون و اللّمازون. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكثر أولاد الزنا.
ص: 25
953-(1)-
كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام]: سيأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه، و لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، مساجدهم يومئذ عامرة و هي خراب من الهدى، علماؤهم شرّ من تحت أديم السماء، من عندهم نجم الفتن و إليهم تعود.
954-(2)-
كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: لا تكونوا عجلا، مذاييع (3)
بذرا، فإنّ من ورائكم بلاء مبلحا مكلحا(4)، و امورا منها متماحلة ردحا.(5)
955-(6)-
الفتن: حدّثنا هاشم، عن عوف، قال: بلغني أنّ عليّا [عليه السلام] رضي اللّه عنه قال: يأتي على الناس زمان المؤمن فيه أذلّ من الأمة.و يدل عليه أيضا الأحاديث 321، 327، 337، 339، 353، 360، 364 إلى 367، 370، 371، 375، 378، 382، 390، 391، 396، 400، 404، 406، 407، 428، 429، 431، 433، 453، 456، 457، 463، 479، 484، 485، 527، 537، 558، 586، 591، 603، 669، 1094، 1105، 1187.(7)
ص: 26
956-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ستكون بعدي فتن، منها فتنة الأحلاس، يكون فيها حرب و هرب، ثمّ بعدها فتن أشدّ منها، ثمّ تكون فتنة كلّما قيل انقطعت تمادت، حتّى لا يبقى بيت إلّا دخلته، و لا مسلم إلّا صكّته، حتّى يخرج رجل من عترتي.
957-(2)-
الفتن: حدّثنا ابن المبارك، و ابن ثور، و عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، قال:
ص: 27
لا يخرج المهدي حتّى تطلع الشمس آية.
958-(1)-
عقد الدرر: عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يخرج المهدي من ولدي، و لا يخرج [المهدي- خ] حتّى يخرج ستّون كذّابا، كلّهم يقول: أنا نبيّ.
959-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أبي- رضى اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبى عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني، و السفياني، و المنادي ينادي من السماء، و خسف بالبيداء، و قتل النفس الزكيّة.
ص: 28
960-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار،(2)
عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحذّاء [الحدّاد]، عن صالح مولى بني العذراء، قال: سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام يقول: ليس بين قيام قائم آل محمّد و بين قتل النفس الزكيّة إلّا خمسة عشر ليلة.
961-(3)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بنالمغيرة البصري، عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه، فرفع جانب الفسطاط فقال: إنّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس، ثمّ قال: ينادي مناد من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، و ينادي إبليس- لعنه اللّه- من الأرض كما نادى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة العقبة.
962-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: إنّ قدّام قيام القائم علامات، بلوى من اللّه تعالى لعباده المؤمنين، قلت: و ما هي؟ قال: ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (5)، قال: «لنبلونّكم»
يعني: المؤمنين، «بشي ء من الخوف» من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، و «الجوع» بغلاء أسعارهم، «و نقص
ص: 29
من الأموال» فساد التجارات، و قلّة الفضل فيها، «و الأنفس» قال: موت ذريع، «و الثمرات» قلّة ريع ما يزرع، و قلّة بركة الثمار، «و بشّر الصابرين» عند ذلك بخروج القائم عليه السلام. ثمّ قال لي: يا محمّد! هذا تأويله، إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (1).
963-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا بدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس، و يصيبهم خوف شديد من القتل، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، فإنّ ذلك فى كتاب الله لبيّن، ثمّ تلا هذه الآية: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
964-(3)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن مندل، عن بكّار بن أبي بكر، عن عبد اللّه بن عجلان، قال: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد اللّه عليه السلام، فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم و تحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة.
965-(4)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحكم الحنّاط، عن محمّد بن همّام، عن ورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اثنان بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس، و كسوف الشمس لخمس عشر، [و] لم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض، و عند ذلك يسقط حساب المنجّمين.
966-(5)-
الروضة من الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الأزدي، قال: كنت جالسا عند أبي جعفر عليه السلام فقال:
ص: 30
آيتان تكونان قبل قيام القائم عليه السلام لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، و القمر في آخره، فقال رجل: يا ابن رسول اللّه! تنكسف الشمس في آخر الشهر و القمر في النصف؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: إنّي أعلم ما تقول، و لكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام.
967-(1)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان) عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن سليمان بن خالد، قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: قدّام القائم موتتان: موت أحمر، و موت أبيض، حتّى يذهب من كلّ سبعة خمسة، الموت الأحمر:
السيف، و الموت الأبيض: الطاعون.
968-(2)-
الإرشاد: عن محمّد بن أبي البلاد، عن علي بن محمّد الأزدي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي القائم عليه السلام موت أحمر، و موت أبيض، و جراد من حينه، و جراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، و أما الموت الأبيض فالطاعون.
969-(3)-
غيبة النعماني: محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدّثني علي بن عاصم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنّه قال: قبل هذا الأمر: السفياني، و اليماني، و المرواني، و شعيب بن صالح، و كفّ يقول هذا و هذا.
ص: 31
970-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا محمّد بن همّام، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدّثني موسى بن جعفر بن وهب، قال: حدّثني الحسن بن علي الوشّاء، عن عبّاس بن عبد اللّه [عبيد- خ]، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال:
العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: و ما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، و يد بارزة.
971-(2)- غيبة الشيخ: الفضل- يعني كتابه-، عن ابن أبي نجران، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة، قال: قلت له: قد طال هذا الأمر حتّى متى؟ قال:
فحرّك رأسه ثمّ قال: أنّى يكون ذلك و لم يعضّ الزمان، أنّى يكون ذلك و لم يجف الاخوان، أنّى يكون ذلك و لم يظلم السلطان، أنّى يكون ذلك و لم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها، و يكفّر صدورها، و يغيّر سورها، و يذهب بهجتها، من فرّ منه أدركه، و من حاربه قتله، و من اعتزله افتقر، و من تابعه كفر، حتّى يقوم باكيان: باك يبكي على دينه، و باك يبكي على دنياه.
972-(3)-
الإرشاد: الحسين بن سعيد، عن منذر الجوزي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء، و حمرة تجلّل السماء، و خسف ببغداد، و خسف ببلدة البصرة، و دماء تسفك بها، و خراب دورها، و فناء يقع في أهلها، و شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
973-(4)-
غيبة النعماني: و حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ [مابنداد، مابندار] و عبد اللّه بن جعفر الحميري، قالا:
ص: 32
حدّثنا أحمد بن هلال، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب الزرّاد، قال: قال لي الرضا عليه السلام: إنّه يا حسن! ستكون فتنة صمّاء صيلم، يذهب فيها كلّ وليجة و بطانة- و في رواية: يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة- و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض و السماء، كم من مؤمن و مؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده، ثمّ أطرق، ثمّ رفع رأسه و قال: بأبى و أمّي سميّ جدّي، و شبيهي و شبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأنّي به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين، و عذابا على الكافرين، فقلت: بأبي و أمّي أنت، و ما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: «ألا لعنة اللّه على الظّالمين»، و الثاني: «أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين»، و الثالث:
يرون يدا بارزة مع قرن الشمس تنادي: «ألا إنّ اللّه قد بعث فلانا على هلاك الظالمين»، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، و يشفي اللّه صدورهم، و يذهب غيظ قلوبهم.
974-(1)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي اللّه عنه-، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن مهران، عن خاله أحمد بن زكريّا، قال: قال لي الرضا علي بن موسى عليهما السلام: أين منزلك ببغداد؟ قلت: الكرخ، قال: أما إنّه أسلم موضع، و لا بدّ من فتنة صمّاء صيلم، تسقط فيها كلّ وليجة و بطانة، و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي.
975-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي- رضي اللّه عنه- [عليه السلام] قال: إذا نادى مناد من السماء أنّ الحقّ في آل محمّد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، و يشربون حبّه، و لا يكون لهم ذكر غيره.
ص: 33
976-(1)-
تاريخ قم: و عن محمّد بن قتيبة الهمداني و الحسن بن علي الكشمارجاني [الكمشارجاني- خ] عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:إنّ اللّه احتجّ بالكوفة على سائر البلاد، و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، و احتجّ ببلدة قم على سائر البلاد، و بأهلها على جميع أهل المشرق و المغرب من الجنّ و الإنس، و لم يدع اللّه قم و أهلها مستضعفين بل وفّقهم و أيّدهم، ثمّ قال: إنّ الدين و أهله بقم ذليل، و لو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم و بطل أهلها فلم يكن حجّة على سائر البلاد، و إذا كان كذلك لم تستقرّ السماء و الأرض، و لم ينظروا طرفة عين، و إنّ البلايا مدفوعة عن قم و أهلها، و سيأتي زمان تكون بلدة قم و أهلها حجّة على الخلائق، و ذلك في زمان غيبة قائمنا عليه السلام إلى ظهوره، و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها، و إنّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم و أهلها، و ما قصدها جبّار بسوء إلّا قصمه قاصم الجبّارين، و شغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوّ، و ينسي اللّه الجبّارين في دولتهم ذكر قم و أهلها كما نسوا ذكر اللّه.
977-(2)-
تاريخ قم: و روي بأسانيد عن الصادق عليه السلام أنّه ذكر الكوفة، و قال: ستخلو الكوفة من المؤمنين، و يأزر عنها العلم كما تأزر الحيّة في جحرها، ثمّ يظهر العلم ببلدة يقال لها: قم، و تصير معدنا للعلم و الفضل، حتّى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتّى المخدّرات في الحجال، و ذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل اللّه قم و أهلها قائمين مقام الحجّة، و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها و لم يبق في الأرض حجّة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق و المغرب، فيتمّ حجّة اللّه على الخلق حتّى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين و العلم، ثمّ يظهر القائم عليه السلام و يصير سببا لنقمة اللّه و سخطه على العباد، لأنّ اللّه لا ينتقم من العباد إلّا بعد إنكارهم الحجّة.(3)
ص: 34
ص: 35
978-(1)- سنن الدارقطني: حدّثنا أبو سعيد الاصطخري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نوفل، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن عمرو بن شمراخ، عن جابر، عن محمّد بن علي [عليه السلام] قال:
إنّ لمهديّنا آيتين لم تكونا منذ خلق السّماوات و الأرض: ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، و تنكسف الشّمس في النصف منه، و لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض.
979-(2)-
البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة من السماء، نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليلا، فعندها فرج الناس و هي قدوم المهدي.
980-(3)-
الصراط المستقيم: أسند الصادق إلى آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال: إذا وقعت النار في حجازكم و جرى الماء بنجفكم فتوقّعوا ظهور قائمكم.
981-(4)-
الصراط المستقيم: و عن زين العابدين عليه السلام: إذا ملأ هذا نجفكم السيل و المطر، و ظهرت النار فى الحجارة و المدر، و ملكت بغداد التّتر فتوقّعوا ظهور القائم المنتظر.
و يدل عليه أيضا الأحاديث 669، 835، 837، 1246.978-(5)- سنن الدارقطني: حدّثنا أبو سعيد الاصطخري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نوفل، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن عمرو بن شمراخ، عن جابر، عن محمّد بن علي [عليه السلام] قال:
إنّ لمهديّنا آيتين لم تكونا منذ خلق السّماوات و الأرض: ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، و تنكسف الشّمس في النصف منه، و لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض.
979-(6)-
البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة من السماء، نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليلا، فعندها فرج الناس و هي قدوم المهدي.
980-(7)-
الصراط المستقيم: أسند الصادق إلى آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال: إذا وقعت النار في حجازكم و جرى الماء بنجفكم فتوقّعوا ظهور قائمكم.
981-(8)-
الصراط المستقيم: و عن زين العابدين عليه السلام: إذا ملأ هذا نجفكم السيل و المطر، و ظهرت النار فى الحجارة و المدر، و ملكت بغداد التّتر فتوقّعوا ظهور القائم المنتظر.
و يدل عليه أيضا الأحاديث 669، 835، 837، 1246.
ص: 36
في ما يدل على النداء به من السماء، و أنّ على رأسه ملكا ينادي باسمه و اسم أبيه عليهما السلام و فيه 52 حديثا
982-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: في محرّم ينادي مناد من السماء: ألا إنّ صفوة اللّه من خلقه فلانا فاسمعوا له و أطيعوا، في سنة الصوت و المعمعة.
983-(2)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني أبو زرعة، عن عبد اللّه بن زرير [زرين- خ]، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- قال: إذا قتل النفس الزكيّة، و أخوه يقتل بمكّة ضيعة، نادى مناد من السماء: إنّ أميركم فلان، و ذلك المهديّ الذي يملأ الأرض حقّا و عدلا.
984-(3)-
الفتن: حدّثنا الوليد؛ و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي- رضي اللّه عنه [عليه السلام]- قال: بعد الخسف ينادي مناد من السماء: أنّ الحق في آل محمّد في أوّل النهار، ثم ينادي مناد في آخر النهار: أن الحقّ في ولد عيسى، و ذلك نجوة من الشيطان.
985-(4)-
تلخيص المتشابه (للخطيب): عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي: هذا المهدي فاتّبعوه.
986-(5)-
المعجم الأوسط: عن طلحة بن عبيد اللّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلّا جاش منها جانب، حتّى ينادي مناد من السماء: أنّ أميركم فلان.
ص: 37
987-(1)- البيان: أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه؛ محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدّسي بجبل قاسيون، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي بدمشق؛ و الصيدلاني بأصبهان، قالا:
أخبرنا أبو علي الحسن، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن كثير بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه.
قلت: هذا حديث حسن، ما رويناه إلّا من هذا الوجه، أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام، انتهى.
988-(2)-
المصنّف: الحسن بن موسى، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد، عن عاصم بن عمرو البجلي، أنّ أبا امامة قال:
لينادينّ باسم رجل من السماء، لا ينكره الدليل، و لا يمتنع [منها] العزيز.989-(3)- الفتن: حدّثنا سعد أبو عثمان، عن جابر، عن أبى جعفر قال: ينادي مناد من السماء: ألا إنّ الحقّ في آل محمّد، و ينادي مناد من الأرض: ألا إنّ الحقّ في آل عيسى (أو قال: العبّاس، أنا أشكّ فيه)، و إنّما الصوت الأسفل من الشيطان ليلبس على الناس (شكّ أبو عبد اللّه نعيم).
ص: 38
990-(1)-
عقد الدرر: و عن سيف بن عمير، قال: كنت عند أبي جعفر المنصور، فقال لي ابتداء: يا سيف بن عمير! لا بدّ من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب، فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين! تروي هذا؟ قال: إي و الذي نفسي بيده لسماع اذناي له، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا، فقال:
يا سيف! إنّه الحقّ، و إذا كان فنحن أولى من يجيبه، أما إنّ النداء إلى رجل من بني عمّنا، فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال: نعم يا سيف! لو لا أنّي سمعته من أبي جعفر محمّد بن علي، و حدّثني به أهل الأرض كلّهم ما قبلته، و لكنّه محمّد بن علي عليه السلام.
991-(2)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (3)، قال: نزلت في قائم آل محمّد صلوات اللّه عليهم، ينادى باسمه من السماء.
992-(4)- ينابيع المودّة: عن أبي بصير و أبي الورد، عن الباقر رضي اللّه عنه [عليه السلام]، قال: هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ ...
نزلت في القائم، و ينادي مناد باسمه و اسم أبيه من السماء.
ص: 39
993-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن الحسين بن موسى، عن فضيل بن محمّد مولى محمّد بن راشد البجلي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: أما إنّ النداء من السماء باسم القائم كتاب اللّه لبيّن، فقلت: فأين هو أصلحك اللّه؟ فقال: في طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ قوله: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا و كأنّما على رءوسهم الطير.
994-(2)- المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة: في تفسير قوله تعالى في سورة «ق»: وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (3)، عن الصادق عليه السلام: ينادى المنادي باسم القائم و اسم أبيه، قوله: يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ قال: صيحة القائم من السماء.
995-(4)-
كتاب الفضل بن شاذان: عن محمّد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ القائم صلوات اللّه عليه ينادى اسمه ليلة ثلاث و عشرين، و يقوم يوم عاشوراء، يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام.
996-(5)-
كتاب الفضل: عن ابن محبوب، عن أبي ايّوب، عن محمّد بن مسلم، قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب، فلا يبقى راقد إلّا قام، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه من ذلك الصوت، و هو صوت جبرئيل؛ الروح الأمين.
ص: 40
997-(1)-
كتاب الفضل: عن ابن محبوب، عن علي بن أبى حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خروج القائم من المحتوم، قلت: و كيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألاإنّ الحقّ في عليّ و شيعته، ثمّ ينادي إبليس- لعنه اللّه- في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في عثمان و شيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
998-(2)-
عقد الدرر: و عن محمّد بن علي عليهما السلام قال:
الصوت فى شهر رمضان في ليلة جمعة فاسمعوا و أطيعوا، و في آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنّ فلانا قد قتل مظلوما، يشكّك الناس و يفتّنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر، فإذا سمعتم الصوت فى رمضان- يعني الأوّل- فلا تشكّوا أنّه صوت جبريل، و علامة ذلك أنّه ينادي باسم المهدي و اسم أبيه.
999-(3)-
عقد الدرر: و عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:
إذا نادى مناد من السماء: أنّ الحقّ في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي.
1000-(4)-
عقد الدرر: و عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق ثلاثة أيّام أو سبعة فتوقّعوا فرج آل محمّد إن شاء اللّه تعالى. ثمّ قال: ينادي مناد من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق و من بالمغرب، حتّى لا يبقى راقد إلّا استيقظ، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه فزعا من ذلك، فرحم اللّه عبدا سمع ذلك الصوت فأجاب، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام.
1001-(5)-
سنن الداني: في حديث طويل عن حذيفة، ذكر فيها بعض الملاحم، مثل: خروج السفياني، و خسف البيداء، و قتل السفياني، قال: فعند ذلك (يعني عند قتل السفياني و من شايعه) ينادي مناد من السماء: يا أيّها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ قد قطع عنكم [منكم خ ل] مدّة الجبّارين و المنافقين و أشياعهم، و ولّاكم خير أمّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، فالحقوا به بمكّة فإنّه المهدي ... الحديث بطوله.
ص: 41
1002-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه و وهيب بن حفص عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا رأيتم نارا من [قبل] المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيّام أو سبعة، فتوقّعوا فرج آل محمّد عليهم السلام إن شاء اللّه عزّ و جلّ، إنّ اللّه عزيز حكيم.
ثمّ قال: الصيحة لا تكون إلّا في شهر رمضان [لأنّ شهر رمضان] شهر اللّه، [و الصيحة فيه] هى صيحة جبرئيل عليه السلام إلى هذا الخلق.
ثمّ قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام، فيسمع من بالمشرق و من بالمغرب، لا يبقى راقد إلّا استيقظ، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم اللّه من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام. ثمّ قال عليه السلام: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث و عشرين، فلا تشكّوا في ذلك و اسمعوا و أطيعوا، و في آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنّ فلانا قتل مظلوما، ليشكّك الناس و يفتّنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكّوا فيه، إنّه صوت جبرئيل، و علامة ذلك أنّه ينادي باسم القائم و اسم أبيه حتّى تسمعه العذراء فى خدرها فتحرّض أباها على الخروج.
و قال: لا بدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام:
صوت من السماء و هو صوت جبرئيل [باسم صاحب هذا الأمر و اسم أبيه]، و الصوت الثاني من الأرض و هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنّه قتل مظلوما يريد بذلك الفتنة، فاتّبعوا الصوت الأوّل، و إيّاكم و الأخير أن تفتنوا به ... الحديث.
1003-(2)-
غيبة النعماني: أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل، قال:قال أبو جعفر عليه السلام و قد سألته عن القائم عليه السلام، فقال: إنّه لا يكون حتّى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق و المغرب، حتّى تسمعه الفتاة في خدرها.
ص: 42
1004-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن [الحسين- خ] التيملي، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فسمعت رجلا من همدان يقول له: إنّ هؤلاء العامّة يعيّرونا و يقولون لنا: إنّكم تزعمون أنّ مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، و كان متّكئا فغضب و جلس ثمّ قال: لا ترووه عنّي، و ارووه عن أبي و لا حرج عليكم في ذلك، أشهد أنّي قد سمعت أبي عليه السلام يقول: و اللّه، إنّ ذلك في كتاب اللّه عزّ و جلّ لبيّن حيث يقول: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (2)، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع و ذلّت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إنّ الحقّ في علي بن أبي طالب عليه السلام و شيعته، قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتّى يتوارى عن أهل الأرض، ثمّ ينادي: ألا إنّ الحقّ في عثمان بن عفّان و شيعته فإنّه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه، قال: فيثبّت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ و هو النداء الأوّل، و يرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، و المرض و اللّه عداوتنا، فعند ذلك يتبرّؤون منّا و يتناولونا فيقولون: إنّ المنادي الأول سحر من سحر أهل [هذا] البيت، ثمّ تلا أبو عبد اللّه عليه السلام قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ.(3)
قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمّد بن أحمد بن الحسن القطوني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان ... مثله سواء بلفظه.
1005-(4)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي، عن أبيه و وهيب بن حفص، عن ناجية القطّان أنّه سمع
ص: 43
أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ المنادي ينادي أنّ المهديّ [من آل محمّد] فلان بن فلان- باسمه و اسم أبيه- فينادي الشيطان أنّ فلانا و شيعته على الحقّ، يعني رجلا من بني اميّة.
1006-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن العبّاس بن عامر بن رباح الثقفي، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: ينادي مناد من السماء أنّ فلانا هو الأمير، و ينادي مناد أنّ عليّا و شيعته هم الفائزون، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إنّ الشيطان ينادي أنّ فلانا و شيعته هم الفائزون (لرجل من بني اميّة)، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الّذين كانوا يروون حديثنا، و يقولون: إنّه يكون، قبل أن يكون، و يعلمون أنّهم هم المحقّون الصادقون.
1007-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بن المغيرة البصري، عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه، فرفع جانب الفسطاط فقال: إنّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس. ثمّ قال: ينادي مناد من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، و ينادي إبليس- لعنه اللّه- من الأرض كما نادى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ليلة العقبة.
1008-(3)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الجريري أخا إسحاق يقول لنا: إنّكم تقولون: هما نداءان، فأيّهما الصادق من الكاذب؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: قولوا له: إنّ الذي أخبرنا بذلك- و أنت تنكر أنّ هذا يكون- هو الصادق.
ص: 44
1009-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بهذا الإسناد عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:
هما صيحتان: صيحة في أوّل الليل، و صيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، و واحدة من إبليس، فقلت: و كيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
1010-(2)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن التيملي، عن أبيه، عن محمّد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس يوبّخونا و يقولون: من أين يعرف المحقّ من المبطل إذا كانتا؟ فقال: ما تردّون عليهم؟ قلت: فما نردّ عليهم شيئا، قال: فقال: قولوا لهم: يصدّق بها- إذا كانت- من كان مؤمنا يؤمن بها قبل أن تكون، [قال:] إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (3).
1011-(4)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع و سبعين و مائتين، قال:
حدّثنا محمّد بن عمر بن يزيد بيّاع السابري و محمّد بن الوليد بن خالد الخزّاز جميعا، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد اللّه بن سنان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء: ألا إنّ الأمر لفلان بن فلان، ففي م القتال؟
1012-(5)-
غيبة النعماني: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن أبي بصير، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عليه السلام [و قال]:
ص: 45
ينادى باسم القائم: يا فلان بن فلان! قم.
1013-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاصّ أو عامّ؟ قال: عامّ، يسمع كلّ قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام و قد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتّى ينادي [في آخر اللّيل] و يشكّك الناس.
1014-(2)- غيبة الشيخ: أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إنّ القائم لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها، و يسمع أهل المشرق و المغرب، و فيه نزلت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 254، 408، 411، 450، 546 (و فيه: و على رأسه غمامة تظلّه من الشمس، تدور معه حيثما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي)، 554، 645، 902، 904، 942، 961، 973، 1022، 1028، 1044، 1045، 1108، 1113، 1139.
1015-(3)-
غيبة الشيخ: روى محمّد بن جعفر الأسدي، عن أبي سعيد الآدمي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم و أبي بصير [قالا:] سمعنا أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أ ما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟
ص: 46
1016-(1)-
غيبة الشيخ: الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن أبن لهيعة، عن أبى زرعة، عن عبد اللّه بن زرير، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- أنّه قال: دعوة أهل بيت نبيّكم في آخرالزمان، فالزموا الأرض و كفّوا حتّى تروا قادتها، فإذا خالف الترك الروم، و كثرت الحروب في الأرض، ينادي مناد على سور دمشق: ويل لازم من شرّ قد اقترب، و يخرب حائط مسجدها.
1017-(2)-
الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان الرواشي القصّار- و كان ثقة- قال: حدّثني مولاي، قال: سمعت عليّا- رضي اللّه عنه- يقول: لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث، و يموت ثلث، و يبقى ثلث.
1018-(3)-
الفتن: حدّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدّثه، عن عليّ [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض.
1019-(4)-
الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى ترقى الظّلمة.
1020-(5)-
الفتن: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن رجل، عن عمّار بن محمّد، عن عمر بن علي، أن عليا [عليه السلام] قال: تكون فتن، ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي، ليس له عند اللّه خلاق، فيقتل أو يموت فيقوم المهدي.
ص: 47
1021-(1)-
كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: ينتقص الإسلام حتّى لا يقال: اللّه اللّه، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث قوما يجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، و اللّه إني لأعرف اسم أميرهم و مناخ ركابهم (ش).
1022-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال:
حدّثنا محمّد بن علي الكوفي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قلت له:
جعلت فداك، متى خروج القائم عليه السلام؟ فقال: يا أبا محمّد! إنّا أهل بيت لا نوقّت، و قد قال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كذب الوقّاتون، يا أبا محمّد! إن قدّام هذا الأمر خمس علامات: أولاهنّ النداء في شهر رمضان، و خروج السفياني، و خروج الخراساني، و قتل النفس الزكيّة، و خسف بالبيداء.
ثم قال: يا أبا محمّد! إنّه لا بدّ أن يكون قدّام ذلك الطاعونان:
الطاعون الأبيض، و الطاعون الأحمر، قلت: جعلت فداك، و أي شي ء هما؟ فقال: [أمّا] الطاعون الأبيض فالموت الجارف، و أمّا الطاعون الأحمر فالسيف، و لا يخرج القائم حتّى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين [في شهر رمضان] ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟
قال: باسمه و اسم أبيه، ألا إنّ فلان بن فلان قائم آل محمّد فاسمعوا له و أطيعوه، فلا يبقى شي ء خلق اللّه فيه الروح إلّا يسمع الصّيحة، فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره، و تخرج العذراء من خدرها، و يخرج القائم ممّا يسمع، و هي صيحة جبرائيل عليه السلام.
1023-(3)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا بدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس، و يصيبهم
ص: 48
خوف شديد من القتل، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، فإنّ ذلك فى كتاب اللّه لبيّن، ثمّ تلا هذه الآية: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (1)
.1024-(2)- قرب الإسناد: أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: قدّام هذا الأمر قتل بيوح، قلت: و ما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر.
و يدل عليه أيضا الأحاديث 364، 367، 368، 380، 385، 391، 427، 428، 451، 453، 456، 460 و أخبار كثيرة أخرى في هذا الباب و سائر الأبواب.
1025-(3)-
تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبى الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أمّ سلمة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، فإذا كانوا بالبيد خسف بهم، ثمّ يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب، فيلتقون فيهزمهم اللّه، فالخائب من خاب من غنيمة كلب.
1026-(4)-
تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن الحسن، عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- قالت: بينما النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مضطجع في بيته إذ احتفز جالسا، فجعل يتوجّع، فقلت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، مالك تتوجّع؟ قال: جيش من أمّتي يجوز من قبل الشام، يؤمّون البيت لرجل منعه اللّه منهم، حتّى إذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم و مصادرهم
ص: 49
شتّى، قلت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، كيف يخسف بهم جميعا و مصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من جبر (من يكرهه فيجي ء مكرها).
1027-(1)- تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا أحمد بن عيسى، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن وهب، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن بسر بن لخم المعافري، قال: سمعت أبا فراس يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:
إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي.
1028-(2)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني أبو زرعة، عن عبد اللّه بن زرير، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- قال:
إذا قتل النفس الزكية، و أخوه يقتل بمكّة ضيعة، نادى مناد من السماء: أنّ أميركم فلان، و ذلك المهدي الّذي يملأ الأرض حقّا و عدلا.
1029-(3)-
الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، قال:
حدّثني أبو زرعة، عن ابن زرير، عن عمّار بن ياسر، قال: إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمّد خرج المهدي، على لوائه شعيب بن صالح.
1030-(4)-
الفتن: حدّثنا أبو يوسف المقدّسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون صوت في رمضان، و معمعةفي شوّال، و في
ص: 50
ذي القعدة تحازب القبائل و عامد(1) تنتهب الحاج، و يكون ملحمة عظيمة بمنى، يكثر فيها القتلى، و يسيل فيها الدماء، و هم على عقبة الجمرة.
1031-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد، قال: أخبرني شيخ، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: فيبلغ أهل المدينة، فيخرج الجيش إليهم، فيهرب منها من كان من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] وسلّم إلى مكّة، يحمل الشديد الضعيف، و الكبير الضعيف، فيدركون نفسا من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فيذبحونه عند أحجار الزيت.
ص: 51
1032-(1)-
الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة زوج النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم تقول: يأتي جيش من قبل المغرب يريدون هذا البيت، حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم، و يلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه فيصيبهم ما أصابهم، فمن كان منهم مستكرها أصابهم ما أصابهم، ثمّ يبعث اللّه تعالى كلّ امرئ على نيّته.
1033-(2)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن محمّد بن عليّ [عليه السلام] قال: سيكون عائذ بمكّة يبعث إليه سبعون ألفا عليهم رجل من قيس، حتّى إذا بلغوا الثنيّة دخل آخرهم و لم يخرج منها أوّلهم، نادى جبريل: [يا] بيداء يا بيداء يا بيدا! يسمع مشارقها و مغاربها، خذيهم فلا خير فيهم، فلا يظهر على هلاكهم إلّا راعي غنم في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا فيخبر بهم، فإذا سمع العائذ بهم خرج.1034-(3)- الفتن: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يبعث إلى مكّة جيش من الشام، حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم.
1035-(4)-
الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن صالح، عن علي بن رباح، عن ابن مسعود، قال: يبعث جيش إلى المدينة فيخسف بهم بين الحمّاوين، و يقتل النفس الزكية.
ص: 52
1036-(1)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن شيخ، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: يخسف بهم، فلا ينجو منهم إلّا رجلان من كلب، اسمهما وبر و و بير، تقلّب وجوههما في أقفيتهما.
1037-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال:
إذا نزل جيش في طلب الّذين خرجوا إلى مكّة فنزلوا البيداء خسف بهم و يناديهم، و هو قوله عزّ و جلّ: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (3) من تحت أقدامهم، و يخرج رجل من الجيش في طلب ناقة له، ثمّ يرجع إلى الناس فلا يجد منهم أحدا و لا يحسّ بهم، و هو الّذي يحدّث الناس بخبرهم.
1038-(4)-
الفتن: حدّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكيّة، و هو الذي كتب عليه، فهرب عامّة المسلمين من حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم إلى حرم اللّه تعالى بمكّة، فإذا أبلغه ذلك بعث جندا إلى المدينة عليهم رجل من كلب، حتّى إذا بلغوا البيداء خسف بهم و ينفلت أميرهم.
1039-(5)-
الفتن: حدّثنا عبد اللّه بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، قال: حدّثني من سمع عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء، و بلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهديّ فبايعه و ادخل في طاعته و إلّا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة،و يسير المهدي حتّى ينزل بيت المقدس، و تنقل إليه الخزائن، و تدخل العرب و العجم و أهل الحرب و الروم و غيرهم في طاعته من غير قتال ... الحديث.
1040-(6)-
الروضة من الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزّاز، عن عمر بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم:
ص: 53
الصيحة، و السفياني، و الخسف، و قتل النفس الزكيّة، و اليماني، فقلت: جعلت فداك، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أ نخرج معه؟ قال: لا، فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآية:
إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (1)، فقلت له: أ هي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت، خضعت أعناق أعداء اللّه عزّ و جلّ.
1041-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن عبد اللّه بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: المهدي أقبل، جعد، بخدّه خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق، و إذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ، يعصمهم اللّه من الخروج معه، و يأتي المدينة بجيش جرّار، حتّى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف اللّه به، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (3).
1042-(4)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان)، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي أيّوب، عن الحارث بنالمغيرة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث و عشرين مضين من شهر رمضان.
1043-(5)-
ينابيع المودّة: لمّا استشار زيد بن عليّ أخاه محمّدا الباقر- رضي اللّه عنهم- في الخروج نهاه، و قال: أخشى أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة، أ ما علمت أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلّا قتل، و بعده يخرج قائمنا المهدي.
ص: 54
و لمّا خرج زيد قتل و صلب بالكوفة كما قال أخوه.
1044-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني علي بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، و قتل النفس الزكيّة من المحتوم، و القائم من المحتوم، و خسف البيداء من المحتوم، و كفّ تطلع من السماء من المحتوم، و النداء من السماء من المحتوم، فقلت: و أيّ شي ء يكون النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم و اسم أبيه [عليه السلام].
1045-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بإسناده عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القمّاط، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال: من المحتوم الّذي لا بدّ أن يكون من قبل قيام القائم: خروج السفياني، و خسف بالبيداء، و قتل النفس الزكيّة، و المنادي من السماء.
1046-(3)-
المستدرك: عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، و عامّة من يتبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعة، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرّة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتّى إذا صاروا ببيداء من الأرض خسف بهم، و لا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم.
ص: 55
1047-(1)- الكشّاف: عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: نزلت (يعني هذه الآية: وَ لَوْ تَرى ...(2)) في خسف البيداء، و ذلك أنّ ثمانين ألفا يغزون الكعبة ليخرّبوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم.
1048-(3)-
الإرشاد: سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خروج الثلاثة: السفياني و الخراساني و اليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، و ليس فيها راية أهدى من راية اليماني، لأنّه يدعو إلى الحقّ.
1049-(4)-
الإرشاد: ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحدّاد، عن صالح بن ميثم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ليس بين قيام القائم و قتل النفس الزكيّة أكثر من خمس عشرة ليلة.
1050-(5)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن ليث بن سعد، عن عبّاس بن عبّاس، عمّن حدّثه، عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه [عليه السلام]- قال: يهرب ناس من المدينة إلى مكّة حين يبلغهم جيش السفياني، منهم ثلاثة نفر من قريش منظور إليهم.
1051-(6)-
كمال الدين: بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان)، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن أعين، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ أمر السفياني من الأمر المحتوم، و خروجه في رجب.
ص: 56
1052-(1)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال أبي عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، و هو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان، و أبوه عنبسة، و هو من ولد أبي سفيان، حتّى يأتي أرضا ذات قرار و معين فيستوي على منبرها.
1053-(2)-
كمال الدين: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنهما- قالا: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن علي الكوفي، قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن قتيبة بن محمّد، عن عبد اللّه بن أبي منصور البجلي، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن اسم السفياني، فقال: و ما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس:
دمشق، و حمص، و فلسطين، و الأردن، و قنّسرين، فتوقّعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا، و لكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما.
1054-(3)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عمر بن يزيد، قال: قال لي أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام: إنّك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس، أشقر، أحمر، أزرق، يقول:
يا ربّ ثاري ثاري ثمّ النار، و قد بلغ من خبثه أنّه يدفن أمّ ولد له و هي حيّة مخافة أن تدلّ عليه.1055-(4)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إنّ خروج السفياني من الأمر المحتوم، قال [لي]: نعم، و اختلاف ولد العبّاس من المحتوم، و قتل النفس الزكيّة من المحتوم، و خروج القائم عليه السلام من المحتوم، فقلت له:
ص: 57
كيف يكون [ذلك] النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألا إنّ الحقّ في عليّ و شيعته، ثمّ ينادي إبليس- لعنه اللّه- في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في السفيانيّ و شيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون.
1056-(1)-
الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: يملك السفياني حمل امرأة.
1057-(2)-
الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: هو أخوص العين.
1058-(3)-
الفتن: حدّثنا عبد القدّوس و غيره، عن ابن عيّاش، عمّن حدّثه، عن محمّد بن جعفر، عن عليّ [عليه السلام] قال:
السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له: الوادي اليابس، يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود، يعرفون في لوائه، النصر يسير بين يديه على ثلاثين ميلا، لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلّا انهزم.
1059-(4)- الروضة من الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن علي الحلبي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: اختلاف بني العبّاس من المحتوم، و النداء من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم، قلت: و كيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألا إنّ عليا و شيعته هم الفائزون، قال: و ينادي مناد [في] آخر النهار: ألا إنّ عثمان و شيعته هم الفائزون.
1060-(5)-
إثبات الوصية: عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لا يكون ما ترجون حتّى يخطب السفياني على أعوادها، فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قبل الحجاز.
ص: 58
1061-(1)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن الحسن بن حازم قال: حدّثنا عبيس بن هشام، عن عبد اللّه بن جبلة، عن محمّد بن سليمان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال:
السفياني و القائم في سنة واحدة.
1062-(2)-
معاني الأخبار: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رحمه اللّه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن السيّاري، عن الحكم بن سالم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في اللّه، قلنا: صدق اللّه، و قالوا: كذب اللّه، قاتل أبو سفيان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام، و قاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، و السفياني يقاتل القائم عليه السلام.
1063-(3)-
البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري،بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق، و عامّة من يتبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصبيان، فيجتمع لهم قيس فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب قلعه، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرم، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتّى إذا جاوز ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم.
أخرجه أبو عبد اللّه الحاكم في مستدركه و قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري و مسلم و لم يخرّجاه.
ص: 59
1064-(1)-
الفتن: حدّثنا ابن عمر، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني عبد الوهاب بن حسين، عن محمّد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن الحارث الهمداني، عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه-، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: إذا كانت صيحة في رمضان، فإنّه تكون معمعة في شوّال، و تمييز القبائل في ذي القعدة، و سفك الدماء في ذي الحجّة، و المحرّم، و ما المحرّم؟ يقولها ثلاثا، هيهات هيهات، يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قال: قلنا: و ما الصّيحة يا رسول اللّه؟ قال: هدّة في النصف من رمضان، ليلة الجمعة، فتكون هدّة توقظ النائم، و تقعد القائم، و تخرج العواتق من خدورهنّ، في ليلة جمعة، في سنة كثيرة الزلازل، فإذا صلّيتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم، و أغلقوا أبوابكم، و سدّوا كواكم، و دثّروا أنفسكم، و سدّوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخرّوا للّه سجّدا، و قولوا: سبحان القدّوس، سبحان القدّوس، ربّنا القدّوس، فإنّه من فعل ذلك نجا، و من لم يفعل ذلك هلك.
و يدلّ عليه أيضا الاحاديث: 327، 603، 645، 900، 903، 910، 936، 959، 960، 969، 970، 983، 1001، 1002، 1004، 1009، 1022، 1104، 1105، 1111، 1116، 1136، 1139.
ص: 60
في خروج الدجّال (1)
و فيه 26 حديثا
1065-(2)-
الفتن: قال أيّوب: و حدّثنا حميد بن هلال، عن بعض أشياخهم، عن هشام بن عامر، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: ما بين خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجّال.
1066-(3)- صحيح مسلم: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب و إسحاق بن إبراهيم، و ابن أبي عمر المكّي (و اللفظ لزهير)، قال إسحاق: أخبرنا. و قال الآخران: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن فرات القزّاز، عن أبي الطفيل،
ص: 61
عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطّلع النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم علينا و نحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنّها لن تقوم حتّى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، و الدجّال، و الدّابة، و طلوع الشمس من مغربها، و نزول عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يأجوج و مأجوج، و ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و خسف بجزيرة العرب، و آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
1067-(1)-
صحيح مسلم: حدّثنا محمّد بن المثنّى و محمّد بن بشّار، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن قتادة، قال:
سمعت أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ما من نبيّ إلّا و قد أنذر امّته الأعور الكذّاب، ألا إنّه أعور، و إنّ ربّكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر.
1068-(2)-
كنز العمّال: لا يخرج الدجّال حتّى [لا] يكون شي ء أحبّ إلى المؤمن من خروج نفسه.
1069-(3)-
مجمع الزوائد: (عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:) لا يخرج الدجّال حتّى يذهل الناس عن ذكره، و حتّى تترك الأئمّة ذكره على المنابر.
1070-(4)-
الفتن: ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن سعيد بن عبيد بن السباق، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون قبل خروج المسيح الدجّال سنواتخدعة، يكذّب فيها الصادق، و يصدّق فيها الكاذب، و يؤتمن فيها الخائن، و يخون فيها الأمين، و يتكلّم الرويبضة الوضيع من الناس.
ص: 62
1071-(1)-
الفتن: حدّثنا ضمرة، حدّثنا عبد اللّه بن شوذب، عن أبي التياح، عن خالد بن سبيع، عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يخرج الدجّال ثمّ عيسى بن مريم عليه السلام.
1072-(2)-
الفتن: عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يتبع الدجّال من أمّتي سبعون ألفا عليهم التيجان.
1073-(3)- ميزان الاعتدال: أخرج عن زيد بن وهب، عن حذيفة: إن خرج الدجّال تبعه من كان يحبّ عثمان.
1074-(4)-
المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: ذكر الدجّال عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال:
لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجّال، و لن ينجو أحد ممّا قبلها إلّا نجا منها، و ما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا، صغيرة و لا كبير [ة]، إلّا لفتنة الدجّال.
1075-(5)-
مجمع الزوائد: عن سهل بن حنيف، أنّه كان بين سلمان الفارسي و بين إنسان منازعة، فقال سلمان: اللّهمّ إن كان كاذبا فلا تمته حتّى يدركه أحد الثلاثة، فلمّا سكن عنه الغضب قلت: يا أبا عبد اللّه! ما الّذي دعوت به على هذا؟ قال: اخبرك، فتنة الدجّال، و فتنة أمير كفتنة الدجّال، و شحّ شحيح يلقى على الناس، إذا أصاب الرجل المال لا يبالي ممّا أصابه.
ص: 63
1076-(1)- المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن، عن مالك، عن أبي الزبير المكّي، عن طاوس اليماني، عن عبد اللّه بن عبّاس: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كان يعلّمهم الدعاء كما يعلّمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا:
اللّهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنّم، و أعوذ بك من عذاب القبر، و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجّال، و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات.
1077-(2)-
المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنا ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، أخبرني أبو تميم الجيشاني، قال: أخبرني أبو ذرّ، قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لغير الدجّال أخوفني على أمّتي، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول اللّه! ما هذا الذي غير الدجّال أخوفك على امتك؟ قال: ائمّة مضلّين.
1078-(3)-
سنن الترمذي: حدّثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شفيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّه لم يكن نبيّ بعد نوح إلّا قد أنذر الدجّال قومه، و إني انذركموه، فوصفه لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لعلّه سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي، قالوا:
يا رسول اللّه! فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها- يعني: اليوم- أو خير.
1079-(4)- سنن الترمذي: حدّثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:
ص: 64
قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في الناس، فأثنى على اللّه بما هو أهله، ثمّ ذكر الدجّال فقال: إنّي لأنذركموه، و ما من نبيّ إلّا و قد أنذر قومه، و لقد أنذره نوح قومه، و لكنّي سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور، و أنّ اللّه ليس بأعور؟
قال الزهري: و أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنّه أخبره بعض أصحاب النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال يومئذ للناس و هو يحذّرهم فتنته: تعلمون أنّه لن يرى أحد منكم ربّه حتّى يموت، و أنّه مكتوب بين عينيه: ك ف ر، يقرأه من كره عمله.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
1080-(1)-
المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا عبيد اللّه بن أياد بن لقيط، حدّثنا أياد، عن عبد الرحمن بن نعم أو نعيم الأعرجي- شكّ أبو الوليد- قال: سأل رجل ابن عمر عن المتعة و أنا عنده، متعة النساء، فقال: و اللّه ما كنّا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم زانين و لا مسافحين، ثمّ قال:
و اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: ليكوننّ قبل يوم القيامة المسيح الدجّال، و كذّابون ثلاثون أو أكثر.
1081-(2)- تفسير علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً و سيريكم في آخر الزمان آيات، منها: دابّة في الأرض، و الدجّال، و نزول عيسى بن مريم عليه السلام، و طلوع الشمس من مغربها.
1082-(3)-
المحاسن: أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديا، قيل: يا رسول اللّه و إن شهد الشهادتين؟ قال: نعم، إنّمااحتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه أو يؤدّي الجزية و هو صاغر، ثمّ قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّا، قيل: و كيف يا رسول اللّه؟ قال: إن أدرك الدجّال آمن به.
ص: 65
1083-(1)-
غيبة الشيخ: قال: (و بهذا الإسناد) عن ابن فضّال، عن حمّاد، عن الحسين بن المختار، عن أبي نصر، عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
عشر قبل الساعة لا بدّ منها: السفياني، و الدجّال، و الدخان، و الدابّة، و خروج القائم، و طلوع الشمس من مغربها، و نزول عيسى، و خسف بالمشرق، و خسف بجزيرة العرب، و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
1084-(2)-
الأمالي الخميسيّة: و به (يعني: بالإسناد المذكور في أوّل الكتاب) قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سليمان الدهقان بقراءتي عليه بالكوفة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السرى البكائي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن غنّام، قال:
حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا معاوية بن شيبان، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: فزع الناس قبل خروج الدجّال فانطلقنا إلى دار حذيفة و هي ممتلئة من الناس، فخرج عليهم حذيفة، فقال: يا أيها الناس! إنّ خروج الدجّال أبين من طلوع الشمس، و غير الدجّال أخوف لي عليكم، إنّ قبل خروج الدجّال فتنا تغربل الناس غربلة الحنطة، فما طار منها هلك، و ما سقط منها هلك، و ما ثبت منها نجا.
1085-(3)-
صحيح مسلم: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء (و اللفظ له)، حدّثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، و الدجّال، و دابّة الأرض.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 910، 1162، 1167، 1168، 1169.
ص: 66
1086-(1)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو؟ فقال: يا مهزم! كذب الوقّاتون، و هلك المستعجلون، و نجا المسلمون.
1087-(2)-
الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سألته عن القائم عليه السلام، فقال: كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقّت.
و قال: أحمد بإسناده قال: قال: أبى اللّه إلّا أن يخالف وقت الموقّتين.
1088-(3)-
إثبات الرجعة أو الغيبة: أحمد بن محمّد و عبيس بن هشام، عن كرّام، عن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون.1089-(4)- إثبات الرجعة أو الغيبة: الحسين بن يزيد الصحّاف، عن منذر الجوّاز، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كذب الموقّتون، ما وقّتنا فيما مضى، و لا نوقّت فيما يستقبل.
ص: 67
1090-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العبّاسي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد اللّه بن بكير، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا محمّد! من أخبرك عنّا توقيتا فلا تهابنّ أن تكذّبه فإنّا لا نوقّت لأحد وقتا.
1091-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاثة و سبعين و مائتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: أبى اللّه إلّا أن يخلف وقت الموقّتين.
1092-(3)-
غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن محمّد بن أحمد القلانسي، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّا لا نوقّت هذا الأمر.
1093-(4)-
الهداية: حدّثني محمّد بن إسماعيل، و علي بن عبد اللّه الحسنيان، عن أبي شعيب محمّد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمّد بن المفضّل، عن المفضّل بن عمر، قال: سألت سيّدي أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام: هل للمأمول المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال الصادق عليه السلام: حاش للّه أن يوقّت له وقتا ... إلى أن قال: من وقّت لمهديّنا وقتا فقد شارك اللّه في علمه ... الحديث، و هو طويل.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 83، 275، 556، 559.
1094-(5)-
إثبات الرجعة: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: حدّثنا عاصم بن حميد، قال: حدّثنا محمّد بن مسلم، قال: سأل رجل أبا عبد اللّه عليه السلام: متى يظهر قائمكم؟ قال: إذا كثر الغواية، و قلّ الهداية، و
ص: 68
كثر الجور و الفساد، و أقلّ الصلاح و السداد، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء، و مال الفقهاء إلى الدنيا، و أكثر الناس إلى الأشعار و الشعراء، و مسخ قوم من أهل البدع حتّى يصيروا قردة و خنازير، و قتل السفياني، ثمّ يخرج الدجّال، و بالغ في الإغواء و الإضلال، فعند ذلك ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و يقوم في يوم عاشوراء، فكأنّي أنظر إليه قائما بين الركن و المقام، و ينادي جبرئيل بين يديه: البيعة للّه، فيقبل شيعته إليه من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوا، ثمّ يسير إلى الكوفة يتنزّل على نجفها، ثمّ يفرّق الجنود منها إلى الأمصار لدفع عمّال الدجّال، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. قال:
فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فداك أبي و امّي، أ يعلم أحد من أهل مكّة من أين يجي ء قائمكم إليها؟ قال: لا، ثمّ قال: لا يظهر إلّا بغتة بين الركن و المقام.
1095-(1)-
عقد الدرر: عن أبي جعفر عليه السلام قال: يظهر المهدي في يوم عاشوراء، و هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام، و كأنّي به يوم السبت العاشر من المحرّم قائم بين الركن و المقام و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره، و تصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
1096-(2)-
كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يخرج القائم يوم السبت، يوم عاشوراء، اليوم الّذي قتل فيه الحسين عليه السلام.
1097-(3)- الإرشاد: فضل بن شاذان، عن محمّد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث و عشرين، و يقوم في يوم السبت عاشوراء، و هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرّم
ص: 69
قائما بين الركن و المقام، جبرئيل عليه السلام عن يمينه ينادي: البيعة للّه، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوه، فيملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
1098-(1)-
الإرشاد: روى الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: لا يخرج القائم عليه السلام إلّا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع.
1099-(2)-
أخبار الدول: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: لا يخرج القائم إلّا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، و يقوم في يوم عاشوراء، و يظهر يوم السبت العاشر من المحرّم قائما بين الركن و المقام، و شخص قائم على يده ينادي: البيعة البيعة، فيسير إليه أنصاره من أطراف الأرض يبايعونه، فيملأ اللّه تعالى به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثمّ يسير من مكّة حتّى يأتي الكوفة فينزل على نجفها، ثمّ يفرّق الجنود منها إلى جميع الأمصار.
1100-(3)-
غيبة النعماني: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: يقوم القائم يوم عاشوراء.
1101-(4)- غيبة الشيخ: الفضل، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن حيّ بن مروان، عن علي بن مهزيار، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: كأنّي بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت قائما بين الركن و المقام، بين يديه جبرئيل ينادي: البيعة للّه، فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
1102-(5)- من لا يحضره الفقيه: و روي أنّه ما طلعت الشمس في يوم أفضل من يوم الجمعة، و كان اليوم الّذي نصب فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خمّ يوم الجمعة، و قيام القائم
ص: 70
عليه السلام يكون في يوم الجمعة، و تقوم القيامة في يوم الجمعة، يجمع اللّه فيها الأوّلين و الآخرين، قال اللّه عزّ و جلّ: ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ(1).
و في حديث رواه أيضا الصدوق في الخصال، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: و يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة.
1103-(2)-
الفتن: حدّثنا الوليد، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون في رمضان صوت، و في شوّال مهمهة، و في ذي القعدة تحازب القبائل، و في ذي الحجّة ينتهب الحاجّ، و في المحرّم ينادي مناد من السماء: ألا إنّ صفوة اللّه من خلقه فلان، فاسمعوا له و أطيعوا.
في ذكر المكان الّذي يخرج منه، و موضع منبره، و مصلّاه عليه السلام و فيه 18 حديثا
1104-(3)-
الغيبة للفضل: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عليه السلام حديثا طويلا عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال في آخره: ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين امراء العرب و العجم، فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان ... إلى أن قال عليه السلام: ثمّ يظهر أمير الأمرة، و قاتل الكفرة، السلطان المأمول، الّذي تحيّر في غيبته العقول، و هو التاسع من ولدك يا حسين! يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين، و لا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الّذين أدركوا زمانه، و لحقوا أوانه، و شهدوا أيّامه، و لاقوا أقوامه.
1105-(4)-
الغيبة للفضل بن شاذان: حدّثنا صفوان بن يحيى- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن حمران، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: إنّ القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض،
ص: 71
و تظهر له الكنوز كلّها، و يظهر اللّه تعالى به دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّر، و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلّي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول اللّه! متى يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و ركب ذوات الفروج السروج، و قبلت شهادة الزور، و ردّت شهادة العدول، و استخفّ الناس بالدماء، و ارتكاب الزنا، و أكل الربا، و الرشا، و استيلاء الأشرار على الأبرار، و خروج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف بالبيداء، و قتل غلام من آل محمّد بين الركن و المقام، اسمه محمّد بن محمّد، و لقبه النفس الزكيّة، و جاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ في عليّ و شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، و اجتمع عنده ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، أوّل ما ينطق به هذه الآية: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، ثمّ يقول: أنا بقيّة اللّه و حجّته و خليفته عليكم، فلا يسلم عليه مسلّم إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه، فإذا اجتمع العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج من مكّة، فلا يبقى في الأرض معبود دون اللّه عزّ و جلّ من صنم و وثن و غيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق، و ذلك بعد غيبة طويلة.
1106-(1)- التهذيب: و عنه (يعني: عن محمّد بن أحمد بن داود) قال: حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن محمّد بن رباح، قال: حدّثنا عمّي أبو القاسم علي بن محمّد، قال: حدّثني عبيد اللّه بن أحمد بن خالد التميمي، قال: حدّثني الحسن بن علي الخزّاز، عن خاله يعقوب بن إلياس، عن مبارك الخبّاز، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: أسرجوا البغل و الحمار في وقت ما قدم، و هو في الحيرة، قال: فركب و ركبت حتّى دخل الجرف، ثمّ نزل فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا آخر فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا آخر فصلّى ركعتين، ثمّ ركب و رجع، فقلت له: جعلت فداك، ما الأوّلتين و الثانيتين و الثالثتين؟ قال:
الركعتين الأوّلتين موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام، و الركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين عليه السلام، و الركعتين الثالثتين موضع منبر القائم عليه السلام.
ص: 72
1107-(1)-
من لا يحضره الفقيه: في حديث رواه عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام في فضل مسجد الكوفة [قال عليه السلام:] و ليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي.
1108-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدّثنا محمّد و أحمد ابنا الحسن، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: ينادى باسم القائم، فيؤتى و هو خلف المقام، فيقال له: قد نودي باسمك فما تنظر؟ ثمّ يؤخذ بيده فيبايع.
1109-(3)-
البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: أخبرنا شيخ الشيوخ عبد اللّه بن عمر بن حمويه و غيره بدمشق، و أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل في آخرين بحلب، قالوا جميعا: أخبرنا أبوالفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي؛ و قال الحافظ يوسف: أخبرنا القاضي أبو المكارم، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو محمّد بن حيّان، حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي، حدّثنا عبد الوهاب بن الضحّاك، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن كثير بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يخرج المهدي من قرية يقال لها: كرعة. (قال الكنجي صاحب البيان) قلت: هذا حديث حسن رزقناه عاليا، أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في عواليه كما سقناه، و رواه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام.
1110-(4)-
كامل الزيارات: حدّثني أبي و محمّد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن متّيل، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزّاز الوشاء، عن أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل و صلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا فصلّى ركعتين، ثمّ سار قليلا فنزل فصلّى ركعتين، ثمّ قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام قلت: جعلت فداك، فما الموضعين اللّذين صلّيت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين عليه السلام، و موضع منبر القائم عليه السلام.
ص: 73
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 254، 283، 900، 936، 1060، 1111، 1112، 1113، 1114، 1116، 1118.
1111-(1)-
المصنّف: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أمّ سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يبايع الرجل بين الركن و المقام كعدّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق و أبدال الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، حتّى إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم، ثمّ يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب، فيلتقون فيهزمهم اللّه، فكان يقال: الخائب من خاب [من] غنيمة كلب.
1112-(2)-
الفتن: حدّثنا أبو ثور و عبد الرزّاق و ابن معاذ عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يأتيه عصائب العراق و أبدال الشام، فيبايعونه بين الركن و المقام، فيلقي الإسلام بجرانه.
1113-(3)-
الاختصاص: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن معقل، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم، قال: حدّثني علي بن الحسين، عن محمّد بن مرزوق، عن عامر السرّاج، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت حذيفة يقول:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أيّها الناس! قطع عنكم مدّة الجبّارين، و ولي الأمر خير أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فالحقوا بمكّة، فيخرج النجباء من مصر، و الأبدال من الشام، و عصائب العراق، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن و المقام.
قال عمران بن الحصين: يا رسول اللّه! صف لنا هذا الرجل، قال:
ص: 74
هو رجل من ولد الحسين، كأنّه من رجال شنوءة، عليه عباءتان قطوانيّتان، اسمه اسمي، فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها، و الحيتان في بحارها، و تمدّ الأنهار، و تفيض العيون، و تنبت الأرض ضعف اكلها، ثمّ يسير مقدّمته جبرئيل، و ساقيه إسرافيل، فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
1114-(1)- غيبة الشيخ: عنه (يعني: عن الفضل بن شاذان)، عن أحمد بن عمر بن مسلم، عن الحسن بن عقبة النهمي، عن أبي إسحاق البنّاء، عن جابر الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيّف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، و الأبدال من أهل الشام، و الأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء اللّه أن يقيم.
1115-(2)-
إثبات الرجعة أو الغيبة: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، قال: حدّثنا جميل بن درّاج، قال: حدّثنا ميسّر بن عبد العزيز النخعي، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إذا أذن اللّه تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه، و ناشدهم باللّه و دعاهم إلى حقّه، و أن يسير فيهم بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يعمل فيهم بعمله، فيبعث اللّه عزّ و جلّ جبرئيل عليه السلام حتّى يأتيه فينزل الحطيم، فيقول له: إلى أيّ شي ء تدعو؟ فيخبره القائم عليه السلام، فيقول جبرئيل: أنا أوّل من يبايعك، ابسط يدك، فيمسح على يده، و قد وافاه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فيبايعونه، و يقيم بمكّة حتّى يتمّ أصحابه عشرة آلاف نفس، ثمّ يسير بها إلى المدينة.
1116-(3)-
عقد الدرر: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث طويل ذكر فيه طائفة من الحوادث، منها:
السفياني، و خسف جيشه بالبيداء ... إلى أن قال:) قال: فيجمع اللّه تعالى للمهدي أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم اللّه تعالى على غير ميعاد، و قزع كقزع الخريف، فيبايعونه بين الركن و المقام، قال: و المهدي يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة واحدة.
ص: 75
1117-(1)- عقد الدرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل أيضا ساق الكلام فيه ... إلى أن قال: فيقول (أي المهدي عليه السلام) لهم: إنّي لست قاطعا أمرا حتّى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم، لا تغيّرون منها شيئا، و لكم عليّ ثمان خصال، قالوا: قد فعلنا ذلك فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، فيخرجون معه إلى الصفا فيقول: أنا معكم على أن لا تولّوا، و لا تسرقوا، و لا تزنوا، و لا تقتلوا محرما، و لا تأتوا فاحشة، و لا تضربوا أحدا إلّا بحقّه، و لا تكنزوا ذهبا و لا فضّة و لا برّا و لا شعيرا، و لا تأكلوا مال اليتيم، و لا تشهدوا بغير ما تعلمون، و لا تخرّبوا مسجدا، و لا تقبّحوا مسلما، و لا تلعنوا مؤاجرا إلّا بحقّه، و لا تشربوا مسكرا، و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج، و لا تبيعوها ربا، و لا تسفكوا دما حراما، و لا تغدروا بمستأمن، و لا تبقوا على كافر و لا منافق، و تلبسون الخشن من الثياب، و تتوسّدون التراب على الخدود، و تجاهدون في اللّه حقّ جهاده، و لا تشتمون، و تكرهون النجاسة، و تأمرون بالمعروف، و تنهون عن المنكر، فإذا فعلتم ذلك فعليّ أن لا أتّخذ حاجبا، و لا ألبس إلّا كما تلبسون، و لا أركب إلّا كما تركبون، و أرضى بالقليل، و أملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و أعبد اللّه عزّ و جلّ حقّ عبادته، و أفي لكم و تفوا لي، قالوا: رضينا و اتّبعناك على هذا، فيصافحهم رجلا رجلا ...
الحديث بطوله.
1118-(2)-
غيبة الشيخ: الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول- و ذكر المهدي-: إنّه يبايع بين الركن و المقام، اسمه: أحمد، و عبد اللّه، و المهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها.
ص: 76
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 95، 397، 529، 904، 1025، 1094، 1097، 1098، 1101، 1120، 1128.
1119-(1)-
عقد الدرر: و عن أبي امامة الباهلي- رضي اللّه عنه- قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام: كأنّه من رجال بني اسرائيل، فيستخرج الكنوز، و يفتح مدائن الشرك.
1120-(2)-
عقد الدرر: و من حديث أبي الحسن الربعي المالكي، عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام: يبايع له الناس بين الركن و المقام، يردّ اللّه به الدين، و يفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلّا من يقول: لا إله إلّا اللّه.
1121-(3)-
تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد اللّه، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ(4) قال: هذه لآل محمّد، [و] المهدي و أصحابه يملّكهم اللّه تعالى مشارق الأرض و مغاربها، و يظهر الدين، و يميت اللّه عزّ و جلّ به و
ص: 77
بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفهة الحقّ، حتّى لا يرى أثر من الظلم، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و للّه عاقبة الامور.
1122-(1)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس [محمّد بن يعقوب] رحمه اللّه، حدّثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن ابن درّاج، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول في قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ قال: «يوم الفتح» يوم تفتح الدنيا على القائم، لا ينفع أحدا تقرّب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا و بهذا الفتح موقنا، فذلك الّذي ينفعه إيمانه، و يعظم عند اللّه قدره و شأنه، و تزخرف له يوم البعث جنانه، و تحجب عنه [فيه] نيرانه، و هذا أجر الموالين لأمير المؤمنين و لذرّيّته الطيّبين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 153، 155، 161، 245، 264، 327، 346، 432، 527، 529، 548، 553، 668 (و فيه: و يمتدّ سلطانه إلى يوم القيامة)، 669، 807، 1105، 1177، 1195، 1242.
في اجتماع جميع الملل على الإسلام، و أنّ بعد ظهوره لا يعبد غير اللّه، و أنّه يذهب بدولة الباطل و فيه 22 حديثا
1123-(2)- تفسير العيّاشي: عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال: إذا قام القائم عليه السلام لا يبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه.
ص: 78
1124-(1)- تفسير العيّاشي: عن ابن بكير، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال: انزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردّة و الكفّار في شرق الأرض و غربها فعرض عليهم الإسلام، فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة و الزكاة و ما يؤمر به المسلم و يجب للّه عليه، و من لم يسلم ضرب عنقه حتّى لا يبقى في المشارق و المغارب أحد إلّا وحّد اللّه، قلت له: جعلت فداك، إنّ الخلق أكثر من ذلك. فقال: إنّ اللّه إذا أراد أمرا قلّل الكثير و كثّر القليل.
1125-(2)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن أسباط، قال: روى أصحابنا في قول اللّه عزّ و جلّ: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ (3) قال: إنّ الملك للرحمن اليوم، و قبل اليوم، و بعد اليوم، و لكن إذا قام القائم عليه السلام لم يعبد [وا] إلّا اللّه عزّ و جلّ.
1126-(4)- الروضة: علي بن محمّد، عن علي بن العبّاس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (5) قال: إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل.و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 329، 330، 332، 334 إلى 338، 397، 410، 553، 669، 671، 672، 1138، 1178، 1195، و أحاديث كثيرة اخرى.
ص: 79
1127-(1)-
الفتن: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّه سيخرج الكنوز، و يقسّم المال، و يلقي الإسلام بجرانه.
1128-(2)-
سنن الداني: عن حذيفة- رضي اللّه عنه- عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام و ظهور أمره، قال: فتخرج الأبدال من الشام و أشباههم، و يخرج إليه النجباء من مصر، و عصائب أهل الشرق و أشباههم حتّى يأتوا مكّة، فيبايع له بين زمزم و المقام، ثمّ يخرج متوجّها إلى الشام، و جبريل على مقدّمته، و ميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء، و أهل الأرض، و الطير، و الوحوش، و الحيتان في البحر، و تزيد المياه في دولته، و تمدّ الأنهار، و تضعّف الأرض اكلها، و تستخرج الكنوز.
1129-(3)-
المستدرك: في حديث عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد في حديث عن ابن عبّاس، قال: و أمّا المهدي الّذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و تأمن البهائم السباع، و تلقي الأرض أفلاذ كبدها، قال: قلت: و ما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الاسطوانة من الذهب و الفضّة.
1130-(4)-
المستدرك: أخبرني الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة، حدّثنا القاسم بن خليفة، حدّثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، حدّثنا عمر بن عبيد اللّه العدوي، عن معاوية بن قرّة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ينزل بامّتي فيآخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع بلاء أشدّ منه، حتّى تضيق عنهم الأرض الرحبة، و حتّى يملأ الأرض جورا و ظلما، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث اللّه رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئا إلّا أخرجته، و لا السماء من قطرها إلّا صبّه اللّه عليهم
ص: 80
مدرارا، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع اللّه عزّ و جلّ بأهل الأرض من خير.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 410، 451، 454، 574، 669، 670، 682، 719، 726، 733، 1105، 1119، 1177، 1195.
1131-(1)-
الفتن: حدّثنا محمّد بن مروان، عن عمارة، عن أبي حفصة، عن زيد العمّي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: تتنعّم أمّتي في زمن المهدي نعمة لم ينعّموا مثلها قطّ، ترسل السماء عليهم مدرارا، و لا يزرع الأرض شيئا من النبات إلّا أخرجته، و المال كدوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي! أعطني، فيقول: خذ.
قال: حدّثنا أبو معاوية، عن موسى، عن زيد، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم ... نحوه، إلّا أنّه لم يذكر المال.
1132-(2)- مجمع الزوائد: عن أبي هريرة، عن النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون في أمّتي المهدي، إن قصر فسبع و إلّا فثمان، و إلّا فتسع، تنعّم أمّتي فيها نعمة لم ينعّموا مثلها، يرسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدّخر الأرض شيئا من النبات، و المال كدوس، يقوم الرجل يقول: يا مهدي! أعطني، فيقول: خذ.
ص: 81
1133-(1)-
المستدرك: أخبرني أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، حدّثنا سعيد بن مسعود، حدّثنا النضر بن شميل، حدّثنا سليمان بن عبيد، حدّثنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج في آخر أمّتي المهدي، يسقيه اللّه الغيث، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا، و تكثر الماشية، و تعظم الامّة، يعيش سبعا أو ثمانيا، يعني: حججا.
1134-(2)-
عقد الدرر: عن أبي سعيد الخدري- رضى اللّه عنه-:
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج المهدي في أمّتي، يبعثه اللّه غياثا للناس، تنعّم به الامّة، و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا.
1135-(3)-
الفتن: قال معمر: و أنبأنا أبو هارون، عن معاوية، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يرضى عنه ساكن السماء،و ساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلّا صبّته، و لا الأرض من نباتها شيئا إلّا أخرجته، حتّى يتمنّى الأحياء الأموات.
1136-(4)-
المصنّف: عبد اللّه بن نمير، قال: حدّثنا موسى الجهني، قال: حدّثني عمر بن قيس الماصر، قال: حدّثني [مجاهد، قال:
حدّثني] فلان رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أنّ المهديّ لا يخرج حتّى تقتل النفس الزكيّة، فإذا قتلت النفس الزكيّة غضب عليهم من في السماء و من في الأرض، فأتى الناس المهدي فزفّوه كما تزفّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها، و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا، و تخرج الأرض نباتها، و تمطر السماء مطرها، و تنعّم أمّتي في ولايته نعمة لم تنعّمها قطّ.
ص: 82
1137-(1)-
الخصال: حدّثنا أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه.
(و الحديث طويل مشتمل على كثير من الآداب و الأخلاق الحسنة، و فوائد عظيمة من أرادها فليطلبها من الخصال.
قال عليه السلام فيه: بنا يفتح اللّه، و بنا يختم اللّه، و بنا يمحو ما يشاء، و بنا يثبت، و بنا يدفع [يرفع] اللّه الزمان الكلب، و بنا ينزل الغيث، فلا يغرّنّكم باللّه الغرور، ما أنزلت السماء [من] قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عزّ و جلّ، و لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، و لأخرجت الأرض نباتها، و لذهبت الشحناء من قلوب العباد، و اصطلحت السباع و البهائم، حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات، و على رأسها زينتها لا يهيّجها سبع و لا تخافه، لو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدوّكم و صبركم على ما تسمعون من الأذى لقرّت أعينكم ... الحديث.
1138-
في مكان واحد» يمكن أن يكون كناية عن كمال العدل و الأمنيّة في عهده، و اشتمال أطراف الأرض و جميع نواحيها بهما، و لا يخاف أحد أحدا من الإنسان و الحيوان، كما يمكن أن يكون المراد منه هو ظاهره فله وجه لطيف، و اللّه و أولياؤه أعلم بحقائق هذه الامور و الإشارات.
و مثل هذا الخبر في أخبار الملاحم ليس بقليل و لا غريب، فمنها ما في الدرّ المنثور: ج 6 ص 56 قال: أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و الحاكم و صحّحه، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم: و الّذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتّى تكلّم السباع الإنسان، و حتّى تكلّم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله، و يخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده.
و الّذي يهوّن الخطب أنّ هذه الأخبار بدعوى تواترها، و إن دلّت على وقوع امور و خوارق تخالف الطبيعة إلّا أنّ تفاصيلها لم يثبت تواترها، فلا توجب علما و لا عملا، حتّى ما كان منه مرويّا بسند صحيح، و إن لم يجز ردّه، فلا يجب الالتزام و الاعتقاد به؛ لأنّه على فرض كون صدوره مقطوعا به غير قطعيّ الدلالة، مضافا إلى أنّ كون السند بحسب ظاهر الإسناد صحيحا لا يستلزم صحّته الواقعيّة؛ لاحتمال وقوع الاشتباه في مقام نقل الإسناد، مثل احتمال وقوع ذلك في المتن، و حجّية مثل هذا الخبر، و إن ثبتت في الفروع فيجب العمل به إلّا أنّه في غيرها ممّا يكون المطلوب فيه الاعتقاد و الإيمان، و هذا أمر لا يثبت بما هو ظنّي الدّلالة أو السند، و لا يجوز التعبّد به في ذلك، لم تثبت، فتدبّر.(1)( 1) البقرة: 261.
في أنّ اللّه تعالى يأتي بأصحابه و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدّة أهل بدر عنده، و بعض فضائلهم و فيه 28 حديثا
1139-(2)-
عقد الدرر: في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام، ذكر فيه طائفة من الملاحم و خروج السفياني و ما يرتكب من المظالم و القبائح ... فساق الكلام إلى أن قال: فتضطرب الملائكة في السماء (يعني: من أعمال السفياني الفظيعة)، فيأمر اللّه عزّ و جلّ جبريل عليه السلام فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمّة محمّد! قد جاءكم الغوث يا أمّة محمّد! قد جاءكم الفرجو هو المهدي عليه السلام خارج من مكّة فأجيبوه ... إلى أن قال: فيجمع اللّه عزّ و جلّ أصحابه على عدد أهل بدر، و على عدد أصحاب طالوت؛ ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، كأنّهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زبر الحديد، لو همّوا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها [مواضعها]، الزيّ واحد، و اللباس واحد، كأنّما آباؤهم أب واحد ... الحديث بطوله.
و فيه: أنّه من ولد فاطمة، من ولد الحسين عليهم السلام.
1140-(3)-
عقد الدرر: في حديث طويل عن جابر الجعفي، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: فيجمع اللّه تعالى للمهدي أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم اللّه تعالى على [من] غير ميعاد، و قزع [قزعا] كقزع الخريف، فيبايعونه بين الركن و المقام. قال:
و المهدي يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة واحدة.
ص: 84
1141-(1)- الروضة: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(2) قال: الخيرات: الولاية، و قوله تبارك و تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً يعني: أصحاب القائم عليه السلام الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، قال: و هم- و اللّه- الامّة المعدودة، قال: يجتمعون- و اللّه- في ساعة واحدة، قزع كقزع الخريف.
1142-(3)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدّثنا علي بن الصباح، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد الحضرمي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسحاق بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(4) قال: العذاب: خروج القائم عليه السلام، و الامّة المعدودة:
عدّة أهل بدر و أصحابه.
1143-(5)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه و وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(6) قال: نزلت في القائم و أصحابه يجتمعون على غير ميعاد.
ص: 85
1144-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر القرشي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين- أو عن محمّد بن علي- عليهما السلام أنّه قال: الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكّة، و هو قول اللّه عزّ و جل: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.
1145-(2)-
غيبة النعماني: حدّثنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: أنّ القائم يهبط من ثنيّة ذي طوى، في عدّة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، حتّى يسند ظهره الى الحجر الأسود و يهزّ الراية الغالبة.
قال عليّ بن أبي حمزة: فذكرت ذلك لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: كتاب منشور.
1146-(3)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال، قال: حدّثنا محمّد بن حمزة و محمّد بن سعيد، قالا: حدّثنا حمّاد بن عثمان، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه، لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه له بأصحابه، و هم الّذين قال اللّه عزّ و جلّ: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِفَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (4)، و هم الّذين قال اللّه فيهم: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (5).
ص: 86
1147-(1)- تأويل الآيات الظاهرة: عن محمّد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، قال: روى بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(2) قال: العذاب: هو القائم عليه السلام، هو عذاب على أعدائه، و الامّة المعدودة هم الّذين يقومون معه بعدد أهل بدر.
1148-(3)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن سيّد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، قال:
المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، فيصبحون بمكّة، و هو قول اللّه عزّ و جل: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.
1149-(4)- تفسير العيّاشي: عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أصحاب القائم الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، هم و اللّه الامّة المعدودة الّتي قال اللّه تعالى في كتابه: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ قال: يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف.
1150-(5)- تفسير العيّاشي: عن صالح بن سعد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال: قوّة القائم، و الركن الشديد: الثلاثمائة و ثلاثة عشر أصحابه.
ص: 87
1151-(1)- الغيبة أو إثبات الرجعة: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران- رضي اللّه عنه-، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: المفقودون من فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، فيصبحون بمكّة و هو قول اللّه عزّ و جلّ: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.
1152-(2)- غيبة الشيخ: عنه (يعني عن الفضل بن شاذان)، عن محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يزال الناس ينقصون حتّى لا يقال: اللّه، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث اللّه قوما من أطرافها يجيئون قزعا كقزع الخريف، و اللّه إنّي لأعرفهم و أعرف أسماءهم و قبائلهم، و اسم أميرهم، و هم قوم يحملهم اللّه كيف شاء من القبيلة الرجل و الرجلين حتّى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، و هو قول اللّه: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، حتّى إنّ الرّجل ليحتبي فلا يحلّ حبوته حتّى يبلغه اللّه ذلك.
و يدل عليه أيضا الأحاديث 283، 285، 327، 350 (و فيه:
ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة)، 433، 653، 669، 737، 904، 1114 إلى 1116، 1194، 1213.
1153-(3)-
تاريخ ابن عساكر: إذا قام قائم أهل محمّد [صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] جمع اللّه له أهل المشرق و أهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، و أمّا الأبدال فمن أهل الشام.
أخرجه عن أبي الطفيل عن عليّ عليه السلام.
ص: 88
1154-(1)- تفسير العيّاشي: عن أبي سمينة، عن مولى لأبي الحسن، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(2) قال: و ذلك و اللّه أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان.
1155-(3)-
الفتن: الوليد، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: تأوي إليه امّته كما تأوي النحلة يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأوّل، لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما.
1156-(4)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها(5) يعني بموتها: كفر أهلها، و الكافر ميّت، فيحييها اللّه بالقائم عليه السلام، فيعدل فيها فتحيى الأرض، و يحيى أهلها بعد موتهم.
1157-(6)- غيبة النعماني: في حديث رواه بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أ لا تسمع قوله تعالى في الآية التالية لهذه الآية يعني قوله تعالى: وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ... الآية(7)، اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ
ص: 89
بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (1) أي يحييها اللّه بعدل القائم عليه السلام عند ظهوره بعد موتها بجور أئمّة الضلال.
1158-(2)- غيبة الشيخ: بهذا الإسناد (يعني: إبراهيم بن سلمة، عن أحمد بن مالك الفزاري، عن حيدر بن محمّد الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن نصر بن مزاحم، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح)، عن ابن عبّاس في قوله: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يعني: يصلح الأرض بقائم آل محمّد من «بعد موتها» يعني: من بعد جور أهل مملكتها «قد بينا لكم الآيات» بقائم آل محمّد «لعلّكم تعقلون».
1159-(3)-
كامل الزيارات: في حديث طويل رواه بسنده عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، ذكر فيه ما قيل للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا اسري به إلى السماء، و ما أخبره اللّه تعالى من اختباره في ثلاث، فقال بعد ذكر ما يصيب الحسين عليه السلام من أمّة جدّه من الشهادة، و قتل ولده و من معه من أهل بيته، و سلب حرمه: ثمّ أخرج من صلبه ذكرا أنتصر له به، و إنّ شبحه عندي تحت العرش، يملأ الأرض بالعدل، و يطبقها بالقسط، يسير معه الرعب، يقتل حتّى يشكّ فيه ... الحديث.
1160-(4)-
غيبة النعماني: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشدّ ممّا استقبله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من جهّال الجاهليّة، قلت: و كيف ذاك؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة، و إنّ قائمنا إذا قام أتى الناس و كلّهم يتأوّل عليه كتاب اللّه، يحتجّ عليه به، ثمّ قال: أما و اللّه ليدخلنّ عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ و القرّ.
و يدلّ عليه أيضا 148 حديثا من ب 3 ف 26 (ج 2 ص 222):
ص: 90
في نزول عيسى بن مريم و صلاته خلف المهدي عليه السلام و فيه 39 حديثا
1161-(1)-
صحيح مسلم: حدّثنا الوليد بن شجاع و هارون بن عبد اللّه و حجّاج بن الشاعر، قالوا: حدّثنا حجّاج و هو ابن محمّد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:
سمعت النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق، ظاهرين الى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و سلّم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض امراء، تكرمة اللّه هذه الامّة.
1162-(2)-
تفسير فرات: حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث (إلى أن قال:) سيأتي على الناس زمان لا يعرفون اللّه ما هو التوحيد حتّى يكون خروج الدجّال، و حتّى ينزل عيسى بن مريم من السماء و يقتل اللّه الدجّال على يده، و يصلّي بهم رجل منّا أهل البيت، أ لا ترى أنّ عيسى يصلّي خلفنا و هو نبيّ، ألا و نحن أفضل منه.
1163-(3)-
تفسير القمّي: حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي حمزة، عن شهر بن حوشب، قال:قال لي الحجّاج بأنّ آية في كتاب اللّه قد أعيتني، فقلت: أيّها الأمير! أيّة آية هي؟ فقال: قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، و اللّه إنّي لآمر باليهودي و النصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه
ص: 91
حتّى يخمد، فقلت: أصلح اللّه الأمير ليس على ما تأوّلت، قال: كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدّنيا، فلا يبقى أهل ملّة يهودي و لا نصراني إلّا آمن به قبل موته، و يصلّي خلف المهدي، قال: ويحك، أنّى لك هذا، و من أين جئت به؟ فقلت:
حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، فقال: جئت بها و اللّه من عين صافية.
1164-(1)-
الفتن للسليلي: قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال:
أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعيّ بن خراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... فذكر حديث الفتن بطوله ثمّ قال: قد أفلحت أمّة أنا أوّلها، و عيسى آخرها، فيصلّي خلف رجل من ولدي، فإذا صلّى الغداة قام عيسى حتّى يجلس في المقام ... و ذكر متابعته، و أنّ مقامه في الدنيا أربعون سنة.
1165-(2)-
الأربعين (للحافظ أبي نعيم): بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: منّا الّذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه.
1166-(3)-
بهجة النظر في إثبات الوصيّة و الإمامة للأئمّة الاثني عشر: روى عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ينزل عيسى بن مريم عند انفجار الصبح ما بين مهرودين، و هما ثوبان أصفران من الزعفران، أبيض الجسم، أصهب (4)
الرأس، أفرق الشعر،كأنّ رأسه يقطر دهنا، بيده حربة، يكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يهلك الدجّال، و يقبض أموال القائم، و يمشي خلفه أهل الكهف، و هو
ص: 92
الوزير الأيمن للقائم، و حاجبه، و نائبه، و يبسط في المشرق و المغرب الدين من كرامة الحجّة بن الحسن صلوات اللّه عليه.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 118، 153، 219، 284، 327، 361، 399، 429، 440 (إلّا أنّه ليس فيه اقتداء عيسى بن عليه السلام)، 539، 553، 582، 668، 669، 756 إلى 761، 764، 765، 766، 768 إلى 711، 918، 1066، 1071، 1081، 1083، 1105.
1167-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال:
حدّثنا الحسين بن معاذ، قال: حدّثنا قيس بن حفص، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيباني، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (في حديث طويل)، فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين! متى يخرج الدجّال؟ فقال له علي عليه السلام: اقعد، فقد سمع اللّه كلامك ... إلى أن قال: يقتله اللّه عزّ و جلّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق، لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة، على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه ... و الحديث طويل.
1168-(2)-
كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس-رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن يزيد الزيات عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة، عن علي بن الحسنبن رباط، عن أبيه، عن المفضّل بن عمر، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول اللّه! و من الأربعة عشر؟ فقال: محمّد، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و الأئمّة من ولد الحسين، آخرهم القائم الّذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال، و يطهّر الأرض من كلّ جور و ظلم.
ص: 93
1169-(1)-
بحار الأنوار: رأيت في بعض الكتب المعتبرة: روى فضل اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن محمّد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب- تولاه اللّه في الدارين بالحسنى-، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوريستي، عن أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي المونسي القمّي، عن علي بن بلال، عن أحمد بن محمّد بن يوسف، عن حبيب الخير، عن محمّد بن الحسين الصائغ، عن أبيه، عن معلّى بن خنيس، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام يوم النيروز، فقال عليه السلام ... في حديث إلى أن قال: و هو اليوم الّذي يظهر فيه قائمنا و ولاة الأمر، و هو اليوم الّذي يظفر فيه قائمنا بالدجّال فيصلبه على كناسة الكوفة، و ما من يوم نيروز إلّا و نحن نتوقّع فيه الفرج.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 114، 668، 918.
1170-(2)-
المستدرك: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، و عامّة من يتّبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصّبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعة، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرّة، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو إلّا المخبر عنهم.
1171-(3)- الفتن: حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، حدّثنا حجّاج-رجل منّا- عن الوليد بن عيّاش، قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: احذّركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة، و فتنة بمكّة، و فتنة تقبل من اليمن، و فتنة تقبل من الشام، و فتنة تقبل من المشرق، و فتنة من قبل المغرب، و فتنة من بطن الشام و هي فتنة السفياني.
ص: 94
1172-(1)-
تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أنبأنا عليّ بن زيد، عن الحسن، عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها-: قالت: بينما النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مضطجع في بيته إذ احتفز جالسا، فجعل يتوجّع، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه! مالك تتوجّع؟ قال: جيش من أمّتي يجوز من قبل الشام، يؤمّون البيت لرجل منعه اللّه منهم، حتّى إذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم و مصادرهم شتّى، قلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه! كيف يخسف بهم جميعا و مصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من جبر (من يكرهه فيجي ء مكرها).
1173-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن العبّاس بن عامر، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبد الملك بن أعين، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا، و لا يكون سفيانيّ، فقال: لا و اللّه، إنّه لمن المحتوم الّذي لا بدّ منه.
1174-(3)-
غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني عبّاد بن يعقوب، قال: حدّثنا خلاد الصائغ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: السفياني لا بدّ منه، و لا يخرج إلّا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه! إذا خرج فما حالنا؟ قال عليه السلام: إذا كان ذلك فإلينا.
1175-(4)- تأويل الآيات الظاهرة: قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه-: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي الصبّاح المدائني، عن الحسن بن محمّد بن شعيب، عن موسى بن عمر بن زيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: يخرج القائم فيسير حتّى يمرّ بمرّ، فيبلغه أنّ عامله قد قتل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة و لا يزيد على ذلك شيئا، ثمّ ينطلق فيدعو الناس حتّى ينتهي إلى البيداء، فيخرج جيشان للسفياني، فيأمر اللّه عزّ و جلّ الأرض أن تأخذ بأقدامهم، و هو
ص: 95
قوله عزّ و جلّ: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ يعني بقيام القائم وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ يعني بقيام القائم [من] آل محمّد صلّى اللّه عليهم وَ يَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنّهم كانوا في شَكٍّ مُرِيبٍ (1).
1176-(2)-
تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا أحمد بن عيسى، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن وهب، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن بسر بن لخم المعافري، قال: سمعت أبا فراس يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:
إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي.
و يدلّ عليه الحديث 903.
1177-(3)-
إسعاف الراغبين: (من حديث طويل) و أنّه يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و تظهر له الكنوز، و لا يبقى في الأرض خراب إلّا يعمّره.
1178-(4)- الفصول المهمّة: عن أبي جعفر عليه السلام قال:
المهدي منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالظفر، تطوى له الأرض، و تظهر له الكنوز، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و يظهر اللّه دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّره، و لا تدع الأرض شيئا من نباتها إلّا أخرجته، و يتنعّم الناس في زمانه نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ ... و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
و يدلّ عليه بالمطابقة و الالتزام من سائر الأبواب روايات اخرى كثيرة متواترة.
ص: 96
تسهيل الامور، و تكامل العقول، و بثّ العلم في عصره و أنّ الدنيا تكون عنده بمنزلة راحته، و الأرض تطوى له و فيه 10 أحاديث
1179-(1)-
الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن المثنّى الحنّاط، عن قتيبة الأعشى، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا قام قائمنا وضع اللّه يده على رءوس العباد، فجمع بها عقولهم، و كملت به أحلامهم.
1180-(2)- الروضة: أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن أبي الربيع الشامي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام مدّ اللّه عزّ و
ص: 97
جلّ لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتّى [لا] يكون بينهم و بين القائم بريد، يكلّمهم فيسمعون و ينظرون إليه و هو في مكانه.
1181-(1)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (أي حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر) عن المفضّل بن عمر، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّه إذا تناهت الامور إلى صاحب هذا الأمر رفع اللّه تبارك و تعالى كلّ منخفض من الأرض، و خفض له كلّ مرتفع منها، حتّى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟
1182-(2)-
مختصر بصائر الدرجات: عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن حمزة، عن أبان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: العلم سبعة و عشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير حرفين، فإذا قام القائم عليهالسلام أخرج الخمسة و العشرين حرفا فبثّها في الناس، و ضمّ إليها الحرفين حتّى يبثّها سبعة و عشرين حرفا.
1183-(3)-
البحار: و بإسناده يرفعه إلى ابن مسكان، قال:
سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ المؤمن في زمان القائم عليه السلام و هو بالمشرق يرى أخاه الّذي في المغرب، و كذا الّذي في المغرب يرى أخاه الّذي بالمشرق.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 554، 574، 653، 669، 1177.
ص: 98
في ظهور الاخوّة الإيمانيّة بظهوره، و التزام الناس بالتعاطف و التراحم و التوادد و التحابب و فيه 3 أحاديث
1184-(1)-
من لا يحضره الفقيه: روى أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي- رضي اللّه عنه- عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الخبر الّذي روي: «أنّ من كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن فأنا منه بري ء»، فقال: ذلك إذا ظهر الحقّ و قام قائمنا أهل البيت، قلت: فالخبر الّذي روي: «أنّ ربح المؤمن على المؤمن ربا» ما هو؟ قال: ذاك إذا ظهر الحقّ و قام قائمنا أهل البيت، و أمّا اليوم فلا بأس بأن يبيع من الأخ المؤمن و يربح عليه.
1185-(2)-
مصادقة الإخوان: عن إسحاق بن عمّار، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكر مواساة الرجل لإخوانه، و ما يجب عليه [عليهم]، فدخلني من ذلك أمر عظيم، عرف ذلك في وجهي فقال عليه السلام: إنّما ذلك إذا قام القائم عليه السلام وجب عليهم أن يجهّزوا إخوانهم و أن يقوّ [و] هم.
1186-(3)-
الاختصاص: و عنه (الضمير راجع إلى الراوي للحديث السابق) عن ربعي، عن بريد العجلي، قال: قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام: إنّ أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة، فلو أمرتهملأطاعوك و اتّبعوك، فقال: يجي ء أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، قال: فهم بدمائهم أبخل، ثمّ قال: إنّ الناس في هدنة، تناكحهم، و توارثهم، و تقيم عليهم الحدود، و تؤدّي أماناتهم، حتّى إذا قام القائم عليه السلام جاءت المزايلة، و يأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه.
ص: 99
1187-(1)-
أمالي الطوسي: علي بن أحمد المعروف بابن الحمّامي، عن محمّد بن جعفر القارئ، عن محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمّد بن جعفر بن كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عليه السلام أنّه قال: لتملأنّ الأرض ظلما و جورا حتى لا يقول أحد:
«اللّه»، إلّا مستخفيا، ثمّ يأتي اللّه بقوم صالحين يملئونها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
1188-(2)-
كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: ويحا للطالقان، فإنّ للّه فيها كنوزا ليست من ذهب و لا من فضّة، و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقّ معرفته، و هم أنصار المهدي [عليه السلام] آخر الزمان.
1189-(3)-
غيبة الشيخ: عنه (يعني: عن الفضل بن شاذان) عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
أصحاب المهدي شباب، لا كهول فيهم إلّا مثل كحل العين و الملح في الزاد، و أقلّ الزاد الملح.
1190-(4)- دلائل الإمامة: حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون، قال: حدّثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد النهاوندي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه القمّي القطّان المعروف بابن الخزّاز، قال:
ص: 100
حدّثنا محمّد بن زياد، عن أبي عبد اللّه الخراساني، [قال: حدثنا ابو الحسين عبد اللّه بن الحسن الزهري] قال: حدّثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ... و الحديث طويل ذكر فيه عدّة أصحابه عليه السلام من البلاد ... فساق الحديث إلى أن قال: قال أبو بصير: جعلت فداك، ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟ قال: بلى، و لكن هذه [العدّة] الّتي يخرج اللّه فيها القائم [عليه السلام]، هم النجباء، و القضاة و الحكّام، و الفقهاء في الدين، يمسح اللّه بطونهم و ظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم.
1191-(1)-
تاريخ قم: بإسناده عن عفّان البصري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لي: أ تدري لم سمّي قم؟ قلت: اللّه و رسوله و أنت أعلم، قال: إنّما سمّي قم لأنّ أهله يجتمعون مع قائم آل محمّد صلوات اللّه عليه، يقومون معه، و يستقيمون عليه و ينصرونه.
1192-(2)-
الدرّ المنثور: أخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أصحاب الكهف أعوان المهدي [عليه السلام].
و يدلّ عليه الأحاديث: 505، 1139 إلى 1152.
1193-(3)-
الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث ابن يزيد، سمع ابن زرير الغافقي، سمع عليّا [عليه السلام] يقول:
ص: 101
يخرج (يعني: المهدي عليه السلام) في اثني عشر ألفا إن قلّوا أو خمسة عشر ألفا إن كثروا، فيسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدوّ إلّا هزمهم بإذن اللّه، شعارهم: أمت أمت، لا يبالون في اللّه لومة لائم، فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ... الحديث.
1194-(1)-
دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه، قال: حدّثني محمّد بن همّام، قال: حدّثني أحمد ابن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن يونس بن ظبيان، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكر أصحاب القائم عليه السلام فقال:
ثلاثمائة و ثلاثة عشر، و كلّ واحد يرى نفسه في ثلاثمائة.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 505، 1139، 1146، 1150.
1195-(2)-
الاحتجاج: عن زيد بن وهب الجهني، عن الإمام الحسن السبط عليه السلام ... في حديث ذكر فيه عليه السلام إخبار أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه بإمارة معاوية، و أعماله الجائرة، وإماتته للحقّ و سنّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... إلى أن قال: يدرس في سلطانه الحقّ، و يظهر الباطل، و يقتل من ناواه على الحقّ، و يدين من والاه على الباطل، فكذلك حتّى يبعث اللّه رجلا في آخر الزمان، و كلب من الدهر، و جهل من الناس، يؤيّده اللّه بملائكته، و يعصم أنصاره، و ينصره بآياته، و يظهره على أهل الأرض حتّى يدينوا طوعا و كرها، يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا، يدين له عرض البلاد و طولها، لا يبقى كافر إلّا آمن به، و لا طالح إلّا صلح، و تصطلح في ملكه السباع، و تخرج الأرض نبتها، و تنزل السماء بركتها، و تظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك أيّامه و سمع كلامه.
ص: 102
1196-(1)-
الفتن: حدّثنا أبو معاوية، عن موسى الجهني، عن زيد العمّي، عن أبي الصدّيق، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: المهدي يعيش في ذلك (يعني: بعد ما يملك) سبع سنين، أو ثمان، أو تسع.
1197-(2)-
الفتن: حدّثنا عبد اللّه بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، عمّن حدّثه، عن علي [عليه السلام] قال: يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة.
1198-(3)-
جواهر العقدين: عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي، اللون لون عربيّ، و الجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء، و أهل الأرض، و الطير في الجوّ، يملك عشرين سنة.
1199-(4)- عقد الدرر: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصّة المهدي، قال: و لا يترك بدعة إلّا أزالها، و لا سنّة إلّا أقامها، و يفتح قسطنطينية و الصين و جبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين، مقدار كلّ سنة عشر سنين من سنيكم هذه، ثمّ يفعل اللّه تعالى ما يشاء.
1200-(5)-
عقد الدرر: عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يلتفت المهدي، و قد نزل عيسى بن مريم ... فذكر الحديث، و في آخره: فيمكث أربعين سنة (يعني: المهدي).
ص: 103
1201-(1)-
أعيان الشيعة: كتاب فضل الكوفة لمحمّد بن علي العلوي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يملك المهدي أمر الناس سبعا أو عشرا، أسعد الناس به أهل الكوفة.
1202-(2)-
غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدّثني علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبيه؛ و محمّد بن علي، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن عبد اللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: [ي] ملك القائم تسع عشرة سنة و أشهرا.
و في غيبة النعماني أيضا: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ملك القائم منّا تسع عشرة سنة و أشهرا.
و فيه أيضا بسند ثالث عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ القائم يملك تسع عشرة سنة و أشهرا.
1203-(3)- الإرشاد: روى عبد الكريم الخثعمي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: كم يملك القائم عليه السلام؟ قال: سبع سنين، تطول له الأيّام، حتّى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ... الحديث.
1204-(4)-
الغيبة للفضل: حدّثنا علي بن عبد اللّه، عن عبد الرحمن ابن أبي عبد اللّه، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ القائم يملك ثلاثمائة و تسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض
ص: 104
عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، و يفتح اللّه له شرق الأرض و غربها، و يقتل الناس حتّى لا يبقى إلّا دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم، يسير بسيرة سليمان بن داود [على نبيّنا و آله و عليهما السلام].
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 161، 358، 360، 365، 366، 367، 368، 370، 405، 419، 431، 435، 502، 505، 668، 731، 1130، 1132، 1133.
1205-(1)-
غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار بقم، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال:
حدّثنا محمّد بن علي الكوفي، عن معمّر بن خلاد، قال: ذكر القائم عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال: أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ، قالوا: و كيف؟ قال عليه السلام: لو قد خرج قائمنا عليه السلام لم يكن إلّا العلق و العرق، و النوم على السروج، و ما لباس القائم عليه السلام إلّا الغليظ، و ما طعامه إلّا الجشب (2).
1206-(3)- غيبة النعماني: حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه ابن يونس، قال: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن المفضّل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام بالطواف، فنظر إليّ و قال لي: يا مفضّل! مالي أراك مهموما متغيّر اللون؟ قال:
فقلت له: جعلت فداك، نظري إلى بني العبّاس و ما في أيديهم من هذا الملك و السلطان و الجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنّا فيه معكم، فقال:
يا مفضّل! أما لو كان ذلك لم يكن إلّا سياسة اللّيل و سباحة [سياحة] النهار، و أكل الجشب، و لبس الخشن، شبه أمير المؤمنين عليه السلام، و إلّا فالنار، فزوي ذلك عنّا، فصرنا نأكل و نشرب، و هل رأيت ظلامة جعلها اللّه نعمة مثل هذا؟
1207-(4)-
غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام في بيته، و البيت غاصّ بأهله، فأقبل الناس يسألونه،
ص: 105
فلا يسأل عن شي ء إلّا أجاب فيه، فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو؟ قلت: جعلت فداك، و كيف لا أبكي، و هل في هذه الامّة مثلك و الباب مغلق عليك و الستر مرخى عليك؟ فقال: لا تبك يا عمرو! نأكل أكثر الطيب، و نلبس اللين، و لو كان الّذي تقول لم يكن إلّا أكل الجشب و لبس الخشن مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و إلّا فمعالجة الأغلال في النار.
1208-(1)-
الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن المعلّى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام يوما: جعلت فداك، ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم، فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلّى! أما و اللّه لو كان ذاك ما كان إلّا سياسة الليل، و سياحة النهار، و لبس الخشن، و أكل الجشب، فزوي ذلك عنّا، فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها اللّه تعالى نعمة إلّا هذه؟
1209-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين بإسناده، عن محمّد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فو اللّه ما لباسه إلّا الغليظ، و لا طعامه إلّا الجشب، و ما هو إلّا السيف و الموت تحت ظلّ السيف.
1210-(3)-
دعوات الراوندي: و قال عليه السلام (يعني:
أبا عبد اللّه عليه السلام) للمفضّل بن عمر: لو كان هذا الأمر إلينا ما كان إلّا عيش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيرة أمير المؤمنين عليه السلام.
1211-(4)-
عقد الدرر: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا خرج المهدي عليه السلام لم يكن بينه و بين العرب و قريش إلّا السيف، و ما يستعجلون بخروج المهدي، و اللّه ما لباسه إلّا الغليظ، و لا طعامه إلّا الشعير، و ما هو إلّا السيف و الموت تحت ظلّ السيف.
ص: 106
1212-(1)-
روضة الكافي: الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبي بصير، عن أحمد بن عمر، قال:قال أبو جعفر عليه السلام و أتاه رجل فقال له: إنّكم أهل بيت رحمة، اختصّكم اللّه تبارك و تعالى بها، فقال له: كذلك نحن و الحمد للّه، لا ندخل أحدا في ضلالة، و لا نخرجه من هدى، إنّ الدنيا لا تذهب حتّى يبعث اللّه عزّ و جلّ رجلا منّا أهل البيت، يعمل بكتاب اللّه، لا يرى فيكم منكرا إلّا أنكره.
1213-(2)-
الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: ثمّ يظهر المهدي [عليه السلام] بمكّة عند العشاء و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و قميصه، و سيفه، و علامات، و نور، و بيان، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: اذكّركم اللّه أيّها الناس! و مقامكم بين يدي ربّكم، فقد اتّخذ الحجّة، و بعث الأنبياء، و أنزل الكتاب، و أمركم أن لا تشركوا به شيئا، و أن تحافظوا على طاعته و إطاعة رسوله، و أن تحيوا ما أحيى القرآن، و تميتوا ما أمات، و تكونوا أعوانا على الهدى، و وزراء على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها، و آذنت بالوداع، فإنّي أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله، و العمل بكتابه، و إماتة الباطل، و إحياء سنّته. فيظهر في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، عدّة أهل بدر على غير ميعاد، قزعا كقزع الخريف، رهبان الليل، اسد بالنهار، فيفتح اللّه للمهدي [عليه السلام] أرض الحجاز، و يستخرج من كان في السجن من بني هاشم، و تنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي [عليه السلام]، و يبعث المهدي [عليه السلام] جنوده إلى الآفاق، و يميت الجور و أهله، و تستقيم له البلدان، و يفتح اللّه على يديه القسطنطينيّة.
1214-(3)-
الفتوحات المكيّة: ورد الخبر في صفة المهدي [عليه السلام] أنّه قال صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يقفو أثري لا يخطئ.
ص: 107
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 499، 677، 904، 1115، 1217.
1215-(1)-
فوائد الأخبار المعروف بمعاني الأخبار: حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، حدّثنا إسماعيل ابن أبي اويس [أوكس]، حدّثنا مالك بن أنس، حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما انزل على محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و من أنكر نزول عيسى بن مريم عليه السلام فقد كفر، و من أنكر خروج الدجّال فقد كفر، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شرّه من اللّه عزّ و جلّ فقد كفر، فإنّ جبريل أخبرني بأنّ اللّه تعالى يقول: من لم يؤمن بالقدر خيره و شرّه من اللّه فليتّخذ ربّا غيري.
1216-(2)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من أقرّ بالأئمّة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلت:يا سيّدي! و من المهديّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنهم شخصه، و لا يحلّ لهم تسميته.
ص: 108
و روى في كمال الدين بسند آخر(1): حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن صفوان [بن مهران]، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: من أقرّ بجميع الأئمّة و جحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبوّته، فقيل له:
يا ابن رسول اللّه! فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه، و لا يحلّ لكم تسميته.
1217-(2)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر الهمداني، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: القائم من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، و شمائله شمائلي، و سنّته سنّتي، يقيم الناس على ملّتي و شريعتي، و يدعوهم إلى كتاب ربّي عزّ و جلّ، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنكره في غيبته فقد أنكرني، و من كذّبه فقد كذّبني، و من صدّقه فقد صدّقني، إلى اللّه أشكو المكذّبين لي في أمره، و الجاحدين لقولي في شأنه، و المضلّين لامّتي عن طريقته، «و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون».
1218-(3)-
كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني.
1219-(4)-
كمال الدين: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق، قال:حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته [ف] مات [فقد مات] ميتة جاهليّة.
ص: 109
و يدلّ على ذمّ إنكاره و التكذيب به الأخبار العامّة المتواترة، الدالّة على ذمّ من أنكر واحدا من الأئمّة و لم يعرف إمام زمانه.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 499، 544، 550، 561.
1220-(1)-
الصحيفة السجادية: قال مولانا الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام في دعائه في يوم عرفة: ربّ صلّ على أطائب أهل بيته، الّذين اخترتهم لأمرك، و جعلتهم خزنة علمك، و حفظة دينك، و خلفاءك في أرضك، و حججك على عبادك، و طهّرتهم من الرجس و الدنس تطهيرا بإرادتك، و جعلتهم الوسيلة إليك، و المسلك إلى جنّتك، ربّ صلّ على محمّد و آله صلاة تجزل لهم بهامن نحلك و كرامتك، و تكمل لهم بها الاشياء من عطاياك و نوافلك، و توفّر عليهم الحظّ من عوائدك و فوائدك، ربّ صلّ عليه و عليهم صلاة لا أمد في أوّلها، و لا غاية لأمدها، و لا نهاية لآخرها، ربّ صلّ عليهم زنة عرشك و ما دونه، و ملأ سماواتك و ما فوقهنّ، و عدد أرضيك و ما تحتهنّ و ما بينهنّ، صلاة تقرّبهم منك زلفى، و تكون لك و لهم رضى، و متّصلة بنظائرهنّ أبدا، اللّهمّ إنّك أيّدت دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علما لعبادك، و منارا في بلادك، بعد أن وصلت
ص: 110
حبله بحبلك، و جعلته الذريعة إلى رضوانك، و افترضت طاعته، و حذّرت معصيته، و أمرت بامتثال أمره، و الانتهاء عند نهيه، ألّا يتقدّمه متقدّم، و لا يتأخّر عنه متأخّر، فهو عصمة اللائذين، و كهف المؤمنين، و عروة المتمسّكين، و بهاء العالمين، اللّهمّ فأوزع لوليّك شكر ما أنعمت به عليه، و أوزعنا مثله فيه، و آته من لدنك سلطانا نصيرا، و افتح له فتحا يسيرا، و أعنه بركنك الأعزّ، و اشدد أزره، و قوّ عضده، و راعه بعينك، و احمه بحفظك، و انصره بملائكتك، و امدده بجندك الأغلب، و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن رسولك، صلواتك اللّهم عليه و آله، و أحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك، و اجل به صدأ الجور عن طريقتك، و أبن به الضراء من سبيلك، و أزل به الناكبين عن صراطك، و امحق به بغاة قصدك عوجا، و ألن جانبه لأوليائك، و ابسط يده على أعدائك، وهب لنا رأفته و رحمته و تعطّفه و تحنّنه، و اجعلنا له سامعين مطيعين، و في رضاه ساعين، و إلى نصرته و المدافعة عنه مكنفين، و إليك و إلى رسولك صلواتك اللّهم عليه و آله بذلك متقرّبين، اللّهم و صلّ على أوليائهم، المعترفين بمقامهم، المتّبعين منهجهم، المقتفين آثارهم، المستمسكين بعروتهم، المتمسّكين بولايتهم، المؤتمّين بإمامتهم، المسلمين لأمرهم، المجتهدين في طاعتهم، المنتظرين أيّامهم، المادّين إليهم أعينهم، الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات، و سلّم عليهم و على أرواحهم، و اجمع على التقوى أمرهم، و أصلح لهم شئونهم، و تب عليهم إنّك أنت التوّاب الرحيم، و خير الغافرين، و اجعلنا معهم في دار السلام برحمتك، يا أرحم الراحمين.
1221-(1)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني به: أباه و محمّد ابن الحسن، عن سعد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان المذكورين في سند الحديث السابق على هذا) قال: قال المفضّل بن عمر: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالسيف.
1222-(2)- المحاسن: عنه (يعني: عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي) عن ابن فضّال، عن علي بن عقبة، عن موسى النميري، عن علاء بن سيابة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام.
ص: 111
1223-(1)-
المحاسن: عنه بسنده عن عبد الحميد الواسطي (في حديث عن أبي جعفر عليه السلام): رحم اللّه عبدا حبس نفسه علينا، رحم اللّه عبدا أحيى أمرنا، قال: فقلت: فإن متّ قبل أن ادرك القائم؟
فقال: القائل منكم: إن أدركت القائم من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نصرته، كالمقارع معه بسيفه، و الشهيد معه له شهادتان.
1224-(2)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود) عن محمّد بن مسعود، عن جعفر بن معروف، قال: أخبرني محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن موسى بن بكر الواسطي، عن أبي الحسن، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من اللّه عزّ و جلّ.
1225-(3)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: الإسناد المذكور في الخبر الّذي أخرجناه قبل هذا الحديث) عن محمّد بن مسعود، قال:
حدّثني أبو صالح خلف بن حمّاد الكشّي، قال: حدّثنا سهل بن زياد، قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال:قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج! أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (4)، فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*(5) فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجي ء الفرج على اليأس، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم.
ص: 112
1226-(1)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (أي المظفّر، عن جعفر) عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الفرج، قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:
فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*.
1227-(2)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.
1228-(3)-
الكافي: الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن علي بن مرداس، عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي، قال:
قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أيّما أفضل، العبادة في السرّ مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحقّ و دولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمّار! الصدقة في السرّ و اللّه أفضل من الصدقة في العلانية، و كذلك و اللّه عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، و تخوّفكم من عدوّكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممّن يعبد اللّه عزّ و جلّ ذكره في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظاهر في دولة الحقّ، و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحقّ، و اعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوّه فيوقتها فأتمّها، كتب اللّه له خمسين صلاة فريضة في جماعة، و من صلّى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها، كتب اللّه عزّ و جلّ بها له خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانيّة، و من صلّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمّها، كتب اللّه له بها عشر صلوات نوافل، و من عمل منكم حسنة كتب اللّه عزّ و جلّ له بها عشرين حسنة، و يضاعف اللّه عزّ و جلّ حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، و دان بالتقيّة على دينه و إمامه و نفسه، و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة، إنّ اللّه عزّ و جلّ كريم.
ص: 113
قلت: جعلت فداك، قد و اللّه رغّبتني في العمل، و حثثتني عليه، و لكن احبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ و نحن على دين واحد؟ فقال: إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين اللّه عزّ و جلّ، و إلى الصلاة و الصوم و الحجّ، و إلى كلّ خير وفقه، و إلى عبادة اللّه عزّ ذكره سرّا من عدوّكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحقّ، خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظّلمة، تنظرون إلى حقّ إمامكم و حقوقكم في أيدي الظّلمة، قد منعوكم ذلك، و اضطرّوكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم و عبادتكم و طاعة إمامكم و الخوف مع عدوّكم، فبذلك ضاعف اللّه عزّ و جلّ لكم الأعمال، فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك، فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم و يظهر الحقّ و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحقّ و العدل؟ فقال: سبحان اللّه! أ ما تحبّون أن يظهر اللّه تبارك و تعالى الحقّ و العدل في البلاد، و يجمع اللّه الكلمة، و يؤلّف اللّه بين قلوب مختلفة، و لا يعصون اللّه عزّ و جلّ في أرضه، و تقام حدوده في خلقه، و يردّ اللّه الحقّ إلى أهله فيظهر، حتّى لا يستخفى بشي ء من الحقّ، مخافة أحد من الخلق؟ أما و اللّه يا عمّار! لا يموت منكم ميّت على الحال الّتي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند اللّه من كثير من شهداء بدر و احد، فأبشروا.
1229-(1)-
غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه و وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال ذات يوم: أ لا اخبركم بما لا يقبل اللّه عزّ و جلّ من العباد عملا إلّا به؟ فقلت: بلى، فقال: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّداصلّى اللّه عليه و آله عبده [و رسوله]، و الإقرار بما أمر اللّه، و الولاية لنا، و البراءة من أعدائنا (يعني: الأئمّة خاصّة)، و التسليم لهم، و الورع، و الاجتهاد، و الطمأنينة، و الانتظار للقائم عليه السلام. ثمّ قال:
إنّ لنا دولة يجي ء اللّه بها إذا شاء. ثمّ قال: من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر، فإن مات و قام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا و انتظروا، هنيئا لكم أيّتها العصابة المرحومة.
ص: 114
1230-(1)-
الخصال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال:
حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان [قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه ابن حبيب] قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي الهذيل: و سألته عن الإمامة فيمن تجب؟ و ما علامة من تجب له الإمامة؟
فقال: إنّ الدليل على ذلك، و الحجّة على المؤمنين، و القائم بامور المسلمين، و الناطق بالقرآن، و العالم بالأحكام، أخو نبيّ اللّه، و خليفته على امّته، و وصيّه عليهم، و وليّه الّذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)، الموصوف بقوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3)، المدعوّ إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خمّ بقول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن اللّه عزّ و جلّ: أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أعن من أعانه، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين، و أفضل الوصيّين، و خير الخلق أجمعين بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و بعده الحسن بن علي، ثمّ الحسين سبطا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ابنا خير النسوان أجمعين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ ابن الحسن عليهم السلام إلى يومنا هذا، واحدا بعد واحد، و هم عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، المعروفون بالوصيّة و الإمامة، و لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر و زمان، و في كلّ وقت و أوان، و هم العروة الوثقى، و أئمّة الهدى، و الحجّة على أهل الدنيا، إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و كلّ من خالفهم ضالّمضلّ، تارك للحقّ و الهدى، و هم المعبّرون عن القرآن، و الناطقون عن الرسول، و من مات لا يعرفهم مات ميتة جاهليّة، و دينهم الورع، و
ص: 115
العفّة، و الصدق، و الصلاح، و الاجتهاد، و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن الصحبة، و حسن الجوار.
ثمّ قال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في الإمامة مثله سواء.
1231-(1)-
الخصال: في حديث الأربعمائة الّذي علّم فيه أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه، قال أمير المؤمنين عليه السلام: انتظروا الفرج، و لا تيأسوا من روح اللّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن ... إلى أن قال بعد كلام طويل كثير من هذا الحديث الشريف: ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل و الأسقام و وسواس الريب [و وسواس الصدور]، و جهتنا رضى الربّ عزّ و جلّ، و الآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس، و المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.
1232-(2)-
المحاسن: عنه، عن السندي، عن جدّه، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ما تقول في من مات على هذا الأمر منتظرا له؟ قال عليه السلام: هو بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه.
ثمّ سكت هنيئة ثمّ قال: هو كمن كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
1233-(3)-
المحاسن: عنه، عن علي بن النعمان، قال: حدّثني إسحاق بن عمّار و غيره، عن الفيض بن المختار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من مات منكم و هو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه، [قال:] ثمّ مكث هنيئة، ثمّ قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثمّ قال: لا و اللّه إلّا كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
1234-(4)- الكافي: الحسين بن علي العلوي، عن سهل بن جمهور، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن هاشم، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما ضرّ من مات منتظرا لأمرنا ألا يموت في وسط فسطاط المهدي و عسكره.
ص: 116
1235-(1)-
الكافي: عنه، عن أبي الجارود، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا ابن رسول اللّه! هل تعرف مودّتي لكم، و انقطاعي إليكم، و موالاتي إيّاكم؟ قال: فقال: نعم، قال: فقلت: فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها، فإنّي مكفوف البصر، قليل المشي، و لا أستطيع زيارتكم كلّ حين، قال: هات حاجتك، قلت: أخبرني بدينك الّذي تدين اللّه عزّ و جلّ به أنت و أهل بيتك لأدين اللّه عزّ و جلّ به، قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة، و اللّه لاعطينّك ديني و دين آبائي الّذي ندين اللّه عزّ و جلّ به: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الإقرار بما جاء به من عند اللّه، و الولاية لوليّنا، و البراءة من عدوّنا، و التسليم لأمرنا، و انتظار قائمنا، و الاجتهاد، و الورع.
1236-(2)-
فرائد السمطين: و بهذا الإسناد (يعني: الإسناد المتقدّم في الحديث السابق) عن أمير المؤمنين عليه السلام و الإكرام قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أفضل العبادة انتظار الفرج.
1237-(3)-
مجمع البيان: و عن الحرث بن المغيرة قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلام، فقال: العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، كمن جاهد و اللّه مع قائم آل محمّد عليهمالسلام بسيفه، ثمّ قال: بل و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسيفه، ثمّ قال الثالثة: بل و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في فسطاطه، و فيكم آية من كتاب اللّه، قلت: و أيّ آية جعلت فداك؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (4)، ثمّ قال: صرتم و اللّه صادقين شهداء عند ربّكم.
ص: 117
1238-(1)-
تأويل الآيات الظاهرة: عن صاحب كتاب «البشارات» مرفوعا إلى الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداك، قد كبر سنّي، و دقّ عظمي، و اقترب أجلي، و قد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت، قال: فقال لي: يا أبا حمزة! أ و ما ترى الشهيد إلّا من قتل؟ قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: يا أبا حمزة! من آمن بنا، و صدّق حديثنا، و انتظر [أمر] نا كان كمن قتل تحت راية القائم، بل و اللّه تحت راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
1239-(2)-
تفسير العيّاشي: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن شي ء في الفرج، فقال:
أ و ليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ إنّ اللّه يقول: فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*.
و في غيبة الشيخ: عنه (يعني: الفضل) عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن شي ء من الفرج، قال: أ و لست تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ قلت: لا أدري إلّا أن تعلّمني، فقال: نعم، انتظار الفرج من الفرج (3).
1240-(4)-
كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن مسعود و حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمّد بن مسعود، قال:
ص: 118
حدّثني علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً يعني خروج القائم المنتظر منّا، ثمّ قال عليه السلام: يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 113، 557، 570، 610.
1241-(1)-
الكافي: علي بن إبراهيم، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبد اللّه بن موسى، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة، قال:
سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال:
ص: 119
قلت: و لم؟ قال: يخاف، و أومأ بيده إلى بطنه، ثمّ قال: يا زرارة! و هو المنتظر، و هو الّذي يشكّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، و منهم من يقول: حمل، و منهم من يقول: إنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين، و هو المنتظر، غير أنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة! [قال: قلت: جعلت فداك، إن أدركت ذلك الزمان أي شي ء أعمل؟ قال: يا زرارة] إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: «اللّهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهم عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللّهم عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني»، ثمّ قال: يا زرارة! لا بدّ من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك، أ ليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، و لكن يقتله جيش آل بني فلان يجي ء حتّى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لا يمهلون، فعند ذلك توقّع الفرج إن شاء اللّه (1).
ص: 120
1242-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبو محمّد الحسين بن أحمد المكتّب، قال: حدّثنا أبو علي بن همّام بهذا الدعاء، و ذكر أنّ الشيخ العمري- قدس اللّه روحه- أملاه عليه، و أمره أن يدعو به، و هو الدعاءفي غيبة القائم عليه السلام: «اللّهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك (2)،
اللّهمّ عرّفني نبيّك فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك لم أعرف حجّتك، اللّهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني، اللّهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللّهمّ فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمّدا و عليّا و الحسن و الحجّة القائم المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين، اللّهم فثبّتني على دينك، و استعملني بطاعتك، و ليّن قلبي لوليّ أمرك، و عافني ممّا امتحنت به خلقك، و ثبّتني على طاعة وليّ أمرك الّذي سترته عن خلقك، فبإذنك غاب عن بريّتك، و أمرك ينتظر، و أنت العالم غير معلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره، فصبّرني على ذلك حتّى لا احبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت، و لا أكشف عمّا سترته، و لا أبحث عمّا كتمته، و لا انازعك في تدبيرك، و لا أقول: لم، و
ص: 121
كيف، و ما بال وليّ الأمر(1) لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور؟ و افوّض امورى كلّها إليك، اللّهم إنّي أسألك أن تريني وليّ أمرك ظاهرا نافذا لأمرك مع علمي بأنّ لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجّة و المشيئة و الإرادة و الحول و القوّة، فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك صلواتك عليه و آله ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا ربّ مشاهده، و ثبّت قواعده، و اجعلنا ممّن تقرّ عينه برؤيته، و أقمنا بخدمته، و توفّنا على ملّته، و احشرنا في زمرته، اللّهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت و ذرأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولك و وصيّ رسولك، اللهمّ و مدّ في عمره، و زد في أجله، و أعنه على ما أوليته و استرعيته، و زد في كرامتك له، فإنّه الهادي و المهتدي، و القائم المهدي، الطاهر التقيّ النقي، الزكي الرضي المرضي، الصابر المجتهد الشكور، اللّهمّ و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنّا، و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان و قوّة اليقين في ظهوره و الدّعاء له و الصلاة عليه، حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره و قيامه، و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله، و ما جاء به من وحيك و تنزيلك، و قوّ قلوبنا على الايمان به، حتّى تسلك بنا على يده منهاج الهدى و الحجّة العظمى و الطريقة الوسطى، و قوّنا على طاعته و ثبّتنا علىمتابعته (2)،
و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره، و الراضين بفعله (3)،
و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا، حتّى تتوفّانا و نحن على ذلك غير شاكّين، و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذّبين، اللّهمّ عجّل فرجه، و أيّده بالنصر، و انصر ناصريه، و اخذل خاذليه، و دمّر على من (4)
نصب له و كذّب به، و أظهر به الحقّ، و أمت به الباطل (5)،
و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذلّ، و انعش به البلاد(6)،
و اقتل به جبابرة الكفر، و اقصم به رءوس الضلالة و ذلّل به الجبّارين و الكافرين، و أبر(7)
به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و سهلها و جبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا، و لا تبقي لهم آثارا، و تطهّر منهم بلادك، و اشف منهم صدور عبادك، و جدّد به ما امتحى
ص: 122
من دينك (1)،
و أصلح به ما بدّل من حكمك، و غيّر من سنّتك، حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا(2)
جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه، حتّى تطفئ بعدله نيران الكافرين، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك، و ارتضيته لنصرة نبيّك، و اصطفيته بعلمك، و عصمته من الذنوب و برّأته من العيوب، و أطلعته على الغيوب، و أنعمت عليه، و طهّرته من الرجس، و نقّيته من الدنس، اللّهم فصلّ عليه و على آبائه الأئمّة الطاهرين، و على شيعتهم المنتجبين، و بلّغهم من آمالهم أفضل ما يأملون، و اجعل ذلك منّا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة، حتّى لا نريد به غيرك، و لا نطلب به إلّا وجهك، اللّهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا، و غيبة وليّنا، و شدّة الزمان علينا، و وقوع الفتن [بنا]، و تظاهر الأعداء [علينا]، و كثرة عدوّنا، و قلّة عددنا، اللّهمّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله، و نصر منك تعزّه (3)، و إمام عدل تظهره، إله الحقّ ربّ العالمين، اللّهمّ إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك، و قتل أعدائك في بلادك، حتّى لا تدع للجور يا ربّ دعامةإلّا قصمتها، و لا بنية إلّا أفنيتها، و لا قوّة إلّا أوهنتها، و لا ركنا إلّا هددته (4)
و لا حدّا إلّا فللته، و لا سلاحا إلّا أكللته (5)، و لا راية إلّا نكّستها، و لا شجاعا إلّا قتلته، و لا جيشا إلّا خذلته، و ارمهم يا ربّ بحجرك الدامغ، و اضربهم بسيفك القاطع، و ببأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين، و عذّب أعداءك و أعداء دينك و أعداء رسولك بيد وليّك، و أيدي عبادك المؤمنين، اللّهمّ اكف وليّك و حجّتك في أرضك هول عدوّه، و كد من كاده، و امكر من مكر به، و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا، و اقطع عنه مادّتهم، و أرعب له قلوبهم، و زلزل له أقدامهم، و خذهم جهرة و بغتة، و شدّد عليهم عقابك، و أخزهم في عبادك، و العنهم في بلادك، و أسكنهم أسفل نارك، و أحط بهم أشدّ عذابك، و أصلهم نارا، و احش قبور موتاهم نارا، و أصلهم حرّ نارك، فإنّهم أضاعوا الصلاة، و اتّبعوا الشهوات، و أذلّوا عبادك، اللّهمّ و أحي بوليّك القرآن، و أرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، و أحي به القلوب الميّتة، و اشف به الصدور الوغرة(6)، و اجمع به الأهواء المختلفة على الحقّ، و أقم به الحدود المعطّلة و الأحكام المهملة، حتّى لا يبقى حقّ إلّا ظهر، و لا عدل إلّا زهر، و اجعلنا يا ربّ من أعوانه، و مقوّي سلطانه (7)،
و المؤتمرين لأمره،
ص: 123
و الراضين بفعله، و المسلمين لأحكامه، و ممّن لا حاجة له به إلى التقيّة من خلقك، أنت يا ربّ الّذي تكشف السوء، و تجيب المضطرّ إذا دعاك، و تنجي من الكرب العظيم، فاكشف يا ربّ الضرّ عن وليّك، و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له، اللّهمّ و لا تجعلني من خصماء آل محمّد، و لا تجعلني من أعداء آل محمّد، و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمّد، فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني، و أستجير بك فأجرني، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا و الآخرة، و من المقرّبين».
1243-(1)- الذريعة: حكى فيه عن مؤجّج الأحزان للمولى عبد الرضا بن محمّد الأوالي أنّه ذكر فيه أنّ دعبل الخزاعي لمّا بلغ قوله في التائية:
الى الحشر حتّى يبعث اللّه قائما *** يفرّج عنّا الهمّ و الكربات
قال من حضر مجلس الرضا عليه السلام: لمّا نطق دعبل بهذا البيت تهلّل وجه الرضا عليه السلام و طأطأ رأسه إلى الأرض، و بسط كفّيه و رمق بطرفه إلى السماء و قال: اللّهمّ عجّل فرجه، و سهّل مخرجه، و انصرنا به، و أهلك عدوّه ... إلى قوله: يا دعبل! هو قائمنا، ثم ذكر بقيّة قصيدة دعبل إلى قوله:
خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم اللّه و البركات
قال ما لفظه: قال أبو الصلت: فلمّا سمع الإمام ذلك قام قائما على قدميه، و طأطأ رأسه منحنيا به إلى الأرض بعد أن وضع كفّه اليمنى على هامته و قال: اللّهمّ عجّل فرجه، و سهّل مخرجه، و انصرنا به نصرا عزيزا.
1244-(2)-
إلزام الناصب: (عن تنزيه الخاطر) سئل الصادق عليه السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة عليه السلام، قال: لأنّ له غيبة طولانيّة، و من شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظرإلى كلّ من
ص: 124
يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته و الحسرة بغربته، و من تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة، فليقم و ليطلب من اللّه جلّ ذكره تعجيل فرجه.
1245-(1)- الكلم الطيّب: [قال] هذه استغاثة إلى صاحب الزمان صلوات اللّه عليه من حيث تكون، تصلّي ركعتين بالحمد و سورة، و قم مستقبل القبلة تحت السماء و قل: سلام اللّه الكامل التامّ، الشامل العامّ، و صلواته الدائمة، و بركاته القائمة التامّة، على حجّة اللّه و وليّه في أرضه و بلاده، و خليفته على خلقه و عباده، و سلالة النبوّة، و بقيّة العترة و الصفوة، صاحب الزمان، و مظهر الإيمان، و ملقّن أحكام القرآن، و مطهّر الأرض، و ناشر العدل في الطول و العرض، و الحجّة القائم المهدي الإمام المنتظر المرتضى، و ابن الأئمّة الطاهرين، الوصيّ ابن الأوصياء المرضيّين، الهادي المعصوم ابن الائمّة الهداة المعصومين، السلام عليك يا معزّ المؤمنين المستضعفين، السلام عليك يا مذلّ الكافرين المتكبّرين الظالمين، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين، و الإمام على الخلق أجمعين، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاية، أشهد أنّك الإمام المهدي قولا و فعلا، و أنت الّذي تملأ الأرض قسطا و
ص: 125
عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا، فعجّل اللّه فرجك، و سهّل مخرجك، و قرّب زمانك، و كثّر أنصارك و أعوانك، و أنجز لك ما وعدك، فهو أصدق القائلين: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، يا مولاي يا صاحب الزمان يا ابن رسول اللّه، حاجتي ... كذا و كذا، فاشفع لي في نجاحها، فقد توجّهت إليك بحاجتي لعلمي أنّ لك عند اللّه شفاعة مقبولة، و مقاما محمودا، فبحقّ من اختصّكم بأمره، و ارتضاكم لسرّه، و بالشأن الّذي لكم عند اللّه بينكم و بينه، سل اللّه تعالى في نجح طلبتي، و إجابة دعوتي، و كشف كربتي. و ادع بما أحببت فإنّه تقضى إن شاء اللّه.
أقول: نقل الوالد الماجد العلامة- قدّس اللّه سرّه- في حاشية «الكلم الطيّب» عن بعض النسخ بعد قوله: «تصلّي ركعتين بالحمد و سورة»: «إنّا فتحنا في الاولى، و إذا جاء نصر اللّه في الثانية»، و ذكر:
«بركاته القائمة على حجّة اللّه»، و لم يذكر: «التامّة»، و ذكر: «معلن الإيمان» بدل «مظهر الايمان»، و ذكر: «مطهّر الأرض» بدون الواو، و «الحجّة القائم» بدون الواو، و ذكر: «و الإمام المنتظر» مع الواو، و ذكر بدل «المرتضى»: «المرضي»، و بدل «و ابن الأئمّة الطاهرين»: «الطاهر ابن الأئمّة الطاهرين»، و ذكر: «ابن الهداة المعصومين» بدل «ابن الأئمّة الهداة المعصومين»، و ذكر بعده هذه الجملة: «السلام عليك يا إمام المسلمين و المؤمنين، السلام عليك يا وارث علم النبيّين، و مستودع حكمة الوصيّين، السلام عليك يا عصمة الدين [يا ناصر الدين- خ]»، و ذكر:
«السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، و ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين»، و ذكر بدل «يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين»: «يا ابن الحجج على الخلق أجمعين»، و بدل «في الولاية»: «في الولاء»، و بدل «و أنت الّذي»: «و أنّك الّذي»، و بدل «فعجّل اللّه»: «عجّل اللّه»، و بدل «أنجز لك ما وعدك»: «أنجز لك موعدك»، و في آخره بعد قوله: «و كشف كربتي» ذكر: «و اسجد سجدة الشكر، و يدعو اللّه طويلا».
1246-(1)-
فلاح السائل: قال: و من المهمّات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام في الدعاء لمولانا المهدي صلوات اللّه و سلامه و بركاته على محمّد جدّه، و بلغ ذلك إليه كما رواه محمّد بن بشير الأزدي، قال: حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى الكاتب، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور
ص: 126
القمّي، عن أبيه محمّد بن جمهور، عن يحيى بن الفضل النوفلي، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى السماء و سمعته يقول: أنت اللّه لا إله إلّا أنت الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن، و أنت اللّه لا إله إلّا أنت إليك زيادة الأشياء و نقصانها، و أنت اللّه لا إله إلّا أنت خلقت الخلق بغير معونة من غيرك و لا حاجة إليهم، أنت اللّه لا إله إلّا أنت منك المشيّة و إليك البداء، أنت اللّه لا إله إلّا أنت قبل القبل و خالق القبل، أنت اللّه لا إله إلّا أنت بعد البعد و خالق البعد، أنت اللّه لا إله إلّا أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أنت اللّه لا إله إلّا أنت غاية كلّ شي ء و وارثه، أنت اللّه لا إله إلّا أنت لا يعزب عنك الدقيق و لا الجليل، أنت اللّه لا إله إلّا أنت لا تخفى عليك اللغات، و لا تتشابه عليك الأصوات، كلّ يوم أنت في شأن، لا يشغلك شأن عن شأن، عالم الغيب و أخفى، ديّان الدين، مدبّر الامور، باعث من في القبور، محيي العظام و هي رميم، أسألك باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم، الّذي لا يخيب من سألك به، أن تصلّي على محمّد و آله، و أن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك، و أنجز له ما وعدته، يا ذا الجلال و الإكرام.قال: قلت: من المدعوّ له؟ قال: ذلك المهدي من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: بأبي المنبدح [المنفدح] البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا و راكعا، بأبي من لا تأخذه في اللّه لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر اللّه.
قلت: متى خروجه؟ قال: إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات و الصراة و دجلة، و هدم قنطرة الكوفة، و إحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللّه يفعل ما يشاء، لا غالب لأمر اللّه، و لا معقّب لحكمه.
1247-(1)- من لا يحضره الفقيه: و قال (يعني: الإمام أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما السلام على الظاهر من الحديث الّذي أخرجه قبله): إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بالكعبة قبلة، و بمحمّد نبيّا، و بعليّ وليّا، و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمّد بن علي و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمّد بن علي و علي بن محمّد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن بن علي أئمّة، اللّهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك، و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه و في
ص: 127
ذرّيّته و أهله و ماله و في شيعته و في عدوّه، و أره منهم، و أره فيهم ما يحبّ و تقرّ به عينه، و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين.
1248-(1)-
مهج الدعوات: قال: و نروى بإسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده، ذكر فيه غيبة المهدي صلوات اللّه عليه. قلت: كيف تصنع شيعتك؟ قال: عليكم بالدعاء و انتظار الفرج فإنّه سيبدو لكم علم، فإذا بدا لكم فاحمدوا اللّه و تمسّكوا بما بدا لكم، قلت: فما ندعو به؟ قال:
تقول: اللّهمّ أنت عرّفتني نفسك و عرّفتني رسولك و عرّفتني ملائكتك، و عرّفتني نبيّك، و عرّفتني ولاة أمرك، اللّهمّ لا آخذ إلّا ما أعطيت، و لا واقي إلّا ما وقيت، اللّهمّ لا تغيّبني عن منازل أوليائك، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللّهمّ اهدني لولاية من افترضت طاعته.
1249-(2)- مهج الدعوات: حدّثنا محمّد بن علي بن دقّاق القمّي أبو جعفر، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن العبّاس بن معروف، عن عبد السلام بن سالم، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام ... الحديث طويل مشتمل على الدعاء الموسوم بدعاء العهد، أوّله: اللّهمّ يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد ... و هو مشتمل على التنصيص على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام بأسمائهم، و إخبار الإمام الباقر عليه السلام بمن يقوم منهم بعده قبل ولادتهم.
1250-(3)-
كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود) عن أبيه محمّد بن مسعود، قال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد: حدّثني العبيدي محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، قال:
ص: 128
قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، و لا إمام هدى، و لا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك، فقلت: يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب و الأبصار ثبّت قلبي على دينك، قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ مقلّب القلوب و الأبصار، و لكن قل كما اقول لك: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك.
1251-(1)-
مصباح المتهجّد: الدعاء لصاحب الأمر عليه السلام المروي عن الرضا عليه السلام: روى يونس بن عبد الرحمن، عن الرضا عليه السلام أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا: اللّهمّادفع عن وليّك، و خليفتك، و حجّتك على خلقك، و لسانك المعبّر عنك، الناطق بحكمك، و عينك الناظرة بإذنك، و شاهدك على عبادك، الجحجاح (2)
المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، و أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولك و آباءه أئمّتك، و دعائم دينك، و اجعله في وديعتك الّتي لا تضيع، و في جوارك الذي لا يخفر، و في منعك و عزّك الّذي لا يقهر، و آمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به، و اجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه، و انصره بنصرك العزيز، و أيّده بجندك الغالب، و قوّه بقوّتك، و أردفه بملائكتك، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ألبسه درعك الحصينة، و حفّه بالملائكة حفّا، اللّهمّ اشعب به الصدع، و ارتق به الفتق، و أمت به الجور و أظهر به العدل، و زيّن بطول بقائه الأرض، و أيّده بالنصر، و انصره بالرعب، و قوّ ناصريه، و اخذل خاذليه، و دمدم من نصب له، و دمّر من غشّه، و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه، و اقصم به رءوس الضلالة، و شارعة البدع، و مميتة السنّة، و مقوّية الباطل، و ذلّل به الجبّارين، و أبر به الكافرين، و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و سهلها و جبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا، و لا تبقي لهم آثارا، اللّهمّ طهّر منهم بلادك، و اشف منهم عبادك، و أعزّ به المؤمنين، و أحي به سنن المرسلين، و دارس حكم النبيّين، و جدّد به ما امتحى من دينك، و بدّل من حكمك، حتّى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه، و حتّى تنير بعدله ظلم الجور، و تطفئ به نيران الكفر، و توضّح به معاقد الحقّ و مجهول العدل، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك، و اصطفيته على غيبك، و عصمته من الذنوب، و برّأته من العيوب، و طهّرته من الرجس، و سلّمته من الدنس، اللّهمّ فإنّا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامّة أنّه لم يذنب ذنبا، و لا أتى حوبا، و لم يرتكب معصية، و لم يضيّع لك طاعة، و لم يهتك
ص: 129
لك حرمة، و لم يبدّل لك فريضة، و لم يغيّر لك شريعة، و أنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ النقيّ، الرضيّ الزكيّ، اللّهمّ أعطه في نفسه و أهله و ولده و ذرّيّته و امّته و جميع رعيّته ما تقرّ به عينه، و تسرّ به نفسه، و تجمع له ملك المملكات كلّها، قريبها و بعيدها، و عزيزها و ذليلها، حتّى تجري حكمه على كلّ حكم، و تغلب بحقّه كلّ باطل، اللّهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، و المحجّة العظمى، و الطريقة الوسطى الّتي يرجع إليها الغالي، و يلحق بها التالي، و قوّنا على طاعته، و ثبّتنا على مشايعته، و امنن علينا بمتابعته، و اجعلنا في حزبه، القوّامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته،حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوّية سلطانه، اللّهمّ و اجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة، حتّى لا نعتمد به غيرك، و لا نطلب به إلّا وجهك، و حتّى تحلّنا محلّه، و تجعلنا في الجنّة معه، و أعذنا من السأمة و الكسل و الفترة، و اجعلنا ممّن تنتصر به لدينك و تعزّ به نصر وليّك، و لا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، و هو علينا كثير [كبير- خ]، اللّهمّ صلّ على ولاة عهده، و الائمّة من بعده، و بلّغهم آمالهم، و زد في آجالهم، و أعزّ نصرهم، و تمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، و ثبّت دعائمهم، و اجعلنا لهم أعوانا، و على دينك أنصارا، فإنّهم معادن كلماتك، و خزّان علمك، و أركان توحيدك، و دعائم دينك، و ولاة أمرك، و خالصتك من عبادك، و صفوتك من خلقك، و أولياؤك، و سلائل أوليائك، و صفوة أولاد نبيّك، و السلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 280، 291 (و فيها المنع عن التسمية)، 550 (و فيه أيضا عدم جواز التسمية)، 551، 552 (و فيه أيضا المنع عن ذكر اسمه)، 557، 560 (و فيه أيضا المنع)، 574 (و فيه أيضا المنع)، 617، 621 (و فيه أيضا النهي)، 624، 653 (و فيه أيضا تحريم التسمية)، 806 (و فيه أيضا المنع عن تسميته و تكنيته)، 810 (و فيه أيضا المنع عن التسمية و التكنية)، 1220 إلى 1240، 1252 إلى 1256، 1258، 1260، 1261، 1264، 1272 إلى 1276.
1252-(1)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد، عن محمّد بن جمهور، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية ابن وهب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو يأتمّ
ص: 130
به في غيبته قبل قيامه، و يتولّى أولياءه، و يعادي أعداءه، ذلك من رفقائي، و ذوي مودّتي، و أكرم أمّتي عليّ يوم القيامة.
1253-(1)-
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد- رضي اللّه عنه-، قال: حدّثنا أبو عمرو البلخي [اللجّي- خ]، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني خلف بن حماد [خلف بن حماد- خ، خلف بن جابر-خ]، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن أسلم الجبلي، عن الخطّاب بن مصعب، عن سدير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه، يأتمّ به و بأئمّة الهدى من قبله، و يبرأ إلى اللّه عزّ و جلّ من عدوّهم، اولئك رفقائي، و أكرم أمّتي عليّ.
1254-(2)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن مروان ابن مسلم، عن أبي بصير، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له: جعلت فداك، و ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنّة، أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام، و ليس من مؤمن إلّا و في داره غصن من أغصانها، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (3).
1255-(4)-
أمالي الطوسي: و بالإسناد (يعني ابن الشيخ الطوسي، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن) قال: أخبرنا أبو عبد اللّه؛ محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام و نحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه و قلنا له:
ص: 131
أوصنا يا ابن رسول اللّه! فقال: ليعن قويّكم ضعيفكم، و ليعطف غنيّكم على فقيركم، و لينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، و اكتموا أسرارنا، و لا تحملوا الناس على أعناقنا، و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، و إن لم تجدوه موافقا فردّوه، و إن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده و ردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، و إذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا، و من أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، و من قتل بين يديه عدوّا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.
1256-(1)- كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بسطام بن مرّة، عن عمرو بن ثابت، قال: قال علي بن الحسين سيّد العابدين عليهما السلام: من ثبت على موالاتنا [ولايتنا- خ] في غيبة قائمنا أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر و احد.
1257-(2)-
من لا يحضره الفقيه: في حديث وصايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي! أعجب الناس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبيّ، و حجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض.
1258-(3)-
كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن المغيرة، عن المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال:
يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جلّ جلاله فيقول: عبادي و إمائي، آمنتم بسرّي، و صدّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي و إمائي حقّا، منكم أتقبّل، و عنكم أعفو، و لكم أغفر، و بكم أسقي عبادي الغيث،
ص: 132
و أدفع عنهم البلاء، و لولاكم لأنزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول اللّه! فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان، و لزوم البيت.
1259-(1)-
كمال الدين: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق-رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن علي بنأبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...(2)، فقال: المتّقون شيعة علي عليه السلام، و الغيب فهو الحجّة الغائب. و شاهد ذلك قول اللّه عزّ و جلّ:
ص: 133
وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (1).
1260-(2)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود و حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثني علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً(3) يعني: خروج القائم المنتظر منّا، ثمّ قال عليه السلام: يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
1261-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه ابن موسى، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام في قوله عزّ و جلّ: اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فقال: اصبروا على أداء الفرائض، و صابروا عدوّكم، و رابطوا إمامكم [المنتظر].
1262-(5)-
نهج البلاغة: الزموا الأرض، و اصبروا على البلاء، و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم في هوى ألسنتكم، و لا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم، فإنّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ
ص: 134
رسوله و أهل بيته مات شهيدا، و وقع أجره على اللّه، و استوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، و قامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شي ء مدّة و أجلا.
1263-(1)- كتاب الفضل: عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول اللّه! نحن كنّا معك ببدر و احد و حنين، و نزل فينا القرآن، فقال: إنّكم لو تحملو [ن- خ] لما حملوا لم تصبروا صبرهم.
1264-(2)-
غيبة الشيخ: عن الفضل بن شاذان، عن إسماعيل ابن مهران، عن أيمن بن محرز، عن رفاعة بن موسى و معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه، يتولّى وليّه، و يتبرّأ من عدوّه، و يتولّى الأئمّة الهادية من قبله، اولئك رفقائي، و ذوو ودّي و مودّتي، و أكرم أمّتي عليّ. قال رفاعة: و أكرم خلق اللّه عليّ.
1265-(3)-
المحاسن: عنه (يعني: أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي)، عن أبيه، عن حمزة بن عبد اللّه، عن حسّان بن درّاج، عن مالك بن أعين، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
1266-(4)-
المحاسن: عنه، عن أبيه، عن العلاء بن سيابة، قال:
قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم عليه السلام، بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه، بل بمنزلة من استشهد معه، بل بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
1267-(5)-
المحاسن: عنه، عن ابن فضّال، عن علي بن شجرة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أو عن رجل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: من مات على هذا الأمر كان بمنزلة من حضر مع القائم، و شهد مع القائم عليه السلام.
ص: 135
1268-(1)- المحاسن: عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:
إنّ الميّت منكم على هذا الأمر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّه.
1269-(2)-
المحاسن: عنه، عن محمّد بن الحسن بن شمّون البصري، عن عبد اللّه بن عمرو بن الأشعث، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن الصبّاح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة، قال: لمّا قتل أمير المؤمنين الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف، و قتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: و الّذي فلق الحبّة و برأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق اللّه آباءهم و لا أجدادهم بعد، فقال الرجل: و كيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟! قال:
بلى، قوم يكونون في آخر الزمان، يشركوننا فيما نحن فيه و هم يسلّمون لنا، فاولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّا حقّا.
1270-(3)-
تاريخ قم: و عن علي بن عيسى، عن علي بن محمّد الربيع، عن صفوان بن يحيى بيّاع السابري، قال: كنت يوما عند أبي الحسن عليه السلام، فجرى ذكر قم و أهله، و ميلهم إلى المهدي عليه السلام، فترحّم عليهم و قال: رضي اللّه عنهم، ثمّ قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، و واحد منها لأهل قم، و هم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد، خمّر اللّه تعالى ولايتنا في طينتهم.
ص: 136
1271-(1)- غيبة الشيخ: عن الفضل، عن ابن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن عبد اللّه بن عجلان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من عرف بهذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم كان له أجر مثل [أجر من قتل معه.
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 113، 499، 511، 513، 536، 538، 551، 563، 580، 1104، 1122.
1272-(2)-
كتاب فضل بن شاذان: عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدرك منكم قائمنا فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، و معدن العلم، و موضع الرسالة.
و أخرج في كمال الدين بسنده عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ العلم بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة و النبوّة، و معدن العلم، و موضع الرسالة.
1273-(3)-
كمال الدين: و روي أنّ التسليم على القائم عليه السلام أن يقال له: السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه.
1274-(4)-
مصباح المتهجّد: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية لفظا، قال: سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسرّمن رأى سنة خمس و خمسين و مائتين أن يملي عليّ [من] الصّلاة على النبي و أوصيائه عليه و عليهم السلام، و أحضرت معي قرطاسا كبيرا، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب [وقال: اكتب] الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله ... ثمّ ذكر الصلاة عليه و على الأئمّة عليهم السلام واحدا بعد واحد إلى مولانا صاحب الزمان عليه السلام، و قال ما هذا لفظه: الصلاة على وليّ الأمر المنتظر صاحب الزمان محمّد بن الحسن بن علي عليهم السلام. اللّهمّ صلّ على
ص: 137
وليك و ابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم، و أوجبت حقّهم، و أذهبت عنهم الرجس و طهّرتهم تطهيرا، اللّهمّ انصره و انتصر به لدينك، و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره، و اجعلنا منهم، اللّهمّ أعذه من شرّ كلّ باغ و طاغ، و من شرّ جميع خلقك، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، و احرسه و امنعه أن يوصل إليه بسوء، و احفظ فيه رسولك و آل رسولك، و أظهر به العدل، و أيّده بالنصر، و انصر ناصريه، و اخذل خاذليه، و اقصم به جبابرة الكفرة [الكفر- خ]، و اقتل به الكفّار و المنافقين و جميع الملحدين، حيث كانوا، و أين كانوا، من مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و املأ به الأرض عدلا، و أظهر به دين نبيّك عليه و آله السلام، و اجعلني اللّهمّ من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته، و أرني في آل محمّد ما يأملون، و في عدوّهم ما يحذرون، إله الحقّ آمين.
1275-(1)-
الاحتجاج: عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري أنّه قال: خرج التوقيع من الناحية المقدّسة- حرسها اللّه- بعد المسائل:
بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، إذا أردتم التوجّه بنا إلى اللّه و إلينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ:
السلام عليك يا داعي اللّه و ربّاني آياته ... إلى آخر الزيارة و الدعاء الّذي بعده، فراجع الاحتجاج، و كتب الأدعية و الزيارات، و زره عليه السلام بها، و بغيرها من الزيارات المأثورة و غيرها، و لا تترك التوجّه إليه سيّما في الأماكن و الأزمنة الّتي يتأكّد فيها ذلك، و لا تحرمني من صالح دعائك إن شاء اللّه تعالى.
1276-(2)-
الكافي: محمّد بن يحيى، عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري، عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: (في حديث فيه النهي عن التسليم على القائم عليه السلام بإمرة المؤمنين لاختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي عليه السلام، و فيه بعد ذمّ من سمّي به أحد قبله قلت: جعلت فداك، كيف يسلّم عليه؟ قال: يقولون: السلام عليك يا بقية اللّه، ثمّ قرأ:بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3).
و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 669، 723، 1105.
ص: 138
1277-(1)-
دلائل الإمامة: و بهذا الإسناد (يعني: عن أبي الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمّد بن همّام) عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الحميري، قال: حدّثني أحمد بن جعفر، قال: حدّثني علي بن محمد، يرفعه إلى أمير المؤمنين في صفة القائم عليهما السلام: كأنّني به قد عبر وادي السلام إلى مسجد السهلة، على فرس محجّل له شمراخ يزهو، و يدعو و يقول في دعائه: لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا، لا إله إلّا اللّه إيمانا و صدقا، لا إله إلّا اللّه تعبّدا و رقّا، اللّهمّ معين كلّ مؤمن وحيد، و مذلّ كلّ جبّار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب، و تضيق عليّ الأرض بما رحبت، اللّهمّ خلقتني و كنت عن خلقي غنيّا، و لو لا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يا مبعثر [منشر] الرحمة من مواضعها، و مخرج البركات من معادنها، و يا من خصّ نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون، يا من وضعت له الملوك نير المذلّة على أعناقها، فهم من سطوته خائفون، أسألك باسمك الّذي قصر عنه خلقك، فكلّ لك مذعنون، أسألك أن تصلّي على محمّد و على آل محمد، و أن تنجز لي أمري، و تعجّل لي الفرج، و تكفيني، و تعافيني، و تقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنّك على كلّ شي ء قدير.
1278-(2)-
كنوز النجاح: قال: دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام اللّه الملك المنّان، أبا الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الليث- رحمه اللّه تعالى- في بلدة بغداد في مقابر قريش، و كان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش، و التجأ إليه من خوف القتل، فنجا منه ببركة هذا الدعاء.قال أبو الحسن المذكور: إنّه علّمني أن أقول: اللّهمّ عظم البلاء، و برح الخفاء، و انقطع الرجاء، و انكشف الغطاء، و ضاقت الأرض، و منعت السماء، و إليك يا ربّ المشتكى، و عليك المعوّل في الشدّة و الرخاء، اللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد اولي الأمر الّذين فرضت علينا طاعتهم، فعرّفتنا بذلك منزلتهم، ففرّج عنّا بحقّهم فرجا عاجلا، كلمح البصر أو هو أقرب، يا محمّد يا علي! اكفياني فإنّكما كافياي، و انصراني فإنّكما ناصراي، يا مولاي يا صاحب الزمان! الغوث الغوث [الغوث]، أدركني أدركني أدركني.
قال الراوي: إنّه عليه السلام عند قوله: يا صاحب الزمان، كان يشير إلى صدره الشريف.
ص: 139
1279-(1)-
البلد الأمين: عن مولانا المهدي صلّى اللّه عليه و سلّم: من كتب هذا الدعاء في إناء جديد، بتربة الحسين عليه السلام، و غسله و شربه، شفي من علّته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه دواء، و الحمد للّه شفاء، و لا إله إلّا اللّه كفاء، هو الشافي شفاء، و هو الكافي كفاء، اذهب البأس بربّ الناس شفاء لا يغادره سقم، و صلّى اللّه على محمّد و آله النجباء.
و رأيت بخطّ السيّد زين الدين علي بن الحسين الحسيني- رحمه اللّه- أنّ هذا الدعاء تعلّمه رجل كان مجاورا بالحائر على مشرّفه السلام [عن] المهدي سلام اللّه عليه في منامه و كان به علّة فشكاها إلى القائم عجّل اللّه فرجه، فأمره بكتابته و غسله و شربه، ففعل ذلك فبرأ في الحال.
1280-(2)-
الكلم الطيّب: رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات الأثبات ما هذه صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث و تسعين و ألف الأخ في اللّه المولى الصدوق العالم العامل، جامع الكمالات الانسية، و الصفات القدسيّة، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الجابري الأنصاري- أنار اللّه برهانه- يقول: سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع الشيخ الحاجّ عليّا المكّي أنّه قال: ابتليت بضيق و شدّة مناقضة خصوم، حتّى خفت على نفسي القتل و الهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك و كنت متحيّرا، فرأيت في المنام أنّ قائلا في زيّ الصلحاء و الزهاد يقول: إنّا أعطيناك الدعاء الفلاني، فادع به تنج من الضيق و الشدّة، و لم يتبيّن لي من القائل، فزاد تعجّبي، فرأيت مرّة اخرى الحجّة المنتظر صلوات اللّه عليه فقال لي: ادع بالدعاء الّذي أعطيتكه، و علّم من أردت، و قد جرّبته مرارا عديدة فرأيت فرجا قريبا، و بعد هذا ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان، و كنت متأسّفا على فواته، مستغفرا من سوء العمل،فجاءني شخص و قال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني، و ما كان في بالي أنّي رحت إلى ذلك المكان، فأخذت الدعاء و سجدت للّه شكرا، و هو: بسم اللّه الرحمن الرحيم، ربّ أسألك مددا روحانيا تقوى به قواي الكلّيّة و الجزئيّة حتى أقهر بمبادي نفسي كلّ نفس قاهرة، فتنقبض لي إشارة دقائقها انقباضا تسقط به قواها، حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلّا و نار قهري قد أحرقت ظهوره، يا شديد يا شديد، يا ذا البطش الشديد، يا قاهر يا قهّار، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة فانفعلت له النفوس بالقهر، أن تودعني هذا السرّ في هذه الساعة، حتّى أليّن به كلّ صعب، و اذلّل به كلّ منيع، بقوّتك يا ذا القوّة المتين. يقرأ سحرا ثلاثا إن أمكن، و في الصبح ثلاثا، و في المساء ثلاثا، فإذا اشتدّ الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة: يا رحمان يا رحيم، يا أرحم الراحمين، أسألك اللطف بما جرت به المقادير.
ص: 140
1281-(1)-
الكلم الطيّب: هذا دعاء عظيم عن صاحب الأمر لمن ضاع له شي ء، أو كانت له حاجة. و له قصّة عجيبة قريبة من قصّة الدعاء الّذي قبله، فليكثر الداعي من قراءته عند طلب مهمّاته، و هو: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت مبدئ الخلق و معيدهم، و أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت مدبّر الامور و باعث من في القبور، و أنت اللّه الّذي لا إله إلّا أنت القابض الباسط، و أنت اللّه الّذي لا إله إلّا أنت وارث الأرض و من عليها، أسألك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت، و إذا سئلت به أعطيت، و أسألك بحقّ محمّد و أهل بيته، و بحقّهم الّذي أوجبته على نفسك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تقضي حاجتي الساعة الساعة، يا سيّداه يا مولاه يا غياثاه، أسألك بكلّ اسم سمّيته به نفسك، و استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعجّل خلاصنا من هذه الشدّة، يا مقلّب القلوب و الأبصار، يا سميع الدعاء، إنّك على كلّ شي ء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.
1282-(2)-
الجنّة الواقية: دعاؤه (يعني: صاحب الأمر عليه السلام): يا نور النور، يا مدبّر الامور، يا باعث من في القبور، صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعل لي و لشيعتي من الضيق فرجا، و من الهمّ مخرجا، و أوسع لنا المنهج، و أطلق لنا من عندك ما يفرج، و افعل بنا ما أنت أهله يا كريم.
قال: و روي أنّه من اختار هذا الدعاء حشر مع صاحب الأمر عليه السلام.
1283-(3)- مهج الدعوات: حرز لمولانا القائم عليه السلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا مالك الرقاب، و يا هازم الأحزاب، يا مفتّح الأبواب، يا مسبّب الأسباب، سبّب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحقّ لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و على آله أجمعين.
1284-(4)- مهج الدعوات: في (حديث طويل ذكر فيه قنوتات الأئمّة عليهم السلام، قال:) قنوت مولانا الحجّة محمّد بن الحسن عليهما السلام: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و أكرم أولياءك بإنجاز وعدك، و بلّغهم درك ما يأملونه من نصرك، و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك، و تمرّد بمنعك على ركوب مخالفتك، و استعان برفدك على فلّ حدّك، و قصد لكيدك بأيدك، و وسعته حلما لتأخذه على جهرة، و تستأصله
ص: 141
على غرّة، فإنّك اللّهمّ قلت و قولك الحقّ: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً، فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، و قلت: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ، و إنّ الغاية عندنا قد تناهت، و إنّا لغضبك غاضبون، و إنّا على نصر الحقّ متعاصبون، و إلى ورود أمرك مشتاقون، و لإنجاز وعدك مرتقبون، و لحلول وعيدك بأعدائك متوقّعون، اللّهمّ فأذن بذلك، و افتح طرقاته، و سهّل خروجه، و وطّئ مسالكه، و اشرع شرائعه، و أيّد جنوده و أعوانه، و بادر بأسك القوم الظالمين، و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثار إنّك جواد مكّار.
1285-(1)-
كنوز النجاح: روى أحمد بن الدربي، عن خزامة، عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد البزوفري، قال: خرج عن الناحية المقدّسة: من كانت له إلى اللّه حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل، و يأتي مصلّاه و يصلّي ركعتين، يقرأ في الركعة الاولى الحمد، فإذا بلغ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يكرّرها مائة مرّة، و يتمّ في المائة إلى آخرها، و يقرأ سورة التوحيد مرّة واحدة، ثمّ يركع و يسجد، و يسبّح فيها سبعة سبعة، و يصلّي الركعة الثانية على هيئته، و يدعو بهذا الدعاء، فإنّ اللّه تعالى يقضي حاجته البتّة، كائنا ما كان، إلّا أن يكون في قطيعة رحم، و الدعاء: «اللّهمّ إن أطعتك فالمحمدة لك، و إن عصيتك فالحجّة لك، منك الروح و منك الفرج، سبحان من أنعم و شكر، سبحان من قدر و غفر، اللّهمّ إن كنت قد عصيتك فإنّي قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك و هو الإيمان بك، لم أتّخذ لك ولدا، و لم أدع لك شريكا، منّا منك به عليّ، لا منّا منّي به عليك، و قد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة، و لا الخروج عن عبوديّتك، و لا الجحود بربوبيّتك، و لكن أطعت هواي، و أزلّني الشيطان، فلك الحجّة عليّ و البيان، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم، و إن تغفر لي و ترحمنيفإنّك جواد كريم، يا كريم يا كريم ... (حتّى ينقطع النفس)، ثمّ يقول: يا آمنا من كلّ شي ء، و كلّ شي ء منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كلّ شي ء، و خوف كلّ شي ء منك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعطيني أمانا لنفسي و أهلي و ولدي، و سائر ما أنعمت به عليّ، حتّى لا أخاف أحدا، و لا أحذر من شي ء أبدا، إنّك على كلّ
ص: 142
شي ء قدير، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، يا كافي إبراهيم نمرود، و يا كافي موسى فرعون، و يا كافي محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأحزاب، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تكفيني شرّ فلان بن فلان». فيستكفي شرّ من يخاف شرّه، فانّه يكفى شرّه إن شاء اللّه تعالى. ثمّ يسجد و يسأل [اللّه] حاجته، و يتضرّع إلى اللّه تعالى، فإنّه ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى هذه الصلاة، و دعا بهذا الدعاء خالصا إلّا فتحت له أبواب السماء للإجابة، و يجاب في وقته و ليلته كائنا ما كان، و ذلك من فضل اللّه علينا و على الناس.
1286-(1)-
مصباح الكفعمي: قال (بعد ذكر بعض ما ذكرناه من الأدعية): اعلم أنّ للمهدي عليه السلام دعاءين آخرين، خفيفين على اللسان، ثقيلين في الميزان، يليق وصفهما في هذا المكان، الأوّل: نقلته من كتاب مهج الدعوات، و الثاني: من كتاب الأدعية المستجابات، ثمّ ذكر دعاء: يا مالك الرقاب ... إلى آخره، و ذكر بعده الدعاء الثاني من كتاب الأدعية المستجابات، و هو هذا: إلهي بحقّ من ناجاك، و بحقّ من دعاك في البحر و البرّ، صلّ على محمّد و آله، و تفضّل على فقراء المؤمنين و المؤمنات بالغنى و السعة، و على مرضى المؤمنين و المؤمنات بالشفاء و الصحّة و الراحة، و على أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف و الكرامة، و على أموات المؤمنين و المؤمنات بالمغفرة و الرحمة، و على غرباء المؤمنين و المؤمنات بالردّ إلى أوطانهم سالمين غانمين، بحقّ محمّد و آله أجمعين.
1287-(2)-
مصباح الكفعمي: قال في الفصل التاسع و العشرين الّذي عقده لذكر أدعية مأثورة ليس لها أسماء تعرف بها، فمن ذلك دعاء مروي عن المهدي عليه السلام: اللّهمّ ارزقنا توفيق الطاعة، و بعد المعصية، و صدق النيّة، و عرفان الحرمة، و أكرمنا بالهدى و الاستقامة، و سدّد ألسنتنا بالصواب و الحكمة، و املأ قلوبنا بالعلم و المعرفة، و طهّر بطوننا من الحرام و الشبهة، و اكفف أيدينا عن الظلم و السرقة، و اغضض أبصارنا عن الفجور و الخيانة، و اسدد أسماعنا عن اللغو و الغيبة، و تفضّل على علمائنا بالزهد و النصيحة، و على المتعلّمين بالجهد و الرغبة، و على المستمعين بالاتّباع و الموعظة، و على مرضى المسلمين بالشفاء و الراحة، و على موتاهم بالرأفة و الرحمة، و على مشايخنا بالوقار و السكينة، و على الشباب بالإنابة و التوبة، و على النساء بالحياء و العفّة، و على الأغنياء بالتواضع و السعة، و على الفقراء بالصبر و القناعة، و على الغزاة بالنصر و الغلبة، و على الاسراء
ص: 143
بالخلاص و الراحة، و على الامراء بالعدل و الشفقة، و على الرعيّة بالإنصاف و حسن السيرة، و بارك للحجّاج و الزوّار في الزاد و النفقة، و اقض ما أوجبت عليهم من الحجّ و العمرة، بفضلك و رحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول: المتكفّل لذكر الأدعية المرويّة عنه عليه السلام هو كتب الدعوات، فعلى من طلب المزيد الرجوع إليها، و ممّا روي عنه عليه السلام في غيبة الشيخ: ص 273- 280، و مصباح المتهجّد:
ص 284، و مصباح الكفعمي: ص 306، و جمال الاسبوع: ص 500، و غيرها، الصلوات على النبي و الأئمّة عليهم السلام، و هي مشهورة مذكورة في كتب الأدعية المتداولة بين أهلها. قال السيّد في جمال الاسبوع: «إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبدا لأمر أطلعنا اللّه جلّ جلاله عليه».
و يدلّ عليه أيضا ح 829، 842.
عليه السلام بعد ظهوره
اعلم أنّنا لم نخرج الأخبار المتعارضة في هذا الكتاب إلّا للاستناد بمداليلها الّتي اتّفقت هذه الأخبار عليها، لأنّه ربّما تكون هناك قرائن توجب القطع بصدور بعضها، أو يستكمل بضمّها إلى غيرها التواتر المعنوي أو الإجمالي.
و أمّا في مورد تعارض بعضها مع بعض فلا نحتجّ بواحد من المتعارضين فيما هو المطلوب فيه الاعتقاد به دون العمل، لأنّه لا اعتبار بخبر الواحد فيه؛ لعدم سببيّته لحصول الاعتقاد حتّى و إن لم يكن له معارض من سائر الأخبار، فلا تشمله الأدلّة الّتي اقيمت على حجّيّة الخبر و قول الثقة في الأحكام العمليّة، لأنّ اعتباره في الأحكام معناه وجوب العمل به، و الأخذ به في البرامج العمليّة التكليفيّة، و هذا أمر يجوز صدوره من الشارع تأسيسا أو إمضاء، كما قرّر وجوب العمل بالبيّنة في مواردها المعلومة، و أمّا في غير الأحكام ممّا يتطلّب فيه العلم و العقيدة به- حيث إنّ الخبر الواحد لا يوجب الاعتقاد- فلا يصحّ إيجاب الاعتقاد بمضمونه، لأنّه أمر لا يتحصّل إلّا بسببه، و هو في باب الأخبار: الخبر المقطوع صدوره بالتواتر، أو القرائن الموجبة للقطع، و المقطوع دلالته.
و مع ذلك لا حاجة إلى تشريع الشارع اعتباره و وجوب الاعتقاد به؛ لأنّ الاعتقاد به يتحقّق حينئذ بنفسه.
ص: 144
و أمّا إذا لم يكن الخبر كذلك، و كان ظنّي الصدور، أو ظنّيّ الدلالة، فلا يتأتّى منه القطع بمضمونه، و لا يجوز للشارع التكليف بالاعتقاد به، لأنّ معناه: جعل ما هو علّة للظنّ بالذات علّة للقطع، و إيجاب القطع بأمر هو المظنون بالذات، و هو محال، و خارج عن شأن الشارع.
و بالجملة: في التكاليف العمليّة مفاد دليل حجّيّة الخبر فيها إنّما يكون وجوب البناء العملي عليه، و الجري على طبقه عملا، و هو أمر ممكن يجوز التعبّد به من الشارع، و أمّا الاعتقاد فلا يجوز فيه ذلك.
و لا فرق في ذلك- كما أشرنا إليه- بين خبر الواحد السالم عن المعارض إذا لم يكن صدوره أو دلالته يقينيّا، و بين الخبر المبتلى بالمعارض، سواء عولج تعارضه مع غيره بوجه من الوجوه من الجمع العرفيّ أو الترجيح ببعض المرجّحات أم لا.
و لا يخفى عليك أنّه لا يضرّ اختلاف الأخبار في تفاصيل أمر من الامور بصحّة أصله الثابت بالأحاديث المتواترة أو الآحاد الصحيحة، حتّى و إن لم يظهر لنا وجه الاختلاف، و لا وجه علاجه.
و لا يستلزم التعارض العلم بمخالفة أحد المتعارضين مع الواقع مطلقا، حتّى في غير خصوص المورد الّذي وقع التعارض فيه بينهما حتّى يسقط فيه عن الحجّيّة أيضا، و ذلك لأنّ التعارض في الأخبار يمكن وقوعه لأحد امور:
الأوّل: عدم ضبط بعض الرواة، و اختلاف حالاتهم عند تحمّل الحديث، و حالات من يملي الحديث، ممّا- ربّما- يوجب الضعف أو اختلال بعض الشرائط العاديّة العرفيّة لتحمّل الحديث.
الثاني: النقل بالمضمون، حيث إنّه قلّما يخلص عن اجتهاد الناقل، و اعتماده على ما فهمه من كلام المنقول منه، من حيث: الإطلاق و التقييد، و العموم و الخصوص، و الحقيقة و المجاز، و غيرها.
الثالث: كون نقل الحديث في الصدر الأوّل- كثيرا أو غالبا- عن ظهر القلب لا من الكتاب، مضافا إلى منع الفئة الغالبة على الحكم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الحديث عنه، فانقطع بذلك عند غير شيعة أهل البيت عليهم السلام سلسلة النقل و الرواية عنه إلى زمان عمر بن عبد العزيز، بل إلى انقضاء حكومة بني اميّة على اختلاف وقع بين أرباب التواريخ في أوّل زمان رفع المنع الحكومي عن التحدّث بأحاديث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و أوّل من نهى عن كتابة الحديث هو عمر بن الخطّاب، حيث نهى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن كتابة ما لم يضلّوا بعده فقال ما قال، و كان ابن عبّاس يقول: الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول اللّه و بين أن يكتب
ص: 145
لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم، و عن أبي بكر أنّه قال: ... فلا تحدّثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب اللّه، فاستحلّوا حلاله و حرّموا حرامه (1).
و كان عمر شديد المنع من رواية الأحاديث.
و المتدبّر يفهم أنّ ذلك لم يكن منهم إلّا لعلّة سياسيّة، و هي المنع عن روايات فضائل أهل البيت، سيّما أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأنّها توجب الوهن في حكوماتهم، و تعلن مخالفتهم للنصوص، و توجب ميل القلوب إلى أهل البيت عليهم السلام.
الرابع: عدم نقل بعض القرائن الحاليّة و المقاميّة الّتي لها دخل في فهم المخاطب مراد المتكلّم من كلامه، بحيث يكون خلوّ الكلام من هذه القرائن أو عدم التفات بعض الحاضرين بها موجبا لاستظهار معنى آخر من حاق لفظه.
الخامس: تقطيع الحديث، و رواية بعضه الّذي تعلّق بنقله غرض الراوي، من بيان حكم، أو إثبات أمر، أو غير ذلك، سواء وقع التقطيع في ألفاظ الحديث و متنه أو وقع في نقل مضمونه، و لا ريب أنّ ذلك ربّما يؤثّر في دلالة الكلام على مدلوله الواقعي أو بعض مداليله، فلعلّ التقطيع لا يضرّ باستفادة ما أراد المقطّع من الكلام، و لكن يضرّ باستفادة السائرين أو سائر ما يستفاد من الكلام من امور كان دالّا عليها لو لا التقطيع.
السادس: كلّ ذلك يكون و ليس لأحد عمد في إيقاع الاختلاف و الاشتباه، و قد يتحقّق بالعمد، و سوء النيّة، و الأغراض الفاسدة سيّما السياسيّة منها، و هذا تارة يتحقّق بوضع الحديث رأسا، و تارة بزيادة أمر فيه، أو إسقاط جملة منه، ممّا- ربّما- يعرفه الخبير بالأحاديث و الأسناد.
السابع: ممّا يؤثّر في وقوع الاختلاف في الأحاديث جهة الصدور، فإنّ الأصل في المحاورات أن يكون جهة صدور الكلام عن المتكلّم بيان مفاده العرفي و الظاهري، و إذا كان جهة صدور الكلام فيه أمرا آخر، مثل: المزاح، أو الحذر من الضرر و وقوع الفتنة، أو التقيّة، فينفي مثلا أمرا أثبته جدّا في كلامه الآخر، و يقول: إذا كان في مقام التقيّة مثلا: (لا) في مقام (نعم)، فيقع التعارض بين الكلامين، و لا يدري من ليس عارفا بالحال، و لا معرفة له بمقاصد المتكلّم و آرائه الظاهرة أن أيّهما المراد، فيحكم بالتعارض.
ثمّ إنّه بعد ما عرف أنّ الاختلاف إنّما يقع بسبب من الأسباب المذكورة، ففي كلّ مورد تحقّق التعارض بين الخبرين بالتباين لا بدّ من العمل بالقواعد المذكورة في باب التعادل و الترجيح، من ملاحظة المرجّحات السنديّة، ثمّ الجهتيّة، ثمّ الدلاليّة، مثلا: يؤخذ برواية كان راويها ضابطا حافظا، أو أضبط و أحفظ دون غيرها، أو رواية لا يمكن حملها على صدورها لغير جهة بيان الواقع دون ما يجوز ذلك فيه، و يمكن حمل صدورها بملاحظة بعض الشواهد و القرائن على التقيّة أو جهة اخرى، أو يؤخذ بالرواية المنقولة بألفاظها، أو ما لم يقع فيه التقطيع
ص: 146
على المنقول بالمضمون، أو ما وقع فيه التقطيع، و كذا يؤخذ بما هو موافق لعموم الكتاب أو إطلاقه، دون المخالف لواحد منهما(1).
و إن كان الخبران من جميع ما ذكر في باب المرجّحات، خارجيّة كانت أم داخليّة، متساويين متكافئين، فلا ترجيح لأحدهما على الآخر، فيتساقطان و لا يحتجّ بواحد منهما.
و لا يخفى عليك أنّ ما ذكرناه من إعمال المرجّحات، و الأخذ بما فيه جهة من جهات الترجيحات العرفيّة أو الشرعيّة- كما صرّحنا به- لا يجري إلّا في الأخبار المأثورة في فروع الدين، و ما يراد منه العمل دون الاعتقاد، و أمّا ما يطلب فيه الاعتقاد فلا يحتجّ فيه بخبر الواحد السليم عن المعارض، فضلا عن غيره، إلّا إذا كان مقطوع الصدور و الدلالة، كالخبر المتواتر المقطوع صدوره.
فعلى هذا لا يحتجّ بخبر الواحد المظنون صدوره في تفاصيل علائم المهدي عليه السلام، و أوصافه، و خصائصه، و غير ذلك من الامور الّتي المطلوب فيها هو الاعتقاد بها، سواء كان له معارض من سائر الأخبار أم لا.
إذا عرفت ما تلونا عليك فاعلم: أنّه ربّما يقال في الأخبار الواردة في مدّة ملكه و دولته عليه السلام: إنّها بما فيها من الاختلاف في تعيين تلك المدّة أكثرها لقلّة ما عيّن فيه من سنيها لا يناسب هذا الظهور المبشّر به على لسان الأنبياء، المفسّر به آيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ ...(2) و قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ...(3) و قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ...(4) و يقع (أي الظهور) بعد وقوع البشريّة طول تاريخ مجتمعها و مدنيّتها تحت سلطان ظلم الظالمين، و أنواع الاضطهاد، و ليس هذا إلّا مثل أن يبشّر مسجون حكم عليه بالسجن الدائم، و مات أبوه و أجداده قبله في السجن: إنّك ستخلص من السجن في آخر ساعة أو يوم
ص: 147
من حياتك، فمستقبلك يكون بذلك مستقبل خير و أمن و عدل. أ ليس له أن يقول: ما قيمة هذا في جنب هذا السجن الطويل الّذي فقدت فيه أبي و جدّي و ...، و رأيت فيه أنواع المحن و الفتن.
اذن فيقال: ما قيمة سبع سنين، أو تسع، أو تسع عشرة و أشهر، أو عشرين، أو ثلاثين، أو أربعين، في حساب مكث البشريّة طوال تاريخها الطويل في الشدائد و المحن و الظلم و الجور.
و الجواب عن ذلك: أنّه قد ظهر لك أنّه لا اعتداد بأخبار الآحاد في مثل هذه الامور الّتي لا يأتي الاعتقاد بها منها، و حيث لم يصل إلينا خبر قطعي من الرسول الصادق المصدّق صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من أوصيائه و ورثة علمه بتعيين مدّة ملكه، فنترك الاحتمالات بحالها، فمنها: أنّها على ما في بعض الأخبار تبلغ ثلاثمائة و تسع سنين، و منها:
امتداد الزمان، فيكون يوم كشهر، و شهر كسنة، و لا بعد، فإنّه كما يوسع المكان و الفضاء، قال اللّه تعالى: وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ (1) يوسع اللّه تعالى الزمان، قال الشبلنجي: السنة من سنيه مقدار عشر سنين (2).
و قال البكري في الهدية: و الّذي يلوح للسرّ الممنوح أنّه يمتدّ الزمان، و يتّسع له الأوان (3).
و يؤيّد ما قالاه بعض الأخبار. و منها: أنّها يمتدّ نظامها بامتداد الرجعة على بعض التفاصيل المذكورة في الأخبار، و منها غير ذلك.
فإن قلت: قد علم ذلك ممّا ذكرت، و لكن لنا ردّ هذه الأخبار الواردة في مدّة ملكه، سيّما ما حدّدتها بمدّة قصيرة، مثل: الخمس، و السبع، و التسع، و نحو ذلك بالبيان السابق.قلت: أوّلا: يمكن حمل المدّة المعلومة في هذه الأخبار على الرمز، بشهادة خبر «عقد الدرر»(4)
عن أمير المؤمنين عليه السلام، و خبر «الإرشاد»(5) عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و بعد هذا الاحتمال لا يجوز ردّه.
و ثانيا: نقول: لم لا يجوز أن تكون مدّة حكمه عليه السلام في كمال استيلائه و سلطنته على الشرق و الغرب، و امتلاء الأرض بالعدل و القسط، عوضا عن المدّة الّتي تمتلئ الأرض من الظلم و الجور، و خفاء الحقّ حتّى لا يقول أحد: اللّه، إلّا متخفّيا؟
ص: 148
و أمّا الجور الّذي لا يعمّ البسيطة، و الباطل الّذي يعرض الحقّ قباله فهو أمر يقتضيه طبع هذا العالم المادي، و لا يزول إلّا في مدّة غلبة حكمه على جميع الأرض.
و لا نقول هذا إلّا على سبيل إبداء الاحتمال، و بيان عدم جواز ردّ هذه الأخبار و الحكم عليه بالبطلان كلا أم بعضا. و نسأل اللّه الهداية و الأمن من الزلّة و الضلالة.
هذا و اعلم أنّ العلامة المجلسي- قدّس سرّه- قال في مقام الجمع بين هذه الأخبار المختلفة في أيّام ملكه عليه السلام: بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، و بعضها على زمان استقرار دولته، و بعضها على حساب ما عندنا من السنين و الشهور، و بعضها على سنيه و شهوره الطويلة، و اللّه يعلم (1).
و قال الشريف البرزنجي: وردت في مدّة ملك المهدي روايات مختلفة، ففي بعض الروايات: يملك خمسا أو سبعا أو تسعا بالترديد، و في بعضها: سبعا، و في بعضها: تسعا، و في بعضها: إن قلّ فخمسا و إن كثر فتسعا، و في بعضها: تسع عشرة سنة و أشهرا، و في بعضها:
عشرين، و بعضها: أربعة و عشرين، و بعضها: ثلاثين، و بعضها: أربعين منها تسع سنين يهادن فيها الروم.
قال ابن حجر في «القول المختصر»: و يمكن الجمع على تقدير صحّة الكلّ بأنّ ملكه متفاوت الظهور و القوّة، فيحمل الأكثر على أنّه باعتبار جمع مدّة الملك، و الأقلّ على غاية الظّهور و الأوسط على الوسط، انتهى.
قلت: و يدلّ على ما قاله وجوه:الأوّل: أنّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بشّر امّته و خصوصا أهل بيته ببشارات، و أنّ اللّه يعوّضهم عن الظلم و الجور قسطا و عدلا، و اللائق بكرم اللّه أن تكون مدّة العدل قدر ما ينسون فيه الظلم و الفتن، و السبع و التسع أقلّ من ذلك.
الثاني: أنّه يفتح الدنيا كلّها كما فتحها ذو القرنين و سليمان، و يدخل جميع الآفاق كما في بعض الروايات، و يبني المساجد في سائر البلدان و يحلّي بيت المقدس، و لا شكّ أنّ مدّة التسع فما دونها لا يمكن أن يساح (2) فيها ربع أو خمس المعمورة سياحة، فضلا عن الجهاد و تجهيز العساكر و ترتيب الجيوش و بناء المساجد و غير ذلك.
الثالث: أنّه ورد أنّ الأعمار تطول في زمنه كما مرّ في سيرته، و طولها فيه مستلزم لطوله، و إلّا لا يكون طولها في زمنه، و التسع و ما دونه ليست من الطول في شي ء.
ص: 149
الرابع: أنّه يهادن الروم تسع سنين. الخ (1) و نحوه قاله السفاريني (2)، و الصبّان (3)،
و شارح القطر الشهدي (4)، و غيرهم.
أقول: يؤيّد ما قاله البرزنجي من أنّ الأعمار تطول الخبر الّذي رواه المفيد في «الإرشاد»، و الشيخ في «الغيبة» عن المفضّل بن عمر و إن كان لا يخلو من الغرابة، ففيه: روى المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها، و استغنى العباد عن ضوء الشمس، و ذهبت الظلمة، و يعمر الرجل في ملكه ...
الحديث (5).
و لا يخفى عليك أنّا ذكرنا ما ذكرنا عن العلامة المجلسي- قدّس سرّه- و البرزنجي و غيرهما استطرادا، و إلّا فالتحقيق المعتمد عليه في هذا الموضوع ما ذكرناه، و اللّه تعالى أعلم.
اعلم أنّ الأخبار المخرّجة في جوامع حديث العامّة و صحاحهم و مسانيدهم في الدجّال كثيرة جدّا، أخرجوها عن أكثر من أربعين صحابيّا و صحابيّة، مثل: أبي سعيد، و جابر بن عبد اللّه، و ابن عمرو، و أبي بكر، و حذيفة، و ابن مسعود، و عبد اللّه بن مغنم، و معاذ بن جبل، و اسامة، و سمرة بن جندب، و أبي بكرة، و أبي امامة، و النوّاس بن سمعان، و ابيّ بن كعب، و أبي عبيدة، و سلمة بن الأكوع، و عمرو بن عوف، و عبد اللّه بن بشير، و فاطمة بنت قيس، و أبي هريرة، و عبادة بن الصامت، و عمران بن حصين، و المغيرة بن شعبة، و عائشة، و ابن عبّاس، و سعدة، و أبي الدرداء، و أمّ سلمة، و أسماء بنت يزيد، و هشام بن عامر، و مجمع بن جارية، و غيرهم و قد ادّعوا تواترها، و قال بعضهم: إنّ أخباره تحتمل مجلّدا، كما أفردها بالتأليف غير واحد منهم؛ كأبي عمرو الداني.
ص: 150
و الظاهر من أرباب الجوامع و أئمّتهم في الحديث الاعتماد على هذه الأخبار، و الاحتجاج بها، و شدّة الإنكار على من ينكرها، مع ما في إسناد أكثرها من العلل، و الذي ينبغي أن يقال: إنّ هذه الأخبار من حيث المتن على طائفتين:
، و يؤيّد بعضه بعضا، فشأن هذه الطائفة و شأن سائر أخبار الملاحم سواء، فإن ثبت الإخبار بها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يجب قبولها و الإيمان بها، كرواية خروج شخص في آخر الزمان لقّب في لسان هذه الأخبار بالدجّال، يدّعي الالوهيّة، و يدعو الناس إلى نفسه، و يصدر منه بعض التمويهات، و تغطية الباطل بالحقّ، يهلك بإضلاله جماعات من الناس، يؤمنون به طمعا أو خوفا، أكثر أتباعه العثمانيّون و اليهود و النساء ....
و هذه مثل: رواية الفتن و المسند و غيرهما عن هشام بن عامر، و حديث مسلم عن أمّ شريك، و حديث أبي داود عن عمران بن حصين فيمن سمع بالدجّال، و حديث مسلم عن المغيرة: هو أهون على اللّه من ذلك (يعني: من أن يكون معه جبال من خبز و لحم، و نهر من ماء)، و حديث أنس و أبي هريرة و عائشة و ابن عبّاس و سعد و عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه و غيره: اللّهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب جهنّم ... و من فتنة المسيح الدجّال، و حديث أبي داود عن أبي الدرداء: من حفظ عشر آيات...، و حديث مسلم عن نافع بن عيينة: تغزون جزيرة العرب ... ثمّ يغزون الدجّال فيفتحه اللّه تعالى، و حديث أحمد عن معاذ بن جبل: ...
عمران بيت المقدس و خراب يثرب و الملحمة و فتح القسطنطينيّة و خروج الدجّال في سبعة أشهر، و حديث مسلم عن حذيفة، و الفتن عن حذيفة بن اليمان، و حديثه الآخر عن أنس، و حديث ميزان الاعتدال عن زيد بن وهب عن حذيفة، و حديث المسند عن أبي وائل عن حذيفة، و حديث المسند عن أبي ذر، و حديث أبي ظبيان عن عليّ عليه السلام، و خبر أحمد عنه عليه السلام: غير ذلك أخوف لي عليكم، و خبر أحمد عن جابر الّذي فيه: و أكثر من يخرج إليه من النساء و فيه: و يكون معه سبعون ألفا من اليهود، و خبر أحمد عن هشام بن عامر: أنّ رأس الدجّال من ورائه حبك حبك فمن قال: أنت ربّي افتتن، و من قال: كذبت ربّي اللّه عليه توكّلت فلا يضرّ، أو قال: فلا فتنة عليه، و خبره عن ابن عمر فيه:
ص: 151
أكثر من يخرج إليه النساء، و خبره عن عثمان بن أبي العاص فيه: أكثر من معه اليهود و النساء(1)،
و في هذا الخبر إشارة إلى ظهور المهدي عليه السلام إذ فيه: فبينما هم كذلك (أي المسلمون في المجاعة الشديدة و غيرها) إذ نادى مناد من السحر: يا أيّها الناس أتاكم الغوث (ثلاثا).
و هناك من الأحاديث أكثر ممّا ذكرناه، فلا نطيل الكلام بنقل أكثر من ذلك.
و هذه الطائفة من حيث المضمون يكون احتمال وقوع مضمونها مقبولا لا يرى في وقوعه مانع من العقل أو الشرع، و لا يجوز ردّ احتمال وقوعه بمجرّد الاستبعاد و الاستغراب بعد ما جاء أغرب منه في الملاحم الّتي اخبر عنها في الكتاب و السنّة الصحيحة.
نعم في إسناد كثير منها علل توجب ضعفها و تركها، و عدم الوثوق بصدورها و من حدّث بها، و مع ذلك لا يكون هذا مجوّزا لحمل هذه الأخبار على خلاف ظاهرها و الأخذ بها، بل يعامل معها بقاعدة الإمكان.
لا يقال: ربّما تكون هذه الأخبار العليلة من الكثرة بحيث توجب اليقين بالتواتر الإجمالي أو المعنوي، و بعبارة اخرى: توجب كثرتها اليقين بصدور بعضها و لو واحد منها، أو اليقين بصدور مضمون ما اتّفق عليه الكلّ الّذي نعبّر عنه بالتواتر المعنوي، فإنّه يقال: لا بأس بذلك، إلّا أنّ هذا أيضا لا يوجبحمل ما تواترت عليه الأخبار بالإجمال أو بالمعنى على خلاف الظاهر، و تأويله بمجرّد الاستغراب، و لا حمل سائر ما تضمّنته هذه الأخبار المحقّقة للتواتر على خلاف الظاهر، كما سيأتي بيان ذلك.
و أمّا الطائفة الثانية: و هي الّتي لا يصحّ حملها على ظاهرها عقلا أو شرعا، و يترك ظاهرها مطلقا و إن وجد فيها (و لا يوجد) ما لا بأس بسنده، فهي أيضا من طرق أهل السنّة كثيرة جدّا، فيها من الأعاجيب و الأقاصيص امور لا تقبلها النفوس السليمة، و العقول المستقيمة المؤمنة بالدعوة المحمّديّة البيضاء، و الرسالة الّتي هي أحكم الرسالات و أتمّها، المنزّهة عن المجون و الخرافات.
و هذه مثل: خبر الجساسة و الدجّال الّذي رووه عن فاطمة بنت قيس، و ما رووه في ابن صيّاد، و خبر مسلم عن جابر الذي فيه: أنّ له حمارا يركبه عرض ما بين اذنيه أربعون ذراعا، و أنّ معه جبالا من خبز، و أنّ معه نهرين، و خبره عن النوّاس بن سمعان، و خبره أيضا عن أبي الودّاك عن أبي سعيد، و خبر أحمد أيضا عن ابي الوداك عنه و خبر احمد عن أسماء بنت يزيد، و خبر ابن ماجة عن أبي امامة، و خبر أحمد عن سفينة، و خبر
ص: 152
الطبراني عن مجاهد عن ابن عمرو، و خبر أحمد عن الحسن البصري عن عائشة، و مرسل محسن البصري الّذي رواه الذهبي عنه، و خبر الطبراني عن سلمة بن الأكوع، و الخبر الّذي رواه ابن المنادى عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، و خبر حذيفة الّذي فيه: يخرج الدجّال عدوّ اللّه و معه جنود من اليهود و أصناف من الناس، و معه جنّته و ناره، و رجال يقتلهم ثمّ يحييهم، و معه جبل من ثريد، و نهر من ماء ...، و فيه:
يبعث اللّه إليه الشياطين من مشارق الأرض و مغاربها، فيقولون له:
استعن بنا على ما شئت، فيقول: نعم انطلقوا فأخبروا الناس أنّي ربّهم، و أنّي قد جئتهم بجنّتي و ناري، فتنطلق الشياطين فيدخل الرجل أكثر من مائة شيطان، فيتمثّلون له بصورة والده و إخوته و مواليه و رفيقه، فيقولون: يا فلان أ تعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم هذا أبي و هذه امّي و هذه اختي و هذا أخي، و فيه: تكذيب الرجل إيّاهم، فيقول الرجل:
كذبتم ما أنتم إلّا شياطين و هو الكذّاب ...، و خبر نعيم في الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه: بين اذني حمار الدجّال أربعون ذراعا، و خطوة حماره مسيرة ثلاثة أيّام، و أنّه يحبس الشمس حتّى يجعل اليومكالشهر(1)،
و خبر أبي هريرة: يخرج الدجّال على حمار أحمر ما بين اذنيه سبعون ذراعا(2)،
و غير هذه من الأخبار المعارضة للعقل أو الشرع التي يكذّبها مضمونها، الواردة من طرق أهل السنّة، و المخرّجة من جوامعهم المعتبرة، و أصحّ كتبهم في الحديث.
هذا و قد حكم أخيرا بعدم صحّة هذه الأخبار، و كونها مكذوبة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و استنكرها استنكارا شديدا بعد أن كان السلف من عظماء محدّثيهم و غيرهم معتمدين عليها، مصرّين بحفظها، كأنّ الإيمان بمضامينها من أركان الإسلام، جمع من كتّابهم في مصر و غيرها، فخرجوا على أسلافهم، و على صحاحهم و جوامعهم، و إليك بعض كلمات كاتب من هؤلاء:
قال في خبر الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه امور وقوعها يناقض حكمة اللّه تعالى و عدله: «كان الرسول عليه السلام يتكلّم بكلام لو أراد العادّ أن يعدّه لعدّه، و كان حديثه لباب الحكمة و مصاصها، فأين هنا القصص الخياليّ من ذلك النور المثاليّ؟ و أين التوجيه الرشيد و القول السديد من هذا الخلط المسرف على الحقّ؟ تنزّه الرسول صلوات اللّه عليه و سلامه عن أن يقول هذا القول أو بعضا منه. هذا من حيث المعنى، و أمّا من حيث المبنى فإنّ هذا الكلام بعيد عن بلاغة النبيّ بعد الظلام عن النور»(3).
ص: 153
و قال في خبر الداري من رؤية الجساسة و الدجّال الّذي رواه مسلم: «هذا الحديث عليه طابع الخيال، و سمة الوضع، الأمر الّذي يجعلنا ننفي صدوره عن الرسول عليه [و آله] السلام الّذي لا يقول إلّا الحقّ، و لا ينطق عن الهوى ...»(1).
و قال أيضا في هذا الحديث الّذي رواه أحمد و غيره أيضا: «الغرابة بكلّ غيومها تحيط بهذا الحديث الّذي يرفض القلب و العقل معا التصديق بصدوره عن الرسول العظيم صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم»(2).
و قال في خبر أحمد و غيره عن ابن صيّاد: «أين العهد لهذا الدجّال المدّعي للنبوّة و الرسالة في مواجهة خاتم الأنبياء و المرسلين عليه و عليهم أزكى صلوات اللّه، إنّ هذا المقطع من الحديث يقطعلأوّل وهلة بعدم صحّته، و كيف يمكن التسليم بصحّة هذه القصّة مع أنّ مضامينها و خطواتها تنفي بنفسها حتّى وقوعها؟»(3).
و قال فيه أيضا: «كيف يشفق الرسول من طفل معجون بالأكاذيب على افتراض أنّه وجد حقيقة؟» و قال: «هل الطفل مكلّف؟ و هل يبلغ اهتمام الرسول بهذا المزعوم أن يقف إليه و يسأله هذا السؤال؟ و هل من المعقول أن ينتظر حتّى يتلقّى جوابه؟ و هل من المقبول أن يسمح له بهذا الجواب الكافر المدّعي للنبوّة و الرسالة؟ و هل يبعث اللّه أطفالا؟ أسئلة نسوقها إلى اولئك الّذين يشلّون عقولهم عن التفكير السديد الرشيد (يعني: نقلة هذه الأخبار من أرباب الصحاح و الجوامع إلى التابعين و الصحابة)، لينفضوا عنها غبارا يغطّي عنها كثيرا من الحقائق الّتي قد لا تكون من الدقائق. إنّ ابن صيّاد خرافة جازت على بعض العقول، فعاشت قصّتها في بعض الكتب منسوبة إلى الرسول صلوات اللّه عليه الّذي لا يصدر عنه من القول و الفعل إلّا ما هو لباب الحقّ و مصاصه ...»(4).
و قال في خبر أحمد عن جابر في قوله: و له حمار ...: «هذا الكلام لا يقوله رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و ليس للمسلمين أن يصدّقوا صحّة نسبته إليه ...»(5).
ص: 154
و قال مستنكرا على عبد الرحمن المحاربي الّذي قال في خبر ابن ماجة عن أبي امامة: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدّب حتّى يعلّمه الصبيان في الكتّاب: «كيف يعلّم صبيان المسلمين مثل هذا القول الّذي لا يمكن تصديقه، و هو منسوب زورا إلى الرسول عليه السلام؟»(1).
هذا و لا يخفى عليك أنّ ما ذكره في ردّ هذه الطائفة من الأخبار، و تخطئة مخرّجيها المعتمدين عليها، و المؤمنين بما فيها، صحيح لا خفاء فيه، لتضمّنها امورا يستحيل وقوع بعضها، أو يكون مخالفا للأغراض المنطقيّة للنبوّات و حكمة اللّه تعالى في إرسال الرسل و إنزال الكتب و هداية الخلق و امتحانهم، و منافيا للطفه بعباده، حتّى لا يكون للناس عليه حجّة و يهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيّ عن بيّنة.
مضافا إلى ذلك يجب ترك هذه الأخبار و إن كانت مخرّجة في أصحّ كتبهم و أشهرها؛ كالبخاري و مسلم و المسند، بضعف إسناد جلّها لو لا الكلّ عندنا، و أمثال هذه الروايات ممّا يردّه العقل في صحاحهم و مسانيدهم و غيرها كثيرة جدّا، ينفى صدورها عن الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آلهو سلّم الّذي أرسله اللّه تعالى بالدين الواضح، و الطريق اللائح، الدين الحنيف الّذي وصفه اللّه سبحانه فقال: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها(2)، و قال: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي (3).
و ينبغي هنا بيان تنبيهات:
الأوّل: الظاهر أنّه- كما أشرنا إليه- قد اتّفق كلمات السلف من العامّة إلّا الشاذّ منهم على أنّ الدجّال شخص بعينه، يخرج في آخر الزمان.
قال الكرماني (شارح صحيح البخاري): «هو شخص بعينه، ابتلى اللّه به عباده، و أقدره على أشياء من مقدورات اللّه تعالى، من إحياء الميّت، و اتّباع كنوز الأرض، و إمطار السماء، و إنبات الأرض بأمره، ثمّ يعجزه تعالى بعد ذلك فلا يقدر على شي ء منها، و هو يكون مدّعيا للإلهيّة، و هو في نفس دعواه مكذّب بصورة دعواه و حاله، بانتقاصه بالعور و عجزه عن إزالته عن نفسه، و عن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه.
ص: 155
فإن قلت: إظهار المعجز على يد الكذّاب ليس بممكن.
قلت: إنّه يدّعي الإلهيّة، و استحالته ظاهر، فلا محذور فيه، بخلاف مدّعي النبوّة فإنّها ممكنة، فلو أتى الكاذب فيها بمعجزة لالتبس النبيّ بالمتنبّئ.
فإن قلت: ما فائدة تمكينه من هذه الخوارق؟ قلت: امتحان العباد»(1).
و قال ابن الأثير في النهاية: «قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث، و هو الّذي يظهر في آخر الزمان، يدّعي الالوهيّة، و فعّال من أبنية المبالغة، أي يكثر منه الكذب و التلبيس»(2).
و في لسان العرب: «و الداجل المموّه الكذّاب، و به سمّي الدجّال، و الدجّال: هو المسيح الكذّاب، و إنّما دجله لسحره و كذبه. ابن سيدة:المسيح الدجّال رجل من يهود، يخرج في آخر هذه الامّة، سمّي بذلك لأنّه يدجل الحقّ بالباطل، و قيل: بل لأنّه يغطّي الأرض بكثرة جموعه، و قيل: لأنّه يغطّي على الناس بكفره، و قيل: لأنّه يدّعي الربوبيّة، سمّي بذلك لكذبه، و كلّ هذه المعاني متقارب، قال ابن خالويه: ليس أحد فسّر الدجّال أحسن من تفسير أبي عمرو، قال: الدجّال المموّه، يقال:
دجلت السيف موّهته و طليته بماء الذهب، ... إلى أن قال: و قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث، و هو الّذي يظهر في آخر الزمان يدّعي الإلهيّة، و فعّال من أبنية المبالغة، أي يكثر من الكذب و التلبيس. الأزهري: كلّ كذّاب فهو دجّال، و جمعه دجّالون، و قيل: سمّي بذلك لأنّه يستر الحقّ بكذبه»(3).
و قال النووي في شرح مسلم (باب ذكر الدجّال): هذه الأحاديث الّتي ذكرها مسلم و غيره في قصّة الدجّال حجّة لمذهب أهل الحقّ في صحّة وجوده، و أنّه شخص بعينه، ابتلى اللّه به عباده، و أقدره على أشياء من مقدورات اللّه تعالى، من إحياء الميّت الّذي يقتله، و من ظهور زهرة الدنيا و الخصب معه، و جنّته، و ناره، و نهريه و اتّباع كنوز الأرض له، و أمره السماء أن تمطر فتمطر، و الأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كلّ ذلك بقدرة اللّه تعالى و مشيئته، ثمّ يعجزه اللّه بعد ذلك، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل و لا غيره، و يبطل أمره، و يقتله عيسى بن مريم عليه السلام، و يثبّت اللّه الّذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنّة، و جميع المحدّثين و الفقهاء و النظّار، خلافا لمن أنكره و أبطل أمره من الخوارج و الجهميّة و بعض المعتزلة، و خلافا للبخاري المعتزلي و موافقيه من الجهميّة و غيرهم، في أنّه صحيح الوجود، و لكن الّذي يدّعي مخارف و خيالات لا حقائق لها، و زعموا أنّه: لو كان حقّا لم
ص: 156
يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات اللّه عليهم، و هذا غلط من جميعهم؛ لأنّه لم يدّع النبوّة، فيكون ما معه كالتصديق له، و إنّما يدّعي الالوهيّة، و هو في نفس دعواه مكذّب لها بصورة حاله، و وجود دلائل الحدوث فيه، و نقص صورته، و عجزه عن إزالة العور الّذي في عينيه، و من إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه، و لهذه الدلائل و غيرها لا يغترّ به إلّا رعاع من الناس تقيّة و خوفا من أذاه، أو رغبة في سدّ الزمن؛ لأنّ فتنته عظيمة جدّا، تدهش العقول، و تحيّر الألباب، مع سرعة مروره في الأمر، فلا يمكث بحيث يتأمّل الضعفاء حاله، و دلائل الحدوث فيه و النقص، فيصدّقه من صدّقه في هذه الحالة، و لهذا حذّرت الأنبياء صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين من فتنته، و نبّهوا على نقصه و دلائل إبطاله، و أمّا أهل التوفيق فلا يغترّون به، و لا يخدعون لما معه، لما ذكرناه من الدلائلالمكذّبة له، مع ما سبق لهم من العلم بحاله، و لهذا يقول الّذي يقتله ثمّ يحييه: ما ازددت فيك إلّا بصيرة. قال النووي: هذا آخر كلام القاضي (1).
و قال ابن حجر: و قال الخطابي: فإن قيل: كيف يجوز أن يجري اللّه الآية على يد الكافر، فإنّ إحياء الموتى آية عظيمة من آيات الأنبياء، فكيف ينالها الدجّال و هو كذّاب مفتر يدّعي الربوبيّة؟!
فالجواب: أنّه على سبيل الفتنة للعباد، إذ كان عندهم ما يدلّ على أنّه مبطل غير محقّ في دعواه، و هو أنّه أعور، مكتوب على جبهته:
كافر، يقرأه كلّ مسلم، فدعواه داحضة مع و سم الكفر، و نقص الذات و القدر، إذ لو كان إلها لأزال ذلك من وجهه، و آيات الأنبياء سالمة من المعارضة فلا يشتبهان.
ثمّ قال ابن حجر بعد كلام الطّبري: و في الدجّال- مع ذلك- دلالة بيّنة- لمن عقل- على كذبه؛ لأنّه ذو أجزاء مؤلّفة، و تأثير الصنعة فيه ظاهر مع ظهور الآفة به من عور عينيه، فإذا دعا الناس إلى أنّه ربّهم فأسوأ حال من يراه من ذوي العقول أن يعلم أنّه لم يكن ليسوّي خلق غيره و يعدّله و يحسّنه، و لا يدفع النقص عن نفسه، فأقلّ ما يجب أن يقول: يا من يزعم أنّه خالق السماء و الأرض! صوّر نفسك و عدّلها، و أزل عنها العاهة، فإن زعمت أنّ الربّ لا يحدث في نفسه شيئا فأزل ما هو مكتوب بين عينيك.
ثمّ قال ابن حجر: و قال القاضي عياض: في هذه الأحاديث حجّة لأهل السنّة في صحّة وجود الدجّال، و أنّه شخص معيّن يبتلي اللّه به العباد، و يقدره على أشياء؛ كإحياء الميّت الّذي يقتله، و ظهور الخصب و الأنهار، و الجنّة و النار، و اتّباع كنوز الأرض له، و أمره السماء فتمطر، و الأرض فتنبت، و كلّ ذلك بمشيئة اللّه تعالى، ثمّ يعجزه اللّه فلا يقدر على قتل ذلك الرجل و لا غيره ...(2).
ص: 157
و قال ابن كثير: استدلّ بعضهم على أنّ الخارق قد يكون على يد غير الولي، بل قد يكون على يد الفاجر و الكافر أيضا، بما ثبت عن ابن صيّاد أنّه قال: هو الدّخ حين خبأ له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ، و بما كان يصدر عنه أنّه كان يملأ الطريق اذا غضب حتّى ضربه عبد اللّه بن عمر، و بما ثبتت به الأحاديث عن الدجّال بما يكون على يديه من الخوارق الكثيرة، من أنّه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، و الأرض أن تنبت فتنبت، و تتّبعه كنوز الأرض مثل اليعاسيب، و أن يقتل ذلك الشابّ ثمّ يحييه، إلى غير ذلك من الامور المهوّلة. و قد قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: كان الليث بن سعد يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، و يطير في الهواء، فلا تغترّوا به حتّى تعرضوا أمره على الكتاب و السنّة، فقال الشافعي: قصّر الليث رحمهاللّه، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، و يطير في الهواء، فلا تغترّوا به حتّى تعرضوا أمره على الكتاب و السنّة(1).
هذه كلمات بعض أكابر محدّثي أهل السنّة، و يظهر منها إجماعهم على خروج الدجّال في آخر الزمان، و فتنة الناس به، و أنّه شخص بعينه، بل يظهر منها اتّفاقهم على وقوع جميع التفاصيل المذكورة في أخبارهم، و قد عرفت ممّا سبق أنّ ما يصحّ دعوى تواتر الأحاديث فيه، هو: خروج شخص ملقّب بالدجّال في آخر الزمان، يكثر منه الكذب و التلبيس، و تغطية الحقّ بالباطل، و الإفساد في الأرض.
و أمّا التفاصيل المذكورة في هذه الأحاديث، سيّما الطائفة الثانية منها، فلا تبلغ حدّ التواتر؛ لتفرّد رواتها بها، فحكمها حكم أخبار الآحاد، فإنّها لا توجب علما و اعتقادا بمضمونها؛ لكونها غير قطعيّ الصدور و الدلالة، و لا عملا؛ لعدم ارتباطها بالفروع و الأحكام العمليّة، و النظامات العباديّة و المدنيّة، حتّى تجب العمل بها، و الاحتجاج بها في الفقه، و إن لم يحصل العلم بصدورها أو بدلالتها كما هو مبيّن في اصول الفقه، و دعوى القطع بصدور كلّ واحد من هذه الروايات عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ لأنّها مخرّجة في السنن أو الصحيحين أو نحو ذلك مجازفة جدّا، لا تصدر إلّا من البسطاء و سواذج الناس الّذين لا تبيّن لهم في الأخبار، و لا تحقيق لهم في مضامينها، و لا معرفة لهم بحالات الصحابة و الرواة، و إلّا فكيف يقتنع من كان من أهل التفكير و التعقّل و التحقيق جواز وقوع امور لا يجوّزها العقل، و تنافي ما استقرّت عليه حكمة النبوّات و رسالات السماء، و امتحان اللّه تعالى لعباده جيلا بعد جيل.
ص: 158
و ما تكلّفوا في الجواب عن ذلك- بأنّه إذا كان فيه ما يكذّب دعواه، و أنّه مبطل غير محقّ، و أنّه عاجز لا يقدر على رفع النقص عن نفسه، و محو كتابة الكفر عن جبهته، فإظهار الخارق على يديه لامتحان العباد جائز لا يخالف حكمة اللّه تعالى و لطفه- غير سديد؛ لأنّه لا وجه لهذا الامتحان الشديد الّذي لا مثيل له في ما امتحن اللّه به عباده، و هل هذا إلّا إعانة المضلّ على إضلاله؟
و إن كنت في ريب من ذلك فتدبّر في قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ(1)، فترى في هذه القصّة أنّ إبراهيم و هو رسول اللّه لهداية عباده لم يحتجّ على منحاجّه، بأنّك ذو أجزاء و أعضاء، و جسمك يكذّب دعوى ألوهيّتك، و أنّك لم تحي الموتى بإخراجك شخصين من السجن، و أمرك بقتل أحدهما و إطلاق الآخر، بل غيّر احتجاجه فقال: فَإِنَّ اللَّهَ ... و هذه سنّة رسالات السماء في هداية الناس، فلمّا رأى إبراهيم أنّ الّذي حاجّه عارضه احتجاجه الأوّل بشبهة ربّما تقع في نفوس بعض الضعفاء غيّر احتجاجه.
و أين هذا من إعطاء اللّه مدّعي الالوهيّة- الدجّال- هذه الخوارق العظيمة المدهشة، فهل تجوّز على حكمة اللّه تعالى إقدار الّذي حاجّ إبراهيم بإحياء الموتى و إتيان الشمس من المغرب، أو تستوحش من ذلك و تقول: لا يمكن ذلك، و لا يجوز في حكمة اللّه تعالى إقدار المدّعي للالوهيّة على الخارق و إن كان هنا على بطلان دعواه ألف دليل؟
إذن فكيف يجوز صدور مثل ذلك منه تعالى للدجّال حتّى إنّه يحبس الشمس فيجعل اليوم كالشهر؟!
هذا و قد عرفت أنّ الشواهد على عدم صحّة هذه الأخبار ليست منحصرة بعدم جواز إقدار اللّه تعالى الكافر على الخارق حتّى يفصّل بين مدّعي الالوهيّة و النبوّة.
و أمّا كلام الليث بن سعد و الشافعي فليس فيه ما يدلّ على أنّ اللّه تعالى يظهر الخارق بيد الكاذب و الفاجر و الكافر، بل يمكن أن يكون مرادهما التأكيد على أنّ المعتبر في معرفة حال كلّ شخص عرض ما هو عليه من الاعتقاد على الكتاب و السنّة، سيّما إذا كان ذا طريقة خاصّة متفرّدا ببعض الأعمال و الآراء مثل: الصوفيّة، و المتّسمين بالعرفاء، و الفلاسفة، و غيرهم من الذين يسلكون في المعارف الإلهيّة و الأخلاق و الرياضات و الدعاء و الأوراد و الأذكار مسالك ربّما لا تنطبق على الشرع أو لم تؤخذ من الشرع، و لهم اصطلاحات غير اصطلاحات أهل الشرع المذكورة في الكتاب و السنة، فهم و ان بلغوا ما بلغوا اذا لم يتكلّموا بالاصطلاحات الشرعية و تكلّموا
ص: 159
بغيرها من الاصطلاحات المختصة يجب ان يعرض ما هم عليه على الكتاب و السنة و لا يجوز تفسير الشرع بهذه الاصطلاحات كما بنى على ذلك أمره بعض الفلاسفة العرفاء، فلا يقبل من أحد فيما يتعلق بالشرع إلّا ما كان مأخوذا من الشرع و مفهوما منه عند من لا يعرف هذه الاصطلاحات، فاللازم عرض هذه الاصطلاحات على الشرع لا عرض الشرع عليها و تفسيره بها، و الحاصل انّه لا يقبل من أحد أمر و لا يؤخذ بأي طريقة و مسلك اعتقادي أو عبادي إلّا إذا كان مستفادا من الشرع و من الكتاب و السنة و إلّا يجب تركه و الاعراض عنه و إن اتى صاحبه بألف خارق فلا يكون ما ينقل من المرتاضين و ارباب الرياضات الباطلة من صدور بعض الخوارق عنهم على فرض تسليم صحة نقل ذلك دليلا على صحة مذهبهم أو دعواهم بعد ما كان مذهبهم مخالفا للكتاب و السنّة و كذا غيرهم من العرفاء الصوفية المنتحلين الى الاسلام، و اياك أن تغترّ باصطلاحاتهم و بعض حالاتهم الذوقية و الشوقية أو بعباداتهمو قيامهم بالليل و مداومتهم بالأذكار و صدور الخارق منهم و عليك بعرض أمرهم و آرائهم على الكتاب و السنّة.
فهؤلاء الذين يدّعون لأنفسهم القطبية و المرشدية و الشؤون الّتي يعتقدها أهل السلاسل الكثيرة من الصوفية و العرفاء كل سلسلة لقطبهم و لمرشدهم و ان ادّعوا لهم بعض الخوارق يعرض أمرهم على الكتاب و السنّة الثابتة الصحيحة التي دلت على ان هذه السلاسل و المسالك ليست من الاسلام و اربابهما ضالون مضلون.
لا يجوز حمل ألفاظ الحديث على خلاف ما يدلّ عليه ظاهره، و تأويله بمجرّد غرابة مضمونه إذا لم يكن هناك دافع عقلي أو شرعيّ منه.
فإذا كان الخبر متواترا يحصل الاطمئنان و الاعتقاد بمضمونه، و في أخبار الآحاد إذا لم يكن الخبر في الفروع و الأحكام و لم يكن محفوفا بالقرائن الّتي توجب العلم بصدوره لا يحصل الإيمان بمضمونه؛ لأنّ الخبر إذا كان غير قطعي الصدور لا يتأتّى منه الإيمان و الاعتقاد، لاحتمال عدم صدوره، أو وقوع اشتباه في نقل متنه.
و أمّا حمله على خلاف ظاهره، فإن كان على سبيل الجزم فهو قول بغير علم، و إن كان على سبيل الاحتمال فلا اعتناء به قبال ظهوره في معناه الّذي لو كان الخبر مقطوع الصدور يوجب الإيمان و الاعتقاد به، و لا يترتّب على إبداء هذا الاحتمال فائدة إذا.
فلا فائدة في التكلّف بحمل أخبار الآحاد الدالّة على تفصيلات أمر الدجّال على خلاف ظاهره، بعد العلم بأنّها لا توجب العلم و العقيدة و لا العمل، مثل حمل ما فيه أنّه مكتوب بين عينيه أنّه كافر بأنّ الكتابة هنا ليس
ص: 160
على الحقيقة، بل كناية عن الأمارات الدالّة على صاحبها، و القراءة معناها أن تلهم النفس المؤمنة بإشراقها ما يبصرها الحقيقة دون امتراء، حتّى لكأنّ الدجّال صفحة مكتوبة بيّنة الكلمات لا يخفى فهمها على أحد، انتهى (1).
أقول: هذا لعب بالحديث و استخفاف به، و ليت شعري من أين و بأيّ قرينة علم أنّ الكتابة هنا ليس على الحقيقة بل هي الكناية عمّا ذكره؟و ما هو الشاهد على ترجيح هذا على ما هو معنى اللفظ بحسب ظاهره العرفي؟ و لم لا يجوز أن يكون ذلك مكتوبا بين عينيه؟
فإن هو زعم أنّ غرابة المعنى قرينة على عدم إرادة المعنى الحقيقيّ ففي القرآن و السنّة الثابتة كثيرا ما يوجد أغرب من ذلك، فالأولى بل الواجب ترك التأويل و الحمل على خلاف الظاهر بمجرّد الغرابة، فإنّه خلاف التسليم و التصديق بما أخبر عنه الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الامور الغيبيّة، مثل معجزات الأنبياء الّتي يستغربها، بل يحكم بامتناع وقوعها أصحاب المادّة، المؤمنون بالعلل المادّيّة، مثل قلب العصا بالثعبان، و إبراء الأكمه و الأبرص، و غيرها من الخوارق الّتي لا يمكن أن يستند وقوعها إلى أي سبب مادّيّ.
إن قلت: ليس مثل هذا الحمل من التأويل بشي ء، بل هو استظهار المعنى المجازيّ من اللفظ بقرينة غرابة المعنى الحقيقيّ، و لا ريب أنّ ما ذكرنا أقرب المعاني المجازيّة إليه، فنأخذ بقاعدة: إذا تعذّرت الحقيقة فأقرب المجازات إليها يتعيّن.
قلت: لم تتعذّر الحقيقة هنا حتّى يكون أقرب المجازات هو المراد، و مجرّد غرابة المضمون- سيّما في مثل هذه الأخبار- ليست قرينة على إرادة المعنى المجازي، خصوصا مع عدم غرابتها من حيث النوع، فالآيات القرآنيّة و الأحاديث الغريبة في باب الملاحم، و أشراط الساعة، و مشاهد القيامة أكثر من أن تحصى، و القول بجواز تأويلها و حملها على غير معانيها الظاهرة فيها يجعل الدين معرضا للتحريف و التغيير.
و الّذي ينبغي أن يعامل مع هذه الأحاديث المتضمّنة لبعض التفاصيل بالنسبة إلى تفصيل لم يبلغ الأحاديث الواردة فيه حدّ التواتر أولا: النظر في سند الحديث، فإن كان فيه علّة توجب سقوطه عن درجة الاعتبار فلا اعتناء به، و إلّا فإن لم يكن محفوفا بما يوجب العلم بصدوره فشأنه شأن سائر أخبار الآحاد، لا يوجب العلم لعدم العلم بصدوره، و لا يوجب عملا لعدم تضمّنه حكما من الأحكام الشرعيّة حتّى تشمله أدلّة وجوب العمل بالخبر المبيّنة في اصول الفقه، و إن كان هنا قرائن تفيد العلم بصدوره لا يجوز إنكار مدلوله، و يجب قبوله و الإيمان و الإقرار به.
ص: 161
اعلم أنّ ما جاء في مؤلّفات أعلام الشيعة و جوامعهم في الحديث من طرقهم عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل أو الشرع، و شأنه و شأن أكثر أحاديث العامّة من الطائفة الاولى الّتي أشرنا إليها سواء.مضافا إلى أنّ أخبارنا في هذا الموضوع قليلة جدّا، لا تبلغ في الكثرة حدّ أخبارهم، و غاية ما يمكن إثباته بالروايات المخرّجة في جوامعنا بادّعاء التواتر الإجمالي أو المعنوي، أو بدعوى اتّفاق المحدّثين و غيرهم من العلماء على خروج الدجّال، و عدم نقل إنكاره من أحد من الشيعة و أئمّتهم عليهم السلام: أنّ الدجّال شخص يظهر في آخر الزمان قبيل ظهور المهدي عليه السلام، يدجل الحقّ بالباطل، يفتتن بكذبه و إغرائه و ستره الحقّ جماعة من الناس.
نعم يوجد في كتب الخاصّة أيضا نزر قليل من الأخبار المشابهة أو الموافقة، متنا أو مضمونا، مع الطائفة الثانية من أخبار العامّة، إلّا أنّها- سوى الخبر الّذي رواه الفضل بن شاذان، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام- غير مرويّة من طرقنا المنتهية إلى الأئمّة الطاهرين عليهم السلام، مخرّجة بأسانيد عامّيّة، و عن المجاهيل و الضعفاء، مثل الخبر الّذي أخرجه الصدوق في «كمال الدين»(1)
بسنده عن النزال بن سبرة عن أمير المؤمنين عليه السلام.
و قد ذكر بعض هذه الأحاديث في مؤلّفات الشيعة احتجاجا على العامّة، كما ترى- أيضا- في كمال الدين، فإنّه احتجّ عليهم بعد ما أخرج عنهم خبر نافع عن ابن عمر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و أمّا رواية المفضّل، فمع الغضّ عن اختلاف علماء الرجال فيه، و تضعيف بعضهم إيّاه، و أنّ مضمونها موافق لأخبار العامّة، لا يوافق اصول مذهبنا، لا يعتدّ بها، لعدم صحّة الاحتجاج بخبر الواحد في غير فروع الدين و الاحكام، فمقتضى عرضها على العقل و الشرع، نفيها أو ردّها إلى أهلها.
و الحاصل: لعلّك لا تجد في أحاديث الخاصّة المرويّة بطرقهم في الدجّال غير خبر المفضّل المرويّ من طرق الآحاد، ما يردّه ضرورة العقل أو الشرع، و هذه المزيّة لم تتحقّق لهم في هذا إلّا بفضل تمسّكهم بالثقلين؛ الكتاب و العترة، و أخذهم العلم عن أهل البيت عليهم السلام، و أمّا غيرهم فمضافا إلى أنّهم خالفوا وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلم يتمسّكوا بأهل البيت عليهم السلام، و تركوا الرجوع إليهم، و رجعوا إلى أمثال: أبي هريرة، و النصّاب، و الخوارج، و الطواغيت، و كعب الأحبار، أخرجوا في كثير من أبواب العلم، سيّما الإلهيّات و الاعتقاديّات، مثل: خبر ابن الصائد، و بنت قيس لكثيرا، فضلّوا و أضلّوا.
ص: 162
و ينبغي أن يعدّ هذا من الشواهد على أنّ ما لم يخرج من هذا البيت، و تفرّد بروايته غير أهل البيت لا يجوز الاعتماد عليه، كما قال مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «شرّقا و غرّبا لن تجدا علماصحيحا إلّا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت»(1)، و هذا الّذي نطق به الإمام هو المستفاد من حديث الثقلين الدالّ على عدم افتراق الكتاب و العترة، و عدم خلوّ الزمان من عالم من أهل البيت عليهم السلام، معصوم عن الخطأ.
لا يخفى عليك أنّ كثيرا من أصحاب النهضة الحديثة الّتي وقع أربابها تحت نفوذ المدنيّة الغربيّة برقائها الماديّ و الصناعي، سعوا في تطبيق الدعوة الإسلاميّة المؤسّسة على الإيمان باللّه و تأثير عالم الغيب في عالم الشهادة على المدنيّات الغربيّة الّتي تأسّست على قواعد ماديّة لم يؤمن مؤمنوها بما وراء المحسوسات و ما لا يدرك بحواسنا الماديّة، بتأويل الآيات و الأحاديث الّتي لا توافق مضامينها الأوضاع الماديّة و الظواهر الطبيعيّة، ففسّروها بما لا يقع مورد استنكار الناشئة الجديدة المؤمنين بالعلل و المعلولات الماديّة، الّذين لا يعرفون من عالم الغيب شيئا، و أصمّت المادّة أسماعهم، و أعمت أبصارهم، و قد كان عليهم أن يقتبسوا من كتاب اللّه تعالى، و يجعلوه أمامهم يهتدوا بهداه، حيث لم يعتن باستبعاد الكفّار و استغرابهم حشر الأجساد، فلم يتنازل عمّا جاء به، بل قرّره و أثبته و حقّقه، فقال عزّ من قائل، حكاية عن استنكارهم و استغرابهم:
وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً*(2) ثم ردّ عليهم بقوله تعالى: قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(3)، و قال تعالى شأنه: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (4).
فمن لم يؤمن باللّه و قدرته و بملائكته و قضائه و قدره، و أنّه ليس أمر ما في عالم المادّة إلّا و هو واقع تحت سيطرة عالم الغيب، و لا يجري إلّا بقضائه و قدره، يستغرب- لا محالة- الحقائق الغائبة عن حواسّه الماديّة من الوحي، و ما أخبر به الأنبياء ممّا لا يدرك بالحواس و معجزاتهم، فليس عنده تفسير لهذه الامور، بل ربّما يستهزئ بها و يرمي قائلها بالجنون.
ص: 163
أمّا المؤمن باللّه تعالى فيصدّق جميع ذلك و يدين به، و لا يجوز له أن يؤوّل هذه الحقائق الّتي لا طريق إلى معرفتها إلّا إخبار الصادق المصدّق، النبي و أوصيائه عليهم السلام حتّى لا يستنكرها و لايستهزئ بها من لا يؤمن برسالات السماء، فلا يجوز للمؤمن- مثلا- تفسير الوحي بالوحي النفسيّ، أو تأويل المعجزات الماديّة، مثل: قلب العصا بالثعبان، و إبراء الأكمه و الأبرص، و تكلّم الصبيّ في المهد و غيرها، و كذلك وجود الملائكة و الجنّ، و هذا باب لو قيل بجوازه في النبوّات يجعل جميعها في معرض التأويل و التغيير من كلّ أحد في كلّ أحد في كلّ زمان، فلا يبقى أمر منها بحاله، و ليس بين هذه الطريقة و إنكار النبوّات بالصراحة فرق على التحقيق.
فإن قلت: فكيف أنتم تأوّلتم بعض الآيات مثل: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (1)، و قوله تعالى: وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ (2)، و قوله تعالى: وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (3) و غيرها ممّا يدلّ على أنّ اللّه تعالى الأعضاء و الجوارح، على أنّ ذلك مثل لقدرة اللّه تعالى في التصرّف في الكائنات.
قلت: حيث ظاهر هذه الآيات و الأحاديث مخالف لضرورة العقل، لاستحالة ذلك على اللّه تعالى؛ لتنزّهه تعالى عن الجسميّة و التركيب من الأعضاء كاليد و الوجه و العين و غيرها، كما برهن عليه في علم الكلام، يكون ذلك قرينة عقليّة على عدم إرادة المعنى الحقيقيّ، و إرادة معناه المجازيّ المتعارف استعمال هذه الألفاظ فيه في كلام العرب، فيراد من: يدي معك، أو أنت يدي أو عيني، المعنى المجازي؛ فهذه الكلمات ظاهرة في المعاني المجازيّة حتّى و لو لم تكن معانيها الحقيقيّة مخالفة لضرورة العقل. و أين هذا من تأويل الآيات و الأحاديث لمجرد استغراب مضمونه عن بعض من لا يؤمن بعالم الغيب، أو غرابة مضمونه في الأحاديث؟!
هذا مضافا إلى أنّا نقول: إذا أنتم تأبون عن تأويل مثل «يد اللّه» و «يداه مبسوطتان»، و تصرّون على حفظ ظاهرهما، و تثبتون أنّ للّه- و العياذ به- اليد و الرجل مع مخالفة ذلك لضرورة العقل و استحالته، فكيف تأوّلون الأحاديث على خلاف ما يدلّ عليه ظاهرها لاستغرابكم معناه؟!
هذا و من جملة ما حملته هذه الفئة الثقافيّة على غير ظاهره و مدلوله اللفظي و العرفي هو وجود الدجّال و خروجه مع اعترافهم بعدم مقبوليّة ردّ كلّ الأحاديث الواردة فيه. فقال محقّق كتاب «نهاية البداية و النهاية»: ردّ كلّ الأحاديث الواردة في الدجّال أمر غير مقبول؛ لتوافرها و تعدّد طرق روايتها، و إنّما المقبول المعقول ردّ ما جاء في بعضها ممّا لا يلتئم و طبيعة الحياة، و لا يتّفق و مصلحة البشر.
ص: 164
و هذا الكاتب بعد هذا الاعتراف يقول: ثمّ إنّه ليس ما يمنع من أن يفهم الدجّال على أنّه إشارة نبويّة صادقة إلى ما سيكون من ظهور دعاة للشرّ، يكذبون على اللّه، و يموّهون الحقائق، و يستعينون على تحقيق ما يريدون بما يتوفّر لهم من القوّة و وسائل البطش، و مغريات الحياة الّتي لا يستطيع مقاومتها من حرم الحظّ من قوّة الإيمان و ثبات العقيدة فتستهويه بأنوارها لتحرقه بنارها، و ما أكثر الفراش بين بني الانسان و ليس ما يأخذ بحجز البشر عن النار إلّا ما يستقرّ في قلوبهم من الإيمان القويّ المتين الّذي يشمخ عن مجاري تيّارات الرغبة و الرهبة في دنيا الناس (1).
أقول: أي مانع أقوى من ظهور اللفظ في ان الدجّال شخص بعينه، و إلّا فيقال: ليس ما يمنع من أن يفهم عن الصلاة أو الصوم أنّه إشارة إلى رياضات جسميّة تحفظ صحّة البدن، أو أنّ عصا موسى هي الحجّة العقليّة الّتي تعلّمها موسى عليه السلام من اللّه تعالى. و الحاصل:
أنّه يمنع من هذا العلم ظهور الألفاظ في معانيها الّتي يتبادر منها، و مداليلها العرفيّة و اللغويّة.
ثمّ إنّ هذا الكاتب بالغ في تأويلاته حتّى قال في عيسى عليه السلام: هل بقي عيسى عليه السلام حتّى الآن حيّا؟ و سينزل إلى الأرض ليجدّد الدعوة إلى دين اللّه بنفسه؟ أم إنّ المراد بنزول عيسى هو انتصار دين الحقّ، و انتشاره من جديد على أيد مخلصة تتّجه إلى اللّه، و تعمل على تخليص المجتمع الإنساني من الشرور و الآثام؟ رأيان، ذهب إلى كلّ منهما فريق من العلماء، و هذا هو ما يقال بالنسبة إلى الدجّال، هل هو شخص من لحم و دم ينشر الفساد و يهدّد العباد، و يملك وسائل الترغيب و الترهيب و الإفساد دون رادع من دين أو وازع من خلق حتّى يقيّض له عيسى عليه السلام فيقتله، أم إنّه رمز لانتشار الشرّ، و شيوع الفتنة و ضعف نوازع الفضيلة تهبّ عليه ريح الخير المرموز إليها بعيسى عليه السلام فتذهبه و تقضي عليه، و تأخذ بيد الناس إلى محجّة الخير؟(2).
أقول: إنّما لم يذكر أسماء بعض العلماء القائلين ببقاء عيسى عليه السلام، و أنّ الدجّال شخص من لحم و دم، لعدم الحاجة إلى ذلك، فقد عرفت اتّفاق جميع المحدّثين من أهل السنّة على هذا القول، و لكن كان عليه أن يذكر أسماء عدّة من الفريق الثاني، و لعلّه طوى الكلام من ذلك لأنّه لم يجد من أكابر علمائهم بل أحدا من السلف إلى القرن الرابع عشر من كان هذا رأيه، و من هذا القرن أيضا لم يجد من المحدّثين و العلماء و المتمسّكين بالنصوص من كان هذا رأيه، إلّا فئة محدودة متسمّية بالثقافة و التنوّر، من أصحاب مدرسة الشيخ محمّد عبده و رشيد رضا الّذين آية ثقافتهم و تنوّرهم صرفنصوص الكتاب و السنّة ممّا لا يلائم آراء المادّيّين عن ظاهرها، و عدم الالتزام
ص: 165
بها، و حملها على الرمز. و أنت ترى أنّه لا فرق بين عملهم الّذي يشبه تأويلات الصوفيّة الباطلة الفاسدة، و ردّ أصل الأحاديث.
هذا و قد سبق هذا الكاتب في التوسّع في تأويل بعض الآيات و الأخبار الّتي يستغرب مضمونها من لم يؤمن بعالم الغيب، أو ضعف إيمانه به غيره؛ كمؤلّف تفسير «المنار» و الطنطاوي من المؤلّفين المثقّفين، من بعض شيوخ الأزهر و غيرهم. فهذا الشيخ محمّد عبده يقول كما في تفسير «المنار»(1) بعد ما يذكر تأويل نزول عيسى و حكمه في الأرض- خلافا باعترافه للجمهور- بغلبة روحه و سرّ رسالته على الناس، يقول في جواب السؤال عن المسيح الدجّال أيضا، و قتل عيسى المسيح له: إنّ الدجّال رمز للخرافات و الدجل و القبائح الّتي تزول بتقرير الشريعة على وجهها، و الأخذ بأسرارها و حكمها(2).
هذا و قد سلك هذا المسلك أيضا بالتوسيع بعض الأجلّة من الشيعة، و لعلّه اقتفى أثرهم، قال: و قد أعطينا في التأريخ السابق اطروحتنا لفهم الدجّال؛ إحداهما: تقليديّة تقول: إنّ الدجّال شخص معيّن، طويل العمر، يظهر في آخر الزمان من أجل ضلال الناس و فتنتهم عن دينهم، و يدلّ عليه قليل من الأخبار، و الاخرى: إنّ الدجّال عبارة عن مستوى حضاريّ إيديولوجي معيّن معاد للإسلام و الإخلاص الإيماني ككلّ. و قد سبق هنا أن ناقشنا الاطروحة الاولى، و رفضناها بالبرهان، و لا بدّ من طرح ما دلّ عليها من قليل الأخبار، و دعمنا الاطروحة الثانية، و هي الّتي ستكون منطلق كلامنا الآن (3).
أقول: قد يظنّ غير الخبير بالأخبار من كلامه أنّ ما دلّ من الأخبار على ما سمّاه بالاطروحة الاولى النزر القليل، و ما دلّ على الاطروحة الثانية الأخبار الكثيرة، مع أنّه ليس في الأخبار حتّى خبر واحد يدلّ عليها، و ليت شعري بأيّ دليل دعم بزعمه الاطروحة الثانية، و رفض هذه الأخبار الكثيرة الدالّة على أنّ الدجّال شخص بعينه.نعم لو اريد بالدجّال الشخص الموصوف بتمام الصفات المذكورة في الأخبار فلا يدلّ عليه إلّا القليل من الأخبار، لا نأخذ بظاهرها في هذه الصفات المفصّلة؛ لضعف إسناد أكثرها أوّلا، و لعدم حجّيّة خبر الواحد في غير الفروع ثانيا، و لمخالفة بعضها مع ضرورة العقل أو الشرع ثالثا.
ص: 166
أمّا لو اريد منها شخص بعينه يظهر في آخر الزمان، يضلّ جماعة من الناس، و يغطّي باطله بالحقّ، فدعوى تواتر هذه الأخبار المخرّجة من طرق الفريقين على ذلك بالتواتر الإجماليّ أو المعنويّ في محلّه لا ينكرها البصير بالأحاديث.
هذا مع أنّا لم نقف على إنكار خروج الدجّال من أحد من أصحاب الأئمّة عليهم السلام، و رواة أحاديثهم، و سائر أعلام الشيعة، و مع ذلك لما ذا و بأيّ دليل نرفض ما اتّفق عليه ظاهر جميع هذه الروايات، و نسمّي ما اتّفق عليه كلمات الكلّ من علمائنا الأبرار و حفظة الآثار بالاطروحة، كأنّنا واجهنا هذا الموضوع لأوّل مرّة؟!
ثمّ إنّ كاتبنا هذا لم يقتصر على تأويل الدجّال، و فهم مفهومه بما سمّاه بالفهم المتكامل، بل أوّل بفهمه المتكامل غير الدجّال من علائم الظهور، مثل: السفياني، و جاء باصطلاحه باطروحات يجب طرحها بعد عدم مخالفة ظاهر الحديث و مضمونه المتبادر منه العرفيّ مع ضرورة العقل أو الشرع، و لا تقنع النفوس المؤمنة بها، و تجعل سائر ما ورد من الشرع معرض مثل هذه التأويلات لعدم الفرق بين هذا و كثير من غيره، مثل: نزول عيسى عليه السلام من السماء، و اقتدائه بمولانا المهدي عليه السلام، و النداء، و الصيحة، و غيرها من الامور الّتي يستغربها البعض، و أخبر عنها الكتاب أو السنّة الصحيحة، مثل: معجزات الأنبياء و غيرها.
و إنّنا قد كرّرنا الإشارة إلى خطر هذا التفكير التأويليّ على الدين و القيم الإسلاميّة؛ حرصا على سدّ باب تأويل النصوص و حمله على الرموز من غير موجب عقليّ و لا شرعيّ، و تأكيدا على التمسّك بها، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.
لا يخفى عليك أنّه و إن وجب الإيمان بكلّ ما أخبر به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إلّا أنّه لا يجب الإيمان به و لا الإقرار به تفصيلا إن لم يكن من اصول الدين، و ما يكون الإقرار به من شرائط الإسلام، فلا يجب معرفة كلّ ما في الكتاب و السنّة بالتفصيل، إلّا في الفروع، و ما يرتبط بعمل المكلّف و تكاليفه العمليّة، فإنّه يجب على الفقهاء و المجتهدين على تفصيل مذكور في مبحث الاجتهاد و التقليد و الاحتياط.فمن لم يعرف من تفاصيل معجزات الأنبياء شيئا، و لم يعلم معنى دابّة الأرض، و تفاصيل عالم الآخرة و الجنّة و النار، أو غزوات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما حدث بينه و بين المشركين، و لم يعرف عدد زوجات النبي أو أولاده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أمثال ذلك ممّا يطول الكلام بذكره، لا يضرّ بإسلامه إذا كان مؤمنا مصدّقا بكلّ ما أخبر عنه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.
نعم، إذا كان أمر من هذه الامور الّتي لا تكون لمعرفتها دخل في الإسلام و الإيمان من الضروريّات الإسلاميّة، فإنكاره على ما ذكر في الفقه- موضوعا و حكما- موجب للحكم بالكفر و لو ظاهرا. كما أنّ بعد معرفة كلّ واحد
ص: 167
من هذه الامور، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبر عنه، يجب الإيمان به، و لا يجوز إنكاره و احتمال خلافه؛ لأنّه مستلزم لإنكار الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و من هذه الامور: خروج الدجّال، و السفيانيّ، فليس الإيمان بذلك شرطا في الإسلام و الإيمان، فمن لم يعرف من أمرهما شيئا و لم يقرّبهما، لا يخرج بذلك من الإسلام و الإيمان. نعم بعد ما ثبت عنده إخبار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنهما لا يجوز له الإنكار، و يخرج به من دائرة الإسلام.
و هل يكون خروج الدجّال من الضروريّات بين المسلمين حتّى يكون إنكاره موجبا للحكم بالارتداد و لو ظاهرا و إن احتمل عدم علم منكره به؟ الظاهر أنّه ليس من الضروريّات، سيّما بعد ما عرفت إنكاره من جماعة من المسلمين.
التنبيه السادس: هل يجب معرفة علائم الظهور الّتي من جملتها خروج الدجّال، ليعلم به عند وقوعه، و يعرف المحقّ من المبطل، و يميز بين الخبيث و الطيّب؟ الظاهر هو وجوبها؛ حذرا عن الوقوع في الضلالة، و دفعا للضرر المحتمل، و يمكن أن يقال: إنّ الفائدة من بيان هذه العلامات أن يتعلّمها من يريد الأمان من الضلالة، و لا يكون للناس على اللّه حجّة، و ذلك يقتضي وجوب تعلّم العلامات، و عدم معذوريّة الشخص في الجهل به.
نعم، الظاهر أنّ هذا الوجوب ليس نفسيّا، بل هو وجوب طريقيّ، بمعنى: أنّ المكلّف الجاهل بالعلامات إذا وقع بسبب جهله بها في الضلالة ليس معذورا، و إذا لم يقع فيها لا يكون معاقبا لتركه التعلّم.
هذا ما وفّقني اللّه تعالى للبحث حول «الدجّال»، و قد تضمّن المباحث الكليّة الّتي يحتاج الباحث إليها في كثير من المباحث، و اللّه تعالى هو الموفّق، و منه نستمدّ و نستعين، و صلواته على سيّدنا محمّد و آله الطيّبين الطاهرين.
عيسى عليه السلام و نزوله من السماء في آخر الزمان
اعلم انّه لا خلاف يعتدّ به بين المسلمين في رفع المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام حيّا إلى السماء، و امتداد حياته حتّى الآن، و إلى نزوله في آخر الزمان.
و قد ادّعى بعضهم صريحا إجماع الامّة على ذلك؛ كابن عطيّة الغرناطي الأندلسي في تفسيره على ما نقل عنه أبو حيّان الأندلسي أيضا في تفسيره «البحر المحيط»، قال ابن عطيّة: و أجمعت الامّة على ما تضمّنه الحديث المتواتر
ص: 168
من أنّ عيسى في السماء حيّ، و أنّه ينزل في آخر الزمان ... الخ (1). و قال أبو حيّان نفسه في تفسيره الصغير: «النهر المارّ من البحر» المطبوع على حاشية «البحر المحيط»: و أجمعت الامّة على أنّ عيسى عليه السلام حيّ في السماء، و سينزل إلى الأرض (2).
و قال السفاريني الحنبلي في شرح منظومته المسماة ب «لوامع الأنوار البهيّة»: قد أجمعت الامّة على نزول عيسى بن مريم عليه السلام، و لم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، و إنّما أنكر ذلك الفلاسفة و الملاحدة ممّن لا يعتدّ بخلافه. و قال الشريف سيدي محمّد بن جعفر الكتّاني في كتابه: «نظم المتناثر من الحديث المتواتر»: و قد ذكروا أنّ نزول سيّدنا عيسى عليه السلام ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع (3).
و لا ريب أنّ الأصل في هذا الاتّفاق و الإجماع، و إرسال جميع أكابر محدّثي أهل السنّة و الشيعة و مفسّريهم حياة عيسى عليه السلام و نزوله في آخر الزمان إرسال المسلّمات، هو الكتاب و السنّة المتواترة الّتي لا مجال لإنكار تواترها المعنويّ، فصار هذا عقيدة للمسلمين، أخذها الخلف عن السلف من زماننا هذا إلى عصر الرسالة.
و مع ذلك يرى أنّه قد وقع أخيرا مورد التشكيك من بعض كتّاب العصر الحديث، و تلامذة مدرسة الشيخ محمّد عبده؛ اولئك الّذين لا يؤمنون بالمعجزات الكونيّة، أو يخفون عقيدتهم بها و حاولوا تأويلهابتعليلها و استنادها إلى العلل المادّية، أو حملها على الرمز حذرا من أن تقع مورد استبعاد أفكار من لا يؤمن باللّه و بعالم الغيب، و أن يأخذ هؤلاء المادّيّون، و من يحذو حذوهم و يميل إلى طريقتهم من الشباب المتأثّرين بكلمات هؤلاء الماديّين على المؤمنين بإيمانهم بامور لا توافق السنن العاديّة الطبيعيّة الّتي يظنّها هؤلاء عللا تامّة للحوادث الطبيعيّة، فأنكر هؤلاء المتّسمون بأهل الثقافة الحديثة الخوارق؛ مثل: رفع عيسى حيّا، و امتداد حياته، و بعض المعجزات العظيمة الهائلة؛ خوفا من ردّها من جانب أصحاب المادّة، أو ميلا إلى آرائهم و أفكارهم الإلحاديّة.
و لا يخفى عليك أنّ ما يؤمن به المؤمن باللّه تعالى من خلقه ما سواه أكبر من جميع هذه الخوارق و المعجزات، إذا فما نستفيد من تأويل المعجزات، و صرف النصوص المتواترة عن مداليلها المعلومة المقبولة لدى المؤمنين باللّه و بقدرته تعالى إلى معان أخر ليقبلها أو لا يستبعدها من لا يؤمن بقدرة اللّه تعالى و خرق العادات الطبيعيّة؟ و لكنّ الفئة المذكورة يصرّون على ذلك، فجاءوا في التفسير و الامور الثابتة بالسنّة بآراء حديثة تنفي أو تضعف الإيمان باستناد المعجزات إلى اللّه تعالى، و أنّه على كلّ شي ء قدير.
ص: 169
أجل قد وقع رفع عيسى عليه السلام و نزوله موردا لتشكيك هؤلاء الكتّاب المتنوّرين، و قد سبقهم في إبداء ذلك شيخهم محمّد عبده على ما نقل عنه تلميذه رشيد رضا في كتابه المسمّى ب «تفسير المنار»(1)، ثمّ أخذ ذلك منه غيره من الأزهريّين، كمحمّد فهيم أبو عبية، و غيره، و قد ردّ عليهم جماعة من أكابر علماء أهل السنّة، فأظهروا غيرتهم على الكتاب و السنّة، مثل الاستاذ محمّد علي حسين البكري في رسالة أسماها:
«صواعق الملكوت على أباطيل الاستاذ شلتوت»، و الشيخ محمّد زاهد الكوثري في رسالة أسماها: «نظرة عابرة»، و الصدّيق الغماري في:
«عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام»، و له أيضا: «إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان»، و الكشميري في: «عقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلام»، و غيرهم.
و ممّن ردّ على الشيخ شلتوت الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام للدولة العثمانيّة سابقا في كتابه: «موقف العقل و العلم و العالم من ربّ العالمين و عباده المرسلين»، و لا بأس بنقل كلامه بطوله إيضاحا للموضوع.قال: و ممّا يجدر بالذكر هنا أنّه نشرت مجلّة «الرسالة» في عددها (462) مقالة للشيخ شلتوت، وكيل كلّيّة الشريعة، و عضو هيئة كبار العلماء، يجيب فيها على سؤال ورد إلى مشيخة الأزهر عن مسألة رفع عيسى عليه السلام من عبد الكريم خان بالقيادة العامّة الانكليزيّة لجيوش الشرق الأوسط، و لعلّ السائل هندي قاديانيّ المذهب، أراد الحصول على فتوى من الأزهر تؤيّد مذهبه، و لعلّ مشيخة الأزهر ندمت بعض الندامة على ما سبق لها من تنفيذ القرار الصادر عن هيئة كبار العلماء لفصل الطالبين الالبانيّين القاديانيين من الأزهر، إذ حوّلت السؤال إلى الشيخ كاتب المقالة من بين أعضاء الهيئة الّذي ستعرف نزعته القاديانيّة في المسألة المحوّلة إليه (2).
فكان جوابه أنّه عليه السلام مات في الأرض و رفعت روحه، و لم يرفع حيّا كما ذهب إليه المفسّرون قبل الشيخ. و إذا لم يصحّ رفعه سقط القول بنزوله في آخر الزمان، كما ورد في الأحاديث الّتي لا يعتمد عليها الشيخ المجيب رغم كثرتها، بحجّة أنّها أخبار آحاد لا تبنى عليها المسائل الاعتقاديّة. فهو كما خطّا المفسّرين في مسألة رفع المسيح، خطّا علماء اصول الدين القائلين بنزوله على أنّه من أشراط الساعة.
و الخلاف بين الشيخ شلتوت و بين المفسّرين و المتكلّمين و المحدّثين راجع إلى الخلاف في إنكار المعجزات و الاعتراف بها بين المنكرين الّذين منهم الشيخ و المعترفين الّذين منهم أهل التفسير و الحديث و الكلام، فمن لم
ص: 170
يؤمن بالمعجزات فدأبه رفض الأحاديث و الآيات الواردة فيها بالتشكيك في ثبوت الأحاديث مهما كثرت رواتها، و العبث في معنى الآيات، لا لكون الأحاديث غير ثابتة في الحقيقة من طريق نقد الحديث المعروف عند علمائه، أو لكون الآيات غير ظاهرة الدلالة، بل لعقيدة راسخة في قلب الرافض تدفعه إلى إنكار المعجزات و سائر المغيبات أينما ورد ذكرها.
و قد أسلفنا في هذا الباب (الثالث) الكلام عن أصل هذا المرض الّذي يجعل التشكيك في صحّة الأحاديث و العبث في تأويل الآيات سهلا على المنكرين. و عقل الشيخ شلتوت الّذي لا يقبل معجزة الرفع و النزول لعيسى يقبل أنّ المحدّثين كذبوا في سبعين حديثا رووها في نزوله، كما أخطأ المتكلّمونفي قبول تلك الأحاديث سندا لعدّة من أشراط الساعة، كما أنّ المفسّرين أخطئوا في فهم معنى الآيتين الدالّتين على الرفع و الآيتين الدالّتين على النزول، و إنّما أصاب الشيخ شلتوت في مقابل المخطئين، و صدق في مقابل الكاذبين!
و كنّا كتبنا في صدر هذا الباب شيئا كثيرا يتعلّق بهذه المسألة، و أرجأنا النظر في آيات الرفع و النزول إلى محلّ مناسب، فنقول: و لعدم كون الشيخ في مذهب اليهود و النصارى بشأن سيّدنا المسيح بل في مذهب المادّيّين، لم يعترض على عقيدة المسلمين المأخوذة من قوله تعالى: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ، و إنّما اعترض على عقيدتهم المستندة إلى قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.
و كان هذا الشيخ أنكر من قبل وجود الشيطان كشخص حيّ من شأنه أن يفعل الأفعال المذكورة له في القرآن، و يتّصف بأوصاف متناسبة مع تلك الأفعال، و كان المانع عنده عن وجود الشيطان هو عين المانع عن رفع عيسى عليه السلام و نزوله، أعني العلم الحديث المادّي الّذي لا يقبل إلّا ما يمكن إثباته بالتجارب الحسّيّة. و هذا المانع عن وقوع معجزات الأنبياء الكونيّة و وجود الشيطان عند المؤمنين بالعلم المادّي أكثر من إيمانهم بكتاب اللّه و سنّة رسوله، يمنعهم- أيضا- عن القول بنبوّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، مستبدلين بها العبقرية. فلا يكون كتابه كتاب اللّه الّذي لا يجترأ على مسّه بكلّ تأويل، و لا أحاديثه أحاديث رسول اللّه الّذي لا يجترأ على تكذيبها بكلّ سهولة. فلو لم تكن لإنكار رفع عيسى و نزوله أسباب خفيّة عند الشيخ المنكر، و نظر إلى آيتي الرفع و أحاديث النزول نظر المحايد غير المرتبط بتلك الأسباب الخفيّة، لذهب به نظره إلى التسليم بعقيدة المسلمين في رفع المسيح عليه السلام و نزوله في آخر الزمان، و لا رأى مانعا عنهما في آيات التوفّي الّتي تمسّك بها بدلا من الآيات و الأحاديث القائمة على الرفع ثمّ النزول.
ص: 171
فكما أنّ قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، و قوله: وَ رافِعُكَ إِلَيَ ظاهران في الرفع الخاصّ الّذي يمتاز به عليه السلام، لا رفع الروح العامّ لجميع الأنبياء و السعداء كما ادّعاه الشيخ، فتعقيب قوله تعالى:
وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ، و بقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قطعيّ في الرفع الّذي نقول به، لا الرفع الّذي يقول به، إذ لا معنى يليق بالنظم المعجز في القول بأنّهم ما قتلوه بل رفع اللّه روحه إليه كما فسّر به الشيخ، لعدم معقوليّة التقابل على هذا التفسير بين القتل المنفي و الرفع المثبت، بناء على أنّ رفع الروح يمشي مع القتل و الصلب، كما يمشي مع عدم القتل و الصلب، فلا يكون ما بعد بَلْ ضدّا لما قبله على خلاف ما صرّح به النّحاة من أنّ «بل» بعد النفي أو النهي يجعل ما بعده ضدّا لما قبله. و ليس للشيخ المنكر لرفعه حيّا مجال للجواب عن هذا الاعتراض.
أمّا آيات التوفّي الّتي تمسّك بها الشيخ فليس فيها تأييد لمذهبه يعادل في القوّة أو يداني ما في تكميل نفي القتل و الصلب بإثبات الرفع من تأييد مذهبنا؛ لأنّ المعنى الأصليّ للتوفّي المفهوم منه مبادرة ليسهو الإماتة كما يظنّ الشيخ، بل معناه أخذ الشي ء و قبضه تماما(1)،
فهو- أي التوفّي- و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد، قال في مختار الصحاح:
«و استوفى حقّه و توفّاه بمعنى»، و إنّما الإماتة الّتي هي أخذ الروح نوع من أنواع التوفّي الّذي يعمّها و غيرها، لكونه بمعنى الأخذ التامّ المطلق. و هذا منشأ غلط الشيخ شلتوت أو مغالطته في تفسير آيات القرآن الّتي يلزم أن يفهم منها رفع عيسى عليه السلام حيّا، لأنّه ظنّ أنّ القرآن معترف بموته في الآيات الدالّة على توفّيه، كما ظنّ أنّ التوفّي معناه الإماتة، نظرا إلى أنّ الناس لا يستعملون التوفّي إلّا في هذا المعنى، و غفولا عن معناه الأصليّ العامّ، فكأنّه قال- بناء على ظنه هذا-: لا محلّ لرفعه حيّا بعد إماتته، لكنّه لو راجع كتب اللغة لرأى أنّ الإماتة تكون معنى التوفّي في الدرجة الثانية حتّى ذكر الزمخشري هذا المعنى في «أساس البلاغة» بعد قوله: «و من المجاز»، و المعنى الأصليّ المتقدّم إلى أذهان العارفين باللغة العربيّة للتوفّي هو كما قلنا: أخذ الشي ء تماما، و لا اختصاص له بأخذ الروح.
و لقد فسّر القرآن نفسه معنى التوفّي الّذي يعمّ الإماتة و غيرها، فقال: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فهذه الآية تشتمل على نوعين من أنواع توفّي الأنفس الّذي هو الأخذ الوافي، نوع في حالة الموت، و نوع
ص: 172
في حالة النوم، فلو كان ينحصر في الإماتة كان المعنى في الآية: اللّه يميت الأنفس حين موتها، و يميت الّتي لم تمت في منامها. و الأوّل تحصيل للحاصل، و الثاني خلاف الواقع، و لزم الأوّل أيضا أن تكون حالة الموت حالة إماتة الروح لا فصلها عن البدن.
و من هذا يفهم أيضا معنى التوفّي في قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ، و معنى قوله تعالى على هذا التحقيق: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا إنّي آخذك من هذا العالم الأرضيّ و رافعك إليّ. و في قوله: وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بعد قوله: مُتَوَفِّيكَ دلالة زائدة على عدم كون معنى توفّيه إماتته؛ لأنّ تطهيره من الّذين كفروا بإماتة عيسى و إبقاء الكافرين لا يكون تطهيرا يشرّفه كما كان في تطهيره منهم برفعه إليه حيّا.
فإذن، كلّ من قوله تعالى: مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بيان لحالة واحدة يفسّر بعضها بعضا، من غير تقدّم أو تأخّر زمانيّ بين هذه الأخبار الثلاثة ل «إنّ» و من المعلوم عدم دلالة الواو العاطفة على الترتيب، فلو كان المراد من قوله تعالى: مُتَوَفِّيكَ مميتك، و من قوله: رافِعُكَ رافع روحك كما ادّعى الشيخ شلتوت كان القول الثاني مستغنى عنه، لأنّ رفع روح عيسى عليه السلام بعد موته إلى ربّه و هو نبيّ جليل من أنبياء اللّه معلوم لا حاجة إلى ذكره، بل لو حملنا القول الأوّل أعني: مُتَوَفِّيكَ على معنى مميتك كان هو أيضا مستغنى عنه، إذ معلوم أنّ كلّ نفس ذائقة الموت، و كلّ نفس فاللّه يميتها، و من من الناس أو الأنبياء قال اللّه له: إنّي مميتك؟ فهل لا يفكر فيه الشيخ الّذي يفهم منقوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أنّه مميته؟ إلّا أن يكون المعنى: أنّ اللّه مميته لا أعداؤه، فالمراد: نفي كونهم يقتلونه، و فيه: انّ كون اللّه مميته لا ينافي أن يقتلوه؛ لأنّ اللّه هو مميت كلّ من جاء أجله حتّى المقتولين، و لذا حمل كثير من المفسّرين قوله: مُتَوَفِّيكَ على معنى: أنّ اللّه مستوفي أجله عليه السلام، و مؤخّره إلى أجله المسمّى فلا يظفر اعداؤه بقتله.
و عندي في هذا التفسير أيضا أنّه يرجع إلى حمل «التوفّي» على معنى الاستيفاء كما حملنا نحن لا على معنى الإماتة، لكنّ التوفّي و الاستيفاء معناه: استكمال أخذ الشي ء، لا استكمال إعطائه، فليس اللّه تعالى مستوفي أجل عيسى عليه السلام، بل المستوفي هو عيسى نفسه، و اللّه الموفي، أي معطيه تمام أجله.
فقد التبس التوفّي على أصحاب هذا التفسير- و العجب أنّ فيهم الزمخشري- بالتوفية الّتي تتعدّى إلى مفعولين، و هو خطأ لغويّ ظاهر.
ص: 173
و فيه أيضا تقدير مضاف بين التوفّي و ضمير الخطاب، حيث قال اللّه: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أي مستوفيك لا مستوفي أجلك، فزيادة «الأجل» تكون زيادة على النصّ، كما أنّ زيادة الروح في آيتي رفع عيسى عليه السلام نفسه زيادة على النصّ من جانب الشيخ شلتوت؛ لإرهاق قول اللّه على خلاف ظاهر المعنى المنصوص.
و هذه الزيادة إن كانت خلاف الظاهر بين الرافع و ضمير الخطاب في قوله: وَ رافِعُكَ بأن يكون المعنى: و رافع روحك، فهي في قوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ أشدّ من خلاف الظاهر، أي غير جائز أصلا؛ لكونها مفسدة لما يقتضيه «بل»، من كون ما بعده و هو «رفعه اللّه إليه» ضدّ ما قبله و هو قوله «ما قتلوه»، بناء على أنّ رفع الروح يلتئم كما قلنا من قبل مع حالة القتل أيضا الّذي اعتني بنفيه، فضلا عن أنّ هذا الرفع- أي رفع الروح- ليس بأمر يستحقّ الذكر في شأنه عليه السلام.
بل إنّ قوله: مُتَوَفِّيكَ أيضا ممّا لا وجه لذكره إذا كان المعنى:
مميتك، ففي أيّ زمان تقع هذه الإماتة؟ فإن وقعت حالا، أي في زمان مكر أعدائه به المذكور قبيل هذه الآية، كان هذا الكلام المتوقّع منه طمأنته عليه السلام على حياته أجنبيّا عن الصدد، بل مباينا له؛ لأنّ فيه اعترافا ضمنيّا لنفاذ مكرهم بأن يكونوا قاتليه و اللّه قابض روحه، فهل فضيلة الشيخ شلتوت ينكر أنّهم ما قتلوه كما ينكر أنّ اللّه رفعه إلى السماء حيّا؟
و إن وقعت إماتته في المستقبل البعيد فليس في الآية تصريح به مع أنّ مقام الطمأنة يقتضي هذا التصريح، كما أنّه يقتضي كون الرفع رفعه حيّا، فحيث لا تصريح بكون إماتته في المستقبل البعيد، فقوله: «إنّي متوفّيك» على معنى: إنّي مميتك، أجنبيّ عن المقام، حتّى إنّ توجيه العالم الكبير حمدي الصغير صاحب التفسير الكبير الجديد التركي، بكون ذكر إماتته ردّا على عقيدة النصارى في تأليه المسيح، لا يجدي في دفع هذا الاعتراض؛ لكون ذلك الردّ أيضا أجنبيّا عن المقام الّذي هو مقام الطمأنة و الّذي ينافيه كلّ ما ينافيها. فالواجب الّذي لم يحسّ بوجوبه أحد ممّن تكلّم قبلي، و اطّلعتعليه في تفسير قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ إحساسي به، حمل مُتَوَفِّيكَ على معنى: آخذك تماما، السالم عن جميع الاعتراضات و التكلّفات.
و قس عليه التوفّي في آية المائدة، و هي قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ
ص: 174
ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (1)، و معنى قوله:
«فلمّا توفيتني»: فلمّا أخذتني من بينهم، جعلت صلتي بهم و بعالمهم الأرضيّ منتهية.
فالمراد «توفّيه» أي أخذه بالرفع لا بالإماتة، و قد علمت أنّ التوفّي في اللغة و في عرف القرآن لا يختصّ بالأخذ من النوع الثاني، أي أخذ الروح.
هذا تفصيل ما ورد في القرآن متعلّقا برفع عيسى عليه السلام، و فيه فضلا عن الآيات المذكورة آيتان يفهم منهما نزوله في آخر الزمان، فيكون فيهما- أيضا- دليلان على السابق، كما كانت في أحاديث النزول أدلّة، و ليس الأمر كما توهّم الشيخ من أنّ حادثة الرفع لم يقم عليها دليل في القرآن، و لا محلّ لنزوله بعد سقوط رفعه ...، ليس الأمر كما توهّم، بل كلّ من آيتي الرفع و قد سبق ذكرهما، و آيتي النزول و هما قوله تعالى في سورة النساء: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (2)، و قوله في سورة الزخرف: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(3) يعضد بعضهما بعضا، و لا يستطيع الشيخ المنكر لنزوله عليه السلام في آخر الزمان أن يجد تأويلا لآيتي النزول المذكورتين من دون أن يذهب إلى تكلّفات بعيدة، كما لا يستطيع أن يجد جوابا لما ذكرنا في آيتي الرفع من القرائن الّتي لا تتمشّى مع مذهبه الّذي هو رفع روحه فقط.
فظهر ممّا سبق جميعا أن رفع عيسى عليه السلام بالمعنى الّذي يعتقده المسلمون مذكور في القرآن خمس مرّات: صراحة في آيتي الرفع، و اقتضاء في آيتي النزول، و تلميحا في آية تطهيره من الّذين كفروا.
و لك أن تضمّ إليها قوله تعالى عنه عليه السلام: وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (4)، ففيه إشارة إلى رفعه إلى محلّ الملائكة المقرّبين، بل في قوله أيضا: وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ(5) لأنّ الوجيه بمعنى ذي الجاه، و لاأدلّ على كونه ذا جاه
ص: 175
في الدنيا من رفعه إلى السماء، و قوله عن أعدائه: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (1)، فيبلغ أدلّة القرآن على ثمانية.
و من العجائب أنّ فضيلة الشيخ شلتوت عاكس الواقع مرّة اخرى، فحاول أن يستخرج من آية المكر دليلا ضدّ الرفع منكرا لأن يكون في رفعه إلى السماء حيّا مكر من اللّه بأعدائه الماكرين، و عنده أنّ مكر اللّه بهم المتغلّب على مكرهم بنبيّه حاصل في إماتته و رفع روحه إليه، لا في رفعه حيّا، فكأنّ اللّه نفّذ ما أراد أعداؤه أن يفعلوه به، فقتله قبل أن يقتلوه، أو نفّذ قتلهم بإماتته، فكان اللّه إذا مساعدهم لا ماكرا بهم.
و انظر بعد هذا التوجيه بالنسبة إلى مكره بهم في رفع نبيّه إليه حيّا، و جعل مسعاتهم لقتله في خياب و هباب ... هذا مع أنّ تمام مكر اللّه بهم مذكور في قوله: وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (2) بعد قوله: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ (3) الّذي تغاضى عنه الشيخ بالمرّة.
و قول القرآن عن سيّدنا المسيح: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (4) لو لم يفهم منه رفع المسيح حيّا و إنّما رفع روحه، كما زعمه الشيخ و أصرّ على زعمه، فإذن يمكن أن يقول قائل: إنّ القرآن لا ينفي قتل المسيح و صلبه في صورة قاطعة؛ لأنّ رفع روحه إلى اللّه لا ينافي كونه مقتولا و مصلوبا بأيدي أعدائه، و إنّما يكون هذا القول بأنّهم ما قتلوه و ما صلبوه من قبيل الهزل، كما لو قتل أحد إنسانا ثمّ قال في المحكمة: لم أقتله و لم أقبض روحه و إنّما اللّه قبض روحه! فلو أنّ الشيخ صاحب هذا التأويل الّذي يأمره به هواه لإنكار معجزة الرفع لم يغب عنه أنّ القرآن كلام اللّه، لصانه عن أن لا يكون لنفيه القتل و الصلب عن المسيح إلّا قيمة هزليّة!!
أمّا الكلام عن المانع الحقيقيّ عند كتّاب العصر الحديث و أتباعهم من علماء الأزهر عن الاعتراف بمعجزات الأنبياء عليهم السلام الكونيّة، و غيرها ممّا يخالف سنّة الكون، كرفع عيسى و نزوله، و وجود الشيطان فيضطرّهم بسبب هذه المخالفة إلى تكذيب الأحاديث الواردة بشأنه، و تأويل الآيات، مهما كانوا ظالمين لأئمّة الحديث في التكذيب، و مبتعدين عن منطوق الآيات في التأويل، بل ظالمين أحيانا في تأويل الآيات أيضا كقول
ص: 176
الشيخ شلتوت في مسألة وجود الشيطان: إنّ القرآن جار فيه عقيدةالعرب الجاهلين، و قول الاستاذ فريد وجدي بك في آيات المعجزات و البعث بعد الموت: إنّها آيات متشابهة غير مفهومة المعاني!
أمّا الكلام على هذا المانع فقد وفّيت حقّه في أوائل هذا الباب، كما لم آل فيما سبقه من الكتاب جهدا لحلّ شبهة العصريّين من الكتّاب و العلماء الّذين لا يؤمنون بالغيب (1).
و إذ وقفت على ما ذكره هذا الشيخ من أهل السنّة فاسمع إلى ما ذكره معاصره من الشيعة أيضا في ذلك، و هو الشيخ المجاهد المدافع عن حريم الإسلام و التوحيد و القرآن الشيخ البلاغي في مقدّمة تفسيره القيّم «آلاء الرحمن في تفسير القرآن» قال: و من شواهد ما ذكرناه هو الاضطراب في معنى التوفّي، و ما استعمل في لفظه المتكرّر في القرآن الكريم، فاللغويّون جعلوا الإماتة في معنى التوفّي، و الكثير من المفسّرين في تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران/ 48: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَ قالوا: أي مميتك، و قال بعض: مميتك حتف أنفك، و قال بعض: مميتك في وقتك بعد النزول من السماء، و كأنّهم لم ينعموا الالتفات إلى مادّة «التوفّي» و اشتقاقه، و محاورات القرآن الكريم، و القدر الجامع بينها، و إلى استقامة التفسير لهذه الآية الكريمة، و اعتقاد المسلمين بأنّ عيسى لم يمت و لم يقتل قبل الرفع إلى السماء كما صرّح به القرآن، و إلى أنّ القرآن يذكر فيما مضى قبل نزوله أنّ المسيح قال للّه: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي، و من كلّ ذلك لم يفطنوا إلى أنّ معنى التوفّي و القدر الجامع المستقيم في محاورة القرآن فيه و في مشتقّاته، إنّما هو الأخذ و الاستيفاء، و هو يتحقّق بالإماتة، و بالنوم، و بالأخذ من الأرض و عالم البشر إلى عالم السماء.
و أنّ محاورة القرآن الكريم بنفسها كافية في بيان ذلك، كما في قوله تعالى في سورة الزمر/ 43: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى. أ لا ترى أنّه لا يستقيم الكلام إذا قيل: اللّه يميت الأنفس حين موتها، و كيف يصحّ أنّ الّتي لم تمت يميتها في منامها؟
ص: 177
و كما في قوله تعالى في سورة الأنعام/ 60: وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ فإنّ توفّي الناس بالليل إنّما يكون بأخذهم بالنوم ثمّ يبعثهم اللّه باليقظة في النهار ليقضوا بذلك آجالهم المسمّاة، ثمّ إلى اللّه مرجعهم بالموت و المعاد.
و كما في قوله تعالى في سورة النساء/ 19: حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ فإنّه لا يستقيم الكلام إذا قيل: يميتهنّ الموت.
و حاصل الكلام: أنّ معنى التوفّي في موارد استعماله في القرآن و غيره إنّما هو أخذ الشي ء وافيا، أي تامّا، كما يقال: درهم واف. و هذا المعنى للتوفّي ذكره اللغويّون في معاجمهم، و قالوا: إنّ «توفّاه» و «استوفاه» بمعنى واحد، و أنشدوا له قول الشاعر:
إنّ بني الأدرد ليسوا الأحد *** و لا توفّاهم قريش في العدد
أي: لا تتوفّاهم و تأخذهم تماما.
قلت: لكنّ بين الاستيفاء و التوفّي فرقا واضحا من جهة أثر الاشتقاق، فإنّ الاستيفاء استفعال كالاستخراج، يشير إلى طلب الأخذ و استدعائه و معالجته، و التوفّي يشير إلى القدرة على الأخذ بدون حاجة إلى استدعاء و طلب و معالجة، و لذا اختصّ القرآن الكريم بلفظ «التوفّي»، و عدل عن «الأخذ»؛ لعدم دلالته على التمام و الوفاء، كالتوفّي الدالّ على تمام القدرة على نحو المعنى في إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
و لك العبرة فيما قلناه بقوله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها، فإنّك إن جعلت قوله تعالى:
وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ معطوفا على الْأَنْفُسَ لم تقدر أن تقول: إنّ معنى يتوفّى: يميت.
و إن قلت: إنّ التوفّي في المنام إماتة مجازيّة، قلنا: كيف يكون معنى اللفظ الواحد معنيين: معنى حقيقيّا و معنى مجازيّا، و يتعلّق باعتبار كلّ معنى بمفعول، و يعطف أحد المفعولين على الآخر مع اختلاف المعنى العامل به؟ و هل يكون اللفظ الواحد مرآة لكلّ من المعنيين المستقلّين؟
كلّا، لا يكون.
ص: 178
و إن جعلت قوله تعالى: وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ مفعولا لكلمة «يتوفّى» مقدّرة يدلّ عليها قوله تعالى: يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ، قلنا: إنّ دلالة الموجود على المحذوف إنّما هي بمعناه، كما لا يخفى على من له معرفة بمحاورات الكلام في كلّ لغة، فكيف يجعل التوفّي بمعنى الموت دليلا على توفّ محذوف هو بمعنى آخر؟!
إذن، فليس إلّا أنّ «التوفّي» بمعنى واحد و هو الأخذ تماما و وافيا، إمّا من عالم الحياة، و إمّا من عالم اليقظة، و إمّا من عالم الأرض و الاختلاط بالبشر إلى العالم السماوي، كتوفّي المسيح و أخذه. و من الغريب ما قاله بعض من أنّ رفع المسيح إلى السماء غير مشتمل على أخذ الشي ء تامّا، انتهى.
و ليت شعري ما ذا بقي من المسيح في الأرض؟ و ما ذا تعاصى منه على قدرة اللّه في أخذه، فلا يكون رفعه مشتملا على أخذ الشي ء تامّا؟
هذا و لا يخفى أنّ القرآن ناطق بأنّ المسيح ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبّه لهم، و رفعه اللّه إليه، و أنّ عقيدة المسلمين مستمرّة كإجماعهم على أنّه لم يمت، بل رفع إلى السماء إلى أن ينزل في آخر الزمان، فلأجل ذلك التجأ بعض من يفسّر التوفّي بالإماتة إلى أن يفسّر قوله تعالى: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أي مميتك في وقتك بعد النزول من السماء، و لكنّي لا أدري ما ذا يصنع بحكاية القرآن لما سبق على نزوله في قوله في أواخر سورة المائدة/ 116 و 117: وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ ... فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ فهل يسوغ أن تفسّر هذه الآية بالوفاة بعد النزول؟ و هل يصحّ القياس في ذلك على قوله تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ*؟ و هل يخفى أنّ مقتضى كلام المسيح في الآيتين هو أنّه بعد أن توفّاه اللّه، و انقطعت تبليغاتهفي دعوة رسالته، و كونه شهيدا على امّته، تمحّص الأمر و رجع إلى أنّ اللّه هو الرقيب عليهم؟ و أنّ سوق الكلام و اتّساقه ليدلّ على اتّصال الحالين، و أنّ الرقيب كيفما فسّرته إنّما يكون رقيبا في وجود تلك الامّة في الدنيا دار التكليف، لا الآخرة الّتي هي دار جزاء و انتقام. و لا تصحّ الطفرة في المقام من أيّام دعوة المسيح لامّته في رسالته، و كونه شهيدا عليهم إلى ما بعد نزوله من السماء في آخر الزمان، حيث يكون وزيرا في الدعوة الإسلاميّة لا صاحب الدعوة.
و من الواضح أنّ المراد في الآيتين من الناس الّذين جرى الكلام في شأنهم إنّما هم الّذين كانوا أمّة المسيح، و في عصر رسالته، و نوبة دعوته و تبليغه ...، و أمّا صرف وجهة الكلام إلى الناس الّذين هم في أيّام نزوله من السماء فما هو إلّا مجازفة، فيها ما فيها، و تحريف للكلم.
ص: 179
و أمّا قوله تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ* فلم يكن إخبارا ابتدائيا، يكون وقوع الفعل الماضي باعتبار حال المتكلّم كما في الآيتين، بل جاء في سياق قوله تعالى: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ في حوادث زمان البعث و القيامة و مقدّماتها، فهو في سياقه ناظر إلى ذلك الحين، و سياق الكلام يجعله بدلالته في قوّة قوله: «و نفخ- حينئذ- في الصّور» فهو على حقيقة الفعل الماضي، و باعتبار ذلك الحين كما في قوله: وَ جِي ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (1).
هذا و بعض المفسّرين لقوله تعالى: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ قال: أي مميتك حتف أنفك. و أقول: إن أراد الإماتة بعد نزول المسيح من السماء شارك ما سبق من التفسير و ورد الاعتراض عليه، و إن أراد إماتته قبل ذلك و قبل نزول القرآن خالف المعروف من عقيدة المسلمين و إجماعهم في أجيالهم، و يرد عليه السؤال أيضا بأنّه من أين جاء بالإماتة حتف أنفه؟ و ما ذا يصنع بما جاء في القرآن كثيرا ممّا ينافي اختصاص التوفّي بالموت حتف الأنف؟ بل المراد منه الأخذ بالموت و إن كان بالقتل، كقوله في سورة الحجّ: 5، و المؤمن: 67 في أطوار خلق الإنسان من التراب و النطفة إلى الهرم: وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لتكونوا شيوخا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ و في سورة البقرة: 234 و 241 وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً*، و يونس: 104 وَ لكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ، و النحل: 70 وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، و السجدة: 11 قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ، و الأعراف: 37 حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ، و النساء: 97 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ و النحل: 32 تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ*، و الأنعام: 61 تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: 27 فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، و الأنفال: 50 وَ لَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ، و الزمر:
43 اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها، و إنّك لا تكاد تجد في القرآن المجيد لفظ «التوفّي» مستعملا فيما يراد منه الإماتة حتف الأنف.
إذن، فمن أين جي ء بذلك في قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ؟ نعم ابتلي لفظ «التوفّي» و مشتقّاته بالأخذ بمعناه يمنة و يسرة، حتّى إنّ العامّة حسبوها مرادفة للموت، حتّى إنّهم يقولون في الّذي مات: توفّى بفتح التاء و الواو و الفاء بالبناء للفاعل، و يقولون في الميّت: متوفّي بكسر الفاء و صيغة اسم الفاعل، بليحكى: أنّ أمير المؤمنين
ص: 180
عليّا عليه السلام كان يمشي خلف جنازة في الكوفة فسمع رجلا يسأل عن الميّت و يقول: من المتوفّي؟- بكسر الفاء-.
و أمّا ما نسب إلى ابن عبّاس من أنّ معنى قوله تعالى: «يا عيسى إنّي متوفّيك»، إنّي مميتك، فما أراه إلّا كما نسب إلى ابن عبّاس في مسائل نافع بن الأزرق، كما ذكر في الفصل الثاني من النوع السادس و الثلاثين من اتقان السيوطي من أنّ. نافعا سأله عن قول اللّه: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ(1) أي بما يرجع إلى معنى:
تبهظهم (2) و تثقل عليهم، كما قال عمرو بن كلثوم في معلّقته:
و متني لدنة سمقت و طالت *** روادفها تنوء بما ولينا
و كما أنشده اللغويّون:
إلّا عصا أرذن طالت برايتها *** تنوء ضربتها بالكفّ و العضد
فذكر: أنّ ابن عبّاس قال في الجواب: لتثقل، أو ما سمعت قول الشاعر:
تمشي فتثقلها عجيزتها *** مشي الضعيف ينوء بالوسق
أي: ينهض بالوسق بتكلّف و جهد، على عكس المعنى المذكور في القرآن.
أ فهل ترى ابن عبّاس يفسّر «تنوء» الّتي في الآية بغير معناها، كما ثار من هذا الاستشهاد المنسوب إليه اعتراض النصارى: جاء بلفظة «لتنوء» في غير محلّها؟
و هل ترى ابن عبّاس لا يعرف أنّ معنى «ينوء بالوسق» ليس «يثقل» بل «ينهض به بتكلّف»؟
و هل ترى ابن عبّاس لا يدري ببيت المعلّقة ليستشهد به استشهادا صحيحا مطابقا منتظما؟ كيف و إنّ المعلّقات كانت للشعر في ذلك العصر كبيت القصيد، و لكن «حنّ قدح ليس منها»(3).
ص: 181
و قد خرجنا عمّا نؤثره من الاختصار، و لكنّا ما خرجنا عن المقصود الأصلي من الكلام في تفسير القرآن الكريم، بل سارعنا إلى شي ء من الخير، و اللّه المسدّد الموفّق (1).
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على سيّدنا أبي القاسم محمّد و آله الطاهرين، سيّما مولانا بقيّة اللّه في الأرضين.
و بعد، فقد نشر من بعض الأعلام المؤلّفين المعاصرين- أدام اللّه أيامه، و سدّد خطاه- كتابا سماه «الأخبار الدخيلة»، ذكر فيه الروايات التي فيها- بزعمه- خلل من تحريف أو وضع، و قد ساعدني التوفيق عند ما كنت اجدّد النظر في الأخبار الواردة في مولانا الإمام المهدي أرواح العالمين له الفداء، لمراجعة ما فيه حول بعض هذه الأحاديث الشريفة، فرأيت أنّه قد عدّ من الموضوعات طائفة ممّا رواه شيخنا الصدوق- قدّس سرّه- في كتابه القيّم «كمال الدين»، و شيخنا الطوسي- أعلى اللّه درجته- في كتابه «الغيبة» و غيرهما، و وجدت أنّه مع إصراره على إثبات وضعها اعتمد على أدلّة ضعيفة و شواهد واهية.
ثمّ رأيت أنّ هذه التشكيكات في الأحاديث ربّما تعدّ عند البعض نوعا من التنوّر و الثقافة و تقع في نفوسهم العليلة، فالمتنوّر و صاحب الثقافة عندهم من كان جريئا على نقد الأحاديث و ردّها، أو تأويل الظواهر، حتّى ظواهر الكتاب بما يقبله المتأثّرون بآراء المادّيين و غير المؤمنين بعالم الغيب، و تأثيره في عالم المادة و الشهادة.
و هذا الباب، أي باب التشكيك في الأحاديث سندا أو متنا سيّما متونها البعيدة عن الأذهان المتعارفة، باب افتتن به كثير من الشباب، و من الكتّاب الذين يرون أنّ من الثقافة التشكيك في الأحاديث، أو تأويل الظواهر الدالّة على الخوارق، إلّا أنّه لا ريب أنّ التسرّع في الحكم القطعي بالوضع و الجعل على الأحاديث سيّما بشواهد عليلة لا يتوقّع صدوره عن العلماء الحاذقين، و العارفين بموازين الردّ و الحكم بالوضع و التحريف و الجرح و غيرها، و لو كان أحد مبالغا في ذلك، و يرى أنّه لا بدّ منه، فالاحتياط يقتضي أن يذكره بعنوان الاحتمال.
فلذلك رأيت أنّ الواجب إبداء ما في تشكيكات هذا المؤلّف- دام ظلّه- حول هذه الأحاديث حتّى لا توجب سوء ظنّ بعض المغترّين بالتشكيكات بالمحدّثين الأقدمين، قدّس اللّه أنفسهم الزكية.
و خلاصة كلامنا معه- دام بقاه-: أنّ هذه الأحاديث التي ذكرت في كتابه لو كان فيها بعض العلل- على اصطلاحات بعض الرجاليّين- فإنّه يجبر بما يجبر مثله أيضا، على ما بنوا عليه من الاعتماد على الأحاديث.
ص: 182
مضافا إلى أنّ كثيرا ممّا ذكره من العلل واضح الفساد، لا يعتني به العارف بأحوال الأحاديث، و ما عرض لبعض الروايات بواسطة النقل بالمضمون، أو وقوع الاضطراب في المتن لبعض الجهات، لا يوجب ترك العمل و الاعتناء به رأسا، و عدم الاستناد إلى ما يكون فيه مصونا من الاضطراب، و لو لا ذلك لكان باب التشكيك مفتوحا حتّى لا يبقى معه مجال للاحتجاج على جلّ ما يحتجّ به العقلاء في الامور النقلية التي لا طريق لإثباتها إلّا النقل، و لضاع بذلك أكثر العلوم النقلية الإسلامية و غيرها.
و لا أظنّك أن تتوهّم أنّا ننكر ما هو المسلّم عند الكلّ من وجود الأحاديث الموضوعة و المحرّفة، و نريد الحكم بصحّة جميع ما في الكتب من الأحاديث، بل غرضنا:
أولا: توضيح أنّ هذه الأخبار ليست بهذه المرتبة من الضعف الذي اهتمّ لتبيينه هذا المؤلّف، لو لم نقل بعدم وجود الضعف في بعضها.
و ثانيا: أنّ التهجّم على مثل كتاب «كمال الدين» و «غيبة الطوسي» مع أنّ مؤلّفيها من حذّاق فنّ الحديث و أكابر العارفين بالأحاديث و عللها، و الإكثار من ذكر العلل في رواياتها، و القول بأنّ هذه الكتب خلط مؤلّفوها الصحيح بالسقيم و الغث بالسمين، لا فائدة فيه غير زرع سوء الظنّ في نفوس بعض الجهّال، و ذلك ممّا لا ينبغي أن يصدر من مثله- سلّمه اللّه-. نعم لو كان في بعض الأحاديث ما لا يوافق الاصول الأصلية الاعتقادية، كان التعرّض لعلله و إطالة الكلام فيها و الاشتغال بها واجبا.
إذا عرفت ذلك، فاعلم أنّ من جملة ما عدّه في الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من ذلك الكتاب (الأخبار الدخيلة) ما رواه شيخنا الصدوق- قدّس سرّه- في «كمال الدين» عن محمّد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أحمد بن عيسى الوشّاء، عن أحمد بن طاهر القمّي، عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، عن أحمد بن مسرور، عن سعد ابن عبد اللّه القمّي قال: كنت امرأ لهجا بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم و دقائقها، كلفا باستظهار ما يصحّ لي من حقائقها، مغرما بحفظ مشتبهها و مستغلقها، شحيحا على ما أظفر به من معضلاتها و مشكلاتها، متعصّبا لمذهب الإمامية، راغبا عن الأمن و السلامة في انتظار التنازع و التخاصم، و التعدّي إلى التباغض و التشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، كاشفا عن مثالب أئمتهم، هتّاكا لحجب قادتهم، إلى أن بليت بأشدّ النواصب منازعة، و أطولهم مخاصمة، و أكثرهم جدلا، و أشنعهم سؤالا، و أثبتهم على الباطل قدما.
الى آخر ما نقلناه في المجلد الثاني من المنتخب الاثر تحت الرقم 809.
قال صاحب كتاب الأخبار الدخيلة- دام بقاه- تعليقا على هذا الحديث: كما أنّ متنه يشهد بعدم صحّته، كذلك سنده، فإنّ الصدوق إنّما يروي عن سعد بتوسط أبيه أو شيخه ابن الوليد، كما يعلم من مشيخة فقيهه، و
ص: 183
الخبر تضمن أربع وسائط منكرين، و من الغريب أنّ صاحب الكتاب المعروف بالدلائل رواه بثلاث وسائط مع أنّه يروي كالشيخ عن الصدوق بواسطة ...(1).
و ينبغي الكلام أوّلا في سنده، ثمّ في متنه، فنقول:
أمّا محمّد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني فهو من مشايخ الصدوق، روى عنه و كنّاه بأبي بكر مترضّيا عليه في الجزء الثاني الباب 43 من «كمال الدين» في ذكر من شاهد القائم عليه السلام و رآه و كلّمه الحديث السادس، فهو مرضيّ موثوق به، و في هذا الجزء الباب 41، الحديث الأول (2).
و أمّا أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي أبو العباس، و شيخه أحمد ابن طاهر القمّي، فأسند إليهما الصدوق أيضا في «كمال الدين» في الجزء الثاني باب 41 باب ما روي في نرجس أمّ القائم عليهما السلام و اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك (3)،
و الظاهر معرفته بحالهما و اعتماده عليهما، و ذلك لأنّه لم يرو في هذا الباب الذي هو من الأبواب المهمّة من كتابه إلّا حديثا واحدا، و هو ما رواه عن شيخه محمد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أبي العباس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي، عن أحمد ابن طاهر، بل يظهر من ذلك كمال وثاقتهما عنده، و اعتماده على صدقهما و أمانتهما، و يظهر ممّا عنون به الباب أيضا اعتماده و استدلاله على ما كان مشهورا في عصره من اسم امّه عليه السلام و نسبها بهذا الحديث، فالرجلان كانا معلومي الحال عنده بالصدق و الأمانة، و إلّا فلا ينبغي لمثله أن يعتمد على رواية غير موثّقة، لا يعرف رواتها بالوثاقة في مثل هذا الأمر المعتنى به عند الخاصّ و العامّ، فالمظنون بل المقطوع اطمئنانه بصحّة الرواية و صدق رواتها، و لو تنزّلنا عن ذلك فلا محيص عن القول باطمئنانه بصدورها بواسطة بعض القرائن و الأمارات المعتبرة التي يجبر بها ضعف الراوي، و يقطع بها بصحّتها، و إلّا فيسأل: ما فائدة عقد باب في كتاب مثل «كمال الدين» للاحتجاج برواية واحدة لا يحتجّ بها و لا يعتمد عليها مؤلّف الكتاب لجهله بأحوال رجالها؟ و ما معنى عنوانالباب بمضمونها؟ و كيف يقبل صدور ذلك من الصدوق قدّس سرّه؟ أ لم يصنّف كتابه «كمال الدين» لرفع الحيرة و الشبهة و الاستدلال على وجود الحجة(4)؟
فهل هذه الرواية إذا كان مؤلّف الكتاب لا يعتمد عليها تزيد الشبهة و الحيرة أو ترفعها؟
ص: 184
و هكذا نقول في أحمد بن مسرور، و أنّه من المستبعد أن لا يعرف مثل الصدوق تلامذة مثل سعد بن عبد اللّه.
لا يقال: لما ذا يستبعد ذلك، و المستبعد أن لا يعرف كلّهم. و بعبارة اخرى: المستبعد أن يجهل الكلّ دون أن لا يعرف الكلّ، فإنّه يجوز أن يعرف الكلّ إذا قلّت تلامذته، كما يجوز أن لا يعرف الجميع إذا كثرت تلامذته.
فإنّه يقال: نعم، يجوز ذلك عقلا كما يجوز عرفا باللحاظ الابتدائي، إلّا أنّ وجه الاستبعاد اهتمامهم بمعرفة الشيوخ و تلامذتهم و استقصاؤهم لذلك، و حضورهم في الحوزات الحديثية التي كان أهلها يعرفون الشيوخ و تلامذتهم، سيّما إذا كانوا من معاصريهم و قريبي العهد بعصرهم، و تركهم حديث من لا معرفة لهم بحاله و تتلمذه عند من يروي عنه، و كانوا مستقصين لهذه الامور بحيث إذا اسند حديث إلى من لا يعرفونه من تلامذة شيوخهم المعروفين سيّما معاصريهم يتركونه، و هذا مثل من كان بينه و بين رجل صداقة كاملة في مدة طويلة، يعرف عادة أبناءه و أرقابه و أصدقاءه، فيأتيه رجل مجهول الحال لم يره في هذه المدة عند صديقه، و لم يخبره أحد به، يدّعي أنّه ابن صديقه أو تلميذه الملتزم مجلس درسه، و إملائه للحديث، و يخبر عنه بامور لم يسمع به من صديقه، فلا شكّ أنّه لا يقبل ادّعاءه و يتّهمه بالكذب، و لا ينقل ما يخبر عنه سيّما محتجّا به من دون إشارة إلى أنّه في طول معاشرته و حضوره مجالس هذا الصديق لم يطّلع به، و لم يره في مجالسه و إلّا يكون مدلّسا. و مقام مثل الصدوق أرفع و أنبل من أن يعمل هكذا في كتاب كتبه لرفع الحيرة، و إزالة الشبهة، و امتثالا لأمر ولي اللّه روحي له الفداء(1)، فيزيد بنقله الحيرة و يقوي الشبهة.و خلاصة الكلام: لنا ادّعاء القطع بأنّ الصدوق- رحمه اللّه- كان عارفا بحال هؤلاء الرجال و صدقهم، و إن اهمل ذكرهم فيما بأيدينا من كتب الرجال و لم يصل حالهم بالإجمال أو التفصيل إلى مؤلّفي المعاجم و الرجال، و لا يصدر من مثله الاعتماد على حديث لم يعرف رجاله بالصدق و الأمانة، و لم يطمئن بصدقهم في نقلهم هذا الحديث بالقرائن التي توجب الاطمئنان.
ص: 185
و أمّا محمد بن بحر الشيباني، و إن رماه الكشّي (في ترجمة زرارة بن أعين) بالغلوّ(1)،
إلّا أنّ الظاهر من كلمات الرجاليّين: أنّه غير متّهم بالكذب و الخيانة، فيصحّ الاعتماد عليه، غاية الأمر أن لا يعتمد على روايته ما يوافق مذهبه من الغلوّ أو مطلق ما فيه الغلو و إن لم يوافق مذهبه، أو لا يعلم مذهبه فيه، فلا منافاة بينه و بين وثاقته، بل مع وثاقته لا يجوز ردّ روايته بعد القول بصدقه و وثاقته، إلّا أنّه ينظر إلى متن ما رواه فيؤوّل أو يحمل على المحامل الصحيحة إن امكن، و إلّا فيترك فيما ثبت دلالته على ما ثبت بالعقل أو النقل الحجّة كونه غلوّا، هذا. مضافا إلى أنّه قد صدر عن بعضهم كثيرا رمي الرجال بالغلوّ بما ليس منه عند الأكثر، و ربّما كان ذلك لانحطاط معرفة الرامي، و عدم بصيرته بامورهم و شئونهم عليهم السلام الثابتة بالعقل أو النقل، فإذا كان مراتب الصحابة الأجلاء مثل: سلمان و أبي ذر و المقداد و عمّار و نظائرهم من خواصّ أصحاب الأئمّة عليهم السلام في معرفتهم و شهود شئونهم و مراتبهم العلية متفاوتة جدّا، فما ظنّك بغيرهم. و هذا باب الورود فيه صعب مستصعب، لا يصل إلى منتهاه، بل لا يقرب منتهاه إلّا الأوحدي من اصحاب المراتب العالية، و الدرجات الرفيعة، فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا علي! ما عرف اللّه إلّا أنا و أنت، و ما عرفني إلّا اللّه و أنت، و ما عرفك إلّا اللّه و أنا(2).
و مع ذلك نقول: ما للتراب و ربّ الأرباب، أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و أنّ خلفاءه الأئمّة عباده المكرمون، لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون، و لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، و أشهد أنّهم المقرّبون المصطفون، المطيعون لأمر اللّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، و خلفاؤه في عباده، من أتاهم نجا و من تخلّف عنهم هلك، و أنّهم محدّثون مفهمون،لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم بأنّهم هم الولاة على الامور بأمر اللّه، و خلفاء النبي صلّى اللّه عليه و آله، و عرفوه بمعرفته بالولاية، و التصديق لهم و التسليم لأمرهم، و أنّ من عاداهم و جحدهم فقد عادى اللّه و جحده، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه، فهم خزّان علم اللّه، و حفظة سرّ اللّه، و لولاهم لساخت الأرض بأهلها. هذا و كما تلونا عليك، المحدّثون و العلماء أيضا متفاوتون في مراتب معرفتهم بهم، فبعضهم أقصر من البعض، بل و بعضهم أقصر من البعض في أمر و شأن من شئونهم في حال كونه أكمل و أرفع منه و من الكثيرين في سائر شئونهم، فمثل الصدوق- رضوان اللّه تعالى عليه- يرى أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، فربّما كان رجل عند شخص غاليا و هو صحيح المذهب عند غيره، و هذا باب يدخل فيه اجتهاد الرجاليّين و آراؤهم في الغلوّ، بل و غلوّهم في أمر الغلوّ، و شدّة تحفّظهم عن الوقوع فيه، فيتّهم بعضهم على حسب اجتهاده أو رأيه
ص: 186
رجلا بالغلوّ في حين أنّه يراه غيره مستقيم المذهب، فالاعتماد على حكم البعض بالغلوّ إنّما يجوز إذا كان ما هو الملاك عنده في الغلو معلوما لنا و ملاكا عندنا أيضا، و كان مستنده في إسناد الغلوّ إليه أيضا معتبرا عندنا، فلا اعتماد على الاجتهاد و الشهادة الحدسية، و إلّا فلا عبرة برميه به و لا نحكم عليه به فضلا من أن نعدّ ذلك موجبا لعدم الاعتماد على رواياته، سيّما إذا كان الرجل من المشايخ و تلامذة الشيوخ، موصوفا بالصدق و الوثاقة، و كيف يجوز الحكم بكون رجل كمحمد بن بحر، و هو كان من المتكلّمين، عالما بالأخبار، فقيها، مصنّفا نحوا من خمسمائة مصنّف (1)،
من الغلاة بمجرّد أنّ معاصره الكشّي و إن بلغ في جلالة القدر ما بلغ، عدّه من الغلاة، من دون أن نعرف رأيه في الغلوّ بالتفصيل، و مستنده في إسناد ذلك إليه، فلعلّ الكشّي كان يرى القول في مسألة بالسلب و الإيجاب من الغلوّ و هو لا يرى ذلك و كان هو محقّا، فلا ينبغي الاعتماد على اجتهاد الغير في الحكم بالغلوّ و ردّ روايات من رمي به سيّما إذا كان ذلك بالإجمال و الإبهام.
و يحتمل أن يكون رمي محمد بن بحر هذا بالغلوّ لتفضيله الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام على الملائكة، أو إخراجه في الأئمّة عليهم السلام ما يستغربه من لم يعرفهم حقّ معرفتهم، من جملتها ما روي عن حبيب بن مظاهر، و هذا لفظه: فقد روي لنا عن حبيب بن مظاهر الأسدي- بيض اللّه وجهه- أنّه قال للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام:أي شي ء كنتم قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السلام؟ قال: كنّا أشباح نور، ندور حول عرش الرحمن فنعلّم الملائكة التسبيح و التهليل و التحميد. ثمّ قال: و لهذا تأويل دقيق ليس هذا مكان شرحه، و قد بيّناه في غيره (2).
و
أمّا ما جعله الناقد شاهدا لعدم صحّة سنده من أنّ الصدوق يروي عن سعد بواسطة أبيه أو شيخه ابن الوليد، مع أنّ هذا الخبر قد تضمّن أربع وسائط منكرين (3).
فأقول: أمّا تضمّن الخبر أربع وسائط فليس كذلك، بل هو متضمّن لخمس وسائط، و أمّا كونهم منكرين فقد عرفت ما فيه.
ص: 187
و امّا كون تضمن الخبر أربع أو خمس وسائط شاهدا لعدم صحّة سنده مع أنّ الصدوق قد روى عنه بواسطة واحدة، ففيه: أنّ الاستشهاد بذلك غريب، فإنّه كما يمكن أن يروي عن سعد بواسطة شيخ واحد يمكن أن يروي عنه بواسطة رجال متعدّدين متعاصرين، فكما يجوز أن يروي المعاصر عن المعاصر بغير واسطة يجوز أن يروي عنه بواسطة رجال متعاصرين، و ما أظنّ به أبدا أنّه يريد أن يتّهم الصدوق- قدس سره- بجعل السند و وضع الحديث- العياذ باللّه- أو يزيد أن يتّهمه بأنّه لم يفهم ما يلزم من كثرة الوسائط بينه و بين سعد بن عبد اللّه و قلّتها، و أنّ ذلك قد ينجرّ إلى تعارض إسناد بعض الروايات مع بعض، فروى عن سعد بواسطة خمسة أو أربعة رجال غير متعاصرين مختلفين في الطبقة و هو الذي يروي عنه بواسطة شيخ واحد، أ فترى أنّه لم يدرك ذلك، أو أنّه لم ير في هذا السند و سائر أسناده إلى سعد تعارضا و تهافتا؟ بل هذا يدلّ على أنّه كان عارفا بأحوال هذه الرجال الوسائط في هذا السند بينه و بين سعد بن عبد اللّه.
ثمّ إنّه قال بعد ذلك: و من الغريب أنّ صاحب الكتاب المعروف ب «الدلائل» رواه بثلاث وسائط مع أنّه يروي كالشيخ عن الصدوق بواسطة(1)، و فيه: أنّه إذا بنينا على ما اختاره و حقّقه في تعريف مؤلّف الكتاب المعروف ب «دلائل الإمامة»، فلا غرابة، فإنّه يوافق رواية الصدوق بواسطة أبيه أوشيخه ابن الوليد عن سعد، فلا فرق من هذه الجهة بين رواية الشيخ أو مؤلّف «الدلائل» بواسطة عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، أو بواسطة أبي القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد اللّه البزاز، عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمد الثعالبي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن يحيى العطّار عن سعد(2).
و مع ذلك، المظنون سقط «واو» العطف عن الإسناد المذكور في «كمال الدين»، و كأنّه كان الإسناد هكذا: محمد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أحمد بن عيسى الوشّاء، و عن أحمد بن طاهر القمّي، عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، و عن أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد اللّه، أو نحو ذلك. هذا و قد ذكر الناقد كلام المجلسي- قدّس سرّه- في «البحار» و هو قوله: قال النجاشي بعد توثيق سعد: لقي مولانا أبا محمد عليه السلام، و رأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه، و يقولون:
هذه حكاية موضوعة. ثمّ قال المجلسي: الصدوق أعرف بصدق الأخبار و الوثوق عليها من ذلك البعض الذي لا يعرف حاله، و ردّ الأخبار التي تشهد متونها بصحّتها بمحض الظنّ و الوهم مع إدراك سعد زمانه عليه السلام و إمكان ملاقاة سعد له عليه السلام- إذ كان وفاته بعد وفاته عليه السلام بأربعين سنة تقريبا- ليس إلّا
ص: 188
للإزراء بالأخيار، و عدم الوثوق بالأخبار، و التقصير في معرفة شأن الأئمّة الأطهار، إذ وجدنا الأخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصلت إليهم، فهم: إمّا يقدحون فيها أو في راويها، بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال إلّا نقل مثل تلك الأخبار.
ثمّ أورد على هذا الكلام بقوله (1): الظاهر أنّ مراد النجاشي ببعض أصحابنا شيخه أحمد بن الحسين الغضائري، و هو من نقّاد الرجال و محقّقي الآثار، و هو أدقّ نظرا من الصدوق، و كان ذا سعة اطّلاع في الرجال. قال الشيخ في أول فهرسته: إنّ جماعة من شيوخ طائفتنا و إن عملوا فهرست كتب أصحابنا ممّا صنّفوه من التصانيف، و رووه من الاصول، إلّا أنّ أحدا منهم لم يستوف ذلك، و لا ذكر أكثره، بل اقتصروا على فهرست ما رووه و ما كانت في خزائنهم، سوى أحمد بن الحسين، فعمل كتابين؛ أحدهما: في المصنّفات، و الآخر: في الاصول، و استوفاهما على مبلغ ما وجد و قدر ... الى أن قال: و قد اعتمد النجاشي الذي هو أوثق علماء الرجال عندهم عليه، و كان تلميذه يروي عنه مشافهة تارة، و بالأخذ عن كتبه اخرى (2).أقول: الظاهر أنّ مراد المجلسي أيضا من البعض الذي لا يعرف حاله هو هذا أحمد بن الحسين الغضائري الذي يقول فيه الأردبيلي صاحب «جامع الرواة»: لم أجد في كتب الرجال في شأنه شيئا من جرح و لا تعديل (3)، و لم يصرّح باسمه تأسّيا بالنجاشي، فإنّه أيضا لم يصرّح باسمه لئلا يوجب ذلك تنقيصه، سيّما بعد ما كان الرجل معروفا بحكمه على الروايات بالوضع، و على الرجال بالغلوّ، و النجاشي و هو الذي يصفه الناقد نفسه بأنّه أوثق علماء الرجال اعتمد على هذا الخبر و قال:
لقي مولانا أبا محمّد عليه السلام، و استدراكه بعد ذلك بقوله: و رأيت بعض أصحابنا ... لعلّه كان لإظهار التعجّب ممّا رأى من هذا البعض.
و أين هذا الذي لا يعرف حاله من الصدوق الذي يصفه النجاشي- الذي هو أوثق علماء الرجال- بأنّه: كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميّين مثله في حفظه و كثرة علمه، له نحو
ص: 189
من ثلاثمائة مصنّف (1)،
و نحوه ما في الفهرست (2) و الخلاصة(3).
ثمّ كيف يكون هو أدقّ نظرا و أعرف بحال شيوخ الصدوق منه مع تأخّر طبقته عنه؟!
و أمّا ما في «فهرست»(4)
الشيخ- رضوان اللّه عليه- فهو يدلّ بالصراحة على قدحه، و عدم وقوع كتابيه موردا للقبول، فلم ينسخهما احد من أصحابنا، و أنّه اخترم و عمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه. و هذا الكلام صريح في أنّ كتبه لم تقع عند الطائفة و شيوخهم موردا للقبول، و أعرضوا عنها، حتّى عدّت من الكتب التي يجب إهلاكها، و لا يجوز نسخها، و لذا عمد بعض ورثته إهلاكها. و على كلّ نسأل اللّه تعالى له المغفرة.
و لا نخفي العجب من الناقد الذي يكتب عن الأحاديث و ما فيها بزعمه من التحريف و الوضع و غيرهما، و هو بنفسه يحكي عن مثل شيخ الطائفة- رضوان اللّه تعالى عليه- كلاما، فيأتي بصدده تأييدا لغرضه، و يسقط ذيله الصريح في نقضه و إليك كلام الشيخ في «الفهرست»: ...
و لم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه إلّا ما قصده أبو الحسن أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه- رحمه اللّه- فإنّه عمل كتابين؛ أحدهما: ذكر فيه المصنفات، و الآخر: ذكر فيه الاصول، و استوفاهما على مبلغما وجده و قدر عليه، غير أنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا و اخترم هو- رحمه اللّه- و عمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه (5).
إن قلت: لعلّ الصدوق و غيره من المحدّثين- رضوان اللّه عليهم- أخذوا بأصالة العدالة في رواياتهم عن المجاهيل و غير الموصوفين بالعدالة و الصدق في كتب الرجال، و مع أنّه لا طريق لنا إلى معرفة حالهم و إحراز عدالتهم و صدقهم لعدم ذكر منهم في تلك الكتب، أو عدم ذكر جرح و لا تعديل لهم فيها، فكيف نعتمد على تلك الروايات؟
قلت: إن اريد بالأخذ بأصالة العدالة أنّ الشرط في جواز الاعتماد على الخبر و إن كان عندهم عدالة المخبر و صدقه إلّا أنّهم كانوا يعتمدون في ذلك على البناء على الإيمان و عدالة من لم يثبت فساد عقيدته و صدور الفسق
ص: 190
و الكذب منه من دون أن يعرفوه بحسن الظاهر، فاستناده إليهم في غاية البعد، بل معلوم العدم، لعدم وجود أصل تعبّدي لهذا الأصل.
أمّا الأصل التعبّدي الشرعي فليس في البين إلّا الاستصحاب و فساد الابتناء عليه أوضح من أن يخفى؛ لعدم حالة العدالة السابقة المتيقّنة لمن لم يثبت فسقه و عدالته حتّى تستصحب تلك الحالة.
و أمّا الأصل التعبّدي العقلائي، أي استقرار بناء العقلاء على قبول كلّ خبر ما لم يثبت جرح مخبره بالكفر و فساد العقيدة أو ارتكاب الكبيرة و الفسق، فهذا أيضا محلّ الإنكار، مضافا إلى رجوعه إلى عدم اعتبار شرط العدالة و إلغائه في جواز الأخذ بالخبر.
و إن اريد بأصالة العدالة: الاعتماد على حسن الظاهر على أنّه العدالة، أو على أنّه طريق إليها، بناء على كونها ملكة نفسانية و حالة روحية يشقّ بها على صاحبها ارتكاب المعصية، فإن اتّفق صدورها منه يندم عليها و يتداركها بالتوبة و يلوم نفسه بها، و أنّ عليها يحكم بعدالة من كان له ظاهر حسن لا يتجاهر بما يخالف الشرع و يرتّب عليه آثار العدالة، فإجراء هذا الأصل بالنسبة إلى المجاهيل و غير الموصوفين بحسن الظاهر واضح الفساد.
نعم، يمكن أن يقال: إنّ المحدّثين القدماء، مثل: الصدوق و الكليني و غيرهما- رضوان اللّه تعالى عليهم- لم يأخذوا الأحاديث التي أخرجوها في كتبهم من المناكير و أبناء السبيل و القاعدين على الطرق و الشوارع و القصّاص و أمثالهم، فمثل الصدوق عادة يعرف شيوخه بأسمائهم و أنسابهم و حالاتهممن الإيمان و العدالة و الفسق، و لا يروي عمّن لا يعرفه بشخصه و اسمه و نسبه و صفاته أصلا، و لا يكتفي بتعريفه نفسه، فلا يكتب عنه إلّا بعد معرفته بظاهر حاله و بمذهبه و نحلته، و أنّ له شأنا في الحديث، و بعد ذلك اعتماده على الشيخ الذي يروي مثل هذا الحديث في محلّه، و لو كانوا من غير الشيعة أو من المقدوحين لصرّح بهم.
احتمال آخر: من المحتمل أن يكون بناء القدماء على الأخذ بأصالة الصدق و العدالة مبنيا على أصالة البراءة، و اعتماد العقلاء بخبر الواحد، و بنائهم على العمل به ما لم يصدر منه ما يوجب الفسق. و المراد من الأصل المعوّل عليه هنا: أصل العدم، و استصحاب العدم، فيستصحب عدم صدور الكبيرة منه و يبنى على عدم صدورها منه ما دام لم يحرز ذلك بالوجدان أو التعبّد، و لا بأس بذلك، فلا حاجة إلى إثبات العدالة، سواء كانت عبارة عن الملكة أو حسن الظاهر.
و بعبارة اخرى نقول: لمّا كان اعتبار العدالة و إحرازها في جواز الأخذ بأخبار المخبرين موجبا لتعطيل الامور، و تضييع كثير من المصالح لقلّة من يحرز عدالته، استقرّ بناء العقلاء على العمل بخبر الواحد الذي لم يحرز صدور ما يوجب الفسق منه، و ما يوهن الاعتماد عليه، و لم يكن في البين قرينة حالية تدلّ على رفع اليد عن
ص: 191
نبئه، و آية النبأ(1)
إنّما تدلّ على وجوب التبيّن في خبر الفاسق، أي الذي جاوز الحدّ، و صدرت منه الكبيرة، دون من لم تصدر منه الكبيرة، و أحرز ذلك بالوجدان أو بالأصل، و هذا الاحتمال قويّ جدّا؛ لأنّا نرى: أنّ العقلاء لا يزالون يعملون بخبر غير المتّهم بالكذب و الفسق، و إنّما يردّون من الخبر و يضعّفون الإسناد إذا كان المخبر فاسقا، ثبت صدور الفسق منه، أو بعلل اخرى لا ترجع إلى عدم إثبات عدالة الراوي.
إن قلت: فهل يعمل على خبر المجهول؟ و هل يجوز الاعتماد عليه؟
قلت: الجهل بحال الراوي: إمّا يكون مطلقا يشمل الجهل بإيمانه و بعدالته و فسقه، و إمّا يكون مقصورا بفسقه و عدالته مع العلم بإيمانه.
و لا كلام في أنّه لا يجوز العمل على القسم الأول و لا يحتجّ به، و أمّا القسم الثاني فيجوز مع الجهل- أي الشكّ في فسقه و عدالته- البناء على عدم فسقه؛ لعدم ثبوت صدور معصية منه، و الأخذ بخبره إذا لم يكن معارضا بما يخرجه عن استقرار سيرة العقلاء على العمل بخبر الواحد، فما يخرج الخبر عن صلاحية الاعتماد عليه هو الجرح، و مع عدمه لا حاجة إلى تعديل رواية.إن قلت: إذن كيف يصحّ الاعتماد على خبر المخالف أو غير الاثني عشرية من الشيعة مع أنّهم قد جوزوا العمل بأخبار الثقات الممدوحين بالصدق و الأمانة كائنا مذهبه ما كان؟
قلت: أمّا رواياتهم المؤيّدة لمذهب أهل الحقّ، المأثورة في اصول الدين، و رواياتهم في فضائل أهل البيت، و ما اتّفقت عليه كلمة أصحابهم و شيعتهم، فاعتمادهم عليها: إمّا للاحتجاج عليهم و الجدال معهم بالتي هي أحسن، و إمّا لحصول الوثوق بصحّتها؛ لعدم الداعي غالبا لهم في وضع هذه الأخبار، فالاحتجاج بها أحسن، و الاعتماد عليها أفحم للخصم.
و أمّا رواياتهم في الفروع و التكاليف العملية فالاعتماد عليها يدور مدار كون الراوي موثّقا في جميع الطبقات، يوجب نقله الاطمئنان بصدوره، و لم يكن معارضا لغيره من الأخبار، و مع التعارض يعمل على طبق قواعد التعادل و الترجيح كما بيّن في محلّه في الاصول.
و قد أورد على الحديث ثانيا أيضا بما يرجع إلى سنده، فقال:
لو كان الصدوق حكم بصحّته، لم لم يرو في فقيهه ما تضمّنه من الفقه؟
و لم لم يرو في معانيه ما تضمّنه من معاني الحروف؟(2).
ص: 192
و الجواب عنه: أنّ عدم روايته في فقيهه لا يدلّ على عدم اعتماده بالحديث، و لا ينافي حكمه بصحّته، فلعلّه ألّف كماله بعد فقيهه، أو ظفر بالحديث بعد تأليفه «للفقيه»، فأدرجه في كماله، مضافا إلى أنّه لم يستقص في «الفقيه» جميع الفروع، كما لم يستقصها في مقنعه و هدايته، و ترك فيهما بعض الفروع المشهورة التي لا ينساها المحدّث و الفقيه عادة، و لا ريب أنّه لم يلتزم باستقصاء جميع الفروع في كتبه، و لو التزم بذلك أيضا فلا يستبعد عدم وفائه به لبعض الأعذار مثل النسيان، و ممّا قلنا يظهر عذره في عدم روايته في معانيه، و ليت شعري أيّ دلالة لعدم إخراج رواية أخرجها مثل الصدوق في كتاب مثل «كمال الدين» في كتابه الآخر على ضعف الرواية، و إلّا فيدلّ عدم ذكره كثيرا من الفروع في «المقنع» و «الهداية» على أنّه لم يكن عنده من الفروع غير ما ذكره، و كذا سائر مؤلّفي الموسوعات الفقهية و غيرها.
و قال أيضا: لو كان الخبر صحيحا لم لم يروه الشيخ في غيبته مع وقوفه على «كمال الدين»؟(1).و هذا أيضا عجيب منه، فإنّه لو كان هذا دليلا على ضعف الخبر يلزم منه تضعيف كلّ ما لم يروه الشيخ في غيبته ممّا أخرجه الصدوق في كماله، و ما أخرجه النعماني في غيبته، و الفضل بن شاذان، و غيرهم.
و إذا كان عدم اتّفاق المحدّثين في إخراج الحديث من آيات الضعف فقلّما يوجد حديث كذلك، و يجب الحكم بضعف أكثر الأحاديث بمجرّد ذلك، و هذا شرط لم يشترطه أحد في جواز الأخذ بالحديث و حجّيته، و أظنّ أنّ هذا الناقد أيضا لا يقول به. هذا مضافا إلى أنّ الشيخ- قدس سرّه- لم يلزم على نفسه إخراج الأحاديث، بل كان في مقام الإيجاز و الاكتفاء بما يزول به الريب، فلعلّه لم يذكر هذا الحديث لطوله، و أنّ إخراجه يخرجه عمّا هو بصدده من الإيجاز و الاختصار.
و من إيراداته [عدم قول الشيخ في «سعد» إنه عاصر العسكري ع و لم أعلم أنّه روى عنه]
أيضا أنّه قال: و لم قال الشيخ في رجاله في «سعد» بعد عنوانه في أصحاب العسكري عليه السلام: عاصره و لم أعلم أنّه روى عنه؟(2).
و جوابه أيضا يظهر ممّا ذكرناه، و أنّ هذا يرجع إلى عدم ظفر الشيخ بما رواه الصدوق، و لذا لم يروه في غيبته و قال: لم أعلم أنّه روى عنه.
فالإشكالان يرتضعان من ثدي واحد، و الجواب عنهما يرجع إلى أمر واحد، و هو عدم ظفر الشيخ بكتاب «كمال الدين» قبل تأليف رجاله، أو لم يكن عنده حال تأليفه ككتاب غيبته. هذا مضافا إلى أنّه ربّما يقال- كما أفاده
ص: 193
سيدنا الاستاذ(1) أعلى اللّه في الفردوس مقامه-: إنّ الشيخ في تأليف رجاله لم يصل إلى نهاية مراده من استيعاب البحوث و تراجم الرجال، و هذا المعروف عندنا برجاله ليس إلّا ما كتب مقدّمة و تهيئة لما كان بصدده من التأليف.
و من إيراداته [: لو كان ذلك الخبر صحيحا لعدّ فيهم]أيضا: عدم عدّ محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، سعدا في عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام و رآه من الوكلاء و غيرهم، كما لم يذكر أحمد بن إسحاق فيهم (2).
قال: و لو كان ذلك الخبر صحيحا لعدّ فيهم (3).
و الجواب: أنّ ما ذكره هو عدد من انتهى إليه لا عدد من انتهى إليه و من لم ينته، و عدم انتهاء أمر سعد و أحمد إليه و سكوته عنهما لا يدلّ على عدم وقوف سعد و غيره على معجزات مولانا بأبي هو و امّي عليه السلام، و لا على ضعف روايته ذلك، و إلّا يلزم ردّ سائر الأحاديث الدالّة على أسماء من وقف على معجزاته أو رآه، و على أخبارهم ممّن لم يذكرهم محمد بن أبي عبد اللّه، و لو بنينا على ذلك لزم أن نردّ كلّ حديث و كلّ كلمة و خطبة مأثورة عن النبي و الائمة صلوات اللّه عليهم بمجرّد عدم نقل من لم يطّلع عليه، أو لم ينقله لعذر آخر في باب عقده لذلك في كتابه، و كأنّه- دام تأييده- غفل عن المثل المشهور: «إثبات الشي ء لا ينفي ما عداه» و «عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود» و «عدم الدليل ليس دليلا على العدم» سيّما بعد إثبات غير ذلك الشي ء، و وجدانه، و قيام الدليل عليه، فلا معارضة بين الوجود و العدم و بين من يخبر عن أمر و يعلمه و بين الجاهل به، و مجرّد كون سعد من الأجلّة و تأخّر موت محمد بن أبي عبد اللّه عن موته لا يستلزم انتهاء جميع أحواله إليه.
[الإيراد على الحديث بمضامين متنه]
ثمّ إنّه- حفظه اللّه- بعد الإيرادات التي تلوناها عليك شرع في الإيراد على الحديث بمضامين متنه ممّا يشهد بزعمه على وضعه. و هو اثنا عشر إيرادا(4)، ننقلها واحدا بعد واحد مع جوابه و بيان ضعفه بعون اللّه تعالى.
ص: 194
الأوّل: [لم يقل بتضمّن الحديث تفسير «الفاحشة المبيّنة» في «المطلقة» أحد.]
تضمّن الحديث تفسير «الفاحشة المبيّنة» في «المطلقة» بالسحق، قال: و لم يقل به أحد، و إنّما فسّروها بأذى أهل زوجها أو زناها.و الجواب عن هذا الإيراد يظهر بالنظر إلى تفسير الآية الكريمة، و البحث الفقهي حول حكم خروج المطلّقة من بيتها و إخراجها منه، فنقول:
قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً(1) و الذي يهمّنا هنا في تفسير قوله تعالى: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ و الكلام فيه يقع في مقامين:
الأوّل: فيما يحتمل أن يكون المراد من الآية بادّعاء ظهورها فيه، و تمام ما يدور الكلام حوله: تعيين ما يكون جملة «الفاحشة المبيّنة» ظاهرة فيه، و استفادة المعنى منها بحسب الاستظهار.
الثاني: بيان أنّ المستثنى منه هل هو حرمة إخراجهنّ من بيوتهنّ أو حرمة خروجهنّ منها؟
فنقول: قال الراغب: يقال: آية مبيّنة اعتبارا بمن بيّنها، و آية مبيّنة و آيات مبيّنات و مبيّنات، و قال: الفحش و الفحشاء و الفاحشة: ما عظم قبحها من الأفعال و الأقوال، و قال: إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ، وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ، إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ* كناية عن الزنا، و كذلك قوله: وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ انتهى (2).
و على هذا فالفاحشة: ما عظم قبحه من المعاصي، لا مطلق المعصية كما فسّرها بعضهم به، فتشمل الزنا و السحق و البذاء، و هو الفحش بما يستعظم قبحه، و عليه يكون مثل البذاء و أذى الأهل و الزنا و السحق من أفراد الفاحشة، بل و الخروج من البيت، و يكون المستثنى منه حرمة إخراجهنّ.
و يمكن أن تحمل الروايات الدالّة على خصوص بعض هذه الامور لبيان بعض المصاديق و الأفراد، لا اختصاص مفهوم الفاحشة مثلا بالزنا أو البذاء على أحمائها، فلا مفهوم لكلّ واحد منها يعارض منطوق غيره، و على فرض استفادة المفهوم منه دلالة المنطوق أظهر، خصوصا إذا كان المنطوق موافقا للكتاب و المفهوم مخالفا
ص: 195
له على حسب هذا الاستظهار، و يحمل نفي الزنا في رواية سعد على نفي اختصاص الفاحشة به كما صرّح به مثل صاحب الجواهر قدس سرّه (1)، و لكن لا يخلو من ضعف.و أمّا لو كان الاستثناء من حرمة خروجهنّ يكون المراد من «الفاحشة المبيّنة» نفس الخروج من البيت، و دلالتها على حرمة خروجهنّ آكد، إلّا أنّ هذا الاحتمال لو بنينا على الرواية و لم نترك جميعها لضعفها مردود، و كأنّه مخالف لإجماع المفسّرين، أو أقوال من يعتدّ به منهم، و لو كان الاستثناء من حرمة الخروج فالمراد بها نفس الخروج دون سائر المصاديق، فالمعنى: لا يخرجن إلّا تعدّيا و حراما. قال ابن همام: كما يقال: لا تزن إلّا أن تكون فاسقا، و لا تشتم امّك إلّا أن تكون قاطع رحم، و نحو ذلك، و هو بديع و بليغ جدّا(2).
هذا ما يحتمل بالنظر إلى ألفاظ الآية، و قد عرفت أنّ الأشهر بين المفسّرين كون الاستثناء راجعا إلى قوله تعالى: و لا تُخْرِجُوهُنَ.
و أمّا بحسب الروايات، ففي بعضها: فسّرت «الفاحشة» بأذاها أهل زوجها و سوء خلقها(3)،
و في بعضها: فسّرت بالزنا فتخرج فيقام عليها الحدّ(4)، و في رواية سعد بن عبد اللّه فسّرت بالسحق. و مع الغضّ عمّا قيل في هذه الروايات سندا، و عدم ترجيح بعضها على بعض من حيث السند، لا يخفى عليك عدم دلالة غير رواية سعد على حصر المراد من الفاحشة المبيّنة بما فسّرت به، بل يستفاد منها أنّ المذكور فيها: إمّا من مصاديقها الظاهرة كالزنا، أو من أدنى مصاديقها، و على هذا لا تعارض بين هذه الروايات و رواية سعد من حيث تفسيرها «الفاحشة المبيّنة» بالسحق.
نعم، حيث دلّت رواية سعد بن عبد اللّه على نفي كون المراد بها الزنا، يقع التعارض بينها و بين ما دلّ على كون الزنا أحد مصاديقها إن لم نحمل رواية سعد على نفي اختصاص الفاحشة بالزنا، و حينئذ يعامل معهما معاملة المتعارضين، و يؤخذ بالمرجّحات الجهتية أولا، أي يلاحظ جهة صدور الروايات، و أنّها إنّما صدرت للتقيّة، أو لأجل بيان حكم اللّه الواقعي، و مع عدم المرجّح فيهما يؤخذ بالمرجّحات السندية.
و على كلّ حال لا يحكم على الحديث بالوضع، كما لا يحكم على المتعارضين في سائر الموارد به.
هذا كلّه بحسب الكتاب و الروايات، و أمّا بحسب الأقوال فإليك بعضها:
ص: 196
قال الشيخ في «النهاية»: و إذا طلّق الرجل امرأته طلاقا يملك فيه رجعتها، فلا يجوز أن يخرجها من بيته، و لا لها أن تخرج إلّا أن تأتي بفاحشة مبيّنة، و الفاحشة: أن تفعل ما يجب فيه عليها الحدّ، و قد روي:
أنّ أدنى ما يجوز له معه إخراجها أن تؤذي أهل الرجل، فإنّها متى فعلت ذلك جاز له إخراجها(1).
و قال: إذا ساحقت المرأة اخرى و قامت عليها البيّنة بذلك، وجب على كلّ واحد منهما الحدّ مائة جلدة إن لم تكونا محصنتين، فإن كانتا محصنتين كان على كلّ واحد منهما الرجم (2).
و قال ابن حمزة في «الوسيلة»: فإن كانت (معها أحماؤها) و أتت بفاحشة مبيّنة و أقلّها أن تؤذي أهل الرجل بلسانها، كان للرجل إخراجها عنه إلى غيره (3).
و قال في السحق: الحدّ فيه مثل الحدّ في الزنا، و يعتبر فيه الإحصان و فقده على حدّ اعتبارهما في الزنا(4).
و قال المحقّق في «المختصر النافع»: لا يجوز لمن طلّق رجعيا أن يخرج الزوجة من بيته إلّا أن تأتي بفاحشة، و هو ما يجب به الحدّ، و قيل: أدناه أن تؤذي أهله (5).
و قال في السحق: و الحدّ فيه مائة جلدة، حرّة كانت أو أمة، محصنة كانت أو غير محصنة، الفاعلة و المفعولة(6).
و قال العلامة في «التحرير»: و يحرم عليه إخراجها منه إلّا أن تأتي بفاحشة، و هو أن تفعل ما يوجب الحدّ فتخرج لإقامته، و أدنى ما تخرج لأجله أن تؤذي أهله، و قال: حدّ السحق جلد مائة، حرّة كانت أو أمة، مسلمة كانت أو كافرة، محصنة كانت أو غير محصنة، فاعلة كانت أو مفعولة(7).
و من جميع ما ذكر يظهر لك: أنّ تفسير «الفاحشة المبيّنة» بالزنا، و أذى أهل زوجها ليس مبنيّا على الحصر، بل هو تفسيرها ببعض مصاديقها، فاستشهاده لوضع الحديث بتضمّنه أنّ الفاحشة المبيّنة في المطلّقة السحق و لم يقل به أحد، وقع منه لأجل عدم تدبّره في الآية و الروايات إن أراد بذلك نفيالقول بكون السحق من مصاديق الفاحشة و بعض أفرادها، و لعلّه ظاهر كلامه، و إن أراد تضمّن الحديث حصر المراد بالفاحشة المبيّنة بالسحق
ص: 197
فهو كذلك إن لم نحمله على نفي الاختصاص كما حمله عليه صاحب الجواهر قدس سرّه (1)، و لكن لا يستشهد بمثل ذلك لوضع الحديث، بل يعامل معه و مع معارضه معاملة المتعارضين.
ثمّ إنّك قد عرفت الاختلاف في حدّ السحق، و أنّ الشيخ فصّل بين المحصنة و غيرها، و قال في المحصنة بالرجم، و يمكن أن يقال: إنّه يستفاد من حديث سعد أنّ المرأة المطلّقة الرجعية ليست بمحصنة، فإذا زنت و اقيم عليها الحدّ ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزوّج بها لأجل الحدّ و أنّ حدّها في السحق مع كونها غير محصنة- بناء على هذا الاستظهار- الرجم، و هذا و إن لم نعثر عليه في الأقوال إلّا أنّه ليس ببعيد منها، و يؤيّده إطلاق بعض الروايات، و لا يمنع من الأخذ بها عدم القائل بها لو لم يكن غيرها من الروايات أرجح عليها من جهة السند و غيره.
و كيف كان فليس في حديث سعد إلّا دلالته على اختصاص «الفاحشة» بالسحق، و دلالته على كون الحدّ فيه الرجم مطلقا.
و الأول يردّ بما اختاره في «الجواهر»(2) من حمله على نفي الاختصاص. و لا يخفى أنّ الحمل عرفي، مبني على حمل الظاهر على الأظهر، لأقوائية ظهور ما دلّ على كون المراد من «الفاحشة» الزنا من ظهور دلالة حديث سعد على الاختصاص بالسحق، مضافا إلى أنّه لو لم نأخذ بهذا الحمل يعامل معهما معاملة المتعارضين كما مرّ، كما يعامل معها و مع ما يعارضها و هو ما يدلّ على أنّ شرط الرجم الإحصان، و أنّ المطلقة الرجعية محصنة أيضا معاملة المتعارضين.
الثاني [اتّفاق الإمامية على أنّ السحق كالزنا في الحدّ أو أدون بإيجابه الجلد فقط]
ممّا جعله شاهدا لوضع الحديث: ما أشار إليه بقوله:
و تضمّن أنّ السحق أفحش من الزنا مع اتّفاق الإمامية على أنّه كالزنا في الحدّ أو أدون بإيجابه الجلد فقط و لو كان من محصنة، و هو الأشهر.
أقول: أمّا كونه أفحش من الزنا، فربّما يستفاد من بعض الروايات التي فيها التوعيدات الشديدة على السحق (3)، و مثل قوله عليه السلام في بعضها: «و هو الزنا الأكبر»(4)،
و منها رواية سعد هذه.
ص: 198
و أمّا كون حدّها مساويا مع حدّ الزاني أو أدون منه، و أنّه الأشهر، فلا يدلّ ذلك على عدم كونه أفحش، لجواز أن يكون ذلك لبعض الحكم، مثل كون الزنا أكثر و أميل إليه مع منع أشهرية كون حدّ السحق أدون من الزنا بين القدماء، و مثل الاتّفاق الذي نقله عن الإمامية لا منع من مخالفته بعد ما نعلم أنّ القولين اللذين وقع الاتّفاق عليهما مبناهما الروايات و الاستظهار منها.
و كيف كان وقوع مثل هذه المخالفات بين الأحاديث لا يقع مستندا لردّها و ردّ حجّيتها، بل لا بدّ لنا من علاج المخالفة بالوجوه المقرّرة في الاصول.
الثالث [تضمُّن الحديث لعب الحجّة ع مع أنّ من علائمه عدم لعبه]
من الامور التي زعم أنّها تشهد بوضعه: ما أشار إليه بقوله: و تضمّن لعب الحجّة عليه السلام مع أنّ من علائم الإمام عليه السلام عدم لعبه، ففي خبر صفوان الجمّال أنّه سأل الصادق عليه السلام عن صاحب هذا الأمر، فقال: إنّه لا يلهو و لا يلعب (1).
و أقبل أبو الحسن موسى عليه السلام و هو صغير و معه عناق مكية و هو يقول لها: اسجدي لربّك، فأخذه أبو عبد اللّه و ضمّه إليه و قال: بأبي و امّي من لا يلهو و لا يلعب (2).
و في صحيح معاوية بن وهب أنّه سأل الصادق عليه السلام عن علامة الإمامة، فقال: طهارة الولادة، و حسن المنشأ، و لا يلهو و لا يلعب (3).
و في إثبات المسعودي و الكتاب المعروف بدلائل الطبري في خبر مشتمل على خروج جماعة إلى الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه لامتحانه، و منهم علي بن حسّان الواسطي، و أنّه حمل معه من آلات الصبيان أشياء مصاغة من الفضّة بقصد الإهداء و الإتحاف إليه عليه السلام لطفوليّته،قال: فنظر إليّ مغضبا ثمّ رمى به يمينا و شمالا، فقال: ما لهذا خلقنا اللّه، فاستقلته و استعفيته فعفا، و قام فدخل، و خرجت و معي تلك الآلات (4)،
و الخبر.
أقول: ما ذكره من أنّ الإمام لا يلهو و لا يلعب حقّ لا ريب فيه، و يدلّ عليه من الروايات أزيد ممّا رواه، كما أنّ هذا ثابت بدلالة العقل أيضا، إلّا أنّ اللعب يقال على فعل لم يقصد به فاعله مقصدا صحيحا.
ص: 199
قال الراغب: و لعب فلان: إذا كان فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا، و قال: اللهو: ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه و يهمّه، يقال: لهوت بكذا، و لهيت عن كذا: اشتغلت عنه بلهو(1).
و أمثال هذه الأفعال الصادرة من الأطفال يترتّب عليها منافع مهمّة، مثل: رشد جسمه و نموّه و اعتدال أعضائه، حتّى إنّ علماء التربية و الرياضة يلزمون على مربّي الأطفال تشجيعهم على هذه الأفعال، و لو لم يكن في طفل رغبة إلى هذه الأفعال الرياضية يستدلّون به على عدم صحّة جسمه، بل و سلامة روحه.
فان قلت: إنّ هذه الأفعال و إن يترتّب عليها بعض المنافع إلّا أنّ الطفل مفطور عليها، لا يقصد بها منفعة.
قلت: نعم، و لكنّ الفرق بينها و بين اللعب و اللهو الذي ينزّه عنه الإنسان الكامل أوضح من أن يخفى، فالأول قد قصد منه مقصدا صحيحا تكوينا، و بإرادة خالق الإنسان عزّ و جلّ، و دليل على كمال خلقته و تمامية فطرته، و عدمه دليل على النقصان. نعم، لا يفهم الطفل غالبا و نوعا ما قصد من رغبته إلى ما نسمّيه مجازا، و من غير التفات إلى الحكم و الغايات التكوينية لهوا و لعبا، أمّا الإمام فيفهم ذلك، شاعر بهذا الغرض الكاشف عن دقائق حكمة اللّه تعالى و كمال صنعه.
و الإشكال و الاستبعاد بصدور هذه الأفعال من الإمام الذي أعطاه اللّه تعالى العلم و الحكم صبيّا قريب من قول من قال: ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ (2) فنفي صدور هذه الأفعال عنهم عليهم السلام، لو لم يرجع إلى إثبات نقص فيهم لا يكون كمالا لهم، و يؤول الأمر إلى تنزيههم من الأفعال العادية التي يستحي الإنسان أن يراه الناس فيها، و إلى نفي مثل الشهوة و الميل الجنسي عنهم، و الحال أن بكلّ ذلك تظهر كمالاتهم الروحية، و مقاماتهم الشامخة العالية، و لو راجعنا تواريخ الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام لوجدنا فيها أزيد من ذلك بكثير، من أظهرها ما وقع بين النبي صلّى اللّه عليه و آله و سبطيه العزيزين عليه حتّى في حال صلاته و في سائر الأحوال، فهويلاعبهما و هما يلاعبانه و يقول: نعم المطيّة مطيّتكما، و نعم الراكبان أنتما(3). و يقول في الحسين عليه السلام: حزقّة حزقّة، ترقّ عين بقّة(4)، و لم يقل أحد: إنّ هذا لعب لا يجوز للنبي صلّى اللّه عليه و آله ارتكابه، أو لا يجوز لسبطيه عليهما السلام الركوب على النبي صلّى اللّه عليه و آله سيّما في حال الصلاة. و
ص: 200
هذه سيّدتنا و سيّدة نساء العالمين كانت ترقّص الحسن عليه السلام و تقول: أشبه أباك يا حسن ...، و قالت للحسين: أنت شبيه بأبي لست شبيها بعلي (1).
فهل تجد من نفسك أن يكون الأنبياء و الأوصياء محرومين او ممنوعين من هذه الملاطفات التي تقع بين الآباء و الأبناء، و من أوضح الشواهد على لطافة الروح و حسن الخلق و الرحمة الإنسانية مع ما فيها من الحكم و الرموز التربوية، فتمنعهم من هذا الشوق النفسي و الرغبة؟
فسبحان الذي جعلها من ألذّ لذائذ الحياة، و ما يذهب بها متاعبها، و تنسى مشاقّها و مرارتها.
الرابع [تضمُّن منع الحجّة أباه ع عن الكتابة]
ممّا استشهد به من مضامين الحديث لوضعه: ما أشار إليه بقوله: و تضمّن منع الحجّة أباه عليه السلام عن الكتابة، و لا يفعل مثل ذلك صبيان العامة إلّا قبل صيرورتهم ذوي تميز، فكيف يفعل ذلك مثله عليه السلام؟
و قد ظهر جوابه من مطاوي ما ذكرناه في الجواب عن إيراده الثالث، و ركوب مولانا الحسن أو الحسين عليهما السلام على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: نعم المطيّة مطيّتكما، و نعم الراكبان أنتما. و لا يطلق على مثل هذه الحركات اللطيفة و الملاطفات المحبوبة المنع، و لم يقل أحد: إنّ الإمام في حال كونه رضيعا صبيّا في المهد يجب أن يترك الأعمال التي جرت سنّة اللّه تعالى عليها في الصبيان، أو يجب عليه أن يعامل مع والديه و حاضنته و غيرهم خلاف ما هو المألوف عن الصبيان، بل الأمر على خلاف ذلك، قد جرت سنّة اللّه فيهم على ذلك لحكم و مصالح لعلّه يكون منها عدم غلوّ الناس فيهم فيتّخذونهم أربابا من دون اللّه تعالى أو أبناءه.
الخامس [تضمّن إبقاء العسكري رمّانة ذهبية وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها للعب ولده]
ممّا استشهد به لوضع الحديث ما أشار إليه بقوله: و تضمّن إبقاء العسكري عليه السلام رمّانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها للعب ولده، مع أنّ ذلك عمل مترفي أهل الدنيا، لا مثلهم عليهم السلام المعرضين عن الدنيا و زخارفها.
ص: 201
أقول: قال اللّه تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (1)، و قال عزّ اسمه في سليمان: يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ (2)، و إن شئت فراجع سيرة الأنبياء سيّما سيرة سليمان على نبيّنا و آله و عليه السلام، فقد كان له قصور و نساء و إماء كثيرة، حتّى قيل: إنّه كان له ألف امرأة، و كان يجلس على العرش، و روي: أنّه كان يخرج إلى مجلسه فتعكف عليه الطير، و يقوم له الإنس و الجنّ حتّى يجلس على سرير(3)،
و قد روي فيما توسّع له و توسّع به ما يستعجب منه (4)، و مع ذلك لم يقل أحد: إنّ كلّ ذلك عمل مترفي أهل الدنيا، و خلاف الإعراض عن الدنيا.
و في الحديث: «ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، و لا تحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند اللّه»(5).
و قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام «الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن، قال اللّه سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ و من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه»(6)، هذا هو الزهد، و لا يلزم معه ترك الانتفاع بما أحلّه اللّه تعالى و الالتذاذ بالملذّات، بل يجمع معه الانتفاع بكلّ ما أنعم اللّه تعالى به على الإنسان من نعم الدنيا، لأنّ المترفين أخذوا بالنعم حبّا للدنيا الدنيّة فيصعب عليهم تركها، دون هؤلاء. فإنّهم يتركون الدنيا بلا عناء و مشقّة، لا فرق عندهم في مقام الإنفاق بين الرمّانة الذهبية و الرمّانة الطبيعية. قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف حجج اللّه تعالى:
استلانوا ما استوعره المترفون (7)، فهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:
ص: 202
شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، و أكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون، ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ و المتجر الرابح (1).إذن فما شأن هذه الرمّانة الذهبية التي لم تكن أصلها من الذهب، بل كانت منقوشة به، و ما كان قيمتها، و من أين علم أنّه أبقاها؟ فلعلّها اهديت إليه في ذلك الحال كما يشعر به قوله: قد كان أهداها بعض رؤساء أهل البصرة. و يظهر من ألفاظه أنّه بالغ في توصيفها، و ما كان إعجابه بها إلّا لأنّه رآها بين يدي مولاه، و أنّها كانت الواسطة لملاطفته عليه السلام مع قرّة عينه، و لو وصف غير الرمّانة أيضا ممّا كان في البيت من الأشياء و الأثاث كان توصيفه لها مثل ذلك، فعين مثل عينه التي تشرّفت برؤية مولانا العسكري و ولده العزيز الذي بشّر به الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام، و وقعت على الجمال الذي ليس فوقه جمال إلّا جمال اللّه- جلّ جماله- الذي هذا الجمال منه، يرى كل ما يرى متعلّقا بهذا الجمال جميلا، و يصفه بأحسن ما بإمكانه من الألفاظ البليغة، و العبارات اللطيفة.
السادس [تضمّنه إنكار تفسير «خلع النعلين» بمعناه الظاهري]
ممّا تمسّك به لإثبات وضع الحديث: تضمّنه إنكار تفسير «خلع النعلين» في آية: «فاخلع نعليك»(2)
بمعناه الظاهري و تأويله بنزع حبّ الأهل من القلب.
قال: و تضمّن الإنكار في تفسير آية فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ بما فيه مع إنّ الصدوق نفسه روى في «العلل» عن ابن الوليد عن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبان عن يعقوب بن شعيب عن الصادق عليه السلام قال: قال اللّه تعالى لموسى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ لأنّها كانت من جلد حمار ميّت (3)،
و الخبر صحيح أو كالصحيح، حيث أنّ أبانا من أصحاب الإجماع على فرض صحّة نسخة الكشّي في كونه ناووسيا مع أنّ الراوي للخبر ابن الوليد النقّاد للآثار. و أيضا: قال تعالى ذلك لمّا أراد بعثته، فلا معنى لقوله في الخبر: «استجهله في نبوته» فالأنبياء كانوا لا يعرفون شيئا من الشريعة قبل الوحي إليهم بها، ثمّ من أين أنّ صلاة موسى عليه السلام كانت فيها؟ و من أين اتحاد الشرائع في مثله (4)؟
ص: 203
أقول: نحن نتكلّم أولا في دلالة الآية الكريمة بالنظر إلى ظاهرها، ثمّ ننظر أيّ التفسيرين أقرب إلى الظاهر، فنقول: الظاهر أنّ موسى عليه السلام أمر بخلع نعليه احتراما للواد المقدّس كما هو شأن كلّ مكان مقدّس يخلع الناس النعال عند ورودهم فيه، و كما نرى يخلعون نعالهم عند دخولهم المساجد و المشاهد و المقامات الشريفة، و هذا علامة تعظيمهم لهذا المكان، و أمر اللّه تعالى نبيّه موسى بذلك إيذانا بأنّه دخل الوادي المقدّس، و يظهر منها أنّ موسى كان عالما بأنّ أدب الورود و الكون في المكان المقدّس خلع النعلين، و أنّ الأمر لم يكن مولويا بل كان إرشاديا، و إخبارا بأنّه وقع في هذا المكانالمقدّس، فيلزم عليه خلع نعليه، و سواء كان مولويا أو إرشاديا، و سواء كان «طوى» اسم هذا الوادي أو كان خبرا ك «إنّ»، و حكاية عن الحالة الحاصلة لموسى، فالمناسب للتعظيم خلع النعلين. هذا ما يستفاد من ظاهر الآية.
و أمّا تفسيرها بحسب الروايات فنقول: إنّ القانون في الروايتين المتعارضتين إذا كانتا متضمّنتين لحكم من الأحكام العملية و الفروع الفقهية الجمع العرفي بينهما إن أمكن، و إلّا فالرجوع إلى المرجّحات المذكورة في باب التعادل و الترجيح إن كان لإحداهما ترجيح على الاخرى، و إلّا فالحكم هو التخيير كما بيّن في محلّه، إلّا أنّ لازم ذلك ليس الحكم بكذب الرواية التي رجّح غيرها عليها و الحكم بوضعها، كما أنّ في صورة التخيير لا يحكم بتساقط أحدهما عن الحجية رأسا، بل يؤخذ بهما في نفي القول الثالث، فكلتاهما حجّة لو لا ابتلاء كلّ واحدة منهما بالاخرى.
و على هذا، على فرض ترجيح الخبر الذي فسّر الآية بأنّ اللّه تعالى إنّما أمر موسى بخلع نعليه لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، مثل رواية يعقوب بن شعيب عن الصادق عليه السلام المتقدّمة، يجب الأخذ بها بالحكم الظاهري، و هو وجوب تصديق العادل، و البناء العملي على خبره، و لا يستلزم من ذلك سقوط الخبر من الحجّية بالمرّة فيما لا يعارضه خبر آخر، و لا يجوز الحكم بوضعه و كذبه بمجرّد هذا التعارض و رجحان الآخر عليه، فما ذكره الناقد هنا لا يوجب خللا في الحديث، و لا و هنا فيه، فليس هنا إلّا أنّ الشارع تعبّدنا بالأخذ بما فيه المرجّح في مقام العمل، و لا يخفى عليك أنّه ليس مجرّد معارضة خبر آخر أخذنا به على ما تقتضيه القواعد في مورد تعارضهما موجبا لترك الآخر في غير مورده، فلا يترك خبر «كمال الدين» لأنّ بعض مضمونه معارض لمضمون خبر ابن شعيب، و إن كان الأخير صحيح السند و الأول ضعيف السند.
و بعد ذلك كلّه ننظر إلى مضمون خبر «كمال الدين» بالقياس إلى خبر ابن شعيب، فنرى أيّهما أوفق بالآية، فنقول: أمّا تفسير الآية بأنّه إنّما أمر اللّه تعالى نبيّه موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام بخلع نعليه لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، فهو خلاف الظاهر، فإنّ الظاهر: أنّ خلع النعلين بما أنّها نعلين تعظيم للواد المقدّس، و أنّ الوقوف مع النعلين في هذا الوادي خلاف التعظيم و التكريم، لا لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، فيجوز عليه الورود و الوقوف مع النعلين لو لم تكن من ميتة، فهذا مخالف لظهور الكتاب، و موجب لاختلال شرائط حجّية
ص: 204
الحديث، لأنّ التعارض إذا وقع بين ظاهر الكتاب و ظاهر الخبر لا شكّ في أنّ الكتاب هو الحجّة، فلو لا ابتلاء خبر يعقوب بن شعيب بالمعارض أيضا مثل خبر «كمال الدين» لا يجوز الاستناد به من جهة معارضة ظاهر الكتاب.لا يقال: إنّ الحديث في مفاده أظهر و أنصّ من دلالة الكتاب على موضوعية خلع النعلين في أداء التعظيم و تحقّق التكريم، فإنّه يقال: مناسبة الحكم و الموضوع، و اقتضاء شرافة المكان، و عرفية خلع النعلين في مقام التعظيم تؤيّد ظهور الكتاب فيما هو ظاهر فيه عرفا.
و لا يخفى عليك أنّ التعارض هنا ليس من تعارض المقيّد و الخاصّ مع المطلق و العام، بل التعارض و التخالف وقع بينهما بالتباين، و على هذا يسقط الاستشهاد لوضع حديث سعد بمخالفة مضمونه لحديث يعقوب بن شعيب. هذا بالنظر إلى تفسير الآية برواية يعقوب و الاستشكال فيه.
و أمّا بالنظر إلى حديث سعد فالظاهر منه أنّه سأله عليه السلام عن تأويل الآية لا عمّا يستفاد منها بحسب ظهورها العرفي الحجّة، فلا منافاة بين الظهور و استفادة الأمر بخلع النعلين، لأنّه لا ينبغي تأدّبا الورود و الوقوف في هذا الوادي المقدّس و كلّ مكان ذي شرافة مع النعلين، و التأويل المذكور الذي لا يعلمه إلّا اللّه و الراسخون في العلم.
و على هذا لا يرد عليه بأنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة، مع أنّ الأمر بالنزع، لو كان المراد بالنعلين حبّ الأهل كان للدوام، و ينافيه تعليله إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً، فإنّ هذا يقال لو قلنا: بأنّ ذلك هو المتبادر إلى الذهن بحسب الظهور العرفي، لا إذا قلنا بحسب التأويل الذي ورد من أهله، مضافا إلى أنّ باب الاستعارة واسع، و المعيار في استحسانه الذوق السليم، و خفاء القرينة علينا لا يقتضي عدم وجودها بين المتكلّم و مخاطبه، فلعلّه كان حافيا و التعليل يقتضي دوام الأمر، فإنّ التشرّف بالواد المقدّس و التكلّم مع اللّه تعالى يقتضي نزع حبّ غير اللّه تعالى من القلب، و أن يكون أبدا ملازما له، مخلصا محبّته للّه.
لا يقال: على هذا يدور الأمر بين رفع اليد عن ظاهر الآية برواية ابن شعيب أو برواية سعد و الترجيح بحسب السند مع الاولى، لأنّه يقال: خبر ابن شعيب معارض لظاهر ما يستفاد من الكتاب، و هو أنّ الأمر بخلع النعلين كان للتعظيم كما يدلّ عليه خبر ابن شعيب أيضا، فإنّه قد دلّ على ذلك و إن خصّصه بما إذا كان النعل من جلد حمار ميّت، و معارضته للكتاب إنّما يكون لأجل دلالة الخبر على اختصاص التعظيم بما إذا كان النعل من جلد حمار ميّت مع أنّ العرف لا يساعد مع اختصاصه بخصوص هذا المورد، و يرى تفسيره بالمورد منافيا للاحترام و التعظيم، فحديث ابن شعيب مردود من جهة دلالته بهذا الاختصاص و نفي البأس عن سائر الموارد، و أمّا كون
ص: 205
المراد من «خلع النعلين» خلع محبّة الأهل فهو تفسير لا ينفي رجحان خلع النعلين، و إن كانت الآية ليست بصدد بيان هذا الرجحان، فتأمّل حتّى لا يشتبه عليك الفرق بين التفسيرين بالنسبة إلى ما يستفاد من ظاهر الآية. هذا.و أمّا قوله: و أيضا قال تعالى ذلك له لمّا أراد بعثته، فلا معنى لقوله في الخبر: استجهله في نبوّته، فالأنبياء كانوا لا يعرفون شيئا من الشريعة قبل الوحي إليهم بها، ثم من أين أنّ صلاة موسى عليه السلام كانت فيها؟ و من أين اتّحاد الشرائع في مثله ... الخ.
ففيه: أولا: أنّ كلامه هذا غريب منه، فإنّه مثل الاجتهاد في مقابل النصّ، فإنّ الحديث يدلّ على أنّ الأمر بخلع النعلين لم يكن لبيان حكم شرعي ابتدائي كما استظهرنا ذلك من الآية أيضا، و أنّ موسى كان يصلّي في نعله هذا، و بعد ذلك يتّجه ما أورد في الحديث على التفسير الذي زعمه الفقهاء، و ردّ الحديث بإنكار ذلك، و الترديد في أنّ صلاة موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام كانت فيها، و في اتّحاد الشرائع في مثله بعد دلالة الحديث عليه، في غير محلّه و من الهفوات.
السابع [عدم مزاحمة محبّة الخالق محبّة المخلوق]
من الوجوه التي توهّم أنّها تشهد بوضع حديث سعد:
تضمّنه أنّ اللّه تعالى أوحى إلى موسى أن انزع حبّ أهلك من قلبك إن كان محبّتك لي خالصة، مع أنّ محبّة الخالق على وجه و محبّة الخلائق على وجه، و لا يزاحم الثاني الأول و لا ينقضه، كيف و قد قال نبينا صلّى اللّه عليه و آله و هو أكمل الرسل و أفضلهم: حبّب إليّ من دنياكم ثلاث:
النساء ... الخبر، و قال الصادق عليه السلام من الأخلاق (أخلاق- ظ) الأنبياء حبّ النساء، و قال عليه السلام: ما أظنّ رجلا يزداد في الإيمان (أو في هذا الأمر) خيرا إلّا ازداد حبّا للنساء. و إنّما المذموم حبّ يوجب مخالفة أمره تعالى و نهيه، قال عز و جل: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ ... إلى قوله: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ الآية، مع أنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة، مع أنّ الأمر بالنزع، لو كان المراد بالنعلين حبّ الأهل كان للدوام، و ينافيه تعليله: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (1).
أقول: أولا: إنّ توهّم التخالف و التعارض بين مثل حديث سعد الذي يستفاد منه الترغيب إلى الإخلاص في المحبّة و كمال التوحيد فيها و ما ذكره من الآيات ناشئ من عدم التأمّل في المراد من الطائفتين من الآيات و
ص: 206
الأحاديث، فالطائفة الاولى تنظر إلى مقام اندكاك كلّ محبّة و محبّة كلّ شي ء في محبّة اللّه، فلا محبوب للمحبّ إلّا هو، فكلّ حبّ و محبّ يفنى عنده، فلا يرى شيئا، و لا يحبّ أحدا سواه، و لا يلتفت إلى رؤيته ما سواه و حبّه ما سواه كما إذا كان الإنسان مشغول القلب بالتفكّر في أمر ينسى ما سواه حتّى نفسه، و حتّى ينسى اشتغاله بالتفكّر فيه، و لمّا كان موسى عليه السلام في هذاالمشهد العظيم مشتغل القلب بأمر أهله لأنّه جاء ليقتبس نارا، و أمرهم بالمكث لأن يأتيهم منها بقبس، أمره تعالى بأن يفرغ قلبه له و لما يوحى إليه في هذا المشهد المقدّس، فالوصول بهذه المرتبة الرفيعة يناسب ترك الاشتغال بغير اللّه تعالى و التوجّه إلى غيره و إلى محبّة الأهل و الولد، و على هذا الشأن و أعلى مرتبته كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حال نزول الوحي إليه و غيره من الحالات المقتضية لذلك، فالشئون متفاوتة، و المشاهد و المقامات المتعالية القدسية لا تقاس مع غيرها من الشؤون و المقامات التي لا بدّ للنبي و الولي التلبّس بها، و لا يجوز في الحكمة ترفّعهما عنها، بل هما مأموران بهما، متقرّبان بهما إلى اللّه تعالى.
و أمّا المشهد الذي هو مشهد ظهور محبّة اللّه و الانقطاع إليه، و مشهد التشرّف بتكليم اللّه تعالى يقتضي ترك الاشتغال بغيره، و فناء كلّ حبّ و حبيب فيه، و لذا أسرع موسى بعد ذلك إلى الذهاب إلى فرعون امتثالا لأمره و ترك أهله على حالهم، و هذا شأن ترفع فيه النفس الإنسانية إلى أعلى المراتب الروحانية و القدسية الملكوتية.
و أمّا شأنه في حال يوصف بحسبه بحبّ الأهل و المال و الولد، و يشتغل بحبّهم و ملازماته، فهو أيضا شأن من شئونه، و لكن ليس اشتغاله باللّه كاشتغاله به في الشأن الأول، فاشتغاله به في الأول يتحصّل له بغير واسطة، و في الثاني شغله به يتحقّق بواسطة غيره، و يجوز في هذا المقام الجمع بين الحبّين.
و بعبارة اخرى نقول: فعليّة اشتغال القلب بمحبّة اللّه في مشهد من مشاهد القرب و معراج الانس تنافي اشتغاله الفعلي بمحبّة غير اللّه و التوجّه به، كما أنّ فعلية اشتغال القلب بحبّ النساء لا تجتمع مع الاشتغال الفعلي التام بحبّ اللّه تعالى. و إن شئت الشاهد لذلك فعليك بالرجوع إلى الأدعية، ففي ذيل دعاء عرفة المنسوب: «أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك، و لم يلجئوا إلى غيرك» هذا، و لا يخفى عليك قصور عباراتنا عن بيان حقيقة هذه المنازل و المشاهد، سيّما إذا كان النازل فيها و شاهدها الأنبياء و الأولياء.
و ثانيا: ما ذكره من أنّ المذموم حبّ يوجب مخالفة أمره تعالى و نهيه صحيح لا ريب فيه، أي لا يترتّب على حبّ غيره إذا لم يؤدّ إلى مخالفة أوامره و نواهيه عقاب و ذمّ مولوي، و الآية قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ (1) ناظرة إلى ذمّ هذا الحبّ المؤدّي إلى العصيان و المخالفة، و أمّا غيره فلم يكلّف اللّه عباده بتركه و إن رغّبهم بالجهاد لترك بعض أنواعه كما رغّبهم إلى بعض أنواعه الاخرى، إلّا أنّه لا ريب في أنّ شغل القلب باللّه تعالى، و الانصراف
ص: 207
من كلّ شي ء إلى اللّه، و الانقطاع به ممدوح شرعا، وكلّما كان ملازمة النفس بذكر اللّه تعالى و مداومته به أقوى و أتمّ كان العبد إلى اللّه أقرب، و لو كان جائزا في حكمة اللّه تعالى أن لا ينصرف عبده إلى غيره ممّا يتوقّف به نظام العالم و يدور مداره ابتلاء الخلق، لكان اللازم على العبد أن لا ينصرف منه إلى غيره.
فعلى هذا نقول: إنّ حبّ الأهل و المال و الولد ليس مذموما بالإطلاق، إلّا أنّ الاشتغال التامّ باللّه تعالى، و شغل القلب بمحبّته في بعض الأحوال، و مثل المقام الذي تشرّف به موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام ممدوح، بل لازم من لوازم العبودية و معرفة الربوبية، و ينبئ عن ذلك كلّه قوله صلّى اللّه عليه و آله: «لي مع اللّه وقت لا يسعه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل»(1)، و قوله في الحديث القدسي: «أنا جليس من ذكرني»(2)، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: من ذكر اللّه في السوق مخلصا عند غفلة الناس و شغلهم بما فيه كتب اللّه له ألف حسنة، و يغفر اللّه له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر»(3).
و ثالثا: دعواه- أنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة فيها- أنّ الظاهر أنّ هذه الاستعارة كانت معهودة عند أهل اللسان، بل و غيرهم من سائر الألسنة، و لذلك حكي:
أنّ أهل تعبير الرؤيا يعبّرون النعلين بالأهل، و فقدانها بفقدان الأهل (4)، مضافا إلى أنّه يكفي في القرينة كون النعلين من اللباس، و إطلاق اللباس على الزوجة في هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ (5).
و أوضح من ذلك كلّه: أنّ السؤال في حديث سعد وقع عن تأويل الآية، لاعن تفسيرها، و لذا لا ينافي ذلك التأويل كون المراد بالنعلين غير ما يراد بها في العرف و اللغة، كما لا ينافي أيضا لو كان المراد من ظاهر الآية الأمر بنزع النعلين لأنّها كانت من جلد حمار ميّت و إن كان في هذا الاحتمال ما ذكرناه ممّا يردّ كونه المراد، و اللّه أعلم.
و رابعا: قد ظهر ممّا ذكرناه أنّه لا يلزم من كون المراد بنزع النعلين نزع حبّ الأهل أن يكون ذلك للدوام، بل يصحّ ذلك و لو كان لعلّة حضوره في مشهد تكليم الربّ معه، و التعليل يؤيّد ما ذكرناه منعدم منافاة بين الأمر بنزع حبّ الأهل في هذا المقام الشريف و بين ما ورد في الترغيب إلى حبّ الأهل. هذا.
ص: 208
و لا يخفى عليك أنّ بعد إمكان الجمع بين رواية سعد و غيره من الروايات لا يجوز القول بمخالفتها مع غيرها، و الاستشهاد بها لوضعها، سامحنا اللّه و إيّاه، و وفّقنا لسلوك الطريقة المستقيمة، و هدانا إلى السليقة السليمة.
الثامن [ما فيه من تفسير «كهيعص»]
من المضامين التي استشهد بها لوضع حديث سعد: ما فيه من تفسير «كهيعص» مع أنّ الأخبار وردت بغير ذلك كلّها دالّة على أنّ «كهيعص» من أسماء اللّه تعالى.
و فيه: أوّلا: أنّ ذلك على سبيل التأويل، و سائر الأخبار ورد على سبيل التفسير.
و ثانيا: لا منافاة بين هذه الأخبار، و لا دلالة لها على حصر المراد بما فيها بعد ما كانت الحروف المقطّعة القرآنية من الرموز، فيجوز أن يكون كلّ حرف منها رمزا للعلوم الكثيرة، و مفتاحا لأبواب من المعارف و الامور الغيبية، و هذا نحو قوله عليه السلام: علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ألف باب من العلم، فانفتح لي من كلّ باب ألف باب (1).
التاسع: تضمّنه [خبر اليهود بظهور محمد ص]
أنّ اليهود كانوا يخبرون بظهور محمد صلّى اللّه عليه و آله يسلّط على العرب كتسلّط بخت نصّر على بني إسرائيل، و أنّه كاذب، مع أنّه خلاف القرآن، فإنّه تضمّن أنّهم يوعدون أعداءهم به صلّى اللّه عليه و آله، و أنّه إذا ظهر ينتقم لهم منهم، قال اللّه تعالى:
وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ، و ورد: أنّ الأنصار بادروا بالإسلام لمّا سمعوا من اليهود فيه، فقالوا: هذا النبي الذي كانت اليهود يخبروننا به.
أقول: هذا أيضا عجيب، فإنّ ما يدلّ عليه حديث سعد: أنّ اليهود كانوا يقولون كذا و كذا عنه صلّى اللّه عليه و آله، و كانوا يكذّبونه، و تكذيبهم إيّاه قد ورد في القرآن المجيد لا مرية فيه، و من جملة ما يدلّ على إنكارهم و ردّهم رسالته هذه الآية: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ ...(2) فأيّ منافاة بين كونهم مخبرين برسالته قبل دعوته و بعثته أو قبل ولادته، و بين إنكارهم حسدا و عنادا للحقّ؟ و الأنصارأيضا آمنوا بالحقّ لمّا سمعوا من اليهود
ص: 209
قبل ذلك من البشارة بالنبي صلّى اللّه عليه و آله في التوراة مع أنّهم بعد ذلك لم يؤمنوا به و أنكروه، إلّا القليل منهم كعبد اللّه بن سلام و غيره.
إن قلت: إنّ الآية الكريمة إنّما تدلّ على أنّ اليهود كانوا قبل البعثة يستفتحون على الذين كفروا، و كانوا يخبرون عن ظهور النبي صلّى اللّه عليه و آله و يصدّقونه، فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به، و الرواية قد دلّت على أنّهم يكذّبونه قبل ذلك.
قلت: ما دلّت عليه الرواية: أنّ المجالسين لهما كانوا يكذّبونه، و لعلّ مجالستهما إيّاهم كانت للاستخبار عن حاله صلّى اللّه عليه و آله و مآل حاله، و كانت بعد البعثة، و لا رادّ لاحتمال أن يكون طائفة من اليهود كانوا يكذّبونه قبل ذلك تعصّبا؛ لعلمهم بأنّه من العرب و من ولد إسماعيل على نبيّنا و آله و عليه السلام، و بعد جواز الجمع بين ظاهر الآية و الرواية بأحد الوجهين المقبولين عند العرف يرفع الإشكال، و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
العاشر: تضمّنه أنّ الرجلين كانا يجالسان اليهود، و يستخبرانهم عن عواقب أمر محمد
صلّى اللّه عليه و آله مع أنّهما لم يكونا أهل ذلك، لا سيّما الثاني الذي كان جلفا جافا، و حديث إسلامه معروف، و أيّ مانع من أن يكون إسلامهما طوعا و يصيران أخيرا منافقين، فكم من مؤمن صار كافرا فضلا عن أن يصير منافقا، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا أ لم يكن إبليس ملكا(1)
مقرّبا ثمّ صار رجيما لعينا؟ فأيّ استبعاد من أن يؤمن الرجلان طوعا ثمّ يكفران حسدا منهما بمقام أمير المؤمنين عليه السلام، و استنكافا عن طاعته كما كفر إبليس بسبب آدم عليه السلام؟ أ لم يخبر اللّه تعالى بانتظار وقوع الارتداد من عامّة الامة في قوله عزّ و جلّ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ؟(2).
أقول: سبحان اللّه! عجيب عجيب، يا هذا! ما تقول و مع من تتكلّم و على من تردّ؟! (ما هكذا تورد يا سعد الإبل) على فرض صحّة سند الحديث، بل و على البناء على ضعفه لا يجوز التكلّم فيه و ردّه بهذا البيان الخارج عن حدّ الأدب، فإذا يجوز أن يكون إسلامهما طوعا و يصيرا أخيرا من المنافقين لم لا يجوز أن يكون طمعا؟
و أي دلالة في قصّة إبليس على وجوب كون إيمانهما طوعا؟ و من أين علمت أنّ إبليس الذي ظهر كفره عند أمره بالسجود لآدم لم يكن كافرا منافقا قبل ذلك؟
ص: 210
و من أين تستدلّ بقوله تعالى: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ على أنّهما كانا مسلمين مؤمنين ثم ارتدّا بعد ذلك؟ و لم تفرّق بين الارتداد و النفاق، فيجوز أن يكون الشخص منافقا لم يحكم عليه بالكفر و الارتداد في الظاهر، فإذا أظهر نفاقه و ردّ وصية النبي صلّى اللّه عليه و آله و ردّ ولاية ولي الأمر ارتدّ بذلك.
و من أين قلت: إنّ الآية إخبار بانتظار وقوع الارتداد من الامة؟ ثم كيف تقول بانتظار وقوعه من عامّة الامة و لا تستثني أحدا منهم حتّى الذين لم يرتدّوا و علم اللّه تعالى بأنّهم لا يرتدّون؟
كأنّك تتكلّم مع مثلك، أو تريد أن تباحث مع الإمام بقول: لم و لا نسلم، ما هذا أدب التسليم للّه تعالى و النبي و لأوصيائه و خلفائه عليهم السلام.
الحادي عشر: [تضمّن الحديث عدم نقض سعد دعوى خصمه في قضية «الغار»]
ما أشار إليه بقوله: و تضمّن أنّه لم لم ينقض سعد دعوى خصمه بإخراج النبي أبا بكر معه إلى الغار بأنّه لم لم يخرج باقي الأربعة معه لأنّهم صاروا أيضا خلفاء مثل أبي بكر مع أنّه لا ينقض دعواه، فإنّ للخصم أن يقول: إنّي لم أقل أخرجه للخلافة المجرّدة، بل لأنّه أسّس سلطنة المسلمين، و شكّل دولة لهم، و كم فرق بين الباني لبيت و الجائي إلى بيت ممهّد.
أقول: كان لسعد و لغيره ممّن يناظر مع هؤلاء أن يقول: إذا كان السبب لإخراجه معه علمه بأنّه يلي الخلافة من بعده، فهو كان عالما بأنّ باقي الأربعة يلونها واحدا بعد واحد، فيجب عليه إخراج الأربعة معه، و إن كان السبب أنّه يكون كذا و كذا كان لسعد أن يجيبه بأنّه ما كان كذا، و أنّ خلافته كما أخبر عنه عمر كانت فلتة وقى اللّه الامّة شرّها، و أنّ غيره مثل عمر كان أدهى منه، و ما كان ما صدر منه بأقلّ ممّا صدر من أبي بكر على رأي القوم و زعمهم لو لم يكن بأكثر و أعظم، و أمّا ما صدر من علي عليه السلام من بيان الشريعة و تفسير القرآن، و المعارف الحقيقية، و ما نحتاج إليه في امورنا الدينية و الدنيوية و الاخروية، و ما علّم الامّة من علم تأويل القرآن، و الجهاد مع الناكثين و القاسطين و المارقين البغاة، فلا يحصيها أحد إلّا اللّه تعالى.
و كأنّ الناقد رأى ذلك، أي تأسيس سلطنة المسلمين و تشكيل دولتهم من أعمال أبي بكر، و لذا رأى أنّه لا يمكن لسعد الجواب عنه، و لم يلتفت إلى أنّه لم يكن وحده فيما كانوا بصدده من السلطة على المسلمين و الاستيلاء عليهم، بل كانوا حزبا و جماعة يعملون لذلك من عصر النبي صلّى اللّه عليه و آله، و لم يكن مقصدهم تأسيس الحكومة للمسلمين، بل كان مقصدهم الاستيلاء على الامور و على السلطان، و منع أمير المؤمنين عليه السلام عن حقّه.
ص: 211
الثاني عشر: [بقاء أحمد بعد العسكري ع أمر قطعي اتّفاقي]اشتمال حديث سعد بن عبد اللّه على موت أحمد بن إسحاق في حياة العسكري عليه السلام، و بعثه عليه السلام خادمه المسمّى بكافور لتجهيزه، مع أنّ بقاء أحمد بعده عليه السلام أمر قطعي اتّفاقي ...
إلخ.
أقول: هذا أقوى ما تشبّث به لإثبات جعل الحديث، و لا ننكر استصعاب الجواب عنه لو كان أحمد بن إسحاق المذكور في هذا الحديث هو أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري الحي بعد وفاة مولانا أبي محمد عليه السلام، أمّا لو احتملنا أنّه غيره يرتفع الإشكال، و لا دليل على كونهما واحدا و إن لم يكن دليل على كونهما متعدّدا لو لم نقل بأنّ نفس هذا الحديث دليل على التعدّد، سيّما بعد ما كان مخرجه الصدوق الذي قد سمعت أنّه كان عارفا بالرجال سيّما مثل أحمد بن إسحاق الأشعري المعاصر لأبيه، و لا ريب أنّه لو لم يكن عارفا بأحوال الرجال كان عارفا بمثله، يعرفه معرفة تامّة، و هو مع ذلك أخرج هذا الحديث محتجّا به في كتاب مثل «كمال الدين».
فلو كان أحمد بن إسحاق المذكور فيه هو هذا الذي توفّي في عصر الغيبة الصغرى دون عصر الإمام العسكري عليه السلام، كيف لم يتفطّن به؟ لا يجوز ذلك و لا نقبله، فيدور الأمر بين أن نقول: بعدم تفطّن مثل الصدوق- قدس سرّه- بهذا الأمر القطعي الاتفاقي المشهور و المعروف الذي لا يخفى على مثله، أو أن نقول: بدسّ هذا الحديث في كماله و أنّه لم يخرجه فيه و زاد عليه بعض الوضّاعين كلّه أو ذيله الذي لم يخرجه صاحب «الدلائل»، أو أن نقول: بتعدّد المسمّى بأحمد بن إسحاق.
و المتعيّن الثالث كما لا يخفى، و مجهولية حال المذكور في حديث سعد لا يدلّ على ضعفه، بل يستظهر منه أنّ الصدوق كان يعرفه بأنّه كان خير أهل البلد. و الحمد للّه على الهداية.
و من جملة ما ذكره في الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من ذلك الكتاب (الأخبار الدخيلة) أحاديث ثلاثة من الأحاديث المخرّجة في باب من شاهد مولانا القائم عليه السلام و فاز برؤيته:
أحدها: ما رواه الصدوق في كمال الدين
: ص 465- 470 قال:
حدّثنا علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: وجدت في كتاب أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنامحمّد بن أحمد الطوال، عن
ص: 212
أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار، قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدّي علي بن إبراهيم بن مهزيار يقول: كنت نائما في مرقدي إذ رأيت في ما يرى النائم قائلا يقول لي: حجّ، فإنّك تلقى صاحب زمانك. قال علي بن إبراهيم: فانتبهت و أنا فرح مسرور، فما زلت في الصلاة حتّى انفجر عمود الصبح، و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاجّ، فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فما زلت كذلك حتّى خرجوا و خرجت بخروجهم اريد الكوفة، فلمّا وافيتها نزلت عن راحلتي و سلّمت متاعي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن آل أبي محمّد عليه السلام، فما زلت كذلك فلم أجد أثرا، و لا سمعت خبرا.
و خرجت في أوّل من خرج اريد المدينة، فلمّا دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلّمت رحلي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الأثر، فلا خبرا سمعت، و لا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة، و خرجت مع من خرج، حتّى وافيت مكة، و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا، فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكّرا في أمري، و عائبا على نفسي، و قد جنّ الليل، فقلت:
أرغب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها، و أسأل اللّه عزّ و جلّ أن يعرّفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك و قد خلالي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف، فإذا أنا بفتى مليح الوجه، طيّب الرائحة، متّزر ببردة، متّشح باخرى، و قد عطف بردائه على عاتقه فرعته، فالتفت إليّ فقال: ممّن الرجل؟ فقلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف بها ابن الخصيب؟ فقلت:
رحمه اللّه دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه، لقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا، فقال: أ تعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي، فقال: أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن، أ تعرف الصريحين؟ قلت: نعم، قال: و من هما؟ قلت: محمد و موسى، ثمّ قال: ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: معي، فقال: أخرجها إليّ، فأخرجتها إليه خاتما حسنا، على فصّه محمّد و علي، فلمّا رأى ذلك بكى [مليا و رنّ شجيّا، فأقبل يبكي بكاء] طويلا و هو يقول: رحمك اللّه يا أبا محمّد، فلقد كنت إماما عادلا، ابن أئمّة و أبا إمام، أسكنك اللّه الفردوس الأعلى مع آبائك عليهم السلام، ثمّ قال: يا أبا الحسن، صر إلى رحلك و كن على اهبة من كفايتك، حتّى إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا، فإنّك ترى مناك [إن شاء اللّه].
قال ابن مهزيار: فصرت إلى رحلي اطيل التفكّر، حتّى إذا هجم الوقت فقمت إلى رحلي و أصلحته، و قدمت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتّى لحقت الشعب، فإذا أنا بالفتى هناك يقول: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن، طوبى لك فقد اذن لك، فسار، و سرت بسيره حتّى جاز بي عرفات و منى، و صرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي:
ص: 213
يا أبا الحسن، انزل و خذ في اهبة الصلاة، فنزل و نزلت حتّى فرغ و فرغت، ثمّ قال لي: خذ في صلاة الفجر و أوجز، فأوجزت فيها و سلّم و عفّر وجهه في التراب، ثم ركب و أمرني بالركوب فركبت، ثم سار و سرت بسيره حتّى علا الذروة، فقال: المح هل ترى شيئا؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء، فقلت: يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء، فقال لي: هل ترى في أعلاها شيئا؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقّد نورا، فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أرى كذا و كذا، فقال لي: يا ابن مهزيار، طب نفسا، و قرّ عينا، فإنّ هناك أمل كلّ مؤمّل، ثم قال لي: انطلق بنا، فسار و سرت حتّى صار في أسفل الذروة، ثمّ قال: انزل، فهاهنا يذلّ لك كلّ صعب، فنزل و نزلت حتّى قال لي: يا ابن مهزيار، خلّ عن زمام الراحلة، فقلت: على من اخلفها و ليس هاهنا أحد؟ فقال: إن هذا حرم لا يدخله إلّا وليّ، و لا يخرج منه إلّا وليّ، فخلّيت عن الراحلة، فسار و سرت، فلمّا دنا من الخباء سبقني و قال لي: قف هناك إلى أن يؤذن لك، فما كان إلّا هنيئة فخرج إليّ و هو يقول: طوبى لك، قد اعطيت سؤلك.
فدخلت عليه صلوات اللّه عليه و هو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر، متّكئ على مورة أديم، فسلّمت عليه و ردّ عليّ السلام، و لمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق و لا بالبزق، و لا بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال، فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته و صفته، فقال لي: يا ابن مهزيار، كيف خلفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش و هناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم، و أخذهم أمر ربّهم ليلا و نهارا، فقلت: متى يكون ذلك يا ابن رسول اللّه؟ قال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، و اللّه و رسوله منهم براء، و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا، و يخرج السروسيّ من إرمنية و أذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيكون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير، و يهرم منها الكبير، و يظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلى الزوراء، فلا يلبث بها حتّى يوافي باهات، ثم يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري، وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، و على اللّه حصاد الباقين، ثم تلا قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ فقلت:
ص: 214
سيدي يا ابن رسول اللّه، ما الأمر؟ قال: نحن أمر اللّه و جنوده، قلت: سيدي يا ابن رسول اللّه حان الوقت؟ قال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ.
وثانيها ما رواه الصدوق [أيضا في كمال الدين]
- رضوان اللّه تعالى عليه- أيضا في كمال الدين: ص 445- 453 قال:
حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: قدمت مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير عليهما السلام، فلم أقع على شي ء منها، فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسّم فيّ، فعدت إليه مؤمّلا منه عرفان ما قصدت له، فلمّا قربت منه سلّمت، فأحسن الإجابة، ثمّ قال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني، قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة اللّه عليه، ما كان أطول ليله، و أجزل نيله! فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟ قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليّا ثمّ قال: مرحبا بك يا أبا إسحاق، ما فعلت بالعلامة التي و شجت بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟
فقلت: لعلّك تريد الخاتم الذي آثرني اللّه به من الطيّب أبي محمّد الحسن ابن علي عليهما السلام؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلمّا نظر إليه استعبر و قبّله، ثم قرأ كتابته فكانت «يا اللّه يا محمّد يا علي» ثمّ قال: بأبي يد طالما جلت فيها، و تراخى بنا فنون الأحاديث ... إلى أن قال لي:
يا أبا إسحاق، أخبرني عن عظيم ما توخّيت بعد الحجّ؟ قلت: و أبيك ما توخّيت إلّا ما سأستعلمك مكنونه، قال: سل عمّا شئت، فإنّي شارح لك ان شاء اللّه، قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمّد الحسن عليهما السلام شيئا؟ قال لي: و ايم اللّه، إنّي لأعرف الضوء بجبين محمد و موسى ابني الحسن بن علي عليهم السلام، ثم إنّي لرسولهما إليك، قاصدا لإنبائك أمرهما، فإن أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرّك بهما فارتحل معي إلى الطائف، و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام.
قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلّل رملة فرملة، حتّى أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر، قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني إلى الإذن، و دخل مسلّما عليهما و أعلمهما بمكاني، فخرج عليّ أحدهما و هو الأكبر سنّا (م ح م د) ابن الحسن عليهما السلام، و هو غلام أمرد، ناصع اللون،
ص: 215
واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقنى الأنف، أشمّ، أروع، كأنّه غصن بان، و كأنّ صفحة غرّته كوكب درّي، بخدّه الأيمن خال كأنّه فتاة مسك على بياض الفضة، و إذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء.فلما مثّل لي أسرعت إلى تلقّيه، فأكببت عليه ألثم كلّ جارحة منه، فقال لي: مرحبا بك يا أبا إسحاق، لقد كانت الأيّام تعدني و شك لقائك، و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار، و تراخي المزار، تتخيّل لي صورتك حتّى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، و خيال المشاهدة، و أنا أحمد اللّه ربّي ولي الحمد على ما قيّض من التلاقي، و رفّه من كربة التنازع و الاستشراف عن أحوالها، متقدّمها و متأخّرها، فقلت:
بأبي أنت و امّي، ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر اللّه بسيدي أبي محمد عليه السلام، فاستغلق عليّ ذلك حتّى منّ اللّه عليّ بمن أرشدني إليك و دلّني عليك، و الشكر للّه على ما أوزعني فيك من كريم اليد و الطول، ثمّ نسب نفسه و أخاه موسى و اعتزل بي ناحية، ثمّ قال: إنّ أبي عليه السلام عهد إليّ أن لا أوطن من الأرض إلّا أخفاها و أقصاها، إسرارا لأمري، و تحصينا لمحلّي لمكايد أهل الضلال و المردة من أحداث الامم الضوالّ، فنبذني إلى عالية الرمال، و جبت صرائم الأرض ينظرني الغاية التي عندها يحلّ الأمر، و ينجلي الهلع. و كان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحكم، و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك منه جزءا أغناك عن الجملة.
[و اعلم] يا أبا إسحاق أنّه قال عليه السلام: يا بني، إنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجدّ في طاعته و عبادته بلا حجّة يستعلي بها، و إمام يؤتمّ به، و يقتدى بسبيل سنّته و منهاج قصده، و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعدّه اللّه لنشر الحقّ و وطء الباطل، و إعلاء الدين، و إطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، و تتّبع أقاصيها، فإنّ لكلّ وليّ لأولياء اللّه عزّ و جلّ عدوّا مقارعا، و ضدّا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل النفاق، و خلاعة اولي الإلحاد و العناد، فلا يوحشنّك ذلك.
و اعلم أنّ قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزّع إليك مثل الطير إلى أوكارها، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلّة و الاستكانة، و هم عند اللّه بررة أعزّاء، يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصّهم اللّه باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العزّ في دار القرار، و جبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى، و كرامة حسن العقبى.
فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العزّ فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبّه إن شاء اللّه، و كأنّك يا بني بتأييد نصر اللّه (و) قد آن، و تيسير الفلج و علو الكعب (و) قد حان، و كأنّك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم و زمزم، و كأنّك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدرّ في مثاني العقود، و تصافقالأكفّ على جنبات الحجر الأسود تلوذ بفنائك من ملأ براهم اللّه من طهارة الولادة، و نفاسة التربة، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذّبة أفئدتهم من
ص: 216
رجس الشقاق، ليّنة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحقّ و أهله، فإذا اشتدّت أركانهم، و تقوّمت أعمادهم، فدّت بمكانفتهم طبقات الامم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعّبت أفنان غصونها على حافّات بحيرة الطبرية، فعندها يتلألأ صبح الحقّ، و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم اللّه بك الطغيان، و يعيد معالم الإيمان، يظهر بك استقامة الآفاق، و سلام الرفاق، يودّ الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، و نواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتزّ بك أطراف الدنيا بهجة، و تنشر عليك أغصان العزّ نضرة، و تستقرّ بواني الحقّ في قرارها، و تؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كلّ عدوّ، و تنصر كلّ وليّ، فلا يبقى على وجه الأرض جبّار قاسط، و لا جاحد غامط، و لا شانئ مبغض، و لا معاند كاشح، و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه، إنّ اللّه بالغ أمره، قد جعل اللّه لكلّ شي ء قدرا.
ثم قال: يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلّا عن أهل التصديق، و الاخوّة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكّن فلا تبطئ بإخوانك عنّا، و باهر المسارعة إلى منار اليقين، و ضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إن شاء اللّه.
قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما اؤدّي إليهم من موضحات الأعلام، و نيّرات الأحكام، و أروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره اللّه في طبائعه من لطائف الحكم، و طرائف فواضل القسم، حتّى خفت إضاعة مخلّفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته بالقفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحّش لفرقته، و التجرّع للظعن عن محالّه، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند اللّه و لعقبي و قرابتي إن شاء اللّه.
فلمّا أزف ارتحالي، و تهيّأ اعتزام نفسي، غدوت عليه مودّعا و مجدّدا للعهد، و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم، و سألته أن يتفضّل بالأمر بقبوله منّي، فابتسم و قال: يا أبا إسحاق، استعن به على منصرفك، فإنّ الشقّة قذفة، و فلوات الأرض أمامك جمّة، و لا تحزن لإعراضنا عنه، فإنّا قد أحدثنا لك شكره و نشره، و ربضناه عندنا بالتذكرة، و قبول المنّة، فبارك اللّه فيما خوّلك، و أدام لك ما نوّلك، و كتب لك أحسن ثواب المحسنين، و أكرم آثار الطائعين، فإنّ الفضل له و منه، و أسأل اللّه أن يردّك إلى أصحابك بأوفر الحظّ من سلامة الأوبة، و أكناف الغبطة، بلين المنصرف، و لا أوعث اللّه لك سبيلا، و لا حيّر لك دليلا، و أستودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنّه و لطفه إن شاء اللّه.
يا أبا اسحاق: قنعنا بعوائد إحسانه، و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الإخلاص في النيّة، و إمحاض النصيحة، و المحافظة على ما هو أنقى و أتقى و أرفع ذكرا.
ص: 217
قال: فأقفلت عنه حامدا للّه عزّ و جلّ على ما هداني و أرشدني، عالما بأنّ اللّه لم يكن ليعطّل أرضه، و لا يخلّيها من حجّة واضحة، و إمام قائم، و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخّيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما منّ اللّه عزّ و جلّ به من إنشاء الذرّية الطيّبة، و التربة الزكية، و قصدت أداء الأمانة، و التسليم لما استبان، ليضاعف اللّه عزّ و جلّ الملّة الهادية، و الطريقة المستقيمة المرضية قوّة عزم، و تأييد نيّة و شدّة أزر، و اعتقاد عصمة وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ*.
ثالثها: ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة
: ص 263 و 267 قال:
و أخبرنا جماعة عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل- ذكر أنّه من أهل قزوين لم يذكر اسمه- عن حبيب بن محمد بن يوسف بن شاذان الصنعاني، قال: دخلت على علي ابن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام، فقال: يا أخي، لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجّة كلا أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم! قد أذن اللّه لي في الحجّ، فلم أعقل ليلتي حتّى أصبحت، فأنا مفكّر في أمري، أرقب الموسم ليلي و نهاري، فلمّا كان وقت الموسم أصلحت أمري، و خرجت متوجّها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتّى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أجد له أثرا، و لا سمعت له خبرا، فأقمت مفكّرا في أمري حتّى خرجت من المدينة اريد مكة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما، و خرجت منها متوجّها نحو الغدير و هو على أربعة أميال من الجحفة، فلمّا أن دخلت المسجد صلّيت و عفّرت و اجتهدت في الدعاء، و ابتهلت إلى اللّه لهم، و خرجت اريد عسفان، فما زلت كذلك حتّى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت، و اعتكفت، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيّب الرائحة، يتبختر في مشيته، طائف حول البيت، فحسّ قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي:
من أين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت:
من الأهواز، فقال لي: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه اللّه، دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه، فما كان أطول ليله، و أكثر تبتّله، و أغزر دمعته! أ فتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم، فقال: حيّاك اللّه يا أبا الحسن، ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمّد الحسن بن عليعليهما السلام؟ فقلت: معي، قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلمّا أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه بالدموع، و بكى منتحبا
ص: 218
حتّى بلّ أطماره، ثم قال: اذن لك الآن يا ابن مازيار، صر إلى رحلك و كن على أهبة من أمرك، حتّى إذا لبس الليل جلبابه، و غمر الناس ظلامه، سر إلى شعب بني عامر، فإنّك ستلقاني هناك، فسرت إلى منزلي، فلمّا أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي، و قدمت راحلتي و عكمته شديدا، و حملت و صرت في متنه، و أقبلت مجدّا في السير حتّى وردت الشعب، فإذا أنا بالفتى قائم ينادي: يا أبا الحسن إليّ، فما زلت نحوه، فلمّا قربت بدأني بالسلام، و قال لي: سر بنا يا أخ، فما زال يحدّثني و احدّثه حتّى تخرّقنا جبال عرفات، و سرنا إلى جبال منى، و انفجر الفجر الأوّل و نحن قد توسطنا جبال الطائف، فلمّا أن كان هناك أمرني بالنزول و قال لي: انزل فصلّ صلاة الليل، فصلّيت، و أمرني بالوتر فأوترت، و كانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود و التعقيب، ثم فرغ من صلاته و ركب، و أمرني بالركوب، و سار و سرت معه حتّى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم، أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقّد البيت نورا، فلمّا أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الأمل و الرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ، فسار و سرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة و سار في أسفله، فقال: انزل فهاهنا يذلّ كلّ صعب، و يخضع كلّ جبّار، ثم قال: خلّ عن زمام الناقة، قلت: فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلّا مؤمن، و لا يخرج منه إلّا مؤمن، فخلّيت من زمام راحلتي، و سار و سرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول، و أمرني أن أقف حتّى يخرج إليّ، ثم قال لي: ادخل، هناك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتّشح ببردة و اتّزر باخرى، و قد كسر بردته على عاتقه، و هو كاقحوانة ارجوان قد تكاثف عليها الندى، و أصابها ألم الهوى، و إذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخيّ، تقيّ نقيّ، ليس بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدوّر الهامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على رضراضة عنبر، فلمّا أن رأيته بدرته بالسلام، فردّ عليّ أحسن ما سلّمت عليه، و شافهني و سألني عن أهل العراق، فقلت: سيدي، قد البسوا جلباب الذلّة، و هم بين القوم أذلاء، فقال لي: يا ابن المازيار، لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلّاء، فقلت: سيدي، لقد بعد الوطن و طال المطلب، فقال: يا ابن المازيار، أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا اجاور قوما غضب اللّه عليهم و لعنهم و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم، و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلّا وعرها، و من البلاد إلّا عفرها، و اللّه مولاكم أظهر التقيّة فوكلها بي، فأنا في التقيّة إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت: يا سيدي، متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة، و اجتمع الشمس و القمر، و استدار بهما الكواكب و النجوم، فقلت: متى يا ابن رسول اللّه؟ فقال لي: في سنة كذاو كذا تخرج دابّة الأرض من بين الصفا و المروة، و معه عصا موسى و خاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر، قال: فأقمت عنده أياما و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي، و خرجت نحو منزلي، و اللّه لقد سرت من مكة إلى الكوفة و معي غلام يخدمني، فلم أر إلّا خيرا، و صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما.
ص: 219
و في دلائل الإمامة: ص 269: و روى أبو عبد اللّه محمد بن سهل الجلودي، قال: حدّثني أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال: خرجت في بعض السنين حاجّا، إذ دخلت المدينة و أقمت بها أياما أسأل و أستبحث عن صاحب الزمان، فما عرفت له خبرا، و لا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غمّا شديدا، و خشيت أن يفوتني ما أمّلته من طلب صاحب الزمان، فخرجت حتّى أتيت مكة فقضيت حجّتي، و اعتمرت بها اسبوعا، كلّ ذلك أطلب، فبينما أنا افكّر إذ انكشف لي باب الكعبة، فإذا أنا بإنسان كأنّه غصن بان، متّزر ببردة متّشح باخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي و بادرت لقصده، فأثنى إليّ و قال: من أين الرجل؟ قلت: من العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف الحضيني؟ قلت: نعم، قال: رحمه اللّه، فما كان أطول ليله، و أكثر نيله، و أغزر دمعته! قال:
فابن المهزيار؟ قلت: أنا هو، قال: حيّاك اللّه بالسلام أبا الحسن، ثم صافحني و عانقني، و قال: يا أبا الحسن، ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين الماضي أبي محمد نضر اللّه وجهه؟ قلت: معي، و أدخلت يدي إلى جيبي و أخرجت خاتما عليه «محمد و علي» فلمّا قرأه استعبر حتّى بلّ طمره الذي كان على يده، و قال: يرحمك اللّه أبا محمد، فإنّك زين الامة، شرّفك اللّه بالإمامة، و توّجك بتاج العلم و المعرفة، فإنا إليكم صائرون، ثم صافحني و عانقني، ثم قال: ما الذي تريد يا أبا الحسن؟
قلت: الإمام المحجوب عن العالم، قال: ما هو محجوب عنكم، و لكن جنّه سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك و كن على أهبة من لقائه إذا انحطت الجوزاء و أزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن و الصفا، فطابت نفسي و تيقّنت أنّ اللّه فضّلني، فما زلت أرقب الوقت حتّى حان، و خرجت إلى مطيّتي، و استويت على رحلي و استويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي: يا أبا الحسن، فخرجت فلحقت به، فحيّاني بالسلام، و قال: سر بنا يا أخ، فما زال يهبط واديا و يرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال: يا أبا الحسن، انزل بنا نصلّي باقي صلاة الليل، فنزلت فصلّى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالركعتين الاوليين؟ قال:
هما من صلاة الليل، و أوتر فيهما و القنوت، و كلّ صلاة جائزة، و قال:سر بنا يا أخ، فلم يزل يهبط واديا و يرقى ذروة جبل حتّى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمدّ عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقّد نورا، قال:
هل ترى شيئا؟ قلت: أرى بيتا من الشعر، فقال: الأمل، و انحطّ في الوادي، و اتّبعت الأثر، حتّى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته و خلّاها، و نزلت عن مطيّتي و قال لي: دعها، قلت: فإن تاهت، قال:
ص: 220
هذا واد لا يدخله إلّا مؤمن، و لا يخرج منه إلّا مؤمن، ثم سبقني و دخل الخباء، و خرج إليّ مسرعا و قال: أبشر، فقد أذن لك بالدخول، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلّمت عليه بالإمامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد كنّا نتوقّعك ليلا و نهارا، فما الذي أبطأ بك علينا؟ قلت: يا سيدي، لم أجد من يدلّني إلى الآن، قال لي: أ لم تجد أحدا يدلّك، ثم نكت بإصبعه في الأرض، ثم قال: لا، و لكنّكم كثّرتم الأموال، و تجبرتم على ضعفاء المؤمنين، و قطعتم الرحم الذي بينكم، فأيّ عذر لكم، فقلت: التوبة التوبة، الإقالة الإقالة، ثم قال: يا ابن المهزيار، لو لا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلّا خواصّ الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم، ثم قال: يا ابن المهزيار- و مدّ يده- أ لا انبئك الخبر، إذا قعد الصبي، و تحرّك المغربي، و سار العماني، و بويع السفياني، يؤذن لوليّ اللّه، فأخرج بين الصفا و المروة في ثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا، و أجي ء إلى الكوفة، و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الأول، و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة، و أحجّ بالناس حجّة الإسلام، و أجي ء إلى يثرب فأهدم الحجرة و اخرج من بهما- و هما طريّان- فآمر بهما تجاه البقيع، و آمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاولى، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي، و يا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان، قلت: يا سيدي، ما يكون بعد ذلك؟ قال: الكرّة الكرّة، الرجعة الرجعة، ثم تلا هذه الآية: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً.
أقول: احتمال رجوع هذه الأحاديث إلى حديث واحد- و إن لم يتّحد أسنادها و ألفاظها، و اختلفت مضامين بعضها مع بعض، و اشتمل بعضها على زيادات ليست في غيره- قويّ جدا، و لا يعتدّ بالقول بتعدّدها لأجل هذه الاختلافات مع ما فيها من الوجوه المشتركة التي يستبعد تعدّد وقوعها، كما أنّ الحكم بالوضع على الجميع لأجل ذلك و لبعض الزعوم، و مخالفة بعض مضامينها مع روايات اخرى، جرأة لا يجتري عليها الحاذق الفطن، و غاية الأمر أنّه إن ثبت اعتبار الجميع سندا و متنا يؤخذ بما اتّفق عليه الجميع في اصول الدين إن حصل منه القطع، و كذا بما يكون في بعضها دون الآخر إن لم يكن بين مضامينها تعارض و تهافت، و إلّا فيجعل كلّ من المتخالفين في جملة ما يوافقه من الأحاديث، فما وصل من مضمون كلّ واحد منها إلى حدّ التواتر فهو الحجّة، و إن ثبت اعتبار بعضها بحيث كان محفوفا بالقرائن القطعية التي ترفعه إلى مرتبة المتواتر في الحجّية فهو الحجّة، و إن لم يثبت اعتبار كلّها و لا بعضها كذلك، سواء ثبت اعتبارها بالتعبّد الشرعي الذي هو حجّة في الفروع أو لم
ص: 221
يثبتكذلك أيضا، يجعل الحديث في جملة ما يوافقه، فإن وصل مع غيره إلى حدّ التواتر يؤخذ به، و يعتمد عليه في الاصول.
و أمّا الحكم بالوضع فلا يجوز إلّا بالدليل القطعي، و بعد إثبات ذلك يسقط الخبر عن الاعتبار، و لا يعتدّ به أصلا، لا في الفروع و لا في الاصول في حصول التواتر به، و الحديث الذي لم يثبت وضعه، و حكم عليه بالضعف أو عدم ارتقائه إلى المحفوف بالقرينة القطعية، إن كان مشتملا على مضامين متعدّدة، بعضها يوافق ما في غيره من الأحاديث، و ترتقي هذه الأحاديث معه إلى حدّ التواتر، معتبر في هذا الجزء منه و إن لم نعتبر سائر مضامينها، لعدم حصول التواتر فيه كذلك.
[امور يتوهّم منها وضع هذه الأحاديث]
و إذ قد عرفت ذلك فاعلم أنّ ما يمكن أن يتوهّم منه وضع هذه الأحاديث امور:
أحدها: انتهاء سند بعضها إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار
، و هو ما روي في «الغيبة»، و في «دلائل الإمامة»، و أحد خبري «كمال الدين» و هو الحديث الثالث و العشرون من باب من شاهد القائم عليه السلام و انتهاء سند بعضها إلى إبراهيم بن مهزيار، و هو خبر «كمال الدين» الآخر أي الحديث التاسع عشر، و بعد ما استظهرنا من أنّ هذه الأحاديث ترجع إلى حديث واحد، لعدم جواز تكرار هذه الحكاية بعينها عادة، فلا يجوز وقوعها لعلي بن إبراهيم تارة و لإبراهيم بن مهزيار تارة اخرى.
و يدفع هذا التوهّم بأنّه من الممكن إسقاط جملة (علي بن) سهوا أو اختصارا، فإنّه قد يطلق على الولد اسم الوالد في المحاورات العرفية، كما أنّه يحتمل قويّا زيادتها اشتباها من بعض النسّاخ، أو اجتهادا و غلطا من بعضهم.
كما وقع الناقد الفاضل في هذا الاشتباه بزعم أنّ إبراهيم بن مهزيار مات في الحيرة، و لم يكن يعرف الإمام الذي يلي أمر الإمامة بعد مولانا أبي محمد عليه السلام، و قد استدلّ على أنّ إبراهيم مات في أول الحيرة، و عدم إمهاله الأجل ليحقّق الأمر (يعني يعرف إمام زمانه بعد أبي محمد عليه السلام) بحديث رواه الكليني- قدس سرّه- في «الكافي» في باب مولد الصاحب عليه السلام، و رواه المفيد في «الإرشاد»، و الشيخ في غيبته، و الكشيّ في رجاله. و لا دلالة له على أنّه كان في الحيرة أصلا لو لم نقل بدلالته على أنّه كان عارفا بالأمر، إذا فكيف يحكم بأنّه مات في الحيرة مع دلالة هذاالحديث الصحيح على أنّه كان عارفا بالأمر من أول الأمر، إلّا أنّ بحثه عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام كان للفوز بلقاء الإمام عليه السلام، لا لمعرفة القائم بالأمر بعده عليهما السلام.
ص: 222
ثانيها: ضعف الإسناد المنتهي إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار
، و إلى إبراهيم بن مهزيار و عدم وجود علي بن إبراهيم بن مهزيار.
و الجواب عنه: أنّ ضعف الإسناد لا يدلّ على الوضع، فيبقى الخبر على حاله، و يضمّ إلى سائر أخبار الآحاد من الصحاح و غيرها ممّا فيه بعض العلل، فإن وصل إلى حدّ التواتر فهو، و إلّا لا يحكم عليه إلّا بضعف السند لا بالوضع.
كما لا يجوز الحكم بأنّ علي بن إبراهيم بن مهزيار لا وجود له، و إن اريد به أنّه لا ذكر له في كتب الرجال، فغاية الأمر أنّه مجهول لو لم نقل بدلالة هذه الأحاديث التي رواها مثل الصدوق و الشيخ و صاحب «الدلائل» و احتجّوا بها، على أنّهم كانوا عارفين به، معتمدين عليه، هذا.
و لو ضعّفنا هذه الأحاديث بضعف السند و جهالة الراوي، لا يجوز تضعيف السند المنتهي إلى إبراهيم بن مهزيار، فإنّ سنده في غاية المتانة و الصحّة، فإنّ الصدوق رواه عن شيخه الذي أكثر الرواية عنه مترضّيا، عن شيخ القمّيين و مؤلّف كتاب «الغيبة و الحيرة» عبد اللّه بن جعفر الحميري الثقة، عن إبراهيم بن مهزيار الثقة، إذا فلا محيص عن الحكم بصحّة سند الحديث، و يقوى به غيره من هذه الأحاديث في الجملة؛ لأنّ الأخبار يقوّي بعضها بعضا.
إن قلت: مع انتهاء سند سائر الأحاديث إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار يجوز أن يكون المنتهى إليه هذا السند أيضا علي بن إبراهيم، و هو مجهول. و بعبارة اخرى: الأمر دائر بين الأخذ بأصالة عدم الزيادة، و أصالة عدم السقط و الحذف، و لا ريب في تقدّم أصالة عدم الزيادة على أصالة عدم السقط.
قلت: أوّلا: إنّ الأمر ينتهي إلى تعارضهما في المتكافئين من حيث السند، و أمّا إذا كان أحد الطريقين أقوى و أسد، كما إذا كان الراوي للزيادة أو ما فيه النقيصة معلوم الحال معروفا بالضبط و الوثوق، و الآخر مجهولا، ما هو المعتبر عند العقلاء هو الأول، سواء كانت روايته متضمّنة للزيادة أو النقيصة.
و على فرض التكافؤ و القول بتقدّم أصالة عدم الزيادة مطلقا، أو هنا على أصالة عدم النقيصة نقول: على فرض كون صاحب هذه الحكاية و الفائز بشرف هذا اللقاء و الزيارة هو علي بن إبراهيم بن مهزيار لا إبراهيم، فلا ريب في دلالة الحديث على وجوده لرواية مثل الحميري عنه، كما أنّ روايتهعنه مثل هذه الحكاية تدلّ على اعتماده عليه، و المظنون أنّه أخرجه في كتابه «الغيبة و الحيرة» و احتجّ به فيه. و الحاصل:
أنّ الحديث على كلا الاحتمالين معتبر جدّا، تطمئن به النفس.
و مع ذلك ضعّف سنده معاصرنا العزيز:
أوّلا: بأنّ ابن المتوكّل مهمل.
ص: 223
و ثانيا: بأنّه كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد.
و ثالثا: إنّا لم نر الصدوق قرأ علينا الإكمال (الكمال) و فيه هذان الخبران، فلعلّ معاندا دسّ الخبرين، ثم استشهد بما روى الكشّي في المغيرة بن سعيد.
أقول: أمّا محمد بن موسى بن المتوكّل فقد حكي عن السيد ابن طاوس في «فلاح السائل»(1)،
الاتّفاق على وثاقته، و يكفي في الاعتماد عليه رواية الصدوق عنه مترضّيا في روايات كثيرة(2)،
و مثله لا يكون مهملا.
و أمّا قوله: كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد، إن أراد به أنّه قد يوجد من الصحيح الاصطلاحي ما لم يعمل به أحد، و أنّ عدم عملهم به مع كونه في مرآهم و منظرهم يدلّ على إعراضهم عنه و عدم اعتباره، و عدم جواز الاعتماد عليه، فهو كلام صحيح متين، فلا يحتجّ بالحديث المعرض عنه في الفروع، و أمّا في اصول الدين فلا يحتجّ بالمعرض عنه، و لا بما لم يثبت الإعراض عنه، لأنّ كلّها إذا لم يكن محفوفا بالقرينة القطعية، أو لم يكن مكملا لحصول التواتر لا يحتجّ به في اصول الدين، إلّا إذا كمل به التواتر المفيد للقطع فيحتجّ به و إن أعرض عنه الأصحاب؛ لأنّ إعراضهم أعمّ من عدم الصدور، و التواتر يكون لإثبات الصدور، فقوله: كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد، ليس هنا مورده.
و ما يقال من أنّ عمل الأصحاب جابر لضعف السند، و إعراضهم و تركهم للحديث و عدم عملهم به يسقطه من الاعتبار و الحجّية، مربوط باصول الفقه، و باب حجيّة خبر الواحد الذي لا يفيد القطع و لا يعمل به في اصول الدين، فإنّ الأخبار الضعيفة إذا وصلت بحدّ التواتر المعنوي أو الإجمالي حجّة في الفروع و في اصول الدين و إن لم يوجد عامل بمضمون كلّ واحد منها، و الأخبار الصحيحة أيضاإذا كان فيها ما أعرض عنه الأصحاب لم يحتجّ به في الفقه، إلّا أنّه لا يحصل القطع بذلك بوضعه و عدم صحّة سنده، فلا يستدلّ به على وضع الحديث و ردّه و إخراجه عمّا به يتحصّل التواتر الذي هو حجّة في اصول الدين، و لا يسوق الكلام هنا كما يساق هاهنا، فتدبّر.
و الحاصل: أنّ الإعراض لا يدلّ على الوضع مطلقا، غير أنّ في الفروع يوجب سقوط الخبر عن الاعتبار و الحجّية، و أين هذا من الوضع؟!
إن قلت: إنّ المخالفة لاتّفاق الكل يدلّ على الوضع لا محالة.
ص: 224
قلت: هذا تكرار لما سبق، و قد بان لك جوابه، و أنّ المخالفة لاتّفاق الكلّ لا تلازم الوضع، لإمكان صدور الخبر تقيّة.
ثم لا يخفى عليك الفرق بين مخالفة جميع مضمون الحديث لاتّفاق الكلّ أو بعضه؛ لأنّ في صورة مخالفة جميع مضمونه مع الاتّفاق تكون المخالفة أمارة على وضع الحديث أو صدوره تقيّة، و في الصورة الثانية فلا تكون أمارة إلّا على وجود علّة في خصوص هذا البعض من دسّه في الحديث أو صدوره تقيّة، و لا تكون هذه أمارة على وجود العلّة في تمام الحديث، كما أنّك إذا عرفت دسّ حديث موضوع معيّن في كتاب لا تحكم بوضع جميع ما فيه من الأحاديث.
و بعد ذلك كلّه، فليعلم أنّ على فرض لزوم العمل بالحديث أو عدم الإعراض عنه مطلقا، فالعمل بهذه الأحاديث ثابت جدّا؛ لأنّه لا يقصد من إخراج هذه الأحاديث إلّا ما هو مقبول الأصحاب و اتّفقوا عليه، و هو تشرّف جماعة بلقاء المهدي عليه السلام كما يدلّ عليه ما عنون به هذا الباب، و أمّا الخصوصيّات و التفاصيل فلم تكن مقصودة بالأصالة، و لا يتحصّل لإثباتها فائدة مهمّة اعتقادية.
و أمّا قوله: إنّا لم نر الصدوق ... إلخ، ففيه: أنّ عدم قراءة الصدوق علينا كتاب «كمال الدين» لا يدلّ على وضع الخبرين و لا غيرهما، فإنّ الصدوق لم يقرأ علينا سائر كتاب «كمال الدين»، و هل ترضى في نفسك احتمال الوضع في كلّ أحاديثه سيّما ما كان أصحّ سندا منها لاحتمال دسّه في الكتاب؟ و الاعتماد على الأحاديث- و إن صحّ بتحمّلها بأحد أنحاء تحمّل الحديث الذي منه الوجادة- ليس مشروطا بخصوص قراءة صاحب الأصل و الكتاب على من يتحمّلها، فيصحّ الاقتصار على الوجادة و الاعتماد على أصل أو كتاب اعتمد عليه الأصحاب، و أخرجوا عنه الحديث في كتبهم خلفا عن سلف، و سيّما إذا كانت نسخه المخطوطة المعتمدة القديمة المتّفقة كثيرة مشهورة.
و
ثالثها: اشتمال الحديث في بعض طرقه على تسمية الحجّة
عليه السلام، و قد ورد النهي عنها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و الحجّة عليهم السلام و لم ترد التسمية إلّا في بعض أخبار شاذّة، حتّى إنّ الصدوق قال بعد خبر اللوح المشتمل على التسمية: الذي أذهب إليه النهي عن التسمية.
أقول: كلامه هذا كلام الحريص على ردّ الأخبار و جمع الوجوه الضعيفة لذلك، فإنّ تسميته عليه السلام قد وردت في أخبار صحيحة، و حرمة التسمية و إن كانت في الجملة ثابتة لا يجوز إنكارها مطلقا، إلّا أنّ شمول
ص: 225
عمومها و إطلاقها لجميع الموارد- و إن لم تكن تقيّة في البين، أو لم تكن في مجمع الناس، أو في مورد يلزم التسمية لإيضاح الأمر و رفع الاشتباه، و غير هذه من الخصوصيّات- يقبل البحث و النقاش، و لا يجوز ردّ الأحاديث التي فيها التسمية بها، و قد كان ذلك موردا للبحث و النظر بين علمين معاصرين و هما السيد الداماد و شيخنا البهائي قدّس سرّهما.
إذن فيجب على الباحث في أخبار المسألة النظر إلى وجه الجمع بينها، و استنباط الحكم الشرعي حسب ما تقتضيه القواعد و الاصول، لا الحكم بوضع طائفة منها لأنّها معارضة لطائفة اخرى أخذ المشهور بها ترجيحا لها على غيرها.
رابعها: اشتماله على بقاء إبراهيم بن مهزيار إلى أوان خروجه [ع]
عليه السلام، و أنّه عليه السلام أمر بمسارعته مع إخوانه إليه، و هو أمر واضح البطلان.
و فيه: أنّ نظره إلى قوله عليه السلام: إذا بدت أمارات الظهور و التمكّن فلا تبطئ بإخوانك عنّا و بأهل المسارعة إلى منار اليقين، و ضياء مصباح الدين ... إلخ، إلّا أنّ ذلك لا يدلّ على بقاء المخاطب في مثل هذا الحديث الذي له نظائر كثيرة في أخبار الملاحم و أشراط الساعة و علامات المهدي عليه السلام، كقوله: فإن أدركت ذلك الزمان، ... و نحو ذلك، بل المراد: الدلالة على بيان وظيفة من أدرك ذلك الزمان و بدت له أمارات الظهور، و كلّ ما قيل أو يقال في غيره ممّا شابهه من الأحاديث يقال فيه، فلا يجوز القول بوضعه لمجرّد ذلك.
خامسها: اشتماله على ذهاب جمع مع رايات صفر و أعلام بيض إليه بين الحطيم و زمزم
، و بعث الناس ببيعتهم إليه عليه السلام، مع أنّ ظهوره بنحو آخر على ما نطقت به الأخبار المتواترة.أقول: كان اللازم عليه أن يبيّن أولا ما توافقت عليه الأخبار المتواترة، ثمّ يبيّن ما لا يوافقها و لا يمكن الجمع العرفي بينه و بينها، و لا أظنّ أنّه يقدر أن يأتي بأمر دلّت عليه الأخبار المتواترة لا يمكن الجمع بينها و بين هذا الحديث، هذا مضافا إلى وجود ذلك التهافت على زعمه بين سائر أخبار العلامات بعضها مع بعض، و لا ريب أنّه مع الإمكان يجمع بينها بما يساعده العرف، مضافا إلى أنّه قد ظهر لك أنّه لا يجوز ردّ هذه الأخبار بعضها بالبعض إذا كان بينها تخالف و تهافت؛ لأنّ ذلك لا ينافي ما نحن بصدده من إثبات فوز الفائزين بزيارته و لقائه بالتواتر.
سادسها: [عدم ذكر إبراهيم فيهم مع كونه من الأجلّة]
ص: 226
قال: و منها: أنّ محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الذي استقصى من رآه في ذاك العصر المعروف و غير المعروف لم يذكر إبراهيم فيهم مع كونه من الأجلّة، إنّما عدّ ابنه محمدا، و هذا نصّه على ما رواه في «الإكمال»، باب من شاهد القائم عليه السلام ... ثم ذكر خبر ابن أبي عبد اللّه الكوفي و قال بعده: فتراه عدّ صاحب الفراء و صاحب الصرّة المختومة و صاحب الحصاة و صاحب المولودين و صاحب الألف دينار و صاحب المال و الرقعة البيضاء و صاحب المال بمكّة و رجلين من قابس مع كونهم مجاهيل، فكيف لا يعدّ مثل إبراهيم من المعاريف لو كان منهم؟
و كيف عدّ نفسه مع الاتّهام و لم يعدّ غيره لو كان منهم مع عدمه؟ و كيف عدّ الابن و لم يعدّ الأب مع كونه أجلّ من الابن بمراتب؟
أقول: أوّلا: إنّ محمد بن أبي عبد اللّه لم يذكر أنّه استقصى من رآه عليه السلام في ذلك العصر (المعروف و غير المعروف) بل ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان أو رآه، و بين اللفظين بون بعيد، و الثاني يدلّ على جواز كونهم أزيد ممّن ذكرهم بكثير.
و ثانيا: إذا كان الاعتبار على هذا الخبر يجب ردّ سائر الروايات المذكور فيها من شاهده عليه السلام ممّن لم يذكره ابن أبي عبد اللّه، و ما أظنّه يلتزم بذلك، و ما كان محمّد بن أبي عبد اللّه نفسه لو وقف بعد ما ذكر من العدد على أكثر منه ينفي ذلك، لأنّه ذكر قبل ذلك عدد من انتهى إليه، و قد قالوا قديما: عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود، و عدد من تشرّف بزيارته عليه السلام أو وقف على معجزاته في الغيبة الصغرى أكثر من ذلك بكثير و أضعافه.و ثالثا: لم لم يقل في ذلك ما قاله في أصل الخبر: إنّا لم نر الصدوق قرأ علينا الإكمال ... الخ؟ فلعلّ معاندا أسقط اسم إبراهيم بن مهزيار و أسماء غيرهم عن خبر محمّد بن أبي عبد اللّه أو سقط عنه بواسطة اشتباه النسّاخ و غيرهم.
و رابعا: من أين قال: إنّ إبراهيم بن مهزيار مع جلالته مات و لم يحقّق الأمر، و لم يعرف إمام زمانه؟ و ما ذكره من الروايات لا يدلّ على أنّه مات غير عارف بإمام زمانه، بل غاية الأمر يدلّ على أنّه كان لا يعرف مكانه و وكلاءه، و لا يدري ما يفعل بالأموال، لأنّ الإمام لم يأمره بشي ء.
و خامسا: كيف يكون من لم يعرف إمام زمانه و مات في زمان الحيرة أجلّ ممّن هداه اللّه تعالى إلى إمام زمانه؟
سابعها [اشتماله على أنّ الحجّة تمنّى لقاء إبراهيم بن مهزيار]
: قال: و منها: اشتماله على أنّ الحجّة تمنّى لقاء إبراهيم بن مهزيار مع أنّه عليه السلام يمكنه لقاء من أراده، و إنّما الناس لا يمكنهم لقاؤه عليه السلام.
ص: 227
أقول: لا أدري ما أقول في جواب هذه الشبهات الضعيفة التي لا ينبغي أن يتوهّمها من له أدنى اشتغال بعلم الحديث فضلا عن مثله، فلا يجب أن يكون حبّ اللقاء و تمنّيه ملازما لإرادة اللقاء، فلعلّ مانعا يعلمه هو عليه السلام يمنعه عن هذه الإرادة، و هو العارف بوظيفته و موارد إرادته، و الحاصل: أنّ إمكان لقائه من أراده لا يقتضي إمكان لقائه من أحبّ لقائه.
ثامنها: [اشتماله على عبارات تكلّفية، غير شبيهة بعبارات الأئمّة ع]
قال: و منها: اشتماله على عبارات تكلّفية، غير شبيهة بعبارات الأئمّة عليهم السلام، و كيف يتكلّم الحجّة عليه السلام الذي كان من إنشائه دعاء الافتتاح الوارد في كل ليلة من شهر اللّه و هو في أعلى درجات الفصاحة، بمثل هذه العبارات الباردة؟
أقول: إن شئت البرودة في الكلام و التكلّف في المضمون فعليك بمطالعة هذه الشبهات الباردة التي أوردها بزعمه هذا الفاضل على هذا الحديث، نعم قد يكون إنشاء ألفاظ و عبارات على غير القادر بالكلام و الجاهل بأساليبه تكلّفا، و يرى هو إنشاءها من غيره العارف بفنون الكلام و البلاغة تكلّفا، و العارف بالأدب و الفصاحة و البلاغة ينشئها من غير تكلّف و في كمال السهولة، فإيراد خطبة مثلخطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من حيث اللفظ و المعنى يصدر من مثله بدون أدنى تكلّف و في كمال السهولة و الارتجال، و من غيره يصدر أقلّ منها بدرجات بالتكلّف.
و كيف تكون هذه العبارات غير شبيهة بعبارات الأئمّة عليهم السلام يعرفها هو و لا يعرفها مثل الصدوق و الشيخ اللذين لا يدانيهما في معرفة كلام الأئمّة عليهم السلام أكابر مهرة علم الحديث فضلا عن غيرهم؟! و قياسه بدعاء الافتتاح في غير محلّه، فلكلّ مقام مقال، و لكلّ كلام مجال.
تاسعها: [اشتماله على سؤاله بيثرب عنه ع حتّى يراه عيانا و هو لم يمكن]
قال: و يشهد لوضعه (يعني وضع ما رواه الشيخ في غيبته) أيضا مضافا إلى ما مرّ اشتماله على سؤاله بيثرب عنه عليه السلام حتّى يراه عيانا مع أنّ عدم إمكان ذلك كان يعرفه كلّ إمامي، و اشتماله على منكرات أخر كتبختر من كان سفيرا عنه عليه السلام و غيره.
أقول: أمّا سؤاله عيان الإمام فليس في الخبر أنّه كان بيثرب، و أمّا عدم إمكان ذلك حتّى لبعض الأفراد و الخواصّ سيّما في عصر الغيبة الصغرى فكلّ إمامي عارف بهذا الأمر، يعرف إمكانه، و انعقاد باب في كتاب
ص: 228
«الغيبة» لمن رآه عيانا أدلّ دليل على ذلك. نعم، عيان الإمام بحيث يعرفه جميع الناس كسائر الأفراد لا يقع في عصر الغيبة، و سؤال السائل لم يكن عن هذا، و هذا ظاهر، و لا أدري كيف خفي مثل ذلك على هذا الفاضل؟!
و أمّا تبختر السفير فهو أعمّ من المشي تكبّرا و معجبا بالنفس، و من حسن المشي و الجسم، و المراد من قوله: «يتبختر في مشيته» هنا هو المعنى الثاني.
و سبحان اللّه! لا أدري ما أقول، فإنّي أخاف أن أخرج من حدود الأدب، و إلّا فالتمسّك بما هو أوهن من بيت العنكبوت لتضعيف الخبر خارج عن أسلوب البحث و التحقيق، و لا ينبغي لمثله فتح باب هذه الإيرادات الضعيفة و السخيفة لردّ الأحاديث، و ضمّ بعضها إلى بعض و تكثيرها لا يرتقي بها إلى دليل مقبول. غفر اللّه لنا زلاتنا، و أكرمنا بالاستقامة و حسن السليقة بحقّ محمد و آله الطاهرين عليهم السلام.
عاشرها: [اشتمال اثنين منها على كون الأخ المسمّى بموسى له ع و هذا خلاف المذهب]
و هو أقوى أدلّته على وضع هذه الأحاديث: اشتمال اثنين منها على أنّ للحجّة عليه السلام أخا مسمّى بموسى، و هذا خلاف المذهب، و خلاف إجماع الإمامية.أقول: قال العلامة المجلسي- قدّس سرّه-: اشتمال هذه الأخبار على أنّ له عليه السلام أخا مسمّى بموسى غريب (1).
و لا يخفى عليك أنّ استغرابه في محلّه جدّا، إلّا أنّه مجرّد استغراب، و ظاهره عدم الحكم بالوضع بل و الضعف، لجواز كون الحديث الغريب صحيحا.
و قال الشيخ الأجلّ الأكبر شيخنا المفيد- قدّس سرّه- في «الإرشاد» عند ذكر مولانا القائم بعد أبي محمد عليه السلام: و كان الإمام بعد أبي محمد عليه السلام ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، المكنّى بكنيته، و لم يخلف أبوه ولدا ظاهرا و لا باطنا غيره، و خلفه غائبا مستترا(2).
و قال ابن شهرآشوب في «المناقب» في باب إمامة مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام: و ولده القائم عليه السلام لا غير(3).
و هذا ظاهر عبارات كثير من أساطين الشيعة، و هو القول المشهور بينهم في ذلك، و لم نعرف في الأحاديث ما يدلّ على وجود ولد لسيدنا أبي محمد عليه السلام غير مولانا المهدي عليه السلام إلّا هذين الخبرين اللذين أخرجهما في «كمال الدين»، و قد عرفت أنّهما خبر واحد روي بألفاظ مختلفة و مضامين متقاربة.
ص: 229
و روي في «الغيبة» و في «دلائل الإمامة» و ليس فيهما ذكر من ذلك، كما لم نجد أيضا في الأقوال قولا مخالفا لهذا القول إلّا من الحسين بن حمدان، فإنّه قال في كتابه الموسوم «بالهداية» في ترجمة مولانا أبي محمد عليه السلام: له من الولد: موسى و الحسين و الخلف عليهم السلام، و من البنات ... الخ، و إلّا من ابن أبي الثلج في «تاريخ الأئمة» فإنّه قال: ولد للحسن بن علي العسكري عليهما السلام (م ح م د) عليه السلام و موسى و فاطمة و عائشة ... إلخ.
و لا ريب أنّ هذا القول شاذّ مخالف لما هو المعروف بين الشيعة، و أرباب كتب السيرة و الأنساب و التواريخ، و قد صرّح بما هو المشهور بين الإمامية بعض أكابر العامّة أيضا، كابن حجر في «الصواعق» قال: و لم يخلف (يعني مولانا أبا محمّد عليه السلام) غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه اللّه فيها الحكمة.
و هذا ظاهر كلمات جماعة منهم.و مع ذلك كلّه لا يمكننا نسبة هذا القول، أي انحصار ولد الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام بمولانا المهدي عليه السلام إلى مثل الصدوق الذي أخرج هذين الحديثين في كتابه، و لم يذيّلهما بذيل يعرف منه عقيدته إن كانت مخالفة لما تضمّناه، مع أنّه لو كان هذا هو القول المشهور لعرفه و لعرّفه لأصحابه و لم يروه في كتابه لئلا يقع أحد في الاشتباه في ذلك، كما لا يمكننا نسبته إلى معاصريه و شيوخه و سائر الشيعة في عصر الغيبة الصغرى، و لعلّ هذا لم يكن موردا للاهتمام، لعدم ترتّب فائدة اعتقادية على معرفته و السؤال عنه، أو كان معلوما عندهم وجوده أو عدمه و لكنّهم لأجل ما ذكر من عدم ترتّب فائدة شرعية لمعرفته لم يهتمّوا بنقله و ضبطه و إن كان يمكن استظهار عدم معروفية ذلك، أي حصر أولاده عليه السلام بمولانا عليه السلام- بأبي هو و أمي- بين الشيعة من ترك الصدوق- رحمه اللّه- ذكر ذلك مع إخراجه الخبرين الدالّين على نفي الحصر و إثبات غيره أيضا. و لعلّ شيخنا المفيد(1)-
قدس سرّه- كان أوّل من صرّح بعدم وجود ولد له غيره من الذين وصلت إلينا كلماتهم.
و القول الفصل: أنّه لا يثبت بالثبوت الشرعي التعبّدي بالخبر و إن كان صحيح السند إثبات مثل ذلك؛ لعدم شمول أدلّة حجّية الخبر له؛ لعدم ترتّب فائدة شرعية على إثباته أو نفيه للزوم اللغوية في جعل الحجّية له كما بيّن في محلّه.
و هكذا لا يثبت كذلك بأقوال العلماء و الشهرة بينهم و بين الشيعة الإثبات أو النفي في مثل هذه المسألة لو فرضنا تحقّقها، لا لعدم حجّية الشهرة مطلقا، بل لأنّها حجّة إذا كانت كاشفة عن وجود خبر تشمله أدلّة حجّية
ص: 230
الخبر، و لو قيل: إنّ الشهرة من الحجج التعبّدية بنفسها كخبر الواحد، فدليل حجّيتها أيضا لا يشمل مثل هذه الشهرة التي لا تعلق لها بالتكاليف العملية.
فغاية الأمر في ذلك أنّ الثابت المسلّم، و الحقّ المقطوع به عند الإمامية، و جماعة من أكابر علماء العامّة، و أساطين علم الأنساب، و الذي لا ريب فيه، و يدلّ عليه الأخبار المتواترة: أنّ الخلف من بعد الإمام أبي محمد عليه السلام، و خليفته و خليفة اللّه و الحجّة و الإمام بعده على الخلق أجمعين هو ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و المكنّى بكنيته، و أمّا وجود غيره من الولد له عليه السلام و بقاؤه إلى زماننا فغير مقطوع به، لا يثبت بقول من ذكر، و لا بخبري «كمال الدين» لعدم حجيّتهما أوّلا، و لمعارضتهما مع قول مثل المفيد- أعلى اللّه مقامه- ثانيا، فيسقط كلا القولين عن صلاحية الاعتماد عليهما، و كذا الخبرين في خصوص ذلك، و هذا لا يدلّ على وضعهما، بل و دسّ خصوص هذا فيهما.و من هنا يظهر: أنّ الاستدلال على وضع الخبرين باشتمالهما لخلاف المذهب و خلاف إجماع الإمامية فاسد جدّا؛ لأنّ ما هو من المذهب بل و ما هو المذهب أنّ الإمام بعد الإمام الحادي عشر أبي محمد عليه السلام هو ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و المكنّى بكنيته و هو خليفته و الإمام المفترض على الناس طاعته، و الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، و أمّا عدم كون ولد له غيره أو وجوده فليس من المذهب بشي ء، و لا حرج على من لم يعرف ذلك و لم يسأل عنه.
و أمّا إجماع الإمامية فقد عرفت عدم معلومية تحقّقه لو لم نقل بعدمه، و على فرض تحقّقه فالكلام فيه هو الكلام في الشهرة. إذن فالحكم بوضع هذا الحديث لتضمّنه وجود أخ له عليه السلام دعوى دون اثباتها خرط القتاد.
ثم إنّه بعد ذلك كلّه قال: إلى غير ذلك ممّا لو استقصي لطال الكلام.
و لا أدري ما أراد بذلك؟ و كيف لم يأت بأكثر ممّا ذكره إن أمكن له مع حرصه و إصراره على إظهار بيان علل الأحاديث الموضوعة بزعمه؟!
و أعجب منه أنّه استدرك كلامه و رجع و قال: و أيضا: أنّ الكليني و المفيد عقدا في «الكافي» و «الإرشاد» بابا لمن رآه عليه السلام، و لم يرويا هذا الخبر و لا الخبر السابق، و لو كانا صحيحين و لم يكونا موضوعين لنقلاهما.
فباللّه أنت ترى أنّه لو كان عنده أكثر ممّا أورده على الحديث كفّ عنه و هو يأتي بعد ما قال بهذا الكلام الفارغ عن الميزان؟ فهل يقول أو قال أحد: إنّ كلّ ما لم يذكره «الكافي» و «الإرشاد» موضوع مجعول غير صحيح؟ و هل يحكم بأنّ كلّ ما ذكراه صحيح ثابت؟ ليت شعري من أين أخذ هذه القواعد المصنوعة؟! و أيّ فائدة على تسويد الأوراق بهذه الإيرادات؟! و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم.
ص: 231
و من الأحاديث التي ذكرها في عداد الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من كتابه (ص 121) أحاديث محمد بن زيد بن مروان، قال: و منها أحاديث محمّد بن زيد بن مروان، أحد مشايخ الزيدية على ما نقل الشيخ في غيبته (في باب توقيعاته عليه السلام ص 299 ح 255) عن أبي غالب، عنه و هي ثلاثة:
الأوّل: [عن أبي سورة (أحد مشايخ الزيدية)]عنه، عن أبي عيسى محمّد بن علي الجعفري، و أبي الحسين محمّد بن رقام، عن أبي سورة (أحد مشايخ الزيدية)، قال:
خرجت إلى قبر أبي عبد اللّه عليه السلام، اريد يوم عرفة، فعرّفت يوم عرفة، فلمّا كان وقت عشاء الآخرة صلّيت و قمت فابتدأت أقرأ من الحمد، و إذا شابّ حسن الوجه عليه جبة سيفي (مسيفي خ ل)، فابتدأ أيضا من الحمد و ختم قبلي أو ختمت قبله، فلمّا كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلمّا صرنا على شاطئ الفرات قال لي الشابّ:
أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، و أخذ الشابّ طريق البرّ، ثم أسفت على فراقه، فاتّبعته، فقال لي: تعال، فجئنا جميعا إلى حصن المسناة، فنمنا جميعا و انتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيّق و عليك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري فسيخرج إليك من منزله، و في يده الدم من الأضحية، فقل له:
شابّ من صفته كذا يقول لك: صرّة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه، فصرت إلى أبي طاهر كما قال الشابّ و وصفته له، فقال: الحمد للّه، و رأيته فدخل و أخرج إليّ صرّة الدنانير فدفعها إليّ و انصرفت.
الثاني: [قول ابي الحسين محمد بن عبيد اللّه العلوي]
عنه، قال: حدّث بحديثه المتقدّم أبا الحسين محمد بن عبيد اللّه العلوي، و نحن نزول بأرض الهرّ، فقال: هذا حقّ، جاءني رجل شابّ فتوسّمت في وجهه سمة، فصرفت الناس كلّهم، و قلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف إلى بعض إخوانه ببغداد، فقلت له: معك راحلة؟ فقال: نعم، في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئني بها، و وجّهت معه غلاما، فأحضر راحلته، و أقام عندي يومه ذلك، و أكل من طعامي، و حدّثني بكثير من سرّي و ضميري، فقلت له: على أيّ طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى هذه النجفة، ثمّ آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط
ص: 232
فأركب إلى الخلف إلى المغرب، فلمّا كان من الغد، ركب راحلته و ركبت معه حتّى صرنا إلى دار صالح، فعبر الخندق وحده و أنا أراه، حتّى نزل النجف و غاب عن عيني.
الثالث: [قول أبي بكر محمّد بن أبي دارم اليمامي (أحد مشايخ الحشوية)]عنه، قال: حدّث أبا بكر محمّد بن أبي دارم اليمامي (أحد مشايخ الحشوية) بحديثيه المتقدّمين، فقال: هذا حقّ، جاءني منذ سنيات ابن اخت أبي بكر بن البجالي العطّار- و هو صوفي يصحب الصوفية- فقلت: من أنت؟ و أين كنت؟ فقال: أنا مسافر منذ سبع عشرة سنة، فقلت له: فأيّ شي ء أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت بالاسكندرية في خان ينزله الغرباء، و كان في وسط الخان مسجد يصلّي فيه أهل الخان و له امام، و كان شابّ يخرج من بيت له غرفة فيصلّي خلف الإمام و يرجع من وقته إلى بيته، و لا يلبث مع الجماعة فقلت- لمّا طال ذلك عليّ، و رأيت منظره شاب نظيف عليه عباء-: أنا و اللّه احبّ خدمتك و التشرّف بين يديك، فقال: شأنك، فلم أزل أخدمه حتّى أنس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزّك اللّه؟ قال: أنا صاحب الحقّ، فقلت له: يا سيدي متى تظهر؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري و قد بقي مدّة من الزمان، فلم أزل على خدمته تلك و هو على حالته من صلاة الجماعة و ترك الخوض في ما لا يعنيه- إلى أن قال-: أحتاج إلى السفر، فقلت له: أنا معك، ثم قلت له: يا سيدي متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج و المرج و الفتن، و آتي مكّة فأكون في المسجد الحرام، فيقال: انصبوا لنا إماما، و يكثر الكلام حتّى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي، ثم يقول: يا معشر الناس، هذا المهدي انظروا إليه، فيأخذون بيدي، و ينصبوني بين الركن و المقام، فيبايع الناس عند إياسهم عنّي.
و سرنا إلى البحر، فعزم على ركوب البحر، فقلت له: يا سيدي أنا أفرق من البحر، قال: ويحك تخاف و أنا معك؟ فقلت: لا و لكن أجبن، فركب البحر و انصرفت عنه.
ثم إنّه استشهد لوضعها مضافا إلى كون رواتها من الحشوية و الزيدية أنّه عليه السلام لا يحضر عند خواص شيعته معرّفا بنفسه، فكيف يحضر عند مخالفيه مع التعريف؟ و كيف يصلّي خلف أئمّة العامّة من يصلّي خلفه عيسى بن مريم؟ ... إلخ.
أقول: إنّ الحديث الثالث لاشتماله على أنّه يصلّي خلف غيره و يأتمّ به ساقط عن الاعتبار فلا يحتجّ به، و لا ينبغي نقله إلّا لمقصد إثبات إجماع الكلّ على ظهور المهدي و وجوده عليه السلام، و إن كنّا بحمد اللّه تعالى بفضل سائر الأحاديث و أقوال من يعتدّ بقوله من الامة أغنياء عن مثله.
ص: 233
و أمّا الخبر الأوّل، فليس فيه ما يدلّ صريحا على أنّ الشابّ المذكور فيه هو مولانا المهدي عليه السلام، و إنّما يذكر اطّرادا، و أنّ هذا الشابّ لا يكون إلّا المهدي عليه السلام، أو من خواصّه و حاشيته الذين يقومون بأوامره و إنفاذ أحكامه، و الحكم بوضعه و جعله لا يصدر إلّا ممّن يعلم الغيوب.
و أمّا الثاني، ففيه ما يدلّ على ذلك، و ليس فيه أيضا ما يدلّ على وضعه، و الاستدلال بما يرويه المخالفون من الزيدية و العامة قويّ جدّا، لم أر في العلماء و في الطائفة من تكلّف إثبات ضعفه، بلبناؤهم على الاستدلال بروايات المخالفين فيما هم مخالفون لنا في الفضائل و المناقب و الإمامة، فيستدلّون لإثبات أحاديث الثقلين و أحاديث الولاية و غدير خم و الأئمة الاثني عشر عليه السلام و غيرها بأحاديثهم، و لم يقل أحد: إنّ أسانيدهم في ذلك ضعيفة ساقطة عن الاعتبار، بل عندهم أنّها في غاية الاعتبار و إن كان الراوي ناصبيا أو خارجيا.
نعم، إذا وجد فيه ما لا يناسب مقام الأئمّة عليهم السلام الرفيع، و يخالف المذهب، يردّ ذلك إليهم بردّ تمام الخبر، أو خصوص ما فيه من المخالفة حسب ما تقتضيه المقامات و الموارد، و يعتمدون في ذلك كلّه على الاصول العقلائية المقبولة.
[ما رواه «الغيبة» في الأخبار المتضمّنة لمن رآه]
حديث آخر من الأحاديث التي عدّها من الأحاديث الموضوعة، قال: و منها ما رواه «الغيبة» في أول فصل ما روي من الأخبار المتضمّنة لمن رآه (ص 253 ح 223) عن جماعة، عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدّثني شيخ ورد الريّ على أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، فروى له حديثين في صاحب الزمان عليه السلام، و سمعتهما منه كما سمع، و أظنّ ذلك قبل سنة ثلاثمائة أو قريبا منها، قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم الفدكي، قال: قال الأودي: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة و اريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة و شابّ حسن الوجه، طيّب الرائحة، هيوب و مع هيبته متقرّب إلى الناس، فتكلّم فلم أر أحسن من كلامه، و لا أعذب من منطقه في حسن جلوسه، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: ابن رسول اللّه، يظهر للناس في كلّ سنة يوما لخواصّه فيحدّثهم و يحدّثونه، فقلت:
مسترشد أتاك فأرشدني هداك اللّه، قال: فناولني حصاة فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليك ابن رسول اللّه؟
فقلت: حصاة، فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب، و إذا أنا به قد لحقني، فقال: ثبتت عليك الحجّة، و ظهر لك الحق، و ذهب العمى، أ تعرفني؟ فقلت: اللّهمّ لا، فقال المهدي: أنا قائم الزمان، أنا الذي أملأها
ص: 234
عدلا كما ملئت ظلما و جورا، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، و لا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، و قد ظهر أيام خروجي، فهذه أمانة في رقبتك، فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ.[عن محمّد بن أحمد بن خلف]
و بالإسناد، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدّثني محمّد بن علي، عن محمّد بن أحمد بن خلف، قال: نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعباسية على مرحلتين من فسطاط مصر، و تفرّق غلماني في النزول و بقي معي في المسجد غلام أعجمي، فرأيت في زاويته شيخا كثير التسبيح، فلمّا زالت الشمس ركعت و صلّيت الظهر في أول وقتها، و دعوت بالطعام، و سألت الشيخ أن يأكل معي فأجابني، فلمّا طعمنا سألت عن اسمه و اسم أبيه، و عن بلده و حرفته و مقصده، فذكر أنّ اسمه محمد بن عبد اللّه، و أنّه من أهل قم، و ذكر أنّه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحقّ، و ينتقل في البلدان و السواحل، و أنّه أوطن مكة و المدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الأخبار و يتتبّع الآثار، فلمّا كان في سنة ثلاث و تسعين و مائتين طاف بالبيت، ثم صار إلى مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه، و غلبته عينه، فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأمّلت الداعي فإذا هو شابّ أسمر لم أر قطّ في حسن صورته، و اعتدال قامته، ثم صلّى، فخرج و سعى، فأتبعته، و أوقع اللّه تعالى في نفسي أنّه صاحب الزمان عليه السلام، فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب، فقصدت أثره، فلمّا قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني، فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاك اللّه؟
فأرعدت و وقفت، و زال الشخص عن بصري، و بقيت متحيّرا، فلمّا طال بي الوقوف و الحيرة انصرفت، ألوم نفسي و أعذلها بانصرافي بزجرة الأسود، فخلوت بربّي عزّ و جلّ أدعوه، و أسأله بحقّ رسوله و آله عليهم السلام ألّا يخيب سعيي، و أن يظهر لي ما يثبت به قلبي، و يزيد في بصري، فلمّا كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلّى اللّه عليه و آله، فبينا أنا اصلّي في الروضة التي بين القبر و المنبر إذ غلبتني عيني، فإذا محرّك يحرّكني، فاستيقظت فإذا أنا بالأسود، فقال: و ما خبرك؟ و كيف كنت؟
فقلت: الحمد للّه و أذمّك، فقال: لا تفعل، فإنّي امرت بما خاطبتك به، و قد أدركت خيرا كثيرا، فطب نفسا و ازدد من الشكر للّه عزّ و جلّ على ما أدركت و عاينت، ما فعل فلان؟ و سمّى بعض إخواني المستبصرين، فقلت: ببرقة، فقال: صدقت، ففلان؟ و سمّى رفيقا لي مجتهدا في العبادة مستبصرا في الديانة، فقلت: بالاسكندرية، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني، ثم ذكر اسما غريبا، فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، قال: كيف تعرفه و هو رومي فيهديه اللّه فيخرج ناصرا من قسطنطينية، ثم سألني عن رجل آخر، فقلت: لا أعرفه، فقال: هذا رجل من أهل
ص: 235
هيت من أنصار مولاي عليه السلام، امض إلى أصحابك فقل لهم: نرجو أن يكون قد أذن اللّه في الانتصار للمستضعفين و في الانتقام من الظالمين.و لقد لقيت جماعة من أصحابي و أدّيت إليهم، و أبلغتهم ما حمّلت و أنا منصرف، و اشير عليك أن لا تتلبّس بما يثقل به ظهرك، و يتعب به جسمك، و أن تحبس نفسك على طاعة ربّك، فإنّ الأمر قريب إن شاء اللّه تعالى.
فأمرت خازني فأحضر لي خمسين دينارا، و سألته قبولها، فقال:
يا أخي، قد حرّم اللّه عليّ أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه، كما أحلّ لي أن آخذ منك الشي ء إذا احتجت إليه، فقلت له: هل سمع منك هذا الكلام أحد غيري من أصحاب السلطان؟ فقال: نعم، أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان، و قد استأذن للحجّ تأميلا أن يلقى من لقيت، فحجّ أحمد بن الحسين الهمداني- رحمه اللّه- في تلك السنة فقتله ذكرويه ابن مهرويه، و افترقنا و انصرفت إلى الثغر، ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الأصغر، يقال: إنّه يعلم من هذا الأمر شيئا، فثابرت عليه حتّى أنس بي، و سكن إليّ، و وقف على صحّة عقيدتي، فقلت له: يا ابن رسول اللّه، بحقّ آبائك الطاهرين عليهم السلام لمّا جعلتني مثلك في العلم بهذا الأمر، فقد شهد عندي من توثّقه، بقصد القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب إيّاي لمذهبي و اعتقادي، و أنّه أغرى بدمي مرارا، فسلّمني اللّه، فقال: يا أخي، اكتم ما تسمع منّي الخبر في هذه الجبال، و إنّما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل، و يقصدون به مواضع يعرفونها، و قد نهينا عن الفحص و التفتيش، فودّعته و انصرفت عنه.
ثم قال (1):
أقول: و يوضّح جعلهما اشتمالهما على إخباره عليه السلام بقرب زمان ظهوره من ألف و مائة سنة تقريبا قبل، و هو أمر واضح البطلان بالعيان، و قد تواتر أنّه قال: كذب الوقّاتون ... إلخ.
و فيه: أولا: أنّ الاعتماد في الخبر الأول على ما رواه الصدوق و ليس في ذيله ما يدلّ على قرب زمان الظهور، و هذا لفظه بعينه:
و لا يبقى الناس في فترة، و هذه أمانة لا تحدّث بها إلّا إخوانك من أهل الحقّ.
و أمّا الخبر الثاني فليس فيه ما يوهم ذلك إلّا قوله: «نرجو أن يكون قد أذن اللّه في الانتصار للمستضعفين، و في الانتقام من الظالمين» و هذه العبارة كما ترى لا تدلّ على قرب زمان الظهور بحيث ينافي تأخّره إلى زماننا هذا و بعده. نعم، كأنّه قد فهم الراوي ذلك منها فقال: و لقد لقيت جماعة ... إلخ، إلّا أنّ المعيار على ما يستفاد من لفظ الحديث لا على فهم الراوي.
ص: 236
و ثانيا: قرب زمان وقوع كلّ أمر و اقترابه يكون بحسبه، فقد قرب زمان وقوع الساعة و حساب الناس، و اقترب بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا، قال اللّه تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ (1) و قال سبحانه:
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ(2) و قال عزّ و جلّ: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها(3) و ظهور الإمام الذي أوّلت بعض آيات الساعة به، و عبّر عنه بالساعة أيضا مثل ذلك، يجوز أن يقال فيه مع ما ورد في الأخبار من طول الأمد، و أنّ له غيبتين إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، و ...، و ...، أنّه قد قرب و اقترب.
و ثالثا: الظاهر من قوله: «كذب الوقّاتون» تكذيب الذين يوقّتون وقت الظهور، و يعيّنون له وقتا خاصّا، كالشهر الفلاني و السنة الفلانية، أو السنة المعيّنة، أو بين سنوات معيّنة.
قال: و يشهد للوضع، اشتمال الأول على ظهوره بيّنا للناس، و معرّفا بنفسه لمن لا يعرفه، مع أنّ محمد بن عثمان سفيره الثاني كان يقول: إنّ الحجّة ليحضر الموسم كلّ سنة، يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه. و اشتمال الثاني على أنّه كان عاجزا عن الاختفاء عمّن عرفه و تبعه حتّى زجره الأسود الذي كان معه و صرفه، إلى غير ذلك من المنكرات.
أقول: أوّلا: إنّ الأول لم يشتمل على ظهوره بيّنا للناس، و معرّفا بنفسه لكلّ من لا يعرفه ممّن حضر الموسم، بل يدلّ على أنّه يظهر في كلّ سنة يوما لخواصّه الذين يعرفونه، و من أخبر مدّعي وضع هذا الحديث بأن ليس له خواصّ و عمّال يعرفونه و لا يعرفهم الناس، يحضرون الموسم في حلقة عن يمين الكعبة، لا يراهم الناس و إن رآهم بعضهم لا يلتفتون بذلك؟!
و ثانيا: اشتمال الثاني على أنّ الأسود قد اعترضه و صاح به بصوت لم يسمع أهول منه، فقال له: ما تريد عافاك اللّه؟ فأرعد و وقف، يدلّ على خلاف ذلك، فملازمة الأسود و غيره له و صياحه على من يريد متابعته يدلّ على قدرته و سلطانه أم على عجزه عن الاختفاء عمّن عرفه؟
فإذا كان للّه تعالى ملائكة عاملون له موكّلون على الامور، فهل يعدّ ذلك من عجزه، و أنّه لا يقدر أن يفعل الامور بنفسه، أو يدلّ على نفوذ أمره و بسط يده و كمال قدرته؟ فيا أخي! إذا أنت تسير بهذه الصورة و السليقة في نقد الأخبار لا يسلم حديث و لا تاريخ- اللّهمّ إلّا القليل منه- عن مثل هذه الإيرادات الواهية، فتعوّذ باللّه من ذلك كما نعوذ به منه، و نعتذر منك إن خرجنا عن مسلك الأدب، فعفوا غفر اللّه لنا و لك.
ص: 237
ثم قال: و ممّا يوضّح وضع أمثالها أن رؤيته عليه السلام لم تكن مبتذلة، فمثل عبد اللّه بن جعفر الحميري في ذاك الجلال يقول لمحمد بن عثمان سفيره الثاني في الغيبة الصغرى: هل رأيت صاحب هذا الأمر؟
قال: نعم، و آخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام و هو يقول: اللّهم أنجز لي ما وعدتني ... الخبر، فكيف في الغيبة الكبرى و قد كان كتب إلى السمري- آخر سفرائه-: و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلّا بعد إذن اللّه تعالى ذكره، بعد طول الأمد، و قسوة القلوب، و امتلاء الأرض جورا، و سيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذّاب مفتر ... الخبر.
أقول: ما نرى في هذه الحكايات ابتذالا لرؤيته عليه السلام، و هو عليه السلام يعرف من يليق برؤيته عليه السلام، لصلاحيّة في نفسه، أو لحكمة و مناسبة تقتضي ذلك، و أولياؤه و الخواص من شيعته مخفيّون في عباد اللّه تعالى، يعرفهم الإمام عليه السلام. و الحكايتان المذكورتان (حكاية الأسدي و حكاية ابن أحمد بن خلف) حكايتان عن الغيبة القصرى المعروفة بالصغرى دون الغيبة الطولى المعروفة بالكبرى، فذكر توقيعه إلى سفيره الأخير هنا خارج عن محلّ البحث.
مضافا إلى أنّه لو استظهر من هذا التوقيع حرمان الناس كلّهم عن التشرّف بلقائه، ينافي الحكايات المتواترة التي لا شكّ في صحّتها، سيّما تشرّف عدّة من أكابر العلماء، و هذه قرينة على أنّ المراد من كون من يدّعي المشاهدة كذّابا مفتريا، من يدّعيها كما كان متحقّقا للسفراء في عصر الغيبة الصغرى، فيدّعي بها النيابة و السفارة و الوساطة بين الناس و بين الإمام عليه الصلاة و السلام، و الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى.
و ممّا عدّه من الأحاديث الموضوعة ما صرّح به بقوله: و منها:
ما نقله النوري في كتابه «كشف الأستار» بعد عدّه عدّة من العامة قائلين بالمهدي عليه السلام كالخاصّة، فقال: السابع: الشيخ حسن العراقي، قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في الطبقات الكبرى المسمّاة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار في الجزء الثاني من النسخة المطبوعة بمصر في سنة ألف و ثلاثمائة و خمسين: و منهم الشيخ العارف باللّه سيدي حسن العراقي المدفون بالكوم خارج باب الشعرية بالقرب من بركة الرطلي و جامع البشري.قال: كان قد عمّر نحو مائة و ثلاثين سنة، قال: تردّدت إليه مع سيدي أبي العباس الحريثي، و قال: اريد أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنّك كنت رفيقي من الصغر، فقلت له: نعم، فقال: كنت شابّا من دمشق، و كنت صائغا، و كنّا نجتمع يوما في الجمعة على اللهو و اللعب و الخمر، فجاء لي التنبيه منه تعالى يوما، فقلت لنفسي: أ لهذا خلقت؟ فتركت ما هم فيه و هربت منهم، فتبعوا ورائي فلم يدركوني، فدخلت جامع
ص: 238
بني اميّة فوجدت شخصا يتكلّم على الكرسي في شأن المهدي عليه السلام، فاشتقت إلى لقائه، فصرت لا أسجد سجدة إلّا و سألت اللّه تعالى أن يجمعني عليه، فبينا أنا ليلة بعد صلاة المغرب اصلّي صلاة السنّة إذا بشخص جلس خلفي و حسّ على كتفي، و قال لي: قد استجاب اللّه دعاءك يا ولدي، مالك؟ أنا المهدي، فقلت:
تذهب معي إلى الدار؟ فقال: نعم، و ذهب معي، و قال لي: أخل لي مكانا أنفرد فيه، فأخليت له مكانا، فأقام عندي سبعة أيام بلياليها، و لقّنني الذكر، و قال: اعلّمك وردي تدوم عليه إن شاء اللّه تعالى:
تصوم يوما و تفطر يوما، و تصلّي في كلّ ليلة خمسمائة ركعة، و كنت شابّا أمرد حسن الصورة، فكان يقول: لا تجلس قط إلّا ورائي، فكنت أفعل، و كانت عمامته كعمامة العجم، و عليه جبّة من وبر الجمال، فلمّا انقضت السبعة أيام خرج فودّعته، و قال لي: يا حسن، ما وقع لي قطّ مع أحد ما وقع معك، فدم على و ردك حتّى تعجز فإنّك ستعمّر عمرا طويلا، قال: ثمّ طلب الخروج، و قال لي: يا حسن، لا تجتمع بأحد بعدي، و يكفيك ما حصل لك منّي فما ثمّ إلّا دون ما وصل إليك منّي، فلا تتحمّل منّة أحد بلا فائدة، فقلت: سمعا و طاعة ... الخ.
ثمّ قال (1):
أقول: و آثار الوضع عليه لائحة، فإنّه من أكاذيب الصوفية، و ممّا يختلقون لهم و لمشايخهم، و العجب من هذا المحدّث كيف ينقل مثل هذا الحديث، و إنّي لأستحيي من النظر في مثله.
و أنا أقول: هل تعلم أنّ المحدّث النوري كتب «كشف الأستار» جوابا عن قصيدة وردت من بغداد من قبل أبناء العامّة مطلعها: أيا علماء العصر ...، و قد ذكرت فيها الإيرادات و السؤالات حول المهدي عليه السلام، إنكارا لوجوده عليه السلام، و تسفيها لمن يعتقد به، فقام النوري للدفاع عن الحقّ، و الذبّ عن المذهب، و أتى بهذا الجواب الشافي الكافي من كتب العامّة، و كلمات مشايخهم و أكابرهم، و جادلهم بالتي هي أحسن، ثم نقلها إلى النظم الجيد البليغ العلامة الكبير و المصلح الشهير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، و أجابه أيضا على هذا المنوال نظما الشيخ جعفر النقدي و السيّد محسن الأمين، و شرح الأخير قصيدته بالنثر أسماه «البرهان ...» و غيرهم.
ففي هذا المجال ذكر أسماء عدّة من القائلين بوجوده من العامّة، منهم الشيخ حسن العراقي، و هو ليس ملتزما بصحّة ما ينقل منهم، و لا يلزم عليه من الاستدلال بأقوالهم و عباراتهم أن يكون معتقدا بتفاصيل جاءت فيها، و قصّة الشيخ حسن التي وقعت مورد إنكاره مقبولة عند الصوفية العامّة، و ليس التصوّف عندهم كما هو عند الشيعة، فإنّه عندنا مذموم لا يجوز الالتزام و التعبّد بتعاليمهم الخاصّة ممّا لم يؤثر من الشرع، و لا يدلّ عليه الكتاب أو السنّة، و أكثرها مختلقات و موضوعات مشتملة على العقائد الباطلة، و الأعمال المحرّمة بل و الشرك، و أمّا عند العامة- مع تضمّن ما عندهم من التصوّف بهذه المفاسد بالوضوح- ممدوح، و أكثر علمائهم منخرطون
ص: 239
في سلسلة من سلاسل التصوّف التي لا حقيقة لها و ما أنزل اللّه بها من سلطان، و شأن مثل محيي الدين و الشعراني و أمثالهما أجلّ عند المتصوّفة منهم من الشافعي و أبي حنيفة و مالك و ابن حنبل و أصحاب الحديث، و لكن ذلك كلّه لا يمنع من الاستدلال بأقوالهم ردّا عليهم و إفحاما للمنكرين، و بهذا الاعتبار ليس كتاب «كشف الأستار» من كتب الحديث، و لم يذكر مصنّفه مثل هذه الحكاية باعتبار أنّها حديث من الأحاديث، فذكرها في الأحاديث التي تبحث فيها عن سندها و اعتبارها في غير محلّه، إلّا أن يراد بذلك تكثير ما أسماه بالأحاديث الموضوعة، و إظهار العجب من المحدّث النوري، و الاستحياء من النظر في مثل نقله، مع أنّ الاستحياء من هذا العجب و الاستحياء أولى من استحيائه.
و ممّا ذكر يظهر الجواب عمّا نقله المحدّث النوري أيضا عن «ينابيع المودّة» من بيعة بعض مشايخ مصر مع الإمام المهدي عليه السلام.
و ممّا عدّه من الأحاديث الموضوعة خبر قصة الجزيرة الخضراء و خبر مدائن أبناء المهدي عليه السلام، قال: نقل الأوّل المجلسي- رحمه اللّه- بدون إسناد متّصل (1)،
بل قال: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض و لم يذكر صاحب الرسالة، و قد أقرّ بعدم كونه في كتاب معتبر، فقال: و إنّما أفردت لها بابا لأنّي لم أظفر به في الاصول المعتبرة، و قال: وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام بخط الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي ما هذا صورته: الحمد للّه ربّ العالمين ... و ذكر تمام الحكاية إلى قوله: أدام اللّه إفضاله.ثم قال: و نقل الثاني النوري في كتابه «جنّة المأوى» في الاستدراك لباب من رأى الحجّة عليه السلام من «البحار»(2) في حكايته الثالثة، فقال: و في آخر كتاب في التعازي عن آل محمّد و وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله تأليف الشريف الزاهد أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي اللّه عنه، عن الأجلّ العالم الحافظ ... فذكر تمام سند الحديث و متنه، ثمّ قال بعده: قال النوري:
و روى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتاب «الصراط المستقيم» و هو أحسن كتاب صنّف في الإمامة عن كمال الدين الأنباري ... الخ و هو صاحب رسالة «الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس و الروح» التي نقلها المجلسي بتمامها في «السماء و العالم»(3)،
قال: و قال السيد الأجلّ علي بن طاوس ... الخ.
ص: 240
و بعد كلام المحدّث النوري قال (1): أقول: وجه وضع الأول بالخصوص اشتماله على أنّ حسّان بن ثابت من القرّاء في موضعين، مع أنّه إنّما كان شاعرا، و إنّما كان أخوه زيد بن ثابت من القرّاء، مع أنّ باقي من عدّه لم يكن جميعهم من القرّاء، و إنّما القارئ منهم ابن مسعود و ابيّ، ثم جمع أبي سعيد الخدري مع أبي عبيدة و أضرابه بلا وجه، حيث إنّ أبا سعيد كان إماميا و باقي من ذكر من معاندي أمير المؤمنين عليه السلام (2).
أقول: ليس في الحكاية ما يدلّ على أنّ الذين اجتمعوا إليه كانوا من القرّاء، و اجتمعوا إليه لأنّهم كانوا كذلك، بل يدلّ على أنّ المجتمعين الذين سمّى بعضهم و ترك آخرين كانوا من الصحابة. كما أنّ ذكر أبي عبيدة و أبي سعيد و اجتماعهما و جماعات المسلمين لم يكن إلّا لأنّهم كانوا معدودين من المسلمين، و أدركوا عصر الرسالة، و سمعوا القرآن الكريم منه بلا واسطة أحد أو بواسطة غيرهم في هذا العصر، و لا يدلّ على أزيد من ذلك، فما ذكر لا يكون وجها للوضع أصلا.
و لا يخفى أنّ حسّان بن ثابت لم يكن أخا لزيد بن ثابت، و إنّما اشتبه على صاحبنا و هو مؤلّف «قاموس الرجال»، و مورد الطعون على بعض علماء الرجال، و ذلك لاشتراك والديهما في الاسم، فزيد هو ابن ثابت بن الضحّاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غتم بن مالك بن النجّارالأنصاري الخزرجي ثمّ النجّاري، و حسّان هو ابن ثابت بن المنذر بن خرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجّار الأنصاري الخزرجي النجّاري.
قال: و اشتماله على أنّه لم ير لعلماء الإمامية عندهم ذكرا سوى خمسة: الكليني و ابن بابويه و المرتضى و الطوسي و المحقّق، فبعد فتح باب العلم بحضور النائب الخاص بأمر صدر عنه عليه السلام عندهم، و أنّه يزور قبّته عليه السلام في كلّ جمعة، و يجد ورقة مكتوبا فيها جميع ما يحتاج إليه في المحاكمة، و كون أبيه سمع حديثه و جدّه رأى شخصه، أي حاجة كانت لهم إلى هؤلاء الخمسة الذين كان العلم عليهم منسدّا؟
مع أنّ لكلّ منهم فتاوى غير فتاوى الآخرين، مع أنّ لكلّ واحد من الكليني و ابن بابويه و المرتضى و الطوسي و المحقّق مسلكا، و لكن لم يعدّ فيهم المفيد ... إلخ.
أقول: أولا: باب العلم في عصر حضور الإمام و في عصر النبوة ليس مفتوحا مطلقا، كما أنّ الاجتهاد في استنباط الأحكام أيضا لا يرتفع أيضا مطلقا، بل الاجتهاد أمر و أصل يعمل به في عصر الحضور كالغيبة، و باب العلم بالأحكام أيضا منسدّ في عصر الحضور كعصر الغيبة، غير أنّ دائرة كلّ واحد منها في عصر الحضور أضيق من دائرته في عصر الغيبة، و إلّا حتّى المتشرّفين بمحاضرهم الشريفة لا بدّ لهم في بعض الموارد من العمل ببعض
ص: 241
الظنون المعتبرة، سيّما إذا كانوا غائبين عن مجلسه و في الأماكن البعيدة، فكما أنّ الفصل الزماني بيننا و بين عصر الحضور أوجب توسعة دائرة الاجتهاد و إعمال الاصول العقلائية اللفظية و العقلية، و جواز العمل بالظنون المعتبرة الشرعية، كذا الفصل المكاني أيضا ربّما يوجب ذلك، و كما أنّ شأن اجتهاد مجتهد مثل الشيخ و المحقّق في استنباط الأحكام يظهر في مثل عصورنا هذه، فكذلك يظهر أيضا في عصورهم عليهم السلام عند الاحتياج إلى الاجتهاد الذي لا بدّ منه، و لعلّ هذا هو المراد من التفقّه الذي أمرنا به في عصر الحضور أيضا، و قال الصادق عليه السلام فيه: ليت السياط على رءوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال و الحرام (1)،
و لو لم يكن ذلك كلّه فلا ريب أنّه بعضه.
و ثانيا: أنّه قال: و أجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين، فمهما تضمّنته الورقة أعمل به. و هذا كلام لا يخلو فهمه لنا من الإشكال، فهل أراد منه أنّه يحكم بما تضمّنته هذه الورقة من غير مطالبة البينة عن المدّعي، أو اليمين عمّا ادّعي عليه فيحكم بحكم داود، أو أنّالورقة تتضمّن أحكام القضاء ممّا لم يبيّن له من ذي قبل؟ و كيف كان، فالظاهر منه أنّ الرجوع إلى الورقة مختصّ بالمحاكمة بين المؤمنين.
و ثالثا: يمكن أنّه إنّما لم ير لغير هؤلاء الخمسة ذكرا عندهم اتّفاقا و في مدّة كان هناك، و لا يفهم من ذلك أنّه ليس لغيرهم عندهم ذكر مطلقا.
و رابعا: يمكن أن يكون ذلك لأنّ كلّ واحد من هؤلاء يكون رأسا في طريقته العلمية الخاصّة به، أو لغير ذلك. و على كلّ حال، لا يكون مثل ذلك و عدم ذكر مثل المفيد مع جلالة قدره و عظم شأنه أمارة على الوضع و الجعل أصلا.
و أمّا ما ذكر من وجه الوضع من عدم سند معتبر لهما، ففيه:
أولا: أنّ ذلك ليس دليلا لذلك، فكيف تحكم يا أيها الشيخ- أدام اللّه عمرك و بارك فيه- بوضع الحديث لعدم سند معتبر له؟ فهل تجسر على الحكم بالوضع على جميع المرسلات أو المسندات الضعيفة؟!
و ثانيا: أنّ عدم اعتبار الأول عند العقلاء، و بناء على طريقتهم و اعتباره كذلك يدور مدار كون كاتب الرسالة المشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء التي وجدها العلامة المجلسي مجهولا غير معروف، كما يظهر من المجلسي أنّه كان كذلك عنده، أو أنّه معلوم الحال و هو شيخنا الشهيد الأول كما قطع به و صرّح عليه العالم المتتبّع الخبير الشهيد الشريف مؤلّف كتاب «مجالس المؤمنين»(2) في مجلسه الأول و صرّح به غير أيضا، و مع ذلك كيف لنا بالقول بعدم سند معتبر له بعد تصريح هذا الشريف الأجلّ بأنّ الشهيد الأول هو الذي وجد الرسالة في خزانة
ص: 242
أمير المؤمنين عليه السلام بخطّ العالم العادل و الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي- قدّس اللّه روحه- و صرّح بأنّه وجدها بخطّه فضلا عن الحكم بجعله و وضعه، و ما وجده المجلسي هو من نسخ هذه الرسالة المشتهرة، و حيث لم يطّلع على ناسخها لم يذكر ذلك، و هذا غير مضرّ باعتبارها بعد حكم مثل القاضي الشهيد قطعيا بأنّه هو الشهيد الأول.
هذا، و قد اختصر كلام المجلسي و كلام مستنسخ الرسالة الدالّ على توصيف الفضل بن يحيى بالعلم و العمل صاحب «الأخبار الدخيلة» و العهدة عليه.
و ممّا يظهر منه عدم تأمّل هذا المدّعي لوضع خبر علي بن فاضل، و إصراره على إيراد الشبهة، أنّه زعم أنّ المجلسي وجده في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام، و لذا قال في ابتداء نقله هذا الخبر عن المجلسي:نقل الأول المجلسي- رحمه اللّه- بدون إسناد متّصل، بل قال: وجدت رسالة ... إلى أن قال: و قال (يعني المجلسي): وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام.
و قال بعد نقل الخبرين بطولهما، و ما أورد عليهما: فإن قيل: إنّ الخبر الأول قال المجلسي وجده في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام بخطّ الفضل بن يحيى الطيبي ناقلا له عن علي بن فاضل المازندراني بشرح مرّ، قلت: من أين أن أحدا من أعداء الإمامية لم يضع القصة و ألقاها في الخزانة ناسبا له إلى مسمّى بفضل بن يحيى عن مسمّى بعلي بن فاضل.
أقول: انظر كيف اشتبه عليه الأمر، فالمجلسي لم يجد الرسالة في خزانة أمير المؤمنين، بل وجد الرسالة المشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض و أحبّ إيرادها، فذكرها بعينها كما وجدها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الذي هدانا لمعرفته، و الشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيّد بريّته محمد الذي اصطفاه من بين خليقته، و خصّنا بمحبّة علي و الأئمة المعصومين من ذرّيته صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين الطيّبين الطاهرين و سلّم تسليما كثيرا، و بعد فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين و سيد الوصيّين و حجّة ربّ العالمين و إمام المتّقين علي بن أبي طالب عليه السلام بخطّ الشيخ الفاضل و العالم العامل الفضل بن يحيى بن علي الطيّبي الكوفي- قدّس اللّه روحه- ما هذا صورته ... إلخ.
و أوهن من ذلك كلّه نسبة علي بن فاضل بالهجر و الهذيان في حال شدّة المرض.
و خلاصة الكلام: أنّ بعد كون الناسخ و واجد الرسالة في الخزانة هو الشهيد الأوّل الذي كان قريب العهد بالفضل بن يحيى عارفا بخطّه و حاله و وصفه بالفضل و العلم و العمل، و بعد توصيف الفضل بن يحيى الشيخ زين الدين علي بن فاضل بالتقوى و الصلاح، و سماعه هذا الخبر بواسطة عالمين فاضلين، القول بجعله رأسا و استناد ذلك إلى الأعداء و إلى الهذيانات الصادرة من المرضى في شدّة المرض، قول بغير علم، و كم فرق بين من
ص: 243
يبدي الاحتمالات المانع جوازها عن اعتبار الخبر و تمنع إثباته، و بين من يحكم بجعله و وضعه باحتمالات لا تدلّ على ذلك أصلا، هذا.
و أمّا عدم ورود خبر على أنّ له عليه السلام ولدا بالفعل و اختلاف الاخبار في حصول الولد له بعد ظهوره لا ينفي ما يدلّ عليه، لأنّ عدم الدليل على نفي الولد، و عدم ورود خبر غير هذا الخبر على أنّ له ولدا، لا ينفي ما يدلّ عليه، مضافا إلى دلالة بعض الأخبار و الأدعية عليه.
و أمّا تضمّن خبر علي بن فاضل أنّ عدد امراء عسكره ثلاثمائة ناصر و بقي ثلاثة عشر ناصرا، فلا يثبت به جعل الخبر و لو وجد في بعض الأخبار ما يعارضه، مضافا إلى أنّ إعمال قواعد الترجيح يكون في الأخبار الراجعة إلى الفروع و الأحكام، يرجح عقلائيا ما فيه الترجيح، و لا يلزم عليه أنيخرج إذا كان أعوانه بهذه الكثرة؛ لأنّ له مضافا إلى ذلك أو بدون ذلك مقتضيات و شرائط مذكورة في محلّها، و ربّما يعلم بعضها بعد الظهور، و لا يعلم بعضها إلّا اللّه تعالى.
ممّا يجب التنبيه عليه أنّا لسنا في هذا المجال في مقام إثبات اعتبار هذه الأحاديث و إن ظهر ثبوت اعتبار بعضها من مطاوي ما ذكرناه، بل ما كنّا بصدده هو الردّ على الحكم بوضع هذه الأحاديث قطعيا، و بيان أنّ هذه الأحاديث في مضامينها المشتركة بينها و بين غيرها يحتجّ بها و يعتدّ بها، لارتفاع خبر الواحد إلى المتواتر، و في مضامينها المختصّة بها يجوز نقلها و تطمئنّ النفس بها أقوى ممّا في كتب التاريخ و المراسيل التاريخية.
نعم، لا يترتّب عليها اثر شرعي عملي، لأنّها لا ترتبط بالأحكام العملية.
إن قلت: إذا كانت هذه الأخبار غير معتبرة شرعا لا يجب التعبّد بها، بالبناء على صحّة مضمونها و إن توفّر فيها جميع ما هو معتبر عرفا و شرعا في خبر الواحد الوارد في الفروع، فما فائدة نقلها و حفظها؟
قلت: نعم، معنى عدم اعتباره شرعا أنّه لا يجوز أن يتعبدنا الشارع بالبناء على صدوره عمليا؛ لأنّ مضمونه لا يرتبط بالفروع و الأحكام العملية، و أمّا في مضامينها التي يجب الاعتقاد بها فعدم اعتبارها إنّما يكون لأجل لزوم اليقين بالمسائل الاعتقادية، و اليقين لا يتحصّل بحجّية هذه الأخبار، و لا يجوز أن يتعبّدنا الشارع بالقطع و اليقين بها كما لا يجوز التعبّد و الإلزام بالعمل بها، و عليه لا يترتّب أثر شرعي عملي عليها، و لا يوجب القطع بمضمونها إن كانت في المسائل الاعتقادية.
و لكن قد ظهر بما ذكر: أنّ الفائدة لا تنحصر في ذلك، بل فائدته المهمّة أنّها توجب ارتقاء الحديث إلى المتواتر المعنوي أو الإجمالي، و أنّ بها يؤيّد بعض الأحاديث كما أنّها أيضا تؤيّد بها فالأخبار يؤيّد بعضها بعضا، و أيضا
ص: 244
يؤتى بها في المتابعات و الاستشهادات، ففائدة نقل هذه الأحاديث و الأخبار مهمّة جدّا، و لذا قد استقرّ بناء العقلاء على نقلها، و معظم التواريخ و التراجم و السير مبني على هذه الأخبار و نقلها.
و على ذلك كلّه إذا حصل من هذه الأخبار بواسطة بعض القرائن و الشواهد القطع بمضمونها فهو، و إذا لم يحصل منها القطع لا يجوز ردّها و الحكم بكذبها و جعلها بالشبهات و الاستدلالات الضعيفة حتّى مثل إرسال الخبر أو مجهولية إسناده، بل بناء العقلاء قد استقرّ على هذه الأخبار و نقلها على الطريقة المألوفة بينهم، فضلا من أن يكون إسنادها موصولة بعضها ببعض و كانت رواتها منالمشاهير و الثقات مثل الصدوق، فلا يبدون الشكّ في حديث ورد بإسناد معتبر في غزوات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سائر سيره، مثل أن الراوي أخبر بأنّه غزوة كذا وقعت يوم كذا و في مكان كذا و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليها يوم كذا و رجع عنها يوم كذا و كان عدّة من معه فيها من الأصحاب كذا، فينقلون ذلك بل و يرسلونه إرسال المسلّمات لا يبدون الشكّ فيه.
فإن قلت: إنّ جواز نقل الخبر في الفروع مسلّم، أمّا في غير الفروع، سواء كان مرسلا أو مسندا أو غير ذلك، فيجب أن يثبت جوازه بالشرع، فما الدليل على جواز نقل الخبر مطلقا؟
قلت: هذا غريب، فإنّ جواز نقله ثابت بالضرورة و بالكتاب و السنّة المتواترة و السيرة القطعية المستمرة إلى زمان الأئمة و النبيّ صلوات اللّه عليه و عليهم، لم يشكّ فيه أحد إلّا الأول و الثاني و أذنابهما لأهداف سياسية و أغراض دنيوية، فمنعا الناس عن نقل الحديث، و شرح ذلك يطلب من محلّه.
لا يخفى أنّ كتابنا هذا (المنتخب الأثر) قد تم تأليفه في سنة 1373 ق و طبع في هذه السنة في مجلّد واحد ثمّ جدّدنا النظر فيه و زدنا عليه بعض الزيادات، فصار في ثلاثة مجلّدات بالصورة الّتي بين يديك، و تمّ في صفر 1414 ه ق.
المرويّة عن كلّ من النبي صلى اللّه عليه و آله و الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام في المنتخب الأثر في مجلّداته عن النبي صلّى اللّه عليه و آله: 1 إلى 48، 50 إلى 60، 62 إلى 75، 77، 84، 85، 93، 98، 99، 115، 116، 118، 123 إلى 139، 141، 144 (عن فاطمة سلام اللّه عليها) 145، 147، 148، 153، 154، 158، 159، 164، 166 إلى 171، 73 إلى 178، 182، 183، 184 (عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 185، 186، 187، 190، 194، 200، 201، 204 إلى 216، 218، 219، 224 (هذه الرواية عن فاطمة عليها السلام و فيها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله) 225، 238 إلى 245، 247 إلى 249، 251، 252، 258، 263، 264 (عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 265 إلى 267، 282 (و الراوي زيد عن آبائه عليهم السلام) 284، 287، 308، 321،
ص: 245
335، 340، 341، 354، 355، 357، 358، 359، 360، 361، 363، 364، 365، 366، 367، 368، 369، 370، 371، 373، 374، 375، 377، 378، 379، 380، 381، 383، 384، 385، 386، 3787، 388، 389، 390، 391، 392، 393، 395 (عن فاطمة عليها السلام عن أبيه) 396، 397، 398، 399، 400، 401، 402، 403، 404، 406، 408، 409، 410، 415، 419، 431، 435، 436، 437، 438، 440، 441، 444، 447، 450، 451، 452، 453، 454، 455، 456، 458، 460، 461،480، 481، 484، 485، 486، 488، 490، 491، 492، 494، 495، 496، 497، 500، 502، 503، 504، 505، 507، 508، 511، 512، 515، 516، 520، 521، 524، 525، 526، 527، 529، 530، 532، 533، 534، 535، 543، 563، 581، 583، 584، 585، 586، 591، 597، 670، 697، 699، 700، 728، 729، 730، 731، 733، 756، 757، 761، 762، 763، 764، 765، 775، 784، 785، 901، 910، 917، 918، 920، 921، 922، 925، 927، 929، 934، 939، 944، 945، 946، 949، 952، 956، 958، 1030، 1034، 1046، 1064، 1065، 1066، 1067، 1069، 1070، 1071، 1072، 1074، 1076، 1077، 1078، 1079، 1080، 1085، 1103، 1109، 1111، 1112، 1118، 1119، 1127، 1128، 1130، 1131، 1132، 1133، 1134، 1135، 1155، 1161، 1164، 1165، 1166، 1170، 1171، 1172، 1192، 1196، 1198، 1200، 1201، 1214، 1215، 1257.
عن الإمام امير المؤمنين عليه السلام: 79، 80 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 94 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 95، 100، 101، 140 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 149 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 150، 152، 160 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 162، 172، 185، 189، 197 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 198 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 202، 227 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 254 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 268 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 272 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 295، 311، 312، 313، 314، 317، 318، 330، 337، 3 53 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 362 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 376 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 382، 411، 413، 414، 415 (عن النبي صلّى اللّه عليه و آله)، 416 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 417، 420 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 422، 423، 424، 425، 426، 427، 428، 433، 443، 445، 446، 462، 468، 472، 4 73 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 475، 477، 478، 479، 482 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 483، 487 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 489 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 493، 509، 510، 519، 568، 572، 573، 587، 589، 593، 609، 623، 636، 637، 662، 698 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 748، 751، 779 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 781، 900، 902 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 908، 909، 914، 918، 924، 926، 928، 930، 931، 932، 937، 938،
ص: 246
942، 947، 951، 953، 954، 955، 968، 975، 1017، 1018، 1020، 1021، 1041، 1050، 1058، 1063، 1083 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)،1107، 1117، 1138، 1139، 1153، 1167، 1187، 1188، 1189، 1193، 1197، 1199، 1231، 1236 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1262، 1269
عن الإمام الحسن عليه السلام: 82، 104، 179 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 193، 257 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 259 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 539، 1195 (عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام)
عن الإمام الحسين عليه السلام: 121، 146 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 163، 180 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 220 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 256 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 260 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) و كذا 261 و كذا 262، 273، 517 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 536، 541، 588، 607، 647، 911، 979، 1211 (و المحتمل كون الخمسة الأخيرة عن الصادق عليه السلام) عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: 88 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 102، 103، 105، 110، 155 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 181 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 191، 221 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 222 (عن عمته زينب عن فاطمة عليهم السلام عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 223 (عن أبيه عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم) 223 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 303، 305، 315، 339، 342، 466، 467 (عن أبيه عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم اجمعين) 522، 528 (و فيه حديث جابر حكاية عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 590، 580، 600 (عن جدّه امير المؤمنين عليه السلام)، 642، 654، 673، 686، 737، 981، 1144، 1148، 1220، 1256.
عن الإمام الباقر عليه السلام: 78 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 89 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 90، 91 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 106، 107، 108، 117، 120 (عن جابر عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 143 (عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السلام) 151، 188 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 192، 230 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 235، 236، 270 (عن سالم عن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 274 (و فيه عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 275 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 276، 289، 307 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 316، 320، 321، 322، 324، 339، 344، 346، 348، 350، 394 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم اجمعين)، 407، 432 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 434، 442، 448، 470 (عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله)، 506 (عن أبيه عن جدّه عن علي عليهم السلام)، 514 (عن علي عليهم السلام) 518، 542 (و فيه حديث عن أبيه عليهما السلام)، 544، 545، 576 (و فيه عن عليعليه السلام) 595 (عن آبائه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله) 577 (عن علي عليه السلام)، 582، 596، (عن
ص: 247
الحسين عليه السلام)، 601، 603، 614، 427، 645، 651 (عن الإمام امير المؤمنين عليهما السلام)، 655، 658، 659، 669، 673، 676، 678، 683، 687، 690، 691، 693، 696 (عن كتاب على عليه السلام)، 703، 708، 720، 723، 726 (صدره منه عليه السلام و ذيله عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله)، 736، 739، 742، 745، 753، 769، 782، 904، 906، 912، 933، 936، 940، 961، 965، 966، 978، 989، 990، 1002، 1003، 1004، 1005، 1007، 1019، 1031، 1033، 1036، 1043، 1049، 1055، 1056، 1057، 1060، 1061، 1081، 1088، 1095، 1096، 1101، 1114، 1116، 1121، 1126، 1140، 1141، 1144، 1145، 1149، 1156، 1162، 1163، 1173، 1175، 1178، 1179، 1186، 1199، 1212، 1213، 1223، 1234، 1235، 1237، 1249، 1252 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1255، 1258، 1261، 1272
عن الإمام الصادق عليه السلام: 81 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 83 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 86، 87 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 97 (عن أبيه عليهما السلام)، 108، 109، 111، 112، 113، 119، 142 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 156 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم) و كذا 157، 165 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 195، 196، 217 (عن أبيه عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 231 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 232 (عن سلمان عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 234 (عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام) 237، 246 (عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 253، 255 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 277، 278، 279، 285، 286 (عن أبيه عن جابر عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم و آلهم)، 290، 293 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 298، 299، 300، 301، 302، 304، 309، 310، 319، 327، 328، 329، 331، 338، 339، 343، 347، 351، 372، 412 (عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام)، 421 (عن آبائه عن علي عليهم السلام) 449، 457، 463، 464، 469، 471، 498 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 499 (عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 537 (عن علي عليه السلام)، 540 (عن آبائه عن الحسين عليه السلام)، 546، 578 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 579، 594، 598 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 599، 602، 603، 605، 606، 608، 611، 612، 613، 615، 616، 617، 618، 619، 625، 626 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 628، 629، 630، 631، 632، 638 (عنأبيه عن جدّه زين العابدين عليهم السلام)، 639، 640 (عن آبائه عن علي عليهم السلام) 643، 648، 649، 656، 660، 661، 663، 664، 665، 666، 667، 668، 671، 672 (عن أبيه الباقر عليهما السلام)، 674، 675، 679، 684، 685 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 688، 689، 692، 694، 695، 702، 704 (عن أبيه عليه السلام أن رسول اللّه أمر و ..
ص: 248
. قال)، 705، 706، 710، 711، 712، 713، 715، 716، 717، 718، 722، 724 (عن أبيه، عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 738، 740 (عن أبيه الباقر عليهما السلام)، 741، 743، 744، 746 (و فيه نقل عن جدّه علي عليهما السلام) 749، 750 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 754، 755، 771 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 905، 907، 913 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 915، 916 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 919، 935 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 959، 960، 962، 963، 964، 967، 972، 976، 977، 980 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 1004، 1006، 1008، 1009، 1010، 1011، 1012، 1013، 1014، 1015، 1022، 1023، 1040، 1042، 1044، 1045، 1048، 1051، 1052 (عن أبيه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 1053، 1054، 1055، 1059، 1062، 1082 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1086، 1087، 1089، 1090، 1091، 1092، 1093، 1097، 1098، 1099، 1100، 1102، 1 104 (عن امير المؤمنين عليه السلام) 1105، 1106، 1108، 1115، 1122، 1123، 1137 عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 1142، 1143، 1146، 1147، 1150، 1151، 1152 (عن علي عليه السلام) 1157، 1159 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1160، 1168، 1169، 1174، 1180، 1181، 1182، 1183، 1184، 1185، 1190، 1191، 1194، 1202، 1203، 1206، 1207، 1208، 1209، 1210، 1216، 1217، 1218، 1219 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم أجمعين) 1221، 1222، 1227 (عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام)، 1228، 1229، 1230، 1232، 1233، 1238، 1240، 1241، 1253 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1254، 1259، 1260، 1263 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1264 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1265، 1266، 1267، 1268، 1271، 1276
عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام): 250، 292، 326، 549، 551، 574، 620، 709، 1124، 1145، 1224 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1246
عن الإمام الرضا عليه السلام: 161 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 228 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) و كذا 229، 271 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 294، 349،459 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 465 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 474 (عن أبيه عليهما السلام) 538 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 554، 555، 556، 565، 621، 622، 624 (عن علي عن النبي صلى اللّه عليهما و آلهما) 634، 646، 657، 680، 714، 752، 770 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 969، 973، 974، 1024، 1205، 1225، 1226، 1239، 1270
ص: 249
عن الإمام الجواد عليه السلام: 76 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 283 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 291 (و فيه شهادة خضر بالائمة الاثنى عشر عنه امير المؤمنين و الحسين عليهما السلام) 557، 559، 610 (عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام)، 653، 1247
عن الإمام الهادي عليه السلام: 269 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 280، 558، 560، 807، 863
عن الإمام العسكري عليه السلام: 122، 226 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 281، 288 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 561، 562، 564، 566، 567، 570، 571، 641، 644، 707، 786، 787، 789، 791، 792، 794، 795، 796، 799، 801، 804، 805، 806، 808، 809، 810، 811، 812، 814، 815، 816، 830، 863، 865، 1274
عن الإمام حجّة ابن الحسن صلوات اللّه عليه: 633، 802، 808، 809، 810، 821، 822، 823، 824، 826، 827، 828، 829 (نقل فيه عن امير المؤمنين و الإمام زين العابدين و الإمام الصادق عليهم السلام) 830، 832، 833، 835، 836، 837، 838، 839، 840، 842، 847، 848، 849، 850، 851، 852، 853، 854، 855، 856 إلى 862، 868، 870، 872، 873، 875، 876، 878، 879، 1275، 1277، 1278، 1279، 1280، 1281، 1282، 1283، 1284، 1285، 1286، 1287
المهدى في 273 حديثا ب 1 ح 69 (و فيه: منا مهدى هذه الامة له غيبة (هيبة) موسى و بهاء عيسى و حلم (حكم) داود و صبر ايوب)، 72، 80، 81، 95، 125، 127، 129، 132، 134، 136، 143، و ب 2 ح 149، 153، 158، 159، 161، 162، 164، 167، 168، 169، 170، 175، 176، 177، 178، 183، 191، 206، 212، 216، 219، 221، 223، 227، 229، 233، 234، 253، 254، 258، 259، 264، 265، 266، 268، 269، 271، 273، 282، 283، 285، 287، 288، 289، 296، 299 (و فيه: خلف الائمة الماضين و الامام الزكي الهادي المهدي)، و ب3 ف 1 ح 318، 320، 323، 324، 325، 329، 332، 339، 346، 349، و ف 2 ح 358، 359، 360، 362، 363، 364، 368، 369، 372، 378، 380، 381، 392، 393، 394، 395، 399، 403، 404، 405، 414، 417، 418، 419، 420، 421 (و الحديث الشريف مشتمل على المطالب العالية الغالية و فيه: فنحن انوار السماء و انوار الارض فبنا النجاة، و منا مكنون العلم، و إلينا مصير الامور، و بمهديّنا تنقطع الحجج، خاتمة الائمة و منقذ الامة و غاية النور، و مصدر الامور، فنحن افضل المخلوقين و اشرف الموحدين و حجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تم
ص: 250
قبض على عروتنا)، 424، 425، 426، 427، 429، 430، 432 (و فيه عدة من القابه و اوصافه الشريفة)، 433، 434، 439، 440، 442، 443، 444، 446، 447، 449، 450، 452، 453، 454، 455، 456، 459، 460، 462، 466، 467، 469، 470، 472، 480، و ف 3 ح 483، 487، 488، 489، 490، و ف 4 ح 491، 493، 495، 497، 498، و ف 5 ح 500، 501، 502، 504، 507، و ف 6 ح 510، 512، 513، 514، 515، و ف 7 ح 516، 517، 518، 519، 520، 521، 522، 523، 524، و ف 8 ح 526، 527، و ف 9 ح 530، و ف 10 ح 532، و ف 13 ح 543، و ف 17 ح 550، و ف 19 ح 557، و ف 21 ح 563، 565 (و فيه: الخلف الصالح ... و هو صاحب الزمان و هو المهدي)، و ف 22 ح 577، و ف 26 ح 589، 590، و ف 32 ح 647، 651، و ف 40 ح 695، و ف 41 ح 697، و ف 42 ح 702، 712، و ف 45 ح 722، 723، 724، 725، و ف 46 ح 726، 731، 732، 733، 734، 735، و ف 47 ح 747، و ف 49 ح 757، 758، 759، 760، 764، 765، 766، 767، 768، 769، 770، 771، و ف 50 ح 772، 773، 774، 775، 776، 777، 778، 780، و ف 51 ح 781، 782، 783، 785، و ب 7 ف 1 ح 901، و ف 2 ح 908، 909، 911، 912، 933، 939، 941، و ف 3 ح 957، 958، 975، 978، و ف 4 ح 983، 985، 987، 998، 999، 1000، 1001، 1005، 1006، و ف 5 ح 1017، 1018، 1019، 1020، و ف 6 ح 1027، 1028، 1029، 1041، 1043، و ف 8 ح 1093، و ف 10 ح 1107، 1109، و ف 11 ح 1116، 1117، 1118، و ب 8 ف 1 ح 1119، 1120، 1121، و ف 3 ح 1128، و ف 4 ح 1131، 1132، 1136، 1138، و ف 5 ح 1139، 1140، و ف 10 ح 1176، و ف 11 ح 1178، و ب 9 ف 1 ح 1188، 1189، 1192، و ف 2 ح 1193، و ب 10 ف 1 ح 1196، 1197، 1198، 1199، 1200، 1201، و ف 2 ح 1211، و ف 3 ح 1213، 1214، و ب 11 ف 1 ح 1215، 1216، و ب 12 ح 1234، و ف 3 ح 1246، القائم في 361 حديثا ب 1 ح 70، 91، 109، و ب 2 ح 154، 155، 156، 157، 158،162، 163، 165، 173، 181، 205، 207، 208، 209، 210، 211، 212، 213، 214، 215، 217، 218، 220، 222، 224، 225، 226، 228، 229، 230، 231، 232، 235، 236، 237، 238 (و فيه: قائمهم امامهم اعلمهم احكمهم افضلهم)، 239، 240، 241، 244، 249، 254، 255، 257، 264، 265، 267 (و فيه: القائم الخلف)، 268، 270، 272، 275، 276، 284، 285، 287، 290، 291، 293، 294، 295، 296، 302، 303 (و فيه: القائم السابق منهم بالخيرات مفترض الطاعة صاحب الزمان)، 305 (و فيه: حجة اللّه القائم بامر اللّه المنتقم من اعداء اللّه)، و فى ب 3 ف 1 ح 310، 322، 324، 326، 327، 328، 331، 336، 342، 343، 345، 347، 348، 350، 351، 352، 411، 424، 425، 432، 434، 446، 450، 459، 470، 471، 474، 475، 476، و ف 4 حديث 499، و ف 5 ح 506، و ف 6
ص: 251
ح 511، و ف 7 ح 525، و ف 11 ح 534، 536، 538، 539، 540، 541، و ف 13 ح 544، 545، و ف 15 ح 547، و ف 17 ح 551، 553، 554، 556، و ف 19 ح 557، و ف 20 ح 558، 559، و ف 21 ح 563، و ف 23 ح 575، و ف 24 ح 578، 579، و ف 25 ح 581، و ف 26 ح 590، 592، 593، 596، 598، و ف 27 ح 599، 600، 601، 603، 604، 606، و ف 28 ح 608، 609، 610، 612، 619، 621، 622، 624، 625، 627، 628، و ف 29 ح 635، و ف 30 ح 640، و ف 31 ح 641، 642، 643، 644، و ف 32 ح 645، 646، 649، 650، و ف 33 ح 653، 654، 658، و ف 34 ح 660، 661، 664، 665، و ف 35 ح 666، 667، و ف 36 ح 669، 670، 671، 672، 673، 674، 675، 676، 677، 678، 679، 680، 681، و ف 39 ح 686، 688، و ف 40 ح 692، 693، 694، 696، و ف 42 ح 703، 704، 705، 707، 708، 709، 710، 711، و ف 46 ح 726، و ف 47 ح 736، 738، 739، 740، 741، 742، 743، 744، 745، 746، و ب 7 ف 1 ح 900، 903، 904، 905، 906، 907، و ف 2 ح 932، 933، 936، 939، 941، و ف 3 ح 957، 958، 959، 960، 962، 963، 964، 966، 967، 968، 972، 976، 977، 978، 979، 980، 981، و ف 4 ح 991، 992، 993، 994، 995، 996، 1002، 1003، 1012، 1013، 1014، و ف 5 ح 1022، 1023، و ف 6 ح 1040، 1043، 1044، 1045، 1055، 1059، 1060، 1061، 1062، و ف 7 ح 1083، و ف 8 ح 1087، 1093، و ف 9 ح 1094، 1095، 1096، 1097، 1098، 1099، 1100، 1101، 1102، و ف 10 ح 1104 (و فيه:
امير الامرة و قاتل الكفرة السلطان المأمول)، 1105، 1106، 1108، 1110، و ف 11 ح 1113، 1114، 1115، 1117، و ب 8 ف 1 ح 1122، و ف 2 ح 1123، 1124، 1125، 1126، و ف3 ح 1129، و ف 4 ح 1133، 1134، 1137، 1138، و ف 5 ح 1141، 1142، 1143، 1144، 1145، 1146، 1147، 1148، 1149، 1150، 1151، و ف 6 ح 1153، 1154، و ف 7 ح 1156، 1157، 1158، 1160، و ف 8 ح 1166، و ف 9 ح 1168، 1169، و ف 10 ح 1173، 1175، 1176، و ف 12 ح 1179، 1180، 1182، 1183، و ف 13 ح 1184، 1185، 1186، و ب 9 ف 1 ح 1190، 1191، و ف 2 ح 1194، و ب 10 ف 1 ح 1202، 1203، 1204، و ف 2 ح 1205، 1209، و ب 11 ف 1 ح 1217، 1218، 1219، و ف 2 ح 1221، 1222، 1223، 1228، 1229، 1232، 1233، 1235، 1237، 1238، 1240، و ف 3 ح 1241، 1242، 1243، 1244، 1247، و ف 4 ح 1252، 1253، 1254، 1255، 1256، 1260، 1264، 1266، 1267، 1271، و ف 5 ح 1272، 1273، 1274، 1276، و ف 6 ح 1277.
ص: 252
الحجة، حجة اللّه و فيه 36 حديثا ج 1: ح 242، 243، 244، 245، 246، 247، 248، 249 (و فيه: له هيبة موسى و حكم داود و بهاء عيسى)، 250، 251، 252، 256، 257، 260، 262، 263، 270، 274، 276، 277، 278، 287، 290، 292، 293، 294، 295، 296، 300، 301، 304، 305، 307، 309
ج 2: ح 556، 563.
صاحب الأمر، صاحب الزمان و فيه 24 حديثا ج 1: ح 271، 303 ج 2: ح 601، 602، 605، 607، 612، 615، 617، 620، 623، 629، 630، 632، 650، 656، 657، 662، 663، 681، 687، 689، 690، 1146 المنتظر و فيه 8 أحاديث ج 1: ح 306 ج 2: ح 556، 569، 578، 598، 1093، 1241، 1274 بقية اللّه و فيه 8 أحاديث ج 1: ح 245 ج 2: ح 327، 547، 564، 936، 1105 (و لكن المحتمل جدا كونه و ما قبله أى ح 936 واحدا، و ان كان الاول مرويّا عن ابى جعفر و الثاني عن ابي عبد اللّه عليهما السلام، و اللّه سبحانه هو العالم)، 1273، 1276 هذا و ليعلم ان ألقابه على ما يستفاد من الاحاديث بل و الآيات الكريمة كثيرة جدا لسنا بصدد استقصائها، منها خليفة اللّه، و يعسوب الدين، و الخلف الصالح، و صاحب الغيبة، و المنتقم و غيرها، و كل إلى ذاك الجمال يشير، لا جمال فوق جماله الا جمال اللّه تعالى ربّ العالمين. كحّل اللّه ابصارنا بتراب مقدم خواصّه و اصحابه- بابى هم و امّى- و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على الأنبياء و المبشرين به، سيّما سيدهم و خاتمهم ابى القاسم محمد و آله الطاهرين.
قد سقط من الفصل التاسع من الباب الثالث الحديث الرابع الى العاشر على ما يأتى 4- غيبة الشيخ: جماعة، عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن عليّ الرازي، عن محمّد بن إسحاق المقري، عن عليّ بن العبّاس المقانعي، عن بكّار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري، عن الفضيل بن الزبير قال: سمعت زيد بن عليّ يقول:
هذا المنتظر من ولد الحسين بن عليّ في ذريّة الحسين، و في عقب الحسين عليه السلام، و هو المظلوم الّذي قال اللّه: «و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليّه» قال: وليّه رجل من ذرّيته من عقبه. ثمّ قرأ: «و جعلها كلمة باقية في عقبه» «سلطانا فلا يسرف في القتل» قال: سلطانه حجّته على جميع من خلق اللّه تعالى حتّى يكون له الحجّة على الناس، و لا يكون لأحد عليه حجّة.(1)
5- غيبة النعماني: أحمد بن هوذة، عن النّهاوندي، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التفت إلى على عليه السلام فقال: أ لا أبشّرك؟
ص: 269
أ لا اخبرك؟ قال: بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا، و خبّرني أنّ القائم الّذي يخرج في آخر الزّمان، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا، من ذرّيتك من ولد الحسين عليه السلام (1).
6- الروضة: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن عيثم بن أشيم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم و هو مستبشر يضحك مسرورا، فقال له الناس: أضحك اللّه سنّك يا رسول اللّه، و زادك سرورا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّه ليس من يوم و لا ليلة إلّا و لي فيها تحفة من اللّه، ألا و إنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى. إنّ جبرئيل أتاني فأقراني من ربى السلام و قال: يا محمّد! إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من بنى هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى، و لا يخلق مثلهم فيمن بقي، أنت يا رسول اللّه سيّد النّبيين، و علىّ بن أبى طالب وصيك سيد الوصيّين، و الحسن و الحسين سبطاك سيّد الأسباط، و حمزة عمّك سيّد الشهداء، و جعفر ابن عمّك الطيار في الجنة يطيرمع الملائكة حيث يشاء، و منكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّه إلى الأرض، من ذريّة على و فاطمة من ولد الحسين عليهم السّلام.(2)
7- ينابيع المودّة: عن صاحب مشكاة المصابيح، عن أبى إسحاق قال: قال علىّ و نظر إلى ابنه الحسين عليهما السّلام: إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيخرج من صلبه رجل يسمّى باسم نبيّكم يشبهه في الخلق، و لا يشبهه في الخلق. ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرض عدلا.
قال: رواه أبو داود و لم يذكر القصّة.(3)
8- غيبة الشيخ: جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن علىّ الرازي، عن محمّد بن إسحاق المقرى، عن علىّ بن العباس، عن بكّار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: و اللّه لا يكون المهدي أبدا إلّا من ولد الحسين عليه السلام.(4)
9- الأمالى للصدوق: أبي، عن حبيب بن الحسين التغلبي، عن عبّاد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة، فقال لها: لا يدخل علىّ أحد، فجاء الحسين عليه السلام و هو طفل، فما ملكت معه شيئا حتّى دخل على النبيّ صلّى اللّه عليه
ص: 270
و آله و سلّم فدخلت أمّ سلمة على أثره، فاذا الحسين على صدره، و إذا النبي يبكي و إذا في يده شي ء يقبّله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
يا أمّ سلمة! إنّ هذا جبرئيل، يخبرني أنّ هذا مقتول، و أنّ هذه التربة الّتي يقتل عليها، فضعيه (فضعيها ظ) عندك، فإذا صارت دما فقد قتل حبيبي، فقالت أمّ سلمة:
يا رسول اللّه! سل اللّه أن يدفع ذلك عنه، قال: قد فعلت فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أنّ له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين و أنّ له شيعة يشفعون فيشفّعون، و أنّ المهدي من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين و شيعته، هم و اللّه الفائزون يوم القيامة.(1)10- كشف اليقين: الخوارزمى فى مناقبه عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين: المهديّ من ولدك.(2)
______________________________
(1) الأمالى: المجلس التاسع و العشرون ح 3؛ البحار: ج 44 ب 30 (اخبار اللّه بشهادة الحسين عليه السلام) ح 5 ص 225، و فيه: «شي ء يقلّبه».
(2) كشف اليقين: ص 344، ح 399.
و على هذا يزاد على ارقام الاحاديث من حديث 532 الى آخر الكتاب 7 رقم كما انه يزاد على عدد احاديث هذا الفصل سبعة يكون مجموعها 215 و مثله الفصل السابع و قس على ذلك ما يناسبه من الفصول و يكون مجموع ما فى الكتاب من الاحاديث 1294 حديثا، و على كل فالامر سهل واضح سواء ادرجنا هذه الاحاديث فى الارقام أم لا و الحمد للّه رب العالمين.
ص: 271
1 الإبانة لابن بطّة العكبري الحنبلي، المتوفى 387 (نقلنا عنه بواسطة كشف الأستار).
2 إبراز الوهم المكنون لأحمد بن محمّد بن الصدّيق الحضرمي، المتوفى 1380.
3 إبطال كتاب نهج الباطل للقاضى روزبهان.
4 الإتحاف بحبّ الأشراف لعبد اللّه بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي، فرغ من تأليفه سنة 1154.
5 إتحاف الخاصّة بصحيح المطبوع فى هامش الخلاصة.
الخلاصة 6 إثبات الرجعة- للفضل بن النيسابوريّ المتوفى 260 (نقلنا عنه غيبة الفضل بن شاذان بواسطة كفاية المهتدى و غيره).
7 إثبات الهداة للشيخ الحرّ العاملي، المتوفى 1104.
8 إثبات الوصيّة لأبي الحسن على بن الحسين المسعودي، المتوفى 333.
9 الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسى، المتوفى 588.
10 إحقاق الحق للقاضى نور اللّه التستري الشهيد سنة 1019.
ص: 253
11 أخبار اصفهان لأبى نعيم الاصبهاني، المتوفى 430.
12 أخبار الدول لأبي العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي الشهير بالقرماني.
13 الأخبار الدخيلة للشيخ محمّد تقى التستري.
14 الاختصاص المنسوب إلى شيخنا المفيد، المتوفى 413.
15 الإذاعة للسيّد محمّد صديق بن حسن، المتوفى 1307.
16 الأربعين للحافظ أبى الفتح محمّد بن أبى الفوارس (مخطوط).
17 الأربعين للعلّامة المجلسي، المتوفى 1110.
18 الأربعين للمولى محمد طاهر القمى.
19 الأربعين- كفاية المهتدى للمير محمّد بن محمّد المير لوحي الحسيني الاصفهاني المعاصر للعلامة المجلسى قدّس سرّه (مخطوط).
20 الإرشاد للشيخ المفيد المتوفى 413.
21 إرشاد القلوب لأبي محمّد الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي.
22 استقصاء النظر لكمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني المتوفى 679.23 الاستنصار للكراجكي، المتوفى 449.
24 الاستيعاب لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ التمري القرطبي المالكي، المتوفى 463.
25 اسد الغابة لعزّ الدين أبى الحسن علىّ بن محمّد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الجزري، المتوفى 630.
26 إسعاف الراغبين للشيخ محمّد بن عليّ الصبّان، المتوفى 1206.
27 الإشاعة لأشراط الساعة للشريف محمّد بن رسول الحسيني البرزنجي، المتوفى 1103 بالمدينة.
28 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني الشافعي، المتوفى 853.
29 اصالت مهدويت للمؤلف.
30 اعتقادات الصدوق للشيخ الصدوق المتوفى 381.
31 الاعتماد فى شرح رسالة للفاضل المقداد، المتوفى 826، و الرسالة للعلامة واجب الاعتقاد الحلّي (قدّس سرّه).
32 الإعلام بحكم عيسى عليه السلام لجلال الدين السيوطى المتوفى 911، المطبوع ضمن الحاوي للفتاوى.
33 إعلام الورى لأمين الإسلام أبي عليّ الطبرسي، المتوفّى 548.
بأعلام الهدى 34 أعيان الشيعة للسيد الأمين العاملي.
35 الإقبال للسيد رضي الدين ابن طاوس، المتوفى 664.
ص: 254
36 إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري، المتوفى 1333.
37 الأمالى للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
38 الأمالى للشيخ المفيد، المتوفى 413.
39 الأمالى للشيخ الطوسى، المتوفى 460.
40 الأمالى الخميسية لأحد من علماء الزيديّة.
41 الامامة و التبصرة لعليّ بن الحسين بن بابويه القمى والد الشيخ الصدوق، المتوفى 329.
42 امامت و مهدويت للمؤلف.
43 الانسان الكامل للنّسفي.
44 الإنصاف للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.
45 أنوار التنزيل- تفسير البيضاوي.46 الأنوار النعمانية للسيد نعمة اللّه الجزائري، المتوفى 1112.
47 أنيس الأعلام لمحمّد صادق فخر الإسلام، المتوفى قبل سنة 1330.
48 إيضاح الإشكال للحافظ عبد الغني بن سعيد (نقلنا عنه بواسطة العبقات).
49 إيقاظ الهجعة للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.
ب 50 بحار الأنوار للمولى محمد باقر العلّامة المجلسي، المتوفى 1110.
51 البرهان على صحّة طول للكراجكي، المتوفى 449.
عمر الامام صاحب الزمان عليه السلام 52 البرهان في علامات لعلاء الدين عليّ بن حسام الدّين، الشهير بالمتّقي الهندي، مهديّ آخر الزّمان نزيل مكّة المشرّفة، المتوفى 975.
53 بشارة الإسلام للسيد مصطفى الكاظمي، آل السيد حيدر، المتوفى حدود 1336.
54 بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لعماد الدين الطبري من أعلام القرن السادس.
55 بصائر الدرجات لأبى جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار المتوفى 290.
56 البلد الأمين للشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي، المتوفّى 905.
57 بهجة الأبرار فى أحوال للشيخ محمد على الزاهد المعروف بالشيخ على الحزين، المعصومين الاطهار المتوفى 1181.
58 بهجة النّظر للسيد هاشم البحراني المتوفى 1107 أو 1109.
59 البيان في أخبار لأبى عبد اللّه محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجيّ الشافعي، صاحب الزّمان عليه السلام المتوفى 658.
ص: 255
60 البيان و التبيين للجاحظ، المتوفى 255.
61 بين يدي الساعة للدكتور عبد الباقى أحمد محمّد سلامة.
ت 62 تأويل الآيات الباهرة للسيد شرف الدين على الحسينى الأسترآبادي من أعلام القرن العاشر.
63 تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري، المتوفى 276.
64 تاج العروس
65 التاج الجامع للاصول للشيخ منصور على ناصف من علماء الازهر و مدرّس الجامع الزينبي.
66 تاريخ ابن عساكر لأبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي، المتوفى 527.
67 تاريخ بغداد لأبى بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي، المتوفى 463.
68 تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، المتوفى 911.
69 تاريخ الطبري لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى 310.70 تاريخ قم للحسن بن محمد بن الحسن القمي من علماء القرن الرابع.
71 تاريخ المدينة المنوّرة لابي زيد عمر بن شبّة البصري، المتوفى 262.
72 تاريخ مواليد الائمّة لابن الخشّاب.
73 تبصرة الوليّ فيمن رأى للسيد هاشم البحراني المتوفى 1107 أو 1109.
القائم المهدي عليه السلام
74 التبيان في تفسير القرآن للشيخ أبي جعفر الطوسي، المتوفى 460.
75 تبيين المحجّة إلى تعيين للحاج ميرزا محسن آقا التبريزي، المتوفى 1352.
الحجّة
76 التجريد للمحقق الطوسي، المتوفّى 672.
77 التحصين في صفات لجمال الدين ابن فهد الحلي، المتوفى 850.
العارفين 78 تحفة الأحوذي بشرح للحافظ أبي العلى محمّد بن عبد الرحمن المباركفوري، جامع الترمذي المتوفى 1353.
79 تحقيق الفرقة الناجية
80 التذكرة بأحوال الموتى مختصر تذكرة القرطبي.
و أمور الآخرة 81 تذكرة الحفّاظ لأبي عبد اللّه شمس الدين الذهبي، المتوفى 748.
82 تذكرة الخواصّ لأبي المظفّر يوسف شمس الدين الملقّب بسبط ابن الجوزي المتوفّى 654.
83 تذكرة الطّالب فيمن رأى الإمام الغائب عليه السلام.
ص: 256
84 التصريح بما تواتر في للمحدّث الكبير محمّد أنور شاه الكشميري، المتوفى نزول المسيح عليه السلام 1352.
85 تفسير آلاء الرحمن للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغى، المتوفّى 1352.
86 تفسير الآلوسى- روح المعاني.
87 تفسير ابن كثير للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي، المتوفى 774.
88 تفسير أبي الفتوح- روض الجنان و روح الجنان.
89 تفسير البحر المحيط.
90 تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني.
91 تفسير الجواهر للشيخ الطنطاوي الجوهري.
92 تفسير روح البيان- روح البيان.93 تفسير السدّي (نقلنا عنه بواسطة الطرائف).
94 تفسير الصافى للمولى محسن الفيض الكاشانى، المتوفى 1091.
95 تفسير الطبري لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفى 310.
96 تفسير العياشى لمحمّد بن مسعود العيّاشي من أعلام القرن الثالث.
97 تفسير الفرات لفرات بن إبراهيم الكوفى من أعلام القرن الثالث.
98 تفسير القرطبى- جامع لمحمد بن أحمد بن أبى بكر الأنصاري أحكام القرآن القرطبى، المتوفى 668 أو 671.
99 تفسير القمى لعلى بن إبراهيم بن هاشم، من أعلام القرن الثالث.
100 التفسير الكبير للفخر الرازى.
101 تفسير الكشاف لأبى القاسم جار اللّه محمود الزمخشري الخوارزمي، المتوفى 528.
102 تفسير كنز الدقائق للشيخ محمّد بن محمّد رضا القمى المشهدي من أعلام القرن الثاني عشر.
103 تفسير مجمع البيان لأمين الإسلام أبي علي الطبرسي، المتوفى 548.
104 تفسير محمّد بن العباس (نقلنا عنه بواسطة تأويل الآيات).
105 تفسير نور الثقلين للمحدث عبد على بن جمعة العروسي الحويزي، المتوفّى 1112.
106 تفسير النيشابوريّ- غرائب القرآن.
107 التفضيل لأبي الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي، المتوفّى 449.
108 تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي، المتوفى 447.
ص: 257
109 تكاليف الانام
110 تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي.
111 تلخيص المستدرك لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبى، المتوفى 848.
112 تنبيه الخواطر- مجموعة ورّام.
113 تنزيه الشريعة (نقلنا عنه بواسطة فردوس الأخبار).
114 تهذيب التهذيب لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى 852.
115 التهذيب للشيخ الطوسى، المتوفى 460.
116 تهذيب ابن قيّم الجوزيّة المتوفّى 751، و هو تهذيب سنن أبي داود.
117 التوحيد للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
118 التوراة119 التيسير بشرح الجامع لعبد الرءوف المناوي الشافعي، المتوفى 1031.
الصغير 120 تيسير الوصول إلى جامع لعبد الرّحمن بن علي المعروف بابن الديبع الشيباني الاصول الزبيدي الشافعي، المتوفّى 944، اختصر به جامع الاصول لابن الأثير الجزري.
ث 121 الثاقب فى المناقب- للشيخ عماد الدين أبى جعفر محمّد بن عليّ ثاقب المناقب بن حمزة المشهدي المعروف بابن حمزة، المتوفّى بعد 585.
ج 122 الجامع لأحكام القرآن لأبى عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي، المتوفّى 671 أو 668.
123 جامع الأصول لابن الأثير الجزري الشافعي، المتوفّى 606.
124 الجامع الصغير لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطى، المتوفى 911.
125 الجرح و التّعديل لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المتوفّى 327.
126 الجعفريات أو الأشعثيات لمحمّد بن محمّد بن الأشعث أبي عليّ الكوفى، من أعلام القرن الرابع.
127 جمال الاسبوع للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.
128 جمع الجوامع- الجامع لجلال الدين السيوطى، المتوفى 911 و هو الاصل لكتاب الكبير كنز العمّال.
129 جمع الفوائد في الجمع بين لمحمّد بن محمّد بن سليمان السوسي المغربي، نزيل الكتب الخمسة و الموطّأ الحرمين، المتوفّى 1094.
130 الجمع بين الصّحيحين للحميدى، المتوفّى 488.
131 الجنّة الواقية للشيخ ابراهيم الكفعمى، فرغ منه سنة 895.
132 جنّة المأوى للمحدث النوري، المتوفّى 1320.
ص: 258
133 جوامع الجامع لأمين الإسلام الطبرسي، المتوفّى 548.
134 الجواهر المضيئة
135 جواهر الأولياء للسيّد باقر بن سيد عثمان بخاري، المطبوع سنة 1396.
136 جواهر العقدين للسيّد نور الدين أبي الحسن المدني الشافعي، المتوفى 911 (مخطوط).
137 جواهر الكلام
ح 138 حاشية السندي على ابن ماجة
139 حاشية الفتح المبين للشيخ حسن بن على المدابغي الشافعي، المتوفّى 1170.و الفتح المبين في شرح الأربعين لرضي الدين ابن حجر المكّي، المتوفى 1041 شرح للأربعين النووية.
140 حق اليقين للسيد الشبّر.
141 حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني المتوفّى 1107 أو 1109.
142 حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني.
خ 143 الخرائج لقطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة اللّه الراوندي، المتوفى 573.
144 الخصال للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
د 145 دار السلام للشيخ محمود العراقي الميثمي من تلامذة الشيخ الأنصاري قدّس سرّه.
146 الدر المنثور للسيوطى، المتوفى 911.
147 الدر النثير لجلال الدين السيوطى.
148 الدرّ المنظّم
149 الدرّة المضيئة (المنظومة).
150 الدروس الشرعية فى للشهيد الأوّل، المستشهد سنة 786.
فقه الإماميّة
151 دستور معالم الحكم للقاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي الفقيه الشافعى، المتوفى 454.
152 الدعوات للقطب الراوندي.
153 الدّلائل للشيخ أبي العباس الحميري من أعلام القرن الثالث.
154 دلائل الإمامة لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري من علماء حدود المائة الرابعة.
155 دليل سامرّا ليونس الشيخ إبراهيم السامرّائي.
156 الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
157 ديوان الشيخ خالد النقشبندي
ص: 259
ذ 158 ذخائر العقبى لمحبّ الدين أبي العباس أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الطبري، شيخ الحرم المكّي، المتوفّى 694.
159 الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آقا بزرگ الطهرانى.
160 ذكر أخبار اصبهان لأبي نعيم الاصبهانى، المتوفّى 430.
ر 161 رجال الشيخ للشيخ الطوسي، المتوفى 460.162 رجال الكشى- اختيار للشيخ الطوسى.
معرفة الرجال
163 الردّ على الزيدية لأبى عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدّوريستي.
164 روح البيان للشيخ إسماعيل حقّي افندى.
165 روح المعانى لمفتي بغداد شهاب الدين الآلوسي، المتوفّى 1270.
166 روض الجنان و روح الجنان للشيخ أبى الفتوح الرازي، من أعلام القرن السادس.
167 الروض الأنف
168 روضة الأحباب للسيد جمال الدين عطاء اللّه بن السيّد غياث الدين فضل اللّه المحدّث، المتوفّى 1000.
169 روضة الصّفا لمير خواند المورّخ محمّد بن خاوندشاه بن محمود، المتوفّى 903.
170 روضة المتّقين للمولى محمد تقي المجلسي.
171 روضة المناظر فى أخبار الأوائل و الأواخر لأبي الوليد محمد بن الشحنة الحنفي.
172 روضة الواعظين للفتّال النيسابوري، الشهيد سنة 508.
173 الرياض الزاهرة فى فضل لعبد اللّه بن محمد المطيري الشافعي (نقلنا عنه بواسطة آل بيت النّبي و عترته كشف الأستار).
الطاهرة
174 رياض السالكين للسيد على خان المدني، المتوفّى 1120.
س 175 سبائك الذهب في معرفة لأبي الفوز محمّد أمين البغدادي الشهير بالسويدي.
قبائل العرب
176 السراج المنير للخطيب الشربيني.
177 السلطان المفرّج عن للسيد بهاء الدين عبد الكريم النيلي النجفي شيخ أبي أهل الإيمان العباس أحمد بن فهد الحلّي.
178 سنن ابن ماجة لأبى عبد اللّه محمّد بن يزيد بن عبد اللّه بن ماجة القزويني المتوفى 273.
ص: 260
179 سنن أبي داود لأبي داود سليمان بن الأشعر السجستاني، المتوفّى 275.
180 سنن الترمذي لأبي عيسى محمّد بن سورة، المتوفّى 279.
181 سنن الدارقطني لأبي الحسن على بن عمر بن أحمد البغدادي، المتوفى 385.
182 سنن الدارمي للحافظ عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، المتوفى 255.183 السنن الواردة في الفتن (سنن الدانى) لعمر بن سعيد المقري الدانى.
184 السيرة الحلبيّة لعليّ بن برهان الدين الحلبي الشافعي.
ش 185 شذرات الذهب لأبي الفلاح عبد الحيّ بن عماد الحنبلي، المتوفى 1089.
186 شرح الأخبار للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي، المتوفى 363.
187 شرح الديوان للحسين بن معين الدين الميبدي، المتوفى 870.
188 شرح سنن الترمذي لابن العربى.
189 شرح السيرة
190 شرح صحيح مسلم لأبي زكريا يحيي بن شرف النووي، المتوفى 676.
191 شرح غاية الأحكام
192 شرح المسند لأحمد شاكر.
193 شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني، المتوفّى 793.
194 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، المتوفى 655.
195 شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني، المتوفى 699.
196 شرح نهج البلاغة للشيخ محمّد عبده، مفتي الديار المصرية، المتوفّى 1323.
197 شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي النيسابوري من أعلام القرن الخامس.
198 شمائل الرسول للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، المتوفى 774.
ص 199 صحيح ابن حبّان
200 صحيح ابن خزيمة لمحمّد بن إسحاق النيشابوري، المتوفى 311 (مخطوط).
201 صحيح البخاري لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، المتوفّى 256.
202 صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري، المتوفى 261.
203 الصراط المستقيم للشيخ زين الدين علي بن يونس العاملى النباطي البياضى، المتوفى 877.
204 صفات الشيعة للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
205 صفة المهدي للحافظ أبي نعيم الاصفهاني، المتوفّى 430.
ص: 261
206 الصواعق المحرقة لشهاب الدّين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي، نزيل مكّة المشرّفة، المتوفّى 974.
ط 207 الطرائف للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.
ع 208 عبقات الأنوار للسيد المير حامد حسين الهندي، المتوفّى 1306.209 العبقريّ الحسان للحاج شيخ على أكبر النهاوندي.
210 العدد القويّة لدفع لعلي بن يوسف بن المطهر الحلّي من أعلام القرن الثامن المخاوف اليومية و هو أخو العلامة الحلّي.
211 العرائس في قصص الأنبياء لأبى إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري الثعالبي، المتوفى 427.
212 العرف الوردي لجلال الدين السيوطي، المتوفّى 911.
213 العطر الوردي بشرح للأديب محمّد البلبيسي بن محمّد الشافعي المصري، القطر الشهدي المتوفى بعد 1308.
214 عقد الدرر ليوسف بن يحيى المقدّسي الشافعي من علماء القرن السابع.
215 العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي، المتوفّى 328.
216 علامات القيامة الكبرى لعبد اللّه حجّاج من المعاصرين.
217 علل الشرائع للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.
218 العمدة لأبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد البطريق الحلّي، المتوفّى 600.
219 العوالم للمحدّث الشيخ عبد اللّه البحراني الاصفهاني.
220 العوالي للحافظ أبي نعيم الاصفهاني، المتوفّى 430.
221 عون المعبود في شرح سنن لأبى الطيب محمّد شمس الحق العظيم آبادى، المتوفّى أبي داود 1329.
222 عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.
223 عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب من علماء القرن الخامس.
غ 224 الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي، المتوفّى 283.
225 غالية المواعظ لخير الدين أبي البركات نعمان بن محمود الآلوسي الحنفي، المتوفّى 1317.
226 غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار
227 غاية المأمول شرح التاج للشيخ منصور علي ناصف من علماء الأزهر و مدرس الجامع الزينبي.
228 غاية المرام للسيد هاشم البحراني، المتوفّى 1107 أو 1109.
229 الغدير للعلّامة الأميني، المتوفّى 1390.
230 غرائب القرآن للحسن بن محمد النيسابوريّ الشهير بالنظام، من علماء المائة التاسعة.
ص: 262
231 الغيبة للشيخ الطوسي، المتوفى 460.
232 غيبة الفضل بن شاذان (نقلنا عنه بواسطة كفاية المهتدي).
233 غيبة النعماني لأبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني المعاصر للكليني.
ف 234 الفتاوى الحديثيّة لشهاب الدّين ابن حجر الهيثمي، المتوفّى 974.
235 فتح الباري في لابن حجر العسقلاني المتوفّى 852.
شرح البخاري
236 الفتح الربّاني
237 الفتن لأبى صالح السليلى الّذي تاريخ كتابته سنة 307 و ينقل عنه السيد ابن طاوس فى الملاحم و الفتن.
238 الفتن لنعيم بن حماد من مشايخ الستّة سوى النسائي و جماعة كثيرة أخرى المتوفى سنة 228 أو 229. (مخطوط)
239 الفتن و الملاحم نهاية البداية و النهاية في الفتن و الملاحم لابن كثير الدمشقي، المتوفّى 774.
240 الفتوحات الإسلاميّة للسيّد أحمد بن السيّد زيني دحلان، المتوفّى 1304.
241 الفتوحات المكيّة لمحمّد بن علي المعروف بمحيى الدين ابن عربى، المتوفى 638.
242 فرائد السمطين لشيخ الإسلام الحموئى الخراساني، المتوفّى 732.
243 فرج المهموم للسيد ابن طاوس.
244 فردوس الأخبار للحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، المتوفّى 509.
245 الفصول العشرة فى الغيبة للشيخ المفيد، المتوفّى 413.
246 الفصول المهمّة لعليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكيّ الشهير بابن الصبّاغ، المتوفى 855.
247 الفضائل لأبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمّي، ألفه سنة 558.
248 فضائل الصحابة للسمعاني.
249 فلاح السائل للسيد ابن طاوس.
250 الفهرست للشيخ الطوسي، المتوفّى 460.
251 الفهرست لابن النديم.
252 فهرس النجاشي لأحمد بن عليّ بن العبّاس النجاشي، المتوفّى 450.
253 فوائد الأخبار
ص: 263
254 الفوز و الأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام قصيدة للشيخ البهائى، المتوفى 1031، مطلعها «سرى البرق من نجد فجدّد تذكاري».
255 فيض القدير في شرح الجامع الصغير لعبد الرءوف المناوي، المتوفى 1301.
ق 256 قرب الإسناد لعبد اللّه بن جعفر الحميري من أعلام القرن الثالث
257 قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي، المتوفّى 573.
258 القطر الشهدي منظومة نظمها شهاب الدين أحمد بن إسماعيل الحلواني الشافعي، المتوفى 1308.
259 القول المختصر
ك 260 الكافي لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، المتوفّى 329.
261 الكافي لأبي الصلاح الحلبي.
262 كامل الزيارات لجعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه، المتوفّى 368.
263 الكامل في السقيفة لعماد الدين الطبري من أعلام القرن السابع.
264 الكامل في التاريخ لمعزّ الدين أبي الحسن على بن أبى الكرم الشيباني المعروف بابن الأثير، المتوفى 630.
265 كتاب سليم بن قيس لأبي صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي التابعي، المتوفّى حدود سنة 70 أو 90.
266 كتاب فضل بن شاذان- غيبة فضل بن شاذان.
267 كشف الأستار للمحدّث النوري، المتوفّى 1320.
268 كشف الحق (الأربعين) للأمير محمّد صادق بن السيّد محمّد رضا الخاتون آبادي الاصفهاني، المتوفّى 1272.
269 كشف الظنون لملّا كاتب چلپى.
270 كشف الغمّة لأبي الفتح علي بن عيسى الأربلي، فرغ من تصنيفه سنة 687.
271 كشف المحجّة للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.
272 كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام للعلّامة الحلّي، المتوفّى 726.
273 كفاية الأثر لأبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز الرازي، و يقال له القمي، من تلامذة الصدوق.274 كفاية الطالب فى مناقب على بن أبى طالب عليه السلام لأبي عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، المتوفى 658.
275 كفاية المهتدي (الأربعين) للمير محمّد بن محمّد المير لوحي الحسيني الاصفهانى المعاصر للعلّامة المجلسي (قدّس سرّه).
ص: 264
276 الكلم الطيّب للسيّد علي خان المدني شارح الصحيفة، المتوفّى 1120.
277 كمال الدين لأبي جعفر الشيخ الصدوق، المتوفى 381.
278 كنز الفوائد للكراجكي، المتوفّى 449.
279 كنز العمّال للمتقي الهندي، المتوفّى 975.
280 كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق لعبد الرءوف المناوي، المتوفى 1031.
281 كنوز النّجاح
ل 282 لسان العرب لابن منظور.
283 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، المتوفّى 852.
284 لوائح الأنوار البهية لشمس الدين محمّد السفاريني النابلسي، المتوفى 1188.
285 اللوامع الالهيّة لمقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي، المتوفى 826.
286 لوامع صاحبقرانيه للمولى محمّد تقى المجلسى.
287 لوامع العقول في شرح كلاهما للشيخ ضياء الدين أحمد بن مصطفى راموز الأحاديث الكموشخانه اى، المتوفى 1311.
م 288 مائة منقبة- المناقب المائة لابن شاذان من أعلام القرن الخامس.
289 ما نزل من القرآن في لمحمّد بن العبّاس من أعلام القرن الثالث و الرابع (نقلنا عنه أهل البيت عليهم السلام بواسطة تأويل الآيات).
290 متشابه القرآن و مختلفه لرشيد الدّين محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني، المتوفّى 583.
291 المجازات النبويّة للشريف الرضي جامع نهج البلاغة، المتوفى 404 أو 406.
292 المجالس السنيّة للسيد الأمين العاملي.
293 مجلّة الهلال الجزء الخامس من السنة الثامنة و الثلاثين، مارس 1930.
294 مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحى، المتوفّى 1085.
295 مجمع البيان لأمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفى 548.296 مجمع الزوائد للحافظ نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي، المتوفّى 807.
297 محاكمه در تاريخ آل محمّد عليهم السلام للقاضى بهلول بهجت افندى.
298 المحاسن لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، المتوفى 274 أو 280.
299 المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.
300 المحجّة فيما نزل في القائم الحجة للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.
ص: 265
301 المحكم و المتشابه للسيد الشريف المرتضى، المتوفّى 436.
302 المحلّى لابن حزم
303 مختصر بصائر الدرجات للشيخ حسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.
304 مختصر تذكرة القرطبي- التذكرة بأحوال الموتى و أمور الآخرة، للشعراني المتوفّى 976
305 مختصر سنن أبي داود للحافظ عبد العظيم زكي الدين المنذري الشافعي، المتوفى 656.
306 مختصر صحيح مسلم للحافظ عبد العظيم زكي الدين المنذرى الشافعى الدمشقى المتوفى 656.
307 مرآة العقول للعلّامة المجلسى، المتوفى 1110.
308 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لعلي بن سلطان محمّد الهروي القاري، المتوفى 1014.
309 مروج الذهب للمسعودي، المتوفّى 346.
310 المسائل الجارودية للشيخ المفيد، المتوفى 413.
311 المسائل الخمسون للفخر الرازي.
312 مسارّ الشيعة للشيخ المفيد، المتوفى 413.
313 المستدرك على الصّحيحين لأبى عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المعروف بالحاكم النيسابوري، المتوفّى 405.
314 مستدرك الوسائل للمحدث النورى، المتوفى 1320.
315 المسترشد لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي، المتوفّى أوائل القرن الرابع.
316 مسند أبي يعلى الموصلي للحافظ أحمد بن علي التميمي، المتوفى 307.
317 مسند أحمد لأبى عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، المتوفى 241.
318 المسند للحميدى، المتوفى 219.
319 مسند الطيالسي
320 مشارق الأنوار للقاضي عياض، المتوفى 544.
321 مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي.322 مشكاة المصابيح للشيخ وليّ الدين محمّد بن عبد اللّه الخطيب العمري التبريزي، من أعلام القرن الثامن.
323 مصابيح السنّة لأبي محمّد الحسين بن مسعود البغوي، المتوفّى 515.
324 مصادقة الإخوان للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
325 مصباح الشريعة منسوب إلى الامام الصادق عليه السلام.
326 المصباح لتقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي، المتوفى 905.
327 مصباح المتهجّد للشيخ الطوسى، المتوفى 460.
ص: 266
328 المصنّف للحافظ عبد الرّزاق بن همّام الصنعاني، المتوفّى 211.
329 المصنّف للحافظ ابن أبي شيبة، المتوفّى 235.
330 مطالب السئول لكمال الدين أبي سالم محمّد بن طلحة الشافعي، المتوفّى 652.
331 المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852.
332 مع الخطيب فى خطوطه العريضة.
للمؤلف.
333 معالم السنن لأبي سليمان أحمد بن محمّد الخطّابي البستي، المتوفّى 388.
334 معاني الأخبار للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
335 المعتبر للمحقق الحلّي، المتوفّى 676.
336 المعجم الصغير للحافظ الطبراني، المتوفى 360.
337 المعجم الأوسط للحافظ الطبراني، المتوفى 360.
338 المعجم الكبير للحافظ الطبراني، المتوفى 360.
339 معجم البلدان لشهاب الدين أبي عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي البغدادي، المتوفى 626.
340 معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي، المتوفّى 1413.
341 المعمّرين لأبي حاتم السجستاني.
342 مفاتيح الغيب- التفسير الكبير لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي، المتوفّى 606.
343 المفردات للراغب الاصفهاني.
344 مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الاصفهاني، المتوفّى 356.
345 مقاليد الكنوز لأحمد محمّد شاكر346 مقتضب الاثر لأحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهري، المتوفّى 401.
347 مقتل الحسين عليه السلام للحافظ الموفّق بن أحمد المكّي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم، المتوفّى 568.
348 المقدّمة لابن خلدون الاشبيلي المغربي، المتوفّى 808.
349 المكاتيب للشيخ أحمد الفاروقي النقشبندي.
350 مكارم الأخلاق لأبي نصر رضي الدين حسن بن الفضل بن الحسن.
351 مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام للسيد محمّد تقى الموسوي، المتوفّى 1348.
352 الملاحم لابن المنادي.
ص: 267
353 الملاحم و الفتن للسيد ابن طاوس المتوفى 664.
354 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، المتوفى 381.
355 المنار المنيف في الصحيح و الضعيف لابن قيم الجوزية المتوفى 751.
356 منار الهدى للمحدث الخبير الشيخ على البحراني، و قد فرغ من تأليفه سنة 1295.
357 مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي، المتوفّى 483.
358 المناقب المائة لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي ابن اخت ابن قولويه.
359 المناقب لرشيد الدين محمّد بن علي بن شهرآشوب، المتوفّى 583.
360 منتخب الأنوار المضيئة
361 منتخب كنز العمال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي، المتوفى 975.
362 المنظومة المسمّاة بالدرة المضيئة.
363 مهج الدعوات للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.
364 المهدي عليه السلام للسيد صدر الدين الصدر، المتوفّى 1373.
365 المهدىّ و المهدويّة لأحمد أمين المصري.
366 مهدي آل الرسول عليهم السّلام لعليّ بن سلطان محمّد الهروي القاري، المتوفى 1014.
367 موارد الظمآن للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفّى 807.
368 مودّة القربى للسيد عليّ بن شهاب الحسينى، نزيل الهند، المتوفّى 786.
369 موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين لمصطفى صبرى شيخ الاسلام للدولة العثمانية.
ن 370 النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر للفاضل المقداد.371 النجم الثاقب للمحدّث النوري، المتوفّى 1320.
372 نزهة الناظر و تنبيه الخاطر للحسين بن محمّد بن الحسن بن نصر الحلواني، من أعلام القرن الخامس.
373 نسمة السحر بذكر من تشيّع و شعر للشريف ضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني، المتوفى 1121.
374 نفس الرحمن فى فضائل سلمان للمحدث النوري، المتوفّى 1320.
375 نفس المهموم للمحدث القمي.
376 النكت الاعتقاديّة للشيخ المفيد، المتوفّى 413.
377 النهاية فى غريب الحديث و الأثر لابن الاثير، المتوفّى 626.
378 نهاية البداية و النهاية فى الفتن و الملاحم للحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي، المتوفى 774.
379 نهج البلاغة للسيد الشريف الرضى، المتوفّى 404 أو 406.
ص: 268
380 النوادر للفيض الكاشاني.
381 نور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي المصري، فرغ من تأليفه في رجب عام 1290.
ه 382 الهداية للحسين بن حمدان.
383 هداية السعداء في جلوة الشرفاء للقاضي شهاب الدين الجانپوري الهندي، المتوفى 849.
و 384 الوافي للفيض الكاشاني.
385 وسائل الشيعة للشيخ الحرّ العاملى، المتوفى 1104.
386 وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودى.
387 وفيات الأعيان لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلّكان، المتوفى 681.
ى 388 اليقين فى اختصاص عليّ عليه السلام بامرة المؤمنين للسيد رضى الدين ابن طاوس، المتوفى 664.
389 ينابيع المودّة للشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف بخواجه كلان الحسيني البلخي القندوزي، المتوفّى 1294.
390 اليواقيت و الجواهر للسيد عبد الوهاب الشعراني، المتوفّى 976.